قلب أخضر يسوقني دوما لتصفح ارتعاشات المشاعر في هذا المنتدي ولكن للأسف عمك تنقو راجل سرمدي ينتشي دائما بالإلفة ( ولوف ) أغيب وأجي وعايز ألقي الناس زي ماهي
دوما والمنتدي يمد لي لسانه ساخرا ( لن أستوعب لك كل المشاعر ) والروض في هذه المساحة ينبت كل يوم زهرة !!
صديقي ود المأذون اتصل ويتصل بي دوما وقلت له مازحا أين أنتم وكتاباتكم ؟ قال لي وين ياتنقو أمشي أكتب في العام تجي تفتش موضوعك بعد شوية تلقاهو قلع في الشرفة
كم سررت بالمقابلة الاذاعية التي تكلم فيها ود الماذون عن ودمدني وابنائها في المهجر والمنتدي الذي اشاد به كثيرا وبابنائه المؤسسين واعجبني أكثر نفيه البات في انحياز ابناء مدني في المنتدي وغيره واعتزازه بالمدينة والمنتدي .. شكرا لك ياصاحب الفوضي الهادئة والمنظمة !!
وبمناسبة الاذاعة التقيت برجل في احدي الصرافات عماني الجنسية في العقد السابع من عمره وسمعني أقول لموظفة الصرافة التحويل ( لأمدرمان ) ونظر لي مليئا ثم اتجه نحوي وهو يشد يدي ويقول لي بالحرف الواحد ( هنا أمدرمان ) هذه الاذاعة استمعت لها في شرق أفريقيا وتحديدا مدينة دار السلام منذ خمسين عاما !! وأردفت معقبا وماهي الاذاعات التي استمعت لها في ذلك الوقت أيضا فقال : لندن وصوت العرب !!
وتذكرت علي الفور ما آلت اليه حالنا الآن وبالأخص سودانير التي كانت بصيت الميدلست
والبرتش إير والكويتية حيث لم تظهر أسماء الطيران الحالية وقتها .
ظاهرة الفساد في السودان تفشت واصبحت رائحتها مقرفة وطاردة ، تشرفت بوجود ستة شبان أطباء علي مائدة فطور رمضان في المنزل وكانوا قد حضروا للعمل هنا في مستشفيات السلطنة حديثا وامتد النقاش مطولا عن الفساد في الأدوية وفضيحة الإمدادات الطبية الأخيرة في وزارة الصحة التي كانت تبيع للأمة السودانية دواء يخالف كل المعايير والمواصفات !!! حيث تم الثراء الفاحش وتطاولت المباني في جميع أحياء العاصمة وأصابتني الدهشة بالفعل عندما قال أحدهم أنه كان في مأمورية طبية في دنقلا لمدة ستة شهور وعمل توكيلا لصديقه لصرف الرواتب وتسليمها لأسرته بالعاصمة وهاتفه صديقه تلفونيا بأن الادارة المالية التابع لها الطبيب رفضت صرف الراتب ، فانتظر الطبيب نهاية المأمورية وعاد للخرطوم وهو يمني نفسه بمبلغ محترم يساعده وأسرته علي مطالب الحياة حيث اتجه في اليوم التالي من وصوله لصرف رواتبه للفترة التي قضاها في دنقلا ويحكي لنا الطبيب بأنه وقف أمام البنت المحاسبة التي قابلته بفتور ( ومساخة ) اسمك منو ؟ رقمك كم ؟ مرتبك كم ؟ وصقع عندما سمعها تقول له بالمناسبة مرتباتك دي انت صرفتها وده توقيعك !!!
فنظر الي التوقيع وتمالك اعصابه ذاكرا لها انه كان في دنقلا وهذا ليس توقيعه والأمر فيه لبس وخداع ! فانتفضت الموظفة صارخة في وجهه كيف تقول ذلك نحن حرامية ؟ وخرج رئيس الحسابات من مكتبه مندهشا للصراخ ( في شنو ) ؟ وحكت له الموظفة الحاصل مؤكدا رئيس الحسابات كلامها وهنا انطلق الطبيب خارجا وهو يصيح : انتو قايلين البلد دي فوضة مافيها كبير ويحكي انه سمع من ورائه صوت ينادي يا ابن العم دقيقة ! اسمعنا وعندها كان في الشارع !
لحسن حظه وجد احد اصدقائه راكبا ( موتر ) وهو في كامل هيئته وكان بدينا طويلا يرتدي بدلة فحكي له القصة وطلب مساعدته ( الشكية لي ابيدن قوية ) صعدا للمكتب وهناك تظاهر صديقه بانه مسؤول كبير وبتلك الهيئة وبصوت جهوري وصارم سأل البنت ورئيس الحسابات في شنو ؟ الزول ده مالو ماصرف رواتبه ؟
أبدا والله ، نحن قلنا ليهو يا ابن العم اصبر شوية نشوف موضوعك ده وحقك مابروح ! فانتفض صديقه والتفت الي الطبيب اسمع بعد نص ساعة اذا ما قبضت تعال لي في المكتب وانصرف خارجا ممثلا للدور كاملا جاعلا ناس الحسابات في ( سيك ويك ) معتقدين أن هذه الشخصية مصيبة كبيرة وبذلك لتعرفوا مدي وصول حالة السودان الادارية أي علي مستوي الناس التعبانة الموظفين الذين يتعاملوا مثل ما يعملو الكبار هناك ومثل هذا العمل لن يقدم عليه أحد لولا أن رأي رؤسائه ورؤوس رؤسائه يفعلون ويحمون أنفسهم بأنفسهم واليكم حكاية مرتبات ولدنا الطبيب التي تصلح بأن تكون فلما سودانيا ينافس أفلام الغرب في الإحتيال !!
جلس الطبيب وهنا انكسر خاطر البنت المحاسبة وهي ترمقه بعين منكسرة ولكنها عين خبيرة بهذه الأمور قائلة له : تصور البنت زميلتي دايما موقعانا في مشاكل ؟ فقال لها الطبيب زميلتك منو ؟ ومالها ووينها ؟ فأخذته ودخلت به علي رئيس الحسابات الذي أبدي بدوره أسفه بأن الموظفة زميلة المحاسبة تزوجت وأخذت راتبه للستة شهور ووقعت بالفعل علي ذلك علي أن ترد المبلغ فيما بعد ولم نتوقع حضورك فجأة !
طيب البت دي وين أسه ؟ فذكروا لها أنها عادت لتوها من شهر العسل .. وفي لحظات أمسك رئيس الحسابات الطبيب من يده وخرج به مهرولا ولم يجد نفسه الا في سيارة آخر موديل ياباني دفع رباعي وتاهت بهم في شوارع الخرطوم مخاطبا اياه : اسمع انت داير قروشك ولا حاجة تانية !!
ويذكر انه وقفت بهم السيارة أمام منزل عادي ولكنه محاط بسياج مراقبة قوية حسب احساسه الداخلي ودلف به داخلا وهناك وجد عدد هائل من الموظفات وأمامهم رزم فلوس أرقام عالية فأخذ رزمة وعدّ منها مبلغ من المال معطيا اياهو الطبيب ( صاحبنا قبض ) وخرج به والتفت اليه قائلا خلاص ارتحت !
فقال له الطبيب عندك تلفون البت العروس دي وعليك الله اديني تلفونك بالمرّة !
هالو ، هالو ، ازيك ياعروس شهر العسل كيف بالله ؟
انت منو ، معاي منو : فقال لها أنا منو ؟ أنا ما الخزينة نسيتي ولا شنو ؟؟
حاشية :
كان هذا الشاب من أوائل السودان الذين دخلوا جامعة الجزيرة كلية الطب وقضي بها ستة سنوات دراسة وبعدها سنة خدمة وسنتين امتياز وستة سنوات خدمة قبل أن ينتقل لهذه المأمورية حديثنا ... ليجد نفسه أمام الجوازات والهجرة ليهجر وطنه وأسرته ويبدأ مشوار طويل وطويل وطويل وآه منك يابلد !!
المفضلات