صفحة 4 من 6 الأولىالأولى ... 23456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 76 إلى 100 من 131

الموضوع: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}

  1. #76
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    Talking

    [center][size=5]
    (و على الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)
    في هذه الآية الكريمة مذهبان : الأول: أن الصوم
    كان في بداية الأمر تخيير لكل المكلَّفين بين الصوم و الإطعام،
    ثم نُسخ بقوله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة/185.
    و الثاني: أن معنى (يطيقونه): أي يتحمَّلون صيامه بمشقّة ، أو لا يتحملونه.
    وهو الشيخ الكبير و أمثاله من مريض لا يُرجى برؤه أو امرأة متراوح حالها ما بين
    حمل و نفاس و رضاعة، فهؤلاء يفطرون و يطعمون، وهذا المعنى متَّفَق عليه بين الفقهاء،
    فالعاجز عن الصيام من أمثال أصحاب الأعذار هؤلاء ، جاز أن يفطر و يطعم مسكينًا بدل الصيام
    كل يوم من أيام رمضان. فعلماء التفسير - رحمهم الله - فصلوا في ذلك و ذكروا أن الله - سبحانه -
    لما شرع صيام شهر رمضان شرعه مخيراً بين الفطر و الإطعام و بين الصوم ، والصوم أفضل ، فمن أفطر وهو
    قادر على الصيام فعليه إطعام مسكين ، و إن أطعم أكثر فهو خير له ، و ليس عليه قضاء، و إن صام فهو أفضل؛
    لقوله - عز وجل - : (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون). فأما المريض و المسافر فلهما أن يفطرا و يقضيا ؛
    لقوله - سبحانه - : (فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر) . ثم نسخ الله ذلك ، وأوجب سبحانه
    الصيام على المكلف الصحيح المقيم ، و رخص للمريض و المسافر في الإفطار وعليه القضاء، و ذلك بقوله سبحانه:
    (و من كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة)
    ومثل الشيخ الكبير و العجوز الكبير ، و المريض الذي لا يرجى شفاؤه و المريضة التي لا يرجى برؤها ، فإنهما
    يطعمان عن كل يوم مسكيناً و لا قضاء عليهما ؛ كالشيخ الكبير. أما الحامل و المرضع فيلزمهما
    الصيام ، إلا أن يشق عليهما فإنه يشرع لهما الإفطار ، و عليهما القضاء كالمريض و المسافر.
    و قال جماعة من السلف : يطعمان و لا يقضيان ؛ كما العجوز الكبيرة . و الصحيح أنهما
    كالمريض و المسافر ؛ تفطران و تقضيان ، و قد ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم
    من حديث أنس بن مالك الكعبي ما يدل على أنهما كالمريض و المسافر.
    ***********************************
    حـــــــاشــــــية لغـــــوية:
    لعل إباحة الإفطار( للذين يُطيقونه) جاءت
    من كون هذا الفعل رباعيُّ بمعنى قَدِر بمشقة، أو أنه
    لم يستطع أصلاً.و هو مشتق من الفعل الثلاثي (طاق ، بمعنى:
    ( قدر و استطاع). ذلك لأن كل زيادة في المبنى قد تقتضي زيادةٍ
    في المعنى.فزيادة الألف في الفعل الثلاثي(طاق) جعلته رباعياً (أطاق)
    بعكس المعنى تماماً أيلم يَطِقُ او طاق بمشقة).و مثل ذلك:قسط بمعنى
    ظلم و كفر و القاسط هو الظالم أو الكافر. بينما: أقسط بمعنى عدل
    و أنصف و المقسط العادل وعليه سنجد ذلك في قوله تعالى:
    (أَن تَبَرُّوهُمْ وَ تُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)
    و في قوله تعالى أكذلك (و أما القاسطون)
    الذين كفروا ( فكانوا لجهنم حطباً)
    هذا و العلم عند اـــلــله وحده.
    **********************
    [/size]
    [/CENTER]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 04-07-2015 الساعة 10:58 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  2. #77
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [size=5]
    فضل العشر الأواخر
    جاء في الصحيحين ن عائشة
    -رضيَ الله عنها- قالت: "كان النَّبيُّ
    إذا دخل العشر شدَّ مئزره, وأحيا ليله, وأيقظ أهله".
    ولعل في ذلك كناية عن أمور عدَّة ، منها: أنل الليل وقتٌ
    للهجود أي : الركون إلى الراحة و الخلود إلى النوم.1) فمعلومٌ
    أن النوم أخو الموت. فكان صلوات الله وسلامه عليه يحيه بهجر المضاجع
    و التهجد في الطاعات من تلاوة للقرآن و تدبرٍ لآياته و مدارسةٍ لأحكامه.2)
    لما في ذلك من استشعارٍ للهم و إيقاظٍ للهمم حيث كانت العرب تكنِّي عن ذلك
    بشد المئزر ، فضلاً بطبيعة الحال عما فيه من إلماحةٍ لطيفة لاعتزال النساء.3) أن
    إيقاظ الأهل يكون في رمضان وغيره ، و لكن في أواخره له خصوصية خاصة و
    معلومٌ كذلك أن للقرآن علاقة بأناء الليل أخص منها بأطراف النهار لقوله في
    غير ما موضع:﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ ؛ {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ
    نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (أَقِمِ الصَّلَاةَ
    لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ
    إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
    **********************
    لعل أبرز و أدق ما نُعِت به التقرآن أنه فرقانٌ لقوله تعالى:
    (وَ قُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا).
    قرأت بالتخفيف (فرقناه) أي: بيناه و فصلنا معانيه وقربناها.
    وقرأت أيضاً بالتشديد(فرَّقناه) ، بمعنى: نزلناه مفرَّقاً. و معلوم أنه
    تنزيل القرآن جاء على مرحلتين: 1) جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى
    بيت العزة في السماء الدنيا و هو المقابل و مطابق تماماً لموضع الكعبة ،
    حيث يطوف حوله كل يومٍ سبعون الف ملك ثم لا يعودون.2) و أما
    المرحلة الثانية فقد نزل به الروح الأمين/ جبريل منم هناك منجماً
    حيث نقله مشافهة إلى النبي على مدى إحدى و عشرين
    أو ثلاث و عشرين سنة حي عمر نزول الوحي.
    *****************************
    size]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-09-2015 الساعة 01:08 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  3. #78
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [color="#006400"]
    و أما الحمكة من نزول آياته مفرقات
    بحسب الوقائع و أسباب النزول و مناسباته ، كقصة
    التي جاءت تجادل النبي في زوجها فلعل من ورائها فوائد جمةً
    نجملها في ما يلي:1) لتسهل قراءته ثم تلقيه على الناس (على مكث)
    2) لتثبيت قلب النبي صلوات الله و سلامه عليه أمام عناد كفار قريش و من و رائهم
    مرجفون و مشككون من اليهود ، كانوا يحرضونهم على سؤاله عن غيبيات كالروح وعن الفتية
    من أهل الكهف و عن ذي القرنين فجاء قوله تعالى( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا) ضحداً لطنهم
    يوم أن(قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً).3) و منها فائدة التدرج في الأحكام من أوامر
    و نواهٍ كتحريم الخمر بدءاً بذمها بكونهاً سكراً في مقابل الرزق الحسن . قال تعالى ومن ثمرات النخيل
    و الأعناب تتخذون منه سكراً و رزقا حسناَ)، ثم بالنهي عنها مع الصلاة( يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة
    و أنتم سكارى ومروراً بالتنفير منها لقوله تعالى:يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَ مَنَافِعُ
    لِلنَّاسِ و إثمهما أكبر من نفعهما)ثم انتهاءً بتحريمها قطعياً{إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
    والبغضاء في الخمر و الميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون وأطيعوا
    الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}.
    4) و القرآن فرقان كذلك بين الحق و الباطل . وقد سُمِي به يوم موقعة بدر في
    الكبرى ( وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى
    كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ و ما جري فيها { ليَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ
    الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ
    فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
    }
    color]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-07-2015 الساعة 02:36 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  4. #79
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [FONT=pt bold heading]
    أرجى آية في القرآن
    إن الله جلَّ وعلا، جعل صلاح العُبودية
    في قلوب عباده في تراوحٍ ما بين خوف و رجاء و حبِّ،
    و هذا ما عَناه ابن القيم بقولِه القيِّم : إن العبدإذا تذكَّر ذنبه تَنَفَّس بالخوف ،
    و إذا لمَح رحمةَ ربه ، وسَعة عفوه و مغفرته ،تَنَفَّس بالرجاء ، وإذا ذكَر جلاله و كماله و
    جماله ، و إحسانه وإنعامه و فِضالَه ، تَنفَّس بالحبِّ، فليَزِن العبدُ إيمانه بهذه الأنفاس الثلاثة ؛
    ليَعلَم ما في جوفه من الإيمان. و قد تَباينت أنظار المُحَقِّقِين من أهل العلم في بيان الأفضل منها،
    فثُلَّة منهم انتخَبت الخوف، و ثُلَّة شايعت القائلين بالرجاء ، ومنهم من قال: لا يكون التفضيل إلا بالتفصيل:
    إن الخوف مُفضَّل جملةً لا تفصيلاً في حال الحياة ؛ ليبلغ صاحبه النجاة ، بينما يُقَدِّم الرجاء عند الغرغرة، إحسانَاً
    لظنه بربه ؛ فإن الرب عند حُسْن ظَنِّ عبدِه به، إن ظنَّ به خيرًا فله ، و إن ظنَّ به شرًّا فله! أما تفصيل الأفضليَّة في
    الحياة ؛ فإن أقَبلَت المعصيةُ فالخوف أَفضَل ، أما إن هَلَّت الطاعة فالرجاء أولى وأكمَل. و لمَّا أمدنا ربُّنَا بمواسم فاضلة،
    و أيامٍ زاهرة ؛ كنِعمة رمضان و العشر الأُوَل من ذي الحجة ، و خاصَّةً يوم عرفة، وكذا يوم عاشوراء ، و لحظات الثلث
    الأخير من جنح الليل حيث التَّنزُّل الإلهي من السماء، و غيرها من النفحات و المِنَح الإلهية، و العطايا الربانية ، و التي
    حاجتنا إليها أبلغ من حاجتنا إلى النَّفَس والماء والطعام، كان لا بدَّ من جُرعةرجاء ؛ لتَتوق الأنفسُ إلى رب السماء ؛ قولاً
    حاضرًا،و عملاً زاهرًا باهرًا! وهذا ما أيَّده ابن القيم في كلام نفيس بقوله: و لولا رُوح الرجاء لعُطِّلت عبودية القلبو الجوارح،
    وهُدِّمَت صوامع وبِيع وصلوات ومساجد يُذكَر فيها اسم الله كثيرًا، و لَما خشعت القلوب بالضَّراعة ، و الجوارح بالطاعة!!
    ولولا ريحه الطيبة لما جرَت سفنُ الأعمال في بحر الإرادات، بل لتَلِف العبدُ، و ماسار في درب العبادة أحدٌ؛ فإن العبدَ
    دائرٌ بين ذنبٍ يرجو غفرانه ، وعيبٍ يرجو صلاحه، وطاعةٍ يرجو قَبُولها، واستقامةٍ يرجو حصولها ودوامها، ومنزلةٍ عنده
    يرجو الوصول إليها!!ثم إن الخوف وحده لا يُحرِّك العبد، وإنما يحرِّكه الحب، ويزعِجه الخوف، ويَحدوه الرجاء.
    ومساهمةً منا في جلال ليل العابدين، وجمال قيام المتهجِّدين، وكمال تهجُّد القائمين؛ نسطِّر ألمع الآيات
    التي عدَّها أصحابها أرجى آية في القرآن، تَصِلهم بالرحمن؛ حتى وصلت نفوسهم إلى باريها،
    وطابت أيامهم ولياليهم بها؛ وما ذكرتُها إلا لنعيش في ظِلالها،
    ونُكثِر العمل بعدها، حتى تصل قلوبنا إلى ربها.
    *********&&&&&*********
    لولا التَّعلُّق بالرجاء تَقطَّعتْ
    نَفْس المُحبِّ تَحسُّرًا وتَمزُّقا
    وكذاك لولا بَردُه بحرارة الْ
    أكباد ذابتْ بالحجاب تَحرُّقا
    لولا الرجا يَحدو المَطيَّ لما سَرتْ
    بحُمولها لديارهم تَرجُو اللّقا
    [/FONT
    ]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  5. #80
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    قال أبو بكر الصِدِّيق، رضي الله عنه وأرضاه:
    ولقد تلوتُ كتاب ربي من أَوَّلِه إلى آخره، فلم أجد
    أرجى من هذه الآية: ﴿ غَافِرِ الذَّنْبِ وَ قَابِلِ التَّوْبِ ﴾
    فإن الله جلَّ وعلا ، قَدَّم غفران الذنب على قَبُول التوب ،
    وهذه إشارةٌ جليَّة، وأمارةٌ بهية تشي بحب الله المغفرة لعبده ، و لا عجَب؛
    فإنه أهل التقوى وأهل المغفرة!! و قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    إنها آية الإسراء: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾ .
    فإذا عَمِل الكلُّ على شاكِلته؛ فعمَلُ العبدِ الطاعة والمعصية، وعمَل الرب العفوَ و المغفرة!!
    ولهذا حُقَّ للمُتضرِّع في صلاته أن يقول: اللهم اغفر لي، واعفُ عنِّي؛ فإن كانت شاكِلتي العِصيان
    و الإجرام ؛ فإن شاكلتك العفو والغفران والإكرام!! وقال علي وابن مسعود وابن عمر- رضي الله عنه:إنها
    آية الزمر: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ
    هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ ذلك أنها تمحو ذنْب الكافر الآيب . و ورَدَ أن عليًّا رضي الله عنه قال: إنَّا أهل البيت نقول:
    إن أرجى آية في كتاب الله قوله تعالى: ﴿ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى . ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزلت
    هتَف قائلاًإذًا لا أرضى و واحدٌ من أمتي في النار). و قال أيضًالكل نبيٍّ دعوةٌ مُستجَابة فتعجَّل كل نبيٍّ دعوته، و إني
    اختبأتُ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة). و قال ابن عباس رضي الله عنهما: إنها آية الرعد: ﴿ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ
    لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَ إِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ أي:إذا أصَرُّواعلى الكُفر، أما إن بقوا على أصل الإيمان، فهؤلاء يَغفِر
    لهم الرحمن، حتى يبلغوا الجِنان، بسلام واطمئنان وأمان!!وروي عنه أنه قال:إنها آية طه:﴿ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ
    الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ ودِلالة الآية:إن المؤمن الذي لم يَكذِب و لم يتولَّ؛ فلا يَناله شيء من العذاب أبدًا.
    يؤيِّد هذا أن الآية وردت في سياق المُسَاجلة بينَ السَّحَرة التائبين و فرعون، وقد جاء في فاتحتها أمرٌ رباني إلى
    موسى وهارون: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى *فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾.فَذُهِل قتادة
    كيفيكون القول اللين، و الخطاب الهين في حقِّرأس الكفر فرعون؟! حتى صدَح قائلاً: ما أحَلمَك
    ربنا و ما أكرَمك! أإذا كان هذا حِلمك و مَنَّك بمن قال:أنا ربكم الأعلى؛ فكيف حِلمُك
    و عفوكُ و لطفكُ بِعَبدٍ سجدَ بينَ يديك و قال:سبحان ربِّي الأعلَى؟!
    ******************&&&&&****************

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  6. #81
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    نـــوق تعشـــق المـــوت
    (كما يَحرَصُ أكثرُ الناسِ على حياةٍ!!)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    يوم أن حج النبي صلي الله عليه وسلم
    حجة وداعه و ساق معه هديه مائة من الإبل ،
    فأخذ الحربة لينحرها . فيا للعجب العجاب و يا لروعة مشهد
    النوق وقد أقبلت تتسابق لتدفع برقابها إليه فتسخرها رخيصة و هي
    راضية مرضية: أيتها ينحر قبل صويحباتها ، هكذا تتدافع الأنعام على بوابة
    تقديم أرواحها و هدياً بالغ الكعبة و قرباناً الله، عله اتشرف بأن ترى دمها يراق
    ثخيناً إثر طعنة تظفر بها من كفه الشريف.فلا بد أنهن تيقن أنهن هوالك . إذاً ، فلتكن
    أريح و أشرف ميتة و لسان حالها، دون مقالها يقول(لا يهم على أي جنب يكون في سبيل الله
    مصرعي) و حتي الموت له طعم من شفرته صلي الله عليه و سلم . و هكذا راح ينحر منها ثلاثاً و ستين
    بين بكرةٍ و قعودٍ ثم يتوقف و لم يكمل ، ثم يناول الحربة ابن عمه علياً بن ابي طالبٍ رضي الله عنه ليكمل
    المائة.قال العلماء : نحر من النوق بعدد سنين عمره الثلاث والستين. يا سبحان الله، هذه صم بكم و تفعل
    هذا.بينما تجدنا أحرص الناس على حياة . فئات منا يمدحون الرسول بالمزامير و المعازف و يقيمون حِلَقَ ما
    يسمونه جزافاً (ذكـــراً) وما هو بذكرٍ. يحيون به الليالي المِلاح بالصياح و المدح ا المباح اللا مباح، و بمصاحبة
    أوكسترات كاملات،و ينصبون سرادق الأفراح لمولده في كل عام مرة، و الرسول يدعوهم لا ليجدع أنوفهم
    أو ليبتر أعناقهم ، بل ليرفعها و يعلي قدرها بنهجه هذا الصالح لكل زمان و مكان. هذا إن كنا بالفعل
    (أمة بتحب النبي و محمود بحب الرسول) لكنَّ قلوبنا باتت ميتة و هممنا باردة، تأبى إلا أن تخلد
    بنا إلى أفرشة التثاقل و الركون إلى حضيض أديم الأر. ونحن إذ نزهدُ في سنة نبينا صلي الله
    عليه و سلم و هديه الشريف، إنما نرغبُ بأنفسنا عن نفسه ، فنجعلُ أصابعنا في آذاننا
    حذرَ الموت و نستغشي ثيابنا، و نولي أدبارنا و ننكصُ على أعقابنا،
    ******************%%%%%********************
    [/
    COLOR]
    [/size]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 20-09-2015 الساعة 08:36 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  7. #82
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [size=5][color="#339900"]
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ
    وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ
    يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ
    أَوْ عَدْلُ ذَٰلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَفَ وَمَنْ
    عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ} (المائدة/95)
    ***************######**************
    أي:{لا تقتلوا الصيد}صيد البر دون صيد البحر وأنتم محرمون بحج أو عمرة .
    وقوله : { و من قتله منكم متعمداً } أي: قاصداً عامداً . و في ذلك ثلاث مسائل :
    1) المراد بالصيد قولان ، الأول لأبي حنيفة رحمه الله : أنه الذي توحش سواء كان مأكولاً
    أو لم يكن ، فعلى هذا ، المحرم إذا قتل سبعاً لزمه الجزاء و الكفارة .و الثاني للشافعي رحمه الله:
    أن الصيد هو ما يؤكل لحمه ، و عليه فلا جزاء و لا كفارة في قتل سبعٍ . وسلم أبو حنيفة رحمه الله
    باستثناء الفواسق الخمس وفي قتل الذئب. حجة الشافعي رحمه الله في أن الذي يحرم أكله ليس بصيد، فالقرآن
    و الخبر ، أما القرآن فلقوله تعالى بعد هذه الآيةأحل لكم صيد البحر و طعامه متاعاً لكم و للسيارة وحرم عليكم
    صيد البر ما دمتم حرماً ) فهذا يقتضي حل صيد البحر بالكلية وحل صيد البر خارج وقت الإحرام ، فثبت أن الصيد
    ما يحل أكله والسبع لا يحل أكله ، فوجب أن لا يكون صيدا ، وإذا ثبت أنه ليس بصيد وجب أن لا يكون مضمونا ، لأن
    الأصل عدم الضمان ، تركنا العمل به في ضمان الصيد بحكم هذه الآية ، فبقي فيما ليس بصيد على وفق الأصل. و أما
    الخبر فهو الحديث المشهور وهو قوله عليه السلام : " خمس فواسق لا جناح على المحرم أن يقتلهن في الحل والحرم :
    الغراب والحدأة والحية والعقرب و الكلب العقور " وفي رواية أخرى : و السبع الضاري ، و الاستدلال به من وجوه ، أحدها:
    أن قوله : و السبع الضاري ، نص في المسألة . وثانيها : أنه عليه السلام وصفها بكونها فواسق ثم حكم بحل قتلها ،
    و الحكم المذكور عقيب الوصف المناسب مشعرٌ بكون الحكم معللاً بذلك الوصف ، وهذا يدل على أن كونها فواسق
    علة لحل قتلها ، ولا معنى لكونها فواسق إلا كونها مؤذية ، وصفة الإيذاء في السباع أقوى فوجب جواز قتلها .
    وثالثها : أن الشارع خصها بإباحة القتل ، و إنما خصها بهذا الحكم لاختصاصها بمزيد الإيذاء ، وصفة
    الإيذاء في السباع أتم ، فوجب القول بجواز قتلها ، وإذا ثبت جواز قتلها وجب أن لا تكون مضمونة
    لما بيناه في الدليل الأول . وأما حجة أبي حنيفة رحمه الله : فكون السبع صيد فيدخل تحت
    عموم قولهلا تقتلوا الصيد و أنتم حرم ) و إنما قلنا إنه صيد لقول الشاعر :
    ليث تربى ربية فاصطيدا ولقول الإمام علي عليه السلام :
    صيد الملوك أرانب وثعالب وإذا ركبت فصيدي الأبطال
    والجواب : قد بينا بدلالة الآية أن ما يحرم أكله ليس بصيد ، و ذلك
    لا يعارضه شعر مجهول ، وأما شعر علي عليه السلام فغير وارد ، لأن
    عندنا الثعلب حلال . المسألة الثانية : (حرم) جمع حرام ، وفيه ثلاثة أقوال، الأول:
    قيل : حرم ؛ أي محرمون بالحج ، وقيل : وقد دخلتم الحرم ، وقيل : هما مرادان بالآية ،
    و هل يدخل فيه المحرم بالعمرة ؟ فيه خلاف . المسألة الثالثة : قوله : ( لا تقتلوا ) يفيد
    المنع من القتل ابتداء والمنع منه تسببا ، فليس له أن يتعرض إلى الصيد ما دام محرما
    لا بالسلاح ولا بالجوارح من الكلاب والطيور ، سواء كان الصيد صيد الحل أو صيد
    الحرم ، وأما الحلال فله أن يتصيد في الحل وليس له أن يتصيد في الحرم ،
    وإذا قلنا : ( وأنتم حرم ) يتناول الأمرين ، أعني من كان محرما
    ومن كان داخلا في الحرم ، كانت الآية دالة على كل هذه الأحكام.
    ****************######***************
    [/
    size]
    [/COLOR]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  8. #83
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [SIZE=5]
    قوله:{ فجزاءٌ مثلُ ما قتل } يعني بذلك :
    جزاء الصيد المقتول ; يقول تعالى ذكره : فعلى قاتل الصيد
    جزاء الصيد المقتول بمثل ما قتل من النعم. قرأته عامة قراء المدينة و بعض
    البصريين.بإضافة الجزاء إلى المثل و خفض المثل . و قرأته عامة قراء الكوفيين بتنوين
    الجزاء و رفع (المثل) وهو الأولى بتأويل: فعليه جزاءٌ مثل ما قتل . لأن( الجزاء) هو (المثل)؛
    فلا وجه لإضافة الشيءإلى نفسه. فرأوا أن الواجب على قاتل الصيد أن يجزي المقتول نظيره من الانعام.
    كما أوجبه الله تعالى. و لو كان (المثل) غير الجزاء لجاز في (المثل) النصب إذا نون الجزاء , كما نصب اليتيم
    إذ كان غير الإطعام في قوله : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة } و كما نصب الأموات والأحياء و نون
    الكفات في قوله: {ألم نجعل الأرض كفاتا أحياء وأمواتا} إذ كان الكفات غير الأحياء والأموات. وكذلك الجزاء, لو كان غير
    (المثل)لاتسعت القراءة في المثل بالنصب إذا نون الجزاء, و لكن ذلك ضاق فلم يقرأه أحد بتنوين الجزاء و نصب(المثل),
    إذ كان (المثل)هو عين(الجزاء), و كان التأويل:و من قتله متعمداً, فعليه(جزاءٌ) ألا و هو مثلُ ما قتل من النعم .
    ثم اختلف أهل العلم في صفة الجزاء , وكيف يجزي قاتل الصيد من المحرمين ما قتل بمثله من النعم .
    فقال بعضهم: ينظر إلى أشبه الأشياء به شبها من النعم , فيجزيه به ويهديه إلى الكعبة . ذكر من قال ذلك ,قوله:
    { و من قتله منكم متعمداً فجزاءٌ مثلُ ما قتل من النعم }. فإن قتل نعامةً أو حماراً فعليه بدنةُ , و إن قتل بقرةً أو
    أيلاً أو أروى فعليه بقرةٌ , أو قتل غزالاً أو أرنباً فعليه شاةٌ . و إن قتل ضباً أو حرباءً أو يربوعاً, فعليه سخلةٌ قد أكلت
    العشب و رضعت اللبن .فما كان من صيد البر مما ليس له قرن الحمار و النعامة فعليه مثله من الإبل , و ما كان ذا
    قرنٍ من صيد البر من وعلٍ أو أيلٍ فجزاؤه من البقر , و ما كان من ظبيٍ فمنالغنم مثله , و ما كان من أرنب ففيها
    ثنيةٌ , وما كان من يربوعٍ و شبهه ففيه ٌ صغيٌ , و ما كان من جرادةٍأو نحوها ففيه قبضة من طعام , وما كان
    من طير البر ففيه أن يقومو يتصدق بثمنه, و إن شاء صام لكل نصف صاع يوما . قال مجاهد: من قتله،
    يعني:الصيد،ناسياً , أو أراد غيره فأخطأ به , فذلك هو العمد الموجب الجزاء والكفارة , فعليه مثله
    هدياً بالغ الكعبة , فإن لم يجد ابتاع بثمنه طعاما, فإن لم يجد صام عن كل مد يوما. و قال
    عطاء:فإن أصاب إنسان نعامة , كان له إن كان ذا يسار ما شاء , إن شاء
    يهدي جزوراً أو عدلها طعاماً أو عدلها صياماً , أيهن شاء .
    ****************#####**************
    [/
    SIZE]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-09-2015 الساعة 01:15 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  9. #84
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و أما القول في تأويل قوله تعالى :
    { يحكم به ذوا عدلٍ منكم هدياً بالغَ الكعبة } .
    يعني : فقيهان عالمان من أهل العدل و الفضل . و لعل
    من أطرف ما قد يقال في هذا :إن أعرابيين أبصرا ظبيًا و هما محرمان ,
    فتراهنا , و جعل كل واحد منهما لمن سبق إليه . فسبق إليه أحدهما , فرماه
    بعصاه فقتله . فلما قدما مكة , أتيا عمر رض الله عنه يختصمان إليه و كان عنده
    عبد الرحمن بن عوف أو قيل: إن عمر جعل يتلفت كمن ينتظر أحداً قادماً ليشير عليه،
    فيسعفه بالجواب.فذكرا له ذلك و ما كان منهما, فقال عمر: هذا قمار, و لا أجيزه! ثم نظر إلى
    عبد الرحمن,فقال : ما ترى ؟ قال : شاة . فقال عمر : و أنا أرى ذلك . فلما قفَّا الرجلان من
    عند عمر, قال أحدهما لصاحبه و كأنما يستخفان به: ما درَى عمرُ و هو أ مير المؤمنين ما يقول
    في مسألة كهذه، حتى سأل صاحبه! فردهما عمر فقال: إن الله تعالى لم يرض بعمر وحده حَكَماً
    عدلاً في مسألتكما. ثم تلا عليهما قولَ الله تعالى:{ يحكم به ذوا عدل منكم } و أنا عمر, و هذا
    عبد الرحمن بن عوف. و هنا شاهد حريٌّ بنا الوقوف عنده لنقول لفقهائنا و لدعاتنا في هذا
    الزمان: أرأيتم سماحة عمر في الفضل بقدر ما تكون شدته في العدل.و قال آخرون: بل
    ينظر العدلان إلى الصيد المقتول فيقومانه قيمته دراهم , ثم يأمران القاتل أن
    يشتري بذلك من النعم هدياً بالغ الكعبة. فالحاكمان في قول هؤلاء بالقيمة،
    و إنما يحتاج إليهما لتقويم الصيد قيمته في الموضع الذي
    أصابه فيه قاتله، هكذا اقتضت حمكة الشارع.
    **********$$$$$$*********
    و إنما شرط الله بلوغ الكعبة بالهدي في
    قتل الصيد دون غيره من جزائه , فللجازي بغير
    الهدي أن يجزيه بالإطعام و الصوم حيث شاء من الأرض.
    فما كان من دمٍ فلا بد أن يكون بمكة. و ما كان من صدقة
    أو صوم حيث شاء . و قد خالف ذلك مخالفون , فقالوا :
    لا يجزئ الهدي و الإطعام إلا بمكة .أما الدم
    و الطعام بمكة , و الصيام حيث شاء
    *********######*********
    *********######*********
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-09-2015 الساعة 01:22 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  10. #85
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    أخيراً تأويل قوله تعالى:{ أو كفَّارةٌ طعامُ مساكينَ}
    قرئت بتنوين (الكفارة) و رفع (الطعام) , للعلة التي ذكرناها
    في قوله :{ فجزاءٌ مثلُ ما قتل من النعم } وقد اختلف أهل التأويل
    في معنى هذا القول: فقال بعضهم : معنى ذلك أن القاتل و هو محرمٌ صيداً
    عن عمدٍ , لا يخلو من وجوب بعض هذه الأشياء الثلاثة التي ذكر الله تعالى من مثل
    المقتول هديا بالغ الكعبة , أو طعام مسكين كفارة لما فعل , أو عدل ذلك صياماً; لأنه مخير
    في أي ذلك شاء فعل . أنه بأيها كان كفَّر فقد أدى الواجب عليه ; و إنما ذلك إعلام من عند الله
    تعالى عباده أن قاتل ذلك كما وصف لن يخرج حكمه من إحدى الخلال الثلاثة . قالوا: فحكمه إن كان
    على المثل قادراً أن يحكم عليه بمثل المقتول من النعم , فلا يجزيه غير ذلك ما دام للمثل واجداً . إذ قالوا:
    فإن لم يكن له واجداً , أو لم يكن للمقتول (مثلٌ) من النعم , فكفارته حينئذ تكون إطعام مساكين. فإذا أصاب
    المُحرم بحجٍّ أو عمرةٍ شيئاً من صيد البر، فعليه جزاؤه من النعم , فإن لم يجد قوَّم الجزاء بعدله دنانير أو دراهم,
    ثم قومت الدناير أو الدراهم بقيمتها طعاماً , ثم صامٌ لكل نصف صاعٍ يوماً.{ أو عدل ذلك صياما ليذوق }.
    و لا يكون الصوم إلا على من لم يجد ثمن هدي فيحكم عليه الطعام . وأولى الأقوال بالصواب عندي في قوله .
    { أو كفارة طعام مساكين أو عدل ذلك صياما } أن يكون تخييرا , وأن يكون للقاتل الخيار في تكفيره
    بقتله الصيد و هو محرم بأي هذه الكفارات الثلاث شاء ; لأن الله تعالى جعل ما أوجب في قت
    ل الصيد من الجزاء والكفارة عقوبة لفعله , وتكفيرا لذنبه في إتلافه ما أتلف من الصيد
    الذي كان حراما عليه إتلافه في حال إحرامه, و قد كان حلالا له قبل حال
    إحرامه , كما جعل الفدية من صيام أو صدقة أو نسك في حلق
    الشعر الذي حلقه المحرم في حال إحرامه.
    *********&&&&&*********
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-09-2015 الساعة 01:14 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  11. #86
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    [FONT=pt bold heading]

    مسألة في قوله تعالى﴿ وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾
    ﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾
    اختلف العلماء في المراد بكون رزق الناس فقط في السماء ، فذهبت
    جماعة إلى أن المراد أن جميع أرزاقهم منشؤها من المطر و هو نازل من السماء،
    ﴿ وجَعَلْنَا مَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ﴾ و يكثر في القرآن إطلاق اسم الرزق على المطر
    لهذا المعنى ، كقوله تعالى ﴿ وينّزل لكم من السماء رزقاً﴾ كأدل آية على عظمته تعالى. و قال آخرون
    في معنى قوله :﴿ وَ فِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ دليلٌ على عظمة و سمو قدر الخالق جل جلاله و علا
    سلطانه، أكثر منه دلالةٌ على كون مكان الرزق فقط في السماء لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
    عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء/أي المطر) وَ الأَرْضِ/ أي النبات و طعام البحر و ركاز المعادن﴾.
    كيف لا ، و هو وحده من يقدر و يدبر أمر الكون باسره من علاه في السماء ، كما قال تعالى﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ
    إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ و أما قوله تعالى : و ما توعدون المراد: الجنة ،
    لكونها فوق السماوات ، فإطلاق كونها في السماء فلأن العرب( قد تسمِى سماءً كل مرتفع وإنما الفضل حيث
    الشمس والقمر ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور، قال فيه: بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
    و إ نا لنرجو فوق ذلك مظهرًا قال له صلى الله عليه وسل إلى الجنة، قال:نعم إن شاء الله.
    و قيل: وما توعدون من الخير والشر كله مقدر في السماء.
    **************^^^^^^^^*************
    [/
    FONT]
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  12. #87
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و من ذلك: ما ذكره الزمخشري في تفسير هذه الآية ، قال:
    وعن الأصمعي ، قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي
    على قعود له ، فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال :
    من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال : اتل علي ،
    فتلوت : والذاريات ، فلما بلغت قوله تعالى : وفي السماء رزقكم قال : حسبك ، فقام
    إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما
    حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت ، فإذا أنا بالأعرابي
    قد نحل و اصفر فسلم علي واستقرأني الذاريات ، فلما بلغت(و في السماء رزقكم و ما توعدون) ،
    صاح ، و قال:ألا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ثم قال : وهل غير هذا ؟ فقرأت فورب السماء والأرض
    إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، فصاح و قال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ،
    لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين ، قائلا ثلاثا ، وخرجت معها نفسه. هذه الحكاية عمادٌ في
    إحسان الظن بالخالق الرازق ، و في حسن التوكل عليه و هما أمران مهمان. من استقرا في
    روعه ذاق حلاوة اليقين، وطمأنينة القلب، و هدوء الجوارح، و راحة البال و استكانة النفس.
    اللهم ارزقنا حُسن ظن بك كبير لا يقترب منه لا شك و لا سأم و لا ملل، واجعلنا من
    المتوكلين عليك حق التوكل بيقين عظيم، وعلّق قلوبنا بك واجعلنا إليك أقرب.
    وكيف أخاف الفقر و الله رازقي
    و رازق هذا الخلق في العسر واليسر
    تكفّل بالأرزاق للخلـق كلهم
    و للضب في البيداء والحوت في البحر.
    *********^^^^^*********
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  13. #88
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
    حفظ الله كابه العزيز من أن يزيد فيه إبليسُ باطلاً أو ينقص منه حقاً.
    لقوله تعالى فيقال في آية أخرى { لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ}
    و قيل:إنا حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه لقوله تعالى قال تعالىإِ {نَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ }
    و لقوله تعالى{وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}. (وَ لَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا).
    و يُحكى أن حاخاماً يهوديناً دخل على مجلس المأمون وكان خطيباً مفوهاص فتحدث و قد أجزل العبارة.
    فلما أعجب المأمون بمنظقه طمعه به فدعاه إلى الإسلام. ولكنه تمنع و نأى بجانبه وقال: بل ديني و دين آبائي
    الأولين. ثم عاماً تالياً و جاء نفس الرجل إلى مجلس المأمون و لما أذن له بالحديث كان فقيهاً لا يشق له غبارٌ.
    فخطب فيهم بحديث العارف بفقه واسعٍ في أركان الإيمان و الإسلام الصلاة و الزكاة. وحذر من كبائر و موبقات،
    إلخ.فسأله المأمون: ألست بصاحبنا(يعني الذي جئتنا قبلَ عامٍ). قال بلى. قال: و ما الذي هداك لدين الحق؟
    قال:لأُصدقن القول بأنني: رحتُ منذ ذاك أبح و أنقب ثم أُقارب. فنسخت كلاً من العهدين: قديمهما( التوراة)
    و جديدهما(الإنجيل). وقد زدتُ و نفصت فيهما ما بدا لي و كيفما اتفق. ثم عرضتهما على طائفة من كلٍ
    من علماء بني إسرائيل و قساوسة الكنيسة. فلم يعيبو علىَّ شيئاُ من ذلك. بل إنهم إلا إن قبلوهما مني
    وقد كالوا لي الثناء و أجزلوا لي التقدير. فلعمت أنهم تائهون بين العديدٍ من النصوص المحرفة من
    توراة و أناجيل. ثم لجأت غلى القرآن و نسختُ منه نُسَخاً ثلاتاً . وقد زدت فيها و نقصت.
    ثم عرضنهاعلى الوراقين(يعني باعة الكتب) وليس فقهاء أمة الإسلام. فما كان
    من هؤلاء إلا أن ردوها في وجهي وقالوا: ما هذا بكلام الله.
    وقد كان ذلك فقط سبباً كافياً لهداتي كما ترون.
    ************^^^^^************



    [/center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 05-12-2015 الساعة 08:23 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  14. #89
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    انظر إلى حال هذا. ثم قارن بينه
    و بين من يدعى أنه من ملتنا. لا ، بل هو واحدٌ
    من قادة أمتنا و هو يخفي بواح كفره و زندقته وراء وجه أملسَ
    كما رؤوسالأفاعي السامة . حينما قال :"إن لدينا نصوصاً قديمة"، و هو
    يقصد(آيات الذكر الحكيم)،"بحاجةٍ ماسةٍ لأن نعيد فيها النظر" و هو لا شك
    يضمر قوله" نطمسها و ننسخها و نبدلها بأن أن نحوّل آيات وعيدها وعداً، و آيات
    حرامَاً حلالاً طيباً و هلم جرا". فلا بد أنه قال ذلك و هو يخاطب ظائفةً من أشباه
    (علماء الأزهر) ممن يعملون حُدَّاماً و سدنةً لبلاط العسكر: فهل يا ترى، لو كان يخشى
    بأساً أو حتى لومة لائمٍ من جانب مطبليه هل كان سوف يجرؤ على قوله ذاك؟!!
    و لكنَّ في واقع الأمر أنه لم يأت بجديد في هذا عما قاله سلفٌ من مشركي
    قريشَ. إذ يقول عزمن قائلٍ في حقهم{وَ إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ،
    قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ، قُلْ مَا يَكُونُ
    لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ،
    إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ}.
    **********^^^^^**********
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-12-2015 الساعة 08:27 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  15. #90
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    كان من معجزات نبي الله سليمان
    أنه يكلم الطير والريح والحيوانات جميعها،
    فجاء رجل إلى نبي الله سليمان فقال له يا نبي الله،
    أريد أن تعلمني لغة، فقال له النبي سليمان لن تستطيع التحمل،
    و لكنه أصر على النبي سليمان، فقال له: تريد أن تتعلم أي لغة.. فقال:
    لغة القطط فإنها كثيرة في حينا، فنفخ في أذنه، وفعلا تعلم لغة القطط، و ذات يوم
    سمع قطتين تتحدثان، وقالت واحدة للأخرى ألديكم طعام فإنني سأموت جوعا؟ فقالت القطة:
    لا ، لا يوجد، ولكن في هذا البيت ديك وسيموت غدا وسنأكله، فقال والله لن أترككما تأكلان ديكي
    و سوف أبيعه، و في الصباح الباكر باعه ، فجاءت القطة و سألت أختها هل مات الديك، فأجابتها:
    كلا، فقد باعه صاحبنا. و لكن لا عليك، سوف ينفق لهم كبشٌ وسوف نأكله، فسمعهم صاحب الدار
    و ذهب و باع الكبش.فجاءت القطة الجائعة وسألت هل مات الكبش؟ فقالت لها قد باعه صاحبنا،
    و لكن صاحب البيت يوشك أن يلقى كتفه و سيصنعون طعاماً للمعزين و سنأكل، فسمعهم
    صاحب البيت فصعق، و هرع يجري إلى نبي الله سليمان، وقال إن القطط تتنبؤ بوفاتي
    اليوم، فأرجوك يا نبي الله ما ذا أصنع؟!، فقال له: فعلم ا لرجل أن الله قد فداه
    بالديك و لكنه باعه ، ثم فداه بالكبش و باعه، أما الآن فليس أمامه
    سوى أن يُعِدَّ الوصية والكفن ـ فالحكمة من القصة أن لله ألطافاً
    خفية ونحن البشر لا نفقهها، فالله قادرٌ أن يدفع عنا
    كافة البلايا و الرزايا فعلينا أن نسلم الأمر لله.
    *******^^^^^*******

    هذا مع التنويه من باب الأمانة العلمية أننا
    لا نعلم أصلا لهذه القصة رغم طلاوتها، و قد ذكرت
    في موقع الدرر السنية بإشراف الشيخ علوي السقاف، تحت
    عنوان: الأحاديث المنتشرة في الإنترنت، وحكموا بأنها باطلة،
    و لا شك في أن لله سبحانه ألطافاً خفية، كما جاء في سورة
    يوسف(إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) ولكن
    ربما كانت هذه من الإسرائيليات والتي ذكر ابن كثير أنه
    لا باس بالاستئناس ببعضها إذا كان ذلك من باب
    استنباط العبر حسب موافقتها لروح الدين.
    هذا ، و العلم عند الله وحده.
    *******^^^*******


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-01-2016 الساعة 07:41 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  16. #91
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    الصـــــــــــبر شطـــــــــــــر الإيمـــــــــــــــــــان

    ﴿ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾
    ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين،
    أخرجنا من ظلمات و جهل و وهم إلى أنوار معرفة و علم، و حول شهواتنا إلى لقربات.
    أما بعد، فقد جرت عادة القرآن الكريم و الذكر الحكيم على مخاطبة الناس عامةً بأصول
    الدين.كقوله تعالى﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ﴾ و العبادة أصل. و يخاطب عباده المؤمنين
    خاصةً بفروعدينهم الذي ارتضى لهم. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾ يعني يا من
    آمنتم بي موجوداً و واحداً وكاملاً، يا من آمنتم بأسمائي الحسنى و صفاتي العلا الفضلى،يا من
    آمنتم بكمالي،برحمتي، بعدلي، بقدرتي، بعلمي، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾
    فيما يزجر الكفار يوم القيامة:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ ﴾
    ****************^^^^^^*************

    .
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  17. #92
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    الحقيقة أن أصل الدين و أساسه هو الصبرٌ.
    لقد أودع الله فينا شهوات، بإمكان كل واحدٍ منا أن يتحرك بها
    خبط عشواء. المرأة مليون علاقة محرمة ، عدا واحدة واحدةٍ حلالٌ هي النكاح.
    و لكسب الرزق حٍيًللٌ و طرقٌ ملتويةٌ شتى، غير واحدٍ مشروعٍ، الا و هو الكسب الحلال.
    فأية شهوةٍ أودعها الله فينا جعل لها قناةً نظيفةً محددةً تسري خلالها. فما هو الصبر إذاً ؟
    أن تحرك شهواتك عبر تلك القنوات أي: وفق منهج الله ، و ضمن حدود ما أباحه شرعه.
    فالمرء تارة يقع عليه ظلمٌ فيُقهر. و تاراتٍ يقويه الله عز و جل فينتقم. فالصبر أنك إذا أردت
    أن تأخذ حقك دون زيادة: ﴿ وَ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾
    فحينما يأتي الصبر كأحد أسباب النجاح معنى ذلك أنك تفقه حكمة الله من خلقه إياك،
    كي تصبر على طاعته. فالفراش أكثر جذباً للإنسان من أن يستيقظ ليصلي، أودع الله
    فيك طبعاً و كلفك تكليفاً ولحكمة بالغة الطبع يخالف التكليف ، إذ يدعوك للتثاقل
    إلى النوم و الفراش وثيرٌ. و صلاة الفجر على المؤمنين كتابٌ موقوتٌ.فالطبع
    هو النوم و الأمر التكليفي هو الاستيقاظ . و النفس البشرية شهوتها جمع
    المال التكليف هو أن تنفقه. و كذا طبع الرجل أن يملأ عينه من
    مفاتن لحسان و التكليف أن يغض البصر. فالدين كله صبرٌ:
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَ الصَّلَاةِ﴾.
    ************^^^^^***********
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 12-01-2016 الساعة 08:11 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  18. #93
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    الصبر أن تفعل شيئاً مكروهاً،
    (حفتّ الجنة بالمكاره وحفّت النار بالشهوات):
    ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ
    خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾
    إذا كان الصبر على الطاعة، في ضبط لسان عن الخوض في عورات الناس فالتكليف
    أن تستر، أن تصمت: ( وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ )
    إذاً ، التكليف يتناقض مع الطبع، هذا التناقض هو ثمن الجنة، لذلك حفتّ الجنة
    بالمكاره وحفّت النار بالشهوات، ومن أحبّ دنياه أضر بآخرته. والمؤمن الفطن
    من صدق الله عز وجل و آمن بويمه الآخر و رضي بقضائه و قدره:
    ما من شيء أحبّ إلى الله من شاب تائب يباهي به الملائكة:
    إذاً أن تصبر على الطاعة و أن تصبر عن المعصية ، صبر على وصبر عن .
    وأما والثالثة فليست سهلة: أن تصبر على قضاء الله وقدره، يعني الله عز وجل ما سمح
    لك أن تنجب جعلك عقيماً، العقيم المؤمن راض عن الله يا رب لك الحمد هذا اختيارك وأنا أقبل به،
    الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين، هذا عنده بعض الأمراض، هذا عنده دخل محدود، هذا
    علاقاته برب عمله عمله ليست على ما يرام، لا يوجد شخص ليس عنده مشكلة، الآن أن تصبر
    على قضاء الله و قدره. فصبرٌ جميلٌ على الطاعة و صبر عن المعصية و صبر عند البلاء
    على قضاء الله و قدره ، يعني أن المؤمن ممن رضي الله عنهم رضوا عنه بأذنه تعالى.
    ******************^^^^^^^******************
    و لعلنا نختم بحديث لطبيب قال: جاءنا مريض معه ورم خبيث
    منتشر في أحشائه و آلام هذا المرض شديدة إلى درجةٍ تكاد تطاق أو تحتمل.
    قال: كلما دخل عليه إنسان يقول له: أشهدك أنني راض عن الله، يا رب لك الحمد،
    قال لي عجيب، حينما يقرع الجرس يتهافت الأطباء على تلبية طلبه. قال لم تمض بضعة
    أيام حتى توفي لكن غرفته بالتعبير الدارج منورة، روحانيته عالية جداً، وكلما زاره إنسان يذكره
    برضاه عن الله وتقبله لقضائه و قدره بروحٍ طيبةٍ ، يا رب لك الحمد. قال الطبيب لحكمة بالغة
    الله عز وجل أراد أن يعطي هذه المستشفى بأطبائها وممرضيها درساً لا ينسى. ثم جاءنا
    مريضٌآخر بالمرض نفسه، و بالغرفة نفسها ما في نبي ما سبه، يسب الذات الإلهية،
    يسب الأنبياء، إذا قرع الجرس لا أحد يجيبه، تدخل إلى غرفته في انقباض
    لا يحتمل، سوداوية، سبحانك يا رب المرض نفسه، الألم نفسه، شخص
    تلقى هذا القضاء والقدر بالرضا و شخص تلقاه بالسخط و التزمر.
    ************^^^^^^************
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  19. #94
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    (لا تـركـنــنَّ إلــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا)
    قدم أعرابيٌّ إلى أمير المؤمنين / عليِّ بن أبي طالبٍ ،
    رضي الله عنه ، وقال: يا مولاي ، لقد أشتريت داراً و إني لأرجو
    أن تكتب لي صك شرائها بيدك. فنظر إليه الإمام عليٌّ ملياً بنظرة الحكمة،
    فوجد أن الدنيا قد تربعت على عرش قلبه، و سكنت أبراج عقله، و ملكت عليه زمام
    أمره و أغشت عليه بصائر نفسه. فأراد أن يذكره بأن ثمةَ دارٌ هي أبقى من دارْ فانية و أن
    رحيله منها دانٍ و لامحالة، إن عاجلاً أم آجلاً. فكتب بعد أن حمد الله و أثنى علىه: أما بعدُ، فقد
    أشترى ميِّتٌ من ميِّتٍ داراً في بلد المذنبين و سكة الغافلين ، لها أربعة حدودٍ أما حدها الأول ،
    فينتهي إلى الموت؛ و أما حدها الثاني فنهايته إلى روضة من رياض الجنة أو إلى حفرةٍ من حفر
    النار يوم{وَ الْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ* إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ}؛ و أما الحد الرثالث فحاشره للحساب؛
    و أما الحد الرابع و المثوى الأخير، فمصيره إما إلى{جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}
    و إما إلى نارٍ{تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ}.فجعل
    الرجل يبكي بكاء مرَّاً و علمأن أمير المؤمنين أردا أن يكشف له غشاوةً عن قلبه الغافل. فقال: يا
    أمير المؤمنين، إني أُشهد الله أني قد تصدقت بداري هذه على أبناء ا لسبيل.فأنشد الأمام
    :
    النفس تبكي علي الدنيا و قد عـلـمـت ***** إن الـسـعادة فـيهـا تـرك مــا فـيـهـا
    لا دار للمـرء بعـد الموت يـســكـنه ***** إلا التي كان قبـل الـمـوت بـا نـيـهـا
    فان بـنـاها بــخــيـرٍ طــاب مســــكــنـه *** و إن بـنـاهـا بـشـــرٍّ خـاب بـانـيـهـا
    أمـوالـنـا لـذوي المـيـــراث نـجــمـعــها *** و دورنـا لـخـراب الـدهــر نـبـنـيـهـا
    ايـن المــلـوك التـي كانـت مســلطــنـةً *** حتـي سـقاها بكأس المـوت سـاقيهـا
    فـكــم مدائــنُ فـي الآفـاق قـد بـُنـيـــت *** أمســت خراباً و أفني الموت أهليهـا
    لا تـركـنــنَّ إلــي الدنـيـا و مـا فـيــهــا *** فالمـوت لا شــكَّ يفـنـيـنـا و يـفـنـيـهـا
    لـكـل نـفــسٍ و إن كانـت عــلـي وجــلٍ *** مـــن الـمـنـيــة آمــــالٌ تـقــويـــهـا
    الـمـرء يبســطها و الدهــر يـقـبـضـهـا ****** و النفس تنشرها و الموت يطويها
    انــمـا الـمــكـــارم أخــلاقٌ مــطــهـــرةٌ ** الـديــن أولـهــا و الـعـقــل ثـانـيـهـا
    و الـعــلـم ثــالـثـهـا و الحـــلـم رابـعـهــا***و الجود خامسها و الفضل سادسها
    و الـبـر ســـابـعـهـا و الشـــكـر ثـامـنهـا *** و الصــبر تاســعها و اللـين باقـيهـا
    الـنـفــس تـعــلـم أنــي لا أصــــادقـهـا ***و لســت أرشـد إلا حيـن أعـصـيـهـا
    و أعــمـل لـدارٍ غـدا رضــوان خـازنهـا *** و الـجـار أحـمـد و الرحـمـن ناشـيـهـا
    قــصــورها ذهـب و المســك طـيـنـثـهـا *** و الـزعـفـران حشـيـش نـابـت فـيهـا
    أنـهـارهـا لبـن مـحـض و مـن عســــل ***** و الخـمـر يـجري رحيقاً في مجاريها
    و الطـير تجـري علي الأغصـان عاكفـةً *** تـســبـح الله جـهــرا فــي مـغــانـيـهـا
    من يشتري الدار في الفردوس يعمرها ** بـركـعـة فــي ظـلام الــليـل يـحيــيـها

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 18-01-2016 الساعة 09:48 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  20. #95
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    ﻻ يفتى و مالك في المدينة!!
    لماذا ﻗﻴﻞ : ﻻ ﻳﻔﺘﻰ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ؟؟
    ﻛﻠﻨﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ
    ﺗﻮﻓﻴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﻲﺀ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻐﺴﻠﺔ ﻟﺘﻐﺴﻠﻬﺎ
    ﻭﻟﻤﺎ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺠﺜﻤﺎﻥ ﻟﻴﻐﺴﻞ ﻓﺤﻴﻨﻤﺎ ﺻﺐ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﺪ
    ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺫﻛﺮﺗﻬﺎ ﺑﺴﻮﺀ , ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﺯﻧﺖ ﻓﺎﻟﺘﺼﻘﺖ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﺑﺠﺴﻢ
    ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﻘﻮﻯ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ
    ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ ، ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﺗﻜﻔﻴﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻟﻬﺎ :
    ﺃﻧﺤﻀﺮ ﺍﻟﻜﻔﻦ. ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ: ﻣﻬﻼ ، ﻭﻛﺮﺭﻭﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻣﻬﻼ ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺩﺧﻠﺖ ﺇﺣﺪﻯ
    ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻓﺮﺃﺕ ﻣﺎ ﺭﺃﺕ ...ﻓﺄﺧﺬﻭﺍ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻧﻘﻄﻊ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻟﻨﺪﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻷﻥ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺃﻣﺮ
    ﻭﺍﺟﺐ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻞ ﻧﻘﻄﻊ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﻟﻨﺨﻠﺺ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻷﻥ ﺍﻟﺤﻲ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ
    ﻭﺍﺣﺘﺪﻡ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﻭﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﻠﻤﺔ ﻗﻴﻠﺖ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﻠﻤﺔ ﺛﻘﻴﻠﺔ ...ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ عليه ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
    (ﺇﻥ ﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺔ ﻳﻬﺪﻡ ﻋﻤﻞ ﻣﺌﺔ ﺳﻨﺔ ) ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ... ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻛﻴﻒ ﻧﺨﺘﻠﻒ ﻭﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻹﻣﺎﻡ
    ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﻓﺬﻫﺒﻮﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺳﺄﻟﻮﻩ... ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺎﻹﻣﺎﻡ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ
    ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ﺑﺎﺏ ، ﻭﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺠﺎﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : ﻣﺎﺫﺍ ﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ؟ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ: ﻳﺎ ﺇﻣﺎﻡ ﺭﻣﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻧﺎ .
    ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ: ﺗﺪﺧﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺴﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﻭﺗﺠﻠﺪﻫﺎ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺟﻠﺪﺓ ﻣﺼﺪﺍﻗﺎ... ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ)
    ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻓﺎﺟﻠﺪﻭﻫﻢ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺟﻠﺪﺓ ﻭﻻ ﺗﻘﺒﻠﻮﺍ ﻟﻬﻢ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺃﺑﺪﺍ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻫﻢ
    ﺍﻟﻔﺎﺳﻘﻮﻥ (. ﻓﺪﺧﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻭﺟﻠﺪﻥ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﻤﻐﺴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺫﻓﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻦ ﺭﻓﻌﺖ ﻳﺪﻫﺎ ﻋﻦ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ
    ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻗﻴﻞ ﻻ ﻳﻔﺘﻲ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻴﺖ
    ﻭﺃﺧﺬ ﺣﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻲ ﺣﺘﻰ ﻧﻔﺬ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻷن ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺗﻮﻟﻰ ﺃﻣﺮﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ
    ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺷﺄﻥ ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻭﺭﺑﻪ ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻠﻪ
    ﻋﻔﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﺑﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺗﺮﻯ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﺧﻠﻮﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻴﺖ
    ﺗﻐﺘﺎﺑﻪ ﺗﻘﺬﻓﻪ ﺑﺄﺑﺸﻊ ﺍﻷﻭﺻﺎﻑ ﻭﻫﻮ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺍﻟﻠﻪ. ﺃﻟﻴﺴﺖ ﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﺍﻵﻥ
    ﺗﺠﺎﻩ ﺇﺧﻮﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺣﺪ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻭﺃﻛﻞ
    ﻟﺤﻮﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ ؟؟. ﻭﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻓﻞ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻮﻥ ؟؟
    ﻗﺼﺔ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻭﻣﺆﺛﺮﺓ ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮﺓ منقوله من
    الشيخ عبدالرحمن الطاسان
    حفـــــــــظه الله

    ****^^^****
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 23-01-2016 الساعة 11:09 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  21. #96
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    عوداً على ما بدأناه من حقيقة أن:
    ( الصـــــبر شطــــر الإيمـــــان)
    فهناك قاعدة قرآنية عظيمة مؤسسةٌ عليها.ألا و هي:
    (إِنَّــهُ مَنْ يَتَّــقِ وَ يَصْبِــرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيــعُ أَجْــرَ الْمُحْسِنِيــن)
    وهذه القاعدة وردت في قصة يوسف عليه الصلاة و السلام ، وذلك
    حين دخل عليه إخوته فقالوا: {يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَ جِئْنَا
    بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ
    قَالَ:هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا:
    أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِيقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ
    مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}
    ***********@@@@@**********
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  22. #97
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    r]
    فما أكثر ما نحفظ من تعاريف للتقوى ،
    و من كيفياتٍ و تقسيمات للصبر، ثم يخفق أكثرنا،
    إلا من رحم الله في أول امتحانٍ لتطبيق هذه المعاني الشرعية
    عند أول وأبسط محكٍ لمتقتضاها، إذا جد الجد. كلنا يعي بداهةً أن التقوى
    هي فعل أوامر الله ، و اجتناب نواهيه بكل بساط . و كلنا يدرك أن ذلك يلزمه صبرٌ
    و مصابرة، و حبس للنفس على مراد الله و رسوله، و لكن الشأن في النجاح في تحقيق هذين
    المعنيين العظيمين في أوانهما. و لنا أن نتساءل هنا عن سر الجمع بين التقوى و الصبر في هذه
    الحكمة القرآنية البالغة{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}؟ و الجواب:لأن أثر
    التقوى في فعل المأمور، و أما الصبر فأثره في الأغلب في ترك المنهي . فنبي الله يوسف عليهالسلام ،
    تعرض لنوعين من الأذى فقابلهما بالتقوى والصبر. فقد ابْتُليَ أولاً بمحنة إخوته ، من حرموه من تنسم
    عبق الحرية و دفعوا به إلى نير الرق و العبودية . ثم ابتلي ثانياً بظُلِمَ بامرأر ذات حسن و سلطانٍ و جاه ،
    إذ تتهيأ له و تدعوه إلى الفاحشة ،و تراوده عليها، بل و يستعين عليه بمن يعينها على تفيفذ أمرها فيه.
    و لكنه استعصم و اختار السجن على تحقيق هواها، و إنفاذ غرضِها الفاسد، و آثر عذاب الدنيا على سخط
    الله ، فكان مظلوماً تارة من جهة أبغضه، و أخرى من جهه من أحبه. على أن محك صبره على الأذى
    الذي لحقه من امرأة العزيز كان أشد و أعظم من صبره على ما لحقه من أذى إخوته؛ جبث
    لم يكن أمامه بدٌّ مما ليس منه بدٌ. أي: من باب المحن التي لا يكاد ينجو منها مخلوقٌ.
    فيما اقترن صبره على امرأة العزيز بالتقوى، و كان أهون عليه المطاوعة.
    {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
    ***********@@@@@***********
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-02-2016 الساعة 11:29 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  23. #98
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و هكذا إذا ما ابتلي المؤمن في دينه و إيمانه،
    و طلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان ـ و إن لم يفعل تعرض
    للفتن ، فتخير العقاب بالأذى إما الحبس و إما التهجير من مسقط رأسه و قرة
    عينه، مثلما جرى للنبي صلى الله عليه و للمه اجرين حين شروا هجر ديارهم و فقد
    أموالهم ليشتروا بذلك دينهم. إنما كان ذلك صبراً اختيارياً، و أعظم من صبر يوسف عليه السلام ؛
    لأن يوسف إنما طلب منه الفاحشة، و عوقب لالحبس، إذ لم يفعل.والنبي صلى الله عليه و سلم و صحبه
    أمروا بالكفر، و إذ لم يفعلوا ، تعرضوا للقتل و النفي. فآثروا الهجرة سمعاً و طاعة لأمر الله ، و تحقيقاً عملياً
    للحكمة القراآنية المستوحاة قاعدة{إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَ يَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} و لعل من التطبيقات
    العصرية لذات المبدأ تكون تربيةُ النفس و تروضها على التقوى و الصبر أمام ما تكاد تعم به بلوى زماننا هذا
    من فتن (هيت لك)،إذ تلوح للفتى ظاهرةً و باطنة كقطع الليل الأسود، لتحاصره من كل حدَبٍ و صوبٍ، سواء
    بلحمها و دمها،أو بتاصوير عظمت الفتنة باحتراف تصويرها، و التفنن في تقينات منتجتها و بث
    سمومها في الأسافير و تَيّسرسبل جعلها في متناول و على قفا من يشيل ، و الما يشتري يتفرج.
    فعلىالمؤمن أن يكون كيساً فطناُ بما يكفي لكي ينصح لنفسه الأمارة بالسوء و ليتقِ فيها ربه،
    كبح جماحها، فلجمها عن تقليب نظره في مراتع السوء؛ موقنناً يقذفه الله في قلبه
    من نور الإيمان و الطمأنينة بذكر الله.لهو أعظم مما يجده من نزوةٍ عابرةٍ .
    {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}.
    ***********@@@@@************


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-02-2016 الساعة 11:57 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  24. #99
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    في قوله تعالى:
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا
    أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
    ).
    لقد ذهب بعض المتأخرين إلى أن الربا لا يكون حراماً
    إلا إذا كان أضعافاً مضاعفة ، أما إذا كان بنسبة معقولة مثلاً،
    فإن هذا ليس بربا ، و لا يكون حراماً، و جعلوا كونه (أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً)
    شرطاً مقيداً و علة في التحريم و هذا فهم يدل على انحراف في التفكير
    و سوء قصد. فقوله تعالى(أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً)، إنما هو وصف لواقعٍ جاهليٍّ كان
    سائداً ، إذ ينفر السامع ذو الفطرة السليمة و العقيدة الراسخة من التعامل به.
    فقد كان الناس في الجاهلية يقولون إذا حل الدين : إما أن تقضي و إما أن تربي ،
    فإن قضاه و إلا زاده الآخر في المال،و هكذا كل عام ، حتى يصبح أصل المال مضاعفاً.
    فأمرهم الله بالتقوى، و بين لهم أن ترك التعامل بالربا من أسباب الفلاح
    والفوز الذي لا يتحقق إلا بالجمع بين النجاة من الشرو تحصيل الخير،
    (فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)
    و قد جاء تحريم الربا على إطلاقه في سورة البقرة ،
    و بينت ذلك السنة الصحيحة.
    *******@@@*******
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-02-2016 الساعة 12:56 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  25. #100
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    و إن للشيخ العلامة/
    محمد بن صالح العثيمين تعقيباتٌ بديعةٌ
    حول مذاهب بعض المتأخرين حول تقييد حرمة
    الربا بعلة أكله أضعافاً مضاعفة و قال في هذا، رحمه الله :
    إن الخطاب القرآني هنا مطلقٌ على حال الغالب الأعم. و أما قوله تعالى
    (أضعافاً مضاعفةً) فهو قيد لا مفهوم له سوى كونه تقليظاً في حرمة أكل الربا.
    و بالتالي فهو ليس شرطاً لتُعلَّق عليه حرمة أكل الربا، قليله أو كثيره. لكون الأصل في
    تحريم أكل الربا أن يكون أضاعفاً مضاعفةً. و ساق مثالاً لنحو ذلك من الشروط غير المقيدة،
    بقوله تعالى(وَ رَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ). فالربيبة حتى إذا لم
    تكن في حجر زوج أمها، بحيث إذا دخل بالمرأة تحرم عليه ابنتها سواء كانت في تربيته أو لم تكن ،
    إذ عُلِّق رفع الجناح بمجرد عدم الدخول، و هذا يقتضي أن المقتضي لحصول الجناح هو مجرد الدخول.
    لكون الأعم الأغلب أن بنت الزوجة أن تتربى في كنفه ، في غالب الأحوال ، لا لأن هذا القيد شرطٌ في
    حصول تحريمها على زوج أمها، و التي ذهب البعض إلى أن الدخول بها اسم لمطلق الوطء سواء كان
    الوطء نكاحاً أوسفاحاً ، فدل هذا على أن الزنا بالأم يوجب تحريم بنتها . و إن كان استدلالٌ كهذا
    في غاية الضعف. و نحو ذلك أيضاً قوله تعالى [وَ لَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا]
    فإن إكراه الفتاة على الرذيلة محرمٌ على و ليها إطلاقه، في كل الأحوال ، و بصرف
    النظر عن اشتراط إرادتها التحصن من عدمه، أو عما إذا تمنعت عن إتيان
    الفاحشة، لغرض ما ـفي نفسها كأن تأنف فعلها مع شريكٍ بعينه،
    لدمامة خلقته مثلاً، فيما تستسيغ فعلها مع غيره.
    **********@@@@@**********
    [/font][/center]
    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-02-2016 الساعة 12:49 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •