"تحـــديقٌ فــي الفــــراغ"
أي ليل نلبسه دون أن يُبَهِره حضور الحبيبة فهو محض غياب .. أي محبوبة خرجت من
ناصية القلب ببابِ قسمةٍ لوجهة أخرى أو دون وجه فهو جرح غائر لذاكرة العهد أو درب
سماح مطلق لأنبياء العلاقات الحميمة .. وهنا يتساوى الغياب واستحالة حضورها بتنميله
اللذيذ لخاطر المساء ..
عذراً أنه صدى العلاقات القديمة حين يهرجل في المسام .. وبالمقابل فهو اعتراف بسماع
صوتها "الحبيبة" في الواقع بمصادفة مطلقة وذات المصادفة تتعمد أن تعيث في آلة نبضنا
كل التواريخ القديمة وارتغاب اللقاء .. وغدرها أو قدرها وعنوان ماضيها وسكك عاطفة
تعيسة .. حينها يملؤنا الحنين ونُعبأ برغبات أكيدة لفعل أشياء مفيدة دون حوجتنا لشريك ..
أو فلنقل هو البحث عن باب نجاح لنخرج به من هزيمتنا .. إن لم نكن في خانة أنبياء
العلاقة ..
أنها مخيلتنا وتزيين الحبيبة كعلامة فارقة من كل حبيبات الأرض .. هي لذة الترغب أجمل
من مجيئها .. ومتعة التغزل أروع من حقيقتها .. هكذا هي العاطفة تحلق بنا في عوالم
جمال مطلقة .. وتسبح بنا نحو أنثى يفوح منها الرحيق .. وبسقوط مريع منا أو منهن نأخذ
ساتر سقطتنا خلف باب "قسمة و نصيب" أنيق ... لا نحتمل أو يحتملن فيه سوى الإطراق
نحو الأرض ملياً ثم التحديق في الفراغ .. فهل نكون ناجون أم واقعون بقلوبنا في شراكٍ
جديدة ..
"محتمل تواليه"
المفضلات