النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: جرة قلم أبوعبيدة (سامبا )

     
  1. #1
    عضو جديد
    Array
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    الدناقلة شرق مدنى
    المشاركات
    55

    جرة قلم أبوعبيدة (سامبا )

    سنوات الإنتظار (2)

    بدأت عملها بسرعة ونشاط كما لو أن سرعتها هذه ستسرع مجيئه ، حملت لحافة الذى طال حنينه للماء والصابون (إيه يا نور عينى لحافك مازال كما هو) غبت كثيراً وها أنت تعود لتزين هذا البيت بوجهك من جديد.
    نظفت فراشه والشوق والفرح يتحاوران فى مخيلتها ، مضت الى البئر وأحضرت الماء رشت به أرض الدار ، ثم دخلت غرفتها ، توجهت نحو صندوق ملابسها، الصندوق الذى ظل مقفلاً منذ غيبته ، فتحته بصعوبة ، نفضت عنه التراب، أخرجت فستانها القديم الجديد لكنها تركته جانباً، وتوجهت الى المطبخ بعد ان ذبحت الدجاجة الوحيدة التى تملكها ،أعدت الطعام ثم إرتدت فستانها وجلست بإنتظاره.
    ياه كم مرة حملت أثقال الهموم ؟وكم مرة نطقت بإسمه فى أزقة القرية وحواريها؟ كم بكت وسقطت دموعها فى الجدول وبح صوتها من الحنين وكم مرة جرحت أصابعها وهى تقطف الحشائش فى البرية أو تعد الطعام؟
    كانت تضمة بخيالها الى صدرها ،تعاتبه حيناً، وتقبله حيناً بحنان عجيب،لم تعرف كم من الوقت مر عندما افاقت من تخيلاتها على صوت جارتها وهى تطل برأسها من فوق الحائط، ألم يأت ولدك بعد يا حليمة؟
    لا ولا أعرف أين ذهب وقالتها بحسرة واضحة. يقول زوجى أن عباساً موجود فى مركز الشرطة.
    مركز شرطة! ماذا يفعل ولدى فى مركز الشرطة؟
    لاتخافى زوجى يقول أنه قد أصبح رجلاً مهماً فى العاصمة ولكن لماذا لم يأت إليك حتى الآن؟
    لمعت عيناها بالفرح وشردت للحظات، ألم تقولى أنه أصبح رجلاً مهماً؟ فلا بد أن لديه أعمالاً يقضيها مع رئيس المركز على كل حال لابد أنه سيأتى بعد قليل.
    وراحت ترسم لوجهه الذى طالما سهرت الليالى وطيفه يتراءىلها صوراً عديدة،صورته مرةً مديراً، ومرةً ضابطاً ، ومرةً قاضياً ، ومرةًوزيراً.
    إنسدل الليل على جسد النهار ،ونشر عتمة تشبه عتمة الزنزانة ،فإشتد قلقها، فكرت فى الذهاب اليه فى مركز الشرطة ، لكنها سرعان ما غيرت رأيها لايجوز أن أذهب وراءه، صحيح أننى فى شوق كبير إليه لكن ذهابى قد يسبب له الحرج، لم تسطع الإنتظار أكثر من ذلك، فأتجهت نحو بيت جارتها وقالت لإبنها:إذهب ياولدى لمركز الشرطة وقل لولدى عباس أن أمك بإنتظارك.
    رأيته؟ قلت له أن امك تريدك؟ سألته بلهفة عندما عاد وهو يلهث، نعم ياخالة قال عندى شغل.ولا استطيع الحضور الان.
    شعرت بإن عشرة سيوف إنغرزت دفعة واحدة فى صدرها لكنها حاولت أن تكون كشجرة السنديان التى تبكى الفؤوس قبل أن تسقط.




    وللقصة بقية،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    أبوعبيدة (سامبا)،،،،،،،،،،،،،،،،

    التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبيدة (سامبا ) ; 15-02-2010 الساعة 07:47 AM
  2.  
  3. #2
    عضو ماسي
    Array
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    الدولة
    مـايــو نــص
    المشاركات
    6,008

    تحية واحترام

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعبيدة (سامبا ) مشاهدة المشاركة
    سنوات الإنتظار (2)

    بدأت عملها بسرعة ونشاط كما لو أن سرعتها هذه ستسرع مجيئه ، حملت لحافة الذى طال حنينه للماء والصابون (إيه يا نور عينى لحافك مازال كما هو) غبت كثيراً وها أنت تعود لتزين هذا البيت بوجهك من جديد.
    نظفت فراشه والشوق والفرح يتحاوران فى مخيلتها ، مضت الى البئر وأحضرت الماء رشت به أرض الدار ، ثم دخلت غرفتها ، توجهت نحو صندوق ملابسها، الصندوق الذى ظل مقفلاً منذ غيبته ، فتحته بصعوبة ، نفضت عنه التراب، أخرجت فستانها القديم الجديد لكنها تركته جانباً، وتوجهت الى المطبخ بعد ان ذبحت الدجاجة الوحيدة التى تملكها ،أعدت الطعام ثم إرتدت فستانها وجلست بإنتظاره.
    ياه كم مرة حملت أثقال الهموم ؟وكم مرة نطقت بإسمه فى أزقة القرية وحواريها؟ كم بكت وسقطت دموعها فى الجدول وبح صوتها من الحنين وكم مرة جرحت أصابعها وهى تقطف الحشائش فى البرية أو تعد الطعام؟
    كانت تضمة بخيالها الى صدرها ،تعاتبه حيناً، وتقبله حيناً بحنان عجيب،لم تعرف كم من الوقت مر عندما افاقت من تخيلاتها على صوت جارتها وهى تطل برأسها من فوق الحائط، ألم يأت ولدك بعد يا حليمة؟
    لا ولا أعرف أين ذهب وقالتها بحسرة واضحة. يقول زوجى أن عباساً موجود فى مركز الشرطة.
    مركز شرطة! ماذا يفعل ولدى فى مركز الشرطة؟
    لاتخافى زوجى يقول أنه قد أصبح رجلاً مهماً فى العاصمة ولكن لماذا لم يأت إليك حتى الآن؟
    لمعت عيناها بالفرح وشردت للحظات، ألم تقولى أنه أصبح رجلاً مهماً؟ فلا بد أن لديه أعمالاً يقضيها مع رئيس المركز على كل حال لابد أنه سيأتى بعد قليل.
    وراحت ترسم لوجهه الذى طالما سهرت الليالى وطيفه يتراءىلها صوراً عديدة،صورته مرةً مديراً، ومرةً ضابطاً ، ومرةً قاضياً ، ومرةًوزيراً.
    إنسدل الليل على جسد النهار ،ونشر عتمة تشبه عتمة الزنزانة ،فإشتد قلقها، فكرت فى الذهاب اليه فى مركز الشرطة ، لكنها سرعان ما غيرت رأيها لايجوز أن أذهب وراءه، صحيح أننى فى شوق كبير إليه لكن ذهابى قد يسبب له الحرج، لم تسطع الإنتظار أكثر من ذلك، فأتجهت نحو بيت جارتها وقالت لإبنها:إذهب ياولدى لمركز الشرطة وقل لولدى عباس أن أمك بإنتظارك.
    رأيته؟ قلت له أن امك تريدك؟ سألته بلهفة عندما عاد وهو يلهث، نعم ياخالة قال عندى شغل.ولا استطيع الحضور الان.
    شعرت بإن عشرة سيوف إنغرزت دفعة واحدة فى صدرها لكنها حاولت أن تكون كشجرة السنديان التى تبكى الفؤوس قبل أن تسقط.




    وللقصة بقية،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

    أبوعبيدة (سامبا)،،،،،،،،،،،،،،،،


    http://wadmadani.com/vb/showthread.p...865#post474865

    لم يفت الأوان أبداً على أن يكون المرء ما كان من الممكن أن يكونه

    المـتــكبـــر هـــو :

    شخص يقف فوق قمة جبل ... يرى الناس صغاراً ... وهم يرونه أصغر



المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid