أحبتي .. يا رواد هذا النهر الدافق جميعاً
لقد كان في النفس ضيق .. .. وفي القلب حسرة .. وهي طبيعة الانسان .. يغضب ويثور .. ولكن بما أننا إنس وطبعنا على النسيان فهذه فطرتنا .. ولقد مررت بكل أمانة بلحظات أعتبرها من هزيان الشيطان .. وآثرت الرحيل والإنزواء .. .. ولكن أنتم أيها الرااائعون حقاً .. أنتم أيها الأوفياء .. .. أنتم ايها الكرماء .. .. لم تمهلوني حتى يفيض الكيل مني .. .. وانهالت على مكالماتكم الهاتفية ورسائلكم الخاصة .. بدءً من كبيركم الذي علمكم الوفاء .. .. وحتى كل فرد منكم قرأت اسمه في هذا النهر الدافق وكان حقا وشماً في صدر الدجي ابيضا لا يضاهيه بياض .. إلا سريرتكم .. ولكم سعدت وأنا أجدكم تبحثون عني وتدعوني للعدول وللتواصل والوصول .. وأنا الذي أتيتكم ذات مساء لا تعرفوني .. وليس منكم انتماءا لمدني ولكني أحب واعشق كل شبر من ثري فاطمة السمحة .. ساقتني الصدفة لمنتداكم الذي وجدت فيه ما لم أجده في غيره من المنتديات السودانية الأخرى التي أصبحت أكثر من هموم الوطن .. وبكل أمانة حتى المنتديات الثقافية المتخصصة .. ينقصها التفاعل والتعاضد والتلاحم .. والشعور بالآخر والمصارحة بالفكر والعقل .. وهذا سر تعلقي بمنتداكم هذا الذي وجدت فيه ضالتي .. فعلى الرغم من بعد المسافات بيننا ..إلا أنه :
لا يضـر الصحـب أبعـاد الـثـرى
مثلما إن كـان بعـدا عـن دخيـل !
لا يضـر القلـب إن كــان يــرى
كل عرق منـه فـي عضـوٍ يسيـل
ولقد كنتم كما حسبتكم .. .. فحين أعطيتكم لم تبخلوا بالقراءة والمداخلة والتشجيع والمديح الذي يدفعني للمزيد والتجويد .. وحين عرقلتني الظروف الحياتية والأسرية لأيام لم تكن بالكثيرة .. أو عندما ساء ظني بغتةً وغلظ القلب سألتم عني وبلهفة المشتاقين ..
هكـذا الإخـوان غابـوا أو دنــوا
فهم(و) العـزم . . ولا للمستحيـل !
كيـف أحكـي قصـة الأنـس التـي
عشتهـا مـع صاحـب سـامٍ نبيـل . " منتدياتكم "
فبينكم لم أحس بأنني من مدينة أخري .. .. ولم أحس بأنني جديد عهدٍ بكم .. حاصرتموني بالود والترحاب .. .. فلم تهدأ نفسي وكان لزاماً على أن أقابل ذلك بالود ورد الجميل .. .. بأن أطلق العنان لقلمي .. فيا أحبتي .. لن ولن أنقطع عنكم إلا لسبب .. .. ولن ولن يطول الغياب .. ففي منتداكم ..:
سوف يعدو الحرف صبحـا باسمكـم
سـوف يدعوكـم بأنغـام الصهيـل
حـافـظ لـلـود قلـبـي فـيـكـم
إن بغـى خـل لخـل مــن بـديـل
أعزائي بينكم من هم أعلى شأناً مني .. .. يطوعون الحرف حتى يستغيث .. مبدعون عرفتهم من خلال كتاباتهم ومداخلاتهم .. فسرني وأسعدني أن أكون بينهم .. فإذا غبت .. فغياب الأنجم تذكر بسهيل .. فكان لبعدي اثر في نفسي لفراقهم .. فغدت سمائي غير سماءٍ ..
يا سماء الكـون مـاذا قـد جـرى ؟!
أين غابـت أنجـم منهـا سهيـل ؟!
أيـن ضـاع البـدر قولـي للـورى
أين أين الشمس . . والضوء الدليل ؟!
أحبتي قد تحاصرني الهموم حيناً أو ظروف الحياة .. .. قد تشغلني مسئولياتي تجاه أبنائي وأسرتي كحال كل زول أغبش متيم بأسرته .. وأغيب فذلك لن يطول ولن يدوم فأنتم بين جوانحي وفي كياني .. ولحبي لكم لا أعطي نفسي الحق في أن أمر على منتداكم مرور الكرام .. فليس هذا حقه .. ولذلك لا تكن في أنفسكم أي شائبه .. فليس في قلبي للواشون من المنتديات الأخري من سبيل .. فأنا طبعت على الولاء وأنتم أهل له ..
هــل إذا هـبـت أعاصـيـر الأذى
سوف تمحو الخير أو حتى يميـل ؟!
لا وربــي إنـهـا مــا أهلـكـت
منبعـا للطيـب كـي يبقـى هزيـل
صـار داء الـكـون داء واضـحـا
والنوايـا كالمنايـا عـشـق لـيـل
ينبـح الواشـون فـي كهـف الأذى
وطيـور البـان تسمـو بالهـديـل
فأنا طفت .. وقرأت .. وتمعنت .. بحثت عن الأفضل .. والأروع .. والأجمل .. المفيد .. الذي منه افيد وأستفيد .. فتخيرتكم ..
واختبـر فـي كـل بحـر عمـقـه
لؤلـؤ الأصـداف فـي قـاع طويـل
واسمـع الأعـذار مـن أصحابـهـا
ليـس أنبـاء بهـا قــال وقـيـل
ليـس يبـنـي المـجـد إلا مـاجـدٌ
يرمق الأهـداف مـن قبـل السبيـل
لا يفيـد السيـر مـن خلـف العـلا
فيـد المكفـول ليـسـت كالكفـيـل
وختـام الـقـول كــلا لم أغب !
وسأبتسم للكون كـي يبقـى جميـل !
وفي الختام أحبيتي .. أيام وسيعود قطار الشوق للإنطلاق من جديد .. فأنتم في القلب .
عصام عبدالرحيم
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر
المفضلات