بالأمس الثالث من شهر رمضــان المبــارك جلست بعــد الافطــار لمشــاهدة التلفزيون وتنقلت عبــر محطات قليلة فقط ما بين التلفزيون القومي (العملاق العجــوز)وقنــاة ساهور وقناة هـارموني (السودانيــة) لقد لفت نظري ما تقدمه قنــاة هــارموني السودانيــة من برامج ,, اذ كانت الفقــرة التي شــاهدتها كوميديــا تمثيل فخري وهالة اغا واخرون تتحدث عن (الشمــارات بين النساء) وقد كانت قمة في الشطح والخيــالات الواسعــة اذ ان هذه الاحداث تدور في المستقبل حين يكون السفــر بين الخرطوم والمناقل بالطائرات الخاصـــة والنساء يتناقلن الشمارات بالانترنت,, ولكن ما استفزني جــدا هــو ان هذه الفقـــرة تقلل من شـــان المراة الســودانيــة كثيــراً , وكأن المــراة السودانيــة جوفــاء تماماً ليس لديهــا شي في راســها غيــر (تناقل الاخبــار الشماراتية) وهذا ليس بصحيح , وايضــا استفزني جـدا عرض الازياء للمبلوسات الســودانيــة ,, قفز لدي سؤال خطيــــر الى اين تقودنــا قناة هارموني السودانية ؟؟؟ سؤال يطرح نفسه عند مشاهدة هذه الفقرة بالذات والملفت للنظر في الفقرة الكوميدية انها ليس فيها طرافة ولا تثري في النفس ولا تدعوك للضحك وفي ختامها كانت هناك غنية على ايقاع هندي بكلمات سودانية تحكي عن (الكركار) وفيها قد استهتروا بصورة المراة السودانية تماماً وقد اكثرو ا من عرض الفتيات (بصورة قمة في القباحة) واستعمال الكريمات بصورة مقززة كاننا شعب لم ينجب غير البنات القبيحات والمتخلفات , لقد خجلت جدا من هذا وتضايقت تماماً.... الى هنا انتهت فقرة الكوميديا وبعدها جأت فقرة (فنجان قهوة) فكرة ممتازة لكن تنفيذها يشوبه شي من الركاكة والرتابة الفقرة تقديم الاستاذ الممثل ياسر رضا واحسب انه مقدم يتفوق على كثير من المقدمين والضيف هو الفنان الممثل الشاعر جمال حسن سعيد وكانت الفقرة حوار يديره ياسر رضا وجمال حسن سعيد يجاوب ولكن الملفت للنظر انهم جلست بينهم مراة تعالج القهوة وتصنعها ومن الاخطاء التي وقع فيها صنّاع الفقرة تتمثل في الاتي:
- لماذا تجلس المراة في الوسط وهي ليس محور في الفقرة وتعتبر مكملة للديكور فقط.
-الديكور به الكثير من العيوب ابرزها الابريق النحاسي الطويل ( اذ ان هذا الطراز من الاباريق تجده في ديكورات الشرقية البحته وليس في خيمة من الشعر مع الهدنوده مثلاً.
-المراة الجالسة في الوسط ملابسها توحي بانها من شرق السودان ,(او انها من اثيوبيا) ولكن لا اظن ان هناك في الشرق امراة تجلس في هذه الصورة وشعرها كاشف تماما ويديها عارية الاكتاف. تقريباً؟؟
-ياسر رضا حاور جمال في شتى المجالات ولم يكن هناك موضوع محدد للفقرة وهذا استهتار بالمشاهدين وتشتيتهم.
-حاول المصور اكثر من مرة ان يكون الابريق النحاسي في صورة لوحده مع ان هذا الابريق لا يمت الى البيئة السودانية التي يجلس فيها الاستاذين بصلة.
-اكثرت المراة من الجلوس في بعض الاحيان وهي تضع يدها اليمين تحت فكها الاسفل(الحنك) يعني متمحنة ؟؟ لماذا لا اعلم.
-عندما القى جمال حسن سعيد قصيدة بعنوان (زولة) لاحظت ان المراة الجالسة في الوسط تحاول ان تهيم بعيدا بعيونها كانها تريد ان تلفت نظرنا الى ان هذه القصيدة قد حركت فيها شي؟؟ والله اعلم قد تكون هذه القصيدة مكتوبة عنها.
الى هنا دعونا نستنتج ما هي برامج هارموني التي كررت وكررت مدائح الشيخ البرعي واغاني سامي المغربي و سيف الجامعة وبعض المقطوعات التراثية والاغاني الشعبية الجماعية , لكن ما هي هوية قناة هارموني السودانية التي تريد ان توصل لنا معلومة بان الجلوس الى فنجان القهوة مع ستات الشاي ليس ضرورة بل هو غاية يسعى كل السودانيين لادراكها . وان المراة في شرق السودان تجلس بهذا المشهد لكي ينال كل مبتغاه من غايته التي يريد. اتقوا الله فينا فنحن في شهر رمضان.
موجه بشكل رسمي لادارة البرامج في قناة هارموني السودانية
المفضلات