رب حـر و هو في قيد وثيق
أحبتي .. ..
إن العشق لا عمر له .. ولا لون .. ولكن طعمه متغير .. حلو عند التلاقي والوئام .. ونار مؤججة عند الخصام .. وصفه الشعراء والكتاب وما استطاعوا له وصفا دقيقاً .. .. لأن كل واحد منهم كان على ليلاه يغني ويفترض أن هذا العشق .. تعددت أسمائه وما ذلك التعدد إلا لأنه ثر متغير لا يعرف مستقر ولا قلب بعينه .. إنه يسكن كل القلوب التي فتحت أبوابها له .. .. وقد يدخلها عنوة أحياناً .. ويستقر بها سنين لا تعد ولا تحصى .
أحبتي ..
هنالك من قائل أن السنين قد تقتل الحب والعشق .. ولكن أنا أقول لا وألف لا .. فالسنين تنضر العشق .. وتزيده ولها وألقاً ومتماسكاً .. لأنه العشق الأبي .. لأنه الحب العذري .. لأنه الطهر والتجانس والانسجام .. نعم قد تعكر بعض الهفوات والشهوات والعثرات صفوه .. ولكنها عندما تصفو وتتصافى تزيده عشقا .. وتجعله هواً طليق .. ولكنه رغم أنه كذلك حر طليق إلا أنه في هذه الحرية مقيد بقلب حبيب محب عاشق متيم ولذا تجدوني اردد قول الشاعر المتيم .. إبراهيم ناجي :
لم أقيد بشيء في الهوى ++++ في حبي و في وجدي طليق
الهوى الخالص قيد وحده ++++ رب حـر و هو في قيد وثيق
أحبتي ..
لا تلوموني فرغم السنين الطوال أقول عن من هويتها وعشت معها العشق واقع ملموس :
إنها توأم روحي
ومليكة النساء ..
إنها عذبة
تنثر في كياني الحياة
وطعم الاشتهاء ..
رطبة لا تجعلني
أحس بضنك الأيام
وسهر الغرباء ..
وارفة .. آمنة
لا تجعلني أحس
بحرارة الهجير
والعناء ..
ووهج الشمس الحارق
في الصيف
على خط الاستواء ..
إنها عذبة
كالطفل الرضيع
كبسمة الظمآن
حين يجد الماء ..
//////////
تغمرني بعشقها
لحد الجنون
ولكنه جنون
لا يعرفه
إلا الأصحاء ..
لا يحتاج لرقية
ولا قراءة
ولا دعاء .. ..
فقط يحتاج
لقلب يعرف
معنى الاحتواء ..
ويعرف أن العشق
ليس له عمر
وليس له طرق
عرجاء .. ..
ولا يموت
إلا بالكبرياء .. ..
فلها أقول ... كما قال متيم بثينه جميل الشعراء :
ألم تعلمي يا عذبـة المـاء أنني ++++++++++++ أظلّ إذا لم أُسقَ مـاءك صاديا
وودت على حبّي الحيـاة لو أنّها +++++++++++ يزاد لها في عمرها من حياتيا
فما زادني الواشـون إلا صبابـة +++++++++++++ ولا زادني النّاهون إلا تماديـا
وقالـوا بـه داء عيـاء أصابـه ++++++++++++ وقد علمت نفسي مكان دوائيا
هي السّحـر إلا أنّ للسّحـر رقية ++++++++++++ وإنّي لا ألفي لها الدّهـر راقيا
أحبّ من الأسماء ما وافق اسمها ++++++++++++ وأشبهه أو كان منـه مدانيـا
أحبتي ..
عذراً .. إذ أخذتكم معي في سياحة مع العشق النبيل .. وطوافٍ بين جوانح قلبي المكبول المعلق بها رغم السنين .. فإنني أريد أن أشهدكم عهدنا .. وأعلمكم ودنا . ... وارسم معكم وبكم إطار حبنا .. فأنا يا أحبتي كما قال قيس بن ذريح الولهان :
تعلّق روحي روحها قبل خلقنا
ومن بعد ما كنّا نطافاً وفي المهد
فزاد كما زدنا فأصبح نامياً
فليس وإن متنا بمنفصم العهد
ولكنّه باقٍ على كلّ حادثٍ
وزائرنا في ظلمة القبر واللّحد
وَإِنِّيَ أَشتاقُ إِلى ريحِ جَيبِها
كَما اِشتاقَ إِدريسُ إِلى جَنَّةِ الخُلدِ
يكاد حباب الماء يخدش جلدها
إذا اغتسلت بالماء من رقّة الجلد
ولو لبست ثوباً من الورد خالصاً
لخدّش منها جلدها ورق الورد
يثقّلها لبس الحرير للينها
وتشكو إلى جارتها ثقل العقد
وَأَرحَمُ خَدَّيها إِذا ما لَحَظتُها
حِذاراً لِلَحظي أَن يُؤَثِّرَ في الخَدِّ
@@@ ولكم جميعا ودي يا أحبتي ..
عصام عبدالرحيم
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر
المفضلات