صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 26 إلى 50 من 131

الموضوع: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}

  1. #26
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [font=pt bold heading[size=5]]
    [FONT=pt bold heading]
    [FONT=pt bold heading]
    (فإذا جاءت الصاخة،يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)
    +
    (يبصرونهم ، يوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ)

    ما الحكمة من ترتيب القرابة هنا؟!مثلاً في الآية من سورة(عبس)
    فر من الأبعد فما دون؛ و في آية (المعارج) افتدى بالأغلى ثم من يليه.
    قال ابن جرير:في موضع الفرار من هول القيامة، أول ما يفر (المؤمن) من
    أخيه الذي كان إذاحلت به كربة أو جائحة في الدنيا يفزع إليه ، فأمه و أبيه،
    و صاحبته ثم بينه.يفزع يومئذٍ من أبعد أقربائه نسباً، حذر ما قد يكون لهم عليه
    من مظالم؛ أو خشية مؤاخذته بجرائرهم فيكون الفزع منهم، لا إليهم. و أما في موضع
    المفاداة: فجاء الترتيب كسياً ، حيث أول ما يدفع به (المجرم) أمام هول ذاك اليوم: أغلى
    أحبائه (البنون) و أقربهم نسباً، فداء لنفسه-مايجَد إلى ذلك سبيلاً - عشماً واهياً في ضمان
    الخلاص، رغم استعداده في الدنيا لبذل نفسه فداءً لأبنائه ، ثم الصاحبة ، مروراً بالأخ و انتهاءً
    بالعشيرة. و يلاحظ أن القاسم المشترك في كلا الحالتين، فيه دليل على غلاوة النفس و حلاوة
    الروح التي ما بعدها روح. و القرابة آصرة تكون لها في النفس معزة و إلفة حرية بأن تورث
    حرصاً على ملازمة صاحبها وعلى سلامته و كرامته.و كلا هذين الوجدانين يصد صاحبه
    عن المفارقة، فما ظنك بهول يغشى على هذين الوجدانين فلا يترك لهما مجالاً في النفس؟!
    و كل من ذوي القرابة هنا إذا قدرته هو الفار كان من ذكر معه مفروراً منه إلا قوله:
    (صاحبته). و إنما ذكرت بوصف الصاحبة الدال على القرب و الملازمة
    دون وصفها كأي زوجة قد تكون ناشزة لزوجها، و لاحتمالية أن يفر
    منها في الدنيا ، فلا يكون حدوث ذلك معها يوم الحشر
    كناية عن شدة الهول فذكرت بوصف الصاحبة.
    ***************************
    وقد اجتمع في قوله:
    ( يوم يفر المرء من أخيه)
    إلى آخره أبلغ ما يفيد هول ذلك اليوم.
    بحيث لم يترك هوله للمرء بقية من رشده،
    فإن الفرار مسبة فيما تعارفوه لدلالته على هلع صاحبه.
    و هم يتعايرون بالجبن و كونه يدفع الخائف لترك أعز الأعزة
    عليه ففيه مسبة عظمى ما بعدها مسبة. و تقديم الخبر في قوله:
    ( لكل امرئ) على المبتدأ ليتأتى تنكير(شأن)الدال على التعظيم ; لأن
    العرب لا يبتدئون بالنكرة في جملتها إلا بمسوغ منمسوغات عدها النحاة بضعة
    عشر مسوغاً و هذه و احدة منها. و فرار المرءمن أقرب ذوي قرباه يقتضي من
    بابأولى فراره من كل من سواهم.قال: لكل امرئ منهم يومئذ شأن(هَمٌّ) يغنيه أي:
    يشغله بنفسه عن ذوي القربى والصحبةو من هم دونهم . و أصل الإغناء والغنى:
    حصول الاكتفاء عن الغير. و قد استعمل هنا على وجه أبلغ ما يكون إيماء
    إلى التهاء المؤمنين عن ذوي قرابتهم (المشركين) من فرط ما هم
    فيه من نعيم مقيم في عليين كما دل عليه قوله عقبه:
    (وجوه يومئذ مسفرة) في مقابل وجوه أخرى
    (عليها قبرة ترهقها قترة)لأولئك الكفرة الفجرة.
    *****************************
    [/FONT]
    [/FONT][/
    size][/font]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 24-12-2014 الساعة 12:53 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  2. #27
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]
    أرحنا بها يا بلال)
    (أداء الصلاة و أثره في جلب الراحة، و أيةُ راحة؟!)

    الحمد الله الذي أكرم قلوب المتقين بالتعرف إليه،
    وشرف وجوه العابدين بالسجود بين يديه ، و الصلاة
    و السلام على سيد الأنام، خير من صلى و قام،و على آله
    و صحبه البررة الكرام ، و من تبعهم بإحسان ما تعاقب النور و الظلام
    قال رجل من خزاعةليتني صليت فاسترحت، فكأنهم عابوا عليه ذلك، فقال:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ يقوليا بلال أقم الصلاة أرحنا بها).
    كان اشتغاله صلى الله عليه و سلم بالصلاة فيه راحة له عما سواها من شواغل
    الدنيا،لما فيهامن مناجاة ربه . لهذا قال: (وجُعِلَت قُرّةُ عيني في الصلاة). مؤخراً،
    قامت جامعة (توماس جفرسون،فيلادلفيا) بدراسة تثبت أثر ممارسة رياضة
    اليوجاالكلاسيكية خفضهرمون الإجهاد(كورتيسول) في هرمون الأدرينالين
    في جسم الإنسان.وهي تمارس للإبقاءعلى صحة الجسم عامة، أو
    الاستشفاء من أمراض بعينها، أو لتصفية الذهن، أو موازنة
    الجهاز العصبي وغيرها. ولحركاتها شبه وطيد بأداء
    صلاتنا على وجهها الصحيح.
    *****************
    [/


    center]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  3. #28
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و قول النبي صلى الله عليه وسلم
    (أرحنا بها يا بلال) ألا يحدث في نفس
    المسلم أكثر مما تحدث اليوجا؟! بشرط تحقيق
    الطمأنينة و الخشوع. دخل رجل المسجد فصلى،
    ثم جاء فسلم على النبي عليه الصلاة و السلام فرد
    عليه النبي السلام، وقال لله: (ارجع فَصَلِّ فإنك لم تُصَلِّ)،
    فصلى، ثم جاء فسلم على النبي عليه الصلاة والسلام، فرد عليه
    و قالارجع فصل فإنك لم تصل) ثلاثًا فقال:و الذي بعثك بالحق ما
    أحسن غيره،فعلمني: قال صلى الله عليه وسلم إذا قُمتَ إلى الصلاة
    فكبّر، ثم اقرأ ماتيسّر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع
    حتى تعتدلقائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها)
    أخرجه البخاري.فكل حركة تؤدَّى بخشوع و تجرد من الدنيا وارتقاء بالنفس
    لمناجاة الله تعالى.وتحتاج الصلاة الخاشعة إلى مزيد من الأبحاث العلمية
    على المصلين. لبيان فائدتها الدنيوية في تحقيق الراحة البدنية
    و النفسية لهم. و أصل الخشوع: خشية من الله
    في القلب تظهرهاالجوارح
    ****************
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-12-2014 الساعة 10:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  4. #29
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]
    هناك فيديو منتشر للشيخ/
    عمر عبد الكافي، خبير الإعجاز العلمي
    في القرآن العظيم. مفاده أن العلم أثبت بما لا يدع
    مجالاً لجدال اثنين أو تناطح عنزين أن ما يعانيه كوكبنا
    الصغير من تلوث إشعاعي نووي خطير ناتج عن أرتال ضخمة
    موجات كهرومغناطيسية مبثوثة عبر الأثير ناتجة عن تزاحم إشارات
    لاسلكية من شبكات عنكبوتية راحت تنتظم العالم بأسرة حتى أحالته من
    ست قارات إلى قرية صغيرة؛ و في طريقها الأن لاختزاله في خلية بحجم علبة
    لأعواد الثقاب، و كل ما يتصل بها من قنوات بث راديوي (إذاعي) ، تلفزة أرضية و
    فضائية، رادارات تعيين ملاحي وخلافها، و أبراج تقوية اتصالات لأجهزة خلوية متنقلة
    و ثابتة،فضلاً عن التلوث الإشعاعي المنبعث عن محطات طاقة نووية و عوادم محركات
    لطائرت نفاثة ، بوارج ،غواصات، مصانع ، سيارات إلى ما هنالك. تغزو هذه الموجات تلقائياً
    و دونما عناء جسم إنسان العصر حيثما كان بأوبئة وسرطانية ماحقة ما أنزل الله بها من سلطان،
    بينما يقف الطب بأحدث وسائله التشخيصية و الجراحية متفرجاً عاجزاً تماماً عن منعها أو طردها.
    و غفلنا عن أبسط وسيلة لتفريغ تلك الشحنات في مغنطيسها الأم .تتمثل في أن نهويب رؤوسنا
    مباشرةً إلى أديم الأرض لنستقر ساجدين بسبعة أعظم (جبهة، كفين،ركبتين و مشطي القدمين)،
    شريطة أن نفعل ذلك متجهاً بوضعيتنا تلك قِبَلَ المسجد الحرام و الكعبة المشرفة ( صرة الأرض)و مركز
    تقلها. هذا علماً بأن أصحاب هذه الدراسات العلمية توصلوا لتلك النتائج و لم يقرأوا حرفاً من موطأ
    الأمام مالك و لا صفة صلاة النبي للشيخ/ الألباني، و لا حتى رياض الصالحين للإمام / النووي.
    و علماً أيضاً و هو الأهم ، أن نبينا الكريم صلوات الله و سلامه عليه و قد أُعِطَي جوامع الكلم،
    لم يكن في قرنه شيء من تكنولوجيا عصرنا التي يعد كل ما ذكرناه غيضاً من فيض عموم
    بلواها. فلما قالأرحنا بها يا بلال) هل كان ينشد فقط خلاصاً من هموم قلبية؟ أم أن
    هناك منغصات أخرى صحية و خلافها . ثم هل كان معنياً حصرياًبراحة نفسه أو
    حتى من كانوا حوله من آلٍ و صحبٍ؟ أم أن نظرته شلملة و كافَّة ً للناس، و
    رحمةً للعالمين و صالحة لعصرنا هذا بل لكل العصور و الأزمنة إلى قيام
    الساعة{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} و {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
    إذاً، كم نحن على حق مبين، فلنعض عليه بالنواجذ.
    **********************************
    [/
    center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-12-2014 الساعة 11:19 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  5. #30
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]
    [size=5][color="#6600cc[SIZE=5]"]
    [CENTER][COLOR="#6600cc[CENTER]"]
    (كذلك كدنا ليوسف ، ما كان
    ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله)
    مكر الله تعالى و كيده على لا يخرج عن ضربين،
    أحدهما و أغلبها:أن يفعل تعالى فعلاً خارجاً عن قدرة العبد
    الذي كاد له; فيكون الكيد قدراً محضاً ليس من بابٍ لا يسوغ ,
    كما كاد أعداء رسله بأخذهم بأنواع العذاب.وكذا كانت قصة يوسف.
    أكثر ما أمكنه فعله أن ألقى الصواع في رحل أخيه ثم أذن مؤذن بسرقتهم.
    فلما أنكروا قال: فما جزاؤه إن كنتم كاذبين أي جزاء السارق أو جزاء السرق:
    أقروا بأن من وجد في رحله فهو جزاؤه أي جزاؤه نفسُ السارق ليتخذه المسروق منه
    كسبية، كما في شريعة آل يعقوب . و لإعراب هذا الكلام وجهان ، أحدهما محمول على
    استحقاق المسروق لرقبة السارق كإخبار عن معاقَب ، و بحكم حصري لا جزاء له غيره . و
    القول الثاني مؤول على أن جزاؤه الأولى مبتدأ و خبره الجملة الشرطية . (من وجد في رحله)
    المسروق هو عين الجزاء كقولنا: جزاء السرقة من سرق قطعت يده و جزاء الأعمال من كسب
    حسنة فبعشر أو سيئة فبواحدة . و المقصود أن تجرية ذاك الجواب على ألسنة المتهمين كان
    كيداً ربانياً بحتاً ليوسف وخارجاً عن طاقته ؛ إذ قد كان يمكنهم أن ينفوا وجود جزاءٍ عليه فيُعدُّ بريئاً
    حتى تثبت إدانته ; فإن مجرد وجود شيءٍ في رحله لا يوجب ثبوت السرقة , و لكون يوسف عادلاً
    بحيث لايأخذ الأمور جزافاً بدون حجة؛ كما كان يمكنهم أيضاً القول:يفعل به ما يفعل بالسارق في
    دين مليككم بمصر: كأن يضرب السارق و يغرم قيمة المسروق مرتين , و لو قالوا ذلك لم يمكن
    إلزامهم بما لا يُلزم به سواهم لهذا قال تعالى : ( كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في
    دين الملك إلا أن يشاء الله) أي ما كان يمكنه أخذه في دين ملك مصر.إذ لم يكن في دينه
    حُجِيَّة لأخذه , و على هذا فقوله تعالى : (إلا أن يشاء الله استثناء منقطع , أي : لكنإن
    شاء الله أخذه بطريق آخر, أو يكون متصلاً أي إلا أن يشاء الله ذلك) فيهيئ له
    سبباً من الأسباب التي يؤخذ بها في دين الملك . إذاً، فقد كان المراد من
    الكيد فعلٌ من الله بأن يُقيِّضَ لعبده المؤمن مقصوده في الاقتصاص
    ممن باء بظلمه، بحيث يكون ذلك ضمن دائرة الحيل الشرعية
    لا من حيل باطلة قد يتكلفها العبد لنفسه .حتى
    ينتقل من خانة مظلوم إلى ظالمٍ لنفسه.
    **************************

    لعل في ذلك تنبيه
    على بطلان الحيل ، إن كان
    لنفسه كيداًمحرماً ; فإن الله يجعل
    كيده في نحره و يعامله بنقيض مقاصده
    و من طينة عمله,و هذه سنة الله في أرباب
    الحيل الباطلة أو المشبوهة أنه لايبارك لهم
    ما نالوه بطرق ملتوية, بل و يسلط عليه
    مكيداً على يد من يشاء من جنده
    الذين لا يعلمهم إلا هو
    وكما تدين تدان.
    **********
    [/
    CENTER]
    [/
    [/COLOR]
    [/CENTER]SIZE][/[/color]size][/
    center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 27-12-2014 الساعة 10:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  6. #31
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [color="#663399"]

    بداية الكيد في أن قال لهم
    يوسف "ائتوني بأخ لكم من أبيكم"
    لأخذه بالقانون لا عنوة و لصالح أخيه،
    و ليس انتقاماً من البقية؛ و صالح أخيه يتمثل في
    إبعاده عما كان يؤذيه منهم. بدأ يوسف برحالهم لدرء الريبة
    عنهم حتى إذا انتهى إلى وعاء شقيقه بنيامين،قال: ما أظن هذا الفتى
    رضي بهذا و لا أخذ شيئاً ، فقال له إخوته:و الله لا نبرح حتى تفتشه; فهو أطيب
    لنفسك و لنفوسنا ; فأخرج السقاية من وعائه؛فسقط في أيدي إخوته و نكسوا رءوسهم،
    و ظنوا الظنون . و أقبلوا عليه قالوا و يلك يا بنيامين! ما رأينا كاليوم قط ، ولدت أمك راحيل
    أخوين لصين! قال لهم: و الله ما سرقته ، ولا علم لي بمن وضعه في متاعي. و يقال إن المفتش
    كان يوسف نفسه؛ و كان إذا فرغ من رحل رجل استغفر الله تأثماً مما قذفهم به ، لعلمه أين الصواع
    حتى فرغ منهم. قال بذلك قتادة و غيره و قيل كذلك إن تفتيشه كان يقتضي أن المؤذن جرمهم برأيه
    فيقال:إن جميع ذلك كان أمراً من الله لقوله تعالى : كذلك كدنا ليوسف في ما معناه دبرنا، و أردنا
    و فيه جواز التوصل إلى الأغراض بالحيل إذا لم تخالف شريعة أو تهدم أصلاً، خلافاً لأبي حنيفة
    في تجويزه الحيل و إن خالفت الأصول، و حرمت التحليل . قال أبو جعفر : إن سألنا سائلٌ: كيف
    جاز ليوسف أن يجعل السقاية في رحل أخيه ثم يُجرِّم قومًا أبرياء فيقال لهمأَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ
    لَسَارِقُونَ) قيل: إنما هو خبَرٌ من الله عن مؤذِّن أذَّن به, و ليس خبراً عن يوسف . و جائز أن
    يكون المؤذِّن أذَّن بذلك إذ فَقَد الصُّواع ولا يعلم بصنيع نبي الله يوسف . و جائز أن يكون
    قد أذّن المؤذن بذلك عن أمر يوسف لعلمه بسابقة سَرِقةً لهم في بعض الأحوال ,
    فأمر المؤذن أن يناديهم بوصفهم بالسَّرقة، يعني سَّرقةً ما، لا سَرَقتهم الصُّواع
    و قد قال بعض أهل التأويل: إن ذلك كان خطأ من فعل يوسف, فعوقب
    بإجابة إخوته إيّاهإِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ ثم قال تعالى:
    (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ) (و فوق كل ذي علم عليم) حتى ينتهي
    ذلك إلى الله .إنما يوسف أعلم إخوته , و إنّ فوقه من هو
    أعلم منه حتى ينتهي كل العلم إلى علام الغبوب.
    *******************************
    [/
    color]

    [
    center][/center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 28-12-2014 الساعة 08:30 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  7. #32
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {وَ اصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم
    بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَ لَا تَعْدُ عَيْنَاكَ
    عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
    عَن ذِكْرِنَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ وَ كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

    ***********************
    احبسها وثبتها { مع الذين يدعون ربهم بالغداة و العشى}
    فى أول النهار و آخره والمراد الدوام اى مداومين على الدعاء بالغداة
    لطلب التوفيق و التيسير و العشى لطلب عفو التقصير بذكرهم إياه بالفروض
    و النوافل، يريدون بذلك وجهه، لا عرضاً من الدنيا. و الضمير المستكن فى يريدون
    وجهه ، لكون الوجه محل عن الرضى و مجازه (وَ لا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ): عيناك فاعل و
    المراد صاحبهما يعنى نهيه عليه الصلاة و السلام عن ازدراء ضعاف الناس لرثاية زيهم ،
    طموحاً إلى جاه الشرفاء إذاً: ا فلتصبر على من صبر علينا بنفسه و قلبه و روحه و هم الذين
    لا يفارقون حضرة ربهم بكرة و عشياً فمن لم يرغب حضرتنا أحق أن تصبر عليه فلا تفارقه و حق
    لمن لا تعدو عيونهم عنى طرفة عين األا تشيح ببصرك عنهم ، و ذاك عاجل بشراهم. نزلت حين
    تصنع رؤساء الكفار بطلبهم طردَ رهطٍ من فقراء المسلمين من مجالسه النبي كصهيب و عمار و
    خباب . قالوا : اطرد هؤلاء الذين ريحهم ربح الصنان حتى نجالسك فان أسلمنا أسلم الناس، و ما
    يصدنا من اتباعك إلا هؤلاء كونهم قوم أرذلين كقول قوم نوح من قبل:{ أنؤمن لك واتبعك الأرذلون}
    فلم يأذن الله فى طرد الفقراء لأجل أن يؤمن جمع من الكفار. فإن قيل يُرجَح طرد الفقراء و يسقط
    حرمتهم و هو ضرر هام؛ و بقاؤهم يوجب بقاء الكفارعلى كفرهم و هو ضرر أهم ، لكن الله اختاره.
    و قيل: لما نزلت الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في بعض أبياته، ثم فخرج
    يلتمس، فوجد قوماً يذكرون الله، منهم ثائر الرأس، و حافي القدمين، و جافّ الجلد،
    و ذو الثوب الواحد، فلما رآهم جلس معهم، فقال: ( الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ لي
    فِي أُمَّتِي مَنْ أمرني أنْ أصبِرَ نَفْسي مَعَهُ).(تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا):
    تنشد مجالسة الأشراف من أهل الدنيا. و فى إضافة الزنية
    إلى الحياة الدنيا تحقيرٌ لشأنها و تنزهيدٌ فيها.
    *****************************
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-01-2015 الساعة 07:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  8. #33
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أتاه فيما رُويَ عليةٌ قومٍ من عظماء أهل الشرك
    من سادات قبائل العرب ممن لا بصيرة لهم بالإسلام،
    فرأوه جالسا مع خباب وصهيب و بلال، فسألوه أن يقيمهم عنه
    إذا حضر الكبراء فأنـزل الله عليه: وَ لا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ
    وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ثم كان يقوم إذا أراد القيام، ويتركهم قعوداً، فنـزل عليه
    (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) الآيَةَ(. وقيل: جاء المؤلفة
    قلوبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عيينة بن حصن، و الأقرع بن حابس وذووهم،
    فقالوا: يا نبيّ الله، إنك لو جلست في صدر المسجد، ونفيت عنا هؤلاء وأرواح جبابهم يعنون
    سلمان وأبا ذرّ وفقراء المسلمين، وكانت عليهم جباب الصوف، ولم يكن عليهم غيرها - جلسنا إليك
    وحادثناك، وأخذنا عنك فقال: " الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُمِتْني حتى أمَرَنِي أنْ أصْبِرَ نَفْسِي مَعَ رِجالٍ منْ أُمَّتي،
    مَعَكُمُ المَحْيا وَمَعَكُمُ المَماتُ".وقوله: ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ) يقول تعالى ذكره لنبيه
    صلى الله عليه وسلم: ولا تطع يا محمد من وجدنا قلبه غافلاً عن ذكرنا، بالكفر وغلبة الشقاء عليه، و اتبع
    هواه، فيما ترك اتباع أمر الله ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه وأما قوله: (و كَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) فإن أهل
    التأويل اختلفوا حوله، فقال بعضهم: معناه: و كان أمره ضياعاً. ، أو ندامة.و قيل: معناه: هلاكا. و قال آخرون:
    بل معناه:مجافاةالحق.وأ ولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معناه: ضياعاً و هلاكاً، من قولهم:
    أفرط فلان في هذا الأمر إفراطا: إذا أسرف فيه و تجاوز قدره، و كذلك قوله (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) معناه:
    و كان أمر هذا الذي أغفلنا قلبه عن ذكرنا في الرياء و الكبر، واحتقار أهل الإيمان، سرفاً قد
    تجاوز حدّه، فَضَيَّع بذلك الحقّ و هلك.و قال أبو بكر رصي الله عنه:
    كان عُيينة بن حصن يفخر بقول أنا وأنا.
    *************************
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-01-2015 الساعة 07:52 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  9. #34
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    يستفاد من هذه الآية الكريمة
    كم هو عظيم قدر الإيمان وشأن أهله
    مهما صَغُروا في أعين الناس. مصداقاً
    لقول الصادق المصدوقعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لا يَنْظُرُ إِلَى
    صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَ أَعْمَالِكُمْ).فقد حدثنا محمد
    بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن معاوية بن قرة
    عن عائذ بن عمرو أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر
    فقالوا و الله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها قال فقال أبو بكر
    أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم . ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم
    فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك
    فأتاهم أبو بكر فقال يا إخوتاه أغضبتكم قالوا: لا، يغفر الله لك يا أخي هذا
    الإتيان لأبي سفيان كان و هو كافرٌ في الهدنة بعد صلح الحديبية .
    و في هذا مراعاة لمشاعر الضعفاء وإكرامهم وملاطفتهم .
    سيما للو كان اهل أيمان و طاعة.
    *********************
    حــــــاشــــــــــــــية:
    قوله: ( يا إخوتاه أغضبتكم ؟
    قالوا : لا ، يغفر الله لك يا أخي) ضبطه
    أهل التفاسير بوجهين:أما قولهم : ( يا أخي)
    فضبطوه بضم الهمزة على تصغير تمليح و تحبيب
    و تودد و ملاطفة فيما بينهم. وفي بعض النسخ
    بفتحها.و قد رُوِيَ عن أبي بكر الصديق أنه نهى
    عن مثل هذه الصيغة، و قال : قل: عافاك الله،
    رحمك الله ، لا تزد . أي لا تقل قبل الدعاء لا،
    فتصير صورته كنفي الدعاء.
    *****************
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-01-2015 الساعة 07:28 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  10. #35
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center[size=5]](
    حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها)

    و(حتى إذا جاؤؤها و فتحت أبوابها).
    ما الحكمة في مجيء الواو بقوله تعالى في حق أهل الجنة
    وغيابها في حق أهل لقوله فقط( حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها).
    ذهب البعض للقول بأن الجنة دار إكرام و نعيم و سلعة الله الغالية
    و ليست ك(وكالة بدون بواب). وقوله تعالى ( حتى إذا جاءوها و فتحت
    أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) لم يذكر
    الجوابها هنا و تقديره :حتى إذا جاءوها وكانت هذه الأمور من فتح الابواب
    لهم إعزازاًو تعظيما و تلقتهمالملائكة الخزنة بالبشارة و الحفاوة و الترحاب،
    فيما تلقى الزبانية الكفرة بالتثريب والتأنيب فتقديره إذا كان كل هذا
    طاب ممشاهم و سعدوا بقدر كل ما يكون لهم فيه من نعيم و تكريم
    و إذا حذف الجواب ها هنا ذهب الذهنكل مذهب في الرجاء و الأمل.
    و أما من زعم أن الواو في قوله(و فتحت أبوابها ) واو الثمانية
    و استدل به على أن أبواب الجنة ثمانية فقد
    أبعد النجعة و أغرق في النزع.
    ***************
    [/
    CENTER]
    [/size]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  11. #36
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و قيل إن زيادة الواو دليل على
    أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم
    على الله تعالى و التقدير حتى إذا جاءوها و أبوابها
    مفتحة بدليل قوله (جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) و حذفُ
    الواو في قصة أهل النار لأنها فتحت بغتةً في وجوههم لدى وقوفهم
    عليها إذلالا و ترويعاً لهم. دل بهذا على أنها كانت مغلقة.جاء في ملاك
    التأويل : " أن (إذا) في مثل هذا الكلام جارية مجرى أدوات الشرط في احتياج
    الفعل بعدها إلى الجواب.فوقع جوابها في الآيةالأولى منطوقاً به وهو قوله في أهل النار:
    (فتحت أبوابها). و أما لأهل الجنة فجوابها محذوف مقدر. ثم قوله "و فتحت أبوابها" كلام
    معطوف على ما قبله كما عطف عليه ما بعده ، و إلا فلو كان جواباً لكان مقتضاه أنها لا تفتح
    إلا عند مجيئهم ، كالحال في أهل النار، و ليس كذلك ، و العلم عند الله، من قال في سورة ص:
    (و إن للمتقين لحسن مآب جنات عدن مفتحة لهم الأبواب) فانتصاب مفتحة إنما هو على الحال،
    و الحال قيد فيما قبلها . فقد تبين أن قوله تعالى (فتحت أبوابها) معطوف على قوله (جاؤوها)
    وليس جواباً ، و مما يبيّن ما ذكرناه في معنى الآية ، يشهد له إخبار النبي صلى الله عليه
    و سلم في الصحيح أنه أول من يفتح و أول من يقرع باب الجنة، فقد أوضح هذا أن
    الداخلين تالون له و بعده فيجدونها مفتوحة الأبواب.. فإن قيل فما جواب إذا؟
    قلنا: الجواب، و الله أعلم ، مقدر بعد ، يفسره المعنى ، كأن قد قيل:
    حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلام عليكم
    طبتم فادخلوها خالدين فقد أمنو وسعدوا ؛ قال بهذا أيضاً
    الخطيب الإسكافي في درة التنزيل(ص280).
    ***********************
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  12. #37
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    وقد وضح الدكتور فاضل السامرائي
    -حفظه الله- لمحة بيانية أخرى لافتة فقال:
    إن جواب الشرط في حال جهنم مذكور ، أما في حال
    الجنة فلا يوجد جواب للشرط لأنه يضيق ذكر النعمة التي
    سيجدها المؤمنون في الجنة فكل ما يقال في اللغة يضيق بما في
    الجنة ، و الجواب يكون في الجنة نفسها . فسبحانه جلّ جلاله. أو أن
    الكريم يعجل المثوبة و يؤخر العقوبة. و قد وهِم في هذه الواو بعض النحاة
    مثل ابن خالويه و الحريري و تبعهما الثعلبي فكان لهم في «تفسيرها» مذاهب
    شتى و شطحات بعيدة. و فيه تنبُّه لإعجاز هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائه،
    و دليل على عجز و ضيق مواعين العرب بكلما أوتوا من فصاحة و بيان عن
    استيعاب كل معانيه . ختاماً ، لما كان أقرب وابلغ ما يفسر به القرآن هو
    نفسه ، ثم مثله الذي أوتي معه، فلنكتفي هنا بشهادته صلى الله عليه
    وسلم: ( وأنا أول من يقرع باب الجنة) و كذا ، قوله صلى الله
    عليه و سلم، من روياية مسلم آتى باب الجنة يوم القيامة
    فاستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ قال: فأقول: محمد.
    قال: يقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك).
    ***************************
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  13. #38
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center[font=pt bold heading]]
    [SIZE=5[CENTER]]
    {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ‬}
    ضمير (فيه)عائد على مكة ككل أم على المسجد الحرام؟
    هل الإلحاد بالكبائر أم ما توسوس به النفس من محقرات الذنوب؟ و هل
    كان السلف يتحاشون إطالة المكوث بها خشية أن تسجل عليه خواطر النفس؟!
    قال ابن القيم رحمه الله زاد المعاد في هدي خير العباد: المراد هنا الحرم المكي كُلُّهُ
    و قال به أيضاً بن باز رحمه الله:من أن الوعيد المتعلق بالهم بالمعصية على ثلاث صور:
    أ. أن يكون الهامُّ بالمعصية في أي مكان في الأرض ليفعلها في الحرم المكي، قال الضَّحَّاك
    "إنَّ الرجل ليهِمُّ بالخطيئة بمكّة وهو بأرض أخرى فتكُتب عليه ولم يعملها"، و مثله لابن مسعود؛
    ب. من همَّ بالمعصية في الحرم ولو فعلها خارج الحرم.ج. وأعظمها وقوع الهم وفعله معاً في الحرم.
    بعض العلماء يفسر قوله تعالىيُرِد) أي: يعمل، و قيل: هو العزم المصمم، و قيل: بل حديث النفس.
    و هو القول الأقرب للصواب. قال ابن القيم رحمه الله في قوله تعالى:{ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ}:إن فعل الإرادة
    لا يتعدى بالباء ولكن ضُمِّنت معنى (يهم فيه)، و هو أبلغ من مجرد أرادة الإرادة، وأوجب لاستحقاق العذاب
    و الإلحاد ميل عن الحق، و الظلم كل مخالفة لشرع الله، و يشمل الشركيات و البدع، و الذنوب كالقتل والسرقة.
    وتدخل فيه كل مخالفة بترك واجب أو فعل محرم: تدخل في الظلم المذكور، و أما الجائز كعتاب الرجل زوجه أو
    خادمه: فليس من الإلحاد ، و لا من الظلم . و الشاهد عند أهل العلم أن مجرد الهمَّ بعمل بسوء في الحرم علة
    لإذاقة صاحبه العذاب الأليم ولو أن رجلاً أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بِعَدَنٍ أَبْيَن ، بخلاف غير الحرم المكي من البقاع.
    هذه الآية الكريمة مخصِّصة لعموم قوله صلى الله عليه و سلم: "ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كُتبت له حسنة" .
    عليه ، فهذا التخصيص لشدة التغليظ في المخالفة في الحرم المكي حيث تضاعف الحسنات كما السيئات فتجلب
    معصيةُ إثمين.و يحتمل أن يكون معنى الإرادة العزم المصمم على ارتكاب الذنب فيه ، و العزم المصمم
    على الذنب ذنب يعاقب عليه في جميع بقاع الله مكة و غيرها. و الدليل على أن إرادة الذنب إذا
    كانت عزماً مصمماً كمن ارتكبها هو حديث أبي بكرة رضي الله عنه الثابت في الصحيح:
    (إذا الْتقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار) قالوا: يا رسول الله ، قد عرفنا
    القاتل فما بال المقتول؟ قالإنه كان حريصاً على قتل صاحبه)؛ فسؤالهم: ما بال
    المقتول؟ عن تشخيص عين الذنب الذي دخل بسببه النار مع أنه لم يقتل، فبيَّن
    النَّبي صلى الله عليه و سلم بقوله إن جريرته التي أدخلته النار هي عزمه
    المصمم على قتل أخيه المسلم. و مثالٌ آخر على المعاقبة على العزم
    المصمم على ارتكاب المحظور فيه:ما وقع بأصحاب الفيل من
    الإهلاك المستأصل بسبب طير أبابيل مرسلة من عند ربك
    ل{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} لعزمهم على ارتكاب
    منكر في الحرم، فأهلكهم الله بذلك العزم، و إن لم
    يفعلوا ما عزموا عليه.والعلم عند الله تعالى.
    ****************************
    [/CENTER][/SIZE]

    [/font][/center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-01-2015 الساعة 01:39 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  14. #39
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center][size=5[color="#6633cc
    "]](وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً
    قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )
    إذا رأى بعض المسلمين تجارة أو شيئاً مِن لهو الدنيا وزينتها تفرَّقوا إليها،
    و تركوك أيها النبي قائماً على المنبر تخطب، قل لهم، أيها النبي: ما عند الله
    من الثواب والنعيم أنفع لكم من اللهو و من التجارة ، والله، وحده ، خير مَن رزق
    و أعطى، فاطلبوا منه ، واستعينوا بطاعته على نيل ما عنده من خيري الدنيا والآخرة.
    ذكر الله تعالى في أول الآية ( وَ إِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً)و نهايتها ( قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ
    اللَّهْوِ وَمِ نْ التِّجَارَةِ) حيث قُدذِمت التجارة على أولاً ، ثم قدِّم اللهو على التجارة ، إذاً، فما
    سر أسبقية التجارة على اللهو هنا ، ثم أسبقيته عليها هناك؟!! قيل : لأن خروج أرباب المال
    كان لمعاينة ما قَدِمت به القوافل من أنواع التجارة و هي المقصد الأهم في تقديرهم كبشر، و أهل
    اللهو كانوالهم تبعاً و نافلة هو على ما ذكر ما استقبلوا به القوافل من ضرب الدفوف فرحا بمقدمها. أما
    تقديم اللهو في أخر الأية فلأن اللهو في غالبه لا طائل منه بخلاف التجارة ففيها منافع للناس .لمسة
    بيانية في قوله تعالى هذه الآية في أواخر سورة الجمعة في أنه ،بمنطق الأشياء،تكون خيرية ما عند الله
    على اللهو أوجب،و على التجارة هو من باب أولى أنها نزلت بينما كان الرسول يخطب فيهم بعد صلاة
    الجمعة ففصلت العير ببضاعة وكانت سنة شديدة فانفضّ الناس بسبب التجارة و ليس بسبب اللهو لأنه
    كان هناك قحطٌ و غلاء فعندما نودي أن القافلة وصلت انفضّ الناس عن الرسول و لهذا قدّم التجارة في
    أول الآية (و إذا رأوا تجارة). ثم في النهاية قدّم تعالى اللهو على التجارة لأنه ليس كل الناس ينشغلون
    بالتجارة عن الصلاة فكثير ينشغلون باللهو و ما عند الله تعالى خيرٌ من اللهو، ثم من التجارة
    لذا قدّم اللهو على التجارة. و لأن التجارة مظنّة الرزق فوضع التجارة بجانب قوله تعالى:
    (و الله خير الرازقين) فليس لائقاً ولا منطقياً أن يقول تعالى (الله خير الرازقين) بجانب
    اللهو وفي اللغة عادة تترقّى من الأدنى إلى الأعلى فذكر الأدنى (اللهو) فالأعلى
    (التجارة). و هناك أمر آخر وهو تكرار (من) في قوله تعالىمن اللهو
    و من التجارة) لأنه لو قال (من اللهو والتجارة) لأفاد أن الخيرية لا
    تتحقق إلا باجتماع مع اللهو و التجارة .هذا يفيد أن الخيرية من
    اللهو على جهة الإستقلال و من التجارة على جهة
    الإستقلال أيضاً فإن اجتمعا زاد الأمر سوءاً.
    *************************
    [/
    COLOR][/

    [/size]
    center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 26-01-2015 الساعة 10:43 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  15. #40
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]
    إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بأنفسهم)
    يعني إن الله لا يصلح أحوال قوم إلا إذا أصلحوا ما بأنفسهم
    الحمد لله نحمده، إقراراً بربوبيته وإرغامـاً لمن جحد به وكفر،و أشهد أن سيدنا
    محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق و البشر، ما اتصلت عين بنظر
    أو سمعت أذن بخبر. المحنة التي يمر المسلمون محنة كبيرة.و لكن السؤال: ما العمل ؟
    العمل هو بكلمة واحدة، التغيير، إنطلاقاً من الأية الكريمة أعلاه من سورة الرعد و هذه الأنفال:
    ( بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ باقتراف الشرك و كبائر الإثم.
    يعني التغيير سواء نحو الأحسن ، أو نحو الأسوأ يكون محوره نفسك التي بين جنبيك و من هناك يبدأ.
    لا مجال و لا سبيلإلى التغيير في مجتمع كسول لا ينهض و يتمنى على الله الأماني و هي بضائع الحمقى.
    من تلابيس إبليس، أن يقعدك عما تَطِيق و يدفعك لما تُطيق بشق الأنفس.فأين نحن من نقاب فتاة مسلمة كان بمثابة
    دعوة بحسن السيرة وسبباً لأن يسلم على أثره ملحدٌ و يغدو من أكبر داعية في بلاد الغرب .أم أين نحن من طالب علم
    يدرس يساكن عائلة أجنبية غض بصره عن فتيات البيت فكان سبب هداية لأفرادها من جور الأديان و اللاأديان إلى عدل
    و نور الإسلام.بالمعيار الشرعي أيها الأخوة لا وجود في الأرض لحالة لا يملك الإنسان في أن يفعل شيئاً أبداً. علماً أن الله
    لا يقبل أن تنكر بقلبك ما انت قادرٌ على نبذه بلسانك و لا أن تلعن بلسانك ما تستطيع درأه بيدك ، ( إذا عملت الخطيئة
    في الأرض كان من شهدها فكرهها كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها.مبدئياً من لا يستطيع أن يغير
    خلقاً من أخلاقه السيئة، أو طبعاً من طباعه الشائنة، أو عادة من عوائده القبيحة، إنما ميؤوس من أن يحرك ساكناً.هناك مشروعات
    كثيرة تطرح تترى لكي تبدأ بالتغيير من الخارج، و لا حاجة لذكر أمثلة عنها ، كلها فاشلة سواء كانت ضمن المرجعية الدينية أو
    اللادينية ، و قد حشدت لها قوى عيمة ورصدت أموالٌ طائلة و ظلت كالمنتب، فلا أرضاً قطع ولا ظهراً أراح. كلنا نطمع أن تقوى
    شوكة المسلمون لتكونكلمتهم هي العليا، و يكون زمام أمرهم بأيديهم، وأن يحملوا هذه الرسالة التي شرفهم الله بها.
    لكنها مطامحو آمال عراض بحاجة إلى حراك شامل لكي يصنع رتقاً لكل عوامل التقصير والتخلف. فقط ، على قدرأهل
    العزم تأتي العزائم.كم نحن بحاجة إلى علم على بصيرة وعمل على وتيرة، و كم من عالم بعلمه لم يعملن معذب
    من قبل عباد الوثن. كان نبي اللهو هو قمة البشرية، و هم منارة الهدى للعالمين، حينما يواجه عدواً ينظر في ما له
    وما ع ليه.و قد دعا فيبدر حتى سقطرداءه لماذا كان يدعو بذاك الإلحاح؟ كان يخاف كما يشرح علماء السيرة
    لئلا يفوته الفلاح من ثغرة يخشى أن يكون سقط منها ولو سهواً شيئاً مما عليه أداؤه من موجبات النصر.
    و نحن لمجرد أننا مسلمون،لمجرد ننتمي لهذا الدين و نطمع أن ننتصر، بلا استقامة، و بلا توبة،
    وبلا عمل تعاوني،و بلا بذل من أي نوع إطلاقاً، فقط تمنيات .
    و من رافة الله بنا، أنه لم يكلفنا ما لا طاقة لنا به.
    ***********************************
    [/


    center]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  16. #41
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]
    إذاً: واقعية هذا الدين أنه أمرنا أن نتحرك،
    بمقدورنا وبحدود مش شرع لنا، فلا نحقر من الجهد
    شيئا، . هناك منزلقان خطيران هما المصلحة ، و الاستطاعة،
    ولكل منهما ضوابط شرعية من لم يتبعها فكأنما يتلاعب بدين الله.
    و من اللعب بدين الله أن ترى في كل شيء يكلفك به الشرع عبئاً ثقيلاً عليك
    علماً أن الشريعة مصلحة جامعة كلها، و عدل كلها، و رحمة وساعة كلها، و حكمة
    بالغة كلها، فأية قضية خرجت من المصلحة إلى المفسدة، و من الحكمة إلى الضلال، و من
    الرفق و اللين و العنت، و من اعتدال إلى إفراط أو تفريط، فليست من الشريعة في شيء و لو
    سندناهابألف تأويل و تأويل. من واقعية الشرع أنه حال تعارض مصلحتين لزمنا المصلحة الأكبر،
    و إن تعارضت مفسدتان تجنباً المفسدة الأكبر، و إن تعارض حكم شرعي مع مفسدة علمنا بمبدأ
    تقديم درء المفاسد على جلب المصالح. و موازين الشرع دقيقة حساسة لمن أراد أن ليشمر
    ليتفقه في دينه. و لنأخذ الدين (عن الذين استقامو ا، و لا تأخذ عن الذين قالوا)ألسنا
    بأمس الحاجة إلى تغيير ما في أنفسنا؟! تصحيحاً للعقيدة ، إخلاصاً للنوايا،
    أتقاناً للعمل بأن نعيد حساباتن ا، في كل تحريكة و تسكينة:
    بدءاً بتمحيص دخولنا و إنفاقنا، تربية نشئنا، خروج بناتنا،
    أن ندقق في و سائل لهونا، أحلال أم حرام؟!!
    ***********************
    فلنحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب و لنزن أعمالنا
    قبل أن توزن علينا،علماً ن ملك الموت إذاتخطانا إلى غيرنا
    فسوف يتخطى غيرنا و الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت
    و العاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.إنك حين تفرغ من
    قراءة كتاب سخيف تتثاءب ، بينما إذا قرأت كتاباً قيماً تنتهي من قراءته لتبدأ
    معاناتك لتأثرك به.و الموت يأتي بغتةً، والقبر صندوق العمل، فلا حدَّ أدنى من أن
    تفارق على حسن خاتمة مؤمناً،و كل خبر بعد الموت باطلٌ. ولا تعنيك منه، سوى
    أن تُقبَضَ موحداً، مستقيماً، و لمن حولك محسناً. هذا فرض عين، لا كفاية،
    و هو بيد، بل و في إمكان كل مسلم. إذاً، انطلاقاً من أشد حالات حبنا
    ذواتنا و من فرط الأنانية ينبغي أن نستقيم على أمر الله كي
    نتزحزحعن النار و نفوز بفردوس اعلى في الجنة
    *************************
    [/

    center]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  17. #42
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ..}
    الآية رقم 11 من سورة النساء قد نزلت
    فى امرأة سعد بن الربيع و ابنتاها عندما أخذ عمهما التركة كلها
    و عندما نقرأ الآية لا نجد ذكراً لحالتهن من قريب أو بعيد فعدد الولد بنتان
    و الآية تتحدث عما فوق الأاثنتين، علماً أن الاثنين ليس كفوق الاثنين. و لكن لعل
    الجواب على هذه الجزئية يأتنيا من خارج سياق الآية الكريمة و لعل هذه و احدة من لفتات
    هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائه ، كما سنرى لاحقاً فإن ما ذُكر هنا من تقسيم التركة المذكورة
    صحيح و هو محل اتفاق بين أهل العلم؛ كما هو مبين بالأدلة الشرعية من نصوص الوحي ، و موافق
    عقلاً وثابتُ نقلاً كما فهمه صلفنا الصالح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لربما أشكل على البعض
    لفظ الآية الكريمة {فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ } وعلم المواريث يحتاج فهم وتدبر متعمق العميق ومدارسة و قياس
    و بذل جهد. قال ابن العربي في الأحكام عند الحديث عن آية المواريث:إن هذه الآية ركن من أركان الدين , و عمدة
    من عمد الأحكام, وأم من أمهات الفرائض، عظيمة القدر حتى أنها ثلث العلم ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: العلم ثلاث:
    آية محكمة ، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة. و نقل مالك عن ابن مسعود مستنكراً : من لم يتعلم الفرائض و الحج و الطلاق
    فبم يفضل أهل البادية ؟ ثم قال: و لو لم يكن من فضل علم الفرائض و الكلام عليها إلا أنها تبهت منكري القياس و تخزي مبطلي
    النظرفي إلحاق النظير بالنظير، فإن عامة مسائلها مبنية على ذلك إذ النصوص لم تستوف فيها ولا أحاطت بنوازلها. وأما قوله تعالى
    { فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ} فقد فرض للبنتين نصيب الثلثين و توضحه آخر آية آخر من سورة النساء في قوله تعالى بحق أخوات
    الكلالة: { فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ} مِمَّا تَرَكَ فألحقت البنتان بالأختين هما أكثر منهما أحقية بالاشتراك في الثلثين فكان ذلك
    من باب أولى، كما ألحقت الأخوات إذا زدن على اثنتين بالبنات في نفس الحكم فإن كان نصيب الأختين اللتين هما قرابة حاشية
    هو الثلثان فلأن يكون نصيب البنتين اللتين هما قرابة فرع الثلثين أولى ، ومن المعلوم أن قرابة الفرع أقوى من قرابة الحاشية.
    ولهذا قالوا : قال ابن العربي : لو كان الله تعالى مبينا حال البنتين ببيانه لحال الواحدة وما فوق البنتين لكان ذلك قاطعا،
    ولكنه سبحانه وتعالى ساق الأمر مساق الإشكال لتتبين درجة العالِمين وترتفع منزلة المجتهدين في أي المرتبتين
    في إلحاق البنتين أحق. و قال ابن كثير في التفسير: واستفيد كون الثلثين للبنتين من حكم الأختين
    في الآية الأخيرة يعني آية النساء فإنه تعالى حكم فيها للأختين بالثلثين ، وإذا ورثت
    الأختان الثلثين فلإن ترث البنتان الثلثين بالطريق الأولى.
    *********************************
    .
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  18. #43
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [font=pt bold heading[size=5]]
    [FONT=pt bold heading]
    (و في السماء رزقكم وما توعدون)

    اختلف العلماء في المراد بكون رزق الخلق في السماء ،
    فذهب بعض أهل العلم أن المراد أن جميع أرزاقهم منشؤها من
    الغيث و هو نازل من السماء ، و يكثر في القرآن إطلاق اسم الرزق
    على الغيث لهذا المعنى. وإنزاله تعالى الرزق من السماء بإنزال الغيث من
    أعظم آياته الدالة على عظمته و أنه المعبود وحده ، ومن أعظم نعمه على خلقه
    في الدنيا ، ولذلك كثر الامتنان به في القرآن على الخلق . و قال بعض أهل العلم:
    معنى قوله تعالى ( و في السماء رزقكم) : إن أرزاقكم مقدرة مكتوبة،و كما قال تعالى:
    (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه الآية فقوله تعالى:و ما توعدون "ما" في
    محل رفع ، عطف على قوله : رزقكم ، و المراد بما يوعدون، قال بعضهم: الجنة، لكون الجنة
    بفروسها الأعلى إنما هي فوق السماوات، فالقول بكونها في السماء إطلاق عربي صحيح، لأن العرب
    تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل : و قد يسمى سماء كل مرتفع و إنما الفضل حيث الشمس
    و القمر و لما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور،قال فيه: بلغنا السماء مجدناوسناؤنا و إنا لنرجو فوق
    ذلك مظهراً قال له - صلى الله عليه وسلم :"إلى أين يا أبا ليلى. قال: إلى الجنة، قال: نعم إن شاء الله ".
    و قال البعض: و ما توعدون من الخير و الشر كله مقدر في السماء.لعل هنا يصح معنى المطر في تأويل
    قوله تعالى (و ما توعدون) في يساق الآية. و قد وردت قصص تدل على أنه هوالذي يتبادر إلى ذهن السامع.
    من ذلك أيضا : ما نُقِل عن الأصمعي ، قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له ، فقال: ممن
    الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال : من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال: اتل
    علي ، فتلوت : والذاريات ، فلما بلغت قوله تعالى : وفي السماء رزقكم قال: حسبك ، فقام إلى ناقته فنحرها
    و وزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشيد طفقت
    أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت ، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي و
    استقرأ السورة ، فلما بلغت الآية صاح ، وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، ثم قال: و هل
    غير هذا؟ فقرأت فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، فصاح وقال:
    يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله
    حتى ألجئوه إلى اليمين ، قائلا ثلاثا، و خرجت معها نفسه.
    انــــــــــــــــــــتـــــــــــــهـــــــــــــ ــــــــى
    [/
    FONT]
    [/size][/font]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-02-2015 الساعة 09:40 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  19. #44
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center[font=pt bold heading[size=5]]]
    [FONT=pt bold heading
    ]
    [FONT=pt bold heading]
    {وَ أُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي
    فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ
    فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}، فهؤلاء
    الثلاث محرمات بالصهر، لا بالنسب فقوله:{وَ أُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ}
    يعني أنه يحرم على الرجل أم زوجته و إن علت بجداتها سواء من قبل
    الأب أم من قبل الأم و تحرم عليه بمجرد العقد. فثسير من محارمها و إن لم
    يدخل بها، فلو قدر أن البنت توفيت أو طلقها فإنه يظل محرماً لأمها. و لو قدر أنه
    تأخر دخوله بزوجته فإنه يكون محرماً لأمها تكشف وجهها عنده و يسافر بها و يخلو بها
    و لا حرج عليمها.أما جزئية قوله:{وَ رَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}
    فالمراد بذلك أيضاً تحريم بنات الزوجة و بنات أولادها و إن نزلوا. فمتى تزوج الإنسان امرأة فإن
    بناتها من غيره حرام عليهو تعد من محارمه، و كذلك بنات أولادها من ذكور و إناث فبنت ابنها
    و بنت بنتها كبنتها. لكن فقطمع فارق أن الله عز وجل اشترط هنا شرطين: فاشترط في تحريم
    الربيبة أن تكون في حجر الإنسان.و اشترط شرطاً آخر أن يكون دخل بأمها أي جامعها.
    أما الشرط الأول: فهو عند جمهور أهل العلمشرط أغلبيٌ لا مفهوم له قطياُ و لهذا قالوا:
    إن بنت الزوجة المدخول بها حرام على زوجها الذي دخل بها وإن لم تكن في حجره.
    وأما الشرط الثاني: وهو قوله تعالى: {اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ} فهو شرط مقصود
    و لهذا ذكر الله تعالى مفهومه في حين تعميم مفهوم قوله:
    {اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم}، فدل هذا على :
    أن لا يُتوقف عند حرفية مفهومة


    .[/FONT]
    [/FONT]
    [/size][/font].[/center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-02-2015 الساعة 02:01 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  20. #45
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [font=pt bold heading][color=""]
    (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا
    فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ
    ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ
    فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَ أَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) .
    ( أنزل ) يعني:المطر(فسالت ) منه ( أودية بقدرها) أي: في السعة(فاحتمل السيل)
    ( زبداً رابياً) الزبد: الخبث الذي يظهر على وجه الماء.رابياً،أي طافياً مرتفعا فوقسطح الماء.
    فالماء الصافي الباقي هو الحق ، والذاهب الزائل الذي يتعلق بالأشجار وجوانب الأودية هو الباطل .
    وقيل: هذا مثل للقرآن، و الأودية مثل للقلوب. ينزل القرآن فتحمل منه القلوب على قدرها من
    تدبرو يقين، و جهل و شك ، والجهل. فهذا أحد المثلين ، والآخر في قوله تعالى ومما يوقدون عليه في النار) .
    و الإيقاد : جعل النار تحت الشيء ليذوب كالذهب والفضة(ابتغاء حلية) للزينة(أو متاع ) مما ينتفع به من حديد
    و نحاس و رصاص تذاب فيتخذ منها الأواني وغيرها مما ينتفع بها ( زبد مثله).(كذلك يضرب الله الحق والباطل)
    أي : إذا أذيب فله أيضا زبد مثل زبد الماء، فالباقي الصافي من هذه الجواهر مثل الحق، والزبد الذي لا ينتفع به مثل
    الباطل (فأما الزبد ) الذي علا السيل وسطح المعدن ( فيذهب جفاء) أي:هباءً ضائعاً باطلاً ، و الجفاء ما يقذف به
    الوادي من زبد ، و تلفظه القِدر من حثالة إلى جنباتها . يقال : جفا الوادي و أجفأ : إذا ألقى غثاءه ، وأجفأت القدر
    و جفأت : إذا غلت وألقت زبدها ، فإذا سكنت لم يبق فيها شيء. ومعناه:أن الباطل و إن طفا و علا إلى حين،
    فإنه يضمحل. و قيل: "جُفاءً" أي: متفرقاً . يقال : جفأت الريح الغيم إذا فرقته و ذهبت به أدراجاً .
    (وأما ما ينفع الناس) يعني:الماء والفلز من ذهب و فضة و النحاس(فيمكث في الأرض) أييثبت.
    (كذلك يضرب الله الأمثال ) جعل الله تعالى هذا مثلاً لحق أبلج وباطل لجلج ، أي:
    أن الباطل كالزبد يذهب ويضيع ، والحق كالماء والفلز يبقى في القلوب. و قيل:
    هذا تسلية للمؤمنين ، يعني: أن أمر المشركين كالزبد يرى في الصورة
    شيئا و ليس له حقيقة سوى الفناء ، و أما أ مر المؤمنين
    فكالماء المستقر في مكانه له البقاء و الثبات.
    ***************************
    اشتملت هذه الآية الكريمة أيضاً على فائدة أخرى
    في تمثيل العقول و تفاوتها في الإدراك فمنها ما له بسطه
    في الفهم و سعة في الفقه، و منها ما قد لا يتسع لشيء من ذلك.
    (كذلك يضرب الله الحق والباطل ) أي : إذا اجتمعا لا ثبات للباطل
    و لا دوام له ، كما أن الزبد لا يثبت مع الماء، و لا الخبث مع الذهب
    بل يتفرق و يتمزق ويذهب في جانبي الوادي، ويعلق بالشجر و تذروه
    الرياح .قال بعض السلف : كنت إذا قرأت مثلا من القرآن
    فلم أفهمه بكيت على نفسي; لأن الله تعالى يقول:
    ( و يعقلها إلا العالمون )
    [/color]
    [/font]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  21. #46
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [font=pt bold heading[size=5[color="#6633ff[FONT=pt bold heading]"]]]
    (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة
    وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة)
    الفاء لتفريع ما بعدها على التهويل الذي صدرت به السورة
    من قوله الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة فعلم أنه تهويل لأمر
    العذاب الذي هدد به الله المشركون من أمثال ما نال أمثالهم في الدنيا. و من
    عذاب الآخرة الذي ينتظرهم ، فلما أتم تهديدهم بعذاب الدنيا فرع عليه إنذارهم بعذاب
    الآخرة الذي يحل عند القارعة التي كذبوا بها كما كذبت بها ثمود وعاد، فحصل من هذا بيان
    للقارعة بأنها ساعة البعث و هي الواقعة . و الصور: قرن ثور يقعر و يجعل في داخله سداد يسد
    بعض فراغه حتى إذا نفخ فيه نافخٌ انضغط الهواء فصوت صوتاً قوياً ، و كانت الجنود تتخذه لنداء بعضهم
    بعضاً عند شحد النفير أو الهجوم ، وتقدم عند قوله تعالى وله الملك يوم ينفخ في الصور في سورة الأنعام. و النفخ
    في الصور: عبارة عن أمر التكوين بإحياء الأجساد للبعث مثل الإحياء بنداء سرايا الجند المكلفة بالأبواق لنداء بقية الجيش
    حيث لا يتأخر جندي عن الحضور إلى موضع المناداة ، و قد يكون للملك الموكل موجود يصوت صوتا مؤثراً. و رفعت نفخةٌ
    (بالضميتين): مصدر نفخ مقترن بتاء دالة على المرة ، أي الوحدة فهو في الأصل مفعول مطلق،ثم جُعِل نائباً لفاعل النفخ
    الملك الموكل به و هو إسرافيل. و وصف ( نفخة ) ب (واحدة) تأكيد لإفادة الوحدة من صيغة الفعلة تنصيصاُ على الوحدة لإفادة
    التعجيب من تأثر أجساد جميع الخلائق بنفخة واحدة دون تكرير دلالة على عظيم قدرة الله و نفوذ أمره؛ لأن سياق الوعيد منذ
    البداية تعداد تهويل يوم القيامة تهويلاً مقصوداً، و لأجل القصد إليه هنا لم يذكر وصف ( واحدة ) في قوله تعالى( و من آياته
    أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون في سورة الروم . فحصل من ذكر نفخة واحدة تأكيد
    معنى النفخ و تأكيد معنى الوحدة ، و هذا يبين ما روي عن صاحب الكشاف في تقريره بلفظ مجمل نقله الطيبي ، فليس المراد
    بوصفها ب ( واحدة ) أنها غير متبعة بثانية فقد جاء في آيات أخرى أنهما نفختان ، بل المراد أنها غير محتاج حصول
    المراد منها إلى تكررها كناية عن سرعة وقوع الواقعة ، أي يوم الواقعة. وأما ذكر كلمة ( نفخة ) فليتأتى إجراء
    وصف الوحدة عليها فذكر(نفخةٌ) تبع غير مسوق له الكلام فتكون هذه النفخةُ هي الأولى
    و هي المؤذنة بانقراض الدنيا ثم تقع النفخة الثانية التي تكون عند بعث الأموات .

    ******************************************
    و جملة وحملت الأرض والجبال إلخ في موضع الحال؛
    لأن دك الأرض و الجبال قد يحصل قبل النفخ في الصور لأن به فناء الدنيا.
    ومعنى (حملت) : أنها أزيلت من أماكنها بأن أزيحت الأرض بجبالها عن مدارها
    المعتاد فارتطمت بأجرام أخرى في الفضاء فدكتا ، فشبهت هذه الحالة بحمل الحامل
    شيئاً ليلقيه على الأرض ، مثل حمل الكرة بين اللاعبين ، و يجوز أن يكون تصرف
    الملائكة الموكلين بنقض نظام العالم في الكرة الأرضية بإبعادها عن مدارها مشبها
    ذلك بالحمل و كله عند اختلال الجاذبية التي جُعلت لحفظ نظام العالم إلى أمد
    معلوملله تعالى. و الدك : دق شديد يكسر الشيء المدقوق ، أي فإذا فرقت
    أجزاءالأرض و أجزاء جبالها. و بنيت أفعال (نفخ، و حملت، و دكتا)
    للمجهول؛ لأن الغرض متعلق ببيان المفعول لا الفاعل، وفاعل
    تلك الأفعال إما الملائكة أو ما أودعمن أسباب تلك
    الأفعال، والكل بإذن الله وقدرته.
    ****************
    تنويه إلى نكتة نحوية هنا:
    • تعرب نفخةٌ مرفوعة بالضمتين على
    أنها نائبٌ فاعل لفعل لازم و هو النافخ بعد حذفه
    للعلم به فليس بعده سوى مصدر الفعل لينوب عنه.
    • و تعرب دكةً: منصوبة بالفتحتين على أنها مفعولٌ
    (ثانٍ) مطلقٌ لفعل متعدٍ إلى مفعولين و مبيناً لنوعه.
    بينما صرف المفعولان الأولان (الأرض و الجبال)
    على أنهما نائبين لفاعل الدك مرفوعين.
    ************************
    [/
    COLOR]
    [/FONT][/size][/font]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-02-2015 الساعة 01:33 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  22. #47
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center[font=pt bold heading]][color="#0000cd"][CENTER]
    (وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً
    أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
    بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
    ( وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون
    الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون)
    ( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا ) أي يهودياً ، قال الفراء : حذف الياء الزائدة و رجع إلى
    الفعل من اليهودية ، وقال الأخفش : الهود : جمع هائد ، مثل عائد وعود ، وحائل و حول (أو نصارى)
    و ذلك أن اليهود قالوا : لن يدخل الجنة إلا من كان يهودياً و لا دين إلا دين اليهودية ، و قالت النصارى لن
    يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا و لا دين إلا دين النصرانية. وقيل: نزلت في وفد نجران وكانوا نصارى اجتمعوا
    في مجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم مع اليهود فكذب بعضهم بعضاً، قال الله تعالى ( تلك أمانيهم ) أي
    شهواتهم الباطلة التي تمنوها على الله بغير الحق ( قل ) يا محمد ( هاتوا ) أصله آتوا (برهانكم) حجتكم على ما
    زعمتم ( إن كنتم صادقين ) ثم قال ردا عليهم (بلى من أسلم وجهه) أي ليس الأمر كما قالوا ، بل الحكم للإسلام
    و إنما يدخل الجنة من أسلم وجهه (لله) أي أخلص دينه لله وقيل : أخلص عبادته لله و قيل : خضع وتواضع لله،
    و أصل الإسلام : الاستسلام والخضوع ، وخص الوجه لأنه إذا جاد بوجهه في السجود لم يبخل بسائر جوارحه
    ( وهو محسن ) في عمله ، وقيل : مؤمن وقيل : مخلص ( فله أجره عند ربه و لا خوف عليهم ولا هم يحزنون )
    قيل: يهود المدينة ونصارى أهل نجران وذلك أن وفد نجران لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم أحبارمن
    اليهود: فتناظروا حتى ارتفعت أصواتهم فقالت لهم اليهود ، ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بعيسى والإنجيل،
    و قالت لهم النصارى : ما أنتم على شيء من الدين ، وكفروا بموسى والتوراة فأنزل الله تعالى (وقالت النصارى
    ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب ) [ و كلا الفريقين يقرءون الكتاب ، قيل : معناه ليس في كتبهم
    هذا الاختلاف فدل تلاوتهم الكتاب ومخالفتهم ما فيه على كونهم على الباطل (كذلك قال الذين لا يعلمون)
    يعني : آباءهم الذين مضوا ( مثل قولهم ) قال مجاهد : يعني : عوام النصارى ، وقال مقاتل:
    يعني مشركي العرب ، كذلك قالوا في نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه : إنهم
    ليسوا على شيء من الدين . و قال عطاء: أمم كانت قبل اليهود والنصارى مثل
    قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام قالوا لنبيهم: إنه
    ليس على شيء ( فالله يحكم بينهم يوم القيامة ) يقضي بين
    المحق والمبطل ( فيما كانوا فيه يختلفون ) الدين .
    [/
    [/CENTER]
    color]
    [/font][/center]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  23. #48
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [center]

    ﴿ وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا
    إِلاَّ خَطَئًا وَ مَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَئًا فَتَحْرِيرُ
    رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ
    فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
    مُّؤْمِنَةٍ وَ إِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ
    مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُرَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً فَمَن لَّمْيَجِدْ
    فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللّهِ
    وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾

    *****************
    المراد بالنفي﴿وما كان﴾ نفي الاقتضاء
    أي ليس لمؤمن بعد دخوله في حريم الإيمان
    و حماه اقتضاءٌ لقتل مؤمن مثله إلا قتل الخطأ، والاستثناء
    متصل فيعود معنى الكلام إلى أن المؤمن لا ينبغي له قصد قتل أخيه
    مع العلم بأنه مؤمن والآية مسوقة كناية عن التكليف بالنهي التشريعي بمعنى
    أن الله تعالى لم يبح قط ، و لا يبيح أبدا أن يقتل مؤمن مؤمنا وحرم ذلك إلا في
    قتل الخطأ فإنه لما لم يقصد هناك قتل المؤمن إما لكون القتل غير مقصود أصلاُ
    أو قصدو لكن على مظنة المقتول كافر أو زنديق جائز ضرب عنقه مثلاً فلا حرمةَ
    في دمه. و قد أجمع المفسرون على أن الاستثناء في قوله ﴿إلا خطأ﴾ لا يكون
    منقطعاً، إنما يحمل على حقيقة الاستثناء كراهة أن يؤدي ذلك إلى الأمر بقتل
    الخطإ أو إباحته؛ فلا يضع قتل الخطإ موضع الحرمة أو المحذور
    فيه بصفة قطعية. فالحق أن الاستثناء متصل.
    *****************************
    ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ﴾
    التحرير جعل المملوك حرا! و الرقبة هي العنق شاع استعمالها
    في النفس المملوكة مجازا! و الدية ما يعطى من المال عوضا عن النفس
    أو العضو أو غيرهما، والمعنى: ومن قتل مؤمنا بقتل الخطأ وجب عليه أولاً
    تحرير نفس مملوكة مؤمنة ، ثم إعطاء دية تسلمها عاقلة القاتل إلى أهل المقتول و
    أولاياء دمه ما لم يتصدقوا و يعفوا عنها فلا تجب الدية. ﴿فإن كان من قوم عدو لكم﴾
    الضمير يرجع إلى المؤمن المقتول، و القوم العدو هم الكفار المحاربون، والمعنى:إن كان
    المقتول خطأ مؤمنا وأهله كفار محاربون لا يرثون وجب التحرير ولا دية إذ لا يرث الكافر
    المحارب من المؤمن شيئا. ﴿ وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق﴾ الضمير في ﴿كان﴾
    يعود إلى المؤمن المقتول أيضاً على ما يفيده السياق، و الميثاق مطلق العهد و أعم من
    الذمة و المعنى: و إن كان المؤمن المقتول من قوم (معاهدين) بينكم وبينهم عهد
    وجبت لهم الدية الولاً، ثم تحرير الرقبة، وقد قدم ذكر الدية تأكيداً في مراعاة
    جانب الميثاق رغم حال كونهم لييس معنيين كثيراً بكفارة التحرير .
    ********************************************
    ﴿فمن لم يجد فصيام﴾ أي من لم يستطع التحرير،عليه صيام شهرين متتابعين.
    ﴿توبة من الله﴾ إلخ أي هذا الحكم وهو إيجاب الصيام توبة وعطف رحمة من الله لفاقد
    الرقبة، وينطبق على التخفيف فالحكم تخفيف من الله في حق غير المستطيع، ويمكن أن يكون
    قوله ﴿توبة﴾ قيدا راجعاً إلى جميع ما ذكر في الآية من الكفارة أعني قوله ﴿فتحرير رقبة﴾
    إلخ و المعنى: أن جعل الكفارة للقاتل خطأ توبة وعناية من الله للقاتل فيما لحقه من درن هذا
    الفعل قطعاُ. وليتحفظ على نفسه في عدم المحاباة في المبادرة إلى القتل نظير قوله تعالى
    ﴿ولكم في القصاص حياة﴾وكذا هو توبة من الله للمجتمع وعناية لهم حيث يزيد به
    في أحرارهم واحد بعد ما فقدوا واحدا، ويرمم ما ورد على أهل المقتول من
    الضرر المالي بالدية المسلمة.من هنا يظهر أن الإسلام يرى الحرية
    حياة والاسترقاق نوعا من القتل، ويرى المتوسط من
    منافع وجود الفرد هو الدية الكاملة.
    ********************
    [/
    center]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  24. #49
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    ﴿ وَ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾
    الصبر أصل الدين، أودع الله فيك شهوات البطن و الفرج والمال كلها
    محرمات عدا قناة واحدة نظيفة تسري خلالها كل شهوة فما هو الصبر؟
    الصبر أن تحرك رغباتك وفق ما يرسمه منهج الله به وما يقتضيه بالغ حكمته:
    حينماجعل الصبر وسيلة لفهم الحكمة من مشروعية الأشياء. فالفراش أكثر جذباً للإنسان
    و أودع الله فيك طبعاً وكلفك تكليفاً و لحكمة بالغة يتناقض التكليف مع طبع يدعوك للتثاقل
    إلى فراش وثير، بينما التهجد و بعده صلاة في وقتها الفجر تنزع جنبك نزعاًلمجافاة المضاجع؛
    الإنسان طبعه أن يأخذ المال و التكليف أن ينفقه؛ و عينه زائغة تواقة لتشبع من مفاتن النساء، في حين
    أن التكليف أن يغض البصر. إذاً الدين تصبر على الطاعة و عن المعصية، وعلى و ثالثة ليست سهلة
    أي: على قضاء الله. دقق ربما أعطاك فمنعك، و ربما منعك فأعطاك، و إذا كشف لك الحكمة في المنع عاد
    المنع عين العطاء، أحياناً تعاني ما تعاني هذه المعاناة دفعتك إلى باب الله، أقبلت عليه، رجوته، دعوته، استغفرته،
    تبت إليه، سعدت بقربه، و هناك إنسان كل حاجاته مؤمنة، بعيد عن الله، بعيد عن مناجاته، عن الإقبال عليه،غليظ القلب
    رغم عيشه في بحبوحة تفوق حدّ الخيال فهو في جفوة ما بعدها جفوة، و هذا الذي يعاني ما يعاني في قرب ما بعده قرب.
    ربما أعطاك فمنعك و ربما منعك فأعطاك، الناس ألفوا أن يذموا سلبيات بلدهم، والله أيها الأخوة كلما سافرت إلى بلد تذكرت
    خصائص هذه البلدة الطيبة، والله نحن في رمضان في عرس، إقبال الناس على المساجد عجيب، تعلقهم بالله عجيب،
    لعل هذا من بعض المشكلات التي يعانون منها، ربما منعك فأعطاك، وفي بلاد فيها بذخ وفيها ترف يفوق الوصف،
    مع هذا البذخ والترف لا يوجد إقبال على الدين إطلاقاً، أيهما أفضل أن يمنعك فيعطيك قربه أم أن يعطيك الدنيا
    و تحرم من قربه ؟ ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع
    عين العطاء، لذلك قال النبي عليه الصلاة والسلام:
    (( عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ
    لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ،
    وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ)
    ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ
    وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  25. #50
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {
    فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ
    وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ ۖ وَ كُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّاً}
    أي: لما خذله قومه أبدله اللّه من هو خير منهم،
    و وهب له إسحاق و يعقوب، آنس بهما وحشته. قيل المراد
    بالنافلة هو يعقوب؛ لأن المولى أعطاه إسحاق بدعائه ، حيث قال:
    {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ}، و زاده يعقوب، وهو ولد الولد، والنافلة.
    فكأنما سأل و احدًا، فأُعطيَ اثنين. و قيل: النافلة بمعنى العطية من حيث هي،
    و المراد بها: إِسحاق، و يعقوب كليهما. و أيا كان فإن الشاهد أن نافلة الكريم الحفي
    تمنح ذرية من الأنبياء. فقد كان إبراهيم أمة(لوحده) بين أعداء لملته و على رأسهم أبوه ،
    و الذي نفاه و لولا شعور الأبوة لم يمنعه شيء من حرقه بالنار. وإذا كان آدم عليه السلام
    هو أبو البشر؛ و نوح أبو البشر الثاني ؛ فقد كان إبراهيم أبا الأنبياءو أحدأولي العزم منهم.
    لم يذكر هنا إسماعيل ؛ لأن إسحق جاء جزاءً من الله لإبراهيمعلى صبره في مسألة ذبح
    إسماعيل، و ما حدث من تفويضهما لأمر لله ، والتسليم لقضائه وقدره{وتله للجبين،
    و ناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين إن هذا لهو
    البلاء المبين وفديناه بذبح عظيمٍ .فليس الامتنان فقط بأن وهب له إسحاق
    ومن بعده يعقوب نافلة، بل بأن جعلهم أنبياء، وهذه جاءت بشرى
    لإبراهيم، وكان حظه أن يرعى دعوة الله حياً، ويطمع أن تكون
    في ذريته من بعده، وكانت هذه فكرة زكريا ـ عليه السلام ـ
    فكلهم يحرصون على الذرية لا للعزوة والتكاثر وميراث
    رض الدنيا، بل لحمل منهج اللهوامتداد
    الدعوة فيهم والقيام بواجبها.

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •