فتح باب الشارع ..مد رأسه للداخل موجها لها الأمر بعبارة واحدة :
- لموا أثاث البيت بكرة راحلين للبيت الجديد خلاص .. وقفل عائدا دون أن ينتظر منها تعقيبا ..
اما هي كانت تجلس في كرسي الخشب القصير (بنبر) مقابل عنقريب العدة ( سرير ) تجفف فيه الأواني بعد غسلها . ..
بدون ما تشعر وجدت نفسها تضحك وتقول في نفسها : حقيقة شر البلية ما يضحك .. قال لموا أثاث البيت .. والله ما في شي مضيعنا ومفقرنا غير فلسفة الراجل دا ..
وبجولة تفقدية بالنظر فقط عملت مسح على ما يسميه أثاث البيت .. اولا البنبر الذي تجلس عليه الآن .. متهتك وحباله متدلية تستعين عليه بمخدة حتى تستطيع الجلوس .. وأمامها عنقريب العدة فهو أيضا متهتك تتدلى حباله لكن تمت مباصرته بما وقع في أيديهم من حبال او سيور بلاستيك .. فهو في النهار منشفة اواني وفي الليل سرير للبنت الصغيرة بعد ان يفرش لها بلحاف .. وفي الراكوبة (العريشة) نفسها يوجد عنقريبين آخرين ( سريرين من الخشب) .. والراكوبة نفسها وجودها امام الغرفة الوحيدة التي تتوسط الحوش هي بمثابة صالة للمقيل واستقبال الضيوف .. اما الغرفة الوحيدة فيها سريرين من الحديد ودولاب من بابين فقط .. تعلوا رأسه شنطة العرس وكرتونة التلفزيون التي ذهب التلفزيون في ظرف طارئ وبقيت هي لتشهد بأنه كان هنالك تلفزيون لكن هل هي من ضمن قائمة الاثاث التي ذكرها؟ ... اكيد ..مافي شك .. وهنالك عدة كراتين تعلوا رأس الدولاب بها عدة اغراض لاتذكر تفاصيلها .. ..
طاولات صغيرة ثلاثة أحداهم معاقة تستند على ثلاثة أرجل فقط ... وكذلك ثلاثة كراسي بلاستيك بيضاء اكيد هؤلاء من الاثاث .. ثم تخرج من الغرفة للتتجه بنظرها الى مكان آخر .. المزيرة بها حمالة زير يستند عليها زير قديم تزين الطحالب الجزء الرطب منه .. مغطى بصينية هي في الاصل غطاء لجردل البوهية الذي تستخدمه هي الآن في غسل الاواني ( ايضا من الاثاث شاءت ام ابت )..
تنهدت زفرة حرى قبل ما تقوم تفتح الباب الذي بدأ احدهم بطرقه . ..
تفتح الباب جارتها سعاد أخبار التي يقلبونها في بعض الاحيان هي وباقي الجارات بسعاد رادار ..وتدخل فيها سلام بحزن مصطنع ..
-صحي يا محاسن أختي راحلين وسايبننا ؟
- بسم الله القال الكلام دا منو ؟
- الخبر مالي الحلة وطش اضاني كدا .
- خبر شنو ومتين ملا الحلة كمان ( هي تدري بان جارتها سعاد لقطت العبارة من فم عمر وهو يأمرها بتجهيز الأثاث للرحيل كعادتها في التصنت )..
فردت لها ببرود في اصرار لجرجرتها في فضح التجسس : بري مافي اي كلام زي كدا . ..
- اجي كيف الكلام دا وانا سمع اضاني عمر بيقول ليكم جهزوا الاثاث للرحيل يا محاسن ..
- طيب مالك تقولي الخبر مالي الحلة وأنت لقطتيه بنفسك من عمر وانت الراح تنشريه في الحلة مافي غيرك ..
- شنو النفس الحار دا ما يمحاسن انتي بقيتي تكرهيني للدرجة دي ؟
-انا لا اكرهك ولا بحبك انتي بس سيبي تصنتك على الجيران وخليهم يتخذوا قرارتهم براحتهم بدل ما تلفحي كلامهم وتنشريه عند الناس لغاية ما الفكرة تبقى حقيقة ..
?- يعني انتو لسع ما عايزين ترحلوا .
- ياختي انتي مالك نرحل ولا ما نرحل مضايقنك في حاجة ؟ مضيقين عليك بيتك ..؟
- بالعكس انا جايا عشان اقول ليكم حاتوحشونا ..
- خلينا نروح اول او ادينا فرصة نفكر كويس بعدين تعالي واسينا وهسع انا ما فاضية ليك عندي شغل كتير ؟
- يعني بتطرديني من بيتك اقصد الكان بيتك دا ؟
- افهميها زي ما تفهميها ..
- هسع انا حالتي قلت اساعدك في ربيط العفش .. ولا وينو هو ذاتوا
العفش البربطو ( تضحك بسخرية تغيظ) فتك بعافية حاتوحشينا والله . يتبع.
المفضلات