شاطر و مشطور ..
و بينهما ..(أزمة هوية)
نحن أمة تعيش التنافر و التباغض
و التناحر بحذافيره ، ليس فقط في محيط
حدودها الأقليمية و القارية الملتهبة ، بين زنج و عرب؛
و إنما كذلك ضمن إطارها القومي و على مستوى تعايش
أفرادها في انصهارهم في بوتقة تنوعٍ يفترض أنه ينطوي على
وحدةٍ هدفٍ ومصيرٍ وأمشاج أرحام تأبى الانفصام. و لكننا ظللنا نبذر
جينات الفرقة و الشتات في نفوس نشئنا كابراً عن كابر، و جيلاً عقب جيلٍ.
حيث لا يحلو لنا ا لتندر و الأنس غير البريء ، إلا إذا عقدنا له الحلقات
في ليالي السمر، و جلسنا له تحت ضل نيمة مرشوشة نحتسي جبنة عشرة ،
و نتلذذ بالتنابز بالألقاب و الاسم الفسوق بعد الإيمان؛ و يطعن بعضنا في
أجناس بعضٍ و نتفاخر بأنسابٍ ما أنزل الله بها من سلطان ، و نتمايز
بألوانٍ أكثر من ألوان الطيف السبعة، و التي نحملها على
سحناتنا، و تتراوح ما بين بيضةٍ و صفرةٍ حمرةِ
و خضرةٍ و زرقةٍ مزرقنة .. و منيلة بنيلة.
*******************
انظر إلى كل هذا ، ثم قارن حالنا
المايل و الما يسر عدواً و لا صليحاً، بزعيم
هندوسي أغبر أشعث كالمهاتما غاندي ، ذاك الذي
خلده التاريخ الحديث لعظم سيرته و ما عرف به من بالغ
حكمته ؛ حينما كان يحض قومه و هم في أتون حربٍ(باردةٍ)
ضروس في سبيل الخلاص من مستعمر بريطاني عنيد، كان يرى
في شبه قارتهم درةً في تاج أمبراطريته التي لم تكن لتغيب عنها الشمس.
كان لسان حال غاندي كأنما يخاطب جموع أنصاره و يقول
لا تسبوا لهم آباءهم
فيلعنوا لكم سلسبيل أجدادكم؛..و لا تسمعوهم قوارص القول! بل دعونا إذاً،
نجابه مضاء سلاحهم الناري بقوة عزمنا و مضاء عزيمتنا الوطنية.. و على
ثقةٍ بأننا سنكسب الرهان حتماً في معركة كرامتنا ضدهم، ليس بكم:أردينا
في صفوفهم من قتيل ، و إنما بقدرما ننزع من صدورنا من فتيل لإذكاء
اللغل و الغلواء و إشفاء الغليل؛ و بقدرما نوقد في نفوس
رجالنا و نفوس أبنائنا و نساءنا من قناديل للبذل
والعطاء، كلٌّ من الثغرة التي تليه.
******************
المفضلات