صفحة 5 من 6 الأولىالأولى ... 3456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 101 إلى 125 من 127

الموضوع: هوامش أمنية (مسلسل تثقيف أمني)!!

     
  1. #101
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    جرائم المعلمواتية
    (المنظور النفسي والاجتماعي
    . و طرق المكافحة):-

    تعني خصوصية المعلومات حق الفرد والجمهور في تحديدسمة, كيفية ومدى التواصل معالآخرين.تمثل الشبكة العنكبويتة قوة خارقة للمسافت, الحدود. فهي بيئة مملوكة لكل من هب و دب.و دورها خطير في تشكيل و بناءالعلاقاتالإنسانية. تصنف جرائمالمعلوماتية بأنها ماسة بقيمة معطيات الحاسوب و بالمعطيات الشخصية. من أنشط حقولها البريد الالكتروني، بنوك المعلومات، والمصنفات الرقمية كالبرمجيات وقواعد بيانات الخدمات المصرفية الالكترونية والحكومةالالكترونية. يدخلالنت الآن كذراع نشط للجريمةالمنظمة من أعمال نصب و قرصنة في حقول التجارة الرقميةو وسائل الملكية الفكرية. أضف إلى ذلك مخاطر إدمان الألعابالالكترونية المحفزة علىالانحراف وغسل الأدمغة و الإرهابو جرائم مستحدثة تتعلق بالجوال وكاميراالفيديو.هنالك,إذاً, حاجة ماسة لسن قوانين و تشريعات خاصة مع إنشاءأجهزة أمنوادعاء عام و قضاء متخصصة لذاتالهدف, و مزودة بكوادر ماهرة و مدربة الكترونياً ومواكبة لما يستجد في أوساط مراتدي مقاهي النت من مراهقين و مراهقات،ممن يشكلون الفئة الأكثرعرضة لأفكار منحرفة،و أنماط من المواد الإباحية تنافي الدين والمروءةالآدمية. كما يعول كثيراً أيضاً على الجهد الشعبي ممثلاً في دورالأسرة و منظمات المجتمع المدني و جمهور العامة؛وذلك عبر زيادة الوعي, مواكبة التقنية المعلوماتية و تسخيرها ضد تحديات العولمة. علماً بأنه من شبه المستحيل وضع تشريعاتقاطعة لحماية المعلومات أثناء إبحارها عبرالأثير؛ و لكن جهد المقل خير من عدمه و القحة و لا صمةالخشم.

  2.  
  3. #102
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    جريمة الموسم (عابرة للحدود)
    يعد مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قبل سنوات يمكن القول بأننا صرنا بصدد نُقلة نوعية نحو أنماط من الجريمة تعد أنموذجيبة بكل المعايير، فهي جريمة ترف (بلا هدف) و معقدة الفصول؛ وهي دولية بامتياز,عبرت عناصرهالبنان مسقط رأس المجني عليها،ومصر مسقط رأس المتهمين، ودبي مسرح الجريمة، فضلاً عنبريطانيا التي شهدت محاولات لارتكابها. كما أن دوافع ارتكابها غاية فيالغرابة،فالمتهم الأول لا صلة له بالمجني عليها، سوى صور لها زوده بها الشريك للتعرف فقط! ومع ذلك نحرها نحراً بدم بارد وكأنه يكن لها حقد السنين، ولكن ليس لشيءسوى ليحصل منالمحرض على مليوني دولار كانأغراه بتسلمها نقداً و عداً عقب التنفيذ فوراً. إذأً,هو قاتل مأجور، لكن ليس نمطياً كالقاتل بدوافع التكسب. وفوق هذا كانالقاتل الأجيرينتمي غلى الطبقة فوق الوسطىوأقرب للنقنقة منه إلى العوز ، حيث إنه ضابط في مباحثأمن الدولة و ناهيك عن كونه منوط به صون أمن مواطنيه ووطنه؛ وهو أيضاًميسور وقدعمل في عدة دول جمع منها ثروة لابأس بها، لذا بدا إقدامه أمراً شاذاً، و لكنه مفهوم. أما المتهم الثاني (المحرض) فهو شخصية مهيبة حباه الله بنعمكثيرة وأغناه منثروة وبنين وشهرة، فهو ملياردير،عضو في مجلس الشورى ومتنفذ في لجنة السياسات بالحزب الوطني إبان حكم الرئيس المصري المخلوع. لكن مرافعة النيابة العامة كشفت أنه شغف بحب تلك المرأة و التي قيل إنها لم تشغف به و لم تحبه. وهكذا تبين أنه لا القاتل كان معوزاً ؛ ولا المحرض(المقتول له) كان بحاجة امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها، فكلا الفاعلين لم ينالا خيراً مما اكتسبا. ولو لا التواطؤ مع تدخل التشفاعت من جهات عليا،لكان جزاءهما من جنس العمل أي الإعدام شنقاً بالمقصلة ولكن ما ظنكم بقوم كان إذا أجرم فيهم الشريف عفوه و إذا جنح فهيم الفقير مجرد جنحة ٍ أقاموا عليه الحد؟؟؟

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-07-2013 الساعة 11:48 PM
  4.  
  5. #103
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    الإرهــــــاب (أم كبائرالآفات الأمنية)مفهوم الإرهاب (مدخل وتعريف):-

    في العقدين الأخيرين قفزت إلى الواجهة مجدداً مصطلحات من موروث الأمس و بلباس عصري،
    كنتيجة حتمية لتبدل توازن
    القوى في الساحة الدولية،, أبرزها مفهوم الإرهاب الذي شكل ظاهرة استثنائية،
    تختزل كل
    فعل لا ينسجم مع توجه الآخر، فيعمل على إقصائه. مما جعله أناءً مفتوحاً ومؤشراً ينحى باتجاهات متعددة يصعب حصرها,
    ناهيك عن ضرورة التصدى لها في إطارالمعالجة
    القانونية والأمنية كحالة حياتية ماثلة. في ظل غياب الاتفاق على مفهوم ثابت له .
    عرف الإرهاب بأنه (كل نشاط إجرامي لفرد أو جماعة منظمة استهدف شخصيةًأصليةً أومعنويةً (اعتباريةً)،
    أومجموعةً أو كياناً رسمي أو غير رسمي و أوقع أضراراً
    بالأنفس أوالممتلكات العامة و الخاصة تحقيقاً لغاية إرهابية,
    كنشرالرعب و إثارة
    الفوضى العامة وزعزعة أمن واستقرار الوطن ووحدته) إذاً, نحن بصدد ثلاثة محاور تتمثل في:-
    1) فعل إجرامي؛
    2), قد يحدث نتيجة جرمية ؛
    3) بدوافع معينة لتحقيق غايات لا إنسانية
    وراءها من يكون وراءها.
    الضابط الأقوى لخصوصية الجريمة الإرهابية في كونها لاتنهض كجريمة بحد ذاتها،
    و إنما تقترن وجودا وانتفاءً بأهداف وغايات (سياسية
    - اجتماعياً – أيديولوجية, إلخ)
    هي غير الأهداف المتعارفة للجرائم النمطية؛ ناهيك عن
    كون الجرم ذاته معقد ومركب من سلسلة نشاطات متشابكة, متقاطعة ومتلاحقة.
    تكمن خطورة
    الظاهرة في أن ما تثيره من ذعر و فوضى خلاقة وغير خلاقة ليست سوى حلقه في فلاة شاسعة من عمل عدواني منظم ،
    و هو ذو طبيعة متذبذبة وله مرام بعيدة ونطاقات غير محدودة؛
    ولمنفذيه ومن يقف خلفهم ارتباطات غامضة ولهم منهجية ،
    و له فقهاء عقلاني يبررلهم كل ما يجري
    بمخالفة كل النظم و الأعراف الإنسانية المحلية والدولية.

  6.  
  7. #104
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    أنواع الإرهـــــــــاب:
    -
    يمكن تقسيم الإرهاب إلىأصناف وأنماط عدة، فمن ناحيةالتوقيت يمكن الحديث عن إرهاب يقع زمن السلم، وآخريصاحب النزاعات المسلحة.
    بالمعيار الجغرافي يمكن تصنيفه إلى إرهابداخلي و آخر
    دولي. أما من حيث الجهة الراعيةوالتمويل فإلى إرهاب سلطوي وغير سلطوي:-
    - إرهاب زمن السلم : مؤشر على أن الوضع الأمني في المجتمع الذي يعاني منهيمر بفترةهشاشة قد تزول أو تستفحل بحسبظرفية التعامل معها.
    - ‌إرهاب زمن النزاعاتالمسلحة: خرق للمواثيق الدوليةالتي تنص على حماية المنشآتوالبنىالمدنية و مراكز الطاقة.
    - إرهاب داخلي: قديمارس من قبل الدولة ضد مواطنيهاأو تمارسه جمهرة مواطني الدولة ضد النظام الشرعيالقائم.
    - إرهاب دولي: "كل نشاط إجراميموجه إلى دولة معينة مستهدفاً إنشاءحالة من الذعرالعام.
    - إرهاب سلطوي: عندما تقوم دولة ما بقمع معارضيها أو ضربدول أخرى بفرض الحصا و التجويعلأغراض سياسسة محددة؛
    أو تقوم برعايته عن طريق إيواء
    وتأليب عناصر إرهابية موالية ضد خصومها, كما تفعل دولة إسرائيل.
    - ‌إرهاب غيرسلطوي أو غير مؤسسي (إرهاب العاجزين) صادرعن موقف فردي أو جماهيري مناهض للسلطةالشرعية.

    إذاً, الإرهاب اخطبوط أعمى لا يرى إلا الدمار والتخريب والترويع،ولا يشم إلا رائحة الدماء ،
    و لايكاد يقف عند منهجية و لا و سيلة بعينها لينفذ بها
    عملياته.
    ومن بين وسائله على سبيل المثال:-
    الوسائل المادية (Bombing ) منأخطر وسائل الإرهاب نظراً لجسامة ما تحدثه من خسائر و إثارة للرأيالعام ،
    فتتحقق
    غاية الترويع والتأثير السلبي فيموقف السلطة السياسية.
    - اختطاف الطائرات واحتجاز الرهائن و الشخصيات (Kidnapping + high jacking ),
    كورقة ضغط لفك أسر عناصرمن الرفاق من السجون. (كما حدثلوزراء بترول الأوبك في فيينا القرن الماضي).
    - الابتزاز (Blackmail) ومصادرة الأموال كملاذ أخير وضرورة قصوى تستدعيها الحاجةلتمويل الإرهاب.
    - الاغتيالات السياسية لأهداف انتقامية ولتصفية الخصوم، مثلاغتيال السادات و بنظير بوتو.
    - ضرب البنى التحتية و المنشآت الاستراتيجيةوالحيوية و مراكز المعلومات والوثائق.
    - استخدام الأسلحة التقليدية و غيرالتقليدية. و العتاد الحربي بأنواعه, و إشعال الحرائق.

    الوسائل المعنوية:-
    * وسائل الاتصال الجماهيري والإعلام: لدوره االخطير في تشكيل العقليةوالنفسيةالبشرية,
    فوسائط الإعلام خاصةالمرئي منه و المقروء لها فعل السحر في نقل صووة
    الأحداث
    وعبر القطات الحية للهجمات و الوثائقيات والاعترافات المنتزعةمن الرهائن،
    والمقابلات المسجلة وبياناتالولاء من مرتكبي العنف، مما يعطي زخماً قوياً للجماعاتالإرهابية.
    و من أذرع الإرهاب الإعلامي أيضاً التهديد بمعلومات كاذبة بهدف
    إنهاك
    السلطة القائمة أو جس النبض لقياس الثغرات في المنظومة الأمنية.

    * الشبكةالدولية للمعلومات: يعد البريدالإلكتروني أسهل وآمن خدمة تواصل تقدمها شبكة الاتصالات الدولية (انترنت),
    حيث لا ترتبط الرسالة الإلكترونية بمكانمعين؛
    ويستخدم
    في تبادل المعلومات بين القائمينبالعمليات الإرهابية والمخططين لها.
    و الترويج لها
    بين المتعاطفين. هذا فضلاً عن التنصت لاختراق البريد الإلكترونيللآخرين.

  8.  
  9. #105
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    أنماط الجريمة الإرهابية وارتباطاتها:-
    نظراً لعدم وجود تعريف قطعي للإرهاب فإن آثاره الخطيرة أدتللخلط بينه وبين نشاطات أخرىعديدة و ذات علاقة:-
    *الإرهاب والعنف السياسي:-
    يختلف المفهومان في كون العمليات الإرهابية غالباً ما تهدف إلى شدالأنظار إلى قضيةما,
    أو التلويح بعصا الضغطلتركيع الخصوم, بينما يتسم العنف السياسي بنوع من
    البراغماتية (هدف مباشر).
    *الإرهاب والعدوان: -
    يختلفان في كون العدوان وسيلة من
    وسائل الإرهاب أو لا يكون, ثم إندوافع العدوان تكون محل استهجان من القاعدةالعريضة,
    بينما تكون دوافع الإرهاب مقبولة لدى بعض الأطراف المغرر بها
    .
    * الإرهاب والحرب: -
    الحرب صراع مسلح بين دولتين أو أكثر لفرض إرادة الطرفالمنتصر على
    المغلوب،
    أما الإرهاب فجماعةمنظمة تضرب في الزمان والمكان المختارين ولا تتوقع
    غالباً رداً مباشراً.
    *الإرهاب وحرب العصابات:-
    يلتبسان في كون كلاهما عنف منظم
    يحمل معه أهدافاً سياسية؛ لكنهمايختلفان من حيث مسرح العمليات (بين حضر و أحراش),
    وفي الهدف باعتبار سعي العصابات لاستنزاف العدو وتحرير الأرض عسكرياً,وكذا من حيث ،
    اعتماد رجال العصابات على سندوتمويل شعبي. بخلاف الإرهاب ذي التمويل المبشوهأحياناً.
    *الإرهاب والجريمة المنظمة:-
    يلتقيان في طبيعة تتسم بالعنف والتنظيم
    والقيادة مع سرعة ودقة الهجوم؛إنما يتميز الإرهابي بدوافعه،
    المتمثلة في قناعته
    بقضية مشروعة من وجهة نظره, بينما تقف وراء المجرم دوافع ذاتية ضيقة.
    *الإرهاب
    وحركات التحرر:-
    تقوم وسائلالأعلام الغربية بالتشويه وزرع اللبس المتعمد بين
    الإرهاب ونشاط حركات سياسية ثورية تحمل سلاحها علناً ،
    وتناضل لتحريرشعوبها و ونيل
    استقلال أوطانها (لنزع صبغةالشرعية من الأخيرة). و من بين أبرز مناضلي الحرية:
    تشي
    جيفارا من أمريكا اللاتينية و لومومبا من إلى جانب نيلسون مانديلا منأفريقيا.
    *الإرهاب والجريمة السياسية:-
    إن الجمع االأبرز بينهما هو عدم وجودتعريف قطعي
    لأيهما. و وجه الاختلاف هو أن الجريمة السياسية
    تستهدف النظام السياسي والحكومات و
    أما الإرهاب فلا يكاد ينجو منه أحد و لاشيء.

  10.  
  11. #106
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    سمات وعقلية الإرهابي

    - اتخاذ العنف أو التهديدكمنهجية عمل و كنتيجة وغايةب حد ذاته مع استهداف ضحايا غير مقصودين بالضرورة.
    - ‌انتقاء أماكن, ضحايا ومنشآتمقصودة بعناية فائقة، واختيار أكثرها أهمية لهزالرأيالعام وأشدها إحراجا للنظام القائم.
    - استخدام عنصر المباغتة ضد الأجراءات الأمنية و الوقائية المحكمةالتشديد حول الأهداف المروسة.
    - لا مبالاة بسقوط ضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء, بل قد يكون ذلك مقصودا بهدف هزالرأيالعاموإحراج السلطة السياسية
    و إظهارها بموقف العاجز عن تأمين الاستقرار لرعاياها و ترك
    آثار العمليات الإرهابية فيالأذهان لتظل ذكرى سوداء،
    وذات دلالات ومغاز للمنظومة
    الأمنية والرأي العامالعالمي (تفجيرات11 سبتمبر الشهيرة خير مثال).
    - ‌ولاءالإرهابيين المكلفين بتنفيذالجرائم الإرهابية للتنظيمات السياسية أو الطائفيةالمتطرفة .
    - ‌استخدام أحدث الأسلحة وأكثرها فتكا وتدميرا؛ وكذا وسائط الاتصالالجماهيري مع توظيف تكنولوجيا العصر في نشاطات التنظيم:
    كالأجهزة اللاسلكية
    المشفرة, أجهزة ملاحية لتحديد المواقع و الشبكة العنكبوتبة الدولية.
    - نزعة إلى تدويل الجرائم الإرهابية: تتعدى حفنة المنفذين القلائل إلى الأحزاب الداعمةوالدول الراعية.
    -حرص على إعلان مبادئ التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابيةعلى الملأ, كمسوغات ودواف عنبيلة في نظرهم.


  12.  
  13. #107
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    خـــلاصـــــة القول إن فقه القانون الجنائي والدولي يواجه حيرة في صياغةم فهوم قطعي واضح لمحنة الإرهاب.
    أسفر هذا عن إيجاد صور
    واسقاطات لا محدودة تحت مصطلح الجريمة الإرهابية.
    إن ما يمكن فعله هوأن نمازج بين
    شتات التعريفات والسمات المميزة لمفهوم الظاهرة؛
    لنخلص إلى أن الإرهاب لا يصنع
    فعلاً إجرامياً قائماً بحد ذاته بقدرما هو ظرف معقد ومشدد،
    لذلك الفعل عندما يقترن
    به فيضفي عليه صفة العنف و وصمة الترويع.
    لعل هذا أصلح ما يكون تعريفاً لتلك الجريمة
    المعقدة, النافذة والمقترنة ببث الذعر
    و تهديد الأمن والسلم و زعزعة الاستقرار الداخلي والعالمي ,
    وهي حالة منبوذة في ظل كافة القوانين والأعراف الوطنية
    ,الإقليمية و الدولية) .
    جدير بالتنويه والإشادة أن رؤية القطر المعلنة عبر منابرالندوات وورش العمل في كافةالمحافل الدولية تقوم على نبذ الإرهاب بكافة صوره
    ,أشكاله و مستوياته؛ وتحقق الدعم والخبرة اللازمة لرجال تنفيذ القانونوتعمق الوعيبالجرائم الإرهابية وآلياتمكافحتها،
    كما أنها تدعم كافة الجهود الأقليمية والدولية
    الرامية لمواجهة تحديات الإرهاب النووى وانتشار أسلحة الدمار الشامل
    ومنعها من
    السقوط في أيد كيانات و جماعاتغير مسؤولة و تحترف أو ترعى الإرهاب.

    خــــــــاتــــمـــة

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 15-12-2014 الساعة 10:09 AM
  14.  
  15. #108
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    جهاز الامن و المخابرات السوداني

    جهاز الامن و المخابرات السوداني




    منذ عودة الحكم البريطاني إلى السودان بعد عام 1898 اهتمت الحكومة بالنشاط الاستخباري والأمني لمواجهة هواجس عودة المهدية المناهضة للاستعمار مما دفع بالسكرتير الإداري الإنجليزي لإنشاء جهاز للأمن تحت إدارته، وأطلق عليه اسم القسم المخصوص لمتابعة ما يسمى الأنشطة الهدامة بما في ذلك متابعة النشاط الشيوعي والنقابي.

    وعقب ذلك أنشأت الإدارة البريطانية وحدتين صغيرتين بكل من القاهرة ولندن لمتابعة هذا النشاط المصري المغذي للثوار في السودان ليستمر القسم المخصوص بعد الاستقلال تابعاً لوزارة الداخلية السودانية.

    بعد تغيير الحكم يوم 25 مايو/ أيار 1969، تولى الرائد فاروق عثمان حمد الله وزارة الداخلية، وتم تعيين زيادة ساتى رئيساً للجهاز يعاونه كل من محمد أحمد سليمان وعبد العظيم محمد عبد الحفيظ وكانا مسؤولين عن العمل الميداني والعمليات.

    وبعد الانقلاب الفاشل يوم 19 يوليو/ تموز 1971، تم فصل الأمن الداخلي عن وزارة الداخلية تحت اسم الأمن العام الذي ترأسه عبد الوهاب إبراهيم بدرجة وزير، وأجرى تعديلات في أسلوب العمل مستخدماً هيكلاً بسيطاً يتكون من إدارة العمليات والسجلات بإشراف إدارة العمليات على كل النشاط الميداني.

    الأمن القومي
    أما جهاز الأمن القومي فقد نشأ أواخر عام 1969 تحت إشراف عضو مجلس ثورة مايو آنذاك وضابط المخابرات العسكرية الرائد مأمون عوض أبو زيد بمسميين أحدهما الأمن القومي والثاني الأمن العام قبل أن يدمجا عام 1978 تحت مسمى جهاز أمن الدولة.

    وتقول الوثائق إنه وكتنظيم جديد أنشأت بداخله عدة إدارات وأقسام مثل القسم السياسي وقسم المخابرات الخارجية والقسم الدبلوماسي والقسم الاقتصادي والقسم الفني وقسم المراقبة والتحري وقسم السجلات وقسم المعلومات والمستشار القانوني والشؤون الإدارية والمالية.
      
    وتعرض جهاز أمن الدولة إلي الحل عام 1985م إثر انتفاضة السادس من أبريل/ نيسان التي أطاحت بحكومة الرئيس جعفر نميري بعدما أصدرت القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة في بيان حمل الرقم خمسة بحل جهاز أمن الدولة، وتولى قوات الشعب المسلحة حراسة وحصر ما به من أسلحة وأجهزة اتصال داخلية وخارجية ومعدات ووثائق في كافة أنحاء القطر.

    إعادة تكوين
    عام 2004 تم إنشاء جهاز الأمن والمخابرات الوطني بصورته الحالية بعد تجارب سابقة وصفت بأنها الأسوأ في تاريخ السودان بعدما اتهمت الحكومة بممارسة تعذيب المعارضين عبر مجموعات أمنية في مواقع مختلفة أطلق عليها اسم بيوت الاشباح.

    وبناء على الفكرة الجديدة، تم توحيد جهاز الأمن الوطني الذي كان مكلفا بالأمن الداخلي، والمخابرات السودانية الذي كان مكلفاً بالأمن الخارجي في جهاز واحد وتحت إدارة مدير عام واحد تحت مسمى جهاز الأمن والمخابرات الوطني.

    وكلف صلاح عبد الله قوش -الذي كان برتبة لواء ثم رقي لاحقا إلى فريق- بمهام المدير العام للجهاز حيث ظل في منصبه كمدير للجهاز حتى 13 أغسطس/ آب 2009 عندما عين الفريق أمن مهندس محمد عطا المولى عباس مديراً عاماً خلفا له.


    الفريق / صلاح عبدالله قوش - المدير السابق للجهاز




    الفريق اول / محمد عطا - المدير الحالي للجهاز

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  16.  
  17. #109
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
    بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
    باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير

    لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  18.  
  19. #110
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته


    مقدمة:

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{102})(آل عمران)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1})(النساء)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{70}يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{71})(الأحزاب).
    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    أما بعد:

    فإن استقامة الحياة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق.

    وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذ نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء.

    ولا شك في أن من أولى ما صُرِفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به.

    إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها.

    كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها.

    وانطلاقًا من هذا المبدأ أحببت الكتابة في موضوع يسهم في الحفاظ على الأمن الفكري، ويساعد في تجلية حقيقته. وقد جعلته بعنوان «الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته »، وسرت في كتابته على النحو التالي:

    الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنَّة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكتب التفسير، وشروح الحديث، والمصادر والمراجع العلمية الأخرى من أجل تحديد مفهوم الأمن الفكري، ومعرفة أهميته، وتحديد مجالاته.

    عزو الآيات إلى سورها، والأحاديث إلى مخرِّجيها.

    وطريقتي في تخريج الأحاديث، أني أعزو الحديث إلى مصدر واحد من المصادر التي وُجِد بها، وأذكر كلام أهل العلم فيه من حيث الصحة، والضعف، ما لم يكن في أحد الصحيحين.

    العناية ببيان الآثار المترتبة على الالتزام بضوابط الأمن الفكري وآثار الانحراف عنها.

    وقد سرت في بحث هذا الموضوع وفق خطة؛ قوامها: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

    فالمقدمة: ذكرت فيها اسم البحث ومنهجه وخطته، وألمحت فيها إلى أهمية الموضوع.

    والمبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري:

    وقسمت الكلام فيه على مطلبين:

    المطلب الأول: في التعريف بمصطلح الأمن.
    والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.

    المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.

    المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري:

    وفيه مطلبان:

    المطلب الأول: وجوب تحقق الأمن الفكري عند التأمل وتردد النظر، وفيه فرعان:

    الفرع الأول: وجوب صيانة العقل من الانحراف حال نظره وتأمله.
    الفرع الثاني: فوائد حجز العقل عن الخوض فيما لا يدرك أو ما لا فائدة فيه.

    المطلب الثاني: حماية منتجات العقل ومبدَعاته من الانحراف، وفيه ثلاثة فروع:

    الفرع الأول: حماية الفكر من الغلو، وفيه خمس مسائل:

    المسألة الأولى: مفهوم الغلو في اللغة والاصطلاح.
    المسألة الثانية: حكم الغلو في الدين.
    المسألة الثالثة: ما يقع فيه الغلو.
    المسألة الرابعة: أسباب الغلو.
    المسألة الخامسة: الآثار السيئة للغلو.

    الفرع الثاني: حماية الفكر من الإرجاء، وفيه مسألتان:

    المسألة الأولى: تعريف الإرجاء لغةً، واصطلاحًا.
    المسألة الثانية: الآثار السيئة لفكر الإرجاء.

    الفرع الثالث: حماية الفكر من تتبع الرخص الفقهية بالتشهي، وفيه ثلاث مسائل:

    المسألة الأولى: المراد بتتبع الرخص الفقهية.
    المسألة الثانية: حكم تتبع الرخص.
    المسألة الثالثة: الآثار المترتبة على الأخذ بالرخص.

    وإني لأرجو أن ينفع الله بما كتبت، واسأله تعالى ألا يحرمني أجره، وأن يتجاوز عمَّا كان فيه من خطأ ونسيان. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته

    الكلام عن الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته يقتضي منَّا أن نقسم الكلام على ذلك في ثلاثة مباحث على النحو التالي:

    المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري.
    المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
    المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري.

    المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري

    الأمن الفكري مركب من كلمتين هما: الأمن، والفكر، وقبل التعريف بمفهوم الأمن الفكري، يجب بيان جزئي المركب، وعلى هذا سأعرف بمصطلح الأمن، والفكر في مطلبين:

    المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح.
    المطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.

    المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح

    أ – الأمن في اللغة: سكون القلب واطمئنانه.
    قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان:
    أحدهما: الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب.
    والآخر: التصديق.
    والمعنيان -كما قلنا- متدانيان.

    قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. والأمان إعطاء الأَمَنَة. والأمانة ضدُّ الخيانة.

    يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْنًا وأَمَنَةً وأَمانًا، وآمنني يُؤْمنني إيمانًا. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمينًا(1).

    وعلى هذا، فالأمن في اللغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقعه.

    قال الراغب: «أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف.
    والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يُؤْمَنُ عليه الإنسان »(2).

    ب – الأمن في الاصطلاح:
    تعددت التعريفات الاصطلاحية للأمن باختلاف المنظور الذي ينظر إليه الباحثون عند تعريفهم للأمن(3)، ومن تلك التعريفات:

    تعريف الجرجاني، حيث عرَّفه بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمانالآتي »(4).

    ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنه: الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًا في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله.

    فقولي: الحال؛ ليشمل الأمن ظاهرًا وباطنًا، فهو أعمَّ من التعبيربالشعور أو الإحساس.
    وقولي: مطمئنًا في نفسه؛ لأنه يعبر عن سكون القلب وراحته، فهو مشعر بالوثوق من توفر الأمن في الزمن الحاضر، وعدم توقع المكروه في الزمن المستقبل.

    وهو كذلك يشير إلى الأمن النفسي، وإلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو حفظ النفس.

    وقولي: مستقرًا في وطنه؛ ليشمل جميع أنواع الأمن الداخلي، والسلامة من الاعتداء الخارجي.
    وقولي: سالمًا من كل ما ينتقص دينه أو عقله، أو عرضه، أو ماله، إشارة إلى مقاصد الشريعة الإسلامية الأخرى.

    فالتعريف بهذه التقييدات قد أبان عن أن الأمن لا يتحقق ما لم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها.

    والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  20.  
  21. #111
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالحسن الطيب مشاهدة المشاركة
    لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
    بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
    باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير
    لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة

    مرحباً بعودتك صاحب
    القلم الجريء و الوجه الوضيء
    البرئ، الذي كلما ساورتني رغبة لنبش
    هوامشي القديمة لا أجد سلواي و راحتي في
    سوى أن أفز أليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
    ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
    لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
    (دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
    شمعة لهاالصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
    سعد لا يوصف بحضورك الباهي
    كالمزن أينماهطل يسري برداً
    أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
    **************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 20-12-2014 الساعة 09:33 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  22.  
  23. #112
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالحسن الطيب مشاهدة المشاركة
    لا اريد يا اخى عابر سبيل ان ينتهى المد الفرى للجربمة والامن
    بعد هذا التوقف الطويل ( واريد ان نتواصل فية كما بداناء سويا )
    باشادة كبيرة من الناس وبعد العضاء خارج الاسفير
    لا اريد ان اطيل فقط اريد المشاركة
    [center]
    مرحباً بعودتك صاحب
    القلم الجريء و الوجه الوضيء
    البرئ، الذي كلما ساورتني رغبة لنبش
    هوامشي القديمة لا أجد سلواي وراحتي في
    سوى أن أفز اليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
    ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
    لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
    (دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
    شمعة لها الصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
    سعد لا يوصف بحضورك الباهي
    كالمزن أينماهطل يسري برداً
    أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
    ****************
    [/



    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 20-12-2014 الساعة 09:32 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  24.  
  25. #113
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالحسن الطيب مشاهدة المشاركة
    الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته


    مقدمة:

    إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{102})(آل عمران)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{1})(النساء)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا{70}يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{71})(الأحزاب).
    فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

    أما بعد:

    فإن استقامة الحياة الدنيا وسعادتها لا تحصل إلا إذا كان الإنسان آمنًا على نفسه، مرتاح القلب، هادئ النفس؛ لا يخاف من وقوع مكروه يهدد أمنه، أو ينتقص دينه، أو ينتهك حرماته، أو يستلب خيراته، أو يفرض عليه ما يتعارض مع دينه وثقافته من أفكار ومذاهب وأخلاق.

    وبناءً على ذلك فإن على المسلم أن يكون دائمًا يقظ القلب، دائم البحث والنظر، سريع الحركة، عالي الهمة، موظفًا كل قدراته، باذ نفسه وطاقته، مسخرًا قلمه وفكره في سبيل الحفاظ على مقاصد دينه، وتعزيز كيانه، والحفاظ على أمنه من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء.

    ولا شك في أن من أولى ما صُرِفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم، هو موضوع الأمن الفكري؛ لعظم أهميته، وحسن عاقبته عند توفره، وشدة خطر فقدانه أو الإخلال به.

    إن أهمية الأمن الفكري تنبع من ارتباطه بدين الأمة، وأساس ذكرها وعلوها، وسبب مجدها وعزها، ومن غايته المتمثلة في سلامة العقيدة، واستقامة السلوك، وإثبات الولاء للأمة، وتصحيح الانتماء لها.

    كما ترجع أهمية الأمن الفكري إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها.

    وانطلاقًا من هذا المبدأ أحببت الكتابة في موضوع يسهم في الحفاظ على الأمن الفكري، ويساعد في تجلية حقيقته. وقد جعلته بعنوان «الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته »، وسرت في كتابته على النحو التالي:

    الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنَّة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وكتب التفسير، وشروح الحديث، والمصادر والمراجع العلمية الأخرى من أجل تحديد مفهوم الأمن الفكري، ومعرفة أهميته، وتحديد مجالاته.

    عزو الآيات إلى سورها، والأحاديث إلى مخرِّجيها.

    وطريقتي في تخريج الأحاديث، أني أعزو الحديث إلى مصدر واحد من المصادر التي وُجِد بها، وأذكر كلام أهل العلم فيه من حيث الصحة، والضعف، ما لم يكن في أحد الصحيحين.

    العناية ببيان الآثار المترتبة على الالتزام بضوابط الأمن الفكري وآثار الانحراف عنها.

    وقد سرت في بحث هذا الموضوع وفق خطة؛ قوامها: مقدمة، وثلاثة مباحث، وخاتمة.

    فالمقدمة: ذكرت فيها اسم البحث ومنهجه وخطته، وألمحت فيها إلى أهمية الموضوع.

    والمبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري:

    وقسمت الكلام فيه على مطلبين:

    المطلب الأول: في التعريف بمصطلح الأمن.
    والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.

    المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.

    المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري:

    وفيه مطلبان:

    المطلب الأول: وجوب تحقق الأمن الفكري عند التأمل وتردد النظر، وفيه فرعان:

    الفرع الأول: وجوب صيانة العقل من الانحراف حال نظره وتأمله.
    الفرع الثاني: فوائد حجز العقل عن الخوض فيما لا يدرك أو ما لا فائدة فيه.

    المطلب الثاني: حماية منتجات العقل ومبدَعاته من الانحراف، وفيه ثلاثة فروع:

    الفرع الأول: حماية الفكر من الغلو، وفيه خمس مسائل:

    المسألة الأولى: مفهوم الغلو في اللغة والاصطلاح.
    المسألة الثانية: حكم الغلو في الدين.
    المسألة الثالثة: ما يقع فيه الغلو.
    المسألة الرابعة: أسباب الغلو.
    المسألة الخامسة: الآثار السيئة للغلو.

    الفرع الثاني: حماية الفكر من الإرجاء، وفيه مسألتان:

    المسألة الأولى: تعريف الإرجاء لغةً، واصطلاحًا.
    المسألة الثانية: الآثار السيئة لفكر الإرجاء.

    الفرع الثالث: حماية الفكر من تتبع الرخص الفقهية بالتشهي، وفيه ثلاث مسائل:

    المسألة الأولى: المراد بتتبع الرخص الفقهية.
    المسألة الثانية: حكم تتبع الرخص.
    المسألة الثالثة: الآثار المترتبة على الأخذ بالرخص.

    وإني لأرجو أن ينفع الله بما كتبت، واسأله تعالى ألا يحرمني أجره، وأن يتجاوز عمَّا كان فيه من خطأ ونسيان. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته

    الكلام عن الأمن الفكري: مفهومه، ضرورته، مجالاته يقتضي منَّا أن نقسم الكلام على ذلك في ثلاثة مباحث على النحو التالي:

    المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري.
    المبحث الثاني: ضرورة الأمن الفكري.
    المبحث الثالث: مجالات الأمن الفكري.

    المبحث الأول: مفهوم الأمن الفكري

    الأمن الفكري مركب من كلمتين هما: الأمن، والفكر، وقبل التعريف بمفهوم الأمن الفكري، يجب بيان جزئي المركب، وعلى هذا سأعرف بمصطلح الأمن، والفكر في مطلبين:

    المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح.
    المطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري.

    المطلب الأول: تعريف الأمن في اللغة والاصطلاح

    أ – الأمن في اللغة: سكون القلب واطمئنانه.
    قال ابن فارس: «الهمزة والميم والنون أصلان متقاربان:
    أحدهما: الأمانة التي هي ضدّ الخيانة، ومعناها سُكون القلب.
    والآخر: التصديق.
    والمعنيان -كما قلنا- متدانيان.

    قال الخليل: الأَمَنَةُ مِن الأمْن. والأمان إعطاء الأَمَنَة. والأمانة ضدُّ الخيانة.

    يقال أمِنْتُ الرّجُلَ أَمْنًا وأَمَنَةً وأَمانًا، وآمنني يُؤْمنني إيمانًا. والعرب تقول: رجل أُمَّانٌ، إذا كان أمينًا(1).

    وعلى هذا، فالأمن في اللغة: هو سكون القلب واطمئنانه بعدم وجود مكروه وتوقعه.

    قال الراغب: «أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف.
    والأمن والأمانة والأمان في الأصل مصادر. ويجعل الأمان تارة اسمًا للحالة التي يكون عليها الإنسان في الأمن، وتارة اسمًا لما يُؤْمَنُ عليه الإنسان »(2).

    ب – الأمن في الاصطلاح:
    تعددت التعريفات الاصطلاحية للأمن باختلاف المنظور الذي ينظر إليه الباحثون عند تعريفهم للأمن(3)، ومن تلك التعريفات:

    تعريف الجرجاني، حيث عرَّفه بأنه: «عدم توقع مكروه في الزمانالآتي »(4).

    ويمكن تعريف الأمن بالنظر إلى مقاصد الشرع بأنه: الحال التي يكون فيها الإنسان مطمئنًا في نفسه، مستقرًا في وطنه، سالمًا من كل ما ينتقص دينه، أو عقله، أو عرضه، أو ماله.

    فقولي: الحال؛ ليشمل الأمن ظاهرًا وباطنًا، فهو أعمَّ من التعبيربالشعور أو الإحساس.
    وقولي: مطمئنًا في نفسه؛ لأنه يعبر عن سكون القلب وراحته، فهو مشعر بالوثوق من توفر الأمن في الزمن الحاضر، وعدم توقع المكروه في الزمن المستقبل.

    وهو كذلك يشير إلى الأمن النفسي، وإلى مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، وهو حفظ النفس.

    وقولي: مستقرًا في وطنه؛ ليشمل جميع أنواع الأمن الداخلي، والسلامة من الاعتداء الخارجي.
    وقولي: سالمًا من كل ما ينتقص دينه أو عقله، أو عرضه، أو ماله، إشارة إلى مقاصد الشريعة الإسلامية الأخرى.

    فالتعريف بهذه التقييدات قد أبان عن أن الأمن لا يتحقق ما لم يكن هناك حفظ للضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها.

    والمطلب الثاني: في بيان مصطلح الفكر، والأمن الفكري
    دعنا ننطلق أخي محمد
    من التعريف اللغوي للأمن بأنه
    طمأنينة النفس و زوال هواجس الخوف
    من وقوع مكروه أو الأمان من مجرد توقعه.
    و بعد أ ن تستفيض لنا من (مباحثك) حول مفهوم
    الأمن ا لفكري بضروراته و مجالاته، سوف يكون لنا
    شأن آخر مع فروع و جوانب أمنية أخرى لا تقل أهمية
    كالأمن النفسي و الروحي و الجسدي و الغذائي. قَالَ
    رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ أَصْبَحَ مُعَافَى
    فِي بَدَنِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ
    لَهُ الدُّنْيَا ، يَا ابْنَ جُعْشُمٍ يَكْفِيكَ مِنْهَا مَا سَدّجَوْعَتَكَ،
    وَ مَا وَارَى عَوْرَتَكَ ، وَإِنْ كَانَ بَيْتًا يُوَارِيكَ فَذَاكَ،
    وَإِنْ كَانَتْ دَابَّةً تَرْكَبُهَا فَبَخٍ ,فلقُ الْخُبْزِ
    وَمَاءُ الْجَرِّ ، وَمَافَوْقَ الإِزَارِ
    فَحِسَابٌ عَلَيْكَ .
    **********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-12-2014 الساعة 08:19 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  26.  
  27. #114
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel مشاهدة المشاركة
    [center]
    مرحباً بعودتك صاحب
    القلم الجريء و الوجه الوضيء
    البرئ، الذي كلما ساورتني رغدة لنبش
    هوامشي القديمة لا أجد سلواي وراحتي في
    سوى أن أفز اليك لأثبت قدر شأنك لديَّ مع
    ضيق ذات يدي امام حفاوة مددك لي من معين
    لا ينضب. و كأني بك قد جئت اخيراً تحتفي معي
    (دكاكيني)على طريقتنا الخاصة بإيقاد ثاني عشرة
    شمعة لها الصرح العتيق. و كم أنا في غمرة
    سعد لا يوصف بحضورك الباهي
    كالمزن أينماهطل يسري برداً
    أمناً و سلاماً و يمري نفعاً
    ****************
    [/



    center]

    لك منى كل الود والاحترام

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  28.  
  29. #115
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    دور المدرسة والمعلمين

    في تعزيز الأمن الفكري لدى الطلاب



    مفهوم الأمن بشكل عام :

    الأمن يعني السكينة والاستقرار النفسي والاطمئنان القلبي ، واختفاء مشاعر الخوف من النفس البشرية .

    وللتعرف أكثر على مفهوم الأمن بشكل عام من خلال الموسوعات الفكرية المتخصصة نشير إلى ما ورد في الموسوعة البريطانية للمعارف «حماية الأمة من خطر القهر على يد قوة أجنبية». وعرفه بعضهم بأنه " التطور والتنمية، سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية او السياسية في ظل حماية مضمونة»، وأضاف «إن الأمن الحقيقي للدولة ينبع من معرفتها العميقة للمصادر التي تهدد مختلف قدراتها ومواجهتها، لإعطاء الفرصة لتنمية تلك القدرات تنمية حقيقية في كافة المجالات سواء في الحاضر او المستقبل».

    أنواع الأمن :

    هناك أنواع عديدة للأمن منها : الأمن النفسي والأمن الثقافي والفكري والأمن الاقتصادي والأمن المائي والأمن الوطني والأمن الوقائي ، والأمن الغذائي وغيرها من أنواع الأمن الأخرى



    أهمية الأمن :

    الأمن : مطلب حيوي لا يستغني عنه إنسان ولا ذي روح من الكائنات ، ولأهميته دعا به إبراهيم عليه السلام لمكة أفضل البقاع :

    قال تعالى وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ إبراهيم:35.
    ولما للأمن من أثر في الحياة تعيّن على الأمة برمتها أن تتضامن في حراسته .
    وهو مطلب الشعوب كافة بلا استثناء، ويشتد الأمر خاصة في المجتمعات المسلمة، التي إذا آمنت أمنت، وإذا أمنت نمت؛ فانبثق عنها أمن وإيمان، إذ لا أمن بلا إيمان، ولا نماء بلا ضمانات واقعية ضد ما يعكر الصفو في أجواء الحياة اليومية .

    للأمن معوقات كثيرة ، تقف قي أغلب الأحيان حائلا دون تحقيق الحياة الهانئة والمستقرة للشعوب ، ومن ابرز تلك المعوقات التي تحد من الدور الأمني الشامل لمؤسسات المجتمع المختلفة عدم الاهتمام الكافي بحماية الأمن الفكري .



    مفهوم الأمن من منظور إسلامي :

    لعل أكبر دلالة على مفهوم الأمن في الإسلام ما ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى :

    ( فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ) 3 قريش .

    ونتيجة لذلك فإن الأمن هو مواجهة الخوف ، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وفكريا .. وبشكل عام فإن مفهوم الأمن هو الوصول إلى أعلى درجات الاطمئنان والشعور بالسلام .

    وقوله تعالى : ( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً ) 125 البقرة وقوله تعالى : ( وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) 3 التين . أي أن الأمِين يعني مكة وهو من الأمن .

    وقد بين الرسول أن الأمن أعظم مطلب للمسلم في هذه الحياة ، وأنه بحصوله كأن المسلم ظفر بما في الدنيا من ملذات ومشتهيات ، وكل ما يريده في دائرة الحلال ؛ فعن سلمه بن عبد الله بن مِحْصن الخَطْمي عن أبيه قال : قال : رسول الله صلى الله غليه وسلم : " من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا " .

    وحرم الله مكة والبيت الحرام إلى يوم القيامة فإليها تشد الرحال وتضاعف فيها الصلاة وأهلها في أمن وأمان لدعوة إبراهيم عليه السلام لهذه البقعة المباركة قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) 35 إبراهيم .
    ولقد اهتم الإسلام بتنمية الوعي الأمني بأمره بأخذ الحيطة والحذر وهو أكبر مفهوم للسلامة ومن ذلك الأخذ على يد الظالم، قال صلى الله عليه وسلم : « إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه » ، ويعد تفادي الخطر والبعد عن المهالك من الواجبات الأساسية التي يحض عليها ديننا الإسلامي ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : «لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار » .

    وجاء الإسلام ليحفظ على الناس مقاصد الشريعة الخمس وهي حرمة الدين والنفس والعقل والعرض والمال ، وأول هذه المقاصد وأهمها الدين فكل اعتداء على الدين قولاً أو فعلاً فإن الشريعة الإسلامية تحرمه وتمنع ذلك الاعتداء على عقائد الناس ومحاولة تغييرها والإخلال بأمنهم الفكري ، والسعي في انحرافهم ، لذلك جُعل مصدر التلقي في العقائد والعبادات والقضايا الكبرى في حياة المسلمين موحداً .



    مفهوم الأمن الفكري :

    لقد تعددت مفاهيم الأمن الفكري ، ولكنها في النهاية تصب في معين واحد : فهو عند المسلمين أن يعيشَ أهل الإسلام في مجتمَعِهم آمنين مطمئنِّين على مكوِّنات شخصيّتِهم وتميُّز ثقافتِهم ومنظومَتِهم الفكريّة المنبثقةِ من الكتاب والسنة .

    ويعني الحفاظ على المكونات الثقافية الأصيلة في مواجهة التيارات الثقافية الوافدة ، او الاجنبية المشبوهة ، فهو يصب في صالح الدعوة لتقوية هذا البعد من أبعاد الأمن الوطني . وهو بهذا يعني حماية وصيانة الهوية الثقافية من الاختراق او الاحتواء من الخارج ، ويعني أيضا الحفاظ على العقل من الاحتواء الخارجي وصيانة المؤسسات الثقافية في الداخل من الانحراف .

    وهو اطمئنان الناس على مكونات أصالتهم وثقافتهم النوعية ومنظومتهم الفكرية ،
    ويعني السكينة والاستقرار والاطمئنان القلبي واختفاء مشاعر الخوف على مستوى الفرد والجماعة في جميع المجالات النفسية والاجتماعية والاقتصادية .

    ويعني صيانة عقول أفراد المجتمع ضد أية انحرافات فكرية أو عقدية مخالفة لما تنص عليه تعاليم الإسلام الحنيف أو أنظمة المجتمع وتقاليده

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  30.  
  31. #116
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    أهمية الأمن الفكري :

    يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .
    يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
    فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة ، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية ، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس وأعماقها .



    أهداف الأمن الفكري :

    يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرابط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .
    وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري ، والانحراف الثقافي ، والتطرف الديني ، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .

    دوافع الأمن الفكري :

    لقد أشار د . عبد الرحمن السديس إلى إنّ الحاجة ماسّة إلى التذكير بقضيّة الأمنِ الفكريّ، لاسيما في هذا العصرِ الذي هبَّت فيه رياحُ الجنوحِ عن منهجِ الوسطيّة والاعتدال وتعدَّدت فيه أسبابُ الانحراف ووسائلُ الانحلال ، خاصّةً في تلك الحقبةِ العصيبة والمنعَطف الخطير الذي تمرّ به مجتمعاتُنا وأمّتُنا ويُكادُ فيه لأجيالِنا ناشئتِنا وشبابنا، مما يحتِّم المسؤوليةَ العظمى على جميع شرائحِ المجتمع وأطيافِ الأمّة في الحفاظِ على أمنِ الأمة الفكرِي .

    ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .

    لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .

    أسباب ضعف الأمن الفكري :

    إنَّ المتأمّلَ في واقعِ الأمن الفكريِّ في الأمّة يُصاب بالذّهول وهو يرَى كثرةَ الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بنيانِه وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :

    1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .

    2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .

    3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان .

    4 ـ محاولة البعض تغيير الخطاب الديني : فبعد أن كان التوازن هو سمته الظاهرة سعى البعض إلى تغليب جانب الشحن العاطفي على حساب الجانب العلمي العقلي من الخطاب الديني وتم التركيز على أفضل ما في الماضي وأسوأ ما في الحاضر مما أشاع جواًّ من اليأس والإحباط والرغبة في إحداث التغيير بطرق بائسة يائسة .

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  32.  
  33. #117
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    أهمية الأمن الفكري :

    يعتبر الفكر البشرى ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها ، وتحتل قضية الأمن الفكري مكانه مهمة وعظيمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة ، وبذلك تكون الحاجة إلى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي .
    يقول د . عبد الرحمن السديس في إحدى خطبه " ومع أنَّ الأمنَ بمفهومِه الشامل مطلَبٌ رئيس لكلِّ أمّة إذ هو ركيزَة استقرارِها وأساسُ أمانها واطمئنانها إلاَّ أنَّ هناك نوعًا يُعدَ أهمَّ أنواعِه وأخطرَها ، فهو بمثابةِ الرأس من الجسَد لِما له من الصِّلة الوثيقةِ بهويّة الأمّة وشخصيّتِها الحضارية ، حيث لا غِنى لها عنه، ولا قيمةَ للحياة بدونه، فهو لُبّ الأمنِ ورَكيزتُه الكبرى ، ذلكم هو الأمنُ الفكريّ. فإذا اطمأنَّ الناس على ما عندهم من أصولٍ وثوابِت وأمِنوا على ما لدَيهم من قِيَم ومثُلٍ ومبادئ فقد تحقَّق لهم الأمنُ في أَسمى صوَرِه وأجلَى معانيه وأَنبلِ مَراميه " .
    فالأمن الفكري يأتي في الدرجة الأولى من حيث الأهمية والخطورة ، وتصرفات الناس تنطلق من قناعاتهم التي تستند إلى أرصدتهم الفكرية والاعتقادية ، وبهذا يكون منطلق كل عمل يمارسه الإنسان ويظهر في سلوكه من خير أو شر مركوزاً في كيانه الفكري والاعتقادي ومستكناً في داخل النفس وأعماقها .



    أهداف الأمن الفكري :

    يمكن القول أن الأمن الفكري لكل مجتمع يهدف إلى الحفاظ على هويته إذ إن في حياة كل مجتمع ثوابت تمثل القاعدة التي تبنى عليها وتعد الرابط الذي يربط بين أفراده وتحدد سلوك أفراده وتكيف ردود أفعالهم تجاه الأحداث وتجعل للمجتمع استقلاله وتميزه وتضمن بقاؤه في الأمم الأخرى .
    وهو يهدف فيما يهدف أيضا إلى حماية العقول من الغزو الفكري ، والانحراف الثقافي ، والتطرف الديني ، بل الأمن الفكري يتعدى ذلك كله ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن الوطني .

    دوافع الأمن الفكري :

    لقد أشار د . عبد الرحمن السديس إلى إنّ الحاجة ماسّة إلى التذكير بقضيّة الأمنِ الفكريّ، لاسيما في هذا العصرِ الذي هبَّت فيه رياحُ الجنوحِ عن منهجِ الوسطيّة والاعتدال وتعدَّدت فيه أسبابُ الانحراف ووسائلُ الانحلال ، خاصّةً في تلك الحقبةِ العصيبة والمنعَطف الخطير الذي تمرّ به مجتمعاتُنا وأمّتُنا ويُكادُ فيه لأجيالِنا ناشئتِنا وشبابنا، مما يحتِّم المسؤوليةَ العظمى على جميع شرائحِ المجتمع وأطيافِ الأمّة في الحفاظِ على أمنِ الأمة الفكرِي .

    ومن دوافع الأمن الفكري ذلك الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ ممن يبثون سمومهم القاتلة في عقول الناشئة ولا سيما من ذوي الاستِلابِ الثّقافيّ وضحايا الغزوِ الفكريّ من بني جِلدةِ المسلمين ومَن يتكلَّمون بألسنتهم .

    لقد أوجَدَ الغزوُ الثقافيّ مناخًا يتَّسِم بالصراع الفكريّ الذي يجرّ إلى نتائجَ خطيرةٍ وعواقبَ وخيمة على مقوِّمات الأمّة وحضارتها، وكان من نتيجةِ ذلك أن تُسمَع أصوات تتَعالى عبرَ منابرَ إعلاميّةٍ متعدّدة تدعو وبكلِّ بجاحةٍ إلى التخلّي عن كثيرٍ من الأمور الشرعية والثوابِتِ المرعيّة والمعلومَةِ من دين الإسلامِ بالضّرورة ، خاصّةً في قضايا المرأة .

    أسباب ضعف الأمن الفكري :

    إنَّ المتأمّلَ في واقعِ الأمن الفكريِّ في الأمّة يُصاب بالذّهول وهو يرَى كثرةَ الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بنيانِه وزعزَعة أركانِه ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ :

    1 ـ التقصير في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .

    2 ـ ترك المرجعية الدينية في مجال الفتوى : فأصبحت نسبة لا يستهان بها من الشباب عازفة عن مشائخ البلاد الكبار زاهدة فيما عندهم ووجدت أو أوجدت فجوة بينهم وبين علمائهم في مخالفة مؤذنة بالخطر .

    3 ـ البث الفضائي المرئي والمسموع وظهور شبكة الإنترنت : بما فيها من السلبيات والإيجابيات مما جعل مصادر التلقي في مجال الفكر والتربية متعددة ومتنوعة ولم تعد محصورة في المدرسة والمسجد والأسرة ، إضافة إلى تسويق الانحرافات السلوكية والأخلاقية التي جعلت تيار الوسط يفقد كثيراً من سالكيه لصالح تيار الجفاء والتفريط في ثوابت الفكر والخلق في أكثر الأحيان .

    4 ـ محاولة البعض تغيير الخطاب الديني : فبعد أن كان التوازن هو سمته الظاهرة سعى البعض إلى تغليب جانب الشحن العاطفي على حساب الجانب العلمي العقلي من الخطاب الديني وتم التركيز على أفضل ما في الماضي وأسوأ ما في الحاضر مما أشاع جواًّ من اليأس والإحباط والرغبة في إحداث التغيير بطرق بائسة يائسة .

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  34.  
  35. #118
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    مصادر تهديد الأمن الفكري :

    لقد تعددت مصادر تهديد الأمن الفكري واختلفت باختلاف مروجيها

    فتأتي أحيانا كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري ، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة. ولما كانت الرقابة الأمنية او الضوابط والقيود على ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والانترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان نظرا لما يسمى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة ، فقد أصبح اللجوء إلى استراتيجية اجتماعية متكاملة أمرا ملحا للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافيا من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي .



    الربط بين الأمن الوطني والأمن الفكري :

    ولما كان الأمن الوطني في مفهومه الشامل يعني تأمين الدولة والحفاظ على مصادر قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وإيجاد الاستراتيجيات والخطط الشاملة التي تكفل تحقيق ذلك ، يبرز هنا البعد الفكري والمعنوي للأمن الوطني الذي يهدف الى حفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة . هذا البعد من وجهة نظرنا يمثل بعدا استراتيجيا للأمن الوطني لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلبا على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، لان الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات ، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف، كما يشير إلى ذلك الدكتور صالح المالك في دراسة حول دور الأمن الفكري في الحماية من الغزو الفكري .



    تحقيق الأمن الفكري :

    يتحقق الأمن الفكري عندما يتم التوافق بين ما تؤمن به الجماعة ، وما تطالـب بتأديته .

    ويتحقق عندما لا تكون شرعية وجود أي مجموعة ، من خلال المنظومة الفكرية والقيمية التي تؤمن بها مهددة بممارسات مفروضة لا تستطيـع مدافعتها .
    ويتحقق الأمن الفكري عندما تنسجم السياسات التنموية مع الثوابت ، وعندما لا تكون تلك السياسات التنموية ، بحكم كونها طريقة تفكير ، وأسلوب حياة ، موضع قلق للشرعية التي يستمد منها الكيان الاجتماعي أو السياسي .

    كما يتحقق الأمن الفكري عندما يطمئن المجتمع على مبادِئِه وقِيَمه وفِكرِه المستنير وثقافتِه الأصيلة ويأمن على ذلك من لوثاتِ المبادئ الوافدَة وغوائلِ الانحرافات الفكريّة المستورَدَة .



    وسائل حماية الأمن الفكري :

    تتطلب حماية الأمن الفكري وجود وسائل وقائية ، وأخرى علاجية وهي على النحو التالي :

    أولا ً ـ بعض الوسائل الوقائية:

    1 ـ إظهار وسطية الإسلام واعتداله وتوازنه ، وترسيخ الانتماء لدى الشباب لهذا الدين الوسط وإشعارهم بالاعتزاز بهذه الوسطية .

    2 ـ معرفة الأفكار المنحرفة وتحصين الشباب ضدها : فلا بد من تعريفهم بهذه الأفكار وأخطائها قبل وصولها إليهم منمقة مزخرفة فيتأثرون بها ؛ لأن الفكر الهدام ينتقل بسرعة كبيرة جداًّ ولا مجال لحجبه عن الناس .

    3 ـ إتاحة الفرصة الكاملة للحوار الحر الرشيد داخل المجتمع الواحد : وتقويم الاعوجاج الفكري بالحجة والإقناع ؛ لأن البديل هو تداول هذه الأفكار بطريقة سرية غير موجهة ولا رشيدة مما يؤدي في النهاية إلى الإخلال بأمن المجتمع

    4 ـ الاهتمام بالتربية : في المدارس والمساجد والبيوت ، وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى .

    5 ـ هناك نسبة لا بأس بها من المنحرفين هم من الطلاب ، لذا يجب أن يحصل تفاعل بين المؤسسات التعليمية ومحيطها ، بحيث يجعل منها مؤسسات مفتوحة رائدة في تعميم التربية والمعرفة ، مما يسهل لها متابعة رسالتها السامية في إيجاد المواطن الصالح ، بحيث يتهيأ ذهنياً ونفسياً للتوافق مع متطلبات الحياة الاجتماعية .
    6 ـ إن من أهم ما ينبغي أن تقوم به المؤسسات التعليمية أن تضمن برامجها فصولاً عن الأمن الفكري تصب في قناة الوقاية من الانحراف الثقافي والغزو الفكري ، وذلك عن طريق نشر المبادئ الفكرية القويمة ومبادئ الفضيلة والأخلاق .

    7 ـ من الأهمية بمكان أن يتعلم الطالب كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة، من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع .

    8 ـ ينبغي ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الانحرافي الفكري أو الأخلاقي منذ بدايتها، ودراستها دراسة دقيقة ومعالجتها عبر الإرشاد الطلابي بالمدرسة ، والاتصال بولي أمر الطالب لتنظيم التعاون مع الإدارة المدرسية قبل استفحال المشكلة ، وعلاجها قبل أن تصبح سلوكاً اعتيادياً .
    ثانياً ـ بعض الوسائل العلاجية:
    1 ـ دعوة المخطئ إلى الرجوع عن خطئه : وبيان الحق بالمناقشة العلمية الهادئة دون اتهام للنيات فقد تكون صادقة ، ولكن هذا لا يغني عن صاحبها شيئاً

    2 ـ تجنب الأساليب غير المجدية : فالمصاب بهذا المرض لا يعالج بالتركيز على الوعظ والتخويف من عقاب الله ، لأن هذا الأسلوب في الغالب لا يجدي معهم نفعا ، فأمثال هؤلاء يرون أنهم على صواب ودين فكيف تعظ إنساناً يظن أنه على الدين الحق قبل أن تبين له خطأه الفكري فيما يراه حقاًّ . 3 ـ وجوب الأخذ على أيديهم : ومنعهم من الإخلال بالأمن الفكري للمجتمع ولو أدى ذلك إلى إجبارهم على عدم مخالطة الآخرين لاتقاء شرهم .

    4 ـ النهي عن مجالسة أهل الانحراف الفكري : الذين يريدون خرق سفينة المجتمع وإغراق أهلها بخوضهم في آيات الله وتجرئهم على الفُتيا بغير علم .

    5 ـ ضرورة التفريق بين الانحراف الفكري الذي لم يترتب عليه فعل ، وبين من أخل بفعله بالأمن في مجتمعه : فمن ظهر منه عمل تخريبي وثبت عليه شرعاً فيجب محاسبته على ما بدر منه كائناً من كان ، وعقابه بما يستحقه شرعاً حتى ولو كان ظاهره الصلاح والاستقامة .

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  36.  
  37. #119
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    أسباب الغزو الفكري :

    1 ـ لقد تعددت الأسباب والعوامِل التي تسعَى إلى تقويض بناء الأمن الفكري وزعزَعة أركانِه ، ولعل أخطرَ تلك الأسبابِ القصورُ في جوانبِ العقيدة وتطبيقِ الشريعة .

    2 ـ وثَمّةَ سببٌ مهِمّ في الخلَل الفكريّ، وهو القصورُ في جوانبِ التربية والتعليم، ووجودُ الخلَلِ في الأسرة ومناهج التعليم، وتضييق النطاقِ على العلومِ الشرعيّة .

    3 ـ الزّخَم الهائل من وسائلِ الغزوِ الفكريّ والثقافيّ والذي يروج له ممن يحسبون على جماعة المسلمين ، ويسلكُون مسالكَ متعدِّدة في الخضوعِ للغزوِ الثقافيّ ، بل ويحاولون إخضاع المجتمَع المسلم المحافِظ لرغبتِهم وجنوحِهم المنحرِف بدعاوَى فجّة تحت سِتار حرّيّة الرأي وحرّيّة التفكير .



    وسائل الغزو الفكري :

    أولا ـ إن من أخطر وسائل الغزو الفكري أولئك الذين اتبعوا منهج التكفير واستباحوا دماء المسلمين وأعراضَهم وأموالهَم يقودهم إلى ذلك الجهلُ بالنصوص الشرعية الواردةُ في كتاب الله والسنة النبوية .

    ثانيا ـ القنوات الفضائية وما تبثه من مواد إعلامية لأبناء المجتمع العربي السعودي ، وما تروجُ له من أكاذيبَ وادعاءات باطلة ، الهدفُ منها النيلُ من الثوابتِ الوطنية وزعزعةِ الأمن والاستقرار ، والرغبةً في الإضرار بالاقتصاد والقضاء على المؤسسات التنموية.

    ثالثا ـ شبكات الإنترنت : وهذه قاصمة الظهر التي أخذت تشوش على أفكار الناشئة ، وتدعوهم إلى التطرف ، لأنه من السهل جداً أن يروج أيُّ حاقد لما يريده من خلال هذه الشبكات .

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  38.  
  39. #120
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    دور المناهج في تعزيز الأمن الفكري :

    لقد تحدثنا عن دور المؤسسات التربوية بشكل عام في تعزيز الأمن الفكري ، وهنا يبرز دزر المناهج في تحقيق هذا الأمن ، لذا يجب على تلك المؤسسات وضع الخطط المدروسة التي تحقق الوعي الأمني من خلال بثه في مفردات المناهج ، ومما لاشك فيه أن الاهتمام بتلك المبادئ يعد من الأسس المهمة لحماية المجتمع من الانحراف والغزو الثقافي ، وتوفير الأمن الفكري .

    إن مناهج التعليم الحافلة بما يربي الطالب على التوازن والوسطية واتباع الدليل ، وترك الافتراق والأهواء والبدع المحدثة ، لهي كفيلة أن تنمي في أعماق الشباب روح الوطنية الحقيقة ، وتساعدهم على تمييز الثقافة الفكرية المسمومة ، التي تبثها وسائل الإعلام المشبوهة سواء عن طريق البث الفضائي والشبكة العنكبوتية ، أو الصحف والمجلات المشبوهة الوافدة من الخارج .

    ومن خلال ما سبق يتحمل الطالب جزءا ليس هينا من المسؤولية نحو تحقيق الأمن الفكري لذلك تكمن أهمية تعليمه كيف يتحقق أمن المجتمع بصفة عامة ، وأمنه بصفة خاصة ، من خلال تهيئة نفسيا واجتماعيا للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات المجتمع الذي ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان .



    دور المدرسة والمعلمين في تعزيز الآمن الفكري :

    إن المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات ، وإن استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع .



    ويخطئ مَن يعتقد أن مهمة المؤسسات التعليمية تقتصر على تعليم القراءة والكتابة وإعطاء مفاتيح العلوم للطلاب دون العمل على تعليم الناس ما يحتاجون إليه في حياتهم العلمية والعملية ، وترجمة هذه العلوم إلى سلوك وواقع ملموس . وأهم شيء يحتاجونه ولا حياة لهم بدونه هو الأمن في الأوطان ، وأستطيع القول بأن الأمن هو مسؤولية الجميع، ولكنه في حق المؤسسات التعليمية أهم ؛ لأن هذه المؤسسات تجمع كل فئات المجتمع على اختلاف أعمارهم بدايةً من السن المبكرة التي تتمثل في المرحلة الابتدائية والمتوسطة ، وفيها يستطيع المعلم والمربي أن يشكل الطالب بالكيفية التي يريدها ، فإذا لقي الطالب مَن يوجهه التوجيه السليم نشأ نشأة طيبة يجني ثمارها المجتمع الذي يعيش فيه ، وإن كان الحاصل غير ذلك فالعكس هو النتيجة الحتمية ، خاصة أن الذين يقومون على هذه المؤسسات هم خلاصة مفكِّري الأمة ومَعْقِد رأيها، وفيهم يجب أن تجتمع الصفات الحميدة المؤهلة لإدراك أهمية الأمر ، والشعور بالمسؤولية العظيمة الملقاة على عواتقهم ، وأن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم الطلاب في جميع تصرفاتهم وأعمالهم وأقوالهم.

    ويجب أن تبدأ معالجة الانحرافات الفكرية بمعالجة الأسباب والعوامل المؤدية لها والوقاية منها . فللمدرسة دور بالغ الأهمية في تنشئة شخصية الطالب من خلال استكمال دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى بتطويع سلوكه وتوجيهه وإكسابه القيم والمفاهيم الصحيحة. وهذا سوف يحصن الفرد ضد المؤثرات الفكرية السلبية مهما كان مصدرها .

    أما دور المعلم فهو عظيم ومهم ، وتحمل الجزء الأكبر في تعزيز الأمن الفكري ، فهو القدوة والمربي ، والموجه والمحرك لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه ، وكلمته مسموعة عندهم ، بل يقلدونه في كثير من مناحي حياتهم ، وسلوكهم ويعتبرونه المثل الأعلى لهم ، لذا فإن مسؤولياته كبيرة ، وتوجيهاته ضرورية وملحة ، لذا مراعاة التالي :

    1 ـ يجب على المعلم أن يكون قدوة لعمل الخير والإصلاح والتوبة وتبني ما يسعد البشرية وخصوصاً ما يجب على هذا المعلم تجاه وطنه ومجتمعه فضلاً على أنه معلم الخير ويحمل مسؤولية جسيمة



    2 ـ ولكي يقوم المعلمون بدورهم في التوعية والوقاية من الانحراف ، فلابدّ لهم أن يقوموا بتنشئة الطلبة تنشئة إسلامية صحيحة .

    3 ـ ومن الواجب على المعلمين أن يؤكّدوا على تمثّل الطلبة القدوة الحسنة في سلوكياتهم وتصرفاتهم ، وفي الانسجام مع قيم المجتمع وقوانينه .

    4 ـ ترسيخ مبدأ الحوار الهادف والاستماع للآخرين واحترام آرائهم بقصد الوصول إلى الحق ومساعدة الطلاب على استخدام التفكير بطريقة صحيحة ليكونوا قادرين على تمييز الحق من الباطل والنافع من الضار وتنمية الإحساس بالمسؤولية لدى الطلاب .

    5 ـ الاهتمام بالتربية الاجتماعية .

    6 ـ الاهتمام بتعليم القيم والمعايير السلوكية السليمة .

    7 ـ تشجيع التعاون مع أفراد الأسرة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة .

    8 ـ توجيه الشباب لطرق البحث عن المعلومات الصحيحة وتشجيعهم على ذلك .

    9 ـ تفهم طبيعة تفكيرهم ليسهل عليك الاتصال بهم .

    10 ـ مساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم والأفكار التي تتعلق بالحياة والمستقبل ، والبعيدة عن الأفكار المنحرفة والمتطرفة .



    المعلمون والفكر المنحرف :

    ويذكر د . المطرود انه قد وجد بعض المعلمين في الساحة يحملون هذا الفكر المنحرف ويحثون الشباب على حمله ، والدولة بأجهزتها المعنية جادة في استئصال هذا المرض الفكري الخطير والدخيل على المجتمع وإيقاف أمثال هؤلاء مرهبي الفكر البشري .
    وأردف قائلاً : إن المعلم باستطاعته توجيه جيل وطنه إلى البناء والخير والفضيلة وفي نفس الوقت باستطاعته توجيههم للخراب والدمار وتبني الأفكار الإجرامية والتكفيرية والإرهابية وشتان ما بين هذين الطريقين وهذين الفكرين .




    تم بحمد الله

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  40.  
  41. #121
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    زمان كنا بنقول الخطر القادم من اسرائيل والامن مسولية الجميع
    بحجم الكمية الهائلة من السودايين الموجودين هناك وعند عودتهم الى البلد
    والان اصبح لخطر على الفكر بحجم الصراعات التى نعيشها الان من انشقاقات اسلامية وفكرية يلا يصدقها العقل
    واساس ديننا الشمولية والعالمية والفهم وليس التفرقة والشتات الفكرى
    لذا كان الاهتمام بالامن الفكرى من النشاءة حتى لانصاب بالدول التى تتمزق بالشتات الفكرى

    يتبع الامن الفكرى

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  42.  
  43. #122
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالحسن الطيب مشاهدة المشاركة
    لك منى كل الود والاحترام


    نفس الشعور
    المتبادل .. و كما
    أسفلت لك ، سوف أتراجع
    لآخذ مقعدالقرفصاء بين الصفوف
    حتى لا أفسد على نفسي متعة
    المتابعة ، إلى حين فراغكم سيدي/
    من سرد جوانب الأمن الفكري كافة ، و
    من قتله بحثاً و تحليلاً فتحصي فروعه
    و موجباته و تبعاته تقول فيه
    ما لم يقله مالك في أم
    الكبائر. فلتتفضل
    ************
    !

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-12-2014 الساعة 08:35 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  44.  
  45. #123
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    الأمن الفكري وحماية الوطن ....بقلم : الدكتور خيام محمد الزعبي


    واجه الوطن العربي أزمة ذات طابع مركب، لكونها أزمة فكر وواقع معاً شملت مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية والسياسية، ومثّل الفكر أهمية خاصة ضمن هذا الطابع نظراً لدوره المحوري فيها سواء على صعيد خلق الأزمة، أو صياغة الخروج منها، وقد حفظ الإسلام للبشرية عامة وللمسلمين خاصة أمنهم الفكري، إلا أن التاريخ شهد منذ القدم على الكثير من العقول البشرية التي لا تدرك الحقيقة، إما بسبب القصور في الفهم والوعي، أو لعدم الإيمان بالمسؤولية المجتمعية الوقائية، فكان الاضطراب والتفجيرات والقتل والتدمير، الذي أحدث خللاً بالأمن الحسي الذي ستظل آثاره منطبعة في الذاكرة لأمد طويل.


    يعتبر الفكر البشري ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب على مر العصور ومقياساً لتقدم الأمم وحضارتها، وتمثل قضية الأمن الفكري مكانة مهمة في أولويات المجتمع الذي تتكاتف وتتآزر جهود أجهزته الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتشتت الشعور الوطني أو تغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، وسيظل العقل البشري عرضة للانزلاق في براثن الوهم والخطأ ما لم يصاحبه تقنية وتنقية فكرية رشيدة ومستمرة وخاصة في هذه المرحلة التي تشهد تصاعداً للهجمة الشرسة على الإسلام وإلصاق تهمة الإرهاب به، وبذلك تكون الحاجة الى تحقيق الأمن الفكري هي حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي.

    هنا يمكننا القول بأن الأمن الفكري لكل مجتمع يسعى الى الحفاظ على هويته وحماية العقول من الغزو الفكري والانحراف الثقافي والتطرف الديني، بل الأمن الفكري يتعدى كل ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي الى الإخلال بالأمن الوطني.

    من التحديات الكبيرة التي يواجهها العالم العربي هو الغزو الثقافي الذي أوجد مناخاً يتسم بالصراع الفكري الذي يجر الى نتائج وعواقب خطيرة على مقومات الأمة وحضارتها، وظهور رأي دخيل على المجتمعات العربية، ثم تشتت المفكرين بين مؤيد للتفتح على الثقافات العالمية مع مراعاة المحافظة على الثقافة الأصيلة، وبين منغلق متعصب يرى في هذا التفتح خطراً يقضي على الموروث الأم ويجهز على مقوماته ويفتح الباب على مصرعيه لظهور أفكار غريبة من قيم المجتمع ومكوناته، التي تؤدي الى تدفق الثقافات الأجنبية عبر قنوات الاتصال المتنوعة، وهذا يؤدي بدوره وعلى المدى البعيد الى إعاقة نمو الثقافة الوطنية والقومية بسبب ذيوع الأنماط والأساليب الغربية الموحدة للثقافة، الأمر الذي يجعل الثقافة القومية الآمنة في كفة، والكم الهائل من الوارد من ألوان المنتجات والثقافات في كفة أخرى، فتتلاشى الثقافة القومية شيئاً فشيئاً مع عامل الزمن، وتندثر ليحل محلها الوافد الجديد.


    لقد ظهر موضوع الغزو الثقافي بعد إنهزام الدول المستعمرة وانتهاء احتلالها العسكري في معظم الدول العربية، حيث عملت هذه الدول الى استخدام أساليب متعددة، منها الهيمنة الفكرية لتحقيق ديمومتها واستمرارها في مستعمراتها القديمة للمحافظة على إحكام السيطرة عليها، فجنّدت لذلك الموارد المادية والبشرية التي أصبحت تهدد بها كيان هذه الدول، حيث تعددت وانتشرت الأيديولوجيات التي لا تتلاءم مع الاستمرارية التاريخية الفكرية للدول العربية، ومن هنا أصبح الحديث عن الأمن الفكري في الدول العربية من أهم الأزمات التي ظهرت على سطح الأحداث الراهنة في مجتمعاتنا العربية.

    لقد اقتحمت العولمة البنى الثقافية والحضارية لبلداننا العربية، فلم تقف العولمة عند التدخل في الاقتصاد بل تعدته الى مجالات الحياة الثقافية، فأصبحت الأوطان سوقاً مفتوحة أمام المنتجات الثقافية وأنماط التفكير والأذواق وأسلوب الحياة الغربية ما شكل مساساً بهوية الوطن، وما الأحداث المؤسفة التي حلت بمجتمعنا العربي إلا مخرجات الفكر المنحرف الذي مس الهوية الثقافية للوطن والذي كان للعولمة بوسائلها وأدواتها دور مهم في تشكيله.

    عمل المستعمر منذ القدم على خلخلة الثقافة القومية، بما يبثه من أباطيل وأكاذيب تمثلت أحياناً بإحياء النعرات الطائفية، أو ترويج الثقافة الغربية، أو تزييف الحقائق التاريخية أو تأليب الشعوب على حكوماتها، حيث اعتبرت مؤسسة فرانكلين التي بدأت عملها في العالم العربي عام 1953م، والتي سيطرت على قطاع النشر في مصر، بأنها كانت أحد الأسباب الرئيسة وراء تردي الوضع السياسي في مصر في تلك الفترة.

    كما أدت الثقافة الغربية الى بروز الفردية والأنانية لدى أفراد المجتمع حتى فقد الفرد غريزة الانتماء الى أمته ومجتمعه، وأصبح يتردد بلا هوية، وانعكس أثر ذلك على الأدب، حيث شاع في مجتمعنا العربي أدب اللامعقول الذي يعكس مدى الغربة والوحشية التي يعيشها الإنسان العربي جراء صخب المدينة المتواصل الذي أفقد المجتمع ضرورة العلاقات الاجتماعية وإنكار الذات، كما تسللت الى ثقافتنا ألفاظ دخيلة غريبة واستطاعت أن تتغلغل في المؤسسات العلمية، و من التعبيرات التي شاعت في مجتمعنا العربي تعبير الشرق الأوسط وهو أحد تعبيرات الغزو الفكري، ويراد به إيجاد مكان لإسرائيل في المنطقة وبهذا يكون المستعمر قد نجح في زعزعة المفاهيم وغرس ما يريد من أفكار من خلال تكرار مصطلح الشرق الأوسط عبر وسائل الإعلام الذي يطبع في ذهن الناشئة هذا المصطلح ويذهب مقابله مصطلح الأمة الإسلامية.

    لذلك بذلت مجتمعاتنا العربية جهوداً جبّارة في تأمين فكرها وتأمين الأمن له، فأنشأت لذلك مؤسسات رائدة، واتبعت سياسات واضحة المعالم لحماية الأمن الفكري للشباب لتأمينهم ضد مخاطر التيارات الفكرية المنحرفة مهما كانت المغريات أو الدوافع، من خلال ترسيخ مبدأ وسطية الإسلام وتحديد بؤر الانحراف الفكري والمشاركة الشعبية ومعالجة ظاهرة الإرهاب وما يرتبط بها من إنحراف فكري من خلال مناهج البحث العلمي وتفعيل دور الإعلام الأمني، وهنا يجب أن يتم التعامل مع ظاهرة الانحراف الفكري باعتبارها واقع معاصر فرض علينا ولا مفّر منه، وإن تعدد التحديات الفكرية وما صاحبه من قصور قد زاد من عمق المشكلة، لذلك نرى أن استقرار الأمن الفكري في ظل المتغيرات المعاصرة يعتمد على بناء استراتيجية تمثل مشروعاً وطنياً تشارك فيه كل أطياف المجتمع، للحد من العوامل السلبية ذات الصلة بالأمن الفكري وتنمية مجموعة المدخلات الثقافية العامة التي تطور اهتمامات العقل في عصر الاتصالات والتأثيرات السلبية لحرب الفضائيات على كافة الأصعدة، حيث تهدف العوامل التربوية والسياسات المعتمدة الى إعداد الأجيال وبناء شخصيتهم للدخول الى معترك الحياة المستقبلية على أساس من التوازن النفسي والمعرفي، من خلال الاهتمام بالتربية في المدارس والمساجد والبيوت وغيرها من مؤسسات المجتمع الأخرى

    وينبغي هنا ألا نغفل أهمية دور المدرسة في الكشف عن المظاهر ذات المؤشر الإنحرافي الفكري أو الأخلاقي في تحقيق هذا الأمن، لذا يجب على تلك المؤسسات وضع الخطط المدروسة التي تحقق الوعي الأمني لحماية المجتمع من الانحراف والغزو الثقافي وتوفير الأمن الفكري، حيث اعتبرت مناهج التعليم كفيلة بأن تنمي في أعماق الشباب روح الوطنية الحقيقية، وتساعدهم على تمييز الثقافة الفكرية المسموعة التي تبثها وسائل الاعلام المشبوهة سواء عن طريق البث الفضائي أو الصحف أو المجلات الوافدة من الخارج، كما يبرز دور المعلم في تعزيز الأمن الفكري كونه الموجه لفئة الشباب داخل الحرم المدرسي وخارجه، وهو الذي يستطيع توجيه جيل وطنه الى البناء والخير والفضيلة..

    وفي إطار ذلك تعتبر المؤسسات التربوية والتعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات، وفي غيابها يبدأ انحلال عقد الأمن الفكري للفرد، ويتقهقر المجتمع، وتضمحل منجزاته الحضارية، إن استثمار عقول الشباب واجب يشترك فيه جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات في المجتمع.

    والواقع أن سورية عملت على تعزيز المقومات الرئيسية لاستقرار الأمن الفكري التي تكمن في ترسيخ المبادئ الأخلاقية وبذر التعاليم الشرعية الصحيحة، وتعميق القيم الاجتماعية وفق المقومات الإسلامية لدى الناشئة، والتطلع نحو مستقبل أكثر أمناً وبناء الهوية والاصالة بشكل يمكّن من استيعاب التراث والحضارة ويهيئ الانفتاح الآمن على الثقافات الأخرى مع التمسك بالعقيدة الصحيحة، بالإضافة الى طرح رؤية مستقبلية لتطوير وتعميق مفهوم الأمن الفكري الوطني ومجموعة القيم الأسرية والاجتماعية والحضارية العليا في المناهج التربوية والبرامج الإعلامية بأبعادها المختلفة.

    وأخيراً يمكن القول إن الأمن الفكري يبقى الهاجس الوحيد الذي يشغل مجتمعاتنا العربية، كما يظل ورقة مربحة بيد الدول الاستعمارية تستخدمها في أي وقت تشاء لخلط الأوراق عندها والتلاعب بمصائر شعوبها، لذلك لا بد من تفعيل دور التخطيط الاستراتيجي لأنه الأقرب في معاينة وقراءة المستقبل للوطن من حيث الأخطار التي تواجهه من ناحية الانحراف والعنف الفكري وتكالب القوى الخارجية لتحقيق أهدافها في زعزعة الاستقرار الفكري للمجتمع.

    وأختم مقالتي بالقول إن الأمن بمفهومه الشامل مطلب رئيسي لكل مجتمع فهو ركيزة استقرارها وأساس أمانها واطمئنانها، والأمن الفكري يعد من أهم أنواعه وأخطرها فهو يمثل الرأس من الجسد بما له من صلة وثيقة بهوية الأمة وشخصيتها الحضارية، وستظل هويتنا الإسلامية مرتكزاً لجميع الإنجازات التنموية والحضارية في إطار المنظومة الأمنية استناداً الى الحقيقة الماثلة في عقولنا والتي تفضي بأن الأمن والتنمية هما وحهان لعملة واحدة يقويهما ويرشد مسارهما ويرعاهما هوية راسخة تدور معها وبهما في شتى مجالات الحياة.

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  46.  
  47. #124
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    الأمن الفكري والإعلام: الأبعاد الإستراتيجية
    د. سفران بن سفر المقاطي

    لقد كان الأمن ولازال الهاجس الكبير الذي يبحث الإنسان عن سبل تحقيقه وتتنافس الدول على توفيره لشعوبها, وبتعدُّد مصادر تهديد هذا الأمن تعدّدت تخصصات الأمن وفروعه، وأصبح الأمن علماً منفرداً بذاته تخصص لها الميزانيات والبحوث والقوى البشرية والمادية والمعنوية.

    من ضمن هذه التهديدات التي تحاصر المجتمع. كان هناك تهديد فكر المجتمع ويكون ذلك بتهديد ثقافة المجتمع وسلوكياته وأعرافه، وذلك بتسليط أفكار أو معتقدات دخيلة على هذه المجتمعات بغية تدميره وانحلاله فكرياً وسلوكياً. ولذلك برزت أهمية حماية الأمن الفكري للمجتمع، وذلك بتحصينه من أي أفكار أو سلوكيات هدامة أو مضللة، ووضع هذا الفكر وما يمثله من سلوك نفسي وظاهري في دائرة الأمان. مما لا شك فيه أنّ مفهوم الأمن بشكل عام يلعب دوراً مهماً في حياة الشعوب والدول، فهو يمثل الحماية والنظام وهيبة الدولة في الداخل والخارج, ويوحي بالحياة الرغيدة وبالتنمية والتطور.

    والأمن في مفهومه الواسع ومن منظور الدولة هو (أي تصرفات يسعى إليها المجتمع للتعرف على مصادر التهديد ومواجهتها لتوفير الحماية للتطور والتنمية في المجالات السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية). ولمّا كان الأمن الوطني بمفهومه الواسع هو توفير الحماية للتطور والتنمية بكافة أنواعها, فإنّ الأمن يتخصص في توفير الحماية لمجال من مجالات التنمية, وبحسب ذلك فإنّ الأمن الفكري يوفر الحماية للفكر بمواجهة مصادر التهديد المحيطة بالفكر. وبحسب ما تقدم، فإننا يمكن أن نعرف الأمن الفكري بأنه (إجراءات أو تصرفات سابقة أو لاحقة يسعى إليها المجتمع للتعرف على مصادر تهديد الفكر المختلفة للإعداد لها ومواجهتها وتوفير الحماية لكل ما يتعلق به الفكر من سلوك وأفكار وتوجيهه الوجهة الصحيحة والآمنة).

    وتتحقق هذه الحماية بالتعرف على مصادر تهديد الفكر ومواجهتها والقضاء عليها بتوفير حماية مسبقة ضد هذه المصادر والتهديدات. وتتنوّع هذه التهديدات بتنوُّع مصدرها، فمنها الغزو الثقافي أو الغزو الفكري والمتمثل في العديد من الأشياء من وسائل البث المباشر كالفضائيات، وما تبثه من مواد إعلامية من أفلام وبرامج تهدف إلى السيطرة على خاصية من خصائص المجتمع وزعزعتها وإضعافها.

    ومن مصادر تهديد الأمن الفكري, الأفكار المتشددة المنحرفة التي ينتهجها فئة ضالة تهدف إلى السيطرة على عقول قليلي الحيلة ممن لم يتحصنوا بالأفكار والمعلومات الصحيحة لنبذ أفكارهم ومعتقداتهم. ومن الملاحظ أيضاً أنّ هذه التهديدات الفكرية المنحرفة لا تستهدف سمة مجتمعية فحسب, بل تستهدف فئة عمرية بحد ذاتها وهم الشباب وصغار السن.

    يحظى مفهوم الأمن الفكري بأهمية بالغة، وقد شاع استخدامه حديثاً في علوم مثل السياسة والإعلام والتربية، لارتباطه بمصطلح الأمن بمعناه الشامل. ولعلّ أكبر دلالة على مفهوم الأمن ما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}. ونتيجة لذلك فإنّ الأمن هو مواجهة الخوف، والمقصود به هنا ما يهدد المجتمع اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وفكرياً وإعلامياً .. وبشكل عام فإنّ مفهوم الأمن الفكري يشمل توصيف المهددات والأخطار والمصادر والأسباب التي تؤدي؛ أو يمكن أن تؤدي إلى هز القناعات الفكرية أو الثوابت العقدية والمقوم الأخلاقي والاجتماعي والديني للأمن الوطني، والسياسات العامة والإجراءات والنشاطات المطلوبة لحماية المنظومة العقدية والأخلاقية والقيمية من كل فكر شاذ أو منحرف أو متطرف أو معتقد خاطئ، ومواجهة ذلك بكل السبل والوسائل.

    وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أو من نبّه لأهمية الأمن الفكري وحذّر من خطورة الفكر المنحرف في اجتماعات وزراء الداخلية العرب. ودعا سموه في مناسبات كثيرة إلى وضع الخطط لحفظ الفكر السليم والمعتقدات والقيم والتقاليد الكريمة. وهذه الدعوة تمثل بعداً إستراتيجياً للأمن الفكري إلذي يعتبر أحد أساسيات الأمن الوطني، لأنه مرتبط بهوية الأمة واستقرار قيمها التي تدعو إلى أمن الأفراد وأمن الوطن والترابط والتواصل الاجتماعي، ومواجهة كل ما يهدد تلك الهوية وتبني أفكار هدامة تنعكس سلباً على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأنّ الهوية تمثل ثوابت الأمة من قيم ومعتقدات وعادات، وهذا ما يحرص الأعداء على مهاجمته لتحقيق أهدافهم العدوانية والترويج لأفكارهم الهدامة وخاصة بين شريحة الشباب، والتشويش على أفكارهم ودعوتهم للتطرف.

    والأمن الفكري بمفهومه المعاصر يتعدّى ذلك ليكون من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن، والذي سينعكس حتماً على الجوانب الأمنية الأخرى خاصة الجنائية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أنّ الوقوف بقوة في وجه مصادر الغزو الفكري المنحرف والمتطرف يمثل ركيزة أساسية لتحقيق الأمن الفكري .. فقد ذكر مقولة الملك الفرنسي لويس التاسع، الشهيرة عندما أطلق سراحه مقابل الفدية في مصر، (تكسرت الرماح والسيوف، فلنبدأ حرب الكلمة). وقول صاحب السمو الملكي الأمير نايف إنّ (الفكر لا يواجه إلاّ بفكر).

    إنّ الأمن الفكري مسألة معقّدة وشائكة لارتباطه بعوامل ومتغيّرات كثيرة قد يصعب السيطرة عليها، والإعلام أحد أهم هذه المتغيرات لأنه يعتبر السلاح الأقوى في معركة الأفكار لكسب الرأي العام. والإعلام كما يعرف بأنه التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير وميولها واتجاهاتها في نفس الوقت.

    لهذا يعتبر دور الإعلام في الأمن الفكري كبيراً وحيوياً، فالإعلام أصبح يسيطر على الساحة إعلامياً وهو الذي ينقل الأفكار ويئدها في ذات الوقت، وإذا كان الإعلام ينقل الأفكار الحسنة فلا مشكلة في ذلك، ولكن المشكلة تكمن في نقل الأفكار المدمرة بأي شكل من الأشكال سواء كان تدميراً فكرياً أو سلوكياً، مشيراً إلى أنّ الدور الذي ينبغي أن تقوم به المؤسسات الإعلامية في الأمن الفكري هو التعريف بالفكر الصحيح الذي يوجه الشباب التوجيه السليم الذي يخدم بلادهم وفضح الفكر المتطرف الذي يتوغل إلى نفوس الناشئة، وخاصة إذ لبس هذا الفكر لبوس الدين وجعلهم ينحرفون عن المسار السليم وعن الفكر الديني الصحيح إلى الفكر المنحرف.

    ف(الفكر المتطرف والمنحرف لا يكون واضحاً لكل أحد، وفي كل وقت، إذ لا يملك ذلك إلا المؤهلون القادرون على ذلك. إذن لا بد من رسم إستراتيجية واضحة وقوية لتنمية ودعم الأمن الفكري لتتحقق طموحات الدولة في توفير الأمن، والمسارعة في وضع الإجراءات الوقائية، ومتابعة المتغيرات والصراعات الخارجية إقليمياً وعالمياً مصحوبة بالجاهزية والاستعداد لعلاج المشاكل والأزمات التي تهدد الأمن الوطني. ولذلك فإنّ الحاجة للأمن الفكري تزداد وتستوجب الاهتمام لهذا كان الاهتمام من سموه بدعم الدراسات والبحوث الخاصة بالأمن الفكري والتي توّجت بإنشاء كرسي سموه للأمن الفكري بجامعة الملك سعود. هذا الكرسي أصبح قاعدة علمية لدعم بحوث ودراسات الأمن الفكري وتنظيم الفعاليات والمؤتمرات، والتي بدأت بالمؤتمر الأول للأمن الفكري (المفاهيم والتحديات) الذي ينظمه كرسي سموه لدراسات الأمن الفكري بجامعة الملك سعود في الفترة 22-25 جمادى الآخرة 1430ه. وهذا المؤتمر الذي حضره عدد من الباحثين من مختلف دول العالم من كندا ومصر والأردن وماليزيا والمملكة وغيرها تم الإعلان عن عدد من المبادئ أكدت على أنّ المجتمعات المعاصرة تعاني دون استثناء من ظواهر الغلو والتطرف والإرهاب، كما تضمّنت المبادئ أنّ الإسلام دين السلامة والاستقامة، وأنّ التطرف والغلو يهدد الضرورات الخمس، كما أجمع المشاركون على مبدأ أنّ السعي لنشر مفهوم الأمن الفكري وترسيخه لا يتنافى مع حق الإنسان في التفكير، وأنّ الجهد الأمني ليس كافياً وحده للحد من ظواهر الانحراف في الفكر، وأنّ إشاعة الفكر الآمن عامل أساسي لتعزيز الوحدة الوطنية. وفي نهاية المؤتمر اتفق المشاركون على عدد من البرامج والإستراتيجيات أهمها:

    أولاً: التوسع في دراسة نظرية الأمن الفكري في الإسلام والعمل على إيجاد وصف منهجي دقيق لمفهوم شامل للأمن الفكري يحد من سوء الفهم.

    ثانياً: أن يتبنّي (كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري) مشروعاً لبناء المفاهيم في ضوء الإسلام، باعتبار أن ضبط المفاهيم والمصطلحات وتحديدها طريق لتحقيق الأمن الفكري، وذلك عبر حصر المفاهيم الرئيسة والألفاظ الشرعية والمصطلحات العلمية ذات الصلة بالفكر من مثل (الوسطية والحرية) أو الألفاظ الشرعية ممن مثل (الجهاد، الولاء والبراء) أو المصطلحات العلمية من مثل: (دار الكفر، ودار الإسلام) وجمع الدراسات المتعلقة بالمفاهيم على اختلاف توجهات أصحابها لمعرفة أوجه تأثيرها على الفكر، ودراستها في ضوء تطورها التاريخي وأصولها الدينية والفلسفية والفكرية، والبناء العلمي الرشيد لتلك المفاهيم والتحديد لمعاني الألفاظ الشرعية المصطلحات العلمية تحديداً علمياً يسد أبواب سوء الفهم.

    ثالثاً: تشجيع ودعم البحوث والدراسات في مجال الأمن الفكري وترسيخ مقومات الفكر الأمن على أن يتم ذلك في ضوء معايير وضوابط تأخذ في الاعتبار التأكيد على البحث عن العوامل الجوهرية المعززة والمهددة للأمن الفكري بمراعاة العوامل الثقافية والاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والسياسية وتحديد مقومات ومتطلبات الفكر الآمن وعوامل ترسيخه ونشره بين شرائح المجتمع، والتعرف على مصادر ومناهج الفكر المنحرف: أسباب الانتشار والانجذاب والعزوف والانحسار - المحاذير والمخاطر - سبل الحد من جاذبتيه - التحصين والحصانة للإيجابي والسلبي من الأفكار، والبحث في توفير مداخل نظرية لفهم ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف لمفهومه الشامل والإرهاب كانحرافات فكرية يتم مراعاتها كركائز أساسية لصياغة أي إستراتيجية.

    رابعاً: السعي لنشر فقه الائتلاف وفقه الاختلاف والتبصير به كسنة اجتماعية في حياة الأمم والشعوب عبر تطبيق الآليات التالية: عقد حلقات نقاش وورش عمل تدريبية خاصة بالطلاب والطالبات في مستويات التعليم المختلفة، وإعداد وتنفيذ محاضرات وندوات وتفعيل دور المذياع والتلفاز والوسائط الإلكترونية.

    خامساً: التوظيف الأمثل لوسائل الإعلام واستثمار وسائل الإعلام الجديدة لنشر الفكر الآمن، والتحذير من الفكر المنحرف على أن تأخذ في الاعتبار مراعاة ضوابط العمل الإعلامي ووسائله وتقنياته بما يخدم سلامة النشأة الفكرية لأبناء البلاد وحمايتهم من التأثيرات السلبية للفكر المنحرف بمختلف أشكاله. وضبط وتقنين الإعلام الترفيهي ليسهم في بناء عقل سليم لا تسطيح فيه ولا تهميش. والتأكيد على تبني آليات فعالة في التأصيل لثقافة الحوار البنّاء والجدل بالحسنى وإيجابيات ومتطلّبات الانفتاح، والتفاعل الرشيد مع الثقافات المختلفة. والاستفادة من وسائل الإعلام الجديدة في نشر فكر الاعتدال وتأسيس مواقع تفاعلية في الجامعات والمؤسسات التربوية يقوم عليها مختصون تخاطب الشباب وتبني أفكارهم على أسس سليمة وتعالج ما يطرأ من أفكار خاطئة. سادساً: تشجيع ودعم تنفيذ دراسات تطبيقية لاستكشاف كافة المجالات المحتملة لسد كل الذرائع المفضية للتورط في الانحراف على مستوى الفكر أو السلوك، مع الأخذ في الاعتبار العناية بفتح المجال للتعبير المتزن عن الأفكار وحرية التعبير في ضوء أحكام الشرع وضوابطه، والاهتمام بقضاء حاجات الناس، وتوفير الحلول المناسبة والعاجلة لمشاكلهم، وتطوير وسائل الكشف عن أوجه القصور في المرافق والمؤسسات العامة ومحاسبة المتسببين في ذلك، وتحسين الأوضاع الأسرية والتربوية والاقتصادية والإعلامية والترفيهية.

    سابعاً: ضرورة التنسيق بين جهود كافة هيئات ومصالح ومؤسسات المجتمع المدني في مجال الأمن الفكري مع الأخذ بعين الاعتبار: تولي كرسي الأمير نايف لدراسة الأمن الفكري مهمة التنسيق للمناشط ذات الصلة برؤية الكرسي ورسالته وأهدافه، وإشراك الكرسي في تنظيم لقاءات دورية لمناقشة الجهود الفكرية وتنسيق المناشط في المرحلة الحالية لضمان اتساق الجهود الفكرية وفق الرؤية والإستراتيجية الوطنية.

    ثامناً: التوكيد على ضرورة استمرار كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جهوده العلمية لبناء إستراتيجية لتحقيق الأمن الفكري وفق المناهج العلمية.

    تاسعاً: تشجيع تنفيذ دراسات وأبحاث تهدف بناء أدوات لتشخيص وقياس لظواهر الغلو والتكفير والإرهاب على أن تأخذ في الاعتبار: ملاءمة أدوات التشخيص والقياس للشرائح المستهدفة، والكشف المبكر عن مظاهر وأسباب الغلو والتشدد.

    عاشراً: تعزيز الاتجاهات الإيجابية وإكساب المهارات اللازمة في مجال الأمن الفكري على أن يتضمن ذلك تحديد أفضل الوسائل والطرق لتعزيز الاتجاهات الإيجابية وإكساب المهارات لترسيخ مقومات الأمن الفكري لدى المعلمين والمربين، وتحديد أفضل الوسائل والطرق لتنمية الوعي وإكساب المهارات اللازمة لتحسين تعاطي رجال الأمن مع مسائل ووقائع الأمن الفكري.

    حادي عشر: الدعوة لبناء مرصد علمي متكامل يرصد ما يتعرّض للأمن الفكري بالإخلال، ويستطلع الظواهر الفكرية: طبيعتها وتأثيراتها وذلك من خلال الآليات التالي: رصد الشبهات المطروحة وجمعها، ووضع الإجراءات العلمية الكفيلة بالرد عليها، ودراسة الظواهر الفكرية الشاذة والغريبة على المجتمع أياً كانت طبيعتها، وأياً كان مصدرها، دراسة تراكمية تبتدئ من أول نشوء تلك الظواهر، ورصد المداخل العلمية والمنهجية والإعلامية التي يلج الانحراف الفكري من خلالها وصولاً إلى المقترحات حيالها، وتأسيس قاعدة معلومات مختلف مصادر المعلومات حول التعامل مع الفكر بالفكر، ووضع آلية للتواصل بين الجامعات ومراكز التدريب والمؤسسات الفكرية والعلمية، ومواقع الشبكة العالمية، ودراسة الارتباط بين التحولات والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وظواهر الانحراف، ودراسة مظاهر التعاطف مع الأفكار الضالة وأسباب ذلك. ووضع برامج لاستطلاع الرأي، ومقاييس علمية توضح التأثر والتأثير في المجتمع حيال الأفكار الضالة.

    ثاني عشر - التأكيد على دور وأهمية الأمن الفكري ضمن منظومة الأمن الشامل للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع وتنمية الوطن.

    لا شك أن لا شكل، أو وجهة محددة، للأفكار المتطرفة والهدامة يمكن أن يحملها أفراد أو جماعات تروّج للأكاذيب والادعاءات الباطلة للنّيل من ثوابت الوطن، وزعزعة الأمن والاستقرار، والإضرار بالاقتصاد والمؤسسات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية. وأنّ مصادر تهديد الأمن الفكري متعددة وتأتي أحياناً كثيرة من جماعات التطرف والتشدد الفكري، ومثيري الفتن ودعاة الفرقة التي تمول من خارج الوطن لتحقيق أهداف سياسية معادية للمملكة، لهذا أصدر المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري البرامج والإستراتيجيات السابق ذكرها والتي ينبغي تفعيلها.

    ولما كانت الرقابة الأمنية أو الضوابط والقيود على ما تقوم بعرضه وبثه تلك الجماعات من خلال البث الإعلامي والإنترنت وغيرهما من الوسائل من الصعوبة بمكان نظراً لما يسمّى بالعولمة وعصر تدفق المعلومات بكثافة، فقد أصبح اللجوء إلى إستراتيجية اجتماعية متكاملة أمراً ملحاً للمساهمة في الحفاظ على عقول الشباب وغيرهم من الغزو الفكري وتحصينهم ثقافياً من خلال المعلومات الصحيحة التي تزيد الوعي الأمني والثقافي، وذلك لإبعادهم عن الوقوع في الجريمة والخروج على الأنظمة والقيم والعادات والتعاليم الدينية السليمة. الأمن الفكري ليس فقط مسؤولية السلطات المعنية بالأمن الوطني إنما أيضاً المؤسسات الاجتماعية والتربوية بكل أنواعها، سواء التعليمية أو الثقافية أو الدينية التي سيكون لها، من المؤكد، دور فعّال وحيوي في المساهمة في تحقيق أعلى مستويات الأمن الفكري. وبشكل أدق نشير هنا إلى دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد، يضاف إلى ذلك وسائل الإعلام بكل أنواعها والتي تنطلق من المجتمع. ويتمثل هذا الدور بالدرجة الأولى في نشر الوعي الأمني الفكري، وتنمية العلاقات بين رجال الأمن والمواطنين، ورفع معنويات رجال الأمن مما يعمق الشعور بالانتماء لهذا الوطن، وتبصير الجميع بالنتائج الوخيمة للجريمة وخطرها على المجتمع.

    إنّ العملية التعليمية والتوجيه الأسري، بالإضافة إلى دور المسجد مع وسائل الإعلام، كل هذه العناصر تسير في خط متواز لدفع الأفراد إلى اتجاهات فكرية سليمة ورشيدة وصحية تنتج سلوكاً سوياً يؤدي إلى إقامة علاقات إيجابية تعينهم على مواجهة الأفكار الهدامة والعيش بأمان وسلام. ولأنّ الأمن الفكري هو إحساس المجتمع بأنّ منظومته الفكرية ونظامه الأخلاقي الذي يرتب العلاقات بين أفراده داخل المجتمع ليسا في موضع تهديد من فكر متطرف وافد. وأن من الخطأ الاعتقاد بأنّ دور المؤسسات التعليمية على سبيل المثال يتوقف فقط عند التعليم بمعناه التقليدي (القراءة والكتابة) كما يشير البعض. بل إنّ دور هذه المؤسسات يزداد أهمية في كل المراحل خاصة المتوسطة والثانوية نظراً للتطور العمري الذي يمر به الطالب وتحديداً من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب من أجل تحصين الفكر والعقل ضد حملات التشوية المتعمدة من أطراف خارجية لها أجندتها الخاصة والمعروفة بعدائها وحقدها على الإسلام والمسلمين بصفه عامة والمملكة بصفه خاصة. والحمد لله وضعت دولتنا الرشيدة (بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظهم الله) الخطط الإستراتيجية للارتقاء بالأمن الفكري للمواطنين من خلال دعم الجهود والإجراءات والبرامج الوقائية لحفظ فكر أبنائنا وعقولهم من كل فكر دخيل ومتطرف ومنغلق.

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!
  48.  
  49. #125
    عضو مميز
    Array الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468

    مصطلح الأمن الفكري مصطلح حديث معاصر تخلو منه معاجم اللغة العربية، (وهذا التعبير على حداثة مبناه إلا أنه قديم المدلول)؛ فلو نظرنا إلى مصطلحات لها بُعد تاريخي قديم كالغلو والتنطع وجدت أنها ناتجة ابتداء من انحراف في التفكير وسوء في توظيف العقل بما يتوافق مع الشرع ، وبعد عن الوسطية التي أمر بها ديننا العظيم ، قال تعالى ({وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً }البقرة143.

    ومصطلح الأمن الفكري مركَّب من كلمتين هما: الأمن، والفكري (نسبة إلى الفكر).

    لقد اكتسب مفهوم الأمن الفكري مكانته لارتباطه بالأمن والفكر، وهما الكلمتان التي رُكّب منهما هذا المصطلح.

    فالأمن مطلب ضروري من مطالب الإنسان، وهو جزءٌ عظيم أيضاً، لا يتجزّأ من الإسلام، فالأمنُ من تمام الدين، ولا يتحقَّق الإسلام إلاّ بالأمن، ولا يُعمل بشعائر الدين إلا في ظلِّ الأمن، ولهذا كان من موعود الله لعباده المؤمنين، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(النور 55)، وقد امتنّ الله تعالى بالأمن على أهل حَرَمه فقال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ}(العنكبوت 67). ثم إن الله أيضاً أمتنّ على قريش بهذه النعمة الكبيرة، فقال سبحانه : {الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ } )قريش 4).

    قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسيره: (فرغد الرزق والأمن من الخوف من أكبر النعم الدنيوية الموجبة لشكر الله تعالى).

    أما عن (الفكر) فهو مرتبط بالعقل، الذي به اهتمّ الإسلام، ورفع من قيمته (وأعلى من شأنه، وجعل التعقل والتفكير من طرق المعرفة الإسلامية، يلزم كل مسلم أن يؤديها حقها، وجعل العقل هو مناط التكليف ووسيلة الفهم والتفكُّر)، وهو من الضروريات الخمس التي أمر الإسلام بحفظها، وذكره ربنا سبحانه في القرآن في أكثر من موضع، ومن ذلك بيانه سبحانه أنه سخر للإنسان ما في السماوات والأرض وأمره بالتفكر في هذا الأمر العظيم، فقال سبحانه : {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}(الجاثية 13)؛ لأن هذا التسخير يوجب على الناس أن يبذلوا غاية جهدهم في شكر نعمته، وأن تتغلغل أفكارهم في تدبر آياته وحكمه؛ ولهذا قال: {... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

    إن ربط الفكر بالأمن في مفهوم (الأمن الفكري) يجعلنا أمام مصطلح من المصطلحات المهمة في هذا العصر خاصة مع ما يشهده العالم من تطور وتقدم، كان له الأثر الإيجابي والسلبي في بناء العلاقات والتواصل مع الأفكار والمعارف المختلفة.

    إذن فالأمن الفكري تعبير دقيق يصوّر لنا غاية الاهتمام بفكر الإنسان، وحمايته من منهجي الإفراط والتفريط، أو قُل الغلو والانحراف، فالأمن الفكري كفيل بإذن الله بحفظ فكر الفرد المسلم وحمايته، وجعله في جادة الوسطية والاعتدال.

    وفي المقابل فالخلل في الأمنِ الفكريّ طريقٌ إلى الخللِ في الجانب السلوكيّ والاجتماعيّ، وما سلكَت فئامٌ في الأمّة مسالِكَ العنفِ والإرهاب والقتلِ والإرعاب والتدمير والتفجير إلاَّ تشبَّعت أفكارُها وغسِلَت أدمِغتها بما يسوِّغ لها تنفيذَ قناعاتها وتحسينَ تصرّفاتها، وذلك راجعٌ إلى رصيدٍ فكريّ ومخزون ثقافيّ أفرَزَ عملاً إجراميًّا وسلوكًا عدوانيًّا.

    إن من وسائل تحقيق الأمن الفكري الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فكان من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قوله (فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد) صلى الله عليه وسلم، فالقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة هما أصلا منهج التلقي، والتمسك والاعتصام بهما كفيلان - بإذن الله - بحماية الفرد والمجتمع في أمنه وفكره. ثم إنه لن يكون أعلم بهذين المصدرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتابعيهم، ثم أهل العلم الراسخين الذين استقوا علمهم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم من هدي السلف الصالح رحمهم الله؛ فهم أعلم الناس وخاصة في أوقات الفتن وكثرة الشبهات والمدلهمات، فالرجوع إلى رأيهم وعدم مخالفتهم حصن حصين بإذن الله في كل وقت وحين. لقد استفاد لصوص العقول وناشرو الفكر المنحرف الضال من حديثي السن أو حديثي التدين أو قليلي العلم فصوروا لهم المنكر معروفاً، والباطل حقاً، وزينوا لهم الشبهات فانطلت عليهم الحيل فوقعوا في أوحال الغلو والتطرُّف.إنَّ الوسطية في كل شيء ومع كل شيء وصفت به هذه الأمة، وإن من فخرنا أن نكون كما وصفنا ربنا {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، هذا هو المنهاج الوسط الذي لا إفراط فيه، ولا تفريط، ولا غلو، ولا تقصير.ثم ونحن نتحدث عن الأمن الفكري نؤكد أن طاعة ولاة أمر المسلمين ولزوم الجماعة من المسائل العقدية المتفق عليها عند أهل السنة والجماعة، يؤكدون عليها، ويقررونها؛ لبالغ أهميتها، وعظم شأنها، حيث لا تنظم مصالح العباد في دينهم ودنياهم إلا بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمرهم، فيما ليس فيه معصية لله عز وجل.

    وهذان الأمران، أعني - طاعة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة - لهما تأثيرهما الكبير على الفرد والمجتمع، والإخلال بهما، أو بأحدهما يؤدي إلى عدم استقرار الأمن بجميع صوره.
    إنّ مسؤولية الأمن الفكري، والحفاظ عليه، مسؤولية مشتركة بين كافة مؤسسات المجتمع وأفراده، فالأسرة، والمدرسة، والجامعة، والمسجد، وغيرها، كلٌ له جهده المطالب به، والمسؤول عنه، والموفق من وفقه الله.

    فالأسرة مثلاً هي الخليّة الأولى في بناء المجتمع، والمحضن الأول للإنسان، ففيها ينشأ ويترعرع ويكتسب المثل والقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وهي جزء لا يتجزأ من بناء شخصية الفرد داخله، فعلى الوالدين العناية بهذا الأمر وتربية الأبناء التربية الصالحة التي تنطلق من منهج الوسطية المأمور به.ويحسن بهم الحرص على معرفة أصدقاء أبنائهم وقرنائهم، وتوجيههم متى ما وجدوا ملحوظة على هذا الصديق.

    كما ينبغي الحرص أيضاً على مراقبة الأبناء وتوجيههم في تعاملهم مع التقنيات الحديثة وخاصة ما يسمى بالإنترنت؛ فهو بوابة كبيرة لتبادل المعلومات والاطلاع على الثقافات وفيه الصالح والطالح، والحسن والقبيح، فعلى الشاب أولاً - المتعامل مع الإنترنت - أن يحرص غاية الحرص، على ألا يجعل لأرباب الفكر الضال على عقله باباً، بالاطلاع على مواقعهم أو كتابتهم حتى من باب الفضول؛ فقد تقع الشبهة ويصعب تداركها، ويحسن بالآباء مراعاة ذلك والتذكير به. إن موضوع الأمن الفكري موضوع كبير متشعب، لكن لعل في الإشارات التي ذكرنا تنبيهاً للاهتمام بهذا الموضوع، ونسأل الله جل جلاله أن يحفظ شبابنا من كل مكروه، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه وأن يريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه، وأن يرد ضالهم إلى طريق الهداية والرشاد.

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid