دعوة للنقاش
رغم ما تختزنه ذاكرتنا الجمعية من جماليات وفنون ...ورغم ثراء بيئتنا السودانية من روائع ..أنى توجهت او وليت وجهك في السودان هذا القطر اللوحة تجد ملامح الجمال تنداح هنا وهناك ...ففي الا نقسنا بمنطقة النيل الازرق الانسان هناك يمارس الفن بعشق وكذلك انسان الجنوب قبل الانفصال ..الى الروعة في الشرق ..الى الغرب الى الشمال ..مجسدا كل ذلك في مشغولات خشبية او سعفية اوجلدية او فخارية ..بدء من العنقريب وعبقرية نسجه والاحذية وصناعة البروش وبناء المنازل (القطية) حتى الوشم والجلود على الوجه تضفي جمالا وتنوعا في السحنات والشحنات والثقافات واللهجات ...نعم بالسودان مستودعات هائلة مترعة بمفاهيم الجمال ..والله جميل يحي الجمال ...ولكن نلاحظ في الاونة الاخيرة عدم اهتمام الناس بالاحتفاء بالفن ...رغم رسوخ قدمنا في الفن المنهجي من لدن بخت الرضا ..وحتى الراهن من زماننا نجد أن المسافة بين قراءة اللوحات الجمالية والمتلقي تتسع ...وقد حاول نفر من المهتمين معالجة الامر ولكن لم يصل الى الدرجة الحاسمة ...فهل ياترى الاسباب تكمن وراء ضعف ذائقتنا الفنية ؟أم تقصير من خريجي الفنون وفشل في تنزيل وتوظيف الفن ومفاهيمه للمتلقين؟أم أن السلطة باجهزتها المختلفة تساهم في تقزيم دور الفن ؟أم قلة المعارض والقليرهات هي السبب؟أم اللهاث وراء لقمة العيش ....وانا احاول مدارسة هذا الامر اشعر باحباط كبير ومن ناحية اخرى اشعر بامل بصلاح الحال ....واتسأل هل فعلا فقد الدهشة فلم تعد تبهرنا الفنون بانواعها؟أم أن هناك تابوهات دينية تحول دون انطلاق الفنان ؟أم أن سقف الحرية المتاح لا يتناسب مع العطاء
<g>كل هذه الافكار والتساؤلات تعتمل في داخلي لاخلص الى نهاية محددة ..وهي كيف نعيد قراءة خارطتنا الفنية ؟وكيف نخلق جسور التصالح مع محيطنا الجمالي ؟ونعيد صياغة ذائقتنا الفنية بطريقة مشبعة ؟ وما السبل المؤدية لخلق رؤية تؤطر للجمال حتى ينتظم مفاصل حياتنا