صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 76 إلى 85 من 85

الموضوع: أنستاسيا .. وردة الهزيع الأخير ..رواية جديدة .

     
  1. #76
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الأخ الغالي محجوب ..أتمني أن تكون والجميع بألف خير ..المصران العصبي عامل فينا عمايل والدكتور يقول ليك ما تتوتر ..كيف ؟!!!!!

  2.  
  3. #77
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الثامنة والعشرون
    كنت منهمكاً في العمل مع المستر اسكاندوف إختصاصي الجراحة الأشهر بموسكو وذلك بعيادته الخاصة التي هي في الواقع مستوصف ضخم به مجمع عمليات وعنابر للمرضي حتى تسهل عملية متابعتهم بعد خروجهم من غرفة العمليات عندما اقتحمت عربة الإسعاف بوابة المكان وهُرع الممرضون لنقل سيدة سمراء بين الحياة والموت لشروعها في الانتحار بعد أن قطعت شرايين رسغها بسكين حادة ويبدو أنها نزفت الكثير من الدماء ..وأخذناها علي عجل لغرفة العملية وعكفنا علي إيقاف النزف وتعويضها بدم جديد .. واستغرقت العملية بضع ساعات ونحن ننتقل من تدهور في هذا الجانب إلى ذاك الجانب وبدأت وظائف أعضاء جسمها تتعطل الواحدة بعد الأخرى ولكن لا .. يا إلهي .. ساعدنا يا رب .. ساعدنا يا رب .. إنها إزابيلا .. آهٍ إزابيلا لم فعلت ذلك بنفسك .. وفيما كنا نبذل جهداً خارقاً لإنقاذ حياتها كانت هنالك جلبة وضوضاء قاسية خارج الغرفة وتبينت صوت (سيسيليا ) .. وهي تصرخ في شبه هستيريا .. لم نتمكن من فعل شيءٍ فقد رحلت المسكينة بالطريقة التي اختارتها لنفسها وأرادها لها الله .. خرجنا من غرفة العمليات لنواجه الموقف الصعب .. ولمحت رزان من بين الحضور وكانت قد أنهت نوبتها في مستشفيً آخر .. وحضرت لأصطحبها لمنزلنا أو بالأحرى منزل أسرة أنسناسيا .. وبينما المستر اسكاندوف يزّف إلي أسرتها الخبر السيئ .. لمحتني سيسيليا وتعرفت علي .. هرولت نحوي وعانقتني وهي تبكي بحرقة وهي تردد .. عمتي دكتور أويس .. عمتي الغالية إييزو .. بربك ماذا فعلتم بها .. كان الموقف صعباً عليّ لا سيما ورزان حاضرة .. هدأت من روعها .. وتملصت من بين ذراعيها الصغيرتين وهي لا تزال تنشج وصدي نهنهاتها وصراخها يعتصر القلوبوأخذتها حيث تقف رزان وقدمتها لها .. زوجتي الدكتورة رزان وهي من الوطن .. من السودان .. سيسيليا إبن أخت المتوفاة .. وهي أسرة صديقة تعرفت عليها لدي قدومي في بادئ الأمر إلي موسكو .. مرحبا.. سيسيليا . .تعازينا القلبية علي فقد خالتك .. تحلي بالشجاعة والإيمان .. شكراً .. قالتها بين دموعها المنهمرة بغزارة .. ولأول مرة اكتشف رقة وشفافية سيسيليا وكنت أراها كصبية مدللة لا أكثر .. عدنا للمنزل .. ورزان تحاصرني بالأسئلة الصعبة ولم تدع لي دقيقة واحدة للراحة ..استعادت كل التفاصيل الممّلة لتلك اللحظات التي عانقتني فيها سيسيليا .. وخاصمتني علي ذلك التصرف أسبوعاً كاملاً قبل أن تصالحني.

    مطرُُ.. مطرُُ.. وصواعق .. والريح يمزق شرانق السكون وحبات الثلج توزعت علي أعطاف الظلام الكثيف .. أويس .. أويس .. استيقظ أرجوك .. أنا خائفة جداً مضت علي ّ.. ثلاثة أعوام لم أشهد شيئاً كهذ ا.. و( مسكه ) خائفة جداً .. هدأت من روعها وروع مسك الجنة تكومنا جميعاً في نقطة واحدة وبذلك منحنا الدفء والطمأنينة لبعضنا .. وفجأة سمعناً قرعاً متواتراً بالباب إذ أن الكهرباء مقطوعة وجرس الباب لا يعمل .. هرعت نحو البهو الخارجي ..وتفاجئنا ب(أنستاسيا) تقف في عتبة المنزل وبرفقتها طفلة صغيرة .. أنستاسياااااااا .. عمتي .. عمي .. رزان .. هيا انهضوا جميعاً لقد عادت ( أناّ ).. استيقظ الجميع بحالة من الفوضى والارتباك وتدحرج والدها علي السلم وهو يهبط في الظلام الدامس من الطابق العلوي .. تلقفته أنستاسيا وهي تضمه إليها وهي تردد .. أبي.. أبي.. هل أنت بخير ..؟ .. الشموع .. الشموع .. أين هي الشموع بحق الإله والدتها وهي تتلمس ابنتها وتضمها إليها وهي تبكي .. وأطلت رزان وهي تحمل شمعة كبيرة أضاءت المكان .. وغرق الجميع في حمي الأحضان والقبلات بيد أن ثمة شخصان وقفا غير بعيد يراقبان ما يحدث .. رزان والطفلة القادمة مع (أنّا) .. مرحباً من تكون السيدة .. إنها زوجتي الدكتورة رزان من السودان وتلك هي ابنتنا (مسك الحنة ) .. صحيح..؟!!! .. مرحباً بك تشرفت برؤيتك وسعدت بمقابلتك .. ( أناّ ) .. وهي تشكل الجمل باضطراب بالغ .. مرحباً عزيزتي أنستاسيا .. مرحباً بك في دارك .. بل هي دارك أيضاً .. ولكن نسيت أن أقدم لكم ابنتي ( مارثا ) .. وابنتك أيضاً أويس .. أم لعلك نسيت .. مرحبا .. خالي .. لا بل أنا أبوك ..أنا بابا حبيبتي .. أخذتها بين ذراعيّ أضمها وأشمها وأقبّلها في وجهها وعينيها وكتفيها .. مامي .. أنا متعبة جدا وجائعة وأود أن أنام .. نعم .. نعم .. حبيبتي ولكن ليس قبل أن تسلمي علي جدو وجدتك .. تعالي إليّ يا عزيزتي ..مريم .. مارثا .. اسمها مارثا يا أمي .. لقد بات سمعي ضعيفاً .. والآن هذا هو جدك .. مارثا .. مارثا .. أيتها النبتة الطيبة تعالي وضميني إليك .. شخص واحد تخلف عن معايشة تلكم الدقائق الغالية إنها الصغيرة باتريشيا
    كنت منهمكاً في العمل مع المستر اسكاندوف إختصاصي الجراحة الأشهر بموسكو وذلك بعيادته الخاصة التي هي في الواقع مستوصف ضخم به مجمع عمليات وعنابر للمرضي حتى تسهل عملية متابعتهم بعد خروجهم من غرفة العمليات عندما اقتحمت عربة الإسعاف بوابة المكان وهُرع الممرضون لنقل سيدة سمراء بين الحياة والموت لشروعها في الانتحار بعد أن قطعت شرايين رسغها بسكين حادة ويبدو أنها نزفت الكثير من الدماء ..وأخذناها علي عجل لغرفة العملية وعكفنا علي إيقاف النزف وتعويضها بدم جديد .. واستغرقت العملية بضع ساعات ونحن ننتقل من تدهور في هذا الجانب إلى ذاك الجانب وبدأت وظائف أعضاء جسمها تتعطل الواحدة بعد الأخرى ولكن لا .. يا إلهي .. ساعدنا يا رب .. ساعدنا يا رب .. إنها إزابيلا .. آهٍ إزابيلا لم فعلت ذلك بنفسك .. وفيما كنا نبذل جهداً خارقاً لإنقاذ حياتها كانت هنالك جلبة وضوضاء قاسية خارج الغرفة وتبينت صوت (سيسيليا ) .. وهي تصرخ في شبه هستيريا .. لم نتمكن من فعل شيءٍ فقد رحلت المسكينة بالطريقة التي اختارتها لنفسها وأرادها لها الله .. خرجنا من غرفة العمليات لنواجه الموقف الصعب .. ولمحت رزان من بين الحضور وكانت قد أنهت نوبتها في مستشفيً آخر .. وحضرت لأصطحبها لمنزلنا أو بالأحرى منزل أسرة أنسناسيا .. وبينما المستر اسكاندوف يزّف إلي أسرتها الخبر السيئ .. لمحتني سيسيليا وتعرفت علي .. هرولت نحوي وعانقتني وهي تبكي بحرقة وهي تردد .. عمتي دكتور أويس .. عمتي الغالية إييزو .. بربك ماذا فعلتم بها .. كان الموقف صعباً عليّ لا سيما ورزان حاضرة .. هدأت من روعها .. وتملصت من بين ذراعيها الصغيرتين وهي لا تزال تنشج وصدي نهنهاتها وصراخها يعتصر القلوبوأخذتها حيث تقف رزان وقدمتها لها .. زوجتي الدكتورة رزان وهي من الوطن .. من السودان .. سيسيليا إبن أخت المتوفاة .. وهي أسرة صديقة تعرفت عليها لدي قدومي في بادئ الأمر إلي موسكو .. مرحبا.. سيسيليا . .تعازينا القلبية علي فقد خالتك .. تحلي بالشجاعة والإيمان .. شكراً .. قالتها بين دموعها المنهمرة بغزارة .. ولأول مرة اكتشف رقة وشفافية سيسيليا وكنت أراها كصبية مدللة لا أكثر .. عدنا للمنزل .. ورزان تحاصرني بالأسئلة الصعبة ولم تدع لي دقيقة واحدة للراحة ..استعادت كل التفاصيل الممّلة لتلك اللحظات التي عانقتني فيها سيسيليا .. وخاصمتني علي ذلك التصرف أسبوعاً كاملاً قبل أن تصالحني.

    مطرُُ.. مطرُُ.. وصواعق .. والريح يمزق شرانق السكون وحبات الثلج توزعت علي أعطاف الظلام الكثيف .. أويس .. أويس .. استيقظ أرجوك .. أنا خائفة جداً مضت علي ّ.. ثلاثة أعوام لم أشهد شيئاً كهذ ا.. و( مسكه ) خائفة جداً .. هدأت من روعها وروع مسك الجنة تكومنا جميعاً في نقطة واحدة وبذلك منحنا الدفء والطمأنينة لبعضنا .. وفجأة سمعناً قرعاً متواتراً بالباب إذ أن الكهرباء مقطوعة وجرس الباب لا يعمل .. هرعت نحو البهو الخارجي ..وتفاجئنا ب(أنستاسيا) تقف في عتبة المنزل وبرفقتها طفلة صغيرة .. أنستاسياااااااا .. عمتي .. عمي .. رزان .. هيا انهضوا جميعاً لقد عادت ( أناّ ).. استيقظ الجميع بحالة من الفوضى والارتباك وتدحرج والدها علي السلم وهو يهبط في الظلام الدامس من الطابق العلوي .. تلقفته أنستاسيا وهي تضمه إليها وهي تردد .. أبي.. أبي.. هل أنت بخير ..؟ .. الشموع .. الشموع .. أين هي الشموع بحق الإله والدتها وهي تتلمس ابنتها وتضمها إليها وهي تبكي .. وأطلت رزان وهي تحمل شمعة كبيرة أضاءت المكان .. وغرق الجميع في حمي الأحضان والقبلات بيد أن ثمة شخصان وقفا غير بعيد يراقبان ما يحدث .. رزان والطفلة القادمة مع (أنّا) .. مرحباً من تكون السيدة .. إنها زوجتي الدكتورة رزان من السودان وتلك هي ابنتنا (مسك الحنة ) .. صحيح..؟!!! .. مرحباً بك تشرفت برؤيتك وسعدت بمقابلتك .. ( أناّ ) .. وهي تشكل الجمل باضطراب بالغ .. مرحباً عزيزتي أنستاسيا .. مرحباً بك في دارك .. بل هي دارك أيضاً .. ولكن نسيت أن أقدم لكم ابنتي ( مارثا ) .. وابنتك أيضاً أويس .. أم لعلك نسيت .. مرحبا .. خالي .. لا بل أنا أبوك ..أنا بابا حبيبتي .. أخذتها بين ذراعيّ أضمها وأشمها وأقبّلها في وجهها وعينيها وكتفيها .. مامي .. أنا متعبة جدا وجائعة وأود أن أنام .. نعم .. نعم .. حبيبتي ولكن ليس قبل أن تسلمي علي جدو وجدتك .. تعالي إليّ يا عزيزتي ..مريم .. مارثا .. اسمها مارثا يا أمي .. لقد بات سمعي ضعيفاً .. والآن هذا هو جدك .. مارثا .. مارثا .. أيتها النبتة الطيبة تعالي وضميني إليك .. شخص واحد تخلف عن معايشة تلكم الدقائق الغالية إنها الصغيرة باتريشيا كنت منهمكاً في العمل مع المستر اسكاندوف إختصاصي الجراحة الأشهر بموسكو وذلك بعيادته الخاصة التي هي في الواقع مستوصف ضخم به مجمع عمليات وعنابر للمرضي حتى تسهل عملية متابعتهم بعد خروجهم من غرفة العمليات عندما اقتحمت عربة الإسعاف بوابة المكان وهُرع الممرضون لنقل سيدة سمراء بين الحياة والموت لشروعها في الانتحار بعد أن قطعت شرايين رسغها بسكين حادة ويبدو أنها نزفت الكثير من الدماء ..وأخذناها علي عجل لغرفة العملية وعكفنا علي إيقاف النزف وتعويضها بدم جديد .. واستغرقت العملية بضع ساعات ونحن ننتقل من تدهور في هذا الجانب إلى ذاك الجانب وبدأت وظائف أعضاء جسمها تتعطل الواحدة بعد الأخرى ولكن لا .. يا إلهي .. ساعدنا يا رب .. ساعدنا يا رب .. إنها إزابيلا .. آهٍ إزابيلا لم فعلت ذلك بنفسك .. وفيما كنا نبذل جهداً خارقاً لإنقاذ حياتها كانت هنالك جلبة وضوضاء قاسية خارج الغرفة وتبينت صوت (سيسيليا ) .. وهي تصرخ في شبه هستيريا .. لم نتمكن من فعل شيءٍ فقد رحلت المسكينة بالطريقة التي اختارتها لنفسها وأرادها لها الله .. خرجنا من غرفة العمليات لنواجه الموقف الصعب .. ولمحت رزان من بين الحضور وكانت قد أنهت نوبتها في مستشفيً آخر .. وحضرت لأصطحبها لمنزلنا أو بالأحرى منزل أسرة أنسناسيا .. وبينما المستر اسكاندوف يزّف إلي أسرتها الخبر السيئ .. لمحتني سيسيليا وتعرفت علي .. هرولت نحوي وعانقتني وهي تبكي بحرقة وهي تردد .. عمتي دكتور أويس .. عمتي الغالية إييزو .. بربك ماذا فعلتم بها .. كان الموقف صعباً عليّ لا سيما ورزان حاضرة .. هدأت من روعها .. وتملصت من بين ذراعيها الصغيرتين وهي لا تزال تنشج وصدي نهنهاتها وصراخها يعتصر القلوبوأخذتها حيث تقف رزان وقدمتها لها .. زوجتي الدكتورة رزان وهي من الوطن .. من السودان .. سيسيليا إبن أخت المتوفاة .. وهي أسرة صديقة تعرفت عليها لدي قدومي في بادئ الأمر إلي موسكو .. مرحبا.. سيسيليا . .تعازينا القلبية علي فقد خالتك .. تحلي بالشجاعة والإيمان .. شكراً .. قالتها بين دموعها المنهمرة بغزارة .. ولأول مرة اكتشف رقة وشفافية سيسيليا وكنت أراها كصبية مدللة لا أكثر .. عدنا للمنزل .. ورزان تحاصرني بالأسئلة الصعبة ولم تدع لي دقيقة واحدة للراحة ..استعادت كل التفاصيل الممّلة لتلك اللحظات التي عانقتني فيها سيسيليا .. وخاصمتني علي ذلك التصرف أسبوعاً كاملاً قبل أن تصالحني.

    مطرُُ.. مطرُُ.. وصواعق .. والريح يمزق شرانق السكون وحبات الثلج توزعت علي أعطاف الظلام الكثيف .. أويس .. أويس .. استيقظ أرجوك .. أنا خائفة جداً مضت علي ّ.. ثلاثة أعوام لم أشهد شيئاً كهذ ا.. و( مسكه ) خائفة جداً .. هدأت من روعها وروع مسك الجنة تكومنا جميعاً في نقطة واحدة وبذلك منحنا الدفء والطمأنينة لبعضنا .. وفجأة سمعناً قرعاً متواتراً بالباب إذ أن الكهرباء مقطوعة وجرس الباب لا يعمل .. هرعت نحو البهو الخارجي ..وتفاجئنا ب(أنستاسيا) تقف في عتبة المنزل وبرفقتها طفلة صغيرة .. أنستاسياااااااا .. عمتي .. عمي .. رزان .. هيا انهضوا جميعاً لقد عادت ( أناّ ).. استيقظ الجميع بحالة من الفوضى والارتباك وتدحرج والدها علي السلم وهو يهبط في الظلام الدامس من الطابق العلوي .. تلقفته أنستاسيا وهي تضمه إليها وهي تردد .. أبي.. أبي.. هل أنت بخير ..؟ .. الشموع .. الشموع .. أين هي الشموع بحق الإله والدتها وهي تتلمس ابنتها وتضمها إليها وهي تبكي .. وأطلت رزان وهي تحمل شمعة كبيرة أضاءت المكان .. وغرق الجميع في حمي الأحضان والقبلات بيد أن ثمة شخصان وقفا غير بعيد يراقبان ما يحدث .. رزان والطفلة القادمة مع (أنّا) .. مرحباً من تكون السيدة .. إنها زوجتي الدكتورة رزان من السودان وتلك هي ابنتنا (مسك الحنة ) .. صحيح..؟!!! .. مرحباً بك تشرفت برؤيتك وسعدت بمقابلتك .. ( أناّ ) .. وهي تشكل الجمل باضطراب بالغ .. مرحباً عزيزتي أنستاسيا .. مرحباً بك في دارك .. بل هي دارك أيضاً .. ولكن نسيت أن أقدم لكم ابنتي ( مارثا ) .. وابنتك أيضاً أويس .. أم لعلك نسيت .. مرحبا .. خالي .. لا بل أنا أبوك ..أنا بابا حبيبتي .. أخذتها بين ذراعيّ أضمها وأشمها وأقبّلها في وجهها وعينيها وكتفيها .. مامي .. أنا متعبة جدا وجائعة وأود أن أنام .. نعم .. نعم .. حبيبتي ولكن ليس قبل أن تسلمي علي جدو وجدتك .. تعالي إليّ يا عزيزتي ..مريم .. مارثا .. اسمها مارثا يا أمي .. لقد بات سمعي ضعيفاً .. والآن هذا هو جدك .. مارثا .. مارثا .. أيتها النبتة الطيبة تعالي وضميني إليك .. شخص واحد تخلف عن معايشة تلكم الدقائق الغالية إنها الصغيرة باتريشيا

    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالغني خلف الله ; 29-04-2013 الساعة 05:53 AM
  4.  
  5. #78
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    امانة ما وقع راجل

  6.  
  7. #79
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    صاح كلامك يا ريس ..موقف أجارك الله من أمثاله ..لكن ..ما عزيت أويس في ( إزابيلا ) ..إنتحرت ..أعوذ بالله من غضب الله .

  8.  
  9. #80
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    ما وقع ولا أي شئ يا ريس .. هي اختارت الطريق في لحظة كانت هي الأوحد .. وهو إختار ما يمليه عليه القلب المليان من الطفولة .. شوف أستاذ عبدالغني أنا من أنصار أن يتحمل الإنسان مسئولية سلوكه .. ما تقوم تبوظ علينا بإنتهاج الشخصية السودانية البحتة لأم مسكه .. نحن في إنظار ولهفة لهذه الروائع أينما تحط الرواية شخوصها .

  10.  
  11. #81
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة التاسعة والعشرون
    سيكون الطعام جاهزاً بعد دقائق .. سيده أنستاسيا .. من فضلك .. أريد التحدث إليك علي انفراد .. بإمكانكما الذهاب إلي غرفتي .. حسناً .. اعتني ب(مارثا) أمي .. أفعل بكل سرور .. اسمعي سيده أنستاسيا .. هنالك أمور لابد أن تتوضح .. لقد فاجأتنا بعودتك .. وأريدك أن تعلمي بأنك مرحب بها جداً بين عائلتنا هذه وقد لا تعلمين أن والدك ووالدتك هما اليوم بمثابة أبوّي .. لذلك أقول لك وبكل الصدق والأمانة لا تتردي في العودة إلي أويس كزوجة ل ( أويس ) .. والإسلام يسمح بذلك وأنت امرأة مسلمة كما علمت .. آه عزيزتي رزان هذا الكلام سابق لأوانه وقد عدت فقط لتسليم مارثا ابنتي الحبيبة إلي والدها لتكون في مأمن من المخاطر التي نتعرض لها في الميدان .. لقد عانت بما فيه الكفاية وليتك تعلمين الطريقة التي وصلت بها إلي هنا بعد أن زوّرت جواز سفري وغيرت اسمي فأنا من أكثر المطلوبين لدي (الكي .جي .بي ) .. لقد سلكنا طريقاً معقداً وسط الجبال وبين الأدغال لنتفادى عيون شرطة الحدود الروسية وسأعود للشيشان وأنا مطمئنة علي مصير ابنتي بعد أن عرفتك .. لقد أردت فقط أن أطلعك أختي أنستاسيا علي سريرتي وما أراه بخصوص علاقتكما أنت وأويس ..وعلاقتي بأويس انتهت منذ أن قررت الانضمام للمقاومة وما يربطني به فقط هو مارثا .. أما وقد علمت أي نوع من البشر أنت فسأعتبر بأنني محظوظة جداً لأن ( مارثا ) ستجد أماً أفضل مني فيما لو حدث لي مكروه .. سلمت لنا يا عزيزتي .. فقط فكري بالأمر .. لقد فكرت منذ زمن بعيد واتخذت قراري .. وأرجوك كوني صبورة مع ( مارثا ) وسوف تعتادين عليها وتعتاد عليك .. وفي صباح اليوم التالي لم نعثر علي ( أناّ ) وعوضاً عنها وجدنا وريقة صغيرة مكتوب عليها ..( أحبكم جميعاً وأتمنى أن ألقاكم في يوم من الأيام ..أما إذا ما استشهدت ..ففي رحاب الخالدين ملتقانا إن شاء الله ) .. شخص واحد دفن نفسه بين الوسائد طوال اليوم بعد أن علم صباح اليوم التالي بعودة ( أنّا)ورحيلها في نفس الليلة .
    لم هذه العجلة يا حياتي ؟ .. جئتنا في الهزيع الأخير من الليل ورحلت عند الفجر .. ألم يكن بوسعك أن تمنحينا بعض الوقت أو حتى تقولين لنا وداعاً .. ولكن .. شكراً علي هديتك الغالية ( مارثا ) ابنتي حبيبتي .. لكم تشبهها في كل شيء .. حتى ابتساماتها .. وضحكاتها وصوتها إنها هي .. صحيح إنها في الرابعة من العمر ولكنها تبدو كفتاة مثالية.. تهرع لي بمجرد سماع اسمها .. تحضر لي القهوة والساندويتشات بمجرد أن تنتهي رزان من إعدادهما ..وتصّر علي توصيلهما لي بنفسها مع انحناءة لطيفة تتبعها كلمات هامسة تثير جنوني .. مرحبا بابا .. هل تريد شيئاً آخر ؟ .. لا حبيبتي أريدك أن تواظبي علي فروضك المدرسية بروضة الأطفال .. كوني فتاة طيبة ( مارثا ) .. أفعل بابا .. أفعل بكل سرور .. يا للرقة والعذوبة .. لكأنها فتاة من ذهب وربما أغلي .. وغريبة حقا ردة فعل الجميع هنا بالنظر إلي رحيل أنستاسيا المفاجئ .. لو أنها بقيت حتى الصباح لاعتقلوها واقتادوها للسجن وقدموها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي وأعدموها رمياً بالرصاص .. يا إلهي .. هذا فظيع .. هل تظنين ذلك يا خالتي.. والدتها وهي تشرح لي موقف أنستاسيا .. بالطبع يا عزيزي أويس .. للأمن الروسي عيون في كل مكان وكانوا سيعرفون بالأمر لو طلع الصباح واكتشف أحدهم أنها قد عادت.
    وكان لابد من تقديم العزاء لعائلة ( إزابيلا ) .. اصطحبت رزان وتركنا (مسك الجنة ) ل ( مارثا ) .. فهي مغرمة بها و ولا تفارقها طوال الوقت .. وتتقاسم مع جدها وجدتها مهمة ملاعبتها وحملها من هذه الزاوية إلي تلك الزاوية من المنزل وأحياناً تحملها وتلعبان في الحديقة.. و( مسك الجنة ) تعلمت المشي وهي الآن في عامها الثاني .. وصلنا إلي المنزل وكانت والدة سيسيليا وابنتها بالطبع وذاك الاسكتلندي البغيض أدوين وثمة رجل في كامل أناقته وقد بدأ وكأنه يقرأ شيئاً ما بالغ الأهمية .. توقفوا عن القراءة ورحبت بي سيسيليا بحرارة وكذلك فعلت والدتها .. هذه رزان زوجتي وقد جئنا لتقديم تعازينا في الفقيدة العزيزة إزابيلا .. ويبدو أنكم في اجتماع عائلي .. ولكن مهلاً .. مهلاً هل قلت الدكتور أويس ؟! .. نعم سيدي ما الأمر؟ .. هل من خطب ؟.. لا .. لا . .نحن في الواقع نقرأ وصية الراحلة المبجلة (إزابيلا ) وقد ورد اسمك في الفقرة التاسعة من الوصية .. دعني أري .. دعني .. أري .. نعم .. إنها تقول .. أوصي بمنح الدكتور أويس مرغني الفاضل بجامعة الصداقة علي العنوان كذا وكذا .. مبلغ وقدره خمسمائة ألف دولار من الحساب رقم كذا ببنك كذا لمساعدته في بناء مشفىً يحمل اسمي عندما يعود لبلده السودان .. ساد صمت رهيب كل الحاضرين وهمهم أدوين في تبرم واضح .. لا لا .. كلا .. عفواً عزيزي .. المحامي أشكوف .. عفواً عزيزي أشكوف .. لا يسعني قبول هذا المبلغ الكبير من المال إلا إذا كانت السيدة خواليتا وابنتها سيسيليا توافقان .. طبعاً نوافق .. ما بك بني ؟ .. لا بد من إظهار بعض الاحترام لوصية الفقيدة العزيزة (إييزو) وتنفيذها بحذافيرها حتى ترتاح في قبرها .. حسناً يجب أن أتأكد أولاً من مصدر هذا المال .. إنه جزء من ميراث والدها الذي توفي مؤخراً في بوغوتا .. عذراً سيدي أشكوف هل يمكنني التحدث إليك علي انفراد ..نعم بكل تأكيد .. سيدي مع كل احترامي للراحلة العزيزة ( إزابيلا ) ولكنك قد تعلم بأنها دخلت السجن لاتهامها بتجارة المخدرات .. أعلم وكنت محاميها في تلك القضية وقد اعترف ذاك الشاب بحيازته للمخدرات وتمت محاكمته ولقد انتحر داخل السجن وهذا هو سبب انتحار ( إزابيلا ) إذ عندما علمت بانتحاره شعرت بتأنيب الضمير فانتحرت هي الأخرى .. وهذا الحساب المشار إليه في الوصية فُتح حديثاً لاستيعاب ثروة والدها المحّولة لها من كولومبيا ..إ ذن أقبل بالهبة تلك وسأفعل ما أوصت به.
    كانت رزان صامتة طوال الوقت وهي تستمع لنا ونحن نناقش الموضوع وقد أذهلتها ضخامة المبلغ الذي أوصت به ( إزابيلا ) .. كانت قلقة ومضطربة ولم يرق لها الأمر .. وتساءلت لماذا كنت أنا متردداً في قبول الهبة وقد تعلم بأن هذا المبلغ سيمكننا فعلاً من شراء منزل ضخم نحول جزءاً منه إلي مشفيً صغيراً للجراحات الصغيرة والطب النفسي .. قالت لي .. لابد أن ما بينك وهذه السيدة عميقاً جداً ربما أعمق من علاقتك بأنستاسيا .. شرحت لها الظروف التي جمعتني بها دون أن أخفي عنها شيئاً علي الإطلاق فأكبرت صراحتي تلك وقالت الآن بت أثق بك أكثر إذ لا يجب أن تكون هنالك أسرار بين الأزواج وأوضحت لها تحفظي علي تلك الثروة في بادئ الأمر لأنني كنت متخوفاً أن تكون من عائد اتجارها بالمخدرات ولكنني وقد ثبت لي بأنها أموال نظيفة وقد آلت إليها من والدها قبلت بها .. فهي علي الأقل ستمكننا من العودة إلي موسكو مرات ومرات لزيارة أسرة أنستاسيا مع ابنتينا بحكم العلاقة الوطيدة التي توطدت معهما ومدي تعلق البنتين بهما .
    سيكون الطعام جاهزاً بعد دقائق .. سيده أنستاسيا .. من فضلك .. أريد التحدث إليك علي انفراد .. بإمكانكما الذهاب إلي غرفتي .. حسناً .. اعتني ب(مارثا) أمي .. أفعل بكل سرور .. اسمعي سيده أنستاسيا .. هنالك أمور لابد أن تتوضح .. لقد فاجأتنا بعودتك .. وأريدك أن تعلمي بأنك مرحب بها جداً بين عائلتنا هذه وقد لا تعلمين أن والدك ووالدتك هما اليوم بمثابة أبوّي .. لذلك أقول لك وبكل الصدق والأمانة لا تتردي في العودة إلي أويس كزوجة ل ( أويس ) .. والإسلام يسمح بذلك وأنت امرأة مسلمة كما علمت .. آه عزيزتي رزان هذا الكلام سابق لأوانه وقد عدت فقط لتسليم مارثا ابنتي الحبيبة إلي والدها لتكون في مأمن من المخاطر التي نتعرض لها في الميدان .. لقد عانت بما فيه الكفاية وليتك تعلمين الطريقة التي وصلت بها إلي هنا بعد أن زوّرت جواز سفري وغيرت اسمي فأنا من أكثر المطلوبين لدي (الكي .جي .بي ) .. لقد سلكنا طريقاً معقداً وسط الجبال وبين الأدغال لنتفادى عيون شرطة الحدود الروسية وسأعود للشيشان وأنا مطمئنة علي مصير ابنتي بعد أن عرفتك .. لقد أردت فقط أن أطلعك أختي أنستاسيا علي سريرتي وما أراه بخصوص علاقتكما أنت وأويس ..وعلاقتي بأويس انتهت منذ أن قررت الانضمام للمقاومة وما يربطني به فقط هو مارثا .. أما وقد علمت أي نوع من البشر أنت فسأعتبر بأنني محظوظة جداً لأن ( مارثا ) ستجد أماً أفضل مني فيما لو حدث لي مكروه .. سلمت لنا يا عزيزتي .. فقط فكري بالأمر .. لقد فكرت منذ زمن بعيد واتخذت قراري .. وأرجوك كوني صبورة مع ( مارثا ) وسوف تعتادين عليها وتعتاد عليك .. وفي صباح اليوم التالي لم نعثر علي ( أناّ ) وعوضاً عنها وجدنا وريقة صغيرة مكتوب عليها ..( أحبكم جميعاً وأتمنى أن ألقاكم في يوم من الأيام ..أما إذا ما استشهدت ..ففي رحاب الخالدين ملتقانا إن شاء الله ) .. شخص واحد دفن نفسه بين الوسائد طوال اليوم بعد أن علم صباح اليوم التالي بعودة ( أنّا)ورحيلها في نفس الليلة .
    لم هذه العجلة يا حياتي ؟ .. جئتنا في الهزيع الأخير من الليل ورحلت عند الفجر .. ألم يكن بوسعك أن تمنحينا بعض الوقت أو حتى تقولين لنا وداعاً .. ولكن .. شكراً علي هديتك الغالية ( مارثا ) ابنتي حبيبتي .. لكم تشبهها في كل شيء .. حتى ابتساماتها .. وضحكاتها وصوتها إنها هي .. صحيح إنها في الرابعة من العمر ولكنها تبدو كفتاة مثالية.. تهرع لي بمجرد سماع اسمها .. تحضر لي القهوة والساندويتشات بمجرد أن تنتهي رزان من إعدادهما ..وتصّر علي توصيلهما لي بنفسها مع انحناءة لطيفة تتبعها كلمات هامسة تثير جنوني .. مرحبا بابا .. هل تريد شيئاً آخر ؟ .. لا حبيبتي أريدك أن تواظبي علي فروضك المدرسية بروضة الأطفال .. كوني فتاة طيبة ( مارثا ) .. أفعل بابا .. أفعل بكل سرور .. يا للرقة والعذوبة .. لكأنها فتاة من ذهب وربما أغلي .. وغريبة حقا ردة فعل الجميع هنا بالنظر إلي رحيل أنستاسيا المفاجئ .. لو أنها بقيت حتى الصباح لاعتقلوها واقتادوها للسجن وقدموها للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمي وأعدموها رمياً بالرصاص .. يا إلهي .. هذا فظيع .. هل تظنين ذلك يا خالتي.. والدتها وهي تشرح لي موقف أنستاسيا .. بالطبع يا عزيزي أويس .. للأمن الروسي عيون في كل مكان وكانوا سيعرفون بالأمر لو طلع الصباح واكتشف أحدهم أنها قد عادت.
    وكان لابد من تقديم العزاء لعائلة ( إزابيلا ) .. اصطحبت رزان وتركنا (مسك الجنة ) ل ( مارثا ) .. فهي مغرمة بها و ولا تفارقها طوال الوقت .. وتتقاسم مع جدها وجدتها مهمة ملاعبتها وحملها من هذه الزاوية إلي تلك الزاوية من المنزل وأحياناً تحملها وتلعبان في الحديقة.. و( مسك الجنة ) تعلمت المشي وهي الآن في عامها الثاني .. وصلنا إلي المنزل وكانت والدة سيسيليا وابنتها بالطبع وذاك الاسكتلندي البغيض أدوين وثمة رجل في كامل أناقته وقد بدأ وكأنه يقرأ شيئاً ما بالغ الأهمية .. توقفوا عن القراءة ورحبت بي سيسيليا بحرارة وكذلك فعلت والدتها .. هذه رزان زوجتي وقد جئنا لتقديم تعازينا في الفقيدة العزيزة إزابيلا .. ويبدو أنكم في اجتماع عائلي .. ولكن مهلاً .. مهلاً هل قلت الدكتور أويس ؟! .. نعم سيدي ما الأمر؟ .. هل من خطب ؟.. لا .. لا . .نحن في الواقع نقرأ وصية الراحلة المبجلة (إزابيلا ) وقد ورد اسمك في الفقرة التاسعة من الوصية .. دعني أري .. دعني .. أري .. نعم .. إنها تقول .. أوصي بمنح الدكتور أويس مرغني الفاضل بجامعة الصداقة علي العنوان كذا وكذا .. مبلغ وقدره خمسمائة ألف دولار من الحساب رقم كذا ببنك كذا لمساعدته في بناء مشفىً يحمل اسمي عندما يعود لبلده السودان .. ساد صمت رهيب كل الحاضرين وهمهم أدوين في تبرم واضح .. لا لا .. كلا .. عفواً عزيزي .. المحامي أشكوف .. عفواً عزيزي أشكوف .. لا يسعني قبول هذا المبلغ الكبير من المال إلا إذا كانت السيدة خواليتا وابنتها سيسيليا توافقان .. طبعاً نوافق .. ما بك بني ؟ .. لا بد من إظهار بعض الاحترام لوصية الفقيدة العزيزة (إييزو) وتنفيذها بحذافيرها حتى ترتاح في قبرها .. حسناً يجب أن أتأكد أولاً من مصدر هذا المال .. إنه جزء من ميراث والدها الذي توفي مؤخراً في بوغوتا .. عذراً سيدي أشكوف هل يمكنني التحدث إليك علي انفراد ..نعم بكل تأكيد .. سيدي مع كل احترامي للراحلة العزيزة ( إزابيلا ) ولكنك قد تعلم بأنها دخلت السجن لاتهامها بتجارة المخدرات .. أعلم وكنت محاميها في تلك القضية وقد اعترف ذاك الشاب بحيازته للمخدرات وتمت محاكمته ولقد انتحر داخل السجن وهذا هو سبب انتحار ( إزابيلا ) إذ عندما علمت بانتحاره شعرت بتأنيب الضمير فانتحرت هي الأخرى .. وهذا الحساب المشار إليه في الوصية فُتح حديثاً لاستيعاب ثروة والدها المحّولة لها من كولومبيا ..إ ذن أقبل بالهبة تلك وسأفعل ما أوصت به.
    كانت رزان صامتة طوال الوقت وهي تستمع لنا ونحن نناقش الموضوع وقد أذهلتها ضخامة المبلغ الذي أوصت به ( إزابيلا ) .. كانت قلقة ومضطربة ولم يرق لها الأمر .. وتساءلت لماذا كنت أنا متردداً في قبول الهبة وقد تعلم بأن هذا المبلغ سيمكننا فعلاً من شراء منزل ضخم نحول جزءاً منه إلي مشفيً صغيراً للجراحات الصغيرة والطب النفسي .. قالت لي .. لابد أن ما بينك وهذه السيدة عميقاً جداً ربما أعمق من علاقتك بأنستاسيا .. شرحت لها الظروف التي جمعتني بها دون أن أخفي عنها شيئاً علي الإطلاق فأكبرت صراحتي تلك وقالت الآن بت أثق بك أكثر إذ لا يجب أن تكون هنالك أسرار بين الأزواج وأوضحت لها تحفظي علي تلك الثروة في بادئ الأمر لأنني كنت متخوفاً أن تكون من عائد اتجارها بالمخدرات ولكنني وقد ثبت لي بأنها أموال نظيفة وقد آلت إليها من والدها قبلت بها .. فهي علي الأقل ستمكننا من العودة إلي موسكو مرات ومرات لزيارة أسرة أنستاسيا مع ابنتينا بحكم العلاقة الوطيدة التي توطدت معهما ومدي تعلق البنتين بهما .



  12.  
  13. #82
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة االثلاثون
    إيييه .. أكاد لا أصدق أننا تخطينا سنوات التخصص واستلمنا شهادتينا وقمنا بتوثيقهما .. ثم ماذا بعد ؟!! .. لم يبق سوي الرحيل فانهمكنا في تجهيز أغراضنا وتذاكر سفرنا مع ابنتينا وقد تطلب إضافة ( مارثا ) في جواز سفري الكثير من الإجراءات والتعقيدات .. فإن ( مارثا) بعينيها الزرقاويتين بلون البحر وطلتها الآسرة وعذوبتها ورقتها وأدبها الجم تستحق أن يموت الإنسان في سبيل الحصول عليها .. ولم ننس بالطبع عائلة إزابيلا وقد غادرت لتستقر في لينينقراد مرة أخري فتكبدنا المشتاق حتى هنالك أنا ورزان وتركنا البنتين مع جدتهما وباتريشيا .. فكانت لتلك الزيارة أثرها العميق في نفوسهم .. تبادلنا العناوين وأرقام الهواتف وقدمت لهما الدعوة لزيارتنا في السودان فقبلتاها وعندما حانت لحظة مغادرتنا انفجرت سيسيليا بالبكاء وهي تعانقني للمرة الثالثة في حضور رزان .. لتسلخني بالعتاب والتوبيخ كل المسافة من لينينقراد وحتي موسكو .
    وكان هذا مجرد تمرين صغير لما سيأتي .. فقد تجمع عدد كبير من الأصدقاء والمعارف لتوديعنا .. كانت هنالك بالطبع شاهندة وطفلها وزوجها وبعض أفراد عائلة أنستاسيا .. كانت هنالك العمة فرانشيسكا وطبيب صيدلاني مقيم بالقرية وزوجته وأطفاله وكبادرة غير متوقعة جاء رئيس الحزب بالناحية وعمدة المدينة وسهرنا حتى الفجر ونحن نتسامر ونتبادل الحكايات الطريفة وتبقت اللحظات الأصعب .. وقفت الجدة والجد وكل واحد منهما قد حمل إحدى البنتين .. حتى مارثا وقد زاد وزنها لم يمنع ذلك جدها من حملها بين ذراعيه وهو يبكي .. هونت عليهما الأمر وتركت لهما مبلغاً محترماً من المال ليتمكنا من شراء التذاكر متي ما رغبا في زيارتنا بالخرطوم وتهربت باتريشيا من صعوبة تلك الدقائق فأمضت آخر يوم علي رحيلنا بمنزل احدي صديقاتها .
    وهكذا تمضي بنا الحياة تأخذنا من هذا الجانب من الكرة الأرضية إلي ذاك الجانب وعكفنا بين مشاعر الترحيب من الأهل .. مشاعر بطعم البهار لم تعتد عليها ( مارثا ) واستغربت هذا الاهتمام الذي تجده من مئات النساء والأطفال والرجال .. كل واحد أقدمه لها بصفة ما من القرابة ( واو .. بابي ) أنتم قبيلة رائعة وأنا فخورة بأن يكون كل هؤلاء الناس عائلتي .. وطبعاً كانت تدهش من كل شيء وجُن جنونها عندما رأت الجمل أمامها مباشرة وكنت قد أوصيت علي بعض الحصير من الريف فأرسله لي أحد الأصدقاء صحبة جمّال ..حتى أتمكن من سقف ( جراج ) عربتنا بعد أن اكتمل كل شيء تقريباً وقمنا بتأثيث الغرف لنا وللمرضي .. الطابق الأرضي الكبير مشفيً رائعاً تُزين بوابته لوحة ضوئية عملاقة وقد كتب عليها ( مستوصف إزابيلا التخصصي للجراحة والطب النفسي ) وزيلناه باسمي واسم رزان وتخصص كل واحد منا والشهادات التي حصلنا عليها .. ولم يفت علينا وضع صورة إزابيلا علي جانبي اللوحة وبدا الأمر وكأنه إعلان عن فلم سينمائي وتلك الشقراء الساحرة تبعث بابتسامتها الغامضة للمارة وكأنها موناليزا جديدة.


  14.  
  15. #83
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الأخيرة
    وبتنا نتقاسم الإجازات كل عام .. تأتينا عائلة أنستاسيا في الشتاء ونقضي معهم إجازة الصيف بالرغم من التوسع الكبير الذي شهده مشفانا بعونٍ من الله وتوفيقه ومن ثمّ العمل الرائع الذي قمنا به .. وصارت ( مارثا) محط إعجاب المعلمين والتلميذات بعد التقدم المذهل في تعلمها للعربية مع تلك المسحة القوقازية المترفة .. ورزقنا أنا ورزان بطفل ثانٍ صبي ولا أروع وهو يثير جنون مارثا ومسك الجنة ويتنافسان في حمله ومداعبته .. إلي أن حدث ذاك الموقف الرهيب الذي قلب أوضاعنا بصورة دراماتيكية لم نكن نتوقعها .. صحيح أن كل الاحتمالات كانت واردة .. لكن لم نحتمل حصولها بهذه السرعة ..كنا نتحلق حول التلفاز ذاك المساء المتعب بمنزلنا وكان الجد والجدة وباتريشيا قد حضروا من موسكو لتمضية فترة الشتاء معنا كعادتهم كل عام وكنا أنا ورزان نتابع الأخبار وقد آوي الصبية إلي غرفهم وصعد الضيوف إلي النوم بعد يوم حافل بالزيارات لمتحف السودان ومتحف الخليفة والمتحف الطبيعي .. وفجأة قطعت ال( سي .أن .أن .) القناة الإمريكية المعروفة إرسالها وأعلنت عن خبر عاجل يقول .. أن جماعة من مقاتلي الشيشان تقودها فتاة قد استولت علي حافلة للجيش في ضواحي (قوروزني) وأخذت الحافلة والجنود كرهائن وتطالب بإطلاق سراح بعض الثوار الشيشانين الذين تحتجزهم السلطات هنالك .. وانتقلت الكاميرا لموقع الحدث .. وظهرت علي الشاشة صورة الحافلة وقد أحاط بها الثوار وقاموا بتفخيخها بالمتفجرات .. وتقدم أحد مسئولي الصليب الأحمر لإدارة حوار مع الخاطفين وشوهدت سيدة تضع علي وجهها قناع وتحمل مدفع بدا وكأنه من نوع (الكلاشنكوف ) وهي تقدم قائمة بأسماء المسجونين المطلوب الإفراج عنهم لمندوب الصليب الأحمر والكاميرا تقرّب الصورة أكثر فأكثر لأكتشف الخاتم الفضي الذي أرسلته والدتي كهدية (لأنّا) بُعيد زواجنا .. أرسلت شهقة قوية وصرت أردد ( سترك يا رب .. سترك يا رب ) .. وشعرت رزان بانزعاج شديد من ذلك التحول المفاجئ في مزاجي وصارت أنفاسي تعلو وتهبط وأنا أتصبب عرقاً ورزان تردد أويس مابك ؟.. حبيبي مابك ..؟ دكتور ما الأمر ؟!! .. إنها هي .. أنظري للخاتم ..أنظري لعينيها ..يا الهي ..إنها أنستاسيا .. أين أنستاسيا ؟ أهدأ قليلاً .. أنت متوتر جداً حبيبي .. ُخذ نفساً عميقاً .. فكرت في إخطار أبويها ولكنني لم أفعل خوفاً من أية مفاجآت غير سارة قد تحدث .. وسهرنا الليل بطوله ونحن مشدودين للشاشة الفضية وأنستاسيا تتنقل بين مندوب الصليب الأحمر ورفاقها في قفزات صغيرة وأحياناً تركض .. ها قد عدنا للركض حبيبتي ليس في ( الأونفيرستيت دروبا ) كما كان يحدث في الماضي ولكن في ميدان المعركة ومع الجنود الروس المعروفين بشراستهم .. غادرنا مقاعدنا لأداء صلاة الفجر وحين عدنا مرة أخري شاهدنا الدخان والقنابل اليدوية وانفجاراً هائلاً يبعثر الناس وقد تطايرت الحافلة إلي أشلاء .. وفي نهاية التغطية الحية للحدث قال المذيع والأسي يعلو قسمات وجهه .. هذا وقد جد قرار اقتحام الحافلة بواسطة كتيبة من الروس فاجأت المتفاوضين .. انتقادات حادة من الأمين العام للأمم المتحدة والإتحاد الأوربي بالنظر للنتيجة المأساوية التي آلت إليها العملية بموت وجرح العديدين من ركاب الحافلة والمقاتلين الشيشان .


    ( إنتهت )


  16.  
  17. #84
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    جزاك الله ألف خير وأن تمتعنا بهذه الرواية التي هي عميقة في إنسانها وجغرافيتها وعنصرها الثقافي والسياسي ومزيج من رائحة علاقة الطيب صالح بمصطفى سعيد في موسم الهجرة إلى الشمال .. أبعد ما نقلتنا إليه جغرافياً مع تنوير بنزاعات تلك المناطق التي لم نكن ندري عن صراعاتها لولا هذه الرواية ..

    ليس هنا لتقييم وإن لأعبر عن مدى سعادتي بأن أقرأ لمثلك .. أتمنى ألا يقف يراعك عن إتحافنا بكل ما لديك مكتوب أو سيكتب ..

    وبكل فخر أسجل إسمي في قائمة المعجبين بهذا الكاتب الفذ ..

  18.  
  19. #85
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    عزيزي عصام وكل المشرفين الجدد وأسرة المنتدي ..مساءات الروعة والجمال لكم جميعاً ..سعدت أنا أيضاً بوجودي بينكم وأتمني لمنتدانا دوام التقدم والازدهار .

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid