بين رهباني.. و إرهابي
****************
وليس الدين محض عاطفة
و لا هو منطق عقلي بحت بقدرما هو
نزاع أزلي لا ينتهي بين قلب و عقل
فيا له من إحساس مؤلم لأمٌ أن تحتار بين ابنين
لها يتفانى كلاهما في خدمتها على طريقته الخاصة
و على حساب أخيه. ذات يوم أتتهما بعد صمتٍ و تفكيرٍ
عميق و هما يتجادلان كعادتها، جدالاً ساخناً و بصوت عالٍ في
كيفية إرضاء النفس. كطفلة تقف عاجزة أمام قطعة حلوى بين قلب يقول:
تذوقيها و لا عليك! و بين عقل يقول: بل الفظيها حفاظاً على سلامة أسنانك!
القلب وهو(مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ, وَ إِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ)
ينظر بالاحساس و الشعور الذى يفتقده التفكير، لا يرى عيوب من يحبه أو أنه يراها
و لكنه لا يعيرها كبير اهتمام. بعكس العقل الذى يفكر ملياً فى كل شاردة و واردة
و لكن من غير شعور. فالعقل تنقصه رقة المشاعر و القلب تنقصه دقة الروية.
و لكن بنهاية المطاف و حسماً للخلاف على أيه حالٍ فالقلب هو
الملك الآمر الناهي و لا بد لأمره أن يسري إن هو أصر عليه؛
و العقل مجرد وزير و مستشار لديه قد يؤخذ برأيه أو يرد.
و تَدَيُّنُ الناس مرهون بتفاوت قلوبهم ما بين
سليمٍ و سقيم لا بتفاوت بعقولهم، و إلا لكان
عباقرةٌ في علوم الدنيا هم الأقرب إلى الله.
و أما النفس فهي ما بين مطمئة و بين
لوامة و أمارة بالسوء ،ليست على قرارٍ
محددٍ و إن تكن لها أمنية واحدة
ترجوها، فهي رؤية كلاً من قلبها
و عقلها على وفاق دائم . و ذاك
هو المستحيل بعينه.فثلاثتهم
يريد و الله فعَّال لما يريد.
المفضلات