هنا مدني (الحلقة الثالثة)
قالوا البكا بحرروا أهلوا ... كان في قديم الزمان ... وعلي مر العصور و الاوان ... كان في رجل صالح .. لطيف و ظريف عمروا ما زعل زول أو أحرجوا .. الزول ده عندو راكوبة طويله و في موقع جميل و كانت الراكوبة دي ملجاء كل المحتاجين و الهاربين من الحر و الزحمة و غلاء اللكوندات .. كانت بيت الماعندو بيت .. ووطن كل المواطنين ... تجيها الطيور بالليل فتكون ملاذ أمنا لها و ترحل منها مع بزوغ الفجر بعد أن تكون قد ملاتها غناءا و زغزغه ... و ياتي لها الانسان من الصبح حتي المساء يغسل فيها احزانه و همومه و يدفن فيها كل مصائبة فيعود كما ولدته أمه ... ياتي اليها الاولاد و البنات فيعودوا محملين القا و نسمع بخطوبتهم في اليوم الثاني ... يتواعد فيها الاحباء ... و يجلس فيها الشعراء و الرسامين و الفنانين فيبدعون ... يزورها الحشاشون فيهيمون حتي حين .... كان هذا الرجل الصالح يتعهد راكوبته تصليحا و تنظيما و ترتيقا و بمرور الشهور و الايام أفلس هذا الرجل الصالح و سائت حالته و لم يستطع أن يتعهد راكوبته بالاعتناء بها لانو الشرقانيات صارت غالية و القنا بقا ذي النار و الحبال كذلك ... أستعان بادي الامر بذوي القلوب الرحيمة و الميسورين من المدينة .. كان يناديهم و يقول لهم أشتركوا معي في الاجر و أصلحوا الراكوبة فهي ظل للغاشي و الماشي .. كانوا أولا يعينونه بالقليل ... ولكن هو الطمع بعينه ... فكروا أن يسرق كل واحد منهم منها جزاءا .. ليصير ملكة ... جائه الاول و عرض عليه أن يصلح هذا الجزء أحسن إصلاح و يسوره بالحديد المطلي بالبوهيه و يرصفه بالسراميك ... ولكنه سوف يجعله حكرا علي أهل بيته و يمكن أن يستقبل فيه ناس الشارع بس النضاف منهم و برسوم رمزيه فسرق جزاء منها... و جاء الاخر وكان وجيها ذا سلطان و جاه و عرض نفس الفكره ... فسرق جزاء آخر و تكالبوا علي راكوبته .... حتي أن أحدهم سرق الجزء قبل الاخير (و كان أهله يسمونه قدر ظروفك)) و جاء من يحمل السلطة في يده فسرق الجزء الاخير .... فتوجه هذا الرجل الصالح الي القبله و دعا ربه ... ياربي .. يا إلهي .. أنني أقتطعت هذه الراكوبة لعبادك المنهكين التعبانين لكي يستظلوا فيها و يغسلوا أوجاعكهم عندها ... فجاء من هو أقوي مني فحرم عبادك من نسمة الهواء و الرئة التي يتنفسوها ... يا رب ... لاملجاء إلا إليك ... يارب خذها من الظالمين و ردها علي المظلومين .....
أسوق هذه القصة الخيالية ذات الشخوص الخياليين و في بالي كورنيش النيل من حكومة الاقليم الي مركز أبو عاقلة للسكري .... مرورا بالحدائق الشعبية التي أسماها مواطنين مدينة و دمدني ((قدر ظروفك)) لبساطة الجلسة فيها و ببلاش بدون أي رسوم .... هذا الشريط الذي علي النيل صار ينقص كل يوم ... يوم منتزه القضاء السياحي ... ويوم منتزه الاطباء السياحي و يوم منتزه العاملين بمحلية ودمدني السياحي .. و اليوم البناء شغال في منتزة الشرطة السياحي ... من له بالمواطن السياحي ... من له بالمواطن السياحي يا والي الولاية نعلم أنك شجاع و غيور علي مواطن المدينه ... إرجع له حق المواطن المطحون تنال أجرك مرتين .... و إن أبيت فعليك ذنب الفقراء و المساكين و المستظلين من الهجير و الحر .. حتي لا ندعوا عليك من هو أقوي منك.....
المفضلات