النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»

     
  1. #1
    فخر المنتديات - رحمة الله علية
    Array الصورة الرمزية أبونبيل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الدولة
    مدني
    المشاركات
    2,351

    حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»

    حكاية «فأر» تحوّل إلى «نمر»


    «بلد» مساحته تعادل مساحة محافظة الوادى الجديد «320 ألف كم2».. وعدد سكانه 27 مليون نسمة، أى 3/1 عدد سكان المحروسة.. كانوا حتى عام 1981
    يعيشون فى الغابات،ويعملون فى زراعة المطاط، والموز، والأناناس، وصيد الأسماك..
    وكان متوسط دخل الفرد أقل من ألف دولار سنوياً..
    والصراعات الدينية «18 ديانة» هى الحاكم..

    حتى أكرمهم الله برجل اسمه «mahadir bin mohamat‏»، حسب ما هو مكتوب فى السجلات الماليزية!
    أو «مهاتير محمد» كما نسميه نحن.. فهو الابن الأصغر لتسعة أشقاء.. والدهم مدرس ابتدائى راتبه لا يكفى لتحقيق حلم ابنه «مهاتير» بشراء عجلة يذهب بها إلى المدرسة الثانوية.. فيعمل «مهاتير» بائع «موز» بالشارع حتى حقق حلمه، ودخل كلية الطب فى سنغافورة المجاورة.. ويصبح رئيساً لاتحاد الطلاب المسلمين بالجامعة قبل تخرجه عام 53.. ليعمل طبيبا فى الحكومة الإنجليزية المحتلة لبلاده حتى استقلت «ماليزيا» فى 1957، ويفتح عيادته الخاصة كـ«جراح»ويخصص 2/1 وقته للكشف المجانى على الفقراء.. ويفوز بعضوية مجلس الشعب عام 64، ويخسر مقعده بعد 5 سنوات، فيتفرغ لتأليف كتاب عن «مستقبل ماليزيا الاقتصادى» فى 70.. ويعاد انتخابه «سيناتور» عام 74.. ويتم اختياره وزيراً للتعليم فى 75، ثم مساعداً لرئيس الوزراء فى 78، ثم رئيساً للوزراء عام 81، أكرر فى 81، لتبدأ النهضة الشاملة التى قال عنها فى كلمته بمكتبة الإسكندرية إنه استوحاها من أفكار النهضة المصرية على يد محمد على!

    فماذا فعل «الجراح»؟
    أولاً: رسم خريطة لمستقبل «ماليزيا» حدد فيها الأولويات والأهداف والنتائج، التى يجب الوصول إليها خلال 10 سنوات.. وبعد 20 سنة.. حتى 2020!!
    ثانياً: قرر أن يكون التعليم والبحث العلمى هما الأولوية الأولى على رأس الأجندة، وبالتالى خصص أكبر قسم فى ميزانية الدولة ليضخ فى التدريب والتأهيل للحرفيين.. والتربية والتعليم.. ومحو الأمية.. وتعليم الإنجليزية.. وفى البحوث العلمية.. كما أرسل عشرات الآلاف كبعثات للدراسة فى أفضل الجامعات الأجنبية.. فلماذا «الجيش» له الأولوية وهم ليسوا فى حالة حرب أو تهديد؟ ولماذا الإسراف على القصور ودواوين الحكومة والفشخرة والتهانى والتعازى والمجاملات والهدايا.. طالما أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع؟
    ثالثاً: أعلن للشعب بكل شفافية خطته واستراتيجيته، وأطلعهم على النظام المحاسبى، الذى يحكمه مبدأ الثواب والعقاب للوصول إلى «النهضة الشاملة»، فصدقه الناس ومشوا خلفه ليبدأوا «بقطاع الزراعة».. فغرسوا مليون شتلة «نخيل زيت» فى أول عامين لتصبح ماليزيا أولى دول العالم فى إنتاج وتصدير «زيت النخيل»!
    وفى «السياحة»: قرر أن يكون المستهدف فى عشر سنوات هو 20 مليار دولار بدلاً من 900 مليون دولار عام 81، لتصل الآن إلى 33 مليار دولار سنوياً.. وليحدث ذلك: حول المعسكرات اليابانية التى كانت موجودة من أيام الحرب العالمية الثانية إلى مناطق سياحية تشمل جميع أنواع الأنشطة الترفيهية، والمدن الرياضية، والمراكز الثقافية والفنية.. لتصبح ماليزيا «مركزاً عالمياً» للسباقات الدولية فى السيارات، والخيول، والألعاب المائية، والعلاج الطبيعى، و... و... و....
    وفى «قطاعالصناعة»: حققوا فى عام 96 طفرةتجاوزت 46?عن العام السابق بفضل المنظومة الشاملة والقفزة الهائلة فى الأجهزة الكهربائية، والحاسبات الإلكترونية.
    وفى النشاط المالى: فتح الباب على مصراعيه بضوابط شفافة أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية لبناء أعلى برجين توأم فى العالم 65 مركزاً تجارياً فى العاصمة «كوالالمبور» وحدها.. وأنشأ البورصة التى وصل حجم تعاملها اليومى إلى ألفى مليون دولار يومياً، (فى مصر 400 مليون).
    وأنشأ أكبر جامعة إسلامية على وجه الأرض، أصبحت ضمن أهم خمسمائة جامعة فى العالم يقف أمامها شباب الخليج بالطوابير، كما أنشأ عاصمة إدارية جديدةputrajaya‏بجانب العاصمة التجارية «كوالالمبور» التى يقطنها الآن أقل من 2 مليون نسمة، ولكنهم خططوا أن تستوعب 7 ملايين عام 2020، ولهذا بنوا مطارين وعشرات الطرق السريعة تسهيلاً للسائحين، والمقيمين، والمستثمرين، الذين أتوا من الصين، والهند والخليج ومن كل بقاع الأرض، يبنون آلاف الفنادق بدءًا من الخمس نجوم حتى الموتيلات بعشرين دولار فى الليلة!
    باختصار:
    استطاع الحاج «مهاتير» من 81 إلى 2003 أن يحلق ببلده من أسفل سافلين لتتربع على قمة الدول الناهضة، التى يشار إليها بالبنان، بعد أن زاد دخل الفرد من 100 دولار سنوياً فى 81 عندما تسلم الحكم إلى 16 ألف دولار سنوياً .. وأن يصل الاحتياطى النقدى من 3 مليارات إلى 98 ملياراً «فى مصر 34 مليارا»، وأن يصل حجم الصادرات إلى 200 مليار دولار، فلم يتعلل بأنه تسلم الحكم فى بلد به 18 ديانة، ولم يعاير شعبه بأنه عندما تسلم الكرسى فى 81 كان عددهم 14 مليوناً والآن أصبحوا 28 مليوناً، ولم يتمسك بالكرسى حتى آخر نفس أو يطمع فى توريثه
    فى 2003 وبعد 21 سنة، قرر بإرادته المنفردة أن يترك الجمل بما حمل، رغم كل المناشدات، ليستريح تاركاً لمن يخلفه «خريطة» و«خطة عمل» اسمها «عشرين.. عشرين».. أى شكل ماليزيا عام 2020، والتى ستصبح رابع قوة اقتصادية فى آسيا بعد الصين، واليابان، والهند.
    ولهذا سوف يسجل التاريخ: «أن هذا المسلم العلمانى»لم ترهبه إسرائيل التى لم يعترفوا بها حتى اليوم، كما ظل ينتقد نظام العولمة الغربى بشكله الحالى الظالم للدول النامية، ولم ينتظر معونات أمريكية أو مساعدات أوروبية، ولكنه اعتمد على الله، وعلى إرادته، وعزيمته، وصدقه، وراهن على سواعد شعبه وعقول أبنائه ليضع بلده على «الخريطة العالمية»، فيحترمه الناس، ويرفعوا له القبعة!
    وهكذا تفوق الطبيب «الجراح» بمهارته، وحبه الحقيقى لبلده، واستطاع أن ينقل ماليزيا التى كانت «فأراً» إلى أن تصبح «نمراً» آسيوياً يعمل لها ألف حساب!

    أما «الجراحون» عندنا، وفى معظم البلدان العربية، فهم «كحلاقى القرية» الذين يمارسون مهنة الطب زوراً وبهتاناً.. فتجدهم، إذا تدخلوا «بغبائهم» و«جهلهم» و«عنادهم»، قادرين بامتياز على تحويل «الأسد» إلى «نملة»!


    د. محمود عمارة

  2.  
  3. #2
    عضو فضي
    Array
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    1,670

    التحية لك استاذنا ابونبيل على هذا النقل الرائع
    و الذي نحن بحق في حاجة اليه لنتعلم عسى ولعل ينصلح الحال

  4.  
  5. #3
    فخر المنتديات
    Array الصورة الرمزية نزار حسن محمد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    الدولة
    حى المنيره
    المشاركات
    6,876

    سلمت يداك ابونبيل
    على هذا البوست وفى هذا التوقيت بالتحديد
    عسى ولعلى يدخل عليه احد المنتخبين للحكومه
    وباصوات المغلوبين على امرهم
    لعلى وعساه

    [SIZE=2]الابتسامه.. كلمه طيبه .. من غير حروف
    الابتسامه لاتكلف شيئا ولكنها تعنى الكثير[/
    SIZE]

    ************************************************** ****************

    حياة جل مكسبها خسار ** وعيش لايسرك يانزار
  6.  
  7. #4
    عضو فعال
    Array الصورة الرمزية Badri
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المشاركات
    262



    عزيزي أبو نبيل
    سلاماات
    لقد تشرفت بالعمل هنالك لمدة وجيزة أستطعت من خلالها التعرف علي أسباب النهضة في هذا البلد الصغير الحجم العملاق أقتصاديا
    وكنت شغوفا دائما عن السؤال كيف نهضتم من بلد فقير الي بلد قوي ؟ وقد كانت الأجابة كما تفضلت به
    فأعلم أخي أكثر ما يميز هذا البلد وساعد علي نهضته أنصهار القوميات علي مختلف الملل والنحل من ( المالاي وهم يسيطرون علي مقاليد السياسة ، صينيون وهم أهل أقتصاد ، هنود وهم يحاولون أن يجدو لهم موطئ قدم – مهمشين يعني ) فأدارة الصراع هنالك وهو موجود لم يأخذ منحنيا متطرفا يقعد البلاد ويؤخر نهضتها
    وقد قمت بزيارة عدت جامعات u m , u k m
    وأكثر ما يميز هؤلاء أهتمامهم بالبحث العلمي الدؤوب ، وجميع أساتذتها ودكاترتها من المواكبين للتطور ومن المراقبين لما يحدث في العالم وهذا ما يفتقده كثير من أساتذتنا ودكاترتنا الأجلاء للأسف
    وهي بلد سياحي جذاب ، ومن سوء حظي كانت رحلتي قد صادفت ذلك الموسم !!!!












    أوعك تمشى في موسم السياحة جيبك بنقدة قد وكمان كان معاك العيال حكايتك حتكون بايظظظظة

    أنني أفتح نوافذي للشمس ،
    ولكنني أتحدي أية ريح أن تقتلعني من جذوري

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid