لأسبكه خاتماً لزفة عبوري الي هنا
لأنه لا هروب منه الإ اليه
فهل يستطيع الفرد الهروب من ذاته او روحه
او قل من مصيره المحتوم
وأنتا المسكون بعشق هذا المكان وأهل هذ المكان
وقديمآ قيل ليس حب الديار ولكن حب من سكن الديار
كنآ فينا ذلك القنديل وتلك المنارة التي تهدي الساري والضهبان
لك مطلق التصرف يا ود عولي
و أنت زاتك ود حلال و الله ، كويس جداً
أنك لحقتني قبيل أن أذهب لأصبح أثراً بعد عين
فلقد اتخذت قراري لأكتب وصيتي رغم أني لا أضمن
أن يتبعها أحد و لكن لدي رغبة ملحة بكتابتها لإحصاء ممتلكاتي.
طبعاً ليست تلك التي في بال من سيرثونني . إنما سأتحدث عن ممتلكات
من نوع آخر منقرض و لا توجد بورصة لتداول أسهمها. ففي يوم رحيلي رجاءً دثروني،
زملوني و حنطوني ببخور منعش أعشقه. ثم كفنوني ببياض الثلج ، و ضعوني في تابوت
مخملي . يمكن حشد بعض الصبية ليمرحوا حول نعشي المسجى أو أطلقوا ضحكاتكم مجلجلة
كما عهدتها في دنياي أو افعلوا أي شيء عله يشعرني بأني مفارق في زفة. و لستُ واثقاً أنَّ أحداً
سيودعني بقبلات الرضا على جبيني ، أو يزرف دمعاً ساخناً مدراراً على رجل ما بكت السماء و لا الأرض
على شيء خلفه يسوي مداد نَعْيه ، سوى وردة أقحوان تركتها تتفتح وحيدة عند باب كوخي ذاك الصغير.
فلا تقطفوها و لا تسقوها . بل دعوها تذبل لتموت معي مثلما عشنا معاً ، فما كان أحدٌ سواي ليريها بياض
أسنانه و يتنشقها صباح مساء. استنفروا فراشات حديقتي لتصطف للبكاء حولي على دودة قزٍ كنت حبستها
بعلبة عندي لأعتني بها حتى صارت شرنقة هي من أنجب هذا الجمع من الفراش أو هكذا كانت قناعة طفل
أحمق يسكنني .لاتنسوا وضع فتات الخبز لعش البلابل على سور شرفتي، و لا تفجعوا صغارها بنبأ رحيلي
كي لا تتغير النكهة لديها إلى عفن الخبز ، فتموت كمداً بسببي . و كتبي الرثة التي غصت بها أرفف
خزانتي حرقوها و ضرَّوها مع الرياح إذا أردتم، لتحققوا حلم أمي بترتيب حجرتي لأول و آخر مرة؛ أو إن
شئتم تصدقتم بها على أدعياء الثقافة هؤلاء المعنيين بالقشور كالتقاط الصور التذكارية و توقيع
الأوتوغرافلات. فهم ليسوا مني و أنا لستً منهم.لم تزدني القراءة سوى يقينا بمدى جهلي .
و مدونتي التي تحمل توقيعي ستبقى كما كانت كنانة فارغة من القنا و قد لا تحوي شيئاً مما
سيطلق عليه و قد لا تستحق عنواناً أكثر من خربشات في ذمة الله) و ربما(سقطت سهواً)
بيد مراهقة لتقتبس منها هذياناً رومانسياً لتدفع به إلى منتعشق. إن وجدتم لكتاباتي
صدى بعد رحيلي ، فقدموها للقضاء ، بل و انتزعوا حكماً بوأد ثم حذف كل
(خواطري المعكوسة) و (تاءاتي المتحركة). فإنَّ إعدامها شنقاً أو رمياً بالرصاص
سيريحني في تربتي أيما راحة . لا ترحموا حتى عدساتي التي كانت أشفَّ
مما ينبغي لترى لأبعد من أرنبة أنف زرقاء اليمامة, و لا طيف خيالي عالي
الخصوبة ،إذ كان يصور لي الأشياء بأحجام (مشاترة) لما تعكس مرآة
ظني بما كان حولي. و لا حتى كعبي الصاخب كان(سافوتة)
مزعجة لكل من ظل يضع تاجاً تحته أُذُنا حمارٍ مكادي .أخيراً ،
و بعد أن تحثوا التراب علىّ قبري ، لا تنسوا شيئاً هاماً:
أن تستغفروا لي و أنا بين يدي الملكين و لا تذكروا
محاسني أو مساوئي ، بل دعوا سيرتي تبلى
فتُتَبل بها الديدان و ليمتها من رفاتي.
*************************
[/font][/color]
[/center]
التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-05-2015 الساعة 01:30 AM
مدني مارنجان حلة حسن محطة الصهريج جوار نادي حلة حسن
المشاركات
5,744
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel
لك مطلق التصرف يا عولي و أنت زاتك ود حلال والله،
كويس أنك لحقتني قبيل أن أذهب لأصبح أثراً بعد عين
فلقد اتخذت قراري لأكتب وصيتي رغم أني لا أضمن أن يتبعها أحد ولكن لدي رغبة ملحة بكتابتها لإحصاء ممتلكاتي.
طبعاً ليست تلك التي في بال من سيرثونني. إنما سأتحدث عن ممتلكات من نوع آخر منقرض و لا توجد بورصة لتداول أسهمها.
ففي يوم رحيلي رجاءً دثروني ، زملوني و حنطوني ببخور منعش أعشقه. ثم كفنوني ببياض الثلج، و ضعوني في تابوت مخملي .
يمكن حشد بعض الصبية ليمرحوا حول نعشي المسجى أو أطلقوا ضحكاتكم مجلجلة كما عهدتها في دنياي أو افعلوا أي شيء عله يشعرني
بأني مفارق في زفة. و لستُ واثقاً أنَّ أحداً سيودعني بقبلات الرضا على جبيني ، أو يزرف دمعاً ساخناً مدراراً على رجل ما بكت السماء و لا الأرض
على شيء خلفه يسوي مداد نَعْيه ، سوى وردة أقحوان تركتها تتفتح وحيدة عند باب كوخي الصغير. فلا تقطفوها و لا تسقوها. بل دعوها تذبل لتموت
معي مثلما عشنا معاً ،فما كان أحدٌ سواي ليريها بياض أسنانه و يتنشقها صباح مساء. استنفروا فراشات حديقتي لتصطف للبكاء حولي على دودة قزٍ كنت
حبستها بعلبة عندي لأعتني بها حتى صارت شرنقة هي من أنجب هذا الجمع من الفراش أو هكذا كانت قناعة طفل أحمق يسكنني .لاتنسوا وضع فتات الخبز
لعش البلابل على سور شرفتي ، و لا تفجعوا صغارها بنبأ رحيلي كي لا تتغير النكهة لديها إلى عفن الخبز، فتموت كمداً بسببي . و كتبي الرثة التي غصت
بها أرفف خزانتي حرقوها و ضرَّوها مع الرياح إذا أردتم، لتحققوا حلم أمي بترتيب حجرتي لأول و آخر مرة؛ أو إن شئتم تصدقتم بها على أدعياء الثقافة هؤلاء
المعنيين بالقشور كالتقاط الصور التذكارية وتوقيع الأوتوغرافلات. فهم ليسوا مني و أنا لستً منهم.لم دتزدني القراءة سوى يقينا بجهلي . ومدونتي التي
تحمل توقيعي ستبقى كما كانت كنانة فارغة من القنا و قد لا تحوي شيئاً مما سيطلق عليه (علم ينتفع به) و قد لا تستحق عنواناً أكثرمن (خربشات في ذمة الله).
و ربما وقعت بيد مراهقة لتقتبس منها هذياناً رومانسياً لتدفع به إلى من تعشق. إن وجدتم لكتاباتي صدى بعد رحيلي ، فقدموها للقضاء و انتزعواحكماً
بجلد ثم حذف كل " خواطري المعكوسة" و " تاءاتي المتحركة" . فإنَّ إعدامها شنقاً أو رمياً بالرصاص سيريحني في تربتي أيما راحة . لا ترحموا حتى عدساتي
التي كانت أشفَّ مما ينبغي لترى لأبعد من أرنبة أنف زرقاء اليمامة , و لا مخيلتي الخصبة التي كانت تصور لي الأشياء بأحجام مخالفة لما تعكس مرآة
ظني بما كان حولي. و لا حتى كعبي الصاخب كان سافوتة مزعجة لكل من ظل يضع تاجاً تحته أُذُنا حمارٍ مكادي.أخيراً و بعد أن تحثوا التراب علىّ قبري،
لا تنسوا أن تستغفروا لي و أنا بين يدي الملكين و لا تذكروا محاسني أو مساوئي ، بل دعوا سيرتي تبلى فتُتَبل بها الديدان و ليمتها من رفاتي.
رغم روح الأنكسار
رغم مرارة الحرف الملون بطعم العلقم
رغم الغمامات السوداوية التي باتت تظلنا
رغم اليأس والقنوط التي تدب بين جوانح المكان
يجب أن نردد سويآ سوف نبقي مثل نجم السعد نحيا ريثما تصفو السماء
فكن ذلك السعد وذلك النجم
لا تقرأ وترحل ساهم برد أو موضوع وتذكر جهد غيرك في كتابة المواضيع ومساعدة الأخرين
المفضلات