مبحث رغم جرأته وتعمقه أخشى أن يكون مجرد حرث في الماء . و اللغط حول الموضة و صرخاتها لا تكاد تنقضي مصائبه
و لن يعدم أهله ذريعة لحشر الوشر في المنشار و القفز بالعربة أمام الحصان . فيمكننا القول إن ذلك من شر ماعمت به البلية
جراء ظاهرة استلابنا ثقافياً على حساب الدين و المروءة و ليس انزلاق السراويل من ذلك في شيء سوى مقدار حلقة في فلاة .
و هي آفة لها أذرع أخطبوط. و إن جئنا للحق فإن الجميع مطالبون ب (الرفع ) لا ، بل و أولى به قبل الشابين و الشابات أؤلئك الأبهات ،
و هم أرباب البيوت و ضاربو الدفوف، حري بهم لا أقول رفع جلابيبهم و تقصير أثوابهم و كأنما ذلك بات ترف يشتهى، و لكن عليهم ،
قبل ذلك رفع الهمم لدى عيالهم و كفى بالمرء سوءاً أن يضيع من يعول ، فما بالنا بفلذات أكبادنا من نخشى عليهم من قرصة البرد ،
و من همس النسيم الماش، أفلا نقيهم زمهرير ضحضاح جهنم و لفح لهيبٍ هو أشد حراً؟ ثم نُقبل بعد ذلك على الامهات الصغار منهن
و الفي السن طاعنات ؛ نُطالبهن جميعاً با(الرفع) أيضاً و لو قليلاً من شأن ثوبنا السوداني مما آل إليه من مآلات شتى و هو المفترض أنه ،
من قطن سليل محالج مارجان و الحصاحيصا ليضل طريقه في رحلةٍ عشواء إلى ما وراء مغرب الشمس مروراً بأنعم و أرقى مصانع سويسرا،
لكي يعود أدراجه من هناك مسخاً مشوها و ابنا غير شرعي لتوب (الزراق و النيلة و كرب مصر البيضاء).
المفضلات