صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 345
النتائج 101 إلى 112 من 112

الموضوع: رحلة في قاع المدينة ..رواية

     
  1. #101
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    ما حلى التلاقى
    وبعدين تقبف كيف
    انت ما شايف
    الناس الدخلوا على موضوعك
    1195 شخص يعنى فى متابعة
    ولكن على البعد
    وده المهم انو فى ناس
    مغرمين بما تكتب

    التعديل الأخير تم بواسطة mahagoub ; 19-04-2013 الساعة 10:40 PM
  2.  
  3. #102
    نائب المشرف العام
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    9,979

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالغني خلف الله مشاهدة المشاركة
    عزيزي محجوب ..كنت قد فكرت في التوقف عن السرد حرصاً علي وقت أسرة المنتدي ..وها أنت تشجعني علي الاستمرار ..ممتن لك بشكل لا يوصف ولكل من يتابع هذا النص المطول نوعاً ما ..فإلي الحلقة التاسعة والأربعون مع كل الود .



    لكَ التحية أخي عبد الغني،
    ونعتذر على تقصيرنا فنحن لا نكتب أو نعلّق على ما تكتبه وآخرون،
    ولكننا نتابع ما تكتبونه،
    ربما عدم مقدرتنا على مجاراة ما تكتبونه من الأسباب،
    ولكن ذلك لا يعني أن لا نتابع ونقرأ ما تكتبونه،
    فنتمنى منك وكل المبدعين أن لا تتوقفوا عن الكتابة،
    فحتماً هناك الكثير من المتابعين،
    حتى من خارج المنتدى،
    وإن شاء الله نحاول وضع وإن القليل من الحروف
    في صفحاتكم عسى أن لا تكون كخطوط متعرّجة فيها.

    القراءة بكل أشكالها المفيدة
    من الأشياء التي أبداً لا تكون مضيعة للوقت
    فهي كما قيل عنها:
    غذاء الروح،
    فنتمنى منك المواصلة ونشر إبداعك في أرجاء المنتدى.

    مع كل التقدير والإحترام لك وللجميع.





    علِّمي نفسك ما تندهشي

    صدِّقي كل الما معقول!!

    -----------------------

    سأبقى ماحييت بدار دنيا .. رفيقاً لا يخون ولا يجافي
    وأحفظ عهدكم في عمق قلبي .. ويروي ودكم نظم القوافي

    ويبقى دائماً هناك وإن (مرام) لتحقيقه.

    -----------------------------------------------

    اللهم اغفر لوالدي، وارحمهما وأطل في عمريهما يارب العالمين.

    -----------------------------------------------

    اللهم ارحمني برحمتك، واغفر لي يا مالك الغُفران،
    واجعل قبري روضة من رياضك، وأدخلني فسيح جناتك،
    يا رب العالمين.
  4.  
  5. #103
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الأعزاز والود وعاطر التحايا عزيزي محجوب والعزيزه الغالية بت الرفاعي ..وجودكم معي وكل الرائعين والرائعات بهذا المنتدي الأنيق يكفيني ..فلنذهب للحلقة الخمسون وهذا الشاب المتعب حربي .

  6.  
  7. #104
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    وهل اعجبتك الحياة بامريكا يا شنكل ؟! .. طبعاً أعجبتني يا حربي .. لا سيما وأن وجود سلمى ووالدتي جوليا قد وفرا لي الكثير من الراحة والطمأنينة .. وكم كان المستر رتشارد كريماً وعطوفاً معي .. لقد أدركت أخيراً أهمية أن تكون لديك أسرة .. لابد أنك عانيت في البداية من ملاحقة الامريكيات لك .. ولماذا يلاحقنني .. لا أحد يلاحق أحدآ .. والعلاقات الانسانية في المجتمع الامريكي لا تقوم بالشكل الذي كنا نتخيله .. ( حكاية الخواجيات يطاردوك في الشارع وأشياء كهذه .. ) لا وجود لها .. هذا فهم متخلف كان سائداً في اذهان الكثيرين ولكن التواصل الذي نشأ بين الأمم ووسائل الاعلام من وصحف إاذاعات بدد هذا الفهم الخاطئ .. وأقول لك بصراحة شديدة ربما يظل المواطن الافريقي أو العربي في حالة ملاحقة لاعوام بحالها ليظفر بواحدة .. هذه الاشياء تقوم على المعرفة اللصيقة .. وعلى الإقناع والاقتناع .. صحيح هنالك دور متخصصة لممارسة البغاء تحت الإشراف الصحي والإداري للدولة .. وبعض الولايات تمنع مجرد نشر صور بائعات الهوى .. هنالك حتى اليوم أسر عريقة لا تفرط في أبنائها وبناتها وفي أعرافها وتقاليدها وقد تأثرت المجتمعات الحضرية بإيقاع الحياة السريع وبالعلاقات العابرة كنتيجة حتمية للتحول الصناعي الذي يسيطر على جميع الانحاء .. وأنت كيف تسير الامور بالنسبة لك .. أموري أنا ؟! .. أرسلت زفرة حارة خرجت من اعماق نفسي وقلت له … والله لا ادري بم أجيبك يا شنكل أشعر وكانني لست أنا .. صالح حربي البسيط الضاحك الذي ينشر الفرح على كل من حوله .. أشعر وكانني حزمة من العقد النفسية والآمال الضائعة والتوهان بين نمط حياتي الذي تعودت عليه بالحي العشوائي وفي المنطقة الصناعية وبين نمط حياتي هذا في منزلنا الجديد وفي المصلحة والنقابة .. ونحن على وشك الدخول في معركة إنتخابية حاسمة وهنالك أشياء أخرى تسهدني وتؤرقني .. مثل ماذا يا حربي ؟!.. هات كل ما عندك فنحن أصدقاء ويا طالما وقفت إلى جانبي تشد من ازري وتزرع الأمل في صدري حتى عثرت على أمي وعرفت من أنا ومن أكون .. من هو أبي ومن هي والدتي .. هل تذكر يا حربي تلك الأيام الموحشة .. أيام اللا إنتماء لأي إنسان أو جهة أو فئة .. كنت وقتها أطالع النجوم وأنا أنام على رصيف الشارع .. النجوم أنيستي وصديقتي الوحيدة أقرأها نجمة .. نجمة .. وأحكي لها مخاوفي وأحزاني .. كنت خائفاً ومذعوراً .. يا الهي كم كنت خائفاً يا حربي .. حتى دبيب الحشرات بين الأوراق الجافة والأوراق المهملة يشعرني بالرعب وكأن إنسانا ما من أولئك الصعاليك يتربص بي .. فترتعد فرائصي من الخوف .. لأنني أعلم مدى قسوتهم وحقدهم وأنا بعد لم أزل في هشاشة عظامي وضعف قواي .. ولكن .. الحمد لله .. كل تلك الهواجس مضت إلى غير رجعة .. الانتخابات ؟! وهل ستترشح للانتخابات ؟!.. لقد ترشحت وانتهى الأمر والاقتراع بعد أسبوع .. وبطة ؟! .. كيف تسير الأمور معها ؟! .. ألا تزال تحبها وتنوي أن تتزوجها ؟؟! بطة ؟!.. وأين هي بطة ؟! .. إنها في السجن بتهمة استدراج وخطف وقتل طفلة مسكينة اسمها ( أريج ) .. لقد خذلتني هذه المرأة على أكثر من صعيد .. ولكن الله عوضني بسحر .. تلك المضيفة التي كنت تقوم بصيانة عربتها ؟!.. إنها هي .. ولكن الاحوال تبدلت .. انها الآن أمل حياتي وأحلام عمري ومشتهى النفس والخاطر .. هل تحبها يا حربي ؟! ... بل أموت من أجل إبحار ولو لدقائق في بحار عينيها الواسعتين .. ولكن مشواري مع سحر يا شنكل مشوار طويل وملئ بالمفاجآت والأخطار .. مشواري مع سحر .. مشوار حياة أو موت .. لقد أقسمت بانها ستكون لي وأقسم بأنني سأتزوجها أو أهلك دونها .. لهذه الدرجة يا صالح ... بل أكثر .. أكثر بكثير يا صديقي . إفتقدت ( مها ) في زحمة المعركة الانتخابية وقصتي مع سحر وكذلك تراجيدياً بطة .. التي كم اتمنى من كل قلبي أن تكون بريئة من تلكم التهم الفظيعة التي لا تشبهها من قريب أو بعيد .. وأخبرتني احدى صديقاتها بالمصلحة بأن ( مها ) في الحبس منذ ثلاثة أيام .. الحبس ؟! .. مها في الحبس هي الأخرى .. لا يا سيادة النقابي الكبير والنائب المرتقب .. لا تدع افكارك تأخذك بعيداً عن الموضوع نعم ( مها ) في الحبس .. ولكنه حبس لذيذ تتمناه كل فتاة .. هل فهمت يا زعيم .. ( مها ) ستتزوج ؟!.. كيف ومتى .. هل أزعجك الخبر ؟ .. لا ولكنك تعلمين كم هي عزيزة عندي وكان عليها إخباري .. كان يجب أن أكون أول من يعلم بهذا الأمر .. فهي معي بالمكتب .. وهي .. وهي ماذا يا زعيم ؟ لقد أحبتك مها وأخلصت لك إخلاصاً لا مثيل له .. كانت تتعذب وهي تتابع لهثك وانجرارك نحو تلك المضيفة ( بت المدير ) وكانت تلملم جراحاتها كل يوم على أمل أن تحس بها وتراها على حقيقتها .. ولكن تلك الغشاوة التي رانت على عينيك الذاهلتين عنها بسيماء الأبهة والعظمة التي تشكل سحر .. قد حجبت عنك رؤية ( مها ) .. البنت المهذبة .. الجميلة .. الانيقة .. بنت الناس الطيبين .. بنت الاستاذ ( عمر إبراهيم ) مربي الأجيال .. الشاعر المعروف .. هكذا أنتم معشر الرجال .. تتطلعون نحو الأعلى وتهملون الدرر الغالية وهي تتسرب كالماء من بين أصابعكم وعندما تضيقون من أحلامكم الخائبة يكون الوقت متأخرآ جداً .. أولاً يا عزيزتي .. مها في مقام أختي وأهلها هم أهلي .. لذلك كان عليها إخطاري بأنها ستتزوج على الأقل أحصل لها على سلفية زواج وإجازة وأقف إلى جانبها وجانب أهلها .. قلت لها كلامآ مثل هذا وأكثر وفي واقع الأمر كنت أعاني من تأثير تلك الصدمة الرهيبة التي شعرت بها .. تماسكت أمامها وأنا اتمزق من الداخل .. كيف فات علي الاهتمام بك وانت تأتين في المرتبة الثانية مباشرة بعد سحر على سلم اهتماماتي .. لن أجد شخصاً أحلى منك يا مها يضمد جراحاتي واسفح عند قدميه أحزاني .. لكن كان لابد من أن يحصل ما قد حصل .. إن ( مها ) ومثيلاتها من الأنيقات المترفات لايمكن أن ينتظرن هكذا وإلى الأبد دون زواج .. ليمنحنك السلوي والدفء وأنت تتطلع إليهن في حنان ومودة .. مثل ( مها ) لا يمكن أن تكون متاحة لك إلى آخر العمر .. تقرأ عينيها كل صباح .. وتبحر في سمرة خديها وأنت تعيش ذاك الشعور المفعم بالسعادة والإمتلاء .. وكان لابد أن أتصرف .. لذلك عدت مسرعاً إلى البيت وأخذت الوالدة وشقيقتي سلمى وزوجها شنكل وطفلهما وشقيقتي نادية وزوجها ( كافو ..) والعم صباحي .. بالرغم من أن نادية قد دخلت في الشهر الثامن من الحمل .. وأخذنا معنا الحلوى والسكر والفواكه .. كانت أسرتها سعيدة بحضورنا على هذا النحو العائلي الفريد .. أما مها .. فقد خرجت علينا ووجهها كالكهرباء زاده القاً وجمالاً ابتسامتها الرقيقة .. وزغردت والدتي وكذلك سلمى التي أرسلت زغرودة موسقتها بصوتها الرخيم .. وجلسنا في بهو المنزل نتبادل القفشات والتعليقات .. وهنا تدخل شنكل وقال لنا .. ما رأيكم أن تغني لنا سلمى ابتهاجاً بهذه المناسبة .. فاعترضت ( مها ) .. وطلبت منحها ساعة واحدة من الزمن تخطر خلالها صديقاتها وجاراتها .. ولم يمض كثير من الوقت حتى تحلقت الصبايا والنساء حول ( سلمى ) وهي تغني بدون مايكرفون وبدون اوركسترا .. وأمضينا معهم المساء بطوله .. وشيئاً فشيئاً إتسعت حلقة الغناء .. وكانت كل واحدة من البنات تسارع في ابلاغ صديقاتها بأن الفنانة سلمى صاحبة شريط ( نادية ) قد عادت من أمريكا وهي الآن معهم تعطر اجوائهم بالبهجة والحبور .

  8.  
  9. #105
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الواحدة والخمسون
    كثفت الشرطة من عملياتها بحثاً عن السائق الذي من المفترض أن يكون قد أخذ بطة والطفلة غدير إلى شاطئ النهر .. ولعلها تريد أن تحشد اكبر قدر من البينات ضدها قبل المواجهة الحاسمة معها .. وقاد أحد المصادر الشرطة إلى وكر المعلم الكيك .. حيث ذكر لهم أن بطة هذه كانت تحضر ضحى كل يوم مع سائق تاكسي يدعى جابر .. وقادهم إلى حيث يوجد الكيك ومجموعته .. كانوا يدخنون الحشيش ويلعبون القمار ومعهم بعض الفتيات القاصرات .. وجاءتهم من بعيد أصوات الغناء والضحكات وهم يقتحمون المكان .. ( ارفع ايديك .. ثابت.. ما تتحرك .. المعلم الكيك .. إنت المعلم الكيك ..؟ .. معي أمر تفتيش للمنزل اتفضل إقرأ .. ) وسارت عملية التفتيش بهدوء لتعثر الشرطة على كميات كبيرة من الحشيش مخبأة في جوالات تحت أسّرة إحدى الغرف .. وكان هنالك ثمة مخزن داخلى .. إدّعى المعلم الكيك بان المفاتيح ليست لديه ولكن الشرطة هشمت الأقفال لتفاجأ بكميات ضخمة من اسبيرات العربات ..تم اقتياد الجميع إلى مركز الشرطة وكذلك المعروضات .. ولم يدر بخلد المعلم الكيك أن هذه الهجمة الشرسة لها ما بعدها وأن وراء الاكمة ما وراءها.. بطة ؟!.. أيوة بطة .. عاوز تقول إنك ما سمعت بالأسم ده قبل كده ؟! .. لا يا جنابو .. سمعت بيهو .. الحقيقة بطة إنسانه كويسة .. صاحبتنا وأختنا .. جيد يا معلم .. من هو السائق الذي كان يحضرها لكم كل يوم تقريباً ؟! .. الأوسطى جابر .. جابر عبد القادر .. وجابر عبد القادر ده ساكن وين وسايق ياتو نوع من العربات وبتواجد أكثر حاجة وين ؟ !! .. فوجئ الرجل بالشرطة تطلب منه اصطحابها إلى المركز .. وكانت لهجتهم حازمة ونهائيه .. طلب منهم أن يذهب بعربته حتى لا تتعرض للسرقة .. وافقوا على طلبه وألحقوا معه أحد عناصر الشرطة المسلحين .. وتحرك الجميع صوب المركز .. بيد أن السائق وما أن غادر الشرطي عربته حتى انطلق بها لا يلوي على شيء .. هرع جنود الشرطة إلى عرباتهم واطلقوا صفاراتهم وهم يتعقبون خطاه .. إصطدم الرجل بأكثر من شيء .. صدم سيدة عجوزآ كانت تحاول العبور عند أحد المنعطفات وصدم عربة (كارو) وأحدث بها تلفاً بليغاً وهو يسير بسرعة جنونية بين العربات محدثاً حالة من الذعر والهلع لم تشهدها شوارع ام درمان من قبل .. ولكن الشرطة طوقت كل المداخل والمخارج ليفاجأ الرجل بشاحنة ضخمة تسد أمامه الطريق فما كان منه إلا أن استسلم للشرطة ليواجه عدداً من التهم أبسطها الاخلال بالأمن والطمأنينة العامة .

    تواترت الاتصالات بين الخرطوم ونيويورك تطلب سرعة عودة شقيقتي سلمى وزوجها ريمون أو شنكل بالمفهوم القديم .. ولكن لماذا هذا الإلحاح من جانب المستر ريتشارد ؟! .. الإجابة بسيطة يا حربي .. قال لي شنكل ونحن في طريقنا للمطار .. لقد تعود علينا وتعودنا عليه ولابد أن طفلتنا الصغيرة ( هديل ) قد أوحشته .. تعرف يا حربي .. المستر ريتشارد ده ممكن يدخل الإسلام بقليل من الجهد معه .. سلوكياته وتصرفاته والقيم التي يؤمن بها تجعله أقرب للإسلام .. وكم أتمنى أن يتم ذلك على يدي .. سلمى ذرفت دموع المطر وهي تودع أمي وشقيقتي .. لم تكن مرتاحة لفراقنا .. لقد قالت لي عيناها ذلك .. سلمى لم تخلق للغربة والعيش بعيداً عن أحضان أمي .. إنها رقيقة كالانسام .. وتبكي حين أنسى تحيتها وأنا أغادر البيت .. تشيعني نظراتها الحنونة .. وهي أول من يهرع لفتح الباب لي عندما أطرقه بايقاعات أحب الاغاني عندها .. لا تزال تكفكف دموعها وقد جلست بالمقعد الخلفي بعربتي التاكسي التي لا تعمل في نقل الركاب .. مع قلة الذين يؤشرون لي طالبين أخذهم في مشوار .. لقد ضاقت الأوضاع وأصبح التواصل عبر التاكسي ترفآ لا يجوز .. يكفي أن تندس وسط الاجساد المحشوة داخل الباصات وأنت تتنفس الغبار والدخان لتصل إلى المكان الذي تقصده .. سوف نفتقدكم بشدة يا شنكل ويا سلمى .. وكم أود ان تحضروا معنا نتيجة الانتخابات .. لقد سمعت أنها ستذاع تباعاً ابتداءاً من نشرة الساعة الثالثة ظهر اليوم .. سلمى تصحح هذه المعلومة .. من قال لك ذلك .. ؟! ولماذا لم تخبرينني . ؟. لقد فهمت أن المؤتمر الصحفي لوزير الداخلية سيبدأ السابعة مساءً .. لا يا عزيزي الفاضل .. تم تقديم موعد بث النتائج .. يا الله !! .. اشعر بتوتر شديد وهل النتيجة تهمك لهذه الدرجة يا زعيم ؟!.. لا والله يا شنكل .. أخشى من حالة الاحباط التي ستصيب القاعدة العريضة التي رشحتني والتي بنت آمالاً عراضاً على فوزي وتبني قضاياهم الأكثر إلحاحاً داخل قبة البرلمان إن لم أوفق وأخشي أيضآ أن أخذل سحر .. ستفوز بإذن الله .. ها قد وصلنا المطار وأمامنا ثلاثة ساعات قبل الإقلاع .. أقترح أن ندلف إلى كافتيريا المطار ونتابع جانباً من المؤتمر الصحفي من على الشاشة الفضية بدلاً من الراديو .. هذا إقتراح وجيه وأود شراء عصير ( جوافة ) لي ولإبنتي قبل مغادرة السودان .. سلمى تدعم اقتراح زوجها .. تعرف يا حربي .. عصير الجوافة ده ما موجود في أي مكان بخلاف السودان .. حاجة كده زي النيل والجروف والغنا الحلو .. حاجة زي الحبوبات الحنينات وضجة السيرة والدلوكة ولمة الأهل في الاعراس ( والطهور ) .. الله يا سلمى !! ماقلت ليك أنت أنسانة رقيقة وحساسة ما عاوزة تصدقيني .. شنكل وهو يداعب زوجته .. والآن .. أظنني بحاجة إلى فنجان قهوة .. أعصابك يا زعيم .. ومن ثم بدأ المؤتمر الصحفي .. واسهب الوزير في تفاصيل لا تعنينا في شيء .. الدائرة رقم ( 32 ) مهنيين الفائز صالح عويضة و .. ( يوي يوي يوي .. ) زغرودة أطلقتها بعفوية شقيقتي سلمى أطارت النعاس من عيون الحاضرين الذين أتعبتهم المواقيت المؤجلة لوصول الطائرات .. مبروك يا زعيم .. ألف مبروك .. شنكل وقد أخذني بالاحضان .. سحر أين أجد سحر ..؟ هي تعلم أنني سأذهب للمطار لتوصيل سلمى وزوجها .. أين وكيف القاك يا رائعتي العزيزة .. يا أميرة إحساسي واشواقي .. يا كل آمالي وأحلامي .. أين أنت يا سحر ؟! .. كنا قد اتفقنا على حضور المؤتمر الصحفي معاً عند السابعة ولكن هذا هذا التقديم المفاجئ أربك برامجنا جميعاً .. ستأتي .. انا واثق من أنها لن تصبر على هكذا انجاز .. انها من دبرته وخططت له وانفقت الوقت والجهد والمال في سبيل تحقيقه .. هاهي .. هاهي قادمة ألم أقل لكم .. لقد توجهت إلى المطار بمجرد ان علمت بأن موعد اذاعة النتائج قد تقدم .. مبروك يا صالح .. مبروك .. مبروك .. قالت ذلك وهي تمسك كلتا يدي بيديها وتحرك رأسها يمنة ويسرة وخصلات شعرها تدوران معها من النشوة والسعادة ومسحة من الارتياح العميق تلون قسماتها الحلوة .. وأكثر من دمعة تغادر عينيها لتستقر في زوايا فمها النديان ..

  10.  
  11. #106
    رحمة الله عليه Array الصورة الرمزية mahagoub
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الدولة
    ودمدنى
    المشاركات
    11,330

    ياااااه
    واحتدمت الاحداث
    وضاقت واتسعت المسافات
    لعلنا نجد متنفس

  12.  
  13. #107
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    عزيزي محجوب ..شكلنا عاملين إنتا وأنا مجادعه بالدوبيت ..لكن ما تهتم قربنا نخلص من قصة الولد الشقي ( حربي ) فإلي الحلقة الثانية والخمسون مع كل الود .

  14.  
  15. #108
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الثانية والخمسون
    وكيف الوصول إليك يا سحر وانت مثل عنقود من التمر في قمة نخله .. والمشوار إليك محفوف بالاشواك والعقبات .. اتريد أن تحقق كل أحلامك في اسبوع واحد يا صالح ؟ .. فها انت وقد اديت القسم كنائب مستقل تتطلع نحو كرسي الوزارة بعد ان دخلت كل الاحزاب في كتل برلمانية متصارعة .. سرعان ما نسي الجميع ناخبيهم وتركزت انظارهم نحو المناصب .. وانت معهم يا صالح .. لا يا عزيزتي .. انا فقط احتاج كرسي الوزارة لسبب بسيط هو اثبات الذات .. لن يقتنع والد سحر بكوني نائبآ برلمانيآ وفي الأسرة أكثر من وزير وسفير ونائب أنا محتاج لأن أكون وزيراً حتى أدعم موقف سحر امام شقيقها ووالدها .. ومن ثمّ تحقيق طموحات من منحوني ثقتهم واوصلوني هذا الموقع الذي لم أكن احلم به في يوم من الأيام .. اذن سنذهب أنا وخال سحر المحامي إسحق.. لابد من المواجهة واليوم .. مبروك الفوز في الانتخابات يا صالح .. قالها والدها بصدر رحب وكذلك فعلت والدتها .. اما شقيقها (عصام ) فقد ظل ساكناً واجماً وهو يتشاغل بصحيفة ما بيده .. أما الاستاذ إسحق فقد قال لهم بعد مقدمة طويلة والاخ صالح معكم هذه الامسية ليخطب يد ابنتكم الاستاذة سحر .. هنا وقف شقيقها وهو يغلي كالمرجل وكانه قرأ في عيوننا الغرض من هذه الزيارة التي لم نقم بها إليهم منذ تقاعد والدها ومغادرته لموقعه بالمصلحة .. سيتزوج سحر اختي ؟ ! .. عاوزنا نزوج سحر ل .. سواق ابوها .. كمل يا ابن اختي العزيز .. لكن السيد صالح لم يعد سواقاً .. هو الآن نائب برلماني ومرشح للوزارة .. كان سواق عند ابوك وهذا ليس عيباً في حد ذاته لكن الأخ الاستاذ صالح اجتهد واقنع الناس بروحه الوثابة ونبل اخلاقه بترشيحه للبرلمان والوقوف إلى جانبه حتى الفوز بالانتخابات .. على العموم سحر مخطوبة لإبن عمي السفير عمر .. وانت يا خال بتعرف ده كويس .. القنصل العام عمر في كندا منذ اربع سنوات .. واذا كان والده يطمح في تزويج ابنه من سحر .. فإن سعادة السفير لم يقل ذلك صراحة .. وهكذا دار حوار متوتر بينهما وقد لزمت الصمت وكذلك فعل والده وامه .. وفي تلك اللحظات الرهيبة شعرت وكانما سحر توشك ان تضيع مني ربما وإلى الأبد .. لكنها هبطت علينا فجاة بكامل أناقتها وكأنها على موعد ما .. أهلاُ سيد صالح .. أهلاً خالي .. خير أن شاء الله .. مالكم واقفين .. في حاجة ؟! .. نعم يا سحر والدتها وقد تحدثت أخيراً والحمد لله جيتي في الوقت المناسب .. الاستاذ صالح طالب ايدك على سنة الله ورسوله .. ويطلب ايدها كيف وهي مخطوبة للسفير عمر .. ما تتكلمي يا سحر .. هنا انسحبت سحر عائدة إلى غرفتها وهي تنادي على خالها وشقيقها .. وتناهى إلى اسماعنا صوتها وهي توجه كلامها إلى شقيقها .. اسمع يا ( عصام ) انا صابرة عليك وبحترمك لأنك أخوي الكبير والوحيد .. قبل كده تزوجت المهندس طلال .. صديقك الحميم .. لأني كنت صغيرة في السن ولا أفهم أي شيء عن الناس والحياة .. قبلت به زوجاً عشان خاطرك فماذا كانت النتيجة .. طلقني بالثلاثة ولم يمض على زواجنا عام واحد نزولاً على رغبة والدته وشقيقاته ولأنه كان انساناً صعيفاً ومخموراً وغائباً عن الوعي طول الليل والنهار لم يدافع عن بيته .. وانا لن اسمح لك بتكرار ما حدث مرة أخرى .. والسفير عمر لعلمك تزوج من كندية وعنده منها طفلان .. انا سأتزوج من السيد صالح إذا رضيت أم أبيت .. لن تتزوجينه ولن يدخل هذا البيت حياً طالما كنت انا على قيد الحياة .. ولن اسمح لك بتلطيخ سمعة العائلة بزواجك من انسان جاهل لا أصل له ولا فصل وكان شغال عندنا سواق .. لا فائدة من الحديث معك .. ارجوك يا خال قل لوالدي ووالدتي بأنني اوافق على الزواج من صالح .. وهبط علينا الاثنان وبقيت سحر بغرفتها وهي في حالة توتر شديد ولعلها رات في تصرف شقيقها بوادر عاصفة لا تبشر بالخير .
    عاد ( عصام ) مهموماً إلى مكتبه بالشركة التي يعمل بها والتي يملكها صديقه (فؤاد) العاشق المتيم بسحر .. والذي ينتظر بفارغ الصبر موافقتها على الزواج منه .. قال له .. سحر شقيقتك هذه يا (عصام .. ) إنسانة غير عادية .. انها ملاك أكثر منها انسان .. ومكانها ليس العمل كموظفة .. مكانها هنالك في ( هوليود ).. تذكر لما حكيت لي مرة انو أكثر من عشرين خطبوها اثناء السفريات .. عشرين واحد .. رجال اعمال .. ومسؤولين وحتى الضيوف الاجانب .. لهم حق .. والله لهم حق .. تعرف يا صاحبي لو اختك سحر دي وافقت على زواجنا .. أول حاجة أعملها أبدل ليها عربتها ال ( تيكو ) التعبانة دي بعربة ( شبح ) .. واسجل ليها قطعة الارض بتاعة ( قاردن سيتي ) وابني ليها فيلا انيقة .. بل قصر ولا قصور هارون الرشيد .. وسأسجل لها نصف اسهم الشركة .. اما انت يا صديق العمر ورفيق الصبا فسوف اسلمك مفاتيح عربة ( b m w ) جديدة وارفع ليك نسبة (الكومشن ) بتاعتك من 15% إلى 25% .. وانت عارف قدامنا شنو .. صفقة العربات الصالون على وشك الانتهاء وربما نوقع على العقد خلال هذا الاسبوع .. أربعة ملايين دولار المقدم المدفوع وصفقة المصانع الجديدة تبقي عليها التوقيع .. المصانع ستشحن من ( تايوان) .. ( والهانقرز ) من ألمانيا لزوم التمويه .. وبعدين نغير ال(lables ) دي مشكلة ..؟ وصفقة … ثم ماذا ايها التمساح الكبير .. عربات ارتفاعها من الارض لا يزيد عن بوصتين تستجلب لتعمل في بلد كالسودان شمسه مثل الافران وطرقاته عفى عليها الزمان .. وبعد عام او نصف العام تتحول إلى خردة وتقبض انت وامثالك آلاف الدولارات .. والمصانع لماذا من تايوان والاتفاق يقضي بان يكون المنشأ أوروبا .. هذا شيء مقصود .. قال لضميره .. انت لا تفهم في ( البزنس ) .. المصانع المستهلكة لها أكثر من فائدة .. فبعد قليل ستحتاج إلى تاهيل ثم اعادة تاهيل .. واعادة اعادة تاهيل .. اما المصانع الألمانية تعمر مئات السنين وهذا يجعلها غير مواكبة للتكنلوجيا الحديثة .. التكنولوجيا تتغير كل خمسة دقائق .. اما العربات الصغيرة فهي أيضاً مقصودة في حد ذاتها .. لان البلد تعاني من أزمة مواقف .. تقوم تجيب لينا ضفادع من الصفيح وتسميها عربات .. وانا مالي يا خي .. اذا كان مدير المشتروات عاوز كده .. والراجل معه حق تخفيض التكلفة النهائية .. كل بلد على قدر حالها .. ونحن نعاني من حرب اهلية مفروضة علينا كيف يعني نجيب مرسيدس لشوية موظفين يضيعون وقتهم ووقت الدولة في قراءة الصحف ؟‍ .. ألا يعملون أليسو مدربين ومؤهلين للقيام بواجباتهم ..؟ أين التخطيط السليم والمتابعة .. ؟ هذه ادبيات موجودة في كتب الاقتصاد فقط .. اما على أرض الواقع فإن ادارات التخطيط والمتابعة موجودة في الهيكل فقط لاضافة وظائف جديدة .. ينقل إليها المدراء المغضوب عليهم .. ويوضعون في صناديق جانبية خلف المصلحة بعيداً عن مكتب المدير .. اطلقوا عليها جوراً وعدواناً ..إسم مكاتب .. الناس فيها لا يخططون لتجويد الاداء .. انما يخططون لانفسهم .. كيف سيقابلون التزاماتهم المعيشية المتزايدة .. اقساط الجامعات .. مصاريف المواصلات والفطور وشراء المراجع واللحمة والخضار .. أما العلاج فنسأل الله العفو والعافية .. فتلك ثالثة الاثافي لذلك لا يلومهم أحد .. لن يتسني لعقول تكبلها الالتزامات المستحيلة إبداع أي شيء ..هل إقتنعت ..؟


  16.  
  17. #109
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الثالثة والخمسون
    شكلك كده يقول إنك محبط .. الحاصل شنو يا ( عصام ) اتكلمت مع سحر في موضوع زواجنا .. أيوه اتكلمت .. ووافقت ؟‍.. المسألة ليس بهذه البساطة يا (فؤاد) سحر عاشت تجربة مريرة مع صاحبنا (طلال) وهي تقريباً معقدة من الزواج كفكرة .. والولد الجربوع الميكانيكي سواق الوالد .. لسه بحوم حواليها ؟‍ .. لا أبداً .. ومافي حاجة تلمنا بيهو خاصة بعد إحالة الوالد للتقاعد .. آآخ لو تعلم سحر كم أعاني بسببها لو تعلم كيف أسهر الليالي أناجيها وأستبقي خيالها بجانبي .. من قال أني ملك الصفقات ( المدنكلة ) وأكبر صفقة في حياتي خارج دفاتري .. لم يبدأ حتى النقاش في تفاصيلها واستلام كراسة المواصفات .. ناهيك عن التوقيع واستلام الـ ( downpayment ) .

    اقتيدت بطة وهي مكبلة بالسلاسل الى ساحة السجن لعرضها على الكلب الشرطى ومعها عدد من النسوة السجينات لاغراض الطابور .. اذ ينبغى ان تجلس بطة القرفصاء كمتهمة رئيسية بين أخريات للتمويه على الكلب الشرطى واذا ما تعرف عليها بعد ان تكون الشرطة قد مكنته من شميم فردة حذاء الراحلة غدير والتى عثر عليها عند الشاطىء تكون الشرطة قد ربطت بين وجود الحذاء فى ذلك المكان وبين بطة على افتراض انها هى من هيأت الصغيرة غدير للخروج وهى تأخذها لتلاقى حتفها .. بيد ان الاستاذ إسحق المحامى طمأنها على انه فى حالة اذا ماتعرف عليها الكلب بهذه الوسيلة تستطيع ان تدافع عن نفسها باعتبار ان وجود رائحتها بحذاء القتيلة شىء طبيعى لوجودهما معا فى بيت واحد .. احتشد الناس .. عساكر ومسجويون وسجينات وهم يتابعون عربة الشرطة وقد ترجل منها ثلاثة من الجنود وعمدوا الى فك وثاق كلب شرطى ضخم اثار الرعب فى نفوس السجينات .. وجلست النسوة وبينهن بطة رابطة الجأش بينما الاخريات يولولن من هول الموقف .. وهرولت اكثر من واحدة مغادرة الطابور اثر رؤيتهن للكلب الشرطى وقد اقنعتهم سلطات السجن بضرورة المشاركة تحقيقا للعدالة وان الكلب لن يفعل اكثرمن المرور بقربهن وشمّهن ولم يزد هذا التوضيح الموقف الا تعقيدا .. واخيرا انتظم الطابور تحت وهج الشمس .. ودار الكلب دورة واحدة قبل ان يعقب ويضع ارجله الاماميات فوق كتفها ثم بدأ فى تمزيق عروة فستانها .. هنا ضج الحاضرون بالصياح والتصفيق اما (بطة) فقد اسود وجهها وحاولت ان تكظم خوفها وغيظها مما يجرى ومن ثمّ قامت الشرطة بتغيير موقعها اكثر من مرة والكلب مصر على موقفه.. (بطة وليس سواها ) وبدون اى تردد .. شكرت الشرطة ادارة السجن على تعاونها وهي تغادر المكان ولكن ردات افعال السجناء والسجينات كانت مفاجئة للجميع فقد شرع السجناء فى قذف (بطة) بكل ما وصل الى ايديهم من حجارة وزجاجات فارغة .. وهجمت عليها السجينات وهن ينشبن اظافرهن فى وجهها وكل اجزاء جسدها .. وبذل الحراس جهدا كبيرا لاحتواء الموقف .. وان كانت قد نجحت فى حمايتها منهن فقد فشلت فى ايقاف سيل من الشتائم والهتاف (يامجرمة ..ياسافلة .. يا..) .. ولم تكد تمضى سحابة ذلك اليوم حتى تسلمت ادارة السجن عريضة من السجينات وهن يعلن الاضراب عن الطعام لحين مغادرة بطة لسجن النساء .. ولكن لماذا كل هذه الثورة الظالمة والمجرم برىء حتى تثبت ادانته (صحيح نحن حرامية .. ونشالين .. ولكن ما ممكن نصدق انو واحدة تقتل طفلة بريئة عشان تفش غبينتها فى امها .. ياحضرة الضابط .. المجرمة دى ماليها قعاد وسطنا .. نحن ناس شريفين .. صحيح بنسوى المريسة عشان نربى عيالنا .. لكن ماممكن توصل بينا الخساسة لدرجة نكتل طفلة صغيرة عشان ننتقم من امها .. بطة بتاعتكم دى ماليها قعاد معانا.. ) وعلى ضوء هذا الموقف المتوتر قامت الشرطة بنقل (بطة) الى سجن اخر واصداء الهتاف ضدها تزلزل كيانها (ماليها قعاد معانا .. ماليها قعاد معانا ..) ووصلت انباء الاضراب عن الطعام بالسجن الى كبار المسئولين بالدولة والصحف .. وطلب احد النواب بالبرلمان الجديد اثارة قضية (أريج) في اقرب جلسة كقضية طارئة مطالبا وزارة الداخلية بتقديم بيان للبرلمان حول ملابسات القضية وسير التحرى فيها .. وهكذا انتقلت قضية (بطة ) الى البرلمان بمجرد اداء القسم وحتى قبل تشكيل الحكومة الجديدة .. وهرع وزير الداخلية المكلف الى جلسة خاصة لمناقشة الموضوع وتقدم ببيان مقتضب شرح فيه ابعاد القضية باختصار وكيف ان المتهم الرئيسى فى قبضة الشرطة وان التحريات تسير وفق ماهومخطط لها .. وأمطره النواب الجدد المزهوون بسيماء النيابة .. أمطروه بوابل من الاسئلة .. وجلست انا وقد غبت تماما عن حيثيات المناقشة لأعود بذهنى القهقرى الى تلك اللحظة التى نضت (بطة ) ثيابها عنها قطعة قطعة أمامى بمنزل المعلم الكيك .. وشعرت من تصرفاتها ليلتها بانها عاهرة غير محترفة وأنها لابد ان تكون ضحية لظروف اجتماعية قاهرة اجبرتها على ارتياد هذا الطريق الوعر ...فطلبت منها ارتداء ملابسها وأقنعتها بهجر تلك المهنة البائسة لاعيدها الى منزل قريبتها وما تبع ذلك من زيارات انتهت جميعها بالإحباط .

    شكلك كده يقول إنك محبط .. الحاصل شنو يا ( عصام ) اتكلمت مع سحر في موضوع زواجنا .. أيوه اتكلمت .. ووافقت ؟‍.. المسألة ليس بهذه البساطة يا (فؤاد) سحر عاشت تجربة مريرة مع صاحبنا (طلال) وهي تقريباً معقدة من الزواج كفكرة .. والولد الجربوع الميكانيكي سواق الوالد .. لسه بحوم حواليها ؟‍ .. لا أبداً .. ومافي حاجة تلمنا بيهو خاصة بعد إحالة الوالد للتقاعد .. آآخ لو تعلم سحر كم أعاني بسببها لو تعلم كيف أسهر الليالي أناجيها وأستبقي خيالها بجانبي .. من قال أني ملك الصفقات ( المدنكلة ) وأكبر صفقة في حياتي خارج دفاتري .. لم يبدأ حتى النقاش في تفاصيلها واستلام كراسة المواصفات .. ناهيك عن التوقيع واستلام الـ ( downpayment ) .

    اقتيدت بطة وهي مكبلة بالسلاسل الى ساحة السجن لعرضها على الكلب الشرطى ومعها عدد من النسوة السجينات لاغراض الطابور .. اذ ينبغى ان تجلس بطة القرفصاء كمتهمة رئيسية بين أخريات للتمويه على الكلب الشرطى واذا ما تعرف عليها بعد ان تكون الشرطة قد مكنته من شميم فردة حذاء الراحلة غدير والتى عثر عليها عند الشاطىء تكون الشرطة قد ربطت بين وجود الحذاء فى ذلك المكان وبين بطة على افتراض انها هى من هيأت الصغيرة غدير للخروج وهى تأخذها لتلاقى حتفها .. بيد ان الاستاذ إسحق المحامى طمأنها على انه فى حالة اذا ماتعرف عليها الكلب بهذه الوسيلة تستطيع ان تدافع عن نفسها باعتبار ان وجود رائحتها بحذاء القتيلة شىء طبيعى لوجودهما معا فى بيت واحد .. احتشد الناس .. عساكر ومسجويون وسجينات وهم يتابعون عربة الشرطة وقد ترجل منها ثلاثة من الجنود وعمدوا الى فك وثاق كلب شرطى ضخم اثار الرعب فى نفوس السجينات .. وجلست النسوة وبينهن بطة رابطة الجأش بينما الاخريات يولولن من هول الموقف .. وهرولت اكثر من واحدة مغادرة الطابور اثر رؤيتهن للكلب الشرطى وقد اقنعتهم سلطات السجن بضرورة المشاركة تحقيقا للعدالة وان الكلب لن يفعل اكثرمن المرور بقربهن وشمّهن ولم يزد هذا التوضيح الموقف الا تعقيدا .. واخيرا انتظم الطابور تحت وهج الشمس .. ودار الكلب دورة واحدة قبل ان يعقب ويضع ارجله الاماميات فوق كتفها ثم بدأ فى تمزيق عروة فستانها .. هنا ضج الحاضرون بالصياح والتصفيق اما (بطة) فقد اسود وجهها وحاولت ان تكظم خوفها وغيظها مما يجرى ومن ثمّ قامت الشرطة بتغيير موقعها اكثر من مرة والكلب مصر على موقفه.. (بطة وليس سواها ) وبدون اى تردد .. شكرت الشرطة ادارة السجن على تعاونها وهي تغادر المكان ولكن ردات افعال السجناء والسجينات كانت مفاجئة للجميع فقد شرع السجناء فى قذف (بطة) بكل ما وصل الى ايديهم من حجارة وزجاجات فارغة .. وهجمت عليها السجينات وهن ينشبن اظافرهن فى وجهها وكل اجزاء جسدها .. وبذل الحراس جهدا كبيرا لاحتواء الموقف .. وان كانت قد نجحت فى حمايتها منهن فقد فشلت فى ايقاف سيل من الشتائم والهتاف (يامجرمة ..ياسافلة .. يا..) .. ولم تكد تمضى سحابة ذلك اليوم حتى تسلمت ادارة السجن عريضة من السجينات وهن يعلن الاضراب عن الطعام لحين مغادرة بطة لسجن النساء .. ولكن لماذا كل هذه الثورة الظالمة والمجرم برىء حتى تثبت ادانته (صحيح نحن حرامية .. ونشالين .. ولكن ما ممكن نصدق انو واحدة تقتل طفلة بريئة عشان تفش غبينتها فى امها .. ياحضرة الضابط .. المجرمة دى ماليها قعاد وسطنا .. نحن ناس شريفين .. صحيح بنسوى المريسة عشان نربى عيالنا .. لكن ماممكن توصل بينا الخساسة لدرجة نكتل طفلة صغيرة عشان ننتقم من امها .. بطة بتاعتكم دى ماليها قعاد معانا.. ) وعلى ضوء هذا الموقف المتوتر قامت الشرطة بنقل (بطة) الى سجن اخر واصداء الهتاف ضدها تزلزل كيانها (ماليها قعاد معانا .. ماليها قعاد معانا ..) ووصلت انباء الاضراب عن الطعام بالسجن الى كبار المسئولين بالدولة والصحف .. وطلب احد النواب بالبرلمان الجديد اثارة قضية (أريج) في اقرب جلسة كقضية طارئة مطالبا وزارة الداخلية بتقديم بيان للبرلمان حول ملابسات القضية وسير التحرى فيها .. وهكذا انتقلت قضية (بطة ) الى البرلمان بمجرد اداء القسم وحتى قبل تشكيل الحكومة الجديدة .. وهرع وزير الداخلية المكلف الى جلسة خاصة لمناقشة الموضوع وتقدم ببيان مقتضب شرح فيه ابعاد القضية باختصار وكيف ان المتهم الرئيسى فى قبضة الشرطة وان التحريات تسير وفق ماهومخطط لها .. وأمطره النواب الجدد المزهوون بسيماء النيابة .. أمطروه بوابل من الاسئلة .. وجلست انا وقد غبت تماما عن حيثيات المناقشة لأعود بذهنى القهقرى الى تلك اللحظة التى نضت (بطة ) ثيابها عنها قطعة قطعة أمامى بمنزل المعلم الكيك .. وشعرت من تصرفاتها ليلتها بانها عاهرة غير محترفة وأنها لابد ان تكون ضحية لظروف اجتماعية قاهرة اجبرتها على ارتياد هذا الطريق الوعر ...فطلبت منها ارتداء ملابسها وأقنعتها بهجر تلك المهنة البائسة لاعيدها الى منزل قريبتها وما تبع ذلك من زيارات انتهت جميعها بالإحباط .


  18.  
  19. #110
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    الحلقة الأخيرة
    وحانت لحظة المخاض الرهيبة .. سحر حبيبتي .. زوجتي الرائعة تصرخ وتولول وأنا أحاول أن أتماسك أمام أفراد عائلتها الذين تجمعوا من كل حدب وصوب بعد أن عادت الأمور إلي مجاريها بيني وبينهم .. والمستوصف الأنيق بردهاته البلورية الأنيقة يحتضن تأوهاتها وصراخها .. لم أفزع في حياتي كما فزعت يومها بيد أنني تمسكت بالدعاء والإبتهال ليحفظ الله رائعتي الجميلة سحر .. زوجتي وحبيبة عمري .. وبذل الأطباء جهودآ مضنية لإنقاذ الأم ومن ثمّ طفلتها ولعلهم نجحوا في ذلك أو هكذا بدا لي .. لقد خرجت علينا ( السستر ) وهي تحمل طفلة حلوة الملامح وهي تردد ( مبروك عليكم بتكم .. والله عسل بس ).. وسحر كيف حال سحر ؟!!.. أدعوا لها يا سعادة الوزير .. كلكم أدعوا لها .. لقد كانت ولادة طبيعية ولكن ليتها كانت قيصريه .. لقد تعبت المسكينه .. والله عمري ما شفت أم بتولد بالصعوبه دي .. لكن ربنا موجود .. ونعم بالله .. إذن هذا ما يفسر تأخر الطاقم الطبي الذي يقوده إخصائي كبير معروف بقدراته الطبية الفائقة وبعلمه الغزير .. وعندما أتذكر تلك اللحظات القاسية وما سبقها من تجهيزات المولود المرتقب .. أموت ألف مرة من الحسرة والحزن .. كانت تريدها بنتآ وكنت لا أبالي بنتآ أو ولدآ المهم أن تضع سحر بخير .. لقد حذرني الطبيب الألماني من الحمل وخطورته بالنسبة لحياتها .. وكنت كثيرآ ما ألمّح لها بذلك .. ولكنها سعت للحمل وتحمل تبعاته من أجل سعادتنا معآ .. ( عاوزنا نكبر ونعجز ولا أي حاجه قدامنا .. معليش يا صالح مره واحده بس أحاول والبريدو الله كلو خير ..) أيتها الشجاعة الودودة البشوشة يا سحر .. وخرج إلينا الطبيب المشرف علي العملية وهو يفرد كلتا يديه .. ( البقيه في حياتم ..الفاتحه ..الفاتحه ..الفاااااااتحه ..إنا لله وإنا إليه راجعون .)
    إنتهت أيام المأتم وأنا أكاد لا أصدق ما يحدث أمامي .. لقد رحلت سحر كنسمة صيف مسافرة عبرت سماء حياتي علي غير انتظار .. وكم هو جميل أن تترك لي قطعة منها ومني هي الصغيرة سحر .. ( مش إنت أبونا الإتنين ؟! ) .. طبعآ يا غاليتي الغائبة الحاضره .. وتشاء الأقدار أن تضع نادية شقيقتي قبل سحر بحوالي أسبوع فأرضعت طفلتنا مع رضيعها وهذا ما أقنع والدة سحر بأن تكون حفيدتها تحت رعاية والدتي وشقيقتي ولكنها أصرت علي أن تنتقل للعيش في شقة ابنتها .. وأضافت بأنها لن تغادر الشقة إلا للقبر لتتنسم رائحة وأنفاس المرحومه .. وكان لها ما أرادت فلم تكد تمضي بضعة أسابيع حتي صحونا ذات صباح علي صراخ شقيقتي نادية وهي تطلب منا طلب الإسعاف لنقل جدة سحر للمستشفي بيد أنها رحلت حتي قبل الوصول للمستشفي وكان موسمآ بحق لرحيل أعز الناس لديّ فقد رحلت والدتي أيضآ بعد ذلك بشهر تقريبآ .. ومضيت في أداء واجباتي وأنا أعض جراحاتي ورويدآ رويدآ عوضتني الصغيرة سحر عن الذين رحلوا وباتت كل شيء في حياتي .. ويبدو أن أكثر من صديق يتعاطف معي .. فهاهي مها زميلتي السابقة بالمصلحة تأتي لتعزي في فقدي الجلل مع زوجها وهي تحمل طفلآ صغيرآ علي كتفها وهي تردد ( والله يا سيد حربي رسلنا العفش مع أخوي بتكس وطوالي من المطار لبيتكم .. لقد قرأنا الخبر بالصحف وأول ما خطر علي بالي ونحن نتأهب للإجازة أن أضم طفلتك إلي طفلي وأرضعهما معآ .. كتر خيرك يا مها .. هكذا أنت ووالدك الأستاذ وكل ناس بيتكم .. كرم وأصاله .. مافي عوجه والحمد لله علي كل حال .. ناديه أختي قايمه بالواجب وأكثر .. وأنا سعيد بعودتك مع زوجك وأتمني لكم إقامه طيبه مع الأهل .. ولا بد أنكم مشتاقين للبلد وناسو .)


  20.  
  21. #111
    اللجنة الاستشارية
    Array
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    ودمدني / بانت
    المشاركات
    1,705

    إنها أتت كما لم أتوقع .. فكنت أُريد لهذا الحربي أن يمتطي سعادة لحين .. إلا أنه صورة من صور إنسان المدينة الذي نتمنى أن يكون لا راكع لسلطة وإنما يضئ أين ما سلك ..

    عليك الله يا عبدالغني واصل هذا الكم الرائع من الجمال .. ومستنين ....

  22.  
  23. #112
    عضو مميز
    Array
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    400

    أشكرك من كل قلبي يا عصام ودعنا نري ما في صفحات كتاب الألم مع كل الود .

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid