كم من غيره قد ذبح .. كم من غيره قد بيع حبه ... وصدره يضيق .. ويضيق .. ويختنق .. يا لهذا الزمان ويا لتفاهة الاشياء .. هكذا اصبح حاله .. كالمصاب بمس من الجان .. يهزي في دواخله ... وتين ملامحه .. وتقاسيم وجهه .. يا ليته لم ياتي لهذه الدنيا .عاد الى الديوان وهو كالمذبوح يكاد ان يبكي لولا وجود أخيه هناك
كيف له ان يعيش مستقبل ايامه القادمة .. كيف سيقابل اصدقاءه .. واهله .. وكيف سيعيش في بوتقة ستلتهب في الايام القادمة .. بكرنفالات من الاحزان بالنسبة له ... ومن الافراح بالنسبة لبقية ساكني القرية ..( كيف سيقابل كل هذا .. وبيتهم لا يبعد سواء خطوات عن بيت العرس) ... لذا قد عزم ان يفارق هذه القرية .. هذا السوق الكئيب الي بيع فيه حبه .. وعشقه .. وكان المشتري .. من فئة هولاء العايدين من دول بعيدة .. يحزمون الامتعة .. ولوحات سياراتهم تبدو غريبة في اللون وغريبة في الشكل ..وتحمل دلالات على ان هولاء مميزون عن البقية.. وجوههم بيضاء وخدودهم وردية منتفخة.. وثيابهم .. لامعة .. وذات بريق يخطف العيون... ثم القلوب ...!!!
هكذا كان المشتري الذي اشترى حبه .. واشتري اماله واشترى واشترى حياته..... وكل قلبه.
المفضلات