بسمه جل وعلا أبدأها
ولطالما ادمنت عشق الحبر والاوراق كتابة ابثها احاسيس ثاقبة متلهفة تسمو الى الوصول بالطرق المتاحة والقريبة والأمينة فعلاقتى بالقلم ليست بميلاد جديد ولست بمتمرس لكنما انجبتها متاريس الزمان من غربة والتياعات واشجان .. فلعل الكتابة هي ملاذات الكتمان وانيس الوحدة وجليسها الطيب ، تفجر مكنونات القلوب الثائرة صمتاً...
هنا أقف
لأن لي قلب ثائر في الصمت رغم ما يعانيه من وجد وشقف وحرمان وغيره وانه يقف على حافة الانفجار رغم رزانته ...
تباً لهكذا قلب .. دوماً في بحور النهك غارق ومحيطات الانتهاك ... نبضه فاتر ... دربه عاسر .. يحاول عابثاً السقوط الى الاعلى فيتصاعد في الاسفل...
عذراً فلم أخرج عن النص كما يتراءي ... فالعلاقة بين الكتابة والقلب اقوى انواع العلاقات العاطفية المميتة , واصحاب القلوب الثائرة صمتاً دوماً يعشقون ويلجأون للكتابة حتى في ابسط امورهم فهي لسانهم .. وهم بغيرها كالصم البكم ..!!
فإنهم يهزمون بها صمتهم .. وخوفهم النبيل وهي جراءتهم فتعبر الكتابة عن حبهم ... حزنهم ... سعادتهم..
اول ما احببت كنت مراهقاً خجولاً هادئاً احببتها ولكن عاندني لسانى ولم يطاوعني في البوح والاندياح بعواطفى الجياشة ووجدانياتي وحنيني الجارف اليها .. فبغضت نفسي وعاتبتها كثيراً على ذلك الكتمان ... لم أكن جريئاً ولو إنني كنت ماهر في رسم ملامح العاشق الولهان بلغات أخرى غير الكلام .. بتعبيرات ملامحية مدهشة بكل الحواس ولكنى ضقت زرعاً وتشاقيت بهذا الصمت القاتل الكئيب الذي يحتويني...
ووسط هذا النزاع أتى المنقذ
"الكتابة"
عجباً ...
كيف غفلت عن هذا المترجم العظيم ... فكتبت ويا لها من كتابة حيث أن الحرف ترجم كل نظرة .. كل همسة .. كل ابتسامة كل كلمة نعم كل كل كلمة فالكلام حين يكتب ياخذ طعم آخر ولون آخر فلم تخذلني الكتابة اليها حيث أن حرفي لاقى نقاطه المكملة فأحببت الكتابة وهويتها ايما هوىً ولكنني لم احترفها بعد ..!!
حسناً...
في هذه الورقة وفي هذا الليل الطويل .. وعادتاً هكذا تكون الليالي في الغربة إسرافاً في الطول شتاءً وصيفاً ... تملكتني فكرة الكتابة ولكن هناك كم هائل من المواضيع بدأت تتراقص أمامي فطاوعتني في الكتابة في "الكتابة" نفسها فهي موضوع لا يقل اهمية عما سواه ثم أن الليالي الآتية كثر وطوال كطول هذا الليل الذي تمنيت فيه الصبح فكان حلم تحقيقه مستحيل .. لم تكن هذه الامنية وهذا الحلم بأفول الصبح إلا اشفاقاً بحالى والغرباء أمثالي ...
هذه أسطر كتبتها في ليل طويل ... فمهما كتبنا فإن الورق سيظل ظاميء للمداد !!!
عذراً
سأتوقف هنا ..
لم يداعب جفوني النعاس بعد ولكنما حنين جارف عانقني الآن .. وثمة عبرات بدأت تتسلل وفقدت العيون السيطرة عليها ..
وحتى ليل آخر
الى لقاء
المفضلات