تهابيش .. ومصابيح .. وتفانين .. وأشياء أخرى!
من كلمات الراحل/ صلاح أحمد إبراهيم المشرقة!
* * * * *
* وأخذتُ أُغني في شجوٍ .. ألمي ظاهر
* يا طيرُ الهجرة .. يا طاير
* خُذني بالله .. أنا والله على أُهبة
* قصّت أقداراً أجنحتي
* وأنا في زاويةٍ أتوسّد أمتعتي
* ينحسر الظلُ فأمضي للظل الآخر!!
* * *
* لكن الطير مضى عنّي
* لم يفهم ما كنت أُغني!!
• العلاقة بين التشكيل والشعر علاقةً حميمةً .. والشاعر/ صلاح أحمد إبراهيم يمتلك نوعاً خاصاً من الأنفة والكبرياء النبيل!!
وعزّة النفس .. كل هذا إنعكس في قوة تعبيره الشعري حيث جمع بين (الترعةُ العربية والإفريقية معاً) وبشكلٍ متوازنٍ جداً
وعميقٍ بكل ما تحمل الكلمتين من معانٍ إنسانيةٍ وحضاريةٍ وساميةٍ .. هذه الشُحنة القويّة في شعر (صلاح أحمد إبراهيم)
حوّلتها من خلال الألوان والأشكال إلى لوحةٍ فنيةٍ.
• إن تصوير القصيدة في حد ذاته مشروع حي ومتفائل واللوحة التشكيلية ليس بالضرورة أن تقدّم إيضاحاً أو معنى أو تفسيراً
لمحتوى القصيدة، بقدر ما هي إنطباعاً تشكيلياً للفعل الشعري.
د/ راشد دياب
• لا تعليق لي عن هذه الكلمات المشرقات التي نظمها الراحل/ صلاح أحمد إبراهيم لكنني قلت لنفسي دع القارئ يجتهد
أو يتلذّذ أو يستمتع أو ينتقد فهو له مطلق الحرية بغضِّ النظر عن الإنتماءات السياسية، فنحن في حالة شعرٍ .. أمّا ما شرحه
العالمي راشد دياب بتحويله لكلمات صلاح للوحةٍ فنيةٍ مجنونةٍ، عليكم أن تطالعونها بتأنٍ لتتأكدوا تماماً وتقطعوا الشك من اليقين عن (عالمية راشد).
ود النعمة
الدكتور التشكيلي العالمي / راشد دياب قال، وقالوا عنه!
• راشد دياب أحد أروع أولاد مدني الذي أحرز لنا العالمية في الفنون الجميلة والتشكيلية فشرّف السودان ومدينة ود مدني
وحي ود أزرق والعالم أجمع، قال:
• (لكي يكون الفنان التشكيلي حفّاراً متميزاً لزاماً عليه أن يكون رسّاماً وملِّوناً ونحّاتاً في ذات الوقت .. ولا مناص من ذلك).
• ثم قال في مناظرةٍ تلفزيونيةٍ مضت .. (أي حديثٍ يدور عن الإرتقاء بمناحي الحياة السودانية يُعد حديثاً للإستهلاك فقط) ..
ثم أردف (لن يتطوّر ا لسودان .. إلاّ بثقافة الإنسان)، ويقصد دكتور (راشد) استثمار قدرات الإنسان السوداني لننطلق
نحو الرُقي والحضارة والتطوّر .. أمّا دون ذلك فسيبقى الوضع كما هو عليه.
• شكراً يا دكتور فأنت لا فرق بينك وبين بنك السودان .. أنت حزمة فنون ومعلومات وثقافة بلا حدود ..
والبنك خزن للدولارات والجنيهات وكلاكما فخراً للبلاد.
ود النعمة
هؤلاء قالوا عن د. راشد دياب!
• تتجسّد في أعمال راشد دياب الجرافيكية الألوان الأولية والمركّبة في درجاتٍ لونيةٍ تمتزج من خلال ألوانه
الترابية وألوان المغرب التي تذكِّرنا بالمشاهد الصحراوية .. أمّا ألوانه الصفراء والحمراء والزرقاء تظهر قيمتها
خلال جو معتّق مكثف بهواءٍ طلقٍ حتى ينتابك إحساس كما لو أنه بإمكانك لمسه .. أمّا في تكويناته تبدو
الشخصيات متباعدة ومنعزلة يحف بها هذا الجو الكثيف الذي يتباين مع رقّتها فهي دوماً ملتفّةٌ بمعاطفٍ ثقيلةٍ
ومزخرفةٍ ومزينةٍ ومقتربةٍ ومجتمعةٍ دائماً وبينهما نلاحظ الصمت والمساحة.
روزا بيراليس بيكيريس
كاسيريس – مايو 1995م
• هذا حديث روزا عن دكتور/ راشد دياب .. فهو حديث يدعو الإنسان السوداني للتباهي والتفاخر بالعالمي
(راشد دياب) ويدعو العديد من التشكيليين لمزيد من الإبداع.
• شكراً يا روزا فأنت فعلاً من فنانات أوربا الماجدات، ولولاك والبحر لما بقينا فكلاكما يمنحنا الملح الذي يحفظنا ..
عشت يا روزا فإسمك في حد ذاته جزء من حديقةٍ وريفةٍ يمنع منعاً باتاً قطف أي زهرةٍ يانعةٍ منها.
ود النعمة
* * * * *
ولا زال الحديث عن هذا التشكيلي العالمي المدهش حقاً!
• الفنان السوداني راشد دياب المقيم معنا بمدريد منذ حوالي عشرين عاماً مضت أصبح جزءاً من مناخنا الفني
وواحد من الرفاق المتميزين في النضال الثقافي للتشكيل المعاصر.
• راشد عرف كيف يحقّق التوازن الضروري بين الثقافتين اللتين تتنازعانه وفنه يعبر عن واقعه الذي هو واقعنا
ومعايشاتنا وقلقنا .. لكنه في ذات الوقت وبحكمةٍ حافظ وبأمانةٍ مطلقةٍ على عالمه الغني بالمفردات التشكيلية
التي جعلته لا يفقد هويته.
• أعماله بحسها الشعري تحمل إلينا صدى ضوء وألوان بلده، تلك الأشكال والصور التجريدية لرؤاه وذاكرته التي
أولجها في خضم الجمالية المعاصرة والتي شكّلها بتناغم مع مرجعيات تلك الروائع والألوان والخطوط، والتركيبات
التي شاهدتها من خلال بعض الصور الفوتغرافية المعلّقة بعنايةٍ في محترفه.
• لوحاته مثل نوافذ مُشرعة تدعو المتلقي للتلذذ والاستمتاع، إنها مثل راشد دياب رقة وتواصل.
بروفيسور/ رآفييل كانوقار
مدريد 1997م
• في تقديري أن البروف. والتشكيلي العالمي/ رافييل كانوقار هو الآخر من (وادي الجن والسحرة) فقد مجّد لنا
فناننا لدرجةٍ تفوق حد الوصف بالكلمات التي (تأخذ العقول والقلوب معاً..) ولولا أن المسافة بعيدة يا إنسان..
لوصلناك في قلب العاصمة الأسبانية (مدريد) وشكرناك على حديثك الذي حسبناه مثل الشمس المشرقة ..
وودنا نلتقيك (بمدريد) لنرد لك جميلك عن ولدنا وفناننا (راشد دياب) .. وأنا عن نفسي شغوفٌ جداً لزيارة مدينة
(مدريد) بالرغم من (برشلونيتي) ..عشت يا (رآفييل) وأنت لا فرق بينك وبين (ميسي) فكلاكما نجماً لامعاً
أنت في الفنون الجميلة وهو في المجنونة (كرة القدم)
ياسر ود النعمة
نتمنى تعيين وزيراً للفنون الجميلة والتشكيلية بالسودان
نسأله عن صناعة جمال المدن والولايات!
• أختم هذه المصابيح بهذه المادة التي لم تغب عن بالي لحظةً .. كتبت عدة مرات أطالب الدولة بتعيين
وزيرٍ مركزيٍ للفنون الجميلة والتشكيلية ليقوم هو الآخر بدوره بتعيين وزراء للفنون الجميلة بالولايات
نسألهم عن صناعة جمال المدن .. شوارعها، حدائقها وساحاتها .. إستاداتها الكروية والملاعب الأخرى،
وأسواقها وجامعاتها، وكل ما من شأنه يقع في دائرة (الجمال) وهم كُثر وعلى إستعداد تام أن يحيلوا لكم
السودان كجنةٍ الإشراق .. مثل ما فعل التشكيليون الفرنسيون (بقصر فرساي) بضاحيةٍ باريسيةٍ عندما
استدعاهم (نابليون) وحدّثهم بأنه يريد أن يجمِّل القصر .. بدأوا في عملهم وألوانهم فباغتهم (نابليون)
وهم منهمكون في مزج الألوان وتحديد المواقع، فقال لهم أن هذا اللون يجب أن يتغيّر بلونٍ آخرٍ! وهكذا..
أي أنه تدخل وإختراق واضح في صميم عملهم الفني الذي تخصصوا وبرعوا فيه.
• أوقفوا العمل ووضعوا ريشهم ومراسمهم في مكانها المخصّص لها وظلّوا يستمعون لحديث (نابليون)
الذي استفاض فيه كثيراً، فسأله أكثرهم خبرةً وأكبرهم عمراً فقال له: قد فرغت من حديثك سيدي
(نابليون)؟ قال: نعم، فحدّثه كبير المجموعة وقال له: هل لديك أي علاقة بالفن والألوان والرسم
والفنون الجميلة والتشكيلية؟ قال: لا .. فأردف له فضلاً لا تتدخل في صميم عملنا الذي بلغنا فيه
من المعرفة ما لم يخطر على بالك .. ثم ختم حديثه لـ(نابليون) وقال له: لقد قمت بإبادة المواطنين
اليهود بكل الأسلحة المدمرة .. هل تدّخل أحد في عملك؟ قال: لا، فحدثه برقةٍ ورفقٍ على أن يمضي
إلى حال سبيله ويترك الأمر للفنانين التشكيليين فهم أدرى بعملهم .. مضى نابليون نحو مقر عمله
وبعد فترةٍ ليست بالطويلة عاد فوجد (قصر فرساي) تُحفةً تستحق التوثيق والتحفيز .. فحفّزهم على
جمال عملهم ثم شكرهم ثم إعتذر لهم عما بدر منه.
• هذا درس يجب أن نستفيد منه .. ويجب علينا أن نعيّن وزيراً للفنون الجميلة لا يتضارب عمله مع
المحليات وغيرها .. هذا الوزير المركزي نسأله عن صناعة جمال السودان كله.
• الفكرة يجب أن تُخضع لمزيدٍ من التفكير، ولو حدث هذا ستوفّروا 75% من ميزانيات المحليات التي
تُصرف في الاجتماعات والمناسبات والفارغة والمقدودة (فلان وصل من الحج)،
(ناس سوّاق المعتمد عندهم سماية!!)، وهكذا!!.
• بالمناسبة نسيت أهم حاجة .. التشكيليون سيعلّموننا ثقافات لم تك في مخيلتنا على الإطلاق ..
وللعلم والإحاطة أن ملك إسبانيا (خوان كارلوس) قد كرّم الدكتور/ راشد دياب الشهر الماضي
بوسام الجدارة من الدرجة الأولى للخدمة الممتازة لما قدّمه هذا الفنان التشكيلي المدهش
للثقافة الإسبانية من جهدٍ مقدرٍ.. وهذا في حد ذاته يُعد مفخرةً للسودان.
• شكراً على المطالعة سيدي القارئ لولاكم لما نقلنا لكم إبداعات التشكيليين، ولما استلمنا مستحقاتنا.
مدني / ياسر ود النعمة
رد مع اقتباس
المفضلات