عرسان من الصين ؟؟؟؟‏

بقلم : الفاتح يوسف جبرا

سيدى : كما هو معروف فإن الأسرة هى أساس المجتمع، فمنها يبدأ، وعليها يعتمد، وبقدر ما تكون الأسرة مترابطة بقدرما يكون المجتمع قويًّا مترابطًا والزواج هو الوسيلة المثلى الوحيده لإشباع حاجات الأفراد النفسية والجسدية ولقمع الشهوات والإنحراف والشذوذ حتى يستقر المجتمع ويحقق أهدافه وطموحاته ! فكيف لهذا المجتمع الذى يتبنى (مشروعاً حضارياً) وقد تفاقمت فيه نسبة (العنوسة) والعزوف عن الزواج لهذه الدرجة التى أصبحت تشكل خطراً يهدد أمن وسلامة المجتمع وتقويض بنيانه فازدادت نسبة اللقطاء ومجهولى الأبوين وإنتشرت العلاقات المحرمة وارتفعت جرائم التحرش الجنسى ، إننى أطالب (وزير الأسرة والمجتمع) بالحضور إلى هذا المجلس ليجيب على هذه التساؤلات ليفيد المجلس الموقر بإحصائيات توضح العدد الحقيقى لمن فاتهن قطار الزواج مع شرح خطة الحكومة لحل هذه الأزمة التى تفاقمت ووصلت إلى مرحله لا يمك ن السكوت عليها - تلتفت إ

.................................................. .................................................. .................

الإجتماع :

على مكتبه بالوزارة جلس (السيد الوزير) أركان حربه مبتدراً النقاش ومرحبا بعضوة المجلس الآنسة (حسنات القطر فات) ثم بدأ الإجتماع موجها حديثه لها:

- إنتى يا أستاذه عاوزانى أجى المجلس ارد على إستجوابك ده أقول شنو؟ نحنا قصت زيادة نسبة العنوسة عارفنها وملاحظين ليها لكن ما عارفين نعمل معاها شنو؟ جربنا حكاية العرس الجماعى دى وفشلت

- لكن ما لازم كان تفشل يا سعادتك .. هى القصة (شنطت شيله) وكم توب وكم فستان وإلا القصة (فتح بيت) وتكوين أسرة !!

- قلنا برضو نحل المشكلة بالتعدد برضو ما إتحلت

- لكن يا سعادتك تتحلا كيفن إذا الناس المرتاحة العاوزة تعدد دى بتعدد بالبنات (السغااار) وحلوااات وتخلى (الكباار) الزينا ديل !

- أها هسه تفتكرو نعمل فى المصيبة دى شنو؟ العرس واقف عديل كده ! الناس البعرسو ديل كووولهم من طبقة معينه .. عامة الشعب خلاص قنعت من حكاية العرس دى والبنات فاتو (التلاتين والأربعين سنه) لسه قاعدات

- المشكلة يا سعادتك إنو كل يوم نسبة العنوسة دى بتزيد والمجتمع فى خطر

- ما عشان كده أنا عملت الإجتماع ده عشان نشوف لينا حل للموضوع ده !

- الموضوع يا سعادتك ما عندو غير حل واحد إنو نوفر للناس دى فرص بتاعت وظائف دخلها كويس عشان يقدرو يعرسو ويفتحو بيوت وكمان ننزل لهم اسعار السلع الضرورية !

- نحنا عارفين إنو ده الشئ الطبيعى لكن نجيب ليهم وظائف وقروش من وين مع البترول السعرو كل يوم نازل وضارب الواطه ده ! ?يلتفت نحو الجميع- عاوزين لينا يا جماعه حلول تانية !

- والله سعادتك لو عاوز تحلها غير كده إلا تكون (حاوى) !

- طيب أيه رايكم لو بقيت (حاوى) وحليتا ليكم أدونى بس يومين وإنتو ح تشوفو براكم

بعد يومين :

ما أن رأى أفراد شلة الضمنة الذين كانو يجلسون تحت ضل النيمة عم (خضر) يتجه نحوهم ممسكاً بجريده فى يده حتى بادروه :

- أها طابق الجريده دى فى ايدك الليلة معناتا جايب خبرن عجيب وغريب !

ما أن وصل عم (خضر) إلى حيث يجلس الجميع تتوسطهم تربيزة الضمنة حتى تهالك جالسا على (البنبر) :

- الغرابه الشوية دى ؟ إنتو قريتو الليله جرائد؟

- لا ما قرينا ... نحنا نقرا جرائد وإلا نأكل الأولاد؟

- والله كان كده إنتو ما عارفين حاجة ساكت !

- كيفن؟

- (يتناولهم الجريده) : كدى أقرو العنوان الرئيسى ده وح تعرفو !

- (الجميع يبدأون فى قراءة الخبر بصوت واحد) : خطة للقضاء على العنوسة : إستيراد ألف عريس من الصين كدفعة أولى !

- والله دى حكاية ؟ عرفنا (الجنريترات) والتلفزيونات والأجهزة والمعدات كمان جابت ليها عرسان؟ معقوله بس؟

- الما معقول شنو؟ الأجهزة الإليكترونية الفى السوق دى كووولها (صينية) والملابس المكومة قاعدين يبيعو فيها دى كووولها (صينية) - يصمت قليلا- أقول ليكم كضبه ؟ الجلابية الأنا لابسة دى جاية جاهزة من (الصين) والله هسه كان زحيتو التربيزة دى تلقوا تحتها (صينى)

- هى لكن بس معقوله يا حاج ! العرس يغلبنا لحدت ما نستوردو من بره !

- ما يغلبنا كيفن لو الأولاد كووولهم قاعدين عطالة ... عاوزنهم يعنى يعرسو بى شنو؟

- لكن يا حاج كده المسالة بعد شوية ح تجوط والواحد بعد شوية ما ح يعرف نفسو قاعد فى (بكين) وإلا قاعد فى (بربر) !

- بربر .. بكين .. شيكاغو .. المهم العرسان ديل مش (مسلمين) ذى ما قالو ناس الحكومة؟ خلاس مشكلة مافى !

أم البنات :

بينما كانت (نفيسة أم البنات) تجلس مع جارتها (محاسن) وهن يتناولن (الشاى) ويشاهدن التلفزيون إذ تمت إذاعة الخبر :

- ما سمعتى يا نفيسة الكلام القالوهو ناس الحكومة ده ؟

- كلام شنو ؟ ما كل يوم قاعدين يتكلمو هم عندهم غير الكلام حاجه !!

- لا لا ده كلامن تانى ! وبيهمك إنتى يا أم البنات !

- شنو؟ عاوزين يخفضو أسعار الكريمات

- كريمات شنو ؟ عاوزين يجيبو لى بناتك ديل عرسان !

- من وين؟ والله إلا يستوردوهم ليهن !

- ما أصلو .. قالو ليك ماشين يستوردو ليهن عرسان من الصين الما قريبه دى

- الكلام ده جد يا محاسن؟

- كيفن ما جد يا نفيسه كمان الحكومة بتكضب !

- يعنى هسه بناتى ديل (بورتن) إتفكت ! مما خلصن القراية بس قاعدات ليا كده لا شغله لا مشغلة .. اليوم كلو شمارات وكريمات و(ماسكات) شئ بالقشطة وشئ بالخيار وشئ بالشنو ما بعرف داك

- لا خلاس يا بت أمى .. المشكلة إتحلت أمشى كلميهم

(نفيسة) تغادر منزل جارتها (محاسن) مسرعه وتدخل إلى منزلها حيث تجد بناتها الخمسة جالسات يشاهدن فى القناة الفضائية يضعن المساحيق على وجوههن ويمسكن بالمرايات يتطلعن لوجوههن ...

- أيوووى يوووى يوووووى ....!!

- مالك يمة بتزغرتى ؟ حمادة أخوى جا من السفر؟

- حمادة شنو؟ ده خبر بى مليون جنيه

- (فى تلهف) : شنو الخبر يا حاجه ما تشحتفى لينا روحنا أكتر من كده

- أيوووى يوووى يوووووى ...!! خلاس يا بنات بورتكن فكت ! بكرة الخمسة الاقيكن فى بيوتكن !

- معقوله يمة ؟؟ لقيتى لينا خمسة عرسان حته واحده !

- خمست شنو البسيطة دى ؟ أكان عاوزات خمسين أجيبهن ليكم إنتن ما سمعتن بالخبر

- خبر شنو؟ كمان

- الحكومة فتحت الإستيراد !

- بتاع الكريمات

- كريمات شنو يا غبيانه .. بتاع العرسان .. وحاتكن قالو تانى بت تفضل عانس بلا زواج مافى

- ويجيبوا لينا عرسان قدر ده من وين؟

- والله قالو إستوردو ليكن جنس عرسان يا حلاتن ذى (حجارة البطارية) ده من ده ما تفرزيهو !

- اوع بس يكونو ذى بضاعتم الفى السوق دى الحاجه تشتغل يومين وتقيف!

- والله غايتو دى مشكلة ناس المواصفات السوق كلو بضاعتو ضاربه يا بتى

- وديل يمه يعنى نقدم ليهم وين؟

- والله لسه الحكومة ما ورتنا الحاصل شنو لكن الظاهر ح يوزعوهم ليكن ذى (التموين) !

مؤتمر صحفى :

طبعن يا جماعة كولكم عارفين إنو عرس بقى مافى فى ظل إرتفاع تكلفة المعيشة وإنعدام فرص العمل وضآلة المرتبات وإنو تبعاً للحاصل ده إرتفعت مشكلة العنوسة بشكل رهيب وده طبعن ح يكون عندو آثار سالبه على المجتمع على المدى البعيد عشان كده يا جماعه الدولة فكرت فى إنو تحل المشكلة دى حل جذرى !

نحنا إتفاهمنا مع أخواننا المسئولين الصينيين ولقينا إنو عندهم نسبة عنوسة كبيره وشباب كتيرين ما قادرين يتزوجو عشان الزواج هناك تكلفتو باهظة وبتحصل ليها 75 ألف دولار قلنا ليهم خلاص مافى مشكلة نحنا أصلو علاقاتنا مع بعض (سمن على عسل) وإنتو أصلو عندكم شركات كتيره شغاله هنا عندنا نقوم بالمرة نستورد منكم عرسان يعرسوا مننا ويشتغلو فى الشركات دى ! بس على شرط يكونو (مسلمين) والحمدلله الأخوة المسئولين الصينيين وافقوا على القصة دى وطوالى وقعنا إتفاقية (زواج مشترك) وح نبدأ المسالة دى بى (ألف عريس) كمرحلة أوليه لحدت ما نقضى قضاءً مبرماً على مشكلة العنوسة دى ! - يلملم أوارقو ويلتفت للحضور - :

- ده كل الكلام العندنا فى الوكت الحاضر ... فى أى زول عندو أى سؤال أو إستفسار

- أيوه سعادتك الحقيقة سؤالى هو : (ألف عريس) دى يا سعادتك ما شويه ؟ نحنا فى (حلتنا بس) بيكون فى ألف عانس !

- الألف ديل بس دفعة أولى وإن شاء الله تكون فى دفعات تانية وتالته ورابعه لحدت ما نقضى أقصد نعرس لى آخر عانس !

- والله الحقيقه انا عاوز أسأل سعادتك يعنى هل برضو ح تحلو مشكلة العنوسة بالنسبة للأولاد ذى ما حليتوها بالنسبة للبنات !

- والله أنحنا (الأولاد ديل) عملنا ليهم إعلان فى الصحف الأجنبية عشان نصدرهم بره (كعرسان) لو فى زول محتاج ليهم لكن لسه ما جاتنا أى طلبيات!

- سؤالى سعادتك هو : هل الدولة وحدها هى الح تتبنى المشروع ده وإلأ ح يفتح للقطاع الخاص ؟

- والله نحنا قلنا ضربة البداية دى نقوم بيها نحنا وبعدين الشركات الخاصة ممكن تكمل المشوار

ودخلت الشركات :

إمتلأت الصحف بإعلانات الشركات التى دخلت مجال إستيراد العرسان (شركة نصف الدين لإستيراد العرسان المرطبين) ، وقد تخصصت فى إستيراد (عرسان) ذوى كفاءة مالية تتناسب مع عوانس (الطبقات العليا) ، شركة (ليسكنوا) للعرسان العاديين العاوزين (يسكنو وبس) ، شركة (عريس السرور) وكذلك شركة (عريس الكرور) والتى تقوم بإستيراد عرسان (قدر ظروفك) وقد فضلت بعض الشركات أن تقوم بالإستيرا فقط على أن تتولى شركات تجزئة القيام بمهمة البيع للجمهور !

فى سوق (سعد قشرة) تجمهر عدد من المواطنين أمام شخص يصيح بواسطة مايكرفون محمول وهو يضع أمامه عدد من العرسان الصينيين .. على عشرة .. على عشرة .. على عشرة صينى مية المية وأهو ده الباسبورت .. والواقف داك المأذون .. عريس ميه الميه وأهى دى الشهاده الصحية .. لا بساهر (بره) لا بجيب ليك (ضره) .. علينا جاى ..

- عليك الله يا ود أمى قول للواقف فى النص ده قبل جاى خلينا النشوفو كويس

- ده ؟ اللابس الجينز ده ؟

- .............................

- الوليد ده شغال شنو؟

- ده يا حاجه ما وليد ما تشوفيهو (سغيرونى) كده .. ده إسمو (وانغ يانغ ليو) وعمرو 39 سنة وشغال(فنى بتاع تبريد وتكييف) !

- أريتو عريس الهنا شوف الشعر نازل لى جبهتو كيفن - تلتفت نحو بنتها التى تقف خلفها - تعالى يا بت شوفى العريس ده بنفع معاكى !

- (تنظر إليه متفحصة) : قصير يا ماما .. قصير

- ويجيبو ليكى صينى طويل من وين؟ ما ياها دى البضاعة الفى السوق !

- (البائع يلتفت نحوها ) : خلاس يا حاجه ما مشكلة بكرة تعالى جايانا بضاعه (Xlarge ) بكره !

على مقربه من البائع السابق كان آخر يصيح (بدون مايكرفون) وقد تجمع حوله عدد كبير من السيدات تتوسطهن (نفيسة أم البنات)

- تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. جابوهو بالطيارة وباعوهو بالخسارة .. أهو ده المأذون وأهم ديل الشهود .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص .. تعالااا بص ... بإتنين ونوص

بينما عدد من (العرسان) يجلسون القرفصاء على الأرض ينظرون فى وجوه التى إزدحمت لتراهم ...

- ما بدتدينا يا ولدى (الخمسة) البى جاى ديل بى عشرة؟

- يا حاجه والله ده ما راسمالهم !

- (بناتها الخمسة يتشعبطون من خلفها فى محاوله لرؤية العرسان) : يا حاجه والله أخير لينا بورتنا دى .. عرسان شنو ديل الواحد قدر أنبوبة الغاز!

- (البائع) : إنتو يا حاجه عاوزين تعرسوهم وإلا تشدو فيهم (حلة) ؟ ديل أقل عريس فيهم (مهندس بترول) دخلو فى اليوم الشئ الفلانى .. قايلنهم ذى اولادكم ديل الواحد قدر الحيطة واليوم كلو نائم !

على واجهه شركة (راسين بالحلال) للإستقدام تم تثبيت لافتة قماشية كبيره كتب عليها بخط جميل ملون (يا ناس يا عسل العريس الصيني وصل) , تزاحم وهرج شديدين أمام مدخل الشركة مما دعا البوليس لتنظيم الصفوف

- والله أخير لينا بورتنا من الزحمة والمدافرة دى

- يا بت إنتى جنيتى؟ بورت شنو الأخير لينا والله كان قالو ليا أقيفى فى السراط المستقيم الليله أقيف ! هو نحنا صدقنا نلقى لينا عريس

- والله أنا خايفه يكونو مضروبين ذى بضاعتم الفى السوق دى !

- مضروبين ما مضروبين أنا حالفه الليله ما أرجع إلا شايله معاى عريس قابضاهو فى أيدى دى !

بعد 40 سنة :

سيداتى أنساتى سادتى من إستاد الخرطوم الدولى يسرنا أن ننقل إليكم وعلى الهواء مباشرة المباراة الختامية لكأس الدورى الممتاز والتى تقام بين فريقى (التنين الاحمر) و(نجمة بكين)

كما تعلمون سيداتى وسادتى أن فريق (التنين الاحمر) قد وصل إلى هذه النهائيات بعد فوزه على فريق المريخ 5/صفر كما أن فريق (نجمة بكين) قد وصل بدوره إلى هذا النهائى بعد تغلبه على فريق الهلال (6/1) .. يدير المباراة حكمنا الدولى (شانغ فونغ لى) يعاونه فى الخطوط ( فينغ فو دان) و(وانغ فو لينغ) بينما يجلس كحكم رابع الحكم الدولى (شنغ فانغ شانغ) .. الآن سيداتى وسادتى يتقدم السيد (ليانغ لى فونغ) وزير الشباب والرياضة يصحبه السيد (شونغ فانغ لى) معتمد العاصمة القومية لمصافحة اللعيبة ...

الآن فى هذه اللحظة يطلق الحكم الدولى (شانغ فونغ لى) معلنا بداية المباراة .. الكورة مع فريق التنين الأحمر ... اللاعب فونغ وانغ (زرديه) بيلعب باص طويل جهه شونغ فانغ (طحنية) بيقطعا اللاعب شان لى فونغ (نملية) وبيعمل معاهو (فاول) ، الحكم بيديهو بطاقه (حمرا) ، ، يتوقف اللعب الآن وحتى يتم إخراج اللاعب من الميدان سيداتى آنساتى سادتى أشكر إنابه عنكم الفريق الإذاعى العامل الذى يقوم بنقل هذه المباراة لكم على الهواء مباشرة :

فى هندسة الصوت : شينغ شي تاو

على عربة النقل الخارجية : يانغ ياو شانغ

فى الإخراج : دونغ يونغ شاو

وينقلها لكم .. محدثكم : هوانغ ليانغ لين

كسرة :

هتافات الجمهور تتعالى : شانغ تشيو شونغ تشاو ....(التحكيم فاااااشل)



From: Eihab Hamadto أيميل