صعقتها كلماته عديمة المسوؤلية وصرخت فيه قائلة : يابرودك يابني آدم , وهو انت فاكر الامور بالبساطة دي ؟ انت ناسي اني قدام اهلي وود عمتي لسه بنت بنوت , يعني لو وافقت واتزوجت ود عمتي فضيحتي حاتبقى على كل لسان.
قاطعها قائلا : والله يابت الناس انا مااجبرتك على شي وانتي الوحيدة الممكن تقنعي ابوك بعدم زواجك من ود عمتك الماعارف طلع لينا من وين هو كمان .. لحد ماانا احسن وضعي واقدر اجي اطلبك من ابوك رسمي.
صمتت قليلا ثم قالت له : انت مااجبرتني على شي !! صحيح انت مااجبرتني .. انا الغلطانة .. تصدق بالله .. انا كدا فهمت حاجة مهمة جدا جدا
فقاطعها : فهمتي شنو ؟
فاجابته : فهمت اني ضيعت نفسي بين يدين راجل مابستحق ..
واغلقت سماعة هاتفها
كانت صدمة سمر من كلام محمد تفوق رعبها من فكرة تزويجها لابن عمتها , فمسحت دموعها ووقفت امام المرآة تستجمع بعض افكارها التائهة ثم قررت التوجه لغرفة والدها
وهناك .. وجدت سمر والدها يتصفح جرائده اليومية فاستأذنته بالدخول طالبة منه ان تتحدث معه قليلا
بداءت سمر حديثها بتبرير سبب رفضها لابن عمتها قائلة : والله يابابا عمر مافيها اي عيب لكن انت عارف انا طموحاتي لسه ماوصلت لنصها , محتاجة اركز نفسي اكثر في قرايتي والاهم من كدا لازم احس برغبتي في تكوين اسرة عشان ما اتزوج وانا لسه ماحاسة بمسوؤلية الزواج
فالتفت اليها والدها واضعا الجريدة من يده قائلا : واكتر من الوصلتي ليه في التعليم ناوية تعملي شنو تاني .. جامعة خلصتيها ماجستير حضرتيه .. باقض شنو تاني , والا هي حجج عشان في شخص في حياتك واحنا ماعارفين ؟
عندها فقط سرت رعشة خوف في جسد سمر وزاغت عيناها بعيدا عن وجه والدها , شردت بتفكيرها قليلا ثم قالت له : لا لا حياتي شنو وزول منو الفيها ؟ ماتفهمني غلط يابابا , القصة بس اني ماحاسة باستعداد نفسي للارتباط
وذكرياتها معلقة في مقولته الاخيرة : انا مااجبرتك على شيء
ثم نظرت في عينا والدها واردفت : والله يابابا صاحباتي معظمهم اتزوجوا وهديل غالبيتهم فشلوا والسبب انهم ما كانوا مستعدين نفسيا , يعني يرضيك بكرة بعد بكرة افشل انا كمان واشيل لقب ..مطلقة .. والسبب اني عملت شي ما مقتنعة بيه
عندها شرد بال والدها بعيدا ثم ضغط على اسنانه بحدة واضحة وهمهم همهمات تدل على عمق تفكيره وقال لها : خير خير , ان شاء الله خير يا بتي , قومي صلي استخارة .. والفيها خير ربنا بسهلها
احست سمر بالراحة بعد حديث والدها ومضت صوب حجرتها وبريق امل بان تحل مشكلتها يشع من وجهها
تحت وسادتها وجدت الهاتف قد سجل مكالمات فائتة من محمد ... لكنها لم تهتم و ذهبت لتستخير كما اخبرها والدها
في ذلك اليوم .. احست سمر بمعنى ان تعتمد على رجل .. يخذلها في منتصف الطريق
وتذكرت ان محمد احبها لدرجة الجنون حتى انه تزوجها عُرفيا دون علم احد مبررا ذلك بانه سمع بان الزواج العرفي حلالا , وانه لايريد ان يخطئ معها بغير حلال !!!
احست سمر بندم شديد وصبت تفكيرها في كيفية حل هذه المشكلة وتفادي حدوث مصيبة اكبر ان تزوجها ابن عمتها ... بل ان تزوجها اي رجل آخر يعرف انها .. عذرا
يتبع باذن الله
المفضلات