[FONT=arial][SIZE=5]مآخذي على صديق قديم
[]مآخذي على صديق قديم//
{بعيداً عن السياسة و أبو أهلها}
يمكنني القول بصراحة , إنه لا حاجة للرجل الذي أنا بصدد الخوض في سيرته، بتعريف مني , و ليس في جعبتي ما يفي من الحديث بحقه, أنا أسميه صديقي تجاوزاً وعلى نحو غير دقيق تماماً لأننا من جيلين تقريباً.عرفته و أنا يادوب برلوم في سنة خامسة بجامعة الخرطوم بينما هو في سنته الكم وطاشر تقريباً بعدالتخرج، لكنه مكث بها و لم يبارحها آنذاك كونه لا يقوى (كما كان يقول) على فراق البركس. يعشقها و يدب في شعابها (كشحيح فقد في الشوك خاتمه) أو رالأحرى{ كبعير ضاع في الزحام خطامه}. و يموت في سطوح نادي الفلاسفة و أروقة النشاط الذي كان يشكل مع ناس دالي والقراي وحلمنتيش و مجانين الجامعة إحدى بلابل دوحها المغردة و قماريها النائحة .وكي لا يذهب ذهن الناس بعيداً ويفهم أنه كان عالة على الدولة أذكر بأننا عندما ننزل يومياً من داخلية كسلا قاصدين السفرة ال(Main) كان"صديقي"فقيد القلم ، الراحل/ محمد طه محمد أحمد يصادفنا في اتجاه معاكس من داخلية مروي قاصداً مطعم مستشفى العيون المجاور ليتغدى يومياً بصحن بلدي بي رشوشة من حلة قوز لحجم مصفاة الجيلي[] ، منفقاً عليها من حر ماله. هذا علماً بأن سفرة الجامعة الشهيرة كانت حينذاك ( تكرو مفتوحة) و قبلة أنظار حتى لأبناء السبيل و المشردين. كان يغدو إليها المعدمون خماصاً ويروحون منها بطاناً {حتى الطير يجيها جيعان تلقاه من طرف تقيها شبع}
سواقين التاكسي الواحد تلقاه يطرح نهاره كله و ساعة القيلولة يجي يبركن و يشيل صينيته و طوالي يروح راكب الصف يملاً يعبئ مما لذ له و طاب. والطريف مرة عمك السفرجي الحلفاوي سأل واحد تكاسي دائم التردد:[]ياهي أنت متين بتتهرج؟[]. داك عسيلاتي شفت و مدردح واقع من السما بسنونو رد: []و منو قالك ي عمك بتخرج أنايا دوبك برلوم!!
[]لن أبالغ بوضع أخينا محمد طه بمنزلة شهيد(]الوطن[]) مع ناس قرنق مثلاً، على سرر متقابلين، كي لا أضطر بعدها للرجوع في كلامي لأقول( راح فطبية) و ساء و بئس أولئل رفيقاً، و إن كنت أحسب طه - والله حسيبه - هلهلياً وفي أثوابه بطل هصور، أو أقول إن فيه مشروع شهيد جدير برفعه إلى مصاف السادة من شباب أهل الجنة.
# فهو كان طينة غريبة، كأنه صنيع ذاته و نسيج وحده .لا يقرب شجرة العميدة الناصرية/ عيشة حسن؛ []رغم أنه شبه ساكن مسجد عبيد ختم المفترى عليه بأنه (ملتقي أحبة للكيزان والكوزات)
آنذاك، كما وصمه أحد المنسلخين في غمرة المزايدات السياسية والتنافس على اتحاد الطلبة. بعد الغداء ينام محمد طه قريراً في المسجد و قد تأبط قصاصات من جريدته الحائطية (الوفاق) قبل النشر, ريثما يصلي العصر ثم ينهض و يهرع إلى نشاط المساء. و لولا ضرورة الترفق بمحاسن موتانا لادعيت بأني عرفته واحداً من سواد الناس.. أغبر أشعث (كأهل الكهف ..نعال شدة زنوبة, الشق في قدميه جحر ضب ، و النظارة قعر كباية، و لبسته الأنيقة بعض الشيء بلون رمادي باهت، لم يفارقها حتى /افترقنا قبل أن يفارق الدنيا[/I أضف كذلك أنه كان محاطاً بجمهرة من الأعداء.. وحتى إن صادق بعضهم فلا تجده يظفر منهم بسوى الألداء. كان ذا ذهن حاد وعلم واسع و قلم جاد. مشاكس يقول تلك الكلمة الغالية القاسية القاتلة
[]و يا ما كم نصحوه بأن يبترها فيقول نصفها ويدع النصف الآخر لغيره.. لكنها استعصمت هي وأبت إلا أن تقال بحذافيرها كاملة و إلا // ف" لا" وألف "لا"//
ذلك لكونها من حرفين ولا تتحمل البتر ولا تقبل التجزئة أو القسمة على اثنتين. فحسبها صاحبنا لجة، ثم خاض فيها ونطق بها ملء شدقيه و لم يخش فيها لومة لائم؛ لاعتقاد منه وإصرار عجيب بأنها غير مقطوعة و لاممنوعة، فمشى ورائها ليدخل بها زنقات ضيقة وعويصة جداً حتى أردته قتيلاً. قيل لي أنه تشيع لاحقاً و لعلله نبأ فاسق لم تثبت عند حتى حينه لذا فلن أتعامل معها كرجم بالغيب.
[] لذا فهو بريئ عندي حتى تثبت إدانته.غسل محمد طه يديه من هذه الفانية و بان بها بينونة كبرى. و على علمي لو أنه كان يبغي ركوب صهوات المال والإعلام لفعل ذلك وأجاد فيه و حذق و بز كثيرين غيره من الأشباه، و لولج نعيم النجومية من أبوابه الثمانية الخلفية لكنه كان فقط أصلب عوداً و أصعب مراساً وأنضف يداً وأثقل ظلاً على كاهل المتنفذين ، ممن كانوا أضيق به ذرعاً. فقط كان لايهتم بروحه الزاهقة المحمولة على كفيه و لا جتته النحيلة المصلوبة على نعش ما بين ضفتي نهر؛ و لا بكفنه المصرور بين أبطيه ..وكأني به قد رأى في منامه أنه لا حاجة لكفن من أساسه.. فهو سوف يقطع إرباً و يحمل إلى أهله أشلاء!!
[]كان شأنه في هذا شأن ذاك المزين .. مزين الملك , ذاك التعيس الذي اكتشف بحكم حرفته أن لسيده أذني حمار، يخفيهما تحت تاجه العظيم؛ فقطع هذا الأخير للمزين لسانه . لئلا يدعه يتفوه أو ينبس ببنت شفة مما رأت أم عينه.. فجعل الرجل يصارع الحقيقة كغصة مزمنة؛ حتى إذا بلغت منه الحلقوم في ذات يوم ,خرج إلى العراء وهناك حفر حفرة غائرة و جعل يصرخ بداخلها ليفرغ في باطنها سره كاملاً بأن أذني الملك حمار ؛ تم مات الرجل و استراح بعد أن وضع فيها بذرة ودفنها ,عساها تنبت ذات يوم . و بالفعل بزغت برعماً ونمت منها فسيلة ثم تفرعت و صارت شجيرة . ثم و بعد حين حضر إلى المكان راعي أغنام يسوق قطيعه، فوجد قصبة ملقاة, أخذها وصنع منها ناياً زمبارة
[]ثم جعل ينفخ فيها فإذا بالناي يصدر ذات اللحن الجنائزي الحزين؛ إنو" الملك إضنبنو حماووووور" يصدح و يسري في الآفاق لينفضح الأمر ويعرف الناس, كل الناس. أن من يتولى أمرهم
لم يكن سوى واحداً من حمر أهلية مستنفرة، فرت من قسورة.
+++(((كسرة)))+++
{الحتة الأخرانية دي ما حقتي}
فيا أخوان ما الذي دهاكم .. وماذا يجريلبلدنا كنتم خير أمة أخرجت للناس؛ رمزاً للتسامح و طيب الشمائل.حسدكم المتربصونووجدوا بصفوفكم ثغرةفشغلوها. فلنعترف أننا بتنا بحاجة ماسة وعاجلة لتصفية نفوسنالا حساباتنا و لا اجسادنا.ملعون أبو السياسة ، بل ملعون أبو أهل الدنيا بأسرها وملعونة دنانيرها و معادنها إن لم نجتمع فيها على قلب رجل واحد وكلمة سوااء. لم لا و نحن شعب متدين و متعلم ومتنوع و متمرس علىالحياة. فمن أعز منا ومن هوالأعرق منا. إن الناس قد جمعت لنا فلننتبه. فيا للمفارقة, من هنا قيل أننا صرنا خطراً على الأمن والسلم الدوليين ومن هناك فتحوا أبوابهم لأبنائنا مشرعة ولقيهم العدو على أعتاب حدوده بكؤوس الوهم مترعة. فرد له بعضنا صاع الجميل صاعين وقالوا له:بعد أن نحقق النصر ونرسي دعائم {العدل و المساواة} سوف نفتح لكم في كل ولاية قنصلية؟ ما هكذا تورد الأبل يا أبناء دينار ولا هكذا تدق الطبول يا بنات مهيرة بت عبود! والحمد لله وكفى.
و دمتم.. دمتم .. دمتم.. سالمين
indigo].[/COLOR]
المفضلات