صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 76 إلى 79 من 79

الموضوع: مسلسل "سودنة"

     
  1. #76
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel مشاهدة المشاركة

    نوادر الهمباتة:
    و قبل الخوض بعيداً في سيرة الرجلين
    تحضرني هنا طرفةٌ أو طفرتان، لأعرض لهما
    كمدخل لسلوكهما الإجرامي في ظاهره ، غير انطوائه
    على كثيرٍ من أدبيات نادرة في فنون التحرف لقتال دونما حاجةٍ
    للتحيز إلى فئةٍ.فيُحكَى أن ود ضحوية مر ذات مرةٍ على صبي يرعى إبلاً
    لأهله، و كان مسترخيياً تحت ظل شجرةٍ. فبادره الهمباتي مستخفَّاً: ها وليد،
    إيش راأك نتقاسم؟ فصادمه الفتى برده أبجدياً حاضراً دون أن ترمش له
    عين أو يغمض جفن. بلحيل نتقاسم، واحد يملاً الجراب يرقد التراب.
    فأدبر عنه الهمباتي وأصرف راشداً، و قد علم أنه، إنما يخاطب
    أغلاماً غراً غض الإهاب و لكن في إثوابه أسد هصور
    لن يقبل الدينة في ماله و لا في عرضه.
    **********^^^^^^**********
    و نادرة أخرى تحكي أن شقيقة لأحدهما لعله
    طه الضرير أو الطيب ود ضحوية، كانت تلح على أخيها
    أن يأخذ ابناً لها ليعلمه لها فنون الحرب و مضارب الهمبتة.
    و لكن ولدها كان درفوناً سَمِّح و جناياً عاجباه صبينتو بلحيل و شام صناحو.
    و مو رضيان من لهفة أمو عليه.شايف فيها منقصه ليه و عدم عرفة ببواطن أمر ولدها
    و متل ما قالو سدور الرجال صناديق مقفلة بطبلة سوكرتية. فيوم خالو ردفو وراه وساقو شايلين
    السافل كدي قالو حاريين لهم حركة أبلاً كدي جيهة جبل الللبايتور داك ناويين يهمبتولم منهن خمشة.
    و هم سابرين بعتامير خلاهم داك ساااه لمن نزلولم في تايةً فوق الدرب ، قالو يهجسو فيها شوية.أهاوكتين
    قريب البياح كدي عمك الهمباتي جاتو صحية قام يتسير هنوووك. وبهنا الجنيكان صاحي مراقبو
    ليك عويناتو يبرقن حُوممممرشرار شرار، متل أبو الصقير. فقام بررراحة يتسرسق و شال مركوب
    خالو و عقبو بوراه ختا لو النعال تحتو اتلقابا الفسحة. أها ومن حيسو داك قام طاير بالبعير
    عري سااه برا بديد و شال الليل دا حيح شيتن نهضي و شيتن كبرتيت.لمن صبح عند
    أمو ختاهن ليها قداما و قال لها: شوفي ديل حاجات و متعلقات أخوك الدايراه
    يعلمني الهمبتة ، هدا بعيرو و مركوبو مليان بفسحتو.
    أها خليه يجيك راجع بي كرعينو حفيان.
    ***********######**********

    ***)))((((***
    Mohammad Ahmad Ragab:
    اجمل مافي هذه القصة قناعة الهمباتي بذلك الرد الذي كان يعني بالنسبه له الموت يا الله ياريت لو نلاقي مجموعة مثل ذلك الصبي لحراسة المال العام بالدولة

    ي ود رجب كل ما نقرعك تقوم تهابش. ح ترجعنا لكلام دار قبيل مع ود الوكيل. قال حلمان لقى روحو يتخبطه المس من السياسة. ف قلنالو:
    دي حلمة ، بايخة. لأنو ما من أحد يدعي أمامك، حتي أنا و أنت ذاتك، أنه ليس سياسيا و لا من المشتغلين بالفارغة و لا أي حاحة، فاعلم أنه قد كذبك و هو صدوق.
    فهو أكبر واحد (مسوس). لكونو السياسة من ساس يسوس ، و هو سائس للحمير لا مؤاخذة و الدواب و كثير من الناس. و كثير حق عليه العذاب. و هي فن الممكن.و لكنها تصنع روابع المستحيلات.
    ود الأصيل/aabersabeel
    ***)))(((***
    فتحين قت لي يحرسو المال العام. ياخ ما ترا كانو حارسنو في أمان الله. لحدت ما الشونة كبرت؛ و قاات كدي الشهية فتحت بشراهة. فبقى (خامبها) حراميها. ياخ ما سمعت اعترافات عمك هناي داك بعدما ضمن إنو فايت و تاني مو جاي؟!
    ***((()))***
    Mohammad Ahmad Ragab
    انا معاك ياود الأصيل بانه ليست هناك مساحة في روائعك للسياسه الكلام في السياسه لا يرفع ولا يجيب لو الكلام ينفع ماكانت الجرائد السياسية طن من الكلام بجنيه ونصف بالرغم من تلك الحقيقه يرفض قلمي وإلا ان يخوض في ذلك البحر السياسي العميق ودائما مايغرق وأقوم بانتشاله ويعاود الكره انه قلم مريض يا ود الأصيل عنيد بالرغم من انه يخاف من ذلك الهواء السخن الذي يهب من حين الي حين انا تائب من الخوض في السياسه ولكن كلمة همباتي هي التي تقوم باشعال الفتيل خلاص يا اخي الفاضل ابتداءا من هذا اليوم سوف اقلب هذه الكلمه لتصل الي قلمي المريض بإيقاع همباشي هكذا انت تستريح وانا وقلمي نكون بعيد من ذلك المستحيل وياشمس باكر تعالي عليك الله معاكي خبر سعيد تحياتي واحترامي ليك الشديد.
    ++++(((())))++++
    يا ود رجب و الله ما فهمتني. بالعكس كولنا قاعدين نتعاطى ذاك الأفيون. لكن قصدي بس يكون بالدس و بالطريقة الصاح. على قولة الثعلب ل(ملك الغابة) هذه لفطورك، و تلك لغدائك و الهنووك ديبيك لعشائك. قال: من علمك هذا!؟
    قال: علمني المرفعين ، لما رآه مضرجا بدمائه. مثلما حصل لود أبنعوف.
    ود الأصيل/aabersabeel

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 30-06-2016 الساعة 10:28 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  2.  
  3. #77
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة [SIZE=5
    [FONT=pt bold heading]aabersabeelعابر سبيل
    لك التحية
    فعلاً وحقاً
    نحتاج الى بعثرت اوراقنا القديمة
    ونفض الغبار عنها
    فهى دروس وعبر
    [COLOR=#0000cd]تشكرات لسعادة رئيس مجلس أدارتنا و أخي المتوهج دوماً ،محجوب ، وبمناسبة دروس و عبر هذه تعال نتقهقر لوراء عبر صندوق الدنيا قرابة عقدين من الزمان لأحكي لك حزمة مواقف عقدتني حتى حشرتني في ربع هدومي و أغرقتني في شبر سيل من دموعي من شدة سودنتها الخالصة


    (19/58)
    // دروس عبر فيافي العتامير []
    في حوالي منتص تسعينات القرن الماضي ، كنت نويت حجة و زوغة ، فركبت البر ثم البحر مسافراً من شرق المملكة عبر وهاد الربع الخالي. بين الرياض والقصيم. حيث توجد عقبة كؤود تحطمت زاملتي على قمتها و لو ما ربك لطف بي و بعائلتي حتى لما هبطنا الأرض بسلام. مرت بنا حافلة ركاب سورية متجهة حائل و تبوك. رأف بنا السائق و حملنا إلى قرب بريدة أو عنيزة بالقصيم ، زاعماً أن هنالك ورشة معلمها سوري سيصلح لنا السيارة100 %.
    # وصلنا هناك و لم نجد المعلم و و جدنا صبيه . كان شاباً سودانياً عشرينياً.اسمه لا يزال محفوراً في سويداء ذاكرتي الخبربة المفقودة (عاطف عبدو- من أبناء الأبيض).بصراحة لو العبرة بالمظهر, والله بتعريفة ما تشتريه؛ عليه أثواب رثة وملطعة بالزفت وزيوت الرجيع, و لكن بداخلها يقبع أسد هصور. أها الجنا مما شاف الحريم قام مسردب قدامنا سااااه وأخذنا فوراً إلى منزل مجاور لا يملكه و ولا إمرة له عليه, لكنها المروءة. كان البيت ، (سودانياً) عبارة عن تكيل مجدوع هناك و حيداً كخاتم في فلاة ؛ يلاصقه مسجد صغير و محطة بترول و بقالة فقط كانت تلك كل منشآت تلك الناحية ا لتي لا يتجاوز تعداد قاطنيها أصابع اليدين و لا يؤمها سوى قليل من رعاة الماشية من العزب والمزارع المترامية. طرق الصبي/ عاطف باب الدارو نادى من بعيد: يا ناس البيت هوي: جوكم ضيوف:ولم يلبث الرد طويلاً حتى جاءه فورياً كأنما كان يتربص بمجيئنا و يتحين مقدمنا. مرحب بالضيوف .. حباكبكم عشرة, هكذا قالتها ست البيت بنبرة بطانة لا تخطؤها أذناي نظراً لتشبعها للنخاع بنخوة أهل عصار و السباغ ، من حفدة محمود ود زايد شحم ألبل.. وهي امرأة بعشرة رجاجيل (من النوع الهي بتدرش تقول قضا).

    # من هناك زوجها الشاب،/أحمد حسن جمعة(من مغاربتنا البين الدناقلة و الشبارقة دي) ، عطل أعماله وأقفل حانوته وهرول نحونا وأقبل علينا وهو يرمل رملاً و يخب خبيباً، و هو لما كان قصير القامة تشابى ليتعلق برقبتي فاستلم بعضنا بالأحضان بعضاً؛ كما لو كنت أخاه الغائب بالسنين والذي عدت حينئذ أدراجي لنذهب في عناق طويل لم يقطع سكونه سوى أطيط الحناجرو أزيز صدرونا بالبكاء ؛ قلت لنفسي لن أندهش ..فالسودان كله هكذا ؛ بس نحن طولنا البعاد شوية. ثم من حيثه و قبل أن نعتب أصدر أحمد فرمانه لأهل بيته أن: اقسموا الدار دارين مناصفة بينا و بين أخونا الشيخ/ ثم الفت يسأل، من؟ قلت فلان بن فلان من ناحية كذا ولست بعيداً منك! دخلنا العيال ثم بعد جمة النفس استنفرونا لسحب السيارة المعطوبة حيث تم إصلاحها خلال أسبوع مكثناه بين ظهراني هولاء الناس العجيبين. و دعونا بدموع عز على الأرض أن تشرب مثلها و لو نزلت على جلمود صخر لأنبت زعفراناً.
    #ما أثار حفيظتي رغم كل هذا الكرم الباذخ، عندما اكتشفت أن نصف قيمة التصليح قد تكفلوا بسداده مناصفة بين البقال/ أحمد و صبي الميكانيكي/عاطف. طبعاً غضبت و أرغيت ثم أزبدت و قلت: أنا موش محتاج ليكم عشان تصلحو لي على حسابكم؛ رد علي الاثنان بحجة أقوى، إذ قالا: نعم لست محتاجاً و ولكنك ابن سبيل. لكن ، نشفت دماغي وقلت 60 ألف يمين لن أقبل حتى رضخوا أمام إصراري فتواطأنا على حل وسط: بأن أدفع لهما المبلغ ريث وصولي أهلي. لكنهما أغضباني ثانية حين أرسلت إليمها لاحقاً من هناك بحوالة على صرافة الراجحي و لكنهم أرجعوها لي نسبة لعدم صحة العنوان ..تبين لي أنهما أمداني بعنوان فشنك ..فلم أترك لأيهما فرصة للتهرب إلى أن خالصتهما رغم أنف الرجالة العاجباني لمن تكون في محلها.
    ود الأصيل/ aabersabeel
    +++++(((()))))+++++
    (20/58)
    //رباطين و قطاع طرق من صنف آخر//

    • بعد فراغنا من مشاعر الحج والعمرة قصدنا الباخرة وعبرنا سالمين بعون الله إلى سواكن من هناك خلصنا ثم انطلقنا مسافرين عن طريق كسلا مروراً بهيا ثم درديب؛ هناك في الاستراحة قابلنا شاب أدروب سائق شاحنة ثقيلة. شاف سيارتنا كرولا صغيرة فأشفق على حجمها: فقال لي ممازحاً يا مولانا ، كيف جيتو كاطعين الصحاري والوهاد دي كلها بمثل هذه القرنبعة؟!!! و كيف كمان دايرين تكطعوا بها فيافينا الوعرة مع الهبباي؟ ثم أشار علينا بالسير تحته متل أبو الدرداق مع القمراء ليتكفل بحراستنا متحركاً.

    # على الطريق خرج لنا من الجبال أولائك الفتية الضامرون كأنهم عقارب الجمال.. يطؤون الرمضاء بلا نعل و يسعون بلا ظل .. يتأبطون الخناجر و الشوتالات و يغرزون في قباب شعورهم خلالات كأشطان بئر في لبان الأدهم (خيل إلى أنك لو استحلبت منهم رهطاً أو قرية كاملة ما تطلع ليك بفنجان دم). أناس مسالمون لا يسألونك أكثر من شربة ماء أو فتات بسكوت, حيث أقرب مظهر للحياة لا يقل عن 300 ميل.

    # بعد كبري حنتوب واصلنا شمالاً و في آخر محطة (الكاملين) قبيل الخرطوم اعترضنا شبان يشدون حبلاً على دفتي الطريق ليوقفوا المارة.. حسبناهم من جماعة أمن الطرق أو قبانة. ولم يبق للشمس سوى مقدار الرمح حتى تجب من مغربها ويحين الإفطار. تبين لنا أنهم قطاع طرق.. لكن من صنف شريف وبمزاياً نادرة, فهم يتوددون لكل من استوقفوه أن يدلف و يتفضل بكل هدوء, و من يعارضهم يوشك أن يثير حفائظهم حتى لم يتركوه ولو دعا الأمر لاستخدام العنف. أنا كنت مطاوعاً و لم أشأ أن أخرجهم عن أطوارهم؛ خاصة أن العطش والإعياء بلغ بنا شأواً. ثم لا أذيع سراً إن قلت إن شيئاً من اللهفة وضيق ذات العين و قع في نفسي الأمارة بالسوء فقلت: لماذا يعني الإصرار على استيقاف جميع من هب و دب! ثم من أين لهؤلاء بطعام يكفي كل هذه الخلق؟.
    # لم نتلبث بتلك الحالة إلا قليلاً، قبل أن ترخي الشمس رموشها و تسدل اليل عليها أجفانه فتخرج علينا البلدة عن بكرة أبيها أعماها شايل المكسر بشيبها و شبابها و رجالها و نسوتها وصباياها، أتونا جميهم حفاةً بخيرات وأصناف الطعام والصواني المدنكلة سدت عين القمر. ولقد خاب ظني وخسأت عيني, إذ أكلنا و شبعنا حتى تترعنا و أكل الحضور كلهم أجمعين وجعل المارة يتعاقبون أفواجاً ثم جاء دور الأغنام و الكلاب لترتع وترعى من فضلهم؛ إلى أن انفض سامرنا و ذهبنا جميعاً, و لكن دون أن يذهب من طعام أحبابنا (الكاملين) إلا بمقدار ما يأخذه المخيط بسم حياطه حين يغمس في خضم المحيط..
    ربنا يخلف عليهم بالبركة آميـــــــــــــــــــــن.... و تاني جايينكم راجعين بالدرب القبيل جاي شاق الدوكة و مارق فوق المكطاع....
    ود الأصيل/
    aabersabeel
    ++++(((())))++++[

    Omas:
    يا سلام أولاد الأصالة كووووتار ياخ شديد.
    +++++((((()))))+++++
    ود الأصيل/aabersabeel
    حبوبة عجوز عندنها مثل في الحتة دي عجيب و معبر جدن . و لو أن به روح أنانية لا تخلو من طرافة ، بتقول:" الجنيات أهل الحارة إن شاء الله عاد يحضرو بلاي ، ما يحضرو عشاي". قالت: عشان عرضانين، لاكين جنهم سفسفة.
    +++((()))+++
    الناس ظروف:
    السرد ممتع وشيق .وهذةعاداتنا فى جزيرةالخير رغم ضيق ذات اليد.وجزيت خيرا.
    +++((()))+++
    متعكم الله بطيب الخصال. ديل أهلي ( الغبش أبان مسوحن موية) في جزبرة بين بحربن. و حبوبتي مسمياها:" بقرة بين تورين ، أكان جاعو الاتنين بتحلب تعشيهم . لاكين أكان هي جاعت، علا ترقد بايتة القوا"!!
    ود الأصيل
    / aabersabeel

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-07-2016 الساعة 08:32 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  4.  
  5. #78
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [

    ]مسلسل " خميرة سودنة"
    (ديـــل أهـــلــــي
    )





    أ
    شكر أخوتي المرحبين
    كما لم أشكر أحداً من قبل.
    فقط كان يكفينا منكم أن يضع أحدكم أيقونة
    دون تعليق..لا أن نترفع مباشرة إلى" قلم متميز"
    في نظركم .فصار لزاماً علي أن أدين بالفضل لأهله جميعاً
    دونما فرز.؛كونكم تطوقونني بكلفة باهظة دونها العرق كي يرتقي
    الجميع بجهد جهيد إلى مصاف الأدباء وقممهم السمهرية العالية.ثم كيف
    لأحدنا أن أستطيع ، و فيكم جهابزة القرطاس والقلم؟و أما الآن فدعوني أطرح
    عليكمفكرة و حلماً ظل يراودني منذ أمد؛ خاصة و أن الفرصة تواتيني الآن لتحقيقه؛
    بأن نكتب بأسهاب عن" خمائر السودنة".. نود أن نرسم "كروكية" بانورامية شفيفة
    وصادقة لهذا البلد الخرافي العريق، ممثلة في ناسه و أرضه و نيله و غاباته
    و صحاريه ووديانه و وهاده و فلواته ، وسحناته بل و كل ما يتفرد به
    من مزاياً خالصة تصنع منه وحدة في تنوع و تضعه بارتياح
    كشامة بين الأمم :والآن فلنبدأً من هنا
    علي سبيل التجربة وجس ا لنبض
    :_
    قلبي على جناي، و قلب جناي على حجر[]
    []لعل ما دفعني لكتابة سطوري هذه هو شعور غريب بتلذذ المعاناة.
    فهي أحلى بعد تجاوزها. و سر النجاح والأبداع في نظري أنه يقتات دوماً ع
    لى فتات موائد الألم. يقول تشارس ديكن:" أنا أبدع طالما أنني أظل أعاني".
    فالكاتب و المبدع عموماً بمثابة أرشيف لذاكرة ما يدور بخواطر أهله و ناسه ، كونه مرآة
    ساذجة و و كاميرا نزيهة تلقط ما حولها لتصوغ منه أمثلة مدهشة وتبدع تفانين رائعة. و الشاعر
    قيثارة عصره و لسان حال زمانه الذي لا مجال لإفلاته منه و إن حاول الفكاك من قيوده التي كلما
    ضاقت به ذرعاً استحكمت حلقاتها و لم تفرج، و إن تمرد على كثير من تفاصيل أوضاعه، و جند
    نفسه لمعترك صون الفضيلة و نبذ ثقافة النفور و الكراهية و سعى جهده لتأسيس وعي
    مسكون بقضايا قومه، ملتزم بها. فليس المبدع مؤرخاً و إن كان موثقاً جيداً، يعيش يومه
    و يشرئب لما تحبل به ثنايا غده.. و هو يدون لنا شهادة شاهد عصر رأى بأم إنسان
    عين زمانه ، و قلب يكاد ينخلع ألف مرة قبل أن يرتمي على مخازي عري كل
    ستر رآه يهتك، أو ظلمات كل ظلم رآه يقع، أو أثبابات كل حق سمعه
    يستلب. و للكلمة مفتاح تحظى به على خارطة الإصلاح في
    كل أمة و النضال لنصرة كل شعب يريد البقاء.

    شخصياً، في كنانة أسهمي صنوف من درامات معاناة خاصة،
    ممتدة و محببة. إذ إنني جئت إلى الدنيا و ما رأيت نعيما قط.
    ترعرعت حينا من الدهر في حضن أمي تلك التي أودعتني أمانة
    لهذا العالم و رحلت.. ثم انتقلت إلى أحضان جدتين كانتا تتنازعان
    رعايتي. أذكر تلك التي ظفرت بضمي و تعاهدتني على إقبال ثم
    جئت لافتقدها بعدحين كي أرد غيضاً من فيض جميلها
    فوجدتها تنوي على إدبار، و هي تلملم ب
    قايا حطام عمرها و توشك أن ترحل .

    #كانت تعد لنا الطعام و تضعه راضية مرضية بين أيدينا أنا و أخواني ،
    ثم تجلس بجوارنا القرفصاء لتراقب عن كثب ، مراقبة لصيقة و قسمات وشها
    الشاحب البريء توحي بأنها (بايتة القوى). و إذا شح الطعام أو تناقص الإدام
    حتى نطلب المزيد، لا تلبث تمهلنا لنصيح بها(تعالي ملحيها و زيديها ، وخلينا
    مش نخرا و نجيها)؛ تى تأتينا بما نريد في حينه، حتى لو من مافي.
    قم إذا فرغنا تماماً إذا بها تدنو {لتحسن القدح مع مرماس الحلة}.

    # كنت أصغرهم سناً و بي حماقة. عاملة لي حساب و مسمياني/
    (الجنا أب وشاً محومر). فكانت حتى لو نال منها الغضب و طفح بها الكيل
    و صفعتني مثلاً (أو قشطتني بسير المفحضة), سرعان ما تسترجع
    جاهشة معاي بالبكاء و تأكل أصابعها من الندامة فتصنع لي شراباً
    من الليمون تغرق فيه لة من السكر. وهي قاطعة على
    نفسها عهداً ألا يجد الحزن سبيلاً
    إلى قلوب هؤلاء اليتامى من ثغرتها.

    # فلامن خلاس كبرنا و مرقنا نطلب العلم
    و نكوس دروب الشغل كان قد برد عنفوانها و تقدم
    بها السن؛ فزاد تعلقها بنا و بي شخصياً بالذات لدرجة
    خرافية مخيفة.فكنت إذا حضرت من سفر قاصد و هتف صبية
    الفريق باسم من حضر، تهرع تلك الجدة ا سمنة العمياء من دارها
    تسابق الريح إلى المحطة لتعانقني و تمطرني بوابل هستيري من
    المطقي بالاحتضان، و هي تصحبني من هناك و هي تتلمس
    علامات دربها بعكازة، يقودها قلب الوالد و تسير بنور
    البصيرة عوضاً عن بصرها الذي فقد. .

    #كم كنت أتعجب من شأن حبوبتي لما سافرت البندر .
    و ذات مرة جبت لبها معاي هدية صابونة معطرة ( أم ريحة).
    فلم تستخدمها قط؛ تشمها بس بس زي البتتبرك و تلمها
    و تقول: إني لأجد فيها ريح ولدي فلان.
    #ياخي دي لدرجة مرة مشتري لي شبشب
    بلون شاذ، زي (عنابي) من أكشاك جيهة الأوقاف
    دي في مدني و بعدين يوم جيت مسافر، غيرت ملصتو
    خليتو مجدوع في سدر البيت فقامت ست الحبايب شالتو
    نفضتو زيين ولمعتو طيب مليح و لمتو ليك عارف وين! أصلكم
    ما ح تصدقوا لو قلت ليكم بعد رجوعي من السفر لقيتو
    مختوت في بطن السحارة.

    # و كانت ثالثة الأثافي، يوم أبرمت عقدي مهاجراً للاغتراب
    في بلاد الله الواسعة حيث أعيش طافشاً من مسقط رأسي
    و مراتع الصبا ، هائماً على وجهي و خائفاً من ظلي .

    ،$و بينما أنا منهمكا بومذاك،ً في تخليص إجراءات الرحيل،
    حمل إلي فاسق نبأ تلك الشجرة التي ماتت واقفة. حينها قطعت
    كل شيء على عجل فسافرت إلى قريتها النائية في أقاصي البطاح لتلقي
    واجب العزاء.هناك لقيت الكل يرصدونني بخائة أعينهم و ما تخفي صدورهم كان أعظم:
    ليخمنوا ماذا أنا فاعل بفجيعتي في صاحبة الأيادي البيضاء التي منحتنا كل شيئ ؛ و لما
    جئنا نرد و لو غيضاً من فيض جمائلها علينا، كانت قد ولت الأدبار في صمت؛ و ودعت صخب
    عالمنا بهدوء. رأيت الفضولي من أولئك يلحظ في أم عيني و كأنهم يستدرون عطف دموعي.
    و اكن هبهات ؛ كانت خيبتي بجلاجل: إذ خذلتني عيناي.. فجمدتا و لم تجودا بشيء .
    و لو بقطرة دمع فقط لذر رماد العيون ؛ رغم محاولات الاعتصار اليائسة. لكنني بدون
    شك كنت أبكي من دواخلي بحرقة شديدة و غصة يحبسها في حلقي
    هول الفجيعة، كنوبة عطاس يكبتها شحيح في يوق للتوابل ،
    يعاني من ضيق ذات الشرايين. و كدت أتمزق حزناً
    و سمعت أحدهم يهمس بجواري قائلاً:
    " يا أخي من مات فقد روحو".

    #ثم مضيت عائداً ادراجي إلى طاحونة المشاغل،
    لتلفني من جديد بسيرها الحلزوني.. فلما أوشكت على ختم
    تأشيرتي و شددت رحلي مغادراً. هنالك فقط، جاءتني العبرة في غير
    وقتها و لا محلها؛ فجلست على أية حال على حافة رصيف بميناء السفر،
    و أنا أنحب نحيباً مراً و أزرف دمعاً دامياً سخينا{ وحملت زوحي في فؤاد نازف
    كان نثفه مشلولا }. هناك ، جلس معي صديق قديم حميم (له مأساة مشابهة
    حيث فقد أسرتة مبكراً في حادث حريق) يودعني و يبكي معي مواسياً. ثم رفعت
    رأسي فإذا جمهرة فراجة من الناس الغلابة ممن كانوا يغبطونني على فرصتي
    النادرة للسفر و هم يلتفون من حولي، يضربون أكفاً بـأكف و البعض
    يتساءل بين حاسد و بغران:" أهي دموع الفرح هذه التي
    تنهمر من مقلتيه ! أم هي دموع التماسيح؟"!

    .بوركتم والود عامر بيننا.
    ★*******************★
    ود الأصيل
    / aabersabee
    l

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 10-08-2016 الساعة 11:02 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  6.  
  7. #79
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية سمل الحلفاوى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    الدولة
    اصلا حلفاوى وساكن بحرى كافورى
    المشاركات
    1,010

    من الاريشف

    قلت بالأمس إننا منذ فجر الاستقلال قد جبلنا على إصدار القرارات ثم إصدار قرارات بإلغائها. وهكذا «دواليبك» كما قال أحدهم. قبل سنوات لو تذكرون ــ صدر قرار بالسماح للبنات بالعمل كعاملات في محطات الخدمة يقمن بتعبئة سيارات المواطنين بالبنزين والجازولين.. ولكن سرعان ما صدر قرار بإلغاء ذلك القرار وأن تعود كل بنت لبيتها عزيزة مكرمة.
    رجعت إلى منزلي وكان شاغلي أن أنفذ ذلك القرار طالما أنه يحفظ للمرأة عزتها وكرامتها. وقلت لزوجتي:
    طبعاً إنتي سمعتي أو قريتي القرار بأنو النسوان ما يشتغلوا في محطات الخدمة ولا الكفتريات ولا الفنادق ولازم نحنا نطبق القرار دا.
    فأجابت وهي تبدي شيئاً من عدم الفهم:
    ما فاهمة إنت عايز تقول شنو؟
    عايز أقول إنو من اليوم دا ما عايزك تشتغلي في محطة خدمة ولازم نرفدك منها ...
    وغير مصدقة أجابت والدهشة تغطي وجهها:
    وأنا دخلي بالحكاية دي شنو؟ أنا قاعدة أشتغل في محطة خدمة؟
    أجبت وأنا أحاول أن أشرح لها:
    هو مش في قرار صدر بالمعنى دا؟
    أيوا.
    ومش لازم يتنفذ؟
    أيوا
    وطيب
    وتصيح:
    وطيب شنو؟ إنت يا راجل داير تجنني؟
    وأرد أنا بهدوء تام ودون انفعال:
    شوفي....القرار صدر ولازم يتنفذ.. وإنتي ليه ما عايزة تطيعي الله والرسول وأولي الأمر منا؟
    وتصل زوجتي إلى قناعة:
    أنا غايتو ما عارفة... لكين إنت لازم تكون جنيت ولا اتخبلت.. بقيت تقول كلام ما مفهوم.. هسع الجاب طاعة الله والرسول وأولي الأمر منا دي شنو؟
    ما لأنو شايفك الحكاية ما واقعة ليكي. أيوا ما واقعة لي.. طيب تقدر توقعا لي؟
    وأجيب أنا وقد تهيأت لتوقيع تلك المسألة عليها برداً وسلاماً.
    أنا عارف طبعاً إنتي ما شغالة في محطة خدمة لكين عشان ننفذ القرار دا لازم نشغلك في محطة خدمة وبعدين نرفدك منها وكدا بنكون نفذنا القرار...
    يعني إنت عايز دلوقت تشغلني في محطة خدمة وبعدين تكلم صاحب الطلمبة يرفدني.. مش كدا؟
    الله يبارك فيك.. أهو كدا إنتي عرفتي الموضوع لأنو ما ممكن نرفدك إذا كنت ما شغالة.
    وعايز تشغلني شنو في محطة الخدمة؟
    عاملة مسدس طبعاً تكبي البنزين للعربيات..
    وتجادل قائلة:
    لا أنا كدا ما بنفع معاي.. أنا ممكن أشتغل مديرة المحطة .. معليش لأني خريجة إدارة أعمال...
    وأصيح موضحاً ومستنكراً:
    لكين مديرة المحطة ما برفدوها... وإنتي لازم تشتغلي في وظيفة تترفدي منها. يعني مثلاً في كفتريا..
    وتصر على موقفها:
    أنا غايتو غير مديرة ما بشتغل.
    ودا آخر كلام ليكي؟
    أيوا دا آخر كلام لي.
    وأشعر بغضب شديد فهذه أول مرة تعاندتي فيها زوجتي وفي أمر قومي أشار به القرار.. وأحاول تهديدها:
    أسمعي أنا حأمشي من دربي دا أعرس لي واحدة أشغلها في محطة خدمة أو كفتريا وأرفدها. لأني ما بقدر أخالف القرار وما ممكن أخليه يقع واطة.
    تمشي تعرس ولا ما تعرس على كيفك.. غايتو أنا بشهاداتي دي ما مستعدة أشتغل أقل من مديرة.
    وأبدأ فاصلاً جديداً من الجدل:
    وإنتي بفرق معاكي شنو؟ ما أصلك حتشتغلي وحتترفدي؟
    فتجيب:
    حتفرق معاي.. لأنو في السيرة الذاتية بتاعتي حيتكتب إني كنت شغالة ورفدوني ولما يعرفوا رفدوني ليه تفتكر تاني في أي جهة حتشغلني؟
    هذه المرأة العنيدة.. لا ينفع معها منطق ولا توسل ولا رجاء ولهذا رأيت أن أدخل والدتها في الموضوع وقد كانت تصغي لهذه المحاورة باهتمام دون أن تتدخل وقد أقلقها أن تسمع حكاية الزواج مرة تانية لأنها لا تفهم أن يكون مثل هذا الكلام المقصود به التهويش فالمرحوم زوجها دون أي تهويش تزوج عليها. ولذلك عندما قلت لها:
    تفتكري ياحاجة كلام بتك دا معقول؟
    لا لا يا ولدي ما معقول .. المرة لازم تعمل زي ما راجلها بقول ليها. وإنتي يا بتي أرضي بالوظيفة دي لحدي ما ربنا يفتحها عليكي ويرقوكي. يعلم الله الحاج أبوكي كان بشتغل محولجي في السكة حديد وصبر كدي لحدي ما لحق ناظر محطة. دحين إنتي طوالي دايرة تبقي مديرة محطة؟
    وأصيح مؤمناً على كلام نسيبتي:
    أيوا يا حاجة دا الكلام... الله يفتح عليك.
    إننا نحن معشر أبناء هذا الجيل.. تزوجنا على غير طريقة آبائنا والذين كانت لهم سلطة مطلقة في البيت. وهم قد حسموا عملية تعدد الزوجات دون أن تحتج نساؤهم وعلى زمانهم لم تكن هناك زيجات تعقد في السر فكله في العلن. ويا ريتنا لم نتزوج هؤلاء النسوة بل تزوجنا أمهاتهن فهن أقل نقة وأقل معارضة.
    وترد زوجتي وقد أخذت تتضايق:
    يا يمة عليكي الله أسكتي ... إنتي ما عارفة الأمبليكيشن بتاع الحكاية دي شنو؟ دا راجل مخرف ساكت.
    فترد أمها بقوة:
    يبرى من الخرف. هو بتين كمان بقى للخرف؟
    يبدو أن المناقشة مع زوجتي لن تجدي ولذلك أضمرت في نفسي شيئاً سأنفذه حتى أضع قرار كبيرنا موضع التنفيذ.
    ذهبت للسيد كرم الله صاحب محطة خدمة تربطني به علاقة صداقة منذ أيام الدراسة كما أنه كان سندي أيام المبيت في محطات الخدمة في السبعينيات إبان أزمة الوقود التي كانت مستفحلة لسنوات.. وبعد السلام والترحاب والماء والشاي بالسكر الخفيف حيث انتقل أبناء جيلي من منطقة السكر الثقيل الى منطقة السكر الخفيف إذ أن جميع الماكينات قد خفت، قلت موضحاً غرضي:
    شوف يا أخ كرم الله.. أنا جيتك في موضوع وما أظنك حتكسفني
    إن شا الله خير..
    خير.... بس عايزك تشغل لي مرتي عندكم هنا في محطة الخدمة بتاعتكم..
    ولم يصدق كرم الله أذنيه... فقال متسائلاً:
    يا خوي انت كنت برة البلد؟
    لا..
    طيب ما سمعت بالدنيا مقلوبة ... مش طلع قرار بمنع النسوان ما يشتغلن هنا؟
    قلت: عارف .. وقريتو.. وسمعتو.. لكين أنا عايزك تعيِّن مرتي وبعدين ترفدها.
    وتبدو الحيرة على كرم الله:
    والله دا أغرب كلام.. نعيينها وبعدين نرفدها؟ دا كلام شنو دا؟
    لأنو إذا ما كانت معينة.. ما ممكن ترفدها ولذلك لا بد تعيِّنها بعدين ترفدها.
    طيب.. والحكاية دي كلها مقصود بيها شنو؟ نعيِّنها .. بعدين نرفدها؟.
    عشان نطبق القرار.. ودا بستلزم إنه تتعيّن فى حتة وبعدين تترفد منها.. وهسع أنا جيتك تعمل لي الخدمة دي.
    ويوافق السيد كرم الله على مضض:
    غايتو دي حكاية أول مرة أسمع بيها.. الزول نعيِّنوا عشان نرفدو!!
    أجبت:
    إنت أصلو حتسمع بحاجات كتيرة بس قول يا لطيف والأمل ضعيف.
    وأخرج السيد كرم الله ورقة مروسة وقال طيب نكتب إنها اتعينت بتين؟
    يعني قول اتعينت الليلة
    الليلة كيف؟ الليلة ما في تعيين.. لو عيناها الليلة حيعملوا معانا غاغا.. هو القرار صدر متين؟ قول عيناها قبل صدور القرار بيوم ونرفدها بعد صدور القرار.
    أهو كدا إنت عرفت الحكاية وعملت الواجب.
    وأخذت أوراقي التي تفيد بأن زوجتي قد تعيّنت عاملة مسدس بمحطة خدمة السيد كرم الله وإنها قد فصلت بعد صدور القرار. وهذا يعني أننا قد نفذنا القرار بحذافيره.
    حتى كان ذات يوم عندما كانت زوجتي تجمع الملابس للغسيل عندما عثرت على تلك الأوراق فصاحت غير مصدقة:
    دا شنو دا؟ أنا عايزة تفسير للحكاية دي ؟
    وتقرأ من الورقة : إنه في يوم كذا قد تم تعيين السيدة فلانة عاملة مسدس ...
    والله عال .. ودي شنو دي كمان؟
    وتقرأ من الورقة الثانية: إنه في يوم كذا تم فصل العاملة فلانة...
    يعني تعيِّنوا على كيفكم وتفصلوا على كيفكم..
    ولا أخفي عليكم أنني كنت في حالة يرثى لها ولكني لم أعدم تبريراً إذ أنني قلت:
    وإنتي زعلانة ليه.. ما هو الحكاية دي كلها اتعملت عشان تعيبصون كرامتك
    فصاحت: تصون كرامتي أنا؟.. يا سلام عيك ومنو القال ليك أنا كرامتي عايزة صيانة؟ تعيِّنوا الزول بدون علمو وترفدوه بدون علمو وتجي تقول لي صيانة؟ وطيب لو عايزين تمرمطوا الزول تعملوا ليهو شنو؟
    في الحالة دي نعيِّن الزول وما نصرف ليهو مرتبو
    وسكتت برهة وهي تسترد أنفاسها ثم قالت:
    على أي حال .. أنا تاني في البيت دا ما حأقعد...
    وأدخلت عدداً من الأجاويد والذين كانوا يبحثون عن كلمات يهدئون بها ثائرة زوجتي وإعادة المياه الى مجاريها مع تعهد مني بألا أفعل مثلها مستقبلاً .. وتم إطفاء الحريق إلا أنني في هذا اليوم الأغر الذي زرت فيه صديقي كرم الله بادرني بالسؤال قائلاً:
    إنت وين يا أخينا تلفونك ما بيرد وما عارفين نلم فيك..
    قلت:
    إن شا الله خير. في شنو؟
    قال:
    وين زوجتك ما جات تشتغل معانا؟ أهو شايف محلها فاضي.
    صحت:
    تشتغل كيف ما إنتو فصلتوها حسب القرار الجديد؟
    أجاب:
    إنت قاعد وين؟ دا كان زمان.. دلوقت القرار اتلغى ومن بكرة دي تجي تستلم شغلها.
    آخر الكلام الفي الهوا وما بجيب حاجة:
    لا توقفوا الركشات.. ولكن الزموا سائق كل ركشة أن يزيل ما ركبه على عادمها من مفرقعات صوتية. حاربوا التلوث الضوضائي فإنه ضار بالصحة ويسبب التوتر




    حكمة وقالها سمل ودالولياب
    لف في أي منتدى براحتك .. في غير منتدى ودمنى مش حتـــاخد راحتـك
    سمل ود جزيرة كولب ( وادى حلفا ولاباريس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid