[COLOR="#6633ff"]
وافق شنٌّ طـبقةً!!
[/COLOR]
قصة بديعة من عيون ما تحكَّت به العرب
يقال شنٌّ أو شننٌ، كان رجلاً من دهاة العرب وعقلائهم
إذ قال: و الله لأجوبنَّ البلاد حتى أجد امرأة في مثل فطنتي و ذكائي
لأنحكهاو بينما هو في طريقه ، إذ قابله رجلٌ شاركه المسير إلى ذات الوجهة
التي يقصدها حتى إذا قطعاَ شوطاً في مسيرهما فسأله شنُّ: أتحملني أم أحملك ؟
فقال له الرجل أنا راكب و أنت راكب , فكيف أحملك أو تحملني يا رجل ؟ فسكت عنه شنُّ.
و سارا حتى إذا أتيا القرية، فإذ بزرع قد استحصد . فقال شنُّ:أترى هذا الزرع أكل أم لا فقال
الرجل : يا جاهل ترى نبتاً مستحصداً فتسأل أكل أم لا ؟!فصمت عنه شنُّ حتى إذا دخلا القرية
لقيتهما جنازه , فسأل شنُّ:أترى صاحب هذا النعش حياً أو ميتاً فقال له الرجل : ما رأيت أجهل
منك!ترى جنازة فتسأل عنها أميت صاحبها أم حي. فتركه شن و هم بفراقه , لكنَّ الرجل أبي
أن يتركه حتى يصير إلى منزله فمضى معه.و كان للرجل بنتٌ يقال لها " طبقةٌ " فلما دخل عليها
أبوها سألته عن ضيفه . فأخبرها بمرافقته إياه, طوال مسيرتها و شكا إليها ما كان من جهله
و غبائه ، ثم حدثها بسخافاته .فقالت:يا أبتِ ما هذا بجاهل! أما سؤاله : أتحملني أم أحملك؟
فأراد: اتعينني أم أعينك على وعثاء السفر ، وكآبة المنظر بأن نتجاذب طرفي الحديث!,حتى
نقطع طريقنا. و أما قوله أترى هذا الزرع أكل أم لا , فأراد هل باعه أهله فأكلوا ثمنه
أم لا. و أما قوله في الجنازة , فأراد هل ترك عقباً يحيا بهم ذكره أم لا. فخرج الرجل
فجلس إلى شنٍّ , فتماثل بحادثته ساعة ثم قال:أتحب أن أتأول لك ما كنتَ
سألتني عنه ؟ قال: نعم ففسره فقال شنُّ: ما هذا من كلامك ,
فأخبرني من هو صاحبه ؟ قال : هي ابنة لي. فخطبها إليه .
فزوجه إياها , وحملها و سار بها إلى أهله , فلما رأوها
قالوا صادف و وافق شنُّ طبقه . فذهبت الحكاية
مثلاً لكل اثنين أو أمرين متطابقين قلباً و قالباً.
******************************
المفضلات