(9)
عندما كانت في الثامنة عشر تزوجت، وفي الخامسة والعشرين ،و هي تعجّ بالشباب والحيوية توفي عنها زوجها تاركاً خلفه ثلاثة أطفال ، وتركها في عنفوان شبابها ، فدخلت ما بين البوح بما تكنّه من حوجة للحياة وحاجة الروح والجسد وما بين نكوص الكلمات،ما بين أن تنذر نفسها له ولأطفاله، فتكون سجينة الماضي!!و ما بين أن تفرد للمستقبل أجنحة مشرعة مفعمة بالأمل ... غير أن العقبات الكئود كانت أقوى منها !!
اتململت
من شدة الوجع الدفين
واتوجَّعت
بي كل سكون الكون بكت
واتألّمت
واتحيَّرت ...
شفقانة كان قلب الصغار ما ينفطر
واسترجعت ...
ظنّت بحقها في الحياة
واتذكّرت
زمناً جميل في خاطرا
واتبعثرت كل الحروف
الفي الفؤاد متناثرة
واترددت
في كل سطر من دفترا
واتلعثمت
كل المقاطع والجمل
واتحسّرت ..
لمن نضب حبر القصيد
مات الكلام قبّال يكون
واتشجّعت تكتب حرف
واتوجّلت ...
لما الحروف اتمرّدت
كيفن تكون!!
في سكّة الخوف والشجون!
كيفن تكون والكون يجابد حقّها!
كيفن تكون ما بين بكا الأطفال
ومابين سعدها
كيفن تكون والناس صفوف
من قبلها ومن بعدها
ما اتكلّمت!!
اتسهّدت ..... واتنهّدت
بي كل سكون الكون بكت!
من غير يحس بيها الصغار
ظنّت بأنها ماها روح
وانو التعب ما راح يروح..
واتمدّدت من غير كلام !!!
المفضلات