الساعة الان الحادية عشر ليلا ,موعد ذهابى... هجرتى الى السرير,زوجتى فى هذا الوقت لديها طقوس خاصة بها ,لن تنام قبل ان تؤديها , كثيرا ما تعجبنى فيها تلك الطقوس , طقوس ما قبل النوم كانت قراءة القرآن وما تيسر منه ,لديها غرفة خاصة لم يأخذنى الفضول يوما لدخولها واقتحامها اردت ان اترك لها جانبا من حريتها فعش الزوجية لا يعنى ان نختنق ببعضنا ابدا...
فى ذلك اليوم سمعتها تتكلم فى غرفتها ...اثارنى الفضول لمعرفة سبب تحدثها مع نفسها ...ماذا اصابها سترك يا رب ...لم يكن معها احدا لذلك قادتنى قدماى الى باب غرفتها اتنصت اليها ....سمعتها تخاطب احدا ....وتقول له حبيبى ....يا الله !!! ايُعقل هذا ؟؟؟ هل لديها حبيب غيرى...لم استطع تكملة تصنتى عليها ذهبت مهرولا الى سريرى ودمعة تسبقنى الى وسادتى ....اخذت منديلا ومسحت دمعتى ....
عادت زوجتى الى غرفة نومنا وتمددت بجانبى وهى تخاطبنى ((حبيبى مالك نائم قبلى ؟؟)) فى حاجة ؟؟؟
غصة فى حلقى منعتنى من الاجابة حينها بعد برهة ابتسمت فى وجهها قائلا ((تأخرتى على ...اشتقت ليك ...
طبعت على جبينى قبلة وهى تقول ((تصبح على خير حبيبى ))... ووضعت دبدوبا بينى وبينها واتجهت الى الجهة الاخرى تنام ...
حبيبك؟؟؟ قبل دقائق هنالك شخص اخر تناديه حبيبك والان تقولين لى حبيبى....يا الله...!!! لم تسمعنى زوجتى فقد كنت اتكلم فى سرى ولم يسمعنى غيرى ودموعى..
بت ليلتى تلك اراجع نفسى ..هل اغضبتها يوما ؟؟؟ هل قصرت فى حقها ....لماذا تحب غيرى ....؟؟؟؟
بعد ايام وفى وقت متأخر من الليل رن جرس هاتفها ...نظرت الى الرقم ورمقتنى بنظرة ابتسام وذهبت الى غرفتها....انتظرتها نصف ساعة عادت تضحك ....لم اشأ ان اسألها خوفا من ان اُغضبها فأنا احبها كثيرا ولا اتحمل ان تغضب .....
قالت لى دون اى مقدمات انه مديرها فى الشغل ...
اى مدير هذا يتكلم فى ساعة متأخرة من ليلنا...حيث نود ان نكون معا ...لا ثالث لنا حتى الشيطان ....
اهو شيطان ام ماذا ؟؟؟؟؟
اصبح من الطبيعى ان يتصل ومن غير الطبيعى ان لا يتصل لذلك عودت نفسى وتعودت ان يشاركنى فى سماع صوتها فى وقت متأخر دوما ...
قبل تلك التلفونات كانت حياتنا تسير كما نخطط لها ....بدأت اعشق كل شئ فيها من يوم زواجى...همسها....ضجيجها....لعبها...جديتها....قوة رأسها ..
حتى اننى تعلمت ان استمع الى فنانها المفضل ...كانت تحب الاستماع الى مروان خورى وتدندن لى بين حين واخر بأغنية قصر الشوق ...
صرنا نرددها سويا :-
صوتك وجهك عطرك شعرك لمسة ايدك عمتندهلي
شايف فيكي ام ولادي شامم ريحة ارضي و اهلي
عارف خلف البحر الازرق لما الشمس تموت بتخلق
عارف انك عمري الجايي لما الماضي ببحرك يغرق
بقول بحبك قلبي بيكبر وسع الكون ويرجع يصغر
عمر فوق الرمل الدايب قصر الشوق اللي ما بيتعمر
بحلم فيكي و عم بتامل يكبر مرة الحلم ويكمل
عمر بيتي عايديكي بيت صغير يصير الأجمل
شو مشتاق لبيت صغير و انتي تحبيني مش اكتر
وشبابيك الالفة تضوي وبواب الحيرة تتسكر
دقة قلبك ترسم قلبي عمرك عمري ودربك دربي
مشتاق لوجهك يحميني يحميني من وجوه الكذبة
بقول بحبك قلبي بيكبر وسع الكون ويرجع يصغر
عمر فوق الرمل الدايب قصر الشوق اللي ما بيتعمر
بحلم فيكي و عم بتامل يكبر مرة الحلم ويكمل
عمر بيتي عايديكي بيت صغير يصير الأجمل
كان صوتها حين يخرج منها بتلك الاغنية يتحدى كل شئ لذلك عشقت الاغنية بصوتها واستمع اليها كل حين وبين الاغنية اسمعها ترددها بصوتها....
كان يعجبنى صوتها المتداخل اكثر من الاغنية نفسها...
فى كل مساء وحينما نهم بالنوم كانت تدنو من اُذنى واسمعها تردد لى :-
هوها يا هوها ....البقرة حلبوها.....بابا سافر مكة ...يجيب لنا حبة كعكة ...الكعكة فى المخزن... والمفتاح عند ال...
انام قبل ان تكمل .....
ماذا تغير فيها...وماذا تغير فى انا لكى يحدث كل هذا ..!!؟؟
اول امس رن هاتفها كالعادة ذهبت الى غرفتها...ذهبت انا الى بابها اتنصت كان هنالك ما يفجعنى ..!!
رأيتها تقول له وتحكى عن شوقها...عن ولهها به ...بعد برهة تحور حديثهما ...اصبحت تحدثه عن ما يود ان تلبسه له حين تقابله فى هذه المرة :-
:- ما رأيك فى لبسة جيب ...؟؟؟
:- حسنا أارتدى تى شيرت بلونك المفضل ؟؟؟
:- ام ارتدى بلوزة صدرها فاتح قليلا ...
:- وكيف تريد تسريحة شعرى ..؟؟؟
:- نعم ادرى انه يعجبك حتى من غير ان اسرحه ولكن حدثنى عن افضلها ...ليس لى سواك افعل لأجله كل هذا ...
اصابنى هذا بالجنون....ليتنى لم اتصنت عليها ...لم اتوقعها هكذا ....زوجتى تخوننى ...وتعُد نفسها لغيرى !!
البارحة كانت تجلس بجابنى فى الكرسى نشاهد نوعا من افلامها المفضلة لها ولى ايضا رن هاتفها فى الواحدة صباحا....لم تقم هذه المرة من مكانها ....حدثته بكل جرأة... واستطعت حتى ان اسمع صوته :-
:- هلا حبيبى ..
:- هلا عيونى وحشتينى جد ..
:- بالاكتر والله كيفك اليوم واحشنى خالص ...
:- تمام ناقصك بس ...
:- اها اتكلمت مع ابوى ؟؟؟
:- ايوا كلمته ...
:- وقال ليك شنو ....
:- قال خطوبتنا ان شاء الله يوم الخميس الجاى ...
:- ما بصدق ؟؟؟
:- والله جد...
:- ياااااااااااااااااخى بحبك...
:- وانا بموووووووووووووت فيك ...
:- حتكون احلى خطوبة فى الدنيا...
:- اكيد مش حنكون لى بعض ...
:- يلا بودعك لحدى ما نتقابل الصباح ونومى لى تمام عليك الله...
:- منو الحينوم دا خبر بيخلى الواحد ينوم معقولة بس....
خلاص نتواصل رسائل لحدى الصباح رايك شنو....
:- خلاص اتفقنا ...
:- يلا تصبحى على احلى حب...
:- تصبح احلى حبيب فى الدنيا ....
:- يلا سلام ...
:- لا اله الا الله ...
:- سيدنا محمد رسول الله..
التفتت الى زوجتى بعد التلفون وهى تمد يدها ليدى تريد ان تلمسها وصفعتها لأول مرة فى حياتى....
:- منو الكلمك دا ؟؟؟؟
:- دا ود عمى ....
:- ليه يكلمك فى وقت زى دا .؟؟؟
:- خطيبى يكلمنى فى اى وقت انت دخلك شنو ؟؟؟؟
جن جنونى فى تلك اللحظة وتمنيت لو قتلتها بيدى ...او قتلت نفسى قبل ان اسمع تلك الجملة منها ...
:- خطيبك ؟؟؟
:- ايوا خطيبى وخطوبتنا الخميس الجاى...
:- طيب وانا ؟؟؟؟
:- انت شنو ؟؟؟؟؟
:- انا مش زوجك ؟؟؟؟
:- قول بسم الله زوج شنو وكلام فاضى شنو معقولة بس انا اتزوجك انت ؟؟؟ انت جنيت ولا شنو ؟؟؟؟
تمددت على الارض ولم اقوى الا على الحديث معها...
لم تهتم بما يجرى لى تحت نظرها واخذت الريموت تتابع الفيلم كأن شيئا لم يكن..
مددت يدى بصعوبة وفصلت قابس الكهرباء اردت وضعه فى جسدى حتى اعلن نهايتى ولكنى لم استطع...
عاودت حديثى معها ..:-
:- وحبى لك الم يكن كافيا لتبقى معى ؟؟؟
:- الحب لا يصنع الزواج ...الحب مرحلة نمر بها وليس شرطا ان نوفى لأبعد حد...هو لحظة نعيشها....وقد عشتها معك ....لا يوجد نص فى الحب يجبر مرتاديه ان يتزوجا...
:- اريدك ان تبقى معى ...
:- ماذا عندك لى ؟؟؟؟
:- حبى لك اكبر من كل شئ ...
:- هو عنده وظيفة محترمة ....وسيارة ...وشقة .....
:- المال ليس كل شئ ....
:- والحب لا يساوى شيئا لدى ....
:- الم تكونى زوجتى قبل قليل والى الان ....؟؟؟
:- لا لم اكن زوجتك اطلاقا ولن اكون ماذا جرى لعقلك...
:- ولماذا انت فى بيتى اذا ؟؟؟
:- انا ؟؟؟
:- نعم ...
:- هذا ليس بيتك ...ولا يوجد بيت اصلا ....هذا فضاء حلمك كان اكبر منك....
:- لم افهم ما تقولين..
:- افهمك...
:- انت فقط احببتنى....وانا لا انكر اننى احببتك ايضا ...ولكنا لم نتزوج ...ولم نتخطب فى حياتنا....ابى يرفضك ...لا يوجد لديك ما يسعدنى ....سعادتى وجدها ابى عند شخص اخر ...ولا اراه مخطئا ابدا....
:- هل تقولين لى اننا لم نتزوج؟؟؟؟ ولم نتخطب ....فقط كانت احلام....؟؟؟
:-نعم احلام ..ويؤسفنى اننى شاركتك فيها...عبرنا تلك المساحات ونحن نحلق فيها معا بأجنحة صنعناها معا...ولن ظروفك وظروفى لم تساعدنا لنتزوج...يجب علينا ان ننفصل حالا ...
:- وحبى لكى ماذا افعل به ؟؟؟
:- يمكنك ان تحبنى للابد...لا يوجد لديك شئ تخسره...
:- ايُعقل هذا ان اعشق انثى متزوجة ؟؟؟
:- لا استطيع ان ابادلك شيئا ....وكما ترى احببت الان خطيبى ...ولا احب ان اكذب على نفسى ....
:- اخرجى من بيتى الان قبل ان اقتلك..
:- ليتك تستطيع فأنا ابعد عنك الان مئة وخمسون كيلومترا ومدينتى غير مدينتك...
:- انى اراك بجانبى !!!
:- فقط احلامك وخيالاتك هى ما دعتك لرؤيتى بجانبك...
ارجو ان لا تغضب منى ...كل شئ قسمة ونصيب ...ودعنا نكون اصدقاء ....
انقطع الصوت ....يبدو ان رصيدى لم يكن كافيا ....شعرت ببعدها عنى ....حقا تبعد عنى مئات الكيلومترات ...كان حلما لم اعد استطيع الافاقة منه بسهولة ....فى كل ليل ....وعند كل مساء اشعر بشئ ما ....يصيبنى برجفة...ارتعد عند حلول الظلام ...اتذكر ان زوجتى لم تعد لى ....عادت لرجل غيرى ....تعُد نفسها الان له ...
ليت الليل لم يعد ثانية فى حياتى...فقد صرت اكرهه بأحلامه....بوعوده الكاذبة ...بأنهيارى الذى يحدث عند كل غياب شمس جديد..
باتت لغيرى....وبت لا شئ دونها....
انها تلك المرأة ...زوجتى....وتعُد نفسها لغيرى ....
إحتراماتى وبشدة
العاقب مصباح
اهديها أيضا لجميع من يقرأها... وكان بودى أن اكتب اسماءكم هنا جميعا... لولا ضيق المساحة... اتمنى ان تكون بحجمها اللائق امام قامتكم السامقة.....
مع حبى
المفضلات