النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الموت ...الاحتضار ...حسن الخاتمة

  1. #1
    فخر المنتديات
    الصورة الرمزية النور محمد يوسف
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    قرية أم تريبات
    المشاركات
    1,044

    الموت ...الاحتضار ...حسن الخاتمة

    الموت ، الحقيقة الأزلية والحوض المورود من قبل كل حي الا الحي الدائم الذي لا يموت
    الموت هو خروج الروح من الجسد
    هو الانقطاع عن كل عمل ونشاط
    هو الغياب التام عن الوجود جسدا وفعلا
    الموت يفر منه كل الخلائق ... رغبة أو رهبة: رغبة في نعيم الدنيا او للاستزادة من العمل لنيل نعيم الآخرة
    ورهبة من جحيم وهول اليوم المشهود ورهبة من الخسارة إذا رفضت الأعمال يوم الحساب

    قد افر من الشيء خوفا منه ورهبة وقد افر منه رحمة به ورغبة فيه ...يكون الفرار من الموت أحيانا للخوف من الانكشاف والكشف عن كل المستور لدي ... والخوف يكون دائما مصحوبا بالحرص ....حرص على معلومة أو حرص على ثروة أو مال أو حرص على جاه .

    لا يمكن تجنب الموت إلى الأبد ولكن هل بالإمكان التصالح مع الموت؟
    هناك قاعدة يجب على المسلم الحق التنبه لها ، وهي أن انشغال العبد بالعبادة كل وقته أمر شاق وصعيب ، والتوفيق بين تأدية العبادات على أكمل وجه وبين متطلبات المرء من حركة ونشاط لكسب قوته وتامين حياته ، أمر يتمنى الواحد أثناءه أن تنتهي حياته على تلك الحال ، حالة التوافق الكامل بين هذين الوجهين ، ساعتها فقط يكون الفرد مرتاحا إذا لاقى الله ، أما إذا اختل هذا التوافق فان المرء يجد نفسه فارا باستمرار من الموت ...لذلك جاء الحديث "لا راحة لمؤمن حتى يلقى الله " وحينما كان حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم في لحظة الاحتضار كان يقول بلِ الرفيق الأعلى بلِ الرفيق الأعلى ... وكان قد خير بين البقاء إلى الأبد أم الانتقال إلى ملاقاة الرفيق الأعلى ...فكان رده بلِ الرفيق الأعلى.

    على الرغم من أن الإنسان خلق على كبد ، مكابدة وراء مكابدة إلا أننا نجده ميالا إلى الحياة ميالا بشدة إلى حب الخير ....ليس الخير المطلق ولكن الخير في لحظات المفارقة يتمثل في الحياة في الإبقاء على حياته أمدا أطول

    يصفون الموت بهادم اللذات ويصفونه بالواعظ الأكبر ...فمن بلغ الشيب ولم يتعظ لا واعظ له بعد ذلك إلا الموت وهو الواعظ الأخير له في غيره إذ من المحتمل أن يستفيد، وله في نفسه ولا فائدة عندئذ فقد جفت الأقلام وطويت الصحف .

    والحالة التي يكون عليها المرء عند الوفاة هي حاله المعتاد على أن يكون عليها في حياته ولكي نضمن حسن الخاتمة يجب أن تتطبع نفوسنا وذواتنا على نمط لا نخجل أن نلقى الله عليه ... فما القيامة إلا لحظة الموت فالفرد يبعث على الحالة التي كان عليها فلو بعد ملايين السنين تم البعث وسألناه كم يوما لبثت فسوف يقول يوما أو بعض يوم ....لذلك القيامة هي يوم موت الفرد ....لذلك قيل من مات قامت قيامته ...وذلك للقرب الشديد بين البعث ويوم الوفاة بالنسبة للمتوفى .

    الموت هو انقطاع الدورة الدموية من أجزاء الجسم ، والدم من مسئولياته توزيع درجة الحرارة بالتساوي على أجزاء الجسم ، فعند الموت تنقطع الدورة الدموية عن الأجزاء البعيدة عن القلب ثم الأقرب والأقرب حتى يتوقف النبض تماما ، فخروج الروح يبدأ من الأطراف السفلى من الجسم ولذلك تجدها في لحظة الاحتضار تبرد رويدا رويدا حتى تتلاشى درجة الحرارة الناتجة عن توزيع الدم ...وتموت الحواس واحدة بعد الأخرى وآخر الحواس موتا هي حاسة السمع ... ومن المعلوم أنها هي أولى الحواس رجوعا بعد نومنا العادي ... لذلك نجد أن من حضر استحضار متوفٍ يردد الشهادتين عند رأسه من قبل أحب الناس إليه لان السمع هو آخر الحواس غيابا عن الحياة ... وعند قيام الفرد ساعة المساءلة في القبر بواسطة الملكين فان أول ما يقوم به هو ما اعتاد القيام به عند صحيانه في حياته فلنعوِّد أنفسنا على أن نصحو على ترديد الشهادتين والاستغفار فان ذلك سيكون إجابة قوية لكل أسئلة الملكين في القبر عن قيام الميت للسؤال ....هناك من تعود على أن يصحو ويبحث عن كيس التمباك أو زجر أهله ولعنهم ...فسوف يكون ذلك هو سلوكه في القبر لحظة القيام للرد على أسئلة الملكين والعياذ بالله .
    هذه المعلومة حفظتها من شيخ نيجيري كان يخطب بعد صلاة الجمعة في مسجد الشيخ تميم بالحوش عندما كان عمري 13 عاما وأنا بالمدرسة المتوسطة بالحوش سنة 1969م ..اسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته .

    بما أن الموت بتفسيره القريب هو خروج الروح وانقطاع الدورة الدموية فان اشد ما يكون الإنسان حاجة إلى الماء هو في تلك اللحظات، فتجف الأوردة والشرايين وفي هذه اللحظة تساوي قطرة الماء بالنسبة له كل حياته ويقال أن إبليس يأتي في تلك اللحظات حاملا دلوا من ماء بارد يقف عند رأس المحتضر فيعرض عليه الماء مقابل التخلي عن ديانته بالإسلام وبإيمانه محمدا نبيا... فلا يثبت وقتها إلا من كان إيمانه قويا وغير مستعد للتضحية بإسلامه مقابل أي إغراء حتى لو كان ذلك سببا في إنهاء حياته...وهنا نتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال : لا يؤمن أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه التي بين جنبيه" ...هكذا فقط يُخيَّلُ لي أن الإنسان يمكن أن يجتاز تلك اللحظة...عندما يكون الحبيب المصطفى أحب للإنسان من نفسه ...فلا يتنازل عن حبه وإيمانه بمحمد نبيا حتى لو كلفه ذلك حياته ....هذا موقف خطير وصعب ...اسأل الله أن يعين الجميع على اجتيازه ....هذه اخطر مرحلة ...مرحلة التحمل والصبر ومدى حبه للمصطفى صلى الله عليه وسلم ...لحظة يكون بعدها يكون الإنسان إما إلى نعيم دائم أو إلى غير ذلك والعياذ بالله .
    كل ما نراه عظيما في الحياة بدا بفكرة

  2. #2
    عضو فضي
    الصورة الرمزية محب
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    ودمدني / حي المدنيين
    المشاركات
    1,244

  3. #3
    عضو ذهبي
    الصورة الرمزية محمد السر
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    3,200
    (تبقى الكلمه ونحن نغادر*** تفضل شايله الثمر الطيب)

  4. #4
    عضو فضي
    الصورة الرمزية نزار السر
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    مدنــــــــى /بانت
    المشاركات
    1,512
    بارك الله فيك فى ميزان حسناتك

  5. #5
    عضو فعال

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودأزرق
    المشاركات
    250
    بارك الله فيك أخي النور ,, ونسأل الله أن يتولى أمرنا و يحسن خلاصنا ,وان يختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين ,, وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ,, أمين ,, أمين

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •