النتائج 1 إلى 17 من 17

الموضوع: "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ، و تؤمنون بالله"

  1. #1
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ، و تؤمنون بالله"

    "كنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ، و تؤمنون بالله"
    الناس مع هذه الآية الكريمة على طرفي نقيض، ما بين مقصر حد السبهللية و بين مغالٍ حد التكفير والهجرة، إلا من رحم ربي و قليل ما هم. فأين نحن من فقه الدعوة إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة، أي بوضع الشيء في نصابه ، وهو ذروة سنام العدل. وليس أدل على ذلك من حكمة جعل الشدة في محل الشدة و اللين في مموضع اللين.
    نذك
    ر هنا موقفاً لعلي رضي الله عنه قال فيه: كانت لي شارف من نصيبي من المغنم يوم بدر وكان النبي صلى الله عليه وسلم أعطاني مما أفاء الله عليه من الخمس يومئذ فلما أردت أن أبتني بفاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم واعدت رجلاً صواغا في بني قينقاع أن يرتحل معي فنأتي بإذخر فأردت أن أبيعه من الصواغين فنستعين به في وليمة عرسي فبينا أنا أجمع لشارفي من الأقتاب والغرائر والحبال وشارفاي مناخان إلى جنب حجرة رجل من الأنصار حتى جمعت ما جمعت فإذا أنا بشارفي قد أجبت أسنمتهما وبقرت خواصرهما وأخذ من أكبادهما فلم أملك عيني حين رأيت المنظر قلت من فعل هذا قالوا فعله حمزة بن عبد المطلب وهو في هذا البيت في شرب من الأنصار عنده قينة وأصحابه فقالت في غنائها : "ألا يا حمز للشرف النواء" فوثب حمزة إلى السيف فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما قال علي: فانطلقت حتى أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وعنده زيد بن حارثة وعرف النبي صلى الله عليه وسلم الذي لقيت فقال: ما لك قلت يا رسول الله ما رأيت كاليوم عدا حمزة على ناقتي فأجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وها هو ذا في بيت معه شرب فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى ثم انطلق يمشي واتبعته أنا وزيد بن حارثة حتى جاء البيت الذي فيه حمزة فاستأذن عليه فأذن له فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يلوم حمزة فيما فعل فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه فنظر حمزة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم صعد النظر فنظر إلى ركبته ثم صعد النظر فنظر إلى وجهه ثم قال حمزة "وهل أنتم إلا عبيد لأبي" فعرف النبي صلى الله عليه وسلم أنه ثمل فنكص رسول الله صلى الله عليه وسلم على عقبيه القهقرى فخرج وخرجنا معه.
    و موقف آخر النبي صلى الله عليه وسلم حين كان يطوف حول الكعبة و بداخلها ما يربو على ثلاثمائة و ستين صنماً، دون أن يمسها ؛ ولكنه يوم أن مكن له بفتح مكة لم يكن ليصبر على رؤيتها منصوبة فراح هو وصحابته الإجلاء يحطمونها و يستأصلون شأفتها من على صعيد الكعبة المشرفة وما حولها. اقرأ إن شئت قوله تعالى: <(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّه عَلَى نَصْرهمْ لَقَدِير؛ الَّذِينَ إن مَكَّنَّاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ و لله عاقبةُ الأمور }>.
    ثم شاهد آخر على حلم من بعث متمماً لمكارم الأخلاق، ليخرج الناس من ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام، وقد كان -صلى الله عليه وسلم- في قمة التؤدة والتسامح
    عن عبد الله بن سلام -رضي الله عنه- قال: إن الله لما أراد هدى زيد بن سعنة، قال زيد بن سعنة: ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد -صلى الله عليه وسلم-، حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أَخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا تزيد شدة الجهل عليه إلا حلماً، فكنت ألطف له لأن أخالطه، فأعرف حلمه من جهله. قال زيد بن سعنة: فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوماً من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي، فقال: يا رسول الله، إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا، ودخلوا في الإسلام، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغداً، وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث، فأنا أخشى يا رسول الله أن يخرجوا من الإسلام طمعاً كما دخلوا فيه طمعاً، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تعينهم به فعلت، فنظر إلى رجل إلى جانبه أراه علياً -رضي الله تعالى عنه-، فقال: يا رسول الله، ما بقي منه شيء، قال زيد بن سعنة: فدنوت إليه، فقلت: يا محمد، هل لك أن تبيعني تمراً معلوماً من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا؟ فقال: (لا يا يهودي، ولكني أبيعك تمراً معلوماً إلى أجل كذا وكذا، ولا تسمي حائط بني فلان)، قلت: بلى، فبايعني فأطلقت همياني، فأعطيته ثمانين مثقالاً من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا، فأعطاها الرجل، فقال: اغد عليهم فأعنهم بها، فقال زيد بن سعنة: فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاث، أتيته فأخذت بمجامع قميصه وردائه، ونظرت إليه بوجه غليظ، فقلت له: ألا تقضيني يا محمد حقي؟ فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل، ولقد كان لي بمخالطتكم علم، ونظرت إلى عمر، وإذا عيناه تدوران في وجهه كالفلك المستدير، ثم رماني ببصره، فقال: يا عدو الله أتقول لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أسمع، وتصنع به ما أرى! فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، ثم قال: (يا عمر، أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التباعة، اذهب به يا عمر وأعطه حقه وزده عشرين صاعاً من تمر مكان ما روعته)، قال زيد: فذهب بي عمر -رضي الله تعالى عنه- فأعطاني حقي، وزادني عشرين صاعاً من تمر، فقلت: ما هذه الزيادة يا عمر؟ فقال: أمرني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أزيدك مكان ما روعتك، قلت: وتعرفني يا عمر؟ قال: لا، من أنت؟ قلت: أنا زيد بن سعنة، قال: الحبر، قلت: الحبر، قال: فما دعاك أن فعلت برسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما فعلت وقلت له ما قلت؟ قلت: يا عمر لم تكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده الجهل عليه إلا حلماً، فقد أخبرتهما، فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، وأشهدك أن شطر مالي -وإني أكثرها مالاً- صدقة على أمة محمد. فقال عمر -رضي الله تعالى عنه-: أو على بعضهم، فإنك لا تسعهم. قلت: أو على بعضهم، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال زيد: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. وآمن به وصدقه وبايعه وشهد معه مشاهد كثيرة، ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر. ألا رحم الله زيداً بن سعنة.



  2. #2
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ودالعمدة
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    من أرض المحنة
    المشاركات
    2,252
    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
    بارك الله فيك اخى عابر سبيل وفى ميزان حسناتك
    و انتمى إليكَ ......
    ياوطناً تفردَ بالجمالِ وبالبهاء
    ياأرضَ مهيرة وبنونة ......
    ياديوانَ الرجالِ وبيتَ العوينِ ....
    يامرتعَ الأطفالِ عندَ الرواكيبِ مساء

  3. #3
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ودالعمدة مشاهدة المشاركة
    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
    بارك الله فيك اخى عابر سبيل وفى ميزان حسناتك
    و بورك لك وفيك يا شاهراً شهادة التوحيد في وجه عواصف الشرك،،،،
    وإ ذا كان رب العزة قد منّ على الجن بأن خلقهم لإجل عبادته وحده، لا شريك له ، فقد شاركهم تلك الغاية بنو الإنسان ، ولكن الله زادهم بسطة في التشريف ورفعهم درجة في التكليف فخصهم دون الجن بغاية ثانية بأن جعلهم مستخلفين في أرضه، ليعمروها بعبادته. فكيف يكون ذلك يا ترى؟
    إنما يكون بتلكم الخيرية على الناس والتي مناطها تآمرهم بمعروف وتناهيهم عن منكر فعلوه. وذلك ترجمة حرفية وفك لشفرة الإيمان بالله. و حال العبد في ذلك كحال جندي مجهول يحارب على خمس جبهات و بؤر ساخنات في آنٍ واحدٍ، ألا وهي :-
    1) جبهة غواية الشيطان إبليس، نعوذ بالله من شركه و أن نغترف باسمه على أنفسنا سوءً أو نجره إلى مسلم. فلا مناص لنا من اتخاذه عدواً و قد كان لنا عدواً، فلمنارس عداوته بشجاعة:-
    - أولاً بألا نتبع خطواته التي هي مدرج لغاياته حيث لا يجبرنا على الزنا مثلاً، وإنما يسدرجنا إليه فيغوينا بنظرة ثم بسمة ، فلقاء، ثم يترك الباقي لضعاف نفوسنا الأمارة بالسوء؛
    - ثانياً، بأن نعمل على إحباط مكايده و انتقاص جنده ، أو على أضعف الإيمان ألا نصير أنفاراً ضمن صفوف جوقته.
    2) جبهة نفس المرء ، تلك القابعة بين جنبيه ، والأمارة بكل سوء حواليه، و التي من طبعها و ديدنها أنها ما ترغب في شيء ثم تظل تطلب منه المزيد وتستفيض، حتى يصير من أبغض الحلال إليها. فلنحاربها إذاً، بأن نكبح جماح شهواتها فلا نميل معها كل الميل وهي تغرينا بصنوف الملذات و ألوان المشهيات و سوف لن يهدأ لها بال حتى تغمسنا في أتون المنغصات.
    3) جبهة رفقاء السوء و قد قيل إن الرفاق عموماً على إحدى شواكل ثلاث: فإما هم أصفياء لا غنى عنهم كما الماء و الغذاء؛ و منهم بعض مفيدون كما كية النار، فهي حارقة و لكن تنفع للدواء.؛ و بعض آخر مؤذ تماماً كجرثومة الداء. "فالمرء على دين خليله و لينظر أحدكم من يخالل"
    4) جبهة نوائب الدهر ، و هذه يسهل التغلب عليها بلزوم الصبر و الاستغفار فلرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرج.
    5) جبهة نعم المولى علينا في الحياة الدنيا : وهذه توجب الحمد والشكر للمنعم ، فلا نبدلها كفراً فنحل و نحل أهلنا دار البوار . و هيهات أن نعد نعمة الله وهي مفردة، فكيف لنا أن نحصيهن وهن كثير، بل أكثر مما تتصور عقولنا و تستوعب مواعين طموحنا أو تتطلع أماني نفوسنا. فإذا قلنا إن نعمة المال تقتضي مراقبة الله في السر وا لعلن من حيث طرق كسبه و من ثم مصارف بذله و إنفاقه في سبيل مرضاة المولى عز و جل ، فإن زكاة نعمة العلم توجب أن نضرب أكباد الإبل لأجل التماسه وتعلمه على أصوله ، ثم نقله بكل أمانة إلى كل من جهله وتذكير كل من نسيه ؛ حتى لا يأتي أحدنا يوم القيامة و هو ملجم بلجام من نار. هذا و إن خيرنا من تعلم القرآن وعلمه.
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 31-03-2013 الساعة 07:29 PM

  4. #4
    عضو برونزي
    الصورة الرمزية ابو علا
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    ودازرق
    المشاركات
    784
    بارك الله فيك عابر سبيل .................................................. ......
    نسال الله أن يجعل لنا في رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وصحبه اسوة حسنة .

    وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم ....... إن التشبه بالرجال فلاحو
    لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين

  5. #5
    عضو فعال

    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    الدولة
    ودأزرق
    المشاركات
    250
    جزاك الله خير أخي عابر سبيل وإليك هذه الواقعة التي تثبت سمو أخلاق النبي وأنه بالفعل كما قال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) :
    روى الواقدي، عن محمد بن يعقوب بن عتبة، عن أبيه، وعن جماعة قالوا: قال المغيرة بن شعبة : كنا متمسكين بديننا ونحن سدنة اللات، فأراني لو رأيت قومنا قد أسلموا ما تبعتهم. فأجمع نفر من بني مالك الوفود على المقوقس وإهداء هدايا له، فأجمعت الخروج معهم، فاستشرت عمي عروة بن مسعود، فنهاني، وقال: ليس معك من بني أبيك أحد. فأبيت، وسرت معهم، وما معهم من الأحلاف غيري، حتى دخلنا الإسكندرية، فإذا المقوقس في مجلس مطل على البحر، فركبت زورقًا حتى حاذيت مجلسه، فأنكرني، وأمر من يسألني، فأخبرته بأمرنا وقدومنا، فأمر أن ننزل في الكنيسة، وأجرى علينا ضيافة، ثم أدخلنا عليه، فنظر إلى رأس بني مالك فأدناه، وأجلسه معه، ثم سأله: أكلكم من بني مالك؟ قال: نعم، سوى رجل واحد. فعرَّفه بي، فكنت أهون القوم عليه، وسُرَّ بهداياهم، وأعطاهم الجوائز، وأعطاني شيئًا لا ذكر له. وخرجنا، فأقبلت بنو مالك يشترون هدايا لأهلهم، ولم يعرض عليَّ أحد منهم مواساة، وخرجوا، وحملوا معهم الخمر، فكنا نشرب، فأجمعت على قتلهم، فتمارضت، وعصبت رأسي، فوضعوا شرابهم، فقلت: رأسي يُصدع ولكني أسقيكم. فلم ينكروا، فجعلت أصرف لهم، وأترع لهم الكأس، فيشربون ولا يدرون، حتى ناموا سكرًا، فوثبت وقتلتهم جميعًا، وأخذت ما معهم.
    فقدمت على النبي ، فأجده جالسًا في المسجد مع أصحابه، وعليَّ ثياب سفري، فسلمت، فعرفني أبو بكر ، فقال النبي : "الحمد لله الذي هداك للإسلام". قال أبو بكر : أمن مصر أقبلتم؟ قلت: نعم. قال: ما فعل المالكيون؟ قلت: قتلتهم، وأخذت أسلابهم، وجئت بها إلى رسول الله ليخمسها. فقال النبي : "
    أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئًا؛ لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر". فأخذني ما قَرُب وما بعُد، وقلت: إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة. قال : "فإن الإسلام يجُبُّ ما كان قبله".
    التعديل الأخير تم بواسطة عصام سعيد ; 31-03-2013 الساعة 09:40 AM

  6. #6
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو علا مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك عابر سبيل .................................................. ......
    نسال الله أن يجعل لنا في رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام وصحبه اسوة حسنة .
    وتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم ....... إن التشبه بالرجال فلاحو
    وبارك الله فيك أخي وأعلا شأنك في علييين ب"لا أله إلا الله" نعم فقد أصبت والله و هذه حياتهم
    فهلا تشبهنا بأشباه أشباههم؟؟؟!!
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    اجتمع الصحابة في مجلس .. لم يكن معهم الرسول عليه الصلاة والسلام .. فجلس خالد بن الوليد .. وجلس ابن عوف ... وجلس بلال
    وجلس ابو ذر ..
    وكان ابو ذر فيه حدة وحرارة فتكلم الناس في موضوع ما ... فتكلم أبو ذر بكلمة اقتراح : أنا أقترح في الجيش أن يفعل به كذا وكذا .
    قال بلال : لا .. هذا الإقتراح خطأ .
    فقال أبو ذر : حتى أنت يابن السوداء تخطئني
    فقام بلال مدهوشا غضبانا أسفا .. وقال : والله لأرفعنك لرسول الله عليه الصلاة والسلام .. وأندفع ماضيا إلى رسول الله .
    وصل للرسول عليه الصلاة والسلام ..وقال : يارسول الله ...
    أما سمعت أبا ذر ماذا يقول فيّ ؟
    قال عليه الصلاة والسلام : ماذا يقول فيك ؟؟قال : يقول كذا وكذا ..
    فتغير وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ..وأتى أبو ذر وقد سمع الخبر .. فاندفع مسرعا إلى المسجد ..
    فقال : يارسول الله .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    قال عليه الصلاة والسلام : يا أبا ذر أعيرته بأمه .. إنك امرؤ فيك جاهلية
    فبكى أبو ذر رضي الله عنه.. وأتى الرسول عليه الصلاة والسلام وجلس .. وقال يارسول الله استغفر لي .. سل الله لي المغفرة
    ثم خرج باكيا من المسجد ...
    .. وأقبل بلال ماشيا ...فطرح أبو ذر رأسه في طريق بلال ووضع خده على التراب ...وقال :
    والله يا بلال لا ارفع خدي عن التراب حتى تطأه برجلك
    .. أنت الكريم وأنا المهان
    فأخذ بلال يبكي .. وأقترب وقبل ذلك الخد ثم قاما وتعانقا وتباكيا . ..
    هذه هي حياتهم يوم تعاملوا بالإسلام رضي الله عنهم أجمعين.
    ان بعضنا يسيء للبعض في اليوم عشرات المرات .. فلا يقول : عفواً ويعتذر
    إن بعضنا يجرح بعضا جرحا عظيما .. في عقيدته ومبادئه وأغلى شيء في حياته فلا يقول .. سامحني .
    إن البعض قد يتعدى بيده على زميله .. وأخيه .. ويخجل من كلمة : آسف .
    الإسلام دين التقوى لم يفرق بين لون أو حسب أو نسب.
    فلماذا يعجز أحدنا عن الإعتذار لأخيه .. بهدية صغيرة .. أو كلمة طيبة .. أو بسمة حانية، لنظل دوما على الحب والخير أخوة .
    الانسان ثمرة الطاعة والمحبة .
    فكل مطيع لله أنيس و مستأنس
    وكل عاص لله بغيض و مستوحش
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 25-09-2014 الساعة 10:22 AM

  7. #7
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عصام سعيد مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خير أخي عابر سبيل وإليك هذه الواقعة التي تثبت سمو أخلاق النبي وأنه بالفعل كما قال الله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم) :
    فقال النبي : "
    أما إسلامك فنقبله، ولا آخذ من أموالهم شيئًا؛ لأن هذا غدر، ولا خير في الغدر". فأخذني ما قَرُب وما بعُد، وقلت: إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت الساعة. قال : "فإن الإسلام يجُبُّ ما كان قبله".
    صدقت أخي عصام وذلك لأن الإسلام دين فطرة خالصة خص الله بها أمة نبيه ، وجعلها من خصائص دينها. ففي حديث الإسراء , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسري بي ، رأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به قال وأتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر فقيل لي خذ أيهما شئت فأخذت اللبن فشربته فقيل لي هديت للفطرة أو أصبت الفطرة أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك .
    (1) فهي فطرة عبادة تبرز أولاً بالحاجة المركوزة في نفس بشرية متجهة لله وحده، قال تعالى أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). وقال صلى الله عليه وسلم ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ ، كَمَا تُنَاتَجُ الإِبِلُ مِنْ بَهِيمَةٍ جَمْعَاءَ ، هَلْ تُحِسُّ فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ ؟ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَرَأَيْتَ الَّذِي يَمُوتُ وَهُوَ صَغِيرٌ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا عَامِلِينَ).
    وها هو الخليل إبراهيم عليه السلام حين يتجه إلى عبادة الله وحده ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ * إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * . ولما سئل أعرابي عن الدليل فقال : البعرة تدل على البعير . والروث على الحمير ، و أثرالسير على المسير ، فسماء ذات أبراج ، وأرض ذات فجاج . وبحار ذات أمواج ، أما تدل على الصانع الحليم العليم القدير؟

    قال الشاعر :
    تأمل في نبات الأرض وانظر ... إلى آثار ما صنع المليك
    عيون من لجين شاخصات ... وأزهار كما الذهب السبيك
    على قضب الزبرجد شاهدات ... بأن الله ليس له شريك
    ولقد أيقن كفار قريش هذه الحقيقة التي لا تتصادم مع الفطرة السليمة , قال زيد بن عمرو بن نوفل الذي ترك عبادة الأصنام قبل أن يبعث النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " حيث يحكي عن عقيدته في الجاهلية ويقول :
    أرب واحد أم ألف رب * أدين إذا تقسمت الأمور
    عزلت اللات والعزى جميعاً * كذلك يفعل الجلد الصبور
    فلا العزى أدين ولا ابنتيها * ولا صنمي بني عمرو أزور
    ولا غنما أدين وكان ربا * لنا في الدهر إذ حلمي يسير
    عجبت وفي الليالي معجبات * وفي الأيام يعرفها البصير
    بأن الله قد أفنى رجالاً * كثيرا كان شأنهم الفجور
    وأبقى آخرين ببر قوم * فيربل منهم الطفل الصغير
    وبينا المرء يعثر ثاب يوماً * كما يتروح الغصن النضير
    ولكن أعبد الرحمن ربي * ليغفر ذنبي الرب الغفور
    فتقوى الله ربكم احفظوها * متى ما تحفظوها لا تبوروا
    ترى الأبرار دارهم جنان * وللكفار حامية سعير
    وخزي في الحياة وإن يموتوا * يلاقوا ما تضيق به الصدور
    وها هو الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري ذهب ذات يوم ليقدم مراسيم الطاعة لصنمه ، وبينما هو كذلك وجد ثعلبا متسلق على رأس الصنم وقد بال عليه فوقف متعجبا\" ساخرا\" مما حدث وانشد قائلا:
    رب يبول الثعلبان برأسه * * * لقد ذل من بالت عليه الثعالب
    فلو كان ربا كان يمنع نفسه * * * فلا خير في رب نأته المطالب
    برئت من الأصنام في الأرض كلها * * * وآمنت بالله الذي هوغالب
    ( 2 ) وهي فطرة في الدعاء : ويتجلى ذلك إذا ما نزل بالإنسان كرب أو حل به مكروه ، فيلجأ بقلبه خاشعاً إلى السماء سائلاً رب السماء أن ينجيه منها \"أ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) الروم .
    ومهما طغت عوارض الفطرة فلا بد أن تبرز عند الشدائد ، حتى إن فرعون لما أدركه الغرق قال: \" آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) سورة يونس .
    (
    3 ) و فطرة في التصديق بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم :
    عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " بينا رجل يسوق بقرة إذ أعيي فركبها فقالت : إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا لحراثة الأرض . فقال الناس : سبحان الله بقرة تكلم " فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر " .
    وأيضا قصة إسلام الطفيل بن عمرو الدوسي : وهو من دوس زهران ، من السراة سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم في مكة ، فركب جمله ، وأخذ متاعه ، ولبس ثيابه. وكان الطفيل شاعرا مجيدا ، وخطيبا فصيحا ، يعرف جزل الكلام من ضعيفه . وصل إلى مكة ، ولكن الدعايات المغرضة ضد الرسول صلى الله عليه وسلم تتحرك من المشركين لتشويه سمعته.دخل مكة ، فلقيه كفار قريش .فقالوا : إلى أين يا طفيل ؟ قال : أريد هذا الذي يزعم انه نبي ،لأسمع كلامه ، إن كان حقا اتبعته ، وإن كان باطلا تركته .قالوا : إياك وإياه ، إنه ساحر ، انه شاعر ، انه كاهن ، انه مجنون ، أحذر لا تسمع كلامه .قال الطفيل : فوالله ، ما زالوا بي يخوفونني حتى أخذت القطن فوضعته في أذني .لكن الحق أقوى من القطن. أتى فرأى وجه الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب .
    ( 4 ) وفطرة في يسر الإسلام وسماحته :
    وفي مخاطبته لكل جوانب النفس البشرية ، بما يلبي حاجات الجسد والروح ، ويخاطب العقل والعاطفة ، لا يطغى جانب على جانب ، تنزيل من حكيم حميد ، ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، إن هذا التوازن هو من أعظم خصائص هذا الدين .
    فهذا أتقى الخلق يرسم لنا الطريق السديد بالقيام بحق الجسد ، والسمو بالروح بأنواع العبادة ، فلا رهبانية تصطدم بحاجة الإنسان الطبيعية ، ولا بهيمية تهبط به إلى حمأة إشباع اللذات والغرائز ، لتتحقق بذلك السعادة ، فتشرق الروح ، وتطوف عوالم الملكوت ، ويأخذ الجسد نصيبه من اللذات الغريزية باعتدال يضمن بقاءه ، ويحقق مقاصد عمارة الأرض ، ويطلق العقل قدراته ، ويتحررمن قيود الخرافة والأوهام ، فتفيض النفس طمأنينة وسكينة.
    ثم إن هذه الفطرة تتجلى في ما شرعه الله من الحلال والحرام ، فقد قال ربنا عزوجل: \" وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ (157) سورة الأعراف، وقال تعالى: \" يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169) سورة البقرة.
    عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيِّ ؛أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ : أَلاَ إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا : كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلاَلٌ ، وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ ، فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا .
    وعن وابصة بن معبد رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( جئت تسأل عن البرّ ؟ ) ، قلت : نعم ، فقال : ( استفت قلبك ، البرّ ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاك المفتون ) .

  8. #8
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ودالعمدة مشاهدة المشاركة
    أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم
    بارك الله فيك اخى عابر سبيل وفى ميزان حسناتك
    مزالق المعصية
    أوله
    ا استهانة الذنوب بالنظر إلى صغرها دون انظر إلى قدر من عصيت" فالنار تشب من مستصغر الشرر ،فلا تذر أخضر ولا يابساً. والاحتقار يولد الاستهتار و يجلب الكبائر .
    و من أخطرها
    الإصرار على المعاصي حيث "لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار"، فالصغيرة تنقلب كبيرة مع الإصرار عليها. والخالق لم يصف المؤمنين بأنهم لا يذنبون، بل خطاؤون و خير الخطائين التوابين {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
    مصيبة الإصرار على المعصية أنه قد يكون سبباً في سوء الخاتمة و من أسبابه:
    1-
    الاستمراء: فالزاني يستطيب شهوة الفرج ،و المرابي يخشى قلة الربح فيتمادى في الكنز؛
    2
    - التسويف بالتوبة، حيث يغريه الشيطان بطول الأمل و نسيان لحظة الموت( حيث لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)؛
    3
    - الديدن و غلبة العادة: فقد تعود على فعل المعصية حتى غدت مألوفةً بين الناس، مما يورث موات الضمير ، فلا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما ران على قلبه من من هوى؛
    4
    -دناءة الهمة و فقدان الإحساس بلذة العبادة: لشدة تأثر القلب برين المعصية.
    5- ومن أعظم أسباب الإصرار على المعصية
    رفقاء السوء، فكلما أراد الإقلاع عن معصيته أثنوه ووقفوا سداً منيعاً دون أوبته حتى يقبض فيقول{يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} .
    - ومنها
    المجاهرة بالمعصية يقول المصطفى صلى ا لله عليه وسلمكل أمتي معافى إلا المجاهرين).
    فإن من أظلم الظلم أن يسيء المرء إلى من أحسن إليه. فما بالك إذا كان المحسن هو الله إنها بلية عظمى ورزية كبرى أن يتبجح المرء بمعصيته لله عز وجل ويعلنها صريحة مدوية بلسان حالة ومقالة ناسياً أو قل متناسياً حق الله وفضله عليه .
    { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } هذا الذم والوعيد فيمن يحب إشاعة الفواحش فما بالك بمن يشيعها ويعلنها.
    ويقول وتعالى { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }
    أخيراً،
    المبارزة بالمعصية وكأن لسان حال المبارز بالمعصية يقول لربه: "ءإذن بحرب مني، فلا يجد فجاً فيه معصية إلا سلكه ولو كلفه ما لا يطيق( ذلك بأنهم اتبعو ما أسخط الله و كرهو رضوانه..)
    فيا ابن آدم إلام ستبقى مبارزاً لله بالمعاصي و قد برأك في بطن أمك ..و غشى وجهك بغشاء لئلا تنفر من الرحم .و جعل وجهك إلى ظهر أمك لئلا تؤذيك رائحة الطعام .. و جعلت لك متكأ عن يمينك و متكأ عن شمالك ..
    فأما الذي عن يمينك فالكبد .. و أما الذي عن شمالك فالطحال .
    و علمك القيام و القعود في بطن أمك .. فهل يقدر على ذلك غير الخالق؟؟
    فلما أن تمّت مدتك .. و أوحى إلى الملك بالأرحام أن يخرجك ..
    فأخرجك على ريشة من جناحه .. لا لك سن تقطع .. و لا يد تبطش .. و لا قدم تسعى ..
    فأنبعث لك عرقان رقيقان في صدر أمك يجريان من بين فرث ودم لبنا خالصاً سائغاً لغذائك حارشتاءً و بارد صيفاً ..
    و ألقى عليك محبة من عنده في قلب أبويك .. فلا يشبعان حتى تشبع .. و لا يرقدان
    حتى ترقد .. فلما قوي ظهرك و أشتد أزرك .. بارزته بالمعاصي في خلواتك .
    و لم تستحي منه وهو مطلع على خائنة عينك و ما يخفي صدرك .. و مع هذا ما دعوته إلا و أجابك ..
    وما سالته شيئاً إلا أعطاك .. و إن تبت إليه قبلك بلا واسطة.

    وبالمقابل فمن الناس من
    يستعظم هول ما اغترف من معاصي وانتهك من حرمات الله و قد ملأت نفسه وضاقت بها جوانحه وهو يريد الخلاص، فيستبعد القبول، وربما يتزايد الانحراف ويترك الطريق بالكلية. فيحول ذلك بينه و بين باب توبة لم ولن يوصد بعد حتى يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل: (من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ما لم يشرك بي شيئا) ويقول أيضاً: (يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا بن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، يا بن آدم! لو لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً أتيتك بقرابها مغفرة) .ودونك قصة قاتل المائة نفسٍ إلا واحدة قتلها كلها ظلماً وعدواناً،، وبعد ذلك يفتيه فقيه عالم لا عابد جاهلا: بأن ليس بينه وبين الله حائلاً؛ ثم تتنازعه أرض التوبة وأرض المعصية و تختصم فيه ملائكة الرحمة و ملائكة العذب فيأذن المولى لأرض المعصية أن: تباعدي، و لأرض الرحمة أن تقاصري و تقاربي لتستأثر به ملائكة الرحمة.
    ذنوب لها فائدة
    فما المقصود بـ (
    ربّ معصية أورثت ذلاّ و انكسارا خير من طاعة أورثت عزّا و استكباراً )
    فإن أنين المذنبين أحب إلى الله من زجر المسبحين المتفاخرين. يقول ابن القيم رحمه الله: وقد يكون ذنبٌ عند بعض الناس أعظم أثراً من طاعة، كيف؟ يقول: يعمل الذنب فلا يزال هذا الدنب نصب عينيه، إن قام وإن قعد وإن مشى ذكر ذنبه، فيُحدِث له انكساراً وتوبةً وندماً، فيكون ذلك سبب نجاته وفي المقابل شخص محسن وضع الحسنة أمام عينيه يراها دائماً، يقول: ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه إن قام وإن قعد وإن مشى كلما ذكرها أورثته عجباً، وكبراً ومنةً فتكون سبب هلاكه. فيكون الذنب موجباً لطاعات و سيئات تبدل سيئات، حتى يقول الشيطان: يا ليتني لم أوقعه فيها، لما يرى من سيئات تبدل سيئات وهو نادم على إيقاعه في الذنب كندامة فاعله على ارتكابه، لكن شتان ما بين ندمين .


  9. #9
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    وكيف لفاسق أن يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر؟! لغم أرضي على رأس عقبة كأداء لا يتوانى عدو الله الشيطان في زرعها في طريق كل داعية للخير. و لكنها كلمة حق قد يراد لها أن تجري على لسان باطل! إذ يقول الحق عز وجل أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وهذا استفهام إنكاري توبيخي تقريعي تعنيفي ينعي عليهم دعوة البر (وهو اسم جامع سائر سمات وأعمال الخير). ويوقول تعالىيَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ). وذلك في حق الذين لا يعملون بعلمهم ولا يتسق سلوكهم مع عملهم ، فضلاً عن أن يكونوا من الراسخين في العلم ، وإنما هم رواة أخبار وحفظة أسفار ، والفقه فيما رووه أمر آخر وراء هذا . أو هم ممن غلب عليهم الهوى فغطّى على قلوبهم . وهنا ينبغي أن يوجّه اللوم ، والعتاب كلُ العتاب ، لمن يفعل ذلك ، وحسبك أن الله تعالى سمّى ذلك الانفصام بين القول والعمل مقتاً ، بل جعله أكبر المقت وأشدّ البغض ، فقال : ] كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [ .إن الإيمان ليس مجرد كلمات يديرها الإنسان على لسانه ، ويتحلى بها أمام الناس ويتشدق بها في المناسبات دون أن يكون لها أثرها في سلوكه وواقعه ، ودون أن تترجم إلى واقع حي يراه الناس ، فيكون هذا الواقع العملي الظاهر والالتزام مؤشراً على الإيمان الصحيح وعمقه في نفس صاحبه .
    وليس عالماً ذاك الذي لم يعمل بعلمه ، ولا يستحق وصف التكريم هذا ، فعن علي - رضي الله عنه - قال : (يا حملة العلم : اعملوا به ، فإن العالم من علم ثم عمل ، ووافق علمه عمله ، وسيكون أقوام يحملون العلم ، لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم ، ويخالف علمهم عملهم ، يقعدون حِلقاً ، يباهي بعضهم بعضاً ؛ حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم إلى الله عز وجل) . وقال الحسن البصري - رحمه الله - : (العالم الذي وافق علمه عمله ، ومن خالف علمه عمله فذلك راوية سمع شيئاً فقاله) . وقال الثوري : (العلماء إذا علموا عملوا ، فإذا عملوا شُغِلوا ... ) . وقال : (العلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل) .
    وقد حَدَّثَنَا حَسَنٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ فَقُلْتُ يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ. وفي حديث أسامة بن زيد قال: سمعته (الرسول) يقول: (يُجاء بالرجل يوم القيامة فيُلقى في النار، فتندلق أقتابه في النار، فيدور كما يدور الحمار برحاه، فيجتمع أهل النار عليه، فيقولون: أي فلاناً ما شأنك؟ أليس كنت تأمرنا بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا آتيه، وأنهاكم عن المنكر وآتيه) أي لا أنتهي عنه.
    ولكن الجمهور مع القول بأن يتآمر الناس الناس بالمعروف و يتناهوا عن منكر فعلوه ولو كان بعضهم مقصر في ذلك ، مالم يجاهورا بمعصية لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. ). لكونه دين الله وسلعته الغالية و سنته الماضية يقوض لها من يشاء من خلقه و لو كره المبطلون. ولعل من لا يجاهر بالمعاصي ولا يغوي بها سواه ،وإن كان يأتيها ، أن ينعم يتوب الله عليه و يحشره في زمرة منم قال فيهم...وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) اللّهَ ...).
    حتى قيل أنه حري بمن يعقرون الخمر ويديرون كؤوسهم مترعة ، أن يتناصحوا بتركها، لا أن يستهزؤوا بحرمات الله.
    ولذلك فقد قيل للحسن: "إن فلانا لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول مالا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول، ود الشيطان أنه ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر"..وقال سعيد بن جبير: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر".
    من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط
    وخطب عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- يوماً فقال في موعظته: إني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي فاستغفر الله وأتوب إليه.
    وكتب إلى بعض نوابه على بعض الأمصار كتابا يعظه فيه وقال في آخره: وإني لأعظك بهذا وإني لكثير الإسراف على نفسي غير محكم لكثير من أمري، ولو أن المرء لا يعظ أخاه حتى يحكم نفسه إذا لتواكل الخير، وإذا لرفع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا لاستحلت المحارم وقل الواعظون والساعون لله بالنصيحة في الأرض، والشيطان وأعوانه يودون أن لا يأمر أحد بمعروف ولا ينهى عن منكر، وإذا أمرهم أحد أو نهاهم عابوه بما فيه وبما ليس فيه كما قيل:
    وأعلنت الفواحش في البوادي *** وصار الناس أعوان المريب
    إذا ما عبتهم عابوا مقالي *** لما في القوم من تلك العيوب
    وودوا لو كففنا فاستوينا *** فصار الناس كالشيء المشوب
    وكنا نستطب إذا مرضنا *** فصار هلاكنا بيد الطبيب.

  10. #10
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    متى يصبح المنكر منكراً؟؟؟؟!
    ضمن شروط الصحة التالية:-
    1) أن يكون منكراً ، أي متعارف على صفة كونه فعلاً مستهجناً و سلوكاً منبوذاً شرعاً وعرفاً. ولا بد هنا من تفريق ما بين منكر و معصية ، حيث إن بينهما خصوص و عموم وأمور متشابهات.علمأ أن دائرة المنكر أوسع وأشمل . فمثلاً ، لو أن مختلاً عقلياً أقدم على مواقع فاحشة الزنا
    لتوجب علينا زجره ومنعه ولو بالقوة والحبس ، رغم أنه غير مكلف أصلاً ، حتى نصفه بالعاصي. ومثال آخر لعله أقرب، فلوو أن رجلاً جاء إلى صلاة الجماعة بلباس مزركش و صالخ الألوان ، غير أنه ساتر للعورة ، لما جاز لنا منعه شرعاً ، وإن كان مظهره شاذاً ، من ناحية عرفية بحتة.
    2) أن يكو المنكر قائماً في الحال ، بمعنى أن مرتكبه إما أن يكون هاماً بفعله: كأن ييهيء الوضع تماماً لمعاقرة الخمر أو الميسر بإحضاره كل أدوات المعصية قبل أن يشرع فيها، أو يختلي بامرأة أجنبية ، ثم يغلقاً عليها دون أن يطلع أحد على ما يفعلان؛ و إم أن يضبط الفاعل متلبساً بيده في جراب فعلته؛ أو أن يضبط و قد فرغ من إتيان حققة المنكر بعد سبق ترصد وسبق إصرار. فهؤلاء جميعهم يجب في حقهم النهي عن المنكر ، حسب الضابط المقررة شرعاً.
    3) أن يكوون منكراً ظاهراً في غير ما تجسسأو تلصص أو تنصت أو تتبع لعورات الناس، حيث قال الشاعر(لسانك لا تذكر به عورة أمرئ ، فكلك عورات وللناس ألسن. وفي هذا السياق ، فقدجاء في سنن أبو داود عن أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (( من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقأوا عينه فقد هدرت عينه) أي إذا طالب صاحب العين بالقصاص أو الدية يقال له: لقد أهدرهما الشرع. و لعل من هنا تبرز أهمية أن على مرتكي المنكرات أن يستتروا حذر الوقوع في معصية المجاهرة و المبارزة بحرمات الله لقوله صلوات الله و سلامه عليه : { كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه } [متفق عليه].
    4) أن لا يكون المنكر مختلفاً عليه احتلافاً سائداً معتبراً ، كالاختلاف بين الأئمة الأربعة الثقات حول ظاهرة التدخين والتي تترواح فيها مذاهبهم جميعها ما بين التحريم و الكراهة . ولكن لا يأتي علينا أحد ليشذ بقوله: إن التدخين فعل مباح و لا شيء فيه ولا غبار عليه ضارباً بعرض الحائط كل ما أثير حوله من مظان الضرر و الضرار وإلقاء بالنفس إلى التهلكة و إنهاك للصحة و إهدار للمال.؛ أو كما فعل ذاك المصري المجترئ على الفتيا بجواز مسألة إرضاع المرأة لزميلها البالغ ، : درءاً لمظنة الخلوة ، كما يزعم صاحب التقليعة.
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 22-04-2013 الساعة 12:03 AM

  11. #11
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    ترك التآمر بالمعروف و التناهي عن المنكر
    إن قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قضية هوية إسلامية مصيرية . وسنن الله الماضية أنيسلط عقوباته على المجتمعات التي تفرّط في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:]
    لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَبِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ؛ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍفَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[وتلك العقوبات كثيرة ومتنوعة , ولكن من أظهرها:
    1- كثرة الخبث والفساد فيالأرض: عن زينب بنت جحش رضيالله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ يومًا من نومه فزعًا , وهو يقول: [لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُوَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِيَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِوَالَّتِي تَلِيهَا قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِأَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ قَالَ نَعَمْ إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ] إن المنكر إذا فشى في أمة وقامت سوقه و تمكن أهله صاروا قدوة للناس،ولهذا توعـدهم الله جـل وعلا فقال: ]إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَءَامَنُوا لَهُـمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُيَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ[وما تزال المنكرات تفشو ؛ حتى يكثر الخبث، ويصبح مستساغاً، وينحسرالمعروف ويصبح مستغرباً ، لذلك قال عمر بن عبد العزيز في كتابه إلى أمير المدينةالذي يأمره فيه بأن يأمر العلماء بالجلوس لإفشاء العلم في المساجد: فإن العلم لا يهلك حتىيكون سرًا. وزكاة العلم أن يبذل لطالبيه حتى لا يأتي العالم منا يوم القيامة و هم ملجم بلجام من النار
    .
    2- افتتان القلوب و عموم البلاء:وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه : أنه قال: أيها الناس إنكـمتقرؤون هذه الآية]يَاأَيُّهَا الَّذِينَءَامَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُـرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَااهْتَدَيْتُمْ [وإني سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: [إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَىيَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ] و المعنى أنه لايضركم من إذا اهتديتم، بعد أن تهدوهم فلايهتدون. و بعض الناس يستغربون من قول الناصحين : إن ما أصابنا من الأحداثالأخيرة المؤلمة إنما هو بسبب الذنـوب والمعاصي. فأين نذهب من قوله تعالى: ( واتقوا فتنةلا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أنالله شديد العقاب ) . و عن جابر قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحى الله إلى ملك من الملائكةأن اقلب مدينة كذا وكذا عل أهلها، قال إن فيها عبدك فلانا لم يعصك طرفة عين، قالاقلبها عليه وعليهم، فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط.
    3- الاختلاف والتناحر:
    إن من أنكى العقوبات التي تحل بأمة لم تعد تعرفمعروفاً ولا تنكر، أن تتفرق إلى فرق وشيع متناحرةتتنازعها الأهواء: ]قُلْ هُوَ الْقَادِرُعَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِأَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ [. ولي أدل على ارتباط ذلكبترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قوله تعالى: ] وَلْتَكُنْ مِنْكُمْأُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَعَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[, ثم قال بعـد ذلك مباشـرة : ]وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُـوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِمَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ [.وقد يغيظ الفساد بعض المتحمسين , فيضطرون إلى أساليب مندفعة للتغير بأيديهم مما يحيل المجتمع حلبة صراع للثيران،تعج بنعرات الغل والحقد والحسد والبغضاء والتناحر والتدابر ، في التوجهات والآراء الأقوال، وسائر أنواع المعاملات المنكرة. والسكـوت على كل ذلكهو نوع من مات الضمائر والنماذج كثيرة.
    4- تسليط الأعداء: فإن الله عز وجل قد يبتلي المجتمع التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأن يسلط عليهم عدوًا خارجيًا , وقد مُني المسلمون في تاريخهـم بنماذج من ذلك ؛ لعل منها ما وقـع للمسلمين في الأندلس ؛ حيث تحولت عزتهم حتى صار ملوكهموسادتـهم ينادى عليهم في أسواق الرق و النخاسة، ويقول قائلهم:
    فلو رأيت بكاهم عند بيعهم لهالك الوجد واستهوتك أحزان
    وشبيه بذلك ما حدث فيفلسطين حتى صارت أخت الأندلس وحتى ذهبت كما قال الشاعر:
    يا أخت أندلس صبرًاوتضحية وطول صبر على الإرزاءوالنوب
    ذهبت في لجة الأيام ضائعةً ضياع أندلس من قبل في الحِقبِ.
    5-عدم إجابة الدعاء: الذي هو مخ العبادة وإكسير الحياة ، وهو الدواء حتى قبل الماء والهواء والغذاء. فلا يمكن تصور إمكانية مضي هذا الدنيا إلى خير ، و قد و كلناالخالق إلى نفسنا فنعجز أو إلى الناس فنضيع. فالمسلمون التاركون لشعيرة الأمر بالمعروف النهي عن المنكر عندما ينزل بهم العقاب يتجهون إلى الله عز وجل يدعونه،ولكنه لا يستجيب لهم كما جـاء في حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِلَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنْ الْمُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّاللَّهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَايُسْتَجَابُ لَكُمْ ].
    6- الجوائح و الأزمات الاقتصادية: قد تحل بالمجتمع المفرّط في الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر؛ فتتلاطم به أمواج الفقر، ولقد وصلت الأزمات ببعض المجتمعاتالإسلامية إلى حال من الفقر يرثى لها حتى أصبح الفرد يكدح في سبيل الحصول على لقمةالعيش فلا يجدها؛ مما قد يحوجه إلى ما في أيدي النصارى الذين يسخرون طاقاتهم لتنصير المسلمين فيؤدي ذلك إلى وقوع المسلم في التنصير خاصة أن انشغاله بلقمةالعيش قد ينسيه كثيرًا من أمور دينه؛ مما يبعده عنه ويهوّنه عليه.
    7- الإغراق في الشهوات: لا شك أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرهو سبب غـرق أبناء المجتمـع في الملذات والأهواء التي تقعد بهم عن معالي الأمور؛حتى صار الناس مرتبطين بالدنيا, أصحاب نفوس ضعيفة, غير جادين , فأنى لشاب شهوانيأن ينعتق من إسار الدنيا ويجد في تحصيل العلم النافع؟ وهذه الحقيقة أدركها كل البشر حتى الوثنيون منهم؛ فإن اليابان ـمثلاً ـ لما بعثت أول بعثة من أبنائها للتعليم في بلاد الغرب , ورجع أولئك المبتعثون متحللين من مبادئهـم , ذائبين في الشخصية الغربية , منغمسين في الشهوات الفردية , لم يكن من اليابانيين إلا أن أحرقوهم جميعاً على مرأى من الناس ليكونواعبرة لغيرهم، ثم ابتعثوا بعثة أخرى , وأرسلوا معهم مراقبًا كان يرقب حفاظهم على تقاليدهم الوثنية وغيرها.
    8- الإهمال في أخذ العدة: سواء كانت عدة معنوية بقوة القلوب وشجاعتها ,أو عدة مادية محسوسة تجهز لمقاومة الأعداء , فإن الاستعداد لا يتقنه إلا أصحاب الهمم , أما صرعى الشهوات فليسوا أهلاً لذلك.
    9- تغير مسار الأمة في عدد من البلاد الإسلامية : وهي عقوبة جد خطيرة ,فالمنافقون لم يكتفوا بإشاعة المنكرات؛ بل مضوا يخططون لسلخ الأمة عن دينها جملة؛حتى تتحول إلى أمة علمانية لا دين لها , تقبل أن تحكم بأي شريعة , وأن يشيع فيهاأي انحراف فكري أو خلقي. وهذا التحول أخطر من سيطرة الكافرين والمنافقين عسكريًا على البلادالإسلامية , وهذا بسبب غياب المصلحين الآمرين بالمعروف الناهين عن المنكر عنالساحة , أو ضعفهم في أداء رسالتهم.
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 28-04-2013 الساعة 02:15 AM

  12. #12
    عضو مميز
    الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468
    علية افضل الصلاة واتم التسليم

    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!

  13. #13
    عضو مميز
    الصورة الرمزية محمدالحسن الطيب
    تاريخ التسجيل
    Jan 2010
    الدولة
    ودمدنى (دردق. كازبلانكا)
    المشاركات
    468
    فضل الله على امة محمد صلى الله عليه وسلم:-

    يقال ان الله تعالى أكرم هذه الأمة بخمس كرامات :

    1- انه خلقهم ضعفاء حتى لا يستكبروا

    2- خلقهم صغارا فى أنفسهم حتى تكون مؤونة الطعام والشراب والثياب عليهم

    3- جعل عمرهم قصيرا حتى تكون ذنوبهم أقل.

    4- جعلهم فقراء حتى يكون حسابهم فى الآخرة أقل.

    5- جعلهم آخر الأمم حتى يكون بقاؤكم فى القبر أقل.




    وذكر ان آدم-عليه السلام- قال: ان الله تعالى اعطى أمة محمد(ص) اربع كرامات :

    1- ان قبول توبتى كان بمكة وأمة محمد(ص) يتوبون فى كل مكان فيتقبل الله توبتهم.

    2- انى كنت لابسا فلما عصيت جعلني عريانا وأمة محمد(ص) يعصون عراة فيلبسهم الله.

    3- انى لما عصيت فرق بينى وبين امرأتى وأمة محمد(ص) يعصون ولا يفرق بينهم وبين أزواجهم.

    4- إني عصيت فى الجنة فأخرجني منها وأمة محمد(ص) يعصون خارجا الجنة فيدخلونها بالتوبة
    .




    وروى عن على انه قال: بينما النبى(ص) جالس مع المهاجرين والأنصار اذ اقبل اليه جماعة من اليهود فقالوا يامحمد انا نسألك عن كلمات أعطاهن الله تعالى لموسى بن عمران لا يعطيها الا نبيا مرسلا او ملكا مقربا فقال النبى(ص) "سلوا"

    فقالوا : يامحمد أخبرنا عن هذه الصلوات الخمس التى افترضها الله على أمتك

    فقال النبى(ص):

    " أما صلاة الظهر اذا زالت الشمس يسبح كل شىء لربه واما صلاة العصر فانها الساعة التى اكل فيها آدم عليه السلام من الشجرة واما صلاة المغرب فانها الساعة التى تاب الله على آدم عليه السلام فيها فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا الا اعطاه اياه واما صلاة العتمة فانها الصلاة التى صلاها المرسلون قبلى واما صلاة الفجر فان الشمس اذا طلعت تطلع بين قرنى الشيطان ويسجد لها كل كافر من دون الله".

    قالوا صدقت يا محمد فما ثواب من صلى؟

    قال النبى(ص) :

    " أما صلاة الظهر فانها الساعة التى تسعر فيها جهنم فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة الا حرم الله تعالى عليه لفحات جهنم يوم القيامة وأما صلاة العصر فانها الساعة التى أكل فيها آدم عليه السلام فيها من الشجرة فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة الا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ثم تلا قوله تعالى( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) وأما صلاة المغرب فانها الساعة التى تاب الله فيها على آدم فما من مؤمن يصلى هذه الصلاة محتسبا ثم يسأل الله تعالى شيئا الا أعطاه اياه وأما صلاة العتمة فان القبر ظلمة ويوم القيامة ظلمة فما من مؤمن مشى فى ظلمة الليل الى صلاة العتمة الا حرم الله تعالى عليه وقود النار ويعطيه نورا يجوزه على الصراط وأما صلاة الفجر فما من مؤمن يصلى الفجر اربعين يوما فى الجماعة الا أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق".

    قالوا صدقت يامحمد ولم افترض الله على أمتك الصوم ثلاثين يوما؟

    قال:" ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقى فى بطنه مقدار ثلاثين يوما فافترض الله على ذريته الجوع ثلاثين يوما ويأكلون بالليل تفضلا من الله تعالى على خلقه".

    قالوا صدقت يامحمد فأخبرنا ثواب من صام من أمتك؟

    قال:" ما من عبد يصوم من شهر رمضان يوما محتسبا الا أعطاه الله تعالى سبع خصال:

    يذوب اللحم الحرام من جسده ويقرب من رحمته ويعطيه خير الأعمال ويؤمنه من الجوع والعطش ويهون علي عذاب القبر ويعطيه الله نورا يوم القيامة حتى يجاوز به الصراط ويعطيه الكرامات فى الجنة".

    قالوا: صدقت يامحمد فأخبرنا ما فضلك على النبين؟

    قال" فما من نبى الا دعا على قومه وأنا ادخرت دعوتى لأمتى".

    قالوا صدقت يامحمد نشهد ان لا اله الا الله وأنك رسول الله.

    وعن كعب الأحبار رضي الله عنه- قال قرأت فى بعض ما أنزل على موسى عليه السلام :

    يا موسى ركعتان يصليهما أحمد وأمته وهى صلاة الغداة من يصليهما غفرت له ما أصاب من الذنوب من ليله ويومه ويكون فى ذمتى ياموسى أربع ركعات يصليها احمد وأمته وهى صلاة الظهر أعطيهم بأول ركعة فيها المغفرة وبالثانية أثقل ميزانهم وبالثالثة اوكل عليهم الملائكة يسبحون ويستغفرون لهم وبالرابعة أفتح لهم ابواب السماء ويشرف عليه الحور العين يا موسى أربع ركعات يصليها أحمد وأمته وهى صلاة العصر فلا يبقى مسلم فى السماوات والأرض الا استغفر لهم ومن استغفر لهم الملائكة لم أعذبه.

    يا موسى ثلاث ركعات يصليها أحمد وأمته حين تغرب الشمس أفتح لهم أبواب السماء لا يسألون من حاجة الا قضيتها لهم.

    يا موسى أربع ركعات يصليها أحمد وأمته حين يغيب الشفق وهى خير لهم من الدنيا وما فيها ويخرجون من ذنوبهم كيوم ولدتهم أمهاتهم.

    يا موسى يتوضأ أحمد وأمته كما أمرتهم أعطيهم بكل قطرة تقطر من الماء جنة عرضها كعرض السماء والأرض.

    يا موسى يصوم أحمد وأمته شهرا فى كل سنة وهو شهر رمضان أعطيهم بصيام كل يوم مدينة فى الجنة وأعطيهم بكل خير يعملون فيه من التطوع أجر فريضة وأجعل فيه ليلة القدر من استغفر منهم فيها مرة واحدة نادما صادقا من قلبه فأن مات من ليله أو شهره أعطيته أجر ثلاثين شهيدا.

    يا موسى ان فى أمة محمد رجالا يقومون على كل شرف يشهدون ان لا اله الا الله فجزاؤهم بذلك جزاء الأنبياء عليهم السلام ورحمتى عليهم واجبة وغضبى بعيد منهم ولا أحجب باب التوبة عن واحد منهم ما داموا يشهدون ان لا اله الا الله .

    وعن أبي هريرة - رضي الله تعالي عنه- أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:" إن أول من يدعي يوم القيامة نوح-عليه السلام وأمته ، ثم يقال له: هل بلغت ما أرسلت به؟ فيقول نعم يا رب ، ثم يقال لقومه : هل بلغكم نوح رسالة الله ، فيقولون : لا والله ، ولئن كنت أرسلت إلينا رسولا لنتبع آياتك ، ونكون من المؤمنين ، فما بلغنا ما أمرته به ، فقال لنوح عليه السلام : إن هؤلاء يزعمون أنك لم تبلغهم ، فهل لك عليهم من شهيد؟ فيقول نعم ، فيقال : من هم ؟ فيقال: هم أمة محمد عليه السلام ، فيدعون ويسألون فيقولون : نعم نشهد أن نوحا عليه السلام قد بلغ قومه ، فيقول قوم نوح : كيف تشهدون علينا ، ونحن أول الأمم ، وأنتم آخر الأمم ؟ فيقولون : نشهد أن الله تعالي بعث إلينا رسولا ، وأنزل عليه الكتاب ، وكان فيما أنزل عليه خبركم" .

    (رواه البخاري والترمزي وابن ماجه )

    قال أبو هريرة - رضي الله عنه - نحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فذلك قوله تعالي ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) البقرة 143.

    كل هذه الكرامات التى فضلنا الله تعالى بها على سائر الأمم ومع ذلك نعصاه ولو استغفرناه لغفر لنا ولكن ننسى أنفسنا وتنسينا الدنيا ما خلقنا من أجله فسبحانه كم هو كريما صبورا علينا و لما كل هذا الحب يا الله؟

    من كتاب ( تنبيه الغافلين ) للإمام الفقيه

    أبي الليث نصر بن محمد الحنفي السمرقندي

    باب فضل أمة محمد صلي الله عليه وسلم
    مما يستقبح حقا . ان يعيش الانسان فى الدنيا ولا يعرف عن واقعة شيئا!!!

  14. #14
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدالحسن الطيب مشاهدة المشاركة

    يقال ان الله تعالى أكرم هذه الأمة بخمس كرامات :
    1- انه خلقهم ضعفاء حتى لا يستكبروا
    2- خلقهم صغارا فى أنفسهم حتى تكون مؤونة الطعام والشراب والثياب عليهم
    3- جعل عمرهم قصيرا حتى تكون ذنوبهم أقل.
    4- جعلهم فقراء حتى يكون حسابهم فى الآخرة أقل.
    5- جعلهم آخر الأمم حتى يكون بقاؤكم فى القبر أقل.


    وفي نهاية جولتنا نختم بكلامٍ نفيس لسيد قطب حول هذه الآية يحسن نقله لتمام الفائدة، يقول رحمه الله:"إن شطر الآية الأولى في هذه المجموعة يضع على كاهل الجماعة المسلمة في الأرض واجبا ثقيلا, بقدر ما يكرم هذه الجماعة ويرفع مقامها, ويفردها بمكان خاص لا تبلغ إليه جماعة أخرى" ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾.إن التعبير بكلمة "أخرجت" المبني لغير الفاعل, تعبير يلفت النظر. وهو يكاد يشير باليد المدبرة اللطيفة, تخرج هذه الأمة إخراجا; وتدفعها إلى الظهور دفعا من ظلمات الغيب, ومن وراء الستار السرمدي الذي لا يعلم ما وراءه إلا الله.إنها كلمة تصور حركة خفية المسرى, لطيفة الدبيب. حركة تخرج على مسرح الوجود أمة. أمة ذات دور خاص. لها مقام خاص, ولها حساب خاص: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾.وهذا ما ينبغي أن تدركه الأمة المسلمة; لتعرف حقيقتها وقيمتها, وتعرف أنها أخرجت لتكون طليعة, ولتكون لها القيادة, بما أنها هي خير أمة. والله يريد أن تكون القيادة للخير لا للشر في هذه الأرض. ومن ثم لا ينبغي لها أن تتلقى من غيرها من أمم الجاهلية. إنما ينبغي دائما أن تعطي هذه الأمم مما لديها. وأن يكون لديها دائما ما تعطيه. ما تعطيه من الاعتقاد الصحيح, والتصور الصحيح, والنظام الصحيح, والخلق الصحيح, والمعرفة الصحيحة, والعلم الصحيح.. هذا واجبها الذي يحتمه عليها مكانها, وتحتمه عليها غاية وجودها. واجبها أن تكون في الطليعة دائما, وفي مركز القيادة دائما. ولهذا المركز تبعاته, فهو لا يؤخذ ادعاء, ولا يسلم لها به إلا أن تكون هي أهلا له. وهي بتصورها الاعتقادي, وبنظامها الاجتماعي أهل له. فيبقى عليها أن تكون بتقدمها العلمي, وبعمارتها للأرض -قياما بحق الخلافة- أهلا له كذلك..ومن هذا يتبين أن المنهج الذي تقوم عليه هذه الأمة يطالبها بالشيء الكثير; ويدفعها إلى السبق في كل مجال..لو أنها تتبعه وتلتزم به, وتدرك مقتضياته وتكاليفه. وفي أول مقتضيات هذا المكان, أن تقوم على صيانة الحياة من الشر والفساد.. وأن تكون لها القوة التي تمكنها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر; فهي خير أمة أخرجت للناس. لا عن مجاملة أو محاباة, ولا عن مصادفة أو جزاف -تعالى الله عن ذلك كله علوا كبيرا- وليس توزيع الاختصاصات والكرامات كما كان أهل الكتاب يقولون:﴿نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ . كلا!إنما هو العمل الإيجابي لحفظ الحياة البشرية من المنكر, وإقامتها على المعروف, مع الإيمان الذي يحدد المعروف والمنكر:﴿تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ﴾فهو النهوض بتكاليف الأمة الخيرة, بكل ما وراء هذه التكاليف من متاعب, وبكل ما في طريقها من أشواك..إنه التعرض للشر والتحريض على الخير وصيانة المجتمع من عوامل الفساد.. وكل هذا متعب شاق, ولكنه كذلك ضروري لإقامة المجتمع الصالح وصيانته; ولتحقيق الصورة التي يحب الله أن تكون عليها الحياة . ولا بد من الإيمان بالله ليوضع الميزان الصحيح للقيم, والتعريف الصحيح للمعروف والمنكر. فإن اصطلاح الجماعة وحده لا يكفي. فقد يعم الفساد حتى تضطرب الموازين وتختل. ولا بد من الرجوع إلى تصور ثابت للخير وللشر, وللفضيلة والرذيلة, وللمعروف والمنكر. يستند إلى قاعدة أخرى غير اصطلاح الناس في جيل من الأجيال. وهذا ما يحققه الإيمان, بإقامة تصور صحيح للوجود وعلاقته بخالقه. وللإنسان وغاية وجوده و مركزه الحقيقي في هذا الكون..ومن هذا التصور العام تنبثق القواعد الأخلاقية. ومن الباعث على إرضاء الله وتوقي غضبه يندفع الناس لتحقيق هذه القواعد. ومن سلطان الله في الضمائر, وسلطان شريعته في المجتمع تقوم الحراسة على هذه القواعد كذلك.ثم لا بد من الإيمان أيضا ليملك الدعاة إلى الخير, الآمرون بالمعروف, الناهون عن المنكر, أن يمضوا في هذا الطريق الشاق, ويحتملوا تكاليفه. وهم يواجهون طاغوت الشر في عنفوانه وجبروته, ويواجهون طاغوت الشهوة في عرامتها وشدتها, ويواجهون هبوط الأرواح, وكلل العزائم, وثقلة المطامع..وزادهم هو الإيمان, وعدتهم هي الإيمان. وسندهم هو الله..وكل زاد سوى زاد الإيمان ينفد. وكل عدة سوى عدة الإيمان تفل, وكل سند غير سند الله ينهار! وقد سبق في السياق الأمر التكليفي للجماعة المسلمة أن ينتدب من بينها من يقومون بالدعوة إلى الخير, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, أما هنا فقد وصفها الله سبحانه بأن هذه صفتها. ليدلها على أنها لا توجد وجودا حقيقيا إلا أن تتوافر فيها هذه السمة الأساسية, التي تعرف بها في المجتمع الإنساني. فإما أن تقوم بالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -مع الإيمان بالله- فهي موجودة وهي مسلمة. وأما أن لا تقوم بشيء من هذا فهي غير موجودة, وغير متحققة فيها صفة الإسلام.

  15. #15
    نائب المشرف العام

    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    9,979




    أشهد أن لا إله إلا الله،
    وحده لا شريك له،
    له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
    وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

    باركَ الله فيكَ أخي عابر سبيل،
    وجزاكَ خيراً،
    وكل من أضاف حرفاً.





    علِّمي نفسك ما تندهشي

    صدِّقي كل الما معقول!!

    -----------------------

    سأبقى ماحييت بدار دنيا .. رفيقاً لا يخون ولا يجافي
    وأحفظ عهدكم في عمق قلبي .. ويروي ودكم نظم القوافي

    ويبقى دائماً هناك وإن (مرام) لتحقيقه.

    -----------------------------------------------

    اللهم اغفر لوالدي، وارحمهما وأطل في عمريهما يارب العالمين.

    -----------------------------------------------

    اللهم ارحمني برحمتك، واغفر لي يا مالك الغُفران،
    واجعل قبري روضة من رياضك، وأدخلني فسيح جناتك،
    يا رب العالمين.

  16. #16
    مشرف المنتدي الرياضي
    الصورة الرمزية محمد خليفة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2009
    المشاركات
    373
    اشهد ان لا إله إلا الله واشهد ان محمد رسول الله .
    جزاك الله خير الجزاء

  17. #17
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    جزى الله الجميع عنا كل خير، وبعد ،،،،،
    يقول أبو حامد الغزالي ، صاحب إحياء علوم الدين: إن من يعمد إلى مدافعة الثبوت على المنكرات عن طريق إلحاق الأذي بالمدعوين من العصاة ،
    شأنه كشأن من يعمد إلى غسل نجاسة الدم بنجاسة البول أي أنه كالمنبت ، لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح .

    لقد كان لنا في سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، خير أسوة من حيث تدرجه في أمر دعوة أبيه و قومه،
    لهجر عبادة الأوثان حين بدأهم بحوار هادئ و لا يخلو من حيلة (
    إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل ) أي : على عبادتها مقيمون .
    (
    قالوا وجدناآباءنا لها عابدين )
    فاقتدينا بهم . ( قال:(لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلالٍ مبين ) بعبادتكم إياها .
    (
    قالواأجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين
    .(قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين )
    . ( وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين .قال إبراهيم هذا سرا من قومه ولم يسمع ذلك إلا رجل واحد فأفشاه عليه ،
    وقال : إنا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم.
    كان لهم في كل سنة مجمع وعيد وكانوا إذا رجعوا من عيدهم دخلوا على الأصنام فسجدوا لها، ثم عادوا إلى منازلهم ،
    فلما كان ذلك العيد قال أبو إبراهيم : يا إبراهيم لو خرجت معنا إلى عيدناأعجبك ديننا ، فخرج معهم إبراهيم ،
    فلما كان ببعض الطريق ألقى نفسه ، وقال إني سقيم ،فلما مضوا نادى في آخرهم وقد بقي ضعفاء الناس )
    وتالله لأكيدن أصنامكم )
    فسمعوها منه ، ثم رجع إبراهيم إلى بيت الآلهة وهن في بهو عظيم ، مستقبل باب البهو صنم عظيم إلى جنبه أصغر منه ،
    والأصنام بعضها إلى جنب بعض كل صنم يليه أصغرمنه إلى باب البهو ،وإذا هم قد جعلوا طعامًا فوضعوه بين يدي الآلهة ،
    وقالوا :
    إذا رجعنا وقد بركت الآلهةفي طعامنا أكلنا ، فلما نظر إليهم إبراهيم وإلى ما بين أيديهم من الطعام ،
    قال لهم : على طريق الاستهزاء ألا تأكلون؟ ، فلما لم تجبه قال : ما لكم لا تنطقون؟ . فراغ عليهم ضربا باليمين ،
    وجعل يكسرهن في يده حتى إذا لم يبق إلا الصنم الأكبر علق الفأس في عنقه ثم خرج فذلك قوله عز وجل .
    وفي موضع آخر قال له أبوه زاجراً ومهدداً: { قَالَ أَرَاغِب أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيم، لَئِنْ لَمْتَنْتَهِ لَأَرْجُمَنك } ثم قال { وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا }
    وكأنه يخفف فالعقوبة من الرجم إلى الهجر وهنا يتبين مدى رقة قلب الوالد وشدة وجله على ولده حتى لو كان على غير ملته.
    و كأنه فعل مثلما فعلت امرأة عزيز مصر حينما ادعت تحرش نبي الله يوسف عليه السلام بها
    ،
    (قَالَتْ مَاجَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَأَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
    ولم تقل أن يقتل أو شيء من هذا القبيل، لشدة تعلقها به.
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 17-09-2013 الساعة 02:09 AM

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •