فعندما كنا نأتي نورا مساءاً
وبنا من رهق المشاوير الكثير
نجلس ونرتشف اكواباً من قهوتها أم جنزبيلاً طااااق
نرتاح بها قليلاً ,,
لم نعرف طريقه للحساب مع نورا ولم تطلب هي ذلك كل تلك الفترة
فعندما نأتيها ومعنا شوية قروش بندِّيها ماجادت به جيوبنا
اما في الحالات الاخري ( الفلس ) وهي الاكثر فكنا نشرب بدون مقابل
تفاكرنا كثيراً في شخصية نورا وكل هذه الطيبة
التي تحملها , كيف لها ان تعامل مجموعه من العطاله هكذا ؟؟
ولكننا لم نأتيها يوماً من الايام وفي انفسنا نيّة ( اننا بنضحك عليها )
حينما تعطينا مانحتاجه من شاي او قهوة ,,
احببناها جميعنا حباً في الله وكانت هي كما نحن لها
أخت في الزمن الصعب ..
نورا كانت ارحم علينا من حكومتنا التي أهدتنا جامعاتها شهادة
ووظفتنا في الطرقات ( عطاله ) , نورا كانت بتنظر للدنيا كما ينبغي
( دار زوال ) , وسلكت دروب الآخرة بجميل صنيعها ,
قالت لنا يوماً بدون مقدمات : جيبوا ملابسكم اغسلها ليكم ؟؟؟
كما الاخت في البيت تماماً تسأل حتي عن الملابس التي
غبّرتها تلك المشاوير الخاسرة ,,
قلت لها : يانورا إنتِ عليك الله عندك زمن كمان تغسلي لينا ؟
خليك في اكل العيش ليك ولابوك واخواتك نحن هدومنا بنتصرف فيها
قالت لا بإصرار واشترطنا عليها بان تكون هذه اول وآخر مرة ,
أو انها لن ترانا مرة اخري ( فأتفقنا ) ..
فجأة نورا السمحة غابت من السوق
وبتنا نسأل عنها رفيقاتها لو انهن يعرفن لها طريقاً
فدلتنا إحداهن الي بيت نورا واخواتها
وصلناها والحزن يغطي المكان لوفاة والدها
بكينا والد نورا كما لم نبكي من قبل
وبكينا حالنا وظروفنا التي لم تسمح لنا ان نساهم
ونساعد نورا واخواتها في هذه الظروف الفجيعه
ماهي الا شهور قليلة إلاّ ونورا واخواتها يتركن
ذلك البيت ولا ندري الي اين قد ذهبن ,,
لهنّ الله حيث ولّين وجوههن ,
الله كفيل بأن يرزقهن حياة هنيئة وجميله
كما اخلاقهن وطيبتهن ..
لهن التحية من خلف السنين
--
آآآهـ من تلك الـ نورا وليتني اعرف اليها سبيلاً ( الآن ) ..
المفضلات