لعينيك ..أغنيتي قبل الأخيرة ..قصيدة شعر
عبدالغنى خلف الله

وترفلين في أسداف غيمة بعيده
تعانقين زرقة السماء تارة
وتارةعصفورة شروده ..
يزركش الصباح خطوك الأنيق روعة
فتولد القصيده ..

من أي منحني يجيؤني الغناء
حزمة من الشجون والأسي ؟
من أي جدول تصفق المياه
في نداوة المدي ؟
من أي وجهة ينداح ذلك العبير
يزحم الرؤي سدي ..سدي ؟

وتسأل أيها الحزن
وتقذف في وجهيّ الأجوبه
عن الذي يزرع في أعماقنا
الشجون المرعبه ..
وجه من كبد الحنين ومضه
فاتر وغريب ..
شفق يشرب من شواطيء الصحو
لونه الساحر العجيب
واحمرار لطيف شال دمه
من اقحوانة الغروب ..

نعلم أنه لا فسحة من الوقت
نطفيء فيها ظمأ القلب
سرمديّ هو العذاب
وعذاب هو الحب ..
نعلم أن حلم الإياب
وهم يلفه ضباب الضباب
مركب يسحب خلفه كرة
من الرمل ..طائر يضرب صفحة السحاب ..

حين يندلق الخاطر مثقلاً بالأنين
يأخذ البوح لونه من زخارف الجنون ..
إذ ربما تأتين ..إذ ربما أتيت
إذ ربما نأتي وتذهبين ..
آه من نغم مزقته الأعاصير
في صحاري الظنون
آه لو أنك لا تعلمين ..
إذن لطوينا المني
في غياهب السنين ..
تتواري كلماتي خلف طيفك
إذ تهلين ..عالمآ من الجمال والحزن واليقين
كيف أقسو عليك وأنت في حياتي
روعة وفتون ..
نادمتني عيناك مرة واحدة
فأسلمتني للجوي والجنون ..
علمتني كيف تنساب الأناشيد
من دائرة الزهو إلي عالم من جمال
أسكرتني الترانيم الشجيات
وشوشتها الريح للندي والظلال ..
وتوارت خلف سديم من الوجد
بعيد المنال ..
لا نغني حين نغني للمدي
يسخر من أحلامنا
يصلبنا في غابة المجال ..
لا نغني حين نغني للرؤي التي
غسلتها المني بدموع المحال ..
نتغشاك زمانآ يأبي علينا
في تخوم من الدهشة والانبهار
ونناجيك ..نناجيك
يحمل الحب عنا
صادح بالهوي والجمال .