الأخوة والأخوات كل عام وانتم بألف خير
عندما بدأت فى كتابة البوست الذي تحدثت فيه عن المبدع الراحل مصطفى ساكس وأشرت في المقدمة بأن لم تكن مسألة الكتابة حاضرة فى ذهني بأي شكل كان وقلت إن بعض الأعزاء طالبوني بالمشاركة فى المنتدى بشكل عام وبالمشاركة فى المنتدى الثقافي بشكل خاص لشئ لمسوه فيى.وعندما تعللت إن ليس هناك شيئا حاضرا فى ذهني لأكتب عنه أقترح على أحدهم أن اكتب عن المبدعين المنسيين فى مدينة مدني فاَثرتنى هذه الفكرة وراجت فى بالى وعلى الفور حضر فى ذهنى اسمان أولها الدكتور الفاضل الســــنوسى والراحل مصطفى ساكس.فراقت لى الفكرة وحركت شجون وتحنان في دواخلي لما تربطني بالرجلين من علاقات شخصية تجاوزت حد الإهتمام المشترك فى شأن الموسيقى أو المسرح أوالتلمذة المدرسية في حالة الدكتور الفاضل السنوسى.
.وقد كتبت عن الراحل ساكس "ولازلت" وشاركني أعزاء فى ترصيع البوست بما كتبوه فى حق الراحل ساكس.
وقد وصلتني بعد الهمسات تمشى على إستحياء تتسأل عن وعدى بالكتابة عن الأستاذ الفاضل السنوسى.وهنا برزت قضية وهنا واقع الحيرة صريح "على وزن قصيدة شاعرنا فضل الله محمد "مسيحية" التي غناها الفنان الكبير محمد الأمين.
ومصدر الحيرة أنى بدأت كمن ورط نفسه "وشالتنى الهاشمية" وأدخلتها فى دهليز لا يعرف أوله من أخره.فالكتابة عن رجل فى قامة الفاضل السنوسى أقرب كمن يناطح الصخر بقرن من طين أو يحرث فى بحر متلاطم الأمواج.فالرجل عالم من الإبداع والإنسانية. لا تستطيع أن تحيزه فى منطقة معينة تتجاوز بها المناطق الأخرى من مساهماته الإبداعية فى شتى شؤون الحياة الفسيحة .وقد عرف الأستاذ الفاضل السنوسي بجانبين فقط من فروع مساهماته العديدة حتى من كثيرين من المقربين إليه,والجانبان هما التدريس والتلحين لكن الذي يلج عالمه يجده إنساناً وفنانا مبدعا فى شتى المجالات تتكامل فيه جل عناصر الإبداع.
ما أريد التنويه إليه "وأأسف للتكرار" وقد أشرت إليه في بوست "مصطفى ساكس إحساس المهاجر" إن هذه الكتابة ليست توثيقية بالمعنى العلمي المعروف لدى الناس فذلك منهج لا أتقنه ولا أعرف فنونه ولكن ما اكتبه هو انطباع شخصي و محاولة لإلقاء الضوء على هذه القامات ومنزلة الرجال مكانتهم عن أناس أثروا الساحة بكل ما هو طيب وجميل وممتع.وظلت إبداعاتهم تجاوز الأمصار ولكن الناس لا يعرفون عنهم الشئ الكثير.فمصطفى ساكس الذى غيبه الموت عليه الرحمة والمغفرة والدكتور الفاضل السنوسى غيب نفسه بحكم الجدية والالتزام برسالة الفنون,فأهمله الناس,خاصة أهل الفن,وغيبه الإعلام بقصد أو بدون قصد.فذلك ما كان دافعي للكتابة عنهم.فمهما كانت قسوة الإهمال ومرارة النسيان فالأعلام المؤثرين في التأريخ لا تمحى ذكراهم بالإهمال أو النسيان الاَنى والوقتي. فأعمالهم تظل خالدة ابد الدهر بقدر وقعها وصياغتها للوجدان الإنسانى.تتناقلها الأجيال جيل بعد جيل فتظل كعرائس الشمع لا تدب فيها الروح الا بعد ان يغيبوا عن دنيانا.فهذا واقع الحال فى بلادي للأسف الشديد.
أتمنى أن يكرم المبدعون فى بلادى ويحتفى بهم وهم أحياء بيننا لا بعد فوات الأوان ونأتى نتباكى ونتحسر على اللبن "المسفوح" ولا يكون الوفاء الا بعد الرثاء.
ولى ولكم عودة مع ابداعات الدكتور الفاضل السنوسى
المفضلات