لشيخ مدثر البوشي .. الله يرحمه:-
نشرت صحيفة آخر لحظة عدد يوم الجمعة 28/9/2007م الموافق 16/رمضان 1428هـ حواراً مع الشيخ عبدالعزيز عبدالسيد، وقد حاوره السيد زين العابدين العجب الذي وصف عبدالعزيز عبدالسيد "للرجل سجل حافل في محاربة المستعمر والعديد من المواقف الوطنية". وتحدث هو عن نفسه قائلاً: "أنا من مؤسسي هيئة شئون العمال، من مواليد 18/3/1907م وهو اليوم الذي صادف وفاة عثمان دقنة، وأنا أحد مواطني منطقة سكوت المحس، درست الأولية بقرية أمري، والصناعية بعطبرة، وتخرجت فيها عام 1943م، وكان معي وقتها قاسم أمين والشفيع أحمد الشيخ، والفضل في هذا يرجع للرئيس محمد أحمد محجوب. ثم أضاف عندما ذهبت إلى مصر وجدت علي عبداللطيف طريح الفراش بالمستشفى الذي يسمى بالدمرداش وكان هذا في العام 1948م، وقبل مجيئه لمستشفى الدمرداش كان بمنطقة الرجاف حيث حمله المصريون إلى مستشفاهم هذا، وخلال وجودي معه في المستشفى كان يحكي لي عن ثورة اللواء الأبيض، وذكر لي أن مؤسس ثورة اللواء الأبيض يسمى مدثر البوشي، وهو من سكان مدينة مدني وهو الذي قام بتجنيده هو للثورة، وأوضح لي أن مدثر هذا هو الذي قام بكل شيء، وعندما سأل المحرر الشيخ عبدالعزيز عبدالسيد: من هو البوشي؟ رد قائلاً:
مدثر البوشي هو أول من خطط لإستقلال السودان، كان يُرِيد وحدة وادي النيل، كان هو أول وزير عدل بالسودان وكان قاضياً شرعياً، وكان من المفروض عليه توعية المواطنين
بعد ذلك سرت الروح الوطنية والنضالية فتكون مؤتمر الخريجين، وفي الأربعينات ظهرت المجموعة التي قادت الحركة الوطنية إلى أن نال السودان إستقلاله (الزعيم إسماعيل الأزهري، الأستاذ محمد خير المحامي، محمد أحمد المحجوب، يحيى الفضلي، حماد توفيق، عبدالفتاح المغربي، مبارك زروق، خضر حمد عمر، ميرغني حمزة، توفيق صالح جبريل، محمد أحمد السلمابي، الدكتور بشير البكري، الفاتح النور، وآخرون)، وتشكلت الأحزاب والجمعيات المختلفة، وكان هناك دعم الشخصيات الوطنية الأخرى أمثال: (السيد عبدالرحمن المهدي، والسيد علي الميرغني أقطاب وادي النيل، كما كانوا يسمونهم في ذلك الوقت)، وأخيراً تكونت أول حكومة بعد الإستقلال برئاسة الزعيم إسماعيل الأزهري رئيساً للوزراء.
وكان مولانا مدثر البوشي أول وزيرٍ للأوقاف وهو من الأعلام ذوي الأصول المغاربية، وكذلك الأستاذ مبارك زروق وهو الذي أسس وزارة الخارجية السودانية، ثم أصبح أول وزيرٍ لها بعد أن كان وزيراً للمواصلات والمالية، توفي ولم يبلغ الخمسين من عمره في أرجح التقديرات. وهو أيضاً من أعلام المغاربة، وكان الزعيم إسماعيل الأزهري يَكِنُ له ود وتقدير خاص مما أثار حفيظة بعض الوزراء الآخرين الذين إنشقوا من الحزب الوطني الإتحادي، وقد توفي في 27/4/1965م.
المفضلات