خميرة سودنة
(ديل أهلي)
و كمان اتكاءة مع و احدة ذمتها على راويها و هو صاحب أتوس حملني من موقف فداسي إلى حيث أردت.
قال لي أنا كنت شرطي في مدني قام جابو لينا ضابط حمش لمن غلت و كان مصمم ينضف مدينتنا من شوائب سلوكية ناشزة
لتعود كما كانت عذراء نقية و بيضاء من غير سوء. و من واقع تقارير مباحثه الجنائية فقد حدد أهداقه بدقة و كان من بينها
(بيت أحرار) الله يعز السامعين،تديره واحدة من إياهم. فالشاهد أنه دبر لها كمينا فأرسل إليها شابين و سيمين كان محدثي أحدهما،
إذ قال لهما :اذهبا إليها فقولا لها قولاً هيناً لعلها تتراجع أو تخشى ، و إلا تقع في فخنا المنصوب لها فتردى..
المهم أول ما شافتهم داخلين فسرعان ما قامت الحاجة تتشخلع و تتمخلع و تعرض عليهما بضاعة مزجاة من الغيد الحسان،
بعد أن أكرمت مثواهما فقدمت لها الشواء مصحوباً بمطايب المزات و المشاريب العجيبة.
ثم بعد أن وقع اختيار كل من (المتنكرين) على (حبته) فُسِح له المجال للخلوة بها داخلاً.
ثم بعد أن غلقا الأبواب و لم يبق إلا قولة : "هيت لك" فوجئ محدثي بفردته
و هي تزرف دموع الحسرة و هي تقول: بلهجة كردفانية لا تخطئُها أذن:
- هي :أسمعني جاي يا ود العم، أنت ماك راجلاً بتصون العرض و تدرِّج العاطلة؟!
- هو: أبشري بالخير يا أختي، و فضفضي قولي العندك!
- دحين أنا بنية ، غريبة على الجزيرة، وجايبني درب القراية في جامعتكم العريقة!
- طيب الجابك شنو لهذا الوكر المشبوه؟!
- و الله مخدوعة من زميلتي التي دخلت مع رفيقك بهناك، عزمتني نمرق الخميس دا عند صاحبة الدار، مدعية إنها خالتها! لأجد نفسي زي ما أنت شايف!
- هو: بنت أصول و الله ، و لكن لا تخافي و لا تحزني ، فأنت مرعية بعين المولى، و نحن ما جينا هنا داعرين، و إنما شرطة في خدمة الشعب!ثم لم يمض وقت حتى داهمت (الكشة) البيت و كلبشو عمتك رأس الحية مع صويحباتها و بقية الحاشية بمن فيهم محدثي و صاحبه باعتباهما قبضا متلبسين (تمويهاً) و كتبت النجاة لتلك البنية العفيفة التي لما علم سعادة اللواء حقيقة أمرها أفرج عنها فوراً ونحاها إلى حين الفراغ من التحقيق في القضية ثم طلب من محدثي أحضارها إلى داره العامر بالإشلاق حيث تم نقلها من داخلية البنات و ضمها كواحدة من أفراد عائلته الكريمة، ثم تبنى رعايتها حتى أنهت دراستها، ثم قام بتعيينها ملازماً بطول و عرض،حيث تتلقى فروض التحية ذات كل صباح من محدثي ورفاقه لسببين ، أولاً تقديراً للرتبة العسكرية ، ثم و هو الأهم ، إكباراً لعفة نفسها ونقاء شرفها الطاهر المصون بعون الله.
المفضلات