شُفتك في رؤية !!
• منذ فترةٍ أو قل بصريح العبارة في عهد الإنقاذ أو من سنة تسعين ولآ فوق حدثت أشياء لذيذة جداً .. لم تكن غريبة علي المجتمع العربي ولا علي مجتمعنا السوداني ، لكن وبأمانةٍ مطلقةٍ نشتّم منها شوية رائحة قد تدخل في (دائرة علم الغيب أو النفاق!!) والله أعلم .
• زمان كنّا نجالس حبوباتنا وصديقاتهن من حبوباتٍ أُخر .. كانت مجالسهن تتصف بصدق ما يقولنّه ويحكنّه من حكاوي وروايات وأقاويل ورؤي ... لا يعرفن الإفك والكذب والنفاق !! كانت كل همومهن تكمن في الذهاب إلي حج بيت الله الحرام وكذلك العمرة ... ولأنهن لم ينلن مثقال خردلة من التعليم كانن وعند الذهاب للحج يقلن كالآتي : (شايلين الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم) يعني قصدهن رسولنا الكريم لذا يمكثنّ أكبر فترة بالمدينة المنورة ولا يقلن أنهن ذاهبات (لحج بيت الله الحرام) أولاً لجهلهن لأمور دينهن زائداً طيبتهن وتعلقهن (بالرسول صلي الله عليه وسلم) تعلقاً يصل حد المديح بعد عودتهن من الحج وكنّا نشهد لهنّ بذلك ، ورغم هذا الجهل الذي لازمهن ردحاً من العمر لكنهن كانن مصدر حكمة وشوري للناس أجمعين وكانوا يحلمون بغدٍ مليءٍ بالخيرات لأولادهن وأحفادهن ... ولأنني قد سُقت الحديث لشيءٍ في نفسي وفي نفوس خبثاء السودان ومجارمة التفسير والذين يوصفون بالفِطنة .. وكمان ملاعين مدني .. وأبالستها وعموم أبالسة تفسير ما نذهب لكتاتبه (ومخيّر الله في حقو) !!
• أولاً وإن كان الحديث عن حبوباتنا بأسمائهن الجميلة والتي كنا معجبين بها جداً وهي أسماء تؤّكد عظمة المرأة آنذاك مقارنةً بأسماء النساء الجديدة والدخيلة علينا وعلي مجتمعنا ..
مثلاً حبوبتي (عشّة بت فضل المولي) و( عشة بت أم الحسن) وصاحباتهن (نفيسه بت المصطفي) وهي بالمناسبة والدة الفنان (محمد مصطفي الحردلو) حي الدنيا ده ... (وزينب بت أب كي) و(بت ود ناصر) و (رقية بت الفكي مُحمّد) وهي حبوبة سيف شطة الذي لازال يفاخر بها وأسماء كثيرة (خَدرة بت بشير) والدة لاعب الإتحاد ومنتخب الجزيرة السابق/ الحاج الأمين وشقيقة بكري الأمين وهناك (بت أم زمّيم) و(بت المأذون) و (مُمنين بت عباس) والدة اللواء الراحل/ المقبول الأمين الحاج وحبوبة الأمين البرير وأخوانه وحبوبة (جبل الضلمة/ حاتم المقبول ) أحد رموز الإتحادي الديمقراطي بالجزيرة وبالسودان وهناك (آمنه بت الشفيع) والدة لاعب الأهلي مدني (عبد العظيم سليم عباس (الجار) وعدد كبير من أسماء لامعة ورنانة رحلن بإلفتهن الجميلة وعشرتهن النبيلة .
• فإذا إجتمعن في أي مناسبة حدّثتهن إحداهن بأنها بالأمس رأت في المنام (نفيسه بت المصطفي) داخل مياه عذبة وجارية ولا بسة ليها توب ناصع البياض ... ثم يبدأن في التفسير .. حظك يا بت المصطفي جاتك زيارة للرسول الكريم هذا العشق الأبديي الذي يتعلقّن به كثيراً وهكذا .. ثم يدور الزمان دورته بعد عامين ثلاثة تحكي أخري أنها رأت في رؤية (رقية بت الفكي مُحمد) في حديقةٍ غنّاء تتجول داخل خمائلها وتجني في الفواكه وتأكل فيقلنّ لها (بختك يا بت الفكي مُحمد) ربنا دخّلك الجنة ...وكل واحدة تقول بكل بساطة (أريتو حالنا كلنا يا نسوان) ... ثم يهيجن ويبدأن في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم ثم يتناولن (قهوة سيدي) ويعتقدنّ كثيراً في المراغنة ويقصدنّ بكلمة سِيدي (سيدي الحسن) راجل كسلا .. كانت تلك فترة الحبوبات الذهبيات النقيات .. ولنا عنهن حكاوي كثيرة ولذيذة سأتطرق لها إن سنحت الفرصة خاصةً عن الراحلة (زينب بت أب كي) وهي إمرأةٌ عظيمة تأتيهن من فترات متباعدة بِقُفتها التي بداخلها مطايب للأطفال أمثالنا زمان !! (أريتنا كان ما كبرنا حتى نتمتع بأشيائهن وصدقهن وحنّيتهن) .
جئنا لعنوان هذه الإستراحة وقولو خير .
• ذات مرةٍ وفي عهد هذه الإنقاذ والحرب في أوجّها ذهب عدد كبير من الجماعة لمناطق العمليات ينشدون الجهاد .. كان من ضمنهم شاب في عمر الزهور دخلوا أحراش الجنوب يحملون السلاح فاستشهد من إستشهد وعاد من عاد .. لكنهم فقدوا هذا الولد الشباب وسيم الطلعة فكان من البديهي أن يسألهم أهل هذا الولد عن حاله ولماذا لم يعُد معهم ؟ فأجابهم رجل نافذ يتبوأ مركزاً مرموقاً في كبري الولايات المعروفة والمخضّرة بأن إبنهم إستشهد هناك ثم أردف لهم بأنه وفي رؤيةٍ شاهده في الجنة ويمشي بين خمائلها .. ويأكل من ثمارها .. فهللوا وكبروا واحتسبوه من شهداء الواجب .. بعد إسبوع عاد الشاب سالماً غانماً بذات الوسامة وطلعته البهية فأعلن أهله الفرح ونصبوا السرادق ونحروا الذبائح .. لكن الذي يُعد من أدهي الغرائب فعلاً أن الرجل الذي رآه بالجنة كان قد شاركهم الفرح وهلل وكبّر معهم ثم إنتهي حفل الفرح فمضي هذا النافذ إلي منزله .. بعد داك والله العظيم .. ورسوله الكريم وأقول الحق .. كل الحق .. ولا شيء غير الحق .. ما عارف الحصل شنو!!
• تعالوا يا جماعة الخير .. أنتو الرؤية الفي المنام دي خصيصاً للحركة والمؤتمر؟ .. وإشمعني نحنا ما قاعدين تجينا رؤية في المنام ؟
• الحقيقة سبب كتابتي لهذه الإستراحة أن الأيام التي مضت كنّا في زيارة مريض عزيز علينا وعلي الجميع .. دخل علينا وزير معروف وطايبه وكفّر له وسأله عن صحته ثم بعد قليل قال له موسوساً (أمبارح شفتك في رؤية) .. لم أتابع تفاصيل الرؤية لانني تذكرت رؤية زولنا داك .
• لكن ألّذ ما في الموضوع أن لنا صديق يسأل واحد مروّق مبلغاً من المال .. كل ما ذهب إليه يطالبه بالمبلغ لايعيره ذاك الإهتمام الذي يتوقعه فجاءني وقال لي : رأيك شنو .. الزول ده أدقو .. أكسرو .. أعمل ليهو شنو ؟ فقلت له سايسه .. فجاءني اليوم الثاني وقال لي وجدتها وجدتها .. قلت له : حتعمل ليهو شنو ؟ فقال لي : أقول ليهو أمبارح شفتك في رؤية راكب حصان أبيض ومنطلق به كالريح ومتجه نحو مكان تحيطه الخضرة من كل جوانبه .. وكلما كربج الحصان يخلّف وراءه نبع مياه عذبة من أثار حوافره .. ثم استمر هذا الوضع إلي أن صحوت من نومي مخضوضاً .. (رؤية زى دي ممكن تجيب لي قروشي)
• أنا عن نفسي حلمت حلمةً رهيبةً سأحكيها لكم في إستراحة تانية عشان تعرفوا حاجة !!
ويا شيخنا (الفلاني) تصدّق أمبارح شفتك في رؤية !!
ياسر ود النعمة
المفضلات