خرج سليمان من مخفر الشرطة مرعوبا يتلفت مخافة أن يطلق صراح باقي المجرمين خلفه بعد تبرئتهم .. وبدأت تدور الهواجس في رأسه .. دائما ما يربتبط البخل بالجبن بالطمع لانها صفات دنيئة كلها تتفرع من الانانية وحب الذات . كما أن الشهامة والكرم والشجاعة تتفرع من التجرد ونكران الذات .أوقف سيارة تاكسي وركب متوجها الى بيته ولا زال يتلفت .. بعد ما قرر التوقف أمام بيته لاحظ لشابين من خلفه يقودان موترا خاف أن يكونا متابعنه . فطلب من سائق التاكسي التحرك من أمام بيته حتى لا يصبح لهم دليلا دون أن يدري . نزل بعيد من بيته وعاد خببا يمشي ناحية البيت ضرب الباب بشدة على غير العادة . فتحت له زوجته الباب .
- بسم الله يا راجل مالك ترجف كدا ويدك زي التلج وين كنت لهسع قبيل رسلت ليك عاطف الدكان قال ابوي قافل .. أها مشيت وين كان الله هون ..
- يا وليه ما تصبري خلينا ندخل نشم نفسنا شوية ياخ .
- أها أدخل لكن وريني في شنو يا سليمان أمس سألتك من الورم الفي وشك قلت رحت السوق تجيب بضاعة لاقاك نحل في السوق .. هو النحل دا ما لقى زول في السوق غيرك ؟ أها الليلة وسجمى دا شنو الشلخ الفي رقبتك دا .. نحل برضو؟ .. الا كان النحل بقى يشيل سكاكين كمان .
أختلطت مشاعر سليمان بالغيظ من زوجته مع الخوف من المستقبل مع الاستياء من الاحداث .. يخرج من ورطة تعقبها أخرى أخرصته الاحداث وأكتفى بالنظر الى زوجته .
- يا مرة خلينا في حالنا .
- ما بخليك الليلة الا توريني في شنو .. من أمس لي الليلة بقيت ما فاهمة حاجة والكلام القلته كله عن النحل ما دخل لي في رأسي .
هذه ورطة جديدة لانه لو حكى لها قصة الخاتم فضحت نواياه في أن حتى الخاتم لو أمتلكه لم يخطر في باله أنه سيهديه لها .. بل هو فكر في بيعه مثل ما فعل عمر .. ويستبدل ثمنه ببضائع يملا بها الدكان وأكيد لن تسامحه لو عرفت أن الموضوع كان خاتم دهب بعيدا عن أصابع يدها التي لم ترى ذهبا منذ الزواج قبل عشرين عاما ..لكن لو ألف قصة جديدة سيعقد الأمر أكثر فضلا عن أن ذهنه ليس جاهزا ليؤلف قصة جديدة يكفيه ما فيه فقرر أن يلتزم الصمت .. الى أن يأتي الفرج بسبب ما .
وأخيرا بعد الحاح وغلبان حيلة أضطر أن يحكي لها قصة الخاتم من أولها الى لحظة دخوله البيت .
- يخسي عليك يعني بعد طمعك وبخلك دا كمان جابت ليها خيانة .
- خيانة شنو يا مره هوي أنتي جنيتي ؟
- يعني الخاتم التمنه صحن فول ما كنت ناوي تجيبه لي .
- يا مره دا خاتم مرهون يمكن الجماعة كان يجوا تاني يوم يدفعوا حق الفول يشيلوا خاتمهم .
- ما كان تخليه معاي على الاقل اتمتع بيه يومين لو جو راجعين تعال البيت شيلو .
- ياخ انا قلت يمكن يجو مستعجلين وما يكون في وقت . كدي هسع خلينا في الحاصل الله يستر .. الليلة أحسن ننوم جوة الغرف .
- ننوم جوة الغرف ليه في الحر دا .
- عشان الباعوضة .
- هي الباعوضة دي جات الليلة ما من زمان في .
- طيب خلي نور الحوش مولع كان حاننوم بره عشان الباعوضة .
- ليه الباعوضة دي عندها امتحانات كمان ولا شنو ..نور شنو البنخليه مولع للباعوضة ..وانت اليوم كله تنقنق في فاتورة الكهربا .. ومحرمنا نستعمل الخلاط والفرن والمكوة .
- ياخ أنت أي حاجة أقولها تفنديها يلا خلاص روحي اتخمدي نومي .
- ما عايز أسوي ليك عشا ؟
- ما داير أي زفت .
وقضى سليمان الليل كله نصف نائم على سريره كل ما سمع صوت كركبة رفع رأسه وأعطى الحوش مسحة بالنظر ليكتشف أنها قطط تطارد بعضها بعضا .. يبدو انه في ذالك اليوم طاب الغزل لقطط الحي في حوش سليمان .. جعلت ليلته كأنها في بيت الاشباح بمدينة الملاهي .. وفي باله أن الاثنين الذين برأهما سيلاحقانه بأمر من زعيمهما خزنة الذي شهد ضده . ابدا لم يخطر بباله أن يأتيا ليشكراه ,,
يتبع .
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبا إيثار
المفضلات