بالامس جمعتني مكالمة تلفونية مع استاذنا محمد السني دفع الله استمرت قرابة الساعة . كان حوارنا يدور حول الشخصية الدرامية في مجتمعنا السوداني .. والشخصية الدرامية هو شخص له مواصفات تجعله محور لحديث الناس ومجالسهم.. يستمعون لكلامه بتشوق يتسيد المجالس .. يحكوا عنه اذا غاب .. وعادة يكون شخص لطيف و( لذيذ ) ولا يشترط انه يكون ممثل انما الابداع فيه فطري وغير مصطنع.. اذا كان الشخصية الدرامية شخصية جادة و يجبر الناس على الاستماع له صاغرين هذا ما يعرف بالكاريزما .. وليس هو موضع حوارنا .. انما كان هؤلاء اللطفاء .. وليس بالضرورة ان يكون الشخص اللطيف عاقلا .. ممكن يكون مجنون صاحب تعليقات ساخره ونكات يتشوق الناس لحضوره .. تطرقنا لامثلة من هذا النوع الى ان وصل بنا الحوار الى نساء خارج الشبكة .. وهن نساء فقدن زينة العقل ولكن كان جنهن مميزا فيه كثير من العجائب .. اوردت انا من عندي امثلة من كسلا وهن من ساحكي عنهن الان .. وكذلك سياتي السني بنمازجه المتفرقة ..
والشئ الذي يحير في النساء هو سؤال يطرح نفسه هل الجنون يضيف قدرات خارقة اضافية للانسان .. لان بعض المجانين ياتون بتصرفات لا يستطيع ان يؤديها العاقل .. اذكر مثال في كسلا كان هناك شاب مجنون اسمه ناصر اذا سالته في اي وقت عن الساعة نظر الى الشمس بعين نصف مغمضة وقال لك الساعة بالظبط كم تكون ، واذا وجدت فرق تاكد ان ساعتك غير مظبوطة .. والذي يحير ايضا في المجانين انه لا يوجد مجنونان يتفقان في الصفات والتصرفات .. كل مجنون له تصرفات تختلف عن الاخرين وحتى ان صنفه الاطباء حسب تصنيفهم لامراض الجنون مثل المنخوليا والفصام وغيرها .. انا شخصيا عن تجربة واحتكاك لم اصادف مجنونين لهم نفس التصرف .
والسؤال هو لماذا لكل مجنون صفات خاصة به انا اعتقد لان مقومات العقل كلها تدور حول محور واحد وهو الحق والناس كلهم يجمعون على الحق وحتى ان تنكروا له .. والحق يشمل الحب والجمال والعدل والمساوة والشجاعة وكل الصفات الايجابية التي تزين عقل الانسان .. وكل الناس مجمعين حولها .. لذلك العقلاء متشابهون في تصرفاتهم .. اما المجانين لانهم ليس لديهم معيار واحد ليقيسوا به . .فلذلك قد يرى المجنون ان التخلص من الملابس والعري التام هو قمة الستر والحشمة..
الموضوع الفلسفي حول الجنون والعقل قد يطول .. دعونا نحصر الحوار حول النمازج .. انا في الاول ساقدم ثلاثة شخصيات عايشتهن في كسلا وهن حليمة وخديجة والثالثة اثيوبية لا اعرف اسمها لكن دعونا نسميها اببا . ومن ثم ننتظر شخصيات السني...



رد مع اقتباس








المفضلات