دعوا عيد .. النهائيات الأسيوية على مرمى حجر

خلال متابعتي كأعلامي لوسائل الإعلام السعودية المختلفة من أقلام ومحطات فضائية وإذاعية لاحظت قبل إنطلاقة بطولة خليجي 22 التي أقيمت في العاصمة السعودية الرياض استمرار بعض الأقلام ووسائل الإعلام والشخصيات الرياضية التربص بإتحاد كرة القدم السعودي الذي يقوده الرياضي المطبوع الأستاذ أحمد عيد ومحاولة إفشاله بتصيد الأخطاء وشخصنة الأمور وخلق الأزمات.

لا شك في إن وسائل الإعلام كان لها دوراً كبيراً في الإحتقان والتعصب وتأجيج الشارع الرياضي وكانت السبب الرئيس في عزوف الجماهير عن عدم حضور معظم مباريات المنتخب وكان الحضور للجماهير الخضراء خجولاً خاصة في مباراة الافتتاح التي كان الأخضر طرفاً فيها وهذا يدل على أن المشكلة تكمن في انتماء الجمهور للأندية أكثر من المنتخب وهو ما يظهر في اهتمامه بالحضور بكثافة خلال المباريات المحلية والقارية للأندية، مقارنة بمباريات المنتخب الأخضر الذي يمثل الوطن.

بعد خسارة المنتخب بطولة الخليج أمام نظيره القطري بهدفين مقابل هدف على أرضه وبين أنصاره زادت حدة النقد وطالب البعض بإستقالة الإتحاد على أثر هذه الخسارة.

إذا كانت خسارة أي بطولة تعجل برحيل الإتحاد الحالي لماذا لم يطالب النقاد برحيل الإتحادات السابقة التي خسرت بطولات خليجية وقارية سابقة خاضها الأخضر ؟

إذا سلمنا جدلاً إن الإتحاد والمدرب هما السبب في خسارة المنتخب لبطولة الخليج فاللاعبون أيضاً يتحملون الخسارة لأنهم لم ينقصهم أي شيء فكل الأدوات توفرت لهم وإذا نظرنا إلى المنتخبين من الناحية الفنية سنجد أن المنتخب الأخضر يزخر بالنجوم الشباب الموهوبين مدعمين بعناصر الخبرة، في حراسة المرمى وليد عبدالله حارس دولي وله خبرة طويلة، في الثلث الدفاعي أسامة هوساوي لاعب دولي صاحب خبرة كبيرة وسبق أن أحترف في أحد الأندية الأوروبية، في الثلث الأوسط كابتن المنتخب سعود كريري خبرة دولية طويلة، في الثلث الهجومي الهداف الضارب وأفضل لاعب في آسيا الدولي ناصر الشمراني خبرة طويلة في المباريات الدولية، وهناك دكة البدلاء يوجد بها نجوم لا يقلون في مستوياتهم عن الفريق الأساسي بينما العنابي السواد الأعظم من عناصره نجوم شباب بإستثناء الحارس المخضرم قاسم برهان والمهاجم مشعل عبدالله إذن فلا عذرا للاعبين السعوديين الذين عجزوا عن مجاراة منتخب قطر الشاب الذي فاز بكل جدارة وإستحقاق.

خسارة كأس الخليج ليس نهاية المطاف ودائما النهائيات لها ظروف ومعطيات ومتغيرات وتفاصيل فنية وتكتيكية وعناصرية تدور داخل الملعب وهذه هي حال كرة القدم يوم لك ويوم عليك والأخضر صاحب الصولات والجولات على الساحة العربية والأسيوية والعالمية لم يكن في يومه.

أما بالنسبة للمدربين فلوبيز لم يخسر أي مباراة رسمية خلال عامين، وهذا يعد أنجاز كبير لأي مدرب أما المدرب الجزائري جمال بن ماضي مدرب جيد وفترته مع العنابي قصيرة ولم يحقق إنجاز لويز الذي واجه حرب إعلامية شرسة ورغم ذلك إستطاع الوصول لنهائي كأس الخليج التي خسرها أمام العنابي ولكن لا ننسى أنه حقق إنجازاً كبيراً وإستطاع أن يصل بالأخضر إلى نهائيات أمم آسيا التي ستقام عام 2015 في سيدني الإسترالية.

يجب على الجماهير الرياضية السعودية بمختلف انتماءاتها وتوجهاتها أن تطوي ملف خليجي 22 وتثمن عطاء الجهود والعطاءات التي بذلت من اللاعبين والمدرب رغم بعض الأخطاء التي وقع فيها والدور الذي قام به إتحاد كرة القدم السعودي والرئاسة العامة لرعاية الشباب في إنجاح البطولة.

تبقى المحطة الأهم هي تصفيات نهائيات الأمم الأسيوية التي ستقام عام 2015 في سيدني لقد أصبحت على مرمى حجر ولذا يجب على إتحاد كرة القدم تسريع وتيرة العمل بتهيئة الأجواء التي تساعد اللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية في التحضير المبكر للبطولة.

الأخضر لم ينقصه شيء فكل المعينات متوفرة والمنظومة متكاملة والخبرة موجودة بدءاً من رجل المرحلة في الرياضة السعودية الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي يعول عليه الرياضيين كثيراً في توسيع القاعدة الرياضية والأستاذ أحمد عيد رئيس الإتحاد الذي ترك بصمات إيحابية في الكرة السعودية لاعباً فذاً وإدارياً ناجحاً ونائبه الأستاذ محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين السعودي خبرة إدارية كبيرة في اللعبة وأدواتها والدكتور عبدالرزاق أبو داوود المشرف العام على المنتخب إسم كبير في الرياضة السعودية لاعبا وإدارياً وهنا يبقى الدور الإيجابي والمهم جداً للإعلام الرياضي الفصيل المتقدم في هذه المنظومة وتأثيره الكبير في التعبئة وشحن الهمم لكي ليعود الأخضر صقراً جارحاً.

najeebwm@hotmail.com