صفحة 6 من 6 الأولىالأولى ... 456
النتائج 126 إلى 131 من 131

الموضوع: {لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}

  1. #126
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    { 35/200}
    ® الآية التالية تبدأ بقصّة خيل سليمان، التي فسّرت بأشكال مختلفة، حيث أنّ البعض فسّرها بصورة سيّئة و معارضة لموازين العقل، حتّى أنّه لا يمكن إيرادها بشأن إنسان عادي، فكيف ترد بحقّ نبي عظيم كسليمان (ع).

    © و لكن المحقّقين بعد بحثهم في الدلائل العقليّة والنقلية أغلقوا الطريق أمام أمثال هذه التّفسيرات، و قبل أن نخوض في الإحتمالات المختلفة الواردة، نفسّر الآيات وفق ظاهرها أو (وفق أقوى إحتمال ظاهري لها) لكي نوضّح أنّ القرآن الكريم خال من مثل هذه الإدّعاءات المزيّفة التي فُرضت على القرآن من قبل الآخرين.إذ يقول القرآن: (إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد).

    ∆ و "صافنات" جمع (صافنة) و قال معظم اللغويين والمفسّرين: إنّها تطلق على الجياد التي تقوم على ثلاث قوائم وترفع أحد قوائمها الإمامية قليلا ليمسّ الأرض على طرف الحافر، وهذه الحالة تخصّ الخيول الأصيلة التي هي على أهبّة الإستعداد للحركة في أيّة لحظة(1).

    ¶ "الجياد" جمع (جواد) وتعني الخيول السريعة السير، وكلمة "جياد" مشتقّة في الأصل من (جود)، والجود عند الإنسان يعني بذل المال، وعند الخيول يعني سرعة سيرها. وبهذا الشكل فإنّ الخيول المذكورة تبدو كأنّها على أهبّة الإستعداد للحركة أثناء حالة توقّفها، وإنّها سريعة السير أثناء عدوها.
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  2. #127
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {36 /200}

    ® و يستشف من الآية مع القرائن المختلفة المحيطة بها، أنّه في أحد الأيّام وعند العصر إستعرض سليمان (ع) خيوله الأصيلة التي كان قد أعدّها لجهاد أعدائه، إذ مرّت تلك الخيول مع فرسانها أمام سليمان (ع) في إستعراض منسّق ومرتّب. وبما أنّ الملك العادل وصاحب النفوذ عليه أن يمتلك جيشاً قويّاً، والخيول السريعة إحدى الوسائل المهمّة التي يجب أن تتوفّر لدى ذلك الجيش، فقد جاء هذا الوصف في القرآن بعد ذكر مقام سليمان بإعتباره نموذجاً من أعماله.

    © و لكي يطرد سليمان التصوّر عن أذهان الآخرين في أنّ حبّه لهذه الخيول القويّة ناتج من حبّه للدنيا، جاء في قوله تعالى: (فقال إنّي أحببت حبّ الخير عن ذكر ربّي) انّي اُحبّ هذه الخيل من أجل الله وتنفيذ أمره، واُريد الإستفادة منها في جهاد الأعداء.

    ∆ لقد ورد أنّ العرب تسمّي "الخيل" خيراً، وفي حديث عن رسول الله (ص)قال فيه: "الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة"(2).

    ¶ وإستمرّ سليمان (ع) ينظر إلى خيله الأصيلة المستعدّة لجهاد أعداء الله، و هو يعيش حالة من السرور، حتّى توارت عن أنظاره (حتّى توارت بالحجاب).

    كان هذا المشهد جميلا و لطيفاً لقائد كبير مثل سليمان، بحيث أمر بإعادة عرض الخيل مرّة اُخرى (ردّوها عليّ). و عندما نفّذت أوامره بإعادة الخيل، عمد سليمان (ع) إلى مسح سوقها وأعناقها (فطفق مسحاً بالسوق والأعناق).

    ¶ و بهذا الشكل أشاد بجهود مروضي تلك الخيول، و أعرب لهم عن تقديره لها، لأنّ من الطبيعي لمن أراد أن يعرب عن تقديره للجواد أن يمسح رأس ذلك الجواد ووجهه و رقبته و شعر رقبته، أو يمسح على ساقه. و أبرز في نفس الوقت تعلّقه الشديد بخيله التي تساعده في تحقيق أهدافه العليا السامية، و تعلّق سليمان الشديد بخيله ليس بأمر يبعث على العجب.
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  3. #128
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {37/200}
    ® طفق" بإصطلاح النحويين من أفعال المقاربة، وتأتي بمعنى "شرع".

    © "سوق" هي جمع (ساق) و (أعناق) جمع (عنق) ومعنى الآية هو أنّ سليمان شرع بمسح سوق الجياد وأعناقها.

    ∆ ما ذكرناه بشأن تفسير هذه الآية يتطابق مع ما ذهب إليه بعض المفسّرين كالفخر الرازي. فقد ذهبو ا إلى نفي و استنكار الإدّعاءات الباطلة والمحرّمة التي ينسبها بعض المفسّرين و رواة الحديث إلى سليمان (إنّ الله تعالى ابتدأ الآية بمدحه والثناء عليه فقال: (نعم العبد إنّه أوّاب) فلا يمكن أن يثني عليه بهذا الثناء ثمّ يتبعه من غير فصل بإضافة القبيح إليه، وأنّه يتلّهى بعرض الخيل عن فعل المفروض عليه من الصلاة، والذي يقتضيه الظاهر أنّ حبّه للخيل وشغفه بها كان عن إذن ربّه و بأمره و بتذكيره إيّاه، لأنّ الله تعالى قد أمرنا بإرباط الخيل و إعدادها لمحاربة الأعداء، فلا ينكر أن يكون سليمان (ع) مأموراً بمثل ذلك)(3).

    ¶ على أيّة حال- وفق هذا التّفسير- لم يصدر من سليمان أي ذنب، ولم يحدث أي خلل في ترتيب الآيات، ولا تبدو أيّة مشكلة حتّى نعمد إلى توضيحها(5).
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  4. #129
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {38/200}

    ® و الآن نستعرض تفاسير اُخرى لمجموعة
    من المفسّرين بشأن هذه الآيات وأشهرها، ذلك التّفسير الذي يعود بالضمير في جملتي(توارت) و (ردّوها) إلى (الشمس) التي لم ترد في تلك الآيات، ولكنّهم استدلّوا عليها من كلمة (العشي) (التي تعني آخر النهار بعد الزوال) الموجودة في آيات بحثنا.

    © و بهذا الشكل فإنّ الآيات تعطي المفهوم التالي، إنّ سليمان كان غارقاً في مشاهدة الخيل و الشمس قد وجبت للغروب و استترت خلف حجاب الاُفق، فغضب سليمان كثيراً لأنّه لم يكن قد صلّى صلاة العصر، فنادى ملائكة الله، و دعاها إلى ردّ الشمس، فاستجابت له الملائكة و ردّتها إليه، أي رجعت فوق الاُفق، فتوضّأ سليمان (المراد بمسح السوق و الأعناق هو أداء الوضوء الذي كان حينذاك يعمل به وفق سنّة سليمان، و بالطبع فإنّ كلمة (المسح) تأتي أحياناً في لغة العرب بمعنى الغسل) ثمّ صلّى.

    ∆ البعض ممّن ليس لديهم الإطلاع الكافي تحدّثوا بأكثر من هذا، ونسبوا اُموراً سيّئة و محرّمة اُخرى إلى هذا النّبي الكبير، عندما قالوا: إنّ المقصود من جملة (طفق مسحاً بالسوق والأعناق) هو أنّه أمر بضرب سوق وأعناق الخيل بالسيف، أو أنّه نفّذ هذا الأمر بشخصه، لأنّها شغلته عن ذكر الله والصلاة.

    ¶ طبيعي أنّ بطلان التّفسير الأخير لا يخفى على أحد، لأنّ الخيول لا ذنب لها كي يقتلها سليمان بحدّ السيف، فإن كان هناك ذنب فقد إرتكبه هو، لأنّه كان غارقاً في مشاهدة خيله، ونسي صلاته.

    ¶ و أخيراً فإنّ قتل الخيل إسراف إضافةً إلى كونه جريمة، فكيف يمكن أن يصدر مثل هذا العمل المحرّم من نبي، أمّا الروايات التي وردت من المصادر الإسلامية بشأن هذه الآية فإنّها تنفي- بشدّة- هذه التهمة الموجّهة إلى سليمان (ع).

    ¶ أمّا التفاسير السابقة التي قالت بنسيان سليمان وغفلته عن أداء صلاة العصر، فهي موضع السؤال التالي، هل يمكن لنبي معصوم أن ينسى واجباً مكلّفاً به؟ رغم أنّ إستعراضه للخيول كان واجباً آخر مكلّفاً به، إلاّ إذا كانت الصلاة- كما قال البعض- صلاة مندوبة أو مستحبّة، ونسيانها لا يسبّب أيّة مشاكل، ولكن إن كانت صلاة نافلة فلا ضرورة إذن لردّ الشمس.
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  5. #130
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    {39/200}
    ® إذا إنتهينا من هذا، فهناك إشكالات اُخرى وردت بشأن هذا التّفسير.

    1- كلمة (الشمس) لم تأت بصورة صريحة في الآيات، في حين أنّ الخيل (الصافنات الجياد) جاء ذكرها صريحاً، ونرى من المناسب أن نعود بالضمير على شيء صرّحت به الآيات.

    2- عبارة (عن ذكر ربّي) ظاهرها يعني أنّ حبّ هذه الخيل إنّما هو ناشيء من ذكر وطاعة أمر الله، في حين- طبقاً للتفسير الأخير- تعطي كلمة (عن) معنى (على) ويكون معنى العبارة، إنّي آثرت حبّ الخيل على حبّ ربّي، وهذا المعنى مخالف لظاهر الآية.

    3- الأعجب من كلّ ذلك هي عبارة (ردّوها عليّ) التي تحمل صفة الأمر، فهل يمكن أن يخاطب سليمان الباري عزّوجلّ أو ملائكته بصيغة الأمر، أن ردّوا عليّ الشمس، كما يخاطب عبيده أو خدمه.

    4- قضيّة ردّ الشمس، رغم أنّها في مقابل قدرة الباري عزّوجلّ تعدّ أمراً يسيراً، إلاّ أنّها تواجه بعض الإشكالات بحيث جعلتها أمراً لا يمكن قبوله من دون توفّر أدلّة واضحة عليها.

    5- الآيات المذكورة أعلاه تبدأ بمدح وتمجيد سليمان، في حين أنّ التّفسير الأخير لها يعطي معنى الذمّ والتحقير.

    6- إذا كانت الصلاة المتروكة واجبة، فتعليلها يعدّ أمراً صعباً، أمّا إذا كانت نافلة فلا داعي لردّ الشمس.

    ∆ السؤال الوحيد المتبقّي هنا، هو أنّ هذا التّفسير ورد في عدّة روايات في مصادر الحديث، وإذا دقّقنا جيّداً في إسناد هذه الأحاديث، يتّضح لنا أنّها جميعاً تفتقد السند الموثوق المعتبر، وأنّ أكثر هذه الروايات موضوعة.

    ¶ أليس من الأفضل صرف النظر عن تلك الروايات غير الموثوقة، وإرجاع علمها إلى أصحابها، وتقبّل كلّ ما يبيّنه ظاهر الآيات بذهنية صافية ومتفتّحة، لنريح أنفسنا من عناء الإشكالات الفارغة
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

  6. #131
    عضو فضي
    الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel مشاهدة المشاركة
    [/COLOR][/COLOR][/COLOR][/[/CENTER][/color]
    [/size]
    [/font]center]
    (6/200)
    // ليدبروا آيلداته//
    ﴿أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الحِليَةِ وَهُوَ فِي الخِصامِ غَيرُ مُبينٍ﴾ سؤال استنكاري بعد قوله تعالى(وَجَعَلوا لَهُ مِن عِبادِهِ جُزءًا﴾ ﴿أَمِ اتَّخَذَ مِمّا يَخلُقُ بَناتٍ وَأَصفاكُم بِالبَنينَ﴾ وقوله تعالى ﴿ وَإِذا بُشِّر َأَحَدُهُم بِما ضَرَبَ لِلرَّحمٰنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجهُهُ مُسوَدًّا وَ هُوَ كَظيمٌ﴾

    #أي: أتجترئون و تنسبون إلى االخالق مَن يُنشأُ في الحلية، أي: ناشئٌ بالزينة كعادة وديدن: كناية عن الإناث. و هن في الجدال:غير مبينات لحججهن؛ لرقتهن؟
    #و نَشْأةُ الشيء في حالةٍ أن يكون ابتداءُ وجوده مقارناً لتلك الحالة فتكون للشيء كالظرف. و لذلك اجتلب حرف (في) الدّالة على الظرفية و إنما هي مستعارة لِمعنى المصاحبة و الملابسة و (من ينشؤا في الحلية): مَن تُجعل له الحلية من أول أوقات كونه و لا تفارقُه ، فإن البنت (تنعم بالديباج و الحلي والحلل) منذ نعومة أظفارها وتستصحب في سائر أطوارها، و حسبك أنه يُشقُ لها طرفا أذنيها لتُعلق فيهما الأقراط و من أزينهن( غيداء ، بعيدة مهو القرط كناية عن الجمال بطول العنق ). و ذلك بخلاف الصبي. و النَّشْءُ في الحلية كناية عن البعدعن الشدائد في مزاول الحياة.فيه : احتجاج رباني هادئ عن اتخاذ الله خلقاً بهذه الرقة حسبَ متعارفهم كي يحصل له بذلك زيادة عِزّة.و الخصام ظاهره المحاجّة مقارعة الحجة بالحجة.
    # فيكون المعنى: خطاب قرآني بدبع ، فيه أولا، تنزل للخصم و أخذه على قدر عقله. و ثانيا و الأهم ،فيه تمليح للأنثى من حيث هي ، و تلطيف لشعورها ؛ و كأنها منبوذة بنظر قومها، مع استحالة نسبة بنوتها للخالق الذي لم و لابنبغي له ، بطببعة الحال، أن يتخذ صاحبة و لا ولدا .

    #فالمرأة لا تبلغ المقدرة على إبانة حجتها. و عن قتادة : ما تكلمت امرأة و لها حجة إلا جعلتْها على نفسها، وعنه: من ينشأ في الحلية هنّ الجواري يسفِّههن بذلك، بمعنى أنّهن غير قوادر على الانتصار بالقول فبلأولى هن أرق و أعجز عماهوأشد من ذلك في الحرب ، أي فلا جدوى أوطائل من اتّخاذهن أولاداً. و يجوز حمل الخصامُ على التقاتل و المُدافعة باليد فإن الخصم يطلق على المُحارب. قال تعالىهذان خصمان اختصموا في ربّهم) فُسِّر بأنهم نفر من المسلمين مع نفر من المشركين تقاتلوا يوم بدر. غير مبين:غيرُ محقق للنصر. تقول العرب و قد بُشر احدهم بولادة بنت :« والله ما هي بِنِعْمَ الولدُ بزُّها بكاء ونصرها سرقة».

    #و المقصود من هذا فضح معتقدهم الباطل و أنهم لا يحسنون إعمال الفكر في معتقدهم و إلا لكانوا حين جعلوا لله بنوة ألا يفردوه بنسبة الإناث له، وهم ينبذون قلة حيلتهن . فهن ليس بقوادر على الجدال المنطقي وقرع الحجة بأحسن منها أو مثلها. فإن قرع الحجة بالحجة يحتاج إلى تنشأة علمية فيها حوار ودراسة وتفكر و تقليب الأمور... وليس ترف وسرف وزينة وزخرف.

    Aabersabeel/ ود الأصيل
    ******************************
    // ليدبروا آياته// (14/200)
    (... في الخصا م غير مبين) //

    ® و الشاهد أن حرائر النساء تجدهن حتى في غير الخصام، غير مبينات. و ليس هذا ذم لهن ، بل مدح بما يشبه الذم (و هو باب في علم البلاغة).

    © فهن إذا سمعن منك شيئا قد يحملنه على ربما أعمق و أبلغ. كذلك مهما فضفضن فأرغين و أزبدن، فقد لا يقلن كل شيء، إنما يستبقين أشياء شتى من بقايا حتى. لكون للبوح حدود.

    ∆ هنا وقفات تأمل، نرويها على ذمة راويها/ الشيخ الشعراوي حول قوله تعالى عن إحدى ابنتي نبي الله شعيب (يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين).فكأنما قالت شيئا ، و لكن أبوها فهم معنى آخر. إذ تحول بخطابه (خاطبا) لسيدنا موسى على كليهما السلام. قال إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين) و كأنما تأول طلبها بشيء لم بكن لينقدح في ذهنه ؛ أو يبث في روعه لولاها. و لم تكن لتشاء لتصرح ، أو حتى تلمح به؛ حتى في حال لو فرض أنه خطر ببالها أصلا. ألا و هو أن يستأجر رجلا غريبا و ليس بذي محرم لحريمه. مما حدى به ليعرض عليه خطبة إحدى ابنتيه.

    ¶ گذلك لما رآهما موسى تزودان ( تحوشان الغنم) فسألهن ماخطبكن) قالتا: (لا نسقي حتى يصدر الرعاء) ثم أردفن بالعلة (و أبونا شيخ كببر).
    - أي: حملن سؤاله على محمل أبعد، لما يمكن أن يتبادر لذهن من يجد نسوة يزاحمن الرجال. فسرعان ما جاوبنه أولا، بما يبدد الظنون ، فيطمئن على احتشام سلوكهن في مثل ذاك الموقف ؛ حتى قبل شرح سبب تواجدهن هناك.
    ود الأصيل/aabersabeel
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •