بداية:
الرابع من شهر نوفمبر للعام 1997م ، الغابة تبدو أظلم وأوحش مما هي عليه،كأن أشجارها أشباح متعطشة لرائحة الدماء ، تلعن من يمر بجوارها وتضحك غصونها بهستريا شيطانية كلما لامستها الرياح لتبشر بعالم الأموات، دوي الأسلحة يصم الآذان، لم يكن يتوقع أن يكون يوماً ما هنا، يا لسخرية القدر!! لم يكن يعرف سلاحاً سوى الدفاتر والأقلام، كانت الدراسة والتحصيل العلمي هو همه الوحيد وشغله الشاغل، وبالكاد (سحر) جارتهم التي اخذت من قلبه مكاناً كبيراً ، وحتى هذه لم تكن تشغله عن دراسته وتحصيله العلمي، والذي توقف به في محطة امتحان الشهادة السودانية.
هاهو الآن يحمل بندقيته الكلاشنكوف ويرتدي الزي العسكري، يتوقع خروجه من هذا العالم في كل خطوة تخطوها قدماه ، تخنقه العبرة بين حين وآخر كلما خارت قدماه أوأحس بالانهاك والتعب، لم يكن قد تجاوز السابعة عشر بعد ، لا ينسى أمه الطيبة التي كانت أخوف عليه من نفسه ....
المفضلات