حــــي الدرجـــــة بمدنـــــــي
متى ما حل فصل الخريف فان أحياء مدينة ود مدني (حاضرة الولاية) وبخاصة الأحياء التي تقع جنوب خط
السكة حديد تكون حاضرة في حديث أهل الحي وتساؤلاتهم ومن هذه التساؤلات :إلـى متى تسـتمر قطوعات الكهرباء في فصل الخريف ببرمجة أو دونها ؟ الشوارع والطرق الداخلية غير مهيأة للمشاة ناهيك عـن دخول العربات ولذا سنلقي الضوء في هذه العجالة على أحد هذه الأحياء لا لشيء إلا لأنه عمدة هذه الأحياء جميعا إذ يعتبر أقدم الأحياء الحديثة بمدني وقـد بدأ إنشاؤه متزامنا مـع استقلال السودان (منتصف الخمسينيات) حدوده الحديثة الحالية : شمالا جامعة القرآن الكريم وشرقا خط السكة الحديد المتجـه إلى بركات وجنوبا حي الفاروق وغربا حي المزاد.أما تركيبته السكانية فمعظمها (إن لم تكن جميعها) من طبقة العاملين بالقطاع العام من الري والسكة الحديد ومن الحي السوداني ولم تكن هذه مصادفة وإنما دأب العاملون ذوى الدخل المحدود الاستفادة من (بنك التسليف العقاري) حتى يتمكن كل عامل من الحصول على مسكن ومستقر لأسرته بعد مغادرته المنزل الحكومي من الأحياء السابق ذكرها وقد كان في وقته ذاك يعتبر (سكنا منعنعا و ارستقراطيا) وأسست فيه معظم المدارس لجميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية بنين وبنات ولذا كان يطلق علـيه (حـي المعارف) وكان معمورا بالسكن الداخلي في ثانويتي البنين والبنات ولكن ما يعانيه ليلا هو الوحشة والسكون والظلام مما جعله هدفا سهلا لزوار الليل وقطاع الطرق . وتلك مشاكل واكبت الحي في شبابه أما الآن و قد شاخ الحي صار محتاجا لبنية (تحتية) من الطرق والسفلتة والردميات والمصارف حتى تمنع انهيار المساكن وبخاصة منازل العمال المحيطة بالتدريب المهني وما جاورها حول كلية ودمدنى الأهلية فعند هطول الأمطار لا ترى إلا مساكن متداعية تبدو كجزر مهجورة ذكرت الوافدين من شرق السودان (قصور سواكن التاريخية) . ما تسبب في حجز مياه الأمطار ومحاصرتها للمساكن هو دفن المصارف القديمة في هذا الحي والتي توصل مياه الأمطار إلى النيل مباشرة و لم تكن هناك حاجة ملحة لأسفلت ولكن بعد ردم هذه المصارف لسبب أو لآخر ظهر الخلل والذي نرجو من القائمين بشأن التخطيط العمراني (وجهدهم الآن واضح للعيان) في أماكن أخرى من المدينة و الولاية أن يولوا هؤلاء شيئا من الاهتمام للقضاء على الظلام (وتوابعه الأمنية) واستغلال الأنقاض في الردم وحفر المصارف وعلى السلطات المحلية العمل على منع الحيوانات والمواشي والتي جعلت من حي الدرجة مرعى خصبا لها مهدية شوارعه و جوانبها (روثا) وأسمدة عضوية لا تتوفر حتى للمزارعين بمشروع الجـزيرة. واعتقد أن التزام المواطن بالعوائد والرسوم اللازمة لجمع النفايات يجعل من حقه أن ينعم بالصحة والعافية ومن ثم الرفاهية... ومين يقرأ .. ومين يسمع ؟
الامكنه
المفضلات