النهاية
في اليوم التالي ليوم الحادث العظيم أجتمع أهالي الحي في بيت خضر التاجر ذاك البيت الواسع الفخم الجميل .. وفي صالونه كان أهل احي يجلسون في حلقات وبعضهم تحت ظل الشجر الوارف المنتشر في الحوش .. يحكون عن أحداث ليلة الآمس .. كل واحد يحكي عن بطولاته ودوره في قهر هؤلاء المعتدون .. وتتقاذف الجمل من نوع ( تعرفوا العاتي داك .. كان عاوز يجري يمين خبطه بالصيخه في ركبته .. لامن برك ..وانا كمان يا عاطف أديته بالعكاز في رأسه .. والطويل داك كمان بعد ما فلت عاوز يجري عماد جراه من رجله بس جا منبرش على وجه ) .. وعم سليمان يمدهم بالمعلومات : الطويل العاتي داك أسمه خزنة هو زعيمهم ..
- أنت بتعرفهم من وين يا عم سليمان ؟
- حا أعرفهم من وين كمان المجرمين ديل .. أنا ما لماني فيهم الا خاتم الجن دا . ما تقول حاجة يا عمر ؟
يبدو أن بذرة صداقة نضرة نبتت بين الاثنين أبطال الخاتم عم عمر وعم سليمان ,, بعد ما وصلت عداوتهما للقمة وجرتهما الى مكاتب الشرطة والحراسات .. لكن الحدث الأخير الذي ساهم فيه عمر مساهمة فاعلة في أنقاذ سليمان من الموت غسل كل رواسب الغل القديمة بينهما .. أصبح سليمان يحس بأنه مدينا بحياته لعمر .. كما شعر عمر بعاطفة صادقة تجاه سليمان بعد أن وضح له أنه انسان ضعيف مغلوب على أمره .. لولاه لكانوا اليوم متجمعين في بيته حزنا على فراقه .. لكن الحمد لله الذي زرع فيه ذاك القلق حتى يخرج من بيته ويكون سببا في أنقاذه , نحن عادة نميل لحب الشخص الذي يحتاجنا أكثر من الشخص الذي نحتاجه وهذا السر الذي غرزه الله في الانسان وصفة خاصة الوالدين لتظل الأسر متماسكة ومتحابة ,. عقب عمر على طلب صديقه بعد أن تم تفعيل الصداقة بينهما من جديد دون شوائب عدا ما ستسفر عنه مقبلة الأيام من أحداث ووفقا لطبيعة الشخصين .. وكما قيل الطبع بغلب على التطبع .
- قصة الخاتم تاني يا سليمان أنت ما تبت منها هاهاهاهاها .أها يا جماعة قصة الخاتم باختصار قبل شهر أشتريت فول للفطور من عم سليمان رحت البيت المره لقت فيه خاتم جيت سألت منه عم سليمان نكر علاقته بيه خايف أعمل معاه مشكلة وما كان فاكره خاتم دهب ..رحت أبيعه لقيت ناس المباحث منسقين مع الصياغ أها لموا فيني .. في الحراسة قلت ليهم الخاتم دا لقيته في جك الفول جابوا سليمان طلع مستلمه من الحرامية ديل مقابل عشا ووقع منه في قدرة الفول دون أن ينتبه .. بعد زرزروه أتعرف عليهم جابوهم .أها أمس الحرامية طلعوا من الحراسة وجو ينتقموا منه لانه أعترف عليهم ..
- لكن الحرامية طلعوا كيف من الحراسة بعد ما ثبتت عليهم التهمة .؟
- أها دا السؤال الأنا ما عندي ليه أجابة ..
- ولا أنا والله ما عندي ليه أجابة ..
- أنتظروا الضابط أكيد راح يجي يحقق معانا بعد ضرب الجماعة ديل وكسيرهم راح نسأله لانه دي مسؤولية كبيرة .
- أها يا أخوان عايزين نتفق على حاجة في التحقيق لو جا سؤال تفصيلي شخصي يعني مثلا مين فيكم كسر يد فلان تكون الأجابة واحدة كلنا نقول أنا أنا . نحن ما راح نسمح أيه تهمة توجه لشخص واحد فينا نحن كنا ندافع عن فرد منا وننقذ حياته البطولات البتحكو فيها دي لللاستهلاك المحلي والونسة فقط .
- ينصر دينك يا عم عبد الرحمن والله أنت حكيم الحي فعلا ..
أنفض أهل الحارة في يوم أشبه بالعيد بادئين صفحة جديدة من التعاون على البر والمحبة التي هي كفيلة بحماية أي فرد فيها من الشرور المتلاحقة .. الوحدة جديرة بأن تجعل كل ضعيف قوي وكل فقير غني وكل جبان شجاع عندما يختزن في ذاكرته أن له ظهر قادر على حمايته ضد عوادي الزمن المتفلت ..
أنتهــــــــــــــــــــــــــــــــت
المفضلات