و العجيب أن شاهدهم علىبطلان حاكمية شرع الله يستدعونه من نصوص القرآن العظيم نفسه و هو من ذلك براء، كقوله تعالى:
{ لا إكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي...الأية}و الرد عليهم في ذلك في غاية البداهة.. وهو أن خطاب الآية الكريمة هنا موجه
إلى من لم يدخل بعد في دين الله؛ فلا يجوز إكراهه ما لم يهتد بمحض إرادته.بل إن الله ليربأ بعدله أن يقبل عقيدة نابعة أصلاً من
عبد مكرهٍ ، مضطرٍ أو مغررٍ به ، أو بعد مشاهدته وقوع العقاب من السماء رأي العين لكون صحة الإيمان معقودة على شرط الغيبية.
قال تعالى{يؤمنون بالغيب}وي قال:{فلما رأواباسنا قالوا آمنا} و قال أيضاً على لسان فرعون:{...آمنت بالذي آمنت به بنو اإسرائيل}.
فجاءه الرد ربانياً مفحماً في قوله تعالى:{ءالآن و قد عصيت من قبل...} إلى أن قال تعالى: {اليوم ننجيك ببدنك ،لتكون لمن خلفك آية...}
نلاحظ هنا ذكر المولى عز وجل لفرعون بدنه..بمعنى أن روحه التي كانت بين جنبيه قد قبضت و أخذها الله و هي ظالمة، إن أخذه أليم شديد.
ثم ترى ما الحكمة في أن جاءت الآية بعد آية الكرسي وهي أعظم آي القرآن قاطبة!؟ و قد ضمت أسماء الله الحسنى وصفاته العلا أوَليس في هذا
دلالة دامغة على أن ذات المولى تسمو و تربأ عن قبول الحق من مكره أو مضطر؟..
المفضلات