صفحة 1 من 4 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 25 من 77

الموضوع: شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضِ ثَقَافِيةٍ

     
  1. #1
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ



    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    التــَّشَــابــُكُ الثَّقَــــافِيُ

    كان مما تعلمناه في بواكير الصبا
    أن هدف إنشاء كليات آدابنا هو النهوض بثقافتنا،
    و السعي قدمًا نحو ترقية لسان حالنا ومقالنا على حد سواء.
    و قد كان الرُّواد من أساتذتنا النوابغ في مجال الآداب على وعي تام بهذا.
    فنشأت أكاديميات متخصصة في تعليم لغات أجنبية لا يشق لها غبار. وإن جاز
    لمخرجات تلك المدارس أن يرضوا بكونهم(رعايا) لثقافات لاتينية معلبة، فمن باب أولى
    حقَّ لخريجينا في شُعَب اللغة العربية أن يفخروا و يتباهوا بكونهم أسياد (بلد). أقول هذا
    و أنا مؤمن بقيمة الثقافة العربية ، ولي شرف انتماء لا أدعيه كواحدٍ من الحادبين العاملين
    بجهد المقل على صون لسانها وتخليد هويتها. و مؤمن كذلك بأهمية التلاقح لأية ثقافة حية
    تريد البقاء. و لكن ليس لدرجة انسلاخ تام من قشورنا و اقتلاع نهائي من جذورنا، فانطماس
    كامل لهويتنا أمام تنامي ميول اندماجية(Integrative) أو تذويبية(Assimilative)
    و توق عجيب لحلم وردي بعيش رغِد ناعم في مجتمعات أجنبة كرؤوس للأفاعي الأجنبية،
    و لن نرضى عنَّا بحالٍ من الأحوال حتى نتبع ملتها، و لن يطيقوا رؤيتنا نتسكع
    طلقاء و طليقات في طرقاتهم قباباً متحركة، فنزاحمهم في سبل عيشهم كما
    لو كنا في(بلدنا الحبوب):بجلابية و توب، و عمة و سديري،
    و سروال و مركوب بل عراةً غرلاً كما ولدتنا أمهاتنا.
    *********************************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:15 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  2.  
  3. #2
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]




    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!

    لنأخذ مثالاً:صورة المهاجرين العرب
    في إعلام الغرب. فهي لا تخرج بأية حالٍ عن مشاهد
    نمطية تدور في فلك:عسر انصهارهم في بوتقة ثقافية مغايرة،
    انفصام هوية تائهة بين مطرقة و سندان:قسوة أوطان و مرارات
    عنصرية، صراع طبقي و كره غرباء في المنافي، نظرة ريبة وتوجس
    و رهاب لمسائل كاالذبح الحلال و فسيفساء أمور شرعية تبدوعسيرة
    الهضم على مجتمعات متخمة علمانياً، نهايات مأساوية لحلم غربي
    يتبخر كسراب.هذا فضلاً عن تفشي لغة سوقية(Vulgan) ذات ألغاز
    لا تزيد شقة التهميش إلا عمقاً.و تعرف في مصطلحات علم اللسانيات
    الاجتماعية(Socio-linguistics) بلسان حال ساكني أكواخ الصفيح
    و(HLM) بالضواحي وطرف المدائن،في قهر نفسي وغبن اجتماعي
    و عوز اقتصادي؛بما يطعن في نزاهة تلك المجتمعات المسماة
    راقية والحاضنةلأولئك الناطقين برطانات لها
    دلالات موغلة في الغموض والتخفي.
    *********************
    [/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:18 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  4.  
  5. #3
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]



    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!

    يتلخص المشهد كله في بانوراما
    فاضحة لملامح كروكية عربية بائسة مقولبة
    و معششة بالتواتر في الذهنية الجمعية لصانعيها،
    و نابعة من روح انتقامية حاقدة و غير خافية تعود بنا
    لما قام به نابليون و كل من حذى حذوه في غزاة المشرق.
    و معطوف عليها بوجهٍ خاصٍ مهاجر متحدرٍ من صلب عربي،
    و عن هؤلاء حدث و لا حرج و ما يحيطهم من معضلات جمة في بلاد
    المهجر: كصعوبة الاندماج، و توظيفها هناك كمحك أساسي لأزمة الهوية
    وسط أمةٍ يفترض أن ترتقي بعقولهم بدلاً من استلابهم ثقافياً و اضطهادهم
    عرقياً. خلق الغرب من الأمر مرضاً نفسياً طفيلياً عضالاً يعانية الغرباء، و عقبة
    حائلة دون أي مسعى لتذوبيهم في مجتمع تتعمق هوة التنافرفيه يوماً بعد يوم
    بين قطيبه. كما في أفلامٍ مثل (غيّر حياتي) ، (ما وراء جبل طارق و فلم آخر:
    يصور اغتيال رجل فرنسي على يد شاب جزائري مهاجر لتعلقه بأخت له يرفض
    زواجها من نصراني، على أن ذلك وأدٌ لحريتها الشخسية)و فلم( انكسارالحلم):
    حيث يرى العربي في الغرب (جنة الله في الأرض)مما ينتهي لاستلابه
    حضارياً وهو الأمر الذي يصل بالمهاجرين إلى الاعتراف
    الذي يلخصه التعبير الموجع (إن مكاننا ليس هنا).
    ***************************
    لا يفوِّت الغرب أية فرصة لالتقاط
    بعض الأدبيات الشرقية النشاز ليضخم استثمارها
    سلباً ك(ألف ليلة وليله) و(حريم السلطان)،علماً أن تلك
    النصوص جاءت عاكسة لحقب انهيار حضاري في الداخل
    العربي والإسلامي. وليس خافياً ما وراء ذلك من نية خبث لإبداء
    التشفي بسقوط الخلافة العثمانية ، و التبشير بخلاص (أتاتوركي)
    وكذلك هبة علمانية لتحرير المرأة المسلمة المستكينة، من قبضةعنف
    ذكوري ، و إعادة هيكلة للذاتية الشرقية المختلة. لم تصور السينما
    الغربية المهمَّشين في الأرض ذات يومٍ من باب نصرة قضاياهم،
    بفضح المسكوت عنه من اجحاف بحقهم، بقدما كان ما فعلته
    فقط من باب الفضول و كنوع من ذرًّا للرماد في العيون؛
    ليبقى التواطؤ هو سيد الموقف، و يبقى مقت الغرباء
    هو عنوان شعورا الغرب ضد أهل المشرق.
    **********************
    [/

    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:31 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  6.  
  7. #4
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    [COLOR="#6633cc"]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    [/
    COLOR]

    ضمن إجابة لنا مسترسلة كعادتنا السيئة
    على أسئلة مفخخة كان قد طرحها أخونا الوجيه
    الغارق في شؤون الثقافة إلى شوشته و العارف بالله/
    أمين أدريس أو(Amin Idries) كما يحلو له بالفرنساوي،
    حيث سأل و قال أتدرون من هو المثقف: وقد تاه وتوهنا معه بين

    Cultured or polished or informative or educative

    بمعنى:أيٌ من هذه الصفات يمكن نترجم بها ترجمة وافية و شافية لضجيج (مثقف)!؟
    ثم أردف بسؤال عويص جداً:هل النخب السودانية تعتبر نموذجاً طيباً يحتذى لمثقفي العالم؟!
    فقلنا:أولاً تعظيم سلام للمتوهج والحاضر الغائب/ أمين إدريس، تذكرني بسؤالك طرحاً للعميد/
    طه حسين، كانحول معنى (الأدب) ضمن مجلده الضخم (الأدب الجاهلي). و زعم أنها مفردة
    شاردة و ليست واردة، بل دخيلة على حظيرة بنت عدنان، و قال إنها ربما اشتقت من (دأب)
    بمعنى العادة و الديدن و جمعها (أدآب). ثم جرى تحريفها بعملية إعلال و إبدال
    لتصبح (آداب)على شاكلة (آبار) جمع (بئر) و أصلها (أبآر) على
    وزن أفعال. و لا علاقة لذلك بمعنى الأدب و التهذيب
    والتثقيف في شيء من قريب أو بعيد.
    *************************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:44 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  8.  
  9. #5
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!

    كذلك (ثقافة) و(مثقف) لم يكن العرب
    يعرفونها في جاهليتهم و لا في صدر الإسلام
    و لا حتى في العصرين العباسي و الأموي . و ليس
    في كتابات المتقدمين ما يشير إلى وجودها بمعناها الذائع حالياً.
    و لأهل الصرف شأنهم بكلمة (مثقف) و اشتقاقاتها من(ثقف الشفرة)
    أي شذب حدها. و ما يعنينا في الأمر هنا هو المعنى الاصطلاحي الذي
    صار شائعاً لمثقف و وزارة للثقافة تعنى برعاية قرض الشعر ونظم القصيد
    و سجع النثر و حبك الرواية و سرد القصص ، ومعنية كذلك بمتابعة حركة
    الفنون السبعة و أبوها المسرح. و ثمة تساؤل:من أين تبدأ الثقافة و أين تقف؟
    و كم تتراوح بين أكاديمية و شفاهية؟ و هل تشمل الأميين والحرفيين أم تراها
    حكراً على كل نخبوي مثالي دارس لحزمة من العلوم الإنسانية؟. إن الثقافة
    أمرٌ فضفاض إذا قمنا نفصل لها تعريفاً جامداً و وصفاً جامعاً مانعاً،
    فكأنما نضيق واسعاً ، شأنها شأن بقية المطلقات كالدين و الأفق
    و العدم و الفن والفلسفة. وإذا شئنا أن نوجز القلنا: إن
    الثقافة هي فعل حضاري و معرفي راقٍ متوجٌ بفعل
    إنساني رفيع و لا يصح لنا الزعم بوجود ثقافة
    بلا سلوك معين ينم عن مدى ثقافة صاحبه:
    فإما أن يكون حامل مسك أو نافخ كير
    ************************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:32 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  10.  
  11. #6
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [FONT=pt bold heading]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    ثم ما علاقة الإبداع بالثقافة.
    يرى الناقد الانكليزي/ ت.س إليوت
    والذي كثيراً ما حذرنا البروف العلامة/
    عبد الله الطيب من أنه مستشرق سارق بارع،
    يرى بأن الكمال في أي نشاط بشري واحد لا يجدر
    بأن يسبغ صفة الثقافة على أحد, لكون التحضر بدون فكر
    أو حساسية للفنون يجنح بالمرء الى عفوية و سذاجة, وإن علماً
    بدون تهذيب إنما هو حرث على ظهر قطعة زئبق, و أن الحذلقة الفكرية
    المجردة صفات إنسانية لا تتستدر إعجاباً إلا بمقدار ما ينتزعه ذكاء طفلة
    معجزة في لعبة الشطرنج أو (الكار و الدملوج) , كما أن موهبة بلا إطار تربوي
    و بلا رعاية أخلاقية، إنما تعد زيفاً و ذراً للرماد في عيون العُميان . فلو عجزنا أن
    نجد الثقافة ماثلة في أي واحدة من هذه الكمالات بمفردها فمن باب أبعد كيف نتوخاها
    في أي فرد واحد أن يكون كامل الأوصاف فيها جميعاً, إذاً، نخلص لكون الفرد كامل الثقافة
    هو محض خيال و أضغاث أحلام؛ و نظراً لاستحالة وجود شخص جامع لمزايا الكمال في شيء،
    جاز لنا إسباغ الثقافة على مجتمع بأسره و ليس على فرد بعينه. و حتى لا ندعي استقامةَ ظلٍ وعوده أعوجُ،
    وكي يقوم المثقف بدوره المنوط ، وجب تحليه بصفات وسجايا خاصة منها الكثير، و يأتي على ذروة سنامها يقظة
    في الضمير و موضوعية في التقدير و استشعار للمسؤولية في كل الأمور, وذلك ببسالة موقف و استقلالية رأي
    و برؤية نقدية ثاقبة و مواكبة للواقع، مع إيمان راسخ بقيم الحرية و العدالة الاجتماعية و ليس بالضرورة المساواة،
    و التي هي في نظري شخصياً تعتبر الوجه المشوه للعدل: إذ لا يستوي، مثلاً، الذين يعلمون و الذين لا يعلمون.
    و لا يمكن تصور أي مثقف لا يتفاعل مع قضايا عصره و لا يغرد وسط أطيار سربه و لا يقلقه مصير أمته،
    و لا تتوهج أفكاره تحت رماد ثالوث القهر و الجهل و التخلف الذي يضرب أطنابه في أركان بلاده؛
    شريطة أن نتكئ على جدار ماضينا، فلا نفسح له فرجةً بين محازي أقدامنا تكون أوسع مما
    يمكننا للاستئناس بتجاربه، دون أن ندعه يسرق منا زخم حاضرنا.لا بأس أن نأخذ ممن
    سبقنا بقدرما يمكننا من اللحاق به دون أن ندعه يستلب عقولنا فيستبيح ترابنا؛
    أو أن نسلم مفاتيح فضليات مدننا لجهال المغول التتار!
    ************************************
    [/

    FONT]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:36 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  12.  
  13. #7
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]
    [COLOR="#A52A2A"][CENTER][CENTER]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    بهذه المناسبة،نحذرمن أصناف ثلاثة:_
    أولهم (مثقفاتية) مهوسون ، ممن يقفزون بالزان
    من (الطهارة إلى الخمارة) و هؤلاء يجعلون الثقافة منبر
    من لا (بنبر) له و يتخذون منها مهنة من لا مهنة له! فلا
    خلاق لهم ولاحرث لديهم في حقل من حقول المعرفة ، فقط هم
    عارفون بكيف تؤكل الكتف من حيث لا تؤكل! بارعون في تضليل
    و خداع الرأي العام بمعسول كلام أفرغ من فؤاد أم موسى و أجوف من
    حشفٍ و ألعن من سوء كيل!و صنف ثان، يقال لهم ساسة وهم (مسوسون)
    فعلاً ، و يتبعهم محللون سياسيون و(مفكرون إسلامويون) و مروجون سطحيون،
    فقط يقصون و يلصقون و هم أقرب ما يكونون لحُمُرٍ أهليةٍ تحمل على كتوفها أسفاراً.
    ثم صنف ثالث يضم جماهير غفيرة من كتاب الأنترنيت ، هم الأجهل حتى بأبجديات قواعد
    الإملاء،ناهيك عن علوم نحو و صرف و معان و بديع و بلاغة و فصاحة وعروض،و و إلخ.. فلم
    يعد الأمر متعلقاً قطُّ بما تقرأ أو تعرف ، و لا بسعة مواعينك لاستيعاب ما تقرأه و تستهلكه من
    مواد ثقافية، بل يتعلق الأمر بأن تجد لنفسك متبوءاً فى فضاءات العصف المعرفي، في ظل وجود
    انفصام على الذات و إخصاء ذهني مريع. و لكن لا تقلق إن لم يكن لديك شيء لتقوله ، فلا
    أحد على وضوءٍ جاهز ليجعله يصغى إليك على أية حال. و أصبح أسهل من ذي قبل أن
    تخرج للناس ثعلباً في ثياب المثقفين. و لم يعد لزاماً أبداً حمل مواسيع و مجلدات
    و كتب صفراء بعد أن تبدلت تماماً قواعد اللعبة ، طالما صار في المتناول جداً
    انضمام كل من هب ودب عضواً فاعلاً بين النخب، و دونما حاجة
    لقراءة شكسبير أو دوستوفيسكى أو نيتشة ، أو حتى إميل زولا.
    وصار بوسع الكل أن يدير حلقات (Talk show)
    عبر هواتف خلوية حول أسخن القضايا في عصر
    (الرويبضة) و عبر الفضاء المفتوح.
    **********************

    [/
    CENTER][/
    CENTER][/
    COLOR]
    [/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:45 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  14.  
  15. #8
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849




    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    منطق .. اللغة... و لغة..المنطق
    ( و ما مدى دور العرب في كل ذلك)

    المنطق الحديث منطقان: رياضي و آخر فلسفي
    كثيراً ما يقع خلط بينه و بين منطق اللغة عند النحاة العرب
    كما هو عند غيرهم من . و إذا كان المنطق علم وضع أصوله
    فلاسفةأغاريق بلفغة يونانية لها رسومها و صفاتها واصطلاحاتها،
    فمَن إذًا، يُلزِم سواهممن ترك و هنود و فرس و عرب أن ينظروا فيه،
    و يتخذوا فيه حكمًا لهم وعليهمو قاضيًا بينهم ، ما شهد لهم به سلموا به،
    و ما أنكره عليهم رفضوه؟! لذا فلا بد للمنطق أن يختلف باختلاف اللغات و
    قواعد نحوها التي تشبه إلى حد كبير قواعد الحساب و الرياضيات، إذ بينهما
    أوجه تشابه شكلي(رمزي) ومضموني جديلي(Dialectic). لأن في علوم
    المنطق بحثٌ دؤوبً عن الأغراض المعقولة و المعاني المدرَكة، وتصفح
    الخواطر السانحة و السوانح الهاجسة. و الناس في المعقولات سواء،
    ألا ترى أن واحداً زائداً واحدٍ تساوي اثنتين عند كافة الأمم؟.
    مع العلم أن علاقة المنطق بالرياضيات لا تزال
    تشكل مثارَ جدلٍ و اختلاف و نقد.
    **********************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:47 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  16.  
  17. #9
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center][font=pt bold heading]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    عُرِفَ العرب منذ قديم بأنهم مناطقةٌ عظامٌ
    باعتراف قلة من مؤرِّخي المنطق الذين اطَّلعوا
    على التراث العربي . وقد ظهرت حديثًا دراسات
    لغوية ألسُنية هي من صلب علم المنطق.و عادةً ما يكون
    اطلاعنا عفويًّا على تراثنا وحديثناً على حد سواء و التي تشكو
    المكتبات العربية من مراجعه وموسوعاته. وللاسف لا يري عطشنا
    للعلم مطالعات عابرة ل (شذرات من حياض الثقافة) نقرؤها إن هي وقعت
    في عيوننا ، قراءة سطحية أو بالكاد توثيقية. وليتنا نكتشف إلىأي مدى كان شأن
    العرب عظيماً و قدرهم مدهشًا . فكم كانت لهم إسهامات تذهب إلى أبعد من عهد
    أرسطو لتطال آفاقًا لم يَطَلْها أهل الغرب إلا في القرنين الماضيين من تاريخ العلم الحديث.
    و كثيراً ما تتبرع موسوعات ( ويكيبيديا) غربية بنشر تلك الأمجاد ، فيما يجهلها حفدة من
    صنعوها و خَلَّفوها.إنها لآلئ معفَّرة بوعثاء الزمن تظل قابعة بانتظارنا لننفض عنها تراب
    الأنزواء سحيقاً عن أعين الناس، و بالتالي صَقَلها و تنقيحها و إضافتها تيجان فوق رؤوس
    العلوم الحديثة. فمتى يؤون أواننا لنوقظ هذا التراث من بياتٍ شتوى و نبعثه من مواتٍ
    سرمدي ، لنقف به ومعه على أرجلنا، و نطاول بأعناقنا عمالقة العصر و لذلك فأنا
    أهيب بكلِّ طالب علم عربي المعارف الحديثة أن يعود إلى كتب التراث ليجد فيها
    درراً دفينة، وكنوزاً خزينةً. وما أغنى بلادنا بآثارٍ تليدة و ما أثرى كتبنا بأفكار
    عذراء تتوق توقاً من يكمل رسالتها فيعيدها سيرتها الأولى عربية أصيلة!
    من هنا يتبادرسؤال:هل هناك منطق عربي أو سواه!؟ و هل يعني
    الحديث عن منطق مجنس كعربي أو أعجمي أن المنطق يمكن
    أن يلحق نسَبُه إلى قوم بعينهم ، حتى يُنعت بجنسهم؟
    أم أننا بصدد علم إنساني عام و خضم بلا شطآن؟!
    ******************************

    [/[/font]center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:45 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  18.  
  19. #10
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!!
    فرقٌ بين منطق غربي مادي ككيان جامد و
    منطق عربي ككائن حي يرزق و يتعايش مع بقية
    العلوم الإنسانية الأخرى و يتلاقح معها. إذا لم يجد أرسطو
    منطقة وسطى ما بين الجنة و النار و لا لونَ طيفٍ ما بين الأبيض
    و الأسود على سطح قوس قزح ، فتلك مسلمةٌ لا يقرها منطق شرقي
    يتأمل نواميس الحياة بنظرة شمولية كونية فيراها باستفهامات لا تنقضي
    فينفذبقوة البصيرة إلى قناعات استغرق الغرب سنين ضوئية لفحصها تحت
    عدسات المجهر. كثيرة هي تلك حقائق و مسلَّمات المتعلقة بفيزياء و طبيعة الأشياء
    المجردةالتي اصطدمت بحوائط معتقدات ما وراء طبيعية/ميتافيزيقية(Meta-physic)
    إذ تُظهِر التجارب دائمًا تناقُضَ ما سَبَقَها.هنا تبرز روحانية الشرقي المعروف بميله لقبول
    الأمور بظواهرها و احتوائها كما هي، بدون فصامات جدلية. فيما يمكن القول إن الغرب
    لم يتفوق بالعلم، بقدرما فعل بالتكنولوجيا؛. فتكاد ألا توجد حقيقة علمية مطلقة أكيدة،.
    حتى مبدأ الذرية ( Atomism) الذي درسناه عرضاً ، فالهنود هم أول من
    وضعه، وتبعهم الإغريق؛ و هو مبدأ لم يؤيَّد قطعيًّا إلى اليوم، كما رأينا.
    ودونك نظرية النسبية لأنشتاين و التي يقال إن هنيديا جنبوب
    أفريقي فندها قريباً والله يضع سره في أضعف خلقه.
    **********************************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:47 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  20.  
  21. #11
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    لكن هذا لا يعني أن الحضارة الغربية لم
    تستفد من ديالكتيكية التناقض التي وقعت فيها؛
    فاستطاع الغربيون إنتاج القنبلة الذرية، على الرغم
    من عدم استطاعتهم التحقق من صحة قاعدة الذرية نفسها؛
    كما استطاعوا استخدام الرياضيات ذلك العلم الموسعوي الخطير
    في شتى الميادين لخدمة البشرية، على الرغم من عدم استطاعتهم
    أن يبرهنوا أنه لا يوجد برهان أن 1 + 1 ≠ 2 بالفعل. بل لقد برهنوا
    على عدم وجود برهان بحد ذاته ، إنما يدحض ذلك التناقض. مختصر القول
    إن هناك منطقًا جامدًا محليًّا وحيد البعد، و هناك روح المنطق أو (منطق المنطق)،
    أو بكلمة علمية ما وراء المنطق/ ميتامنط( Meta-logic ) و هذا ما انفرد به الشرقيون
    عموماً و العرب/ المسلمون خصوصاً عن غيرهم من الأمم. وهذا الاختلاف هو الاختلاف بين
    منطق ( العقل المحض) و (منطق الروح)؛ و هو مايصنع الفرق بين عقلانية الغرب وروحانية
    الشرق. و العرب، بحكم وسطية وضعهم الجغرافي، جمعوا بين المنطقين (عقلاني و روحاني)
    و إن كان الأخير لم ييبلغ العليمة بعد؛ وما ذلك إلا لأسباب زمنية فقط ، وهو في الواقع
    منطق المستقبل،؛ حيث كشف العلم أن للدماغ البشري نصفين: استنباطي استنتاجي و
    آخر حدسي استقرائي. و الحدس هو ما يربط الواقع بالروح. قد نكتفي بأن الخلاف
    بين المنطقين هو خلاف بين نظرة اختزالية تحليلية للعلوم، كلٍّ منها على حدة،
    و بين نظرة شمولية ناموسية إلى كافة العلوم الإنسانية ككل لا يتجزأ
    و هيكك تركيبي؛ أو قد نفصل أكثر لنقول: إننا بصدد تنوع
    في المنهجية العلميةالتي هي، بدورها، فرع من فروع
    المنطق؛ بل لقد خلطها أرسطو بالمنطق ذاته.
    ****************************
    [/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  22.  
  23. #12
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    لكن هذا لا يعني أن الحضارة الغربية لم
    تستفد من ديالكتيكية التناقض التي وقعت فيها؛
    فاستطاع الغربيون إنتاج القنبلة الذرية، على الرغم
    من عدم استطاعتهم التحقق من صحة قاعدة الذرية نفسها؛
    كما استطاعوا استخدام الرياضيات ذلك العلم الموسعوي الخطير
    في شتى الميادين لخدمة البشرية، على الرغم من عدم استطاعتهم
    أن يبرهنوا أنه لا يوجد برهان أن 1 + 1 ≠ 2 بالفعل. بل لقد برهنوا
    على عدم وجود برهان بحد ذاته ، إنما يدحض ذلك التناقض. مختصر القول
    إن هناك منطقًا جامدًا محليًّا وحيد البعد، و هناك روح المنطق أو (منطق المنطق)،
    أو بكلمة علمية ما وراء المنطق/ ميتامنط( Meta-logic ) و هذا ما انفرد به الشرقيون
    عموماً و العرب/ المسلمون خصوصاً عن غيرهم من الأمم. وهذا الاختلاف هو الاختلاف بين
    منطق ( العقل المحض) و (منطق الروح)؛ و هو مايصنع الفرق بين عقلانية الغرب وروحانية
    الشرق. و العرب، بحكم وسطية وضعهم الجغرافي، جمعوا بين المنطقين (عقلاني و روحاني)
    و إن كان الأخير لم ييبلغ العليمة بعد؛ وما ذلك إلا لأسباب زمنية فقط ، وهو في الواقع
    منطق المستقبل،؛ حيث كشف العلم أن للدماغ البشري نصفين: استنباطي استنتاجي و
    آخر حدسي استقرائي. و الحدس هو ما يربط الواقع بالروح. قد نكتفي بأن الخلاف
    بين المنطقين هو خلاف بين نظرة اختزالية تحليلية للعلوم، كلٍّ منها على حدة،
    و بين نظرة شمولية ناموسية إلى كافة العلوم الإنسانية ككل لا يتجزأ
    و هيكك تركيبي؛ أو قد نفصل أكثر لنقول: إننا بصدد تنوع
    في المنهجية العلميةالتي هي، بدورها، فرع من فروع
    المنطق؛ بل لقد خلطها أرسطو بالمنطق ذاته.
    ***************************
    [/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  24.  
  25. #13
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    هكذا، بينما سقطتْ عقلانيةُ الغرب
    المحضة بعلمائه في وحل عجزهم البشري،
    كذلك طاش بأهل الشرق هيامهم الباطني في لجج التيه.
    و كلاهما قاصران أمام غور حكمة الله البالغة وسعة علمه اللامتناهي
    (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَ الأَرْضَ وَ لا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
    لكن العرب باستيعابهم لكلا المبدأين ، في إمكانهم متابعة التفكر في مكوت الله،
    و التأمل في صفاته العلا من الكمال، فلا يقعوا في مغالطة كُهَّان الكنيسة إبان العصور
    الوسطى من حيث نبذهم العام الفذ غاليليو و قوله بكروية الأرض فقط، نظراً لعوج في فهمهم
    القاصر لدين الله . فيكيف لنا أن نفصل محدودية مدركاتنا الأرضية المتناقضة على سرمدية قدر
    الله الخالق الحي القيوم و القاهر فوق عباده في أرجاء الكون . لقد عكف قدماء الشرق على التبصر
    في ظواهر هذا الناموس الفسيح ؛ ثم تبعهم الغرببيون بحذق التجارب و براعة التحاليل. فقد كان الشرق
    مهبطاً لكلَّ الديانات بينما انكب أهل الغرب بالتجريب العلمي المحض.و لا تغرَّنك حزلقة التعقيد و حبك
    الصياغات، إذ لا علاقة لذلك بصحة المعتَقَد. ربما شتان بين صياغة كتابي (الوجود و الزمن/ لهيدغِّر)
    و(الوجود و العدم/ لسارتر) مثلاً، و بين بعض نوادر (كليلة و دمنة) لمؤلفه الهندي/ بيدبا و المترجم من
    البهلوية إلى العربية على يد/عبد الله ابن المقفع ، فقد لا يسعنا إلا الافتتان بالعبقرية التحليلية لدى فلاسفة
    الغرب. و لكن يظل جهدهم كحرث في عرض البحار، أو كبناء لقصور من عتامير الرمال؛ بينما حكمة
    ناطقة على لسان أرنب صغير أنيق في بساطته، قد تفوق بحقيقتها المطلقة أعظم الأعمال لعباقرة المنطق.
    الحكمة و هي ضالة المؤمن ، لا تحتاج إلى جيش من الحجج ليحميها و هيكل من التجارب ليحملها؛
    و قد تتفوق البساطة والحدس الثاقب بالقدرة للوصول إلى حقيقة الوجود على كلِّ ما ذهب إليه
    جان بول سارتر و رفاقه . و يكفي أن هذا الفيلسوف الفرنسي العظيم قد تنصل عن
    كل ما ذهب إليه معترفا بذلك على فراش موته لعشيقته/ سيمون ديبوفوار.
    **************************************************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:50 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  26.  
  27. #14
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ .. مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    لنختم هذه المقاربة بين منطقين: رياضي
    تجريبي و تهويم فلسفي ،بأن العرب، على الرغم
    من فراسة حدسهم و سعة بصائرهم لم يكونوا سذجاً
    جهلةً بمواهب الاستنباط ، العقلنة و التحليل العلمي. ذلك
    بدليل وجود عبقري كابن الهيثم في كتابه (في حلِّ شكوك إقليدس).
    حيث لم يكتفِ بنقض و تسفيه مسلَّمة عبيطة لإقليدس حول تعريف الخطين
    المتوازيين ، بأنهما الخطان اللذان لا يلتقيان أبداً حتى قيام الساعة بل فندها و
    كمَّل عجزها. و لما لم يَرُق لعالِمَنا ابنُ الهيثم مثل ذاك التعريف العبثي اللاعلمي،
    استرسل في دراسات علمية جادة ، حيث قام بتصَويب التعريف و ترويضه بأن جعله
    (ذا روح رياضية) أكثر. إذ أدخل عليه مفهوم علاقة الحركة بالحيوز المكانية والأمداء
    الزمانية و خلافها كالاستمرارية و البساطة التي سَبَقَ بها مفاهيم هندسة تفاضل و
    التكامل و التي شكلت أساس الفيزياء الحديثة. و أخضع ابن الهيثم اللانهاية لمنطق
    مزيج بين الفلسفي والرياضي هو مبدأ التركيبية Constructivism. و تحدث
    أيضاًعن حقيقة الوجود الرياضي بمعناه الحديث ، مستخدماً كذلك مبدأ
    الخوارزميات في إنشاء اللانهاية. فاللانهاية عند ابن الهيثم هي نظام
    صيرورة ديناميي، بخلاف نظام الخطوط المتناهية الساكن.
    و لعل هذه الجزئية بالذات هي من أهم و أنجع
    أساليب المنطق الرياضي الحديث.
    **********************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 09-12-2014 الساعة 07:50 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  28.  
  29. #15
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    الحب و الخيانة
    (ضـــدان متزاحــــمان)

    البعض يخون لكي ينسى
    و البعض ينسى لكي يخون! عندما
    يخونون نملك كل الحق في أن نجردهم من
    صفة الوفاء. و لكن ترى لِمَ لا يِحُق لنا تجريدهم
    من حرية (ممارسة) الحب؟! فالبعض، و برغم الحب يخون!
    و بعض آخر و برغم الخيانة ، لا يجد حرجاً بالتماثل للحب! فما هذا
    الهراء و الجدل البيزنطي؟! لماذا فقد الحب جذوته فلم يعد ذلك الشعور النقي
    و الدرع الواقي من صدمات الخيانة !؟ ثم ما أعظم الخيانة حين تُتَخذ ذريعةً لرأب
    صدع نشأ في الأعماق أو لتعويض خواء عاطفي حادٍ. و هي في قرارة نفسها ليست إلا
    واحداً من مآزق التخبط يلجأ إليها البعض بقوة دفع رباعي لمزيد من ضياع كل شيء.
    إذن، لماذا يعود البعض من صولة خيانة قارعاً لسن الندم و متجرداً ، إلا من ضمير الحب؟
    نعم، هناك حب عذريً لا تموت جذوره أبداً ، مهما هجرناه لتعصف به ريح الخيانة فلن
    يموج أو يضطرب ؛ و مهما طغى عليه طوفان الغدر و خارت قمم الأشواق ؛ لكونه روح
    دابة في أوصال البدن لا يغادرها إلا على آلة حدباء محمولاً ؛ فالحب قادر أن يصرع
    الخيانة و يحول الأعماق المهجورة إلى رياضٍ غناء و يشيع الفرح في قلوب جريحة
    و يرمم كل انكسارات الدواخل . إذ يظل معها متل كَمَّادة الملح ليبقيها
    محنطة، منعاً للغرقرينة و كي تقاوم العفن. و لكن،ليس وارداً أن
    تُورث الخيانة حباً. فلا وجه لأي مقارنة بين رعشة ريد و جريمة
    غدرٍ و خيانة و لا أن نبحث عن فروق خمسة بينهما؛ و لا
    داعي لنلتمس بدل العذر سبعين عذراً لواحد خائن.
    نريد فقط:جواباً ل(لماذاً لا تحول فضائل الحب من
    خيانة؟!) و لا تمنع رذائلَ الخيانة من حب؟!
    ***************************


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 07-04-2015 الساعة 08:59 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  30.  
  31. #16
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    تسمع كثيراً عمن يحب
    و يصر على إبقاء أعصاب (آخر حبه و أوله)
    في تلاجة ،بعيدةً تماماً عن أية أسباب احتكاك
    أو تعرية أو تلف و (في عبه بطيخة صيفي).في حين
    أن مثاليته لا تشفع لديه أو تردعه من انغماسه في أجواءٍ
    يفوح منها بخور الغدر و الخيانة . و عذره الواهي و الأقبح من
    خلقته و أشنع من خطيئته . هو أن صاحب الشأن يتوسد ريش
    نعام ناعم( بأنه آخر من يعلم إذن فهي لا تتألم . و هذه شبيهة بمن
    يتذرع بالقول : (أنا أفكر إذاً فأنا موجود/ Je pense donc je suis).و هي
    فلسفة(تعاشرية)لديكارت، بناها على فرضية اتخاذه مجرد التمتع بنعمة
    التفكير كبوليصة تأمين ضامنة لاستمرارية و جوده ،و لو خارج الشبكة
    و لكن كيف للاستغراق نوماً في عسيلة الحب أن يكون ذريعةً ، لا رادعاً
    أو كابحاً لديمومة ماهو ضده (الخيانة). و كأنه ليس فقط بأضَّادها تعرف،
    لا بل تكون و تُستمرؤ الأشياءُ. عموماً: من كان محباً صادقاً، و لا
    يخون فهو إنسان نقي فليحافظ على نقاوة حبه. و من كان
    مترنحاً بين حب و خيانة، فعليه أن يختار الحب قبل
    أن تصرعه فترديه قتيلاً سهام الغدر ثائرة
    منه لكرامة الغيرة ممن أخلص له.
    **********************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 07-04-2015 الساعة 08:58 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  32.  
  33. #17
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    (جدلية في أزمة الأدب و الهوية)
    إذا سلمنا بمقولة:إن لكل سجين قصة
    فما هي قصة الأدب مع الهوية؟ هل هما صنوان
    لدودان أم ضدان حميمان؟ الجواب ربما نصف"نعم"
    و نصف"لا" فالهوية قالب انغلاق ملموس, و الأدب يوتوبيا
    انعتاق محسوس بامتياز, و متلبس يمس الهوية. و(شاعر) جياش
    خلاف (متلمس) حساس . و شتان بين حُلْم و حقيقة . لكن قرين
    الشعر و أخواته من عيون الأدب ، لا ينبغي له أن يترسخ أو يتفرد إلا
    على خلفية توتره الشديد و تمرده ضد إكراهات الهوية بحلقاتها المستحكمة ضمن
    حواكيرَ مُرَسَّمة و أحكامٍ مسبقة على أفراد و جماعات، تخط لهم مساراتهم و تملي
    مصائر كُثْرٍ منهم. الهوية إذاً, هي برنامج سياسي ملتهب. فهي عندما تشغل حيزا
    من الأدب فإنها تجازف بأن تكدر عليه صفوه , و تحشر روحه في قماقم (الأنا و أنت)،
    و تجهض مخاضه للفسوق من قشرة الذات هائماً في مدن فاضلة مأهولة أبداً بأحلام
    غير منجزة, بعيداً عن أرق الهوية و إمكاناتها المرئية. هنالك فنون و آدابٌ و ألوان شتى
    من الإبداع الإنساني, منها ما هو بالغ فيض التشبع بشوفينيات تفاقم كاذبة وطبقيات
    عرقية و لونية لسنا معنيين بها ضمن حديثنا هنا. و منه كذلك أدب رفيع وشعر
    رصين متجرد، جانح للسلم و راكن لأشرعة الخيال ليشق عباب شفافية
    الروح الراحلة إلى أبعد من سجالات أقوام ، و حدود
    ملكيات إلى ما فوق سحائب المثالية.
    **********************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-12-2014 الساعة 01:40 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  34.  
  35. #18
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    لعل الاستثناء الأوحد للهوية
    تتسلل إلى ناموس الأدب هو:
    حالة أن تكون فصلاً من مشروع نضال
    و طني لنيل حرية أو صرخة نداء أستغاثة
    بحق ملسوب . و هو استثناء لا يعني بحال أن
    يتنازل أديب للهوية عن كبريائه فيمنحها قبولاً أبدياً.
    و لكن ربما فقط تماهياً عفوياً لالتقاء عرضي عابر أو زواج
    عرفي ، لكنه متحوط جداً ضد ثقافة البقاء على أية حال
    من الأحوال.فلو ترك الأمر للهوية كي تعبث بمعاني الوجود
    الإنساني هكذا بلا رقيب أو حسيب للوثت على العباقرة
    عقلوهم و لعبثت بعذريته البريئة، و لضحكت على
    ذقن سذاجته بهتاففضفاض تاراات وتارات من
    أبواب عديدة كالسياسة و الاقتصاد
    وعلوم الأرض والأجناس.
    ****************
    [/


    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-12-2014 الساعة 01:51 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  36.  
  37. #19
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    [color=""]
    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!

    تُرى، أين هي الواقعية من أدب الهويات؟!
    من أي قمقم يخرج لنا قرين الشعر و من أية قبيلة
    تتحدر جحافل الأدباء؟! أليسوا هم من بيئات تسوسها أروقة
    سياسة بالنهاية؟ و يشكلها اقتصاد و يحكمها دين و تسودها قوانين،
    و تحركها مصالح و تربطها أواصر دم و علاقات إنسانية كلها في حالة
    مد و جزر دائم مع الآخر أو ضده؟! و لعل أهم ثمرة لكل ذلك هويات أو
    أنصاف هويات وصنوفأعراق و شظايا مللٍ و أهواء . لا شك أن محاولة الترفع
    بشأن الأدب لحد ذاك الغلو ليس إلا مثالية تدنو من الهذيان. إذا سلمنا بأن الهوية
    و الأدب صنوان و ضدان في آن. فأين يلتقيان إذا, ثم أين يفترقان؟ إذ إن الهوية قراراً
    لا مفر منه ، و حالة ذايتة من ال(أنا)، و ضدها(أنت) بلون و طعم إما أن (تكون)
    أو (لا تكون). و أما الشعر فهو فرار لا مقر له و حالة تجريدية مثالية من ال(لا أن)
    و(لا أنت) بألوان مبرقعة كجلباب درويش. فحينما تلغ الهوية في إناء الإبداع الأدبي
    العريض لتبعثر صحو كلماته المنسية بلارقيب و لا حسيب ، حتى يجب غسله
    سبغ غسلات أحداهن بالتراب ؛ أو حينم ايلج االأدب في مآزق تمايز
    الهويات ليعتنق طقوسها المهووسة ، فيلطخ يديه بدم خليط من
    عروق سواه. حينئذ تشوه الأمور لتختلط الأنساب و تتماسخ
    الأشياء, لكون الهوية شيء و الشعر أشياء.
    *****************************
    [/COLOR][/color]
    [/
    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-12-2014 الساعة 02:49 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  38.  
  39. #20
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    من ديدن الأديب قاصَّاً بارعاً كان أم ناثراً حاذقاً
    أو شاعراً خصب القريحة مرهف الأعصاب كعمر الدوش،
    مثلاً أو بدر شاكر السياب، أنه سرعان ما يمل رتابة أوضاعه
    فيضيق ذرعاً ببشاعة مجموعته و يلفظ و اقعاً مريراً فيدأب على
    الخلاص من نير الهوية الضيقة، منطلقاً بجناحي انتمائه للبشرة
    جمعاء ؛ لكنه رغم تمرده يبقى لسان حالها الناقد و مجساً فردانياً
    يلامس نبض سربها الذي، رغم جنوحه و تفلته كثيراً للخروج عنه، غير
    أنه يظل مضطراً للمكوث على مقربة منه ليغرد بجواره و يحوم حول حماه.
    لعمري إنها علاقةتنطوي على مفارقة و سخرية ، تلك التي تتجاوز التلاحم
    بين ذي رأي و قومه، و تبدو أعقد من مجرد تبعية آلية نمطية. فكأن صوت
    الشعر نأي مبحوح و تعبير إيحائي صامت عن فشل جماعته في الانتقال
    إلى حالة أمثل من أمرهم القائم. حالة علها تكمن فقط في و جدان
    و جوده الداخلي، تتأبط لفافات من مجهول.و هي تدنو في
    بكائيتها من حال جنازة قتيل محمولة على أكتاف
    رهط متشاكسين على ضفتي نهر
    ***********************

    [/
    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-05-2015 الساعة 09:50 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  40.  
  41. #21
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center][color="#663399"]


    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
    مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!
    مع كل ماتقدم سدره، فلا
    أصدق و لا أبلغ مما قيل في
    حق الأدباء و بخاصةمنهم الشعراء:
    إنه يتبعهم الغاوون. أولا تراهم في كل وادٍ
    يهيمون ، و كثيراً ما يقولون مالا يفعلون.فلو أن
    الدنيا حيزت بحذافيرها لشاعر لوجدته تواقاً يندب حظه
    و يهمهم باكياًعلى أطلال فردوس آخر مفقود. لعل ليس من
    نافلة القول إنه لا يجوز ذكر الشعر و الأدباء ولا يذكر المتنبيء،
    ذاك المتربع على عرش أمارة شعر من صنع خياله. وهو القائل:
    أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم!!
    ترى من قصد ب(أنا) و أي أدب يريد ذاك الذي أورده قرين
    شعره مهالك التنبؤ؟ ربما لسبب كهذا ربما آثرت الهوية
    على الشعر، إذ آنست في نفسي أ باستاعتي
    أن أظل (هاوياً) لا أن أغدو
    (شاعراً) في ذات يوم!
    ***************
    [/
    color][/
    center]

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  42.  
  43. #22
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
    مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!

    قبل أن نذهب بعيداً عن (محور
    منطق اللغة) بشقيه:المعياري و السماعي،
    ننوه لوجود تقاطعات جمة بين قواعد النحو و أقيسته
    مع الفصحى و لا سيما نص كلام الله. مكمن في وجود:
    1) خلط واسع بين المنطق العقلي و واقع الاستعمال اللغوي .
    2) مسألة اعتماد القياسات السماعية كأنموذج لغوي يحتذى به.
    و ثمة فارق بين الواقع الأمر و المنطق العقلي المحض، نلحظه في
    كثير من النظريات. فالعرب كانوا أهل فصاحة و بيان. ذلك إن الله تحدّاهم
    بأن يأتوا بمثل القرآن او بسورة مثله ، و لا يصح التحدي ، منطقياً ، إلا إذا كانوا
    أهلاً له مبرزين فيما تُحدّوا به. لكن الواقع و التحقيق العلمي أثبت أن مواعين لغتهم
    أضيق بكثير من أن تستوعب تماماً كل سياقات آي القرآن العظيم، و هو سر الأعجاز.
    إذا عرفنا ذلك فهمنا مواقف بعض المذاهب من قصور القياس المنطقي و ذم الفلسفة.
    فديننا الحنيف دستور شامل يختلف عن الفلسفة اليونانية و منطق أرسطو المبني على العقل
    المجرد.ينطبق هذا على اللغة العربية و قواعدها وثيقة الترابط مع نسق بناء النص القرآني والذي
    يتقاطع مع المنطق العقلي بشواهد كثيرة . و سياق القرآن شبيه بنسق الناموس الكوني ، و هذا
    دليل على أن خالق الأكوان هو نفسه قائل القرآن الكريم و مُحْكِمُ تنزيلَه و هو أحدى صفاته العلا:
    (وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيْلَاً). و معاذ الله أن ندّعي أن جميع اللغة تُستدرك بالأدلة القياسية. لكن
    أهم أحكام المقيس عليه:ألاّ يكون شاذاً في الاستعمال مطرّداً في القياس فإن كان كذلك، نعتمد
    منه ما تواترت على اسعماله العرب: بحيث نجيز منه ما أجازوا و نبطل ما أبطلوا و هو رأي
    سيبويه . فالمنطق العقلي يفترض نحوياً استعمال عبارات كثيرة ، غير أن الأذن العربية لا
    تسيغها. فالقياس اللغوي يجيز مثل قولهمأعطاكني و أعطاهوني) ، إلا أنه مستقبح
    أن تتكلم به العرب.لذلك هجره النحاة لكراهة المتكلم أن يبدأ بالأبعد قبل الأقرب
    فاللغة ليست هيكلاً هندسياً جامداً. و لو كانت كذلك لتوقفت عن الحياة
    و خَلَت من الإبداع. مناط الفصاحة على رصانة الاستعمال اللغوي
    المتواتر و ليس المنطق الرياضي. فهو أدق و أكثر اطراداً
    و أشمل و أقرب لفهم روح النص القرآني.
    **************************
    [/
    center]

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  44.  
  45. #23
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]

    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
    مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!

    حول مسألة: القياس السماعي
    تحوم الشكوك في كثير من المادة
    اللغوية التي جمعها رواة اللغة، فضلاً عن
    اختلاطها في مستويات لغوية متباينة كالشعر و النثر
    و اللهجات و القراءات لا يمكن للباحث الاطمئنان إليها من غير
    تحقيق و دراسة واسعة. فقد كان ذلك سبب بارزاً في انحراف النحو
    و اضطراب القياس فضلاً عن خلط شقيه العقلي و اللغوي . و قد ذكرت
    أدلة كثيرة على مدى قصور( كلام العرب)عن (كلام الله) في محكم تنزيله.
    إن كثرة الألفاظ الجديدة و التراكيب التي جاء بها النصّ القرآني والسنة النبوية
    لأكبر دليل على اكتساب العربية روحاً جديدية نُفِخت فيه بنزول القرآن الكريم،
    ناهيك عن الألفاظ و التراكيب التي تغيّرت دلالتها في ضوء الاستعمال القرآني
    الذي لم يسبق إليها كـ(الغاسق)و (الفلق) وهو القمر. على أن النص الوحيد
    العربي الموثوق به هو النصّ القرآني. أما غيره فعلى الدارس التثبت منه
    قبل بناء الأحكام عليه. لذلك أول ما يفسر به النصّ القرآني هو ذات
    نصّه، ثم السنة المشرفة لقول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    (أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)؛ و ذلك على ضوء
    السياق العام لمصدري الوحي و التشريع، و هما
    وثيقا الارتباط بنظام العربية
    *******************

    [/
    center]

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  46.  
  47. #24
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER][FONT=pt bold heading]



    شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ
    مِنْ حِيَاضٍ ثَقَافِيةٍ!

    يعتري منطقنا اللغوي المعاصر
    خللٌ و عيبٌ فاضحان و يشوبه اضطراب
    يتجاوز الفكر النقدي عند المتثاقة العرب الذين،
    إن برعوا بالكلام و أبدعوا فيه، كان في الغالب الأعم:
    إمأو تقليدا كوقع الحافر على الحافر، أو قصاً ولزقاً بحذافيره
    عن بنات أفكار غير شريعة، بل منقولة معلبة، عبر ترجمات مباشرة.
    فإن هم تلقوه من منتجيه و مبدعيه كانوا كحاطب ليل، إذ يتلقفونه بالسنتهم
    و أقلامهم ؛ فلم يعيروا سلامة منطقه أي اهتمام أو يخضعوه لعقل أو سليقة لغوية.
    هذه الظاهرة المتفشية في محيطنا العربي بحكم الترجمة والاستيراد الفكري بقوالبه اللغوية
    الأصيلة يظهر مدى نقص الوعي عند مفكرين و أدباء و كتاب و إعلاميين و ترجمان عرب
    (و لا أقول مبدعين إطلاقاً) ، بل مستلبين في معظم حالاتهم خلال القرنين الحالي و المنصرم.
    بالمقارنة ، لا نكاد نجد مبدعاً لاتيني اللسان، يلجأ إلى أطر فكرية خارجة عن بيئته ليعبر عن ذاته
    و وجدانه و فكره. فإن عرض له ما يخالف منطقه اللغوي من خلال قراءات مترجمة لا تستوفي
    شروطها البيانية و أنماطها البلاغية، قام بإخضاعه لرقابته الذاتية اللغوية و المرشح الحضاري لديه
    لكي يكيفه و يطبعه بما ينسجم مع سليقته و فطرته و منظوره الثقافي. فعلى سبيل المثال، عقب قمة
    للقادة العرب في شرم الشيخ في أكتوبر/2000 ، صرح عمرو موسى، وزير خارجية مصر آنذاك،
    قائلاً : (إن موقف دولنا من إسرائيل واضح) فقام ترجماننا بنقل كلامه للانجليزية حرفياً كالآتي:
    " The attitude of the Arab countries towards Israel is clear."
    وعند نقل الخبر إلى المشاهد الغربي ، قام مراسل (CNN) ، بتصحيح العبارة بشكل عفوي قال:
    (The Arab countries’ position towards Israel is clear-cut)
    إذ حكمته سليقة منطقه اللغوي بأن يميز بين مصطلحي(attitude) و(position).
    أما نحن ، فمن الواضح أن المنطق يخوننا في نواحي كثيرة من استعمالات لغتنا الأم،
    و بخاصة عندما نترجم؛ رغم أننا كثيراً ما نهلل لكل أجنبي يتفوه بمفردات عربية
    مكسرة، وكأن تعلم الرطانات أضحى فرض عين على كل ناطق بالضاد،فيما
    يظل إتقانُ الأعاجم للعربية عصياً كمستحيلة رابعة للغول العنقاء والخل
    الوفي، ظاهرة تفغر لها ثغور شهود العيان، و يسيل لعابهم لرؤية
    من يتحدث العربية بشيء من التمكن و البراعة والطلاقة.
    *************************************
    [/
    FONT]
    [/


    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 15-02-2016 الساعة 01:47 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  48.  
  49. #25
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    ما أهون أن نتلقف كل ما يخالف
    منطقنا اللغوي ، ركوباً لموجة الحداثة و العولمة
    اللغوية، سواء في العلم و الاقتصاد السياسة أم في الأداب
    و الفنون. كم يتباهى بعضنا بغرابة التعبير المستلف واستهلاك المادة
    اللغوية الأصلية المحلية و اجترارها، في غياب الإبداع الفعلي فيها، فتلقى
    تلك المادة المستحدثة صدى عند المسامع التي باتت تأنف من عباراتنا المبتذلة
    و قوالبنا التعبيرية المصبوبة المتحجرة التي توشك تفقد وقعها و تفرغ من مضامينها
    مع تقادم العصور و تداخل البيئات و المواعين الثقافية و الحضارية. و تكون الحداثة
    بالاستلاف أشد وقعاً إذا كان من مصادر لغوية أجنبية. إن كان من بعض حسنات الأوضاع
    المتردية أنها دفعت كثيراً من أبنائنا للهجرة في بلاد الله الواسعة، فمن سوءاتها أن سرقت لسان هؤلاء
    ليتراطنونا حتى صرنا لو لو سار فيها سليمان بيننا لسار بترجمان، بتعابير مستلفة نقلوها كما وجدوها
    من مصادرها بقوالب جامدة، أو ترجموهاحرفياً، دونماإخضاع لمنطقنا اللغوي الذي في طريقه إلى أن يُحكَم
    عليه بالزوال ، فيُهمل حتى يُسقط من ثقب جراب الثقافة. و من أمثلة استلافتنا العمياء من معاجم أجنبية،
    ما ينم عن عجز فاضح لدى العرب مستغربينا: تعبير كقولهم(قبـــول الآخــر). و هو عنوان كتاب لمفكر عربي
    نال بفضله منذ سنوات جائزة دولية (نوبلية) تعمل على مبدأ الحصص القومية و الفتات الموسمي. وما هو
    سوى نقل حرفي للفظ (tolerance). فعلى حد قول مفكرنا الكبير، لم يجد في طول و عرض و عمق
    بنت عدنان بكل أصولها الفصحى وكافة لهجاتها العامية ، كلمة واحدة لتعبر عن مفهوم إنساني عام
    يبدو وكأن قاموس الفكر العربي سمعه لأول مرة في عهد خلافة (داعش والغبراء) فلا عبارات
    ك(الرحابة و لا السماحة و لا سعة الصدر) صادفها أو خطرت بباله أصلاً ، لكي تفي ذاك
    تلك الفكرة حقها و حوت مضامينها. فراح يبحث في بطون المعاجم الأجنبية و يعصر
    ما بقي من المادة الرمادية، ليجد ضالته في تعريف إنجليزي للفظ في بيئته
    اللغوية الأصلية. أفلا يستحق جائزة (نوبل) ود عجبان بن ضهبان
    على هذا الجهد الرائع والبحث العلمي الباهر؟!
    *******************************

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid