صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 51 إلى 75 من 77

الموضوع: شَذَرَاْتٌ نَدِيةٌ مِنْ حِيَاضِ ثَقَافِيةٍ

     
  1. #51
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    3-خصائص بنيوية من حيث:
    (هيئة البناء والصيغة أوالوزن)، لكون صيغ
    الكلام عند العرب بمثابة قوالب للمعاني تُصبُّ فيها
    الألفاظ بحسب الوظائف التي تؤديها. فالناظر و المنظور
    و المنظر تختلف في مدلولها مع اتفاقها في أصل مفهومها العام
    و هو النظر.الكلمة الأولى فيها معنى الفاعلية و الثانية المفعولية ، أما
    الثالثة فللظرف مكاناً أ و زماناً باعتباره مفعولاً فيه . وللأبنية و القوالب بعد
    منطقي عقلاني. لقد اتخذ العرب في لغتهم لمعاني مقولاتهم أبنية و اوزاناً خاصة:
    الفاعلية - المفعولية - المكان - الزمان - السببية - الحرفة - الأصوات-المشاركة -
    الآلة - التفضيل - الحدث.إن الأبنية في العربية تعلم تصنيف المعاني وربط المتشابه
    منها برباط واحد، و يرضع أبناء العرب سمة التفكير المنطقي مع حليب أمهاتهم بطريقة
    ضمنية طبيعية فطرية . و للأبنية أيضاً لمسات فنية، فقوالب الألفاظ وصيغ الكلام العربي
    أوزان موسيقية، أي أن كل قالب من هذه القوالب وكل بناء من هذه الأبنية ذو جرس رنان و
    نغمة موسيقي مدوزنة ثابت. فالقالب الدال على الفاعلية من الأفعال الثلاثية مثلاً هو دوماً
    على وزن فاعل و الدال على المفعولية منها يكون على وزن مفعول . و إن بين أوزان الألفاظ
    في العربية ودلالاتها تناسباً وتوافقاً، فصيغة (فعّال) لمبالغة اسم الفاعل تدل بما فيها من تشديد
    لعين فعلها على الشدة أو الكثرة، و بألف المد التي فيها على الامتداد و الفاعلية.
    والكلام العربي نثراً كان أم شعراً هو مجموع من الأوزان و لا يخرج عن كونه
    تركيباً معيناً للوازم موسيقية. وقد استثمر الشعراء و الكتاب العرب
    هذه الخاصة الموسيقية فقابلوا بين نغمة الكلام وموضوعه
    فمثلاً يقول النابغة الذبياني في بيت له :
    (ميلوا إلى الـدارمـن ليلى نحييهـــا نـعــم ونسألهـا عن بعــض أهليـها)
    حيث ينقلك إلى جو عاشق يهيم ويتأمل وتهفو نفسه برقة وحنان إلى آثار
    الحبيب بما فييه من سلاسة النظم وكثرة المدود وحسن توزعها وحذق تركيبها .
    ويقول ابن الرومي في وصفه خبازاً خفيف اليد
    إن أنسى، لا أنسَى خبازاً مررتُ به
    يدحو الرُّقاقة َ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
    ما بين رؤيتها في كفه كرة ً
    وب ين رؤيتها قوراءَ كالقمر
    إلا بمقدارِ ما تنداح دائرة ٌ
    في لُجَّة الماء يُرمَى فيه بالحجر
    .

    و تتأرجح الصيغ بين الثبات والتطور،
    و الثبات غالب و لا يسبب جموداً للعربية،
    فإن لها على حالتها الحاضرة من الصيغ والأبنية غنى
    لا تضارعها فيه لغة أخرى من اللغات الراقية لتفي بحاجات
    إنسان هذا العصر.إن الإخلال بهذه الأبنية و إفسادها إفسادٌ مخلٌ
    لنظام اللغة، فلذلك كان العرب إذا أستلفوا كلمة أعجمية احتاجوا إليها
    صاغوها على نماذج ألفاظهم و بنوها على أحد أبنيتهم و جعلوها على أحد
    أوزانهم. و بين العربية و الطبيعة عروة وثقى، فالأجسام في الطبيعة على كثرتها
    ترجع إلى عناصر بسيطة معدودة تتشابه و تختلف بحسب تشابه تركيب مادتها
    و اختلافه. وكذلك اللغة العربية ترجع كلماتها التي لا تكاد تحصى إلى عناصر محدودة
    ثابتة هي الحروف. و في الطبيعة تشابه و نمطية و تكرار، فللشجرة مهما كان نوعها
    أوراق و أغصان و جذع و ثمر. و في اللغة أيضاًتشابه بين أبنية الفاعلين و المفعول
    بهم و المفعول فيهم مكانياً أو زمانياً. و لكل فرد من أفراد الجنس الواحد في
    الطبيعة ذاتيته مع مشابهته لسائر أفراد الجنس. و كذلك للفظ ذاتيته
    رغماًعن مشابهته لسائر الألفاظ المشتركة معه في الأصل أو
    البناءو الصيغة. و في الطبيعة تسلسل و توارث يقابله
    تسلسل و توارث في اللغة. و في الطبيعة
    محافظة و تجديد، و كذلك في لغتنا
    محافظة في غير عقم بل،تجديد.
    *******************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-02-2016 الساعة 11:03 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  2.  
  3. #52
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    4 – خصائص التعـريـب :
    مثلما يرتبط أفراد المجتمع العربي
    بقبائله و فخائذه و بطونه بصلات قربى ونسب
    و تضامن و تعاون، كذلك ترتبط ألفاظها في نسق خاص
    في حروفها وأصواتها، ومادتها وتركيبها ، وهيئتها وبنائها.و حينما
    يأتي دخيل على مجتمع عربي فلا بد لـه لكي يصبح عضواً فيه من أن يلتزم
    بتقاليده و طقوسه كافة، و كذلك اللفظة الأعجمية إذا دخلت علينا نفرض عليها
    أوزاننا و صيغنا وتراكيبنا لكي تنعم بكامل العضوية ضمن نسيج عائلة لغة الضاد.
    و يُستعمل في العربية مصطلح التعريب بينما في اللغة الأجنبية استعارة emprunt.
    و التعريب أحد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على مستوى استلاف المفردات.
    وكانت الألفاظ الدخيلة في العصر الجاهلي قليلة محدودة تتصل بأشياء لم يكن يعرفها
    العربفي حياتهم. وهي محصورة في ألفاظ تدل على أشياء مادية لا معنوية مثل: كوب،
    مسك، مرجان، درهم..ألخ. و تعود قلة الدخيل إلى سببين : انغلاقهم على أنفسهم
    و اعتدادهم بأنفسهم و برصنة لغتهم.أما بعد الإسلام فقد اتصلت العربية بلغات
    أخرى فانتقلت إليها ألفاظ جديدة تتعلق معظمها بالمحسوسات و الماديات
    مثل أسماء الألبسة و الأطعمة والنباتات والحيوان وشؤون المعيشة أو
    الإدارة. وقد انعدم التأثيرفي الأصوات و الصيغ و التراكيب.نادراً
    أن يبقى الداخل على حاله بل صيغ في قالب عربي،
    و كانت طريقة العرب في نقل الألفاظ الأجنبية
    أو ما يعرف باتعريبتقوم على أمرين :
    إما تغيير حروف اللفظ الدخيل، وذلك بنقص
    بعض الحروف أو زيادتها تغيير الوزن و البناء حتى
    يوافق أوزان العربية و يناسب أبنيتها ومدودها وحركاتها،
    ويراعون بذلك سنن العربية الصوتية كمنع الابتداء بساكن،
    ومنع الوقوف على متحرك ، و منع توالي ساكنين وهكذا.
    و أما دليلهم إلى معرفة الدخيل فهو إحدى ثلاث طرق:أ)
    كفقدان الصلة بينه و بين إحدى مواد الألفاظ العربية:
    (بستان)، فليس في العربية مادة بست؛ب)أن يجتمع
    فيه حروف لا يجمعها لفظ عربيج ق جوسق–
    ج ص جَصّ – ج ط)؛ ج ) أن أن يكون
    على وزن ليس في العربية نحو:
    (إِبْرَيْسَم: إفعيلل–آجر: فاعُلّ).
    ******************

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  4.  
  5. #53
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    5 [FONT=pt bold heading[SIZE=]]
    5– خصائص معانـي الألفـاظ العربيـة:
    يقوم وضع الألفاظ و المسميات على أمور منها :
    - ربط المسمى بصفة أو وظيفة دالة على اشتقاق اسمه
    - إيجاد علة منطقية لتسمية المسمى بخلاف غيرها من اللغات
    - الإشارة إلى أخص صفات المسمى لاظاهره أو شكله الخارجي؛
    فمثلاً تسمية الدراجة في العربية تشير إلى وظيفتها و عملها و حركتها.
    بخلاف لفظ bicyclette في الفرنسية حيث تريب شكلها (ذات الدولابين)
    و يظهر تفكير العرب وحياتهم واضحين جليين في مفردات لغتهم، فكلمة العامل،
    مثلاً في الإسلام، أخذت معنى الوالي و الحاكم ، و هذا يدل على أن الولاية عملٌ
    على خدمة العية و ليست استبداداً، و أن الحكم تكليف وليس تشريفاً.ولفظ (المرأ)
    للمذكر و (المرأة) للمؤنث يدل على تساوي الرجل و المرأة عندهم في الأصل.
    و المروءة هي الصفات المستحسنة المأخوذة من أخلاق الإنسان ذكراً كان أم
    أنثى . و للغة العربية طريقة مدهشة في تصنيف الموجودات تصنيفاً شاملاً
    دقيقاً منطقياً إلى حسيات ، معنوياتو مجردات ، مما يدل على مستوى
    فكري قلما وصلت إليه الأمم في مثل ذاك المبكر من تاريخها.
    هناك ألفاظ تدل على الموجودات كالجماد والنباتمن بشر،
    وحوش كواسر و طيور جوارحَ وحشراتِ و هوامَّ وسوائم و بغاث.
    و هناك أخلاق وطباع من مكارم و مثالب؛ و عواطف و مشاعر من خوفٍ
    و رجاءٍ وخلافه طباع. لقد جمع العرب في لغتهم بين الواقعية الحسية المعنوية،
    فالمادية دليل الاتصال بالواقع ، و التجريد دليل ارتقاء العقل . ولهم باع في دقة التعبير
    و سعة و غزارة و تمييز و تعميم و تخصيص . فإذا رجعنا إلى معاجم المعاني وجدنا
    عجباً عجا باً. فتحت المشي الذي هو المعنى العام أنواع عديدة من المشي كقولهم: سار
    درج حَبَا دبا حجل خطر دلف هدج رسف اختال تبختر تخلج أهطع هرول رمل تهادى تأود.
    و من ضروب الدقة ما يظهر في اقتران الألفاظ بعضها ببعض، فقد خصص العرب ألفاظاً
    لألفاظٍ ، وقرنوا كلمات بأخرى ، دون غيرها ولو كان المعنى واحداً. فقد قالوا في وصف
    شدة الشيء : ريح عاصف - برد قارس حر لافح .وفي وصف اللين : فراش وثير
    - ثوب من حرير - بشرة ناعمة - غصن لدن.وكذلك في الوصف برقة الخطابة
    و دقة الصنعة والحذق و المهارة.تخصص في تراكيب النعت والإضافة
    والإسناد مما يوحي إلى السامع الصورة المرتبطة ذهنيا بمدلول النص.
    ليكون أصدق تصويراً و أدق تعبيراً و أقدر على حصر المنقول و
    تحديد المقصود بين كليات وعموميات مجردة ومفاهيم شتى.
    .
    [/SIZE][/FONT]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 31-01-2015 الساعة 08:13 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  6.  
  7. #54
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849




    الإيجـاز

    الإيجاز صفة عربية لازمة .
    كيفا لا ، و قد أوتي نبينا الكريم جوامع الكلم.
    و في أدبياتها تقول العرب خير الكلام ما قلّ ودلّ).
    وفي علم المعاني إيجاز قصرو إيجاز حذف و إيجاز حرف:
    حيث تكتب الحركات في العربية عند نقط الأعجام لدرء اللبس فوق
    الحرف أو تحته. بينما في اللغات الأجنبية تأخذ حجماً يساوي حجم الحرف
    أو يزيد عليه. وقد نحتاج في اللغة الأجنبية إلى حرفين مقابل حرف واحد في العربية
    لأداء صوت معين كالخاء (Kh) مثلاً ولا نكتب من الحروف العربية إلاما نحتاج إليه،
    أي ما نتلفظ به، وقد نحذف في الكتابة بعض ما نلفظ : لكن - هكذا -أولئك. بينما في
    الفرنسية نكتب علامة الجمع ولا نلفظها وأحياناً نهمل نصف حروف الكلمة.و نكتب في
    الإنكليزية حروفاً لا يمر اللسان عليها في النطق ، كما في كلمة (Right) مثلاً التي نسقط
    عند النطق بها حرفين من حروفها (Gh) نثبتهما في كتابتها . وفي العربية علامة شدة،
    نضعها فوق الحرف لندل على أنالحرف مكرر أو مثقَّل، أي أنه في النطق حرفان، و بذلك
    نستغني عن كتابته مكرراً، على حين أن الحرف المكرر في النطق في اللغة الأجنبية مكرر
    أيضاً في الكتابة على نحو قولهمFrapper) و (Recommondation). و في العربية
    قد نستغني كذلكب الإدغام عن كتابة حروف بكاملها، وقد نلجأ إلى حذف حروف. فنقول ونكتب ( عَمَّ )
    عوضاً عن( عن ما)و( مِمَّ ) عوضاً عن ( من ما ) و (بِمَ) عوضاً عن ( بما ) ومثلها ( لِمَ ) عوضاً عن
    ( لِما ) . الإيجاز في الكلمات: و بمقارنة كتابة بعض الكلمات بين العربية و لغة لاتينيةنجد الفرق واضحاً :
    العربية وحروفها الفرنسية و عدد حروفهاالإنكليزية و عدد حروفها
    أم 2 Mère 4 Mother 6
    أب 2 Père 4 Fatther 6
    أخ 2 Frère 5 5 Brother

    وليست العربية كاللغات التي تهمل حالة التثنية لتنتقل من المفرد
    إلى الجمع،و هي ثانياً لا تحتاج للدلالة على هذه الحالة إلى أكثر من إضافة
    حرفين إلى المفرد ليصبح مثنى، على حين أنه لا بد في الفرنسية من ذكر العدد مع ذكر
    الكلمة و ذكر علامة الجمع بعد الكلمة: باب = بابان les deux portes the two doors
    الإيجاز في التراكيب : والإيجاز أيضاً في التراكيب ، فالجملة والتركيب في العربية قائمان أصلاً
    على الدمج أو الإيجاز . ففي الإضافة يكفي أن تضيف الضمير إلى الكلمة وكأنه جزء منها مثلاً:كتابه=
    son livr كتابهم= Leur livre و أما إضافة الشيء إلى غيره فيكفي عربياً أن نضيف حركة إعرابية أي صوتاً
    بسيطاً إلى آخر المضاف إليه فنقول كتاب التلميذ. في حين يضيفون أدوات لاتينية لذلك فنقال:Le livre de l’élève
    ، L’école des élèves . وأما في الإسناد فيكفي ي العربية أن تذكر المسند والمسند إليه وتترك لعلاقة الإسناد العقلية
    المنطقية أن تصل بينهما بلا رابطة ملفوظةأو مكتوبة، فنقول مثلاً (أنا سعيد) على حين أن ذلك لا يتحقق في اللغة الفرنسية
    أو الإنكليزية، و لا بدلك فيهما مما يساعد على الربط فتقولJe suis heureux) ( I am happy ) . و تستعمل
    هاتان اللغتـان لذلك طائفـة من الأفعـالالمساعدة مثل (Avoir , étre) في الفرنسـية و (to have , to be) في الإنكليزية.
    كماأن الفعل نفسه يمتاز في العربية باستتار الفاعل فيه أحياناً، فنقول (أكتب) مقدرين الفاعل المستتر، بينما نحتاج
    إلى البدء به منفصلاً دوماً مقدماً على الفعل كما هو الأمر في الفرنسية (Je, Tu…) و في الإنكليزية (I , You).و كذلك
    عند بناء الفعل للمجهول يكفي في العربية أن تغيرحركة بعض حروفه فتقول: كُتب. في حين بالفرنسية(il a été écrit)
    و في الإنكليزية ( It was written ) . وفي العربية إيجاز يجعل الجملة قائمة على حرف: فِ من (وفى يفي)، و ع
    من( و عى يعي)، و قِ من( وقى يقي)، فكل من هذه الحروف إنما يشكل في الحقيقة جملة تامة لأنه فعل و قد
    استُتِرَفيه فاعله وجوباً. وفي العربية ألفاظ يصعب التعبيرعن معانيها بلغة أخرى بمثل عددها من الألفاظ
    كأسماء الأفعال: كقولناهيهات) وقولهم (It is too far) ونقول شتان) ويقولون( There is a great difference )
    وحرف الاستقبال مثل: ( سأذهب ) ( I shall go ) و النفي أسلوب في العربية يدل على الإيجاز :العربية :
    ( لم أقابله)، الإنكليزيةI did not meet him) الفرنسيةJe ne l’ai pas rencontré)عربياً:
    (لن أقابله) و لاتينياً: (I will never meet him )أو(Je ne le rencontrerai jamais)
    الإيجاز في اللغـة المكتوبـة :فمثلاً سورة ( الفاتحة ) المؤلفة في القرآن من 31 كلمة
    استغرقت ترجمتها إلى الإنكليزية 70 كلمة . و يقول الدكتور يعقوب بكر في كتاب
    (العربية لغة عالمية): نشر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة 1966 ):
    (إذا ترجمنا إلى العربية كلاماً مكتوباًُ بإحدى اللغات الأوروبية كانت
    الترجمة العربية أقل من الأصل بنحو الخمس أو أكثر)
    ***********@@@@@@************
    [/SIZE]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 22-02-2016 الساعة 12:00 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  8.  
  9. #55
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]

    تحديات تواجه بنت عدنان
    إن آثار العربية في الفارسية والتركية
    و السريانية و القبطية و البربرية و الأوردية
    و المالاوية و حتى اللاتينيات أكثر من أن تحصى.
    و حسبها من أسباب التمكين أنها لسان القرآن، وتذخر بمادة
    ثرة و ببناء محكم صلب و أدى اعتناق أمم إلى ثوبان حضارات
    كالفرعونية والآشورية و الكنعانية في مصر و الشام و بلاد الرافدين.
    , وأدى كذالك إلى انزواء بعضها كالبربرية و انحسار بعضها الآخر
    كالفارسية.لدرجة أن لغات الترك والفرس والملايو والأوردو تكتب
    جميعها بالحروف العربية . وكان للعربية أوفر وأعظم أثر
    في لهجات كالصومالية والزنجبارية بشرق لصلة
    القرن الأفريقي بجزيرة العرب منذ قديم.
    **********************
    لكن لمحاولات النيل من شأن العروبة أشكالاً و مظاهر شتى,
    فهي تلبس تارة ثوب الطعن في الأدب القديم وصحته, و تظهر تارة
    بمظهر تشجيع اللهجات المحلية لتفتيت اللغة الواحدة وتمزيق الناطقين بها.
    و تارة تتشدق بصوت الثورة و التمرد على القديم و الدعوة إلى التجديد. فمن قائل
    بضيق ماعون العربية وقصر باعها عن مواكبة الحضارة , و من مناد بمشروع للقضاء على
    الحرف العربي و هجره إلى الحرف اللاتيني, ومن داع إلى نسف قواعدها نحواً و صرفاً و بياناً
    و عروضاً و بلغ الأمرببعض من تأسى بفعلة مصطفى كمال أتاتورك أنه لا يرى سبباً لهزيمة العرب
    إلا لغتهم الفصحى, و ربما كان العكس صحيحاً. مما دفع حدا بالمتربصين ألا يجد حرجاً في القول
    علناً إن من حق إسرائيل أن تحيي العبرية الميْتة, ومن واجبنا أن نميت العربية الحية). لقد درج
    كثيرمن دولنا لابتعاق طلابهم إلى الغرب لدراسة لغاته، إيماناً بأن اللغة هي ذراع لالفكر وأن من
    يجيد لغة قوم لا بد أن يعجب بتاريخهم و فكرهم ويصير له انتماء من نوع ما إلى تلك الأمم.
    و في بلاد مغربنا العربي عمد الفرنسيون لخوض معركةً ضارية خلال مائة عام
    كاملة في سبيل ف منابع العربية حرفاً و صرفاً. وإذا أردنا حصر
    التحديات التي واجهتها اللغة العربية فإننا نلخصها بالتالي :
    محاولات إحلال اللهجات العامية محلالفصحى .
     تطويع قواعد الفصحى حتى تقترب من العامية .
     استبدال لى الحروف العربية بحروف اللاتينية .
     إسقاط أهمية النحو و الإعراب في الكتابة والنطق .
     الدعوة إلى إغراق العربية في سيل من الألفاظ الأجنبية .
     محاولة تطبيق مناهج اللغات الأوروبية على اللغة العربية
    لقد اختفت الفروق اللغوية وأصبحت الألفاظ المتقاربة مترادفة.
    ولم يبق الترادف مزية من مزايا العربية بل مرضاً من أمراضها الوافدة
    وغلب على الناس استعمال الألفاظ في معانيها العامة فضاعت من اللغة بل
    من التفكير مزية الدقة التي عرفت بها العربية في عصورها السالفة، وأدى ذلك
    إلى تداخل معاني الألفاظ حين فَقَدت الدقة واتصفت بالعموم، وفقد الفكر العربي الوضوح
    حين فقدته اللغة نفسها، واتصفت بالغموض ، وانفصلت الألفاظ عن معانيها في الحياة وأصب
    كثيرٌمن دعاة العروبة لا يحسنون لغتهم. وهذا ما دفع أحد المفكرين إلى القول بأن هناك إهانة
    توجه إلى العربية؛ تتجلى هذه الإهانة في ثلاثة أمور :1– السيل من الأفلام والمسلسلات
    والتمثيليات والمسرحيات والأغاني باللغة العامية .2 – بعض الزعماء يخلط العربية
    بالعامية، وهم مولعون بخفض المرفوع وجر المنصوب هكذا عنوةً و اقتدراراً
    3 – سير المغلوب وراء الغالب كوقع الحافر على الحفر
    ***********************************
    [/


    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-11-2015 الساعة 07:45 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  10.  
  11. #56
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اللغة بين منطق معياري و سماعي
    لا يخفى على نحوي متخصص التقاطع البيِّن
    بين قواعد النحو واقيسته والكلام العربي الفصيح ولا سيما
    القران الكريم. وخلاصة المشكل في رأينا: - مبني على أساسين:
    1)مزج المنطق بواقع الاستعمال اللغوي2)قضية السماع (أنموذج لغوي).
    فثمة فارق بين الواقع والمنطق العقلي، نلحظ هذا في كثير من مناحي الحياة،
    فالمنطق مثلاً يرى العرب أهل فصاحة و بيان و أن لغتهممطابقة لنصوص القرآن.
    ذلك بأن الله تحدّاهم أن يأتوا بمثله أو بمثل بسورة أو حتى آية منه ، و لا يصح التحدي
    – منطقياً- إلا إذا كانوا مبرزين فيما تُحُدُّوا به. لكن الواقع و التحقيق العلمي أثبت غير ذلك
    كما سنرى من مواقف بعض مذاهبنا ببطلان القياس على فلسفة أرسطو ومنطقه العقلاني المجرد.
    و لغوياً الشاهد على ذلك كون نظام لغة القرآن ناموس كوني كدليل على ان خالق الكون هو منزل
    القرآن.فيما اللغة ليست نظاماً هندسياً محكماً ولو كانت كذلك لتوقفت عن الحياة وخَلَعت رداء الإبداع.
    فالمنطق يبيح عبارات لغوية كثيرة غير مستعملة ولا يبيحها الاستعمال اللغوي، قال سيبويه، إن القياس
    يجيز مثل: أعطاكني واعطاهوني، "إلا انه قبيح لا تتكلم به العرب و لكن النحاة قاسوه، لكراهة المتكلم
    أن يبدأ بالأبعد قبل الأقرب وقد أشار النحاة إلى ذلك في أبواب نحوية مثل (القياس المتروك اوالمهجور)
    و من ذلك قوله تعالى: (واسْتَعينِوُا بالصَّبرِ و الصّلاةِ وإنّها لَكَبيَرةٌ) لحمله الكلام على الصلاة، و من
    الكلام ما يُحمل على صدره ومنه ما يحمل على عجزه، نحوو الله و رَسُوله أحقُ أنْ يرضَونْ)
    عائد إلى أوله و جيء بالنون لوقاية آخرالفعل من الجر. فالقياس اللغوي هو استعمال و ليس
    منطق عقلي رياضي مبني على نظام العربية فهو أدق وأكثر اطراداً وأشمل
    وأنسب في تفسير العدول الكثير الوارد في النصّ القرآني.
    *************************************
    ثانياً: قضية السماع تحوم الشكوك كثيراًحول أصل المادة اللغوية التي
    جمعها رواة اللغة،فضلاً عن اختلاطها في مستويات لغوية متباينة شعراً ونثراً
    ولهجات و قراءات لا يمكن للباحث الاطمئنان إليها من غير تحقيق موسع. كان ذلك
    سبباً لانحراف النحو و اضطراب القياس فضلاً عن خلط بين القياس العقلي و اللغوي).
    وقد ذكرت أدلة كثيرة لاختلاف (كلام العرب) عن (كلام الله) في النصّ القرآني في بحث
    (العربية قبل الإسلام) إبان نزول القرآن. علمنا أن كثرة الألفاظ الجديدة والتراكيب التي ادخلها
    الإسلام المتمثلة بالنصّ القرآني والحديث الشريف أكبر دليل على اختلاف العربية اختلافاً كبيراً
    بعد نزول القرآن الكريم ، ناهيك عن الألفاظ و التراكيب التي تغيّر تدلالتها في ضوء الاستعمال
    القرآني حيث المرجعية العلمية للدراسات اللغوية و القرآنية، لتكون حجة لله عليهم أكبر و لئلا
    يقولوا، إنما عجزناعن الإتيان بمثله لأنه بغير لغتنا وبغير السنن التي يسلكونها في أشعارهم
    ومخاطباتهم، ليكون عجزهم عنالإتيان بمثله و المجازات التي ذكروها كلها تحاكي أساليب
    القرآن التي مخالفة القياس النحوي كمخاطبة الواحد بالجم و الاثنين و عكس ذلك،
    مما طعن به المتهجمون على الإسلام.علماً أن النص الوحيد العربيالموثوق
    به هو النصّ القرآني، أما غيره فعلى الدارس التثبت منه قبل بناء
    الأحكام عليه. وهذا ما ندعوا إليه لتستقيم لنا الدراسة و
    النتائج. و أن ندرس النصّ القرآني في ضوء نصّه
    نفسه ونظامه المرتبط بلسان العرب.

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 16-11-2015 الساعة 07:43 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  12.  
  13. #57
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]

    في غيابت النسيان
    بما أنها شذرات فإننا لم نجد داعياً
    لنراعي فيها منهجية الانضباط في البحث العلمي
    بأن نرص محاورنا على نسق مصفوفة قضايا ،كوقع الحافر
    على الحافر، ضمن خطوطٍ كنتور منحنيةٍ و منعرجات و بزوايا
    حادةٍ أو منفرجات، بقدرما آثرنا السبر غوراً في أبعادٍ ثلاثيةٍ
    و أحيايناً خماسيةٍ لا تحدها حدودٌ معيعنة، سوى كونها
    شذرات ثقافية تنضح من كل حوضٍ بقدحة فكرةٍ؛
    و من كل بستانٍ بفوحة زهرةٍ .
    ******^^^******
    ظلالٌ من مشهد اللامرسى
    في محاولةٍ بائسة يائسةٍ للإدلاء بشهادة زورٍ
    على عصرٍ حيث في زمن الفجائع و في حضن المنافي
    يطيب الجلوس للتشدق بنوافل الحديث عن التاريخ , و نحن نبيتُ
    كل ليلةٍ أضيق فهماً لكوننا أكبر وهماً. في غمرات الهيام من عتمة الروح
    إلى دياجي مغبة النسيان.كلما هبطتُّ مصراً قادماً من جهة حيث لا أدري
    و إلى وجهة حيث لا أدري تحديداً، كلما وجدت أطيافاً من الدهشة تحوم حول
    تخوم نفسي من مآلٍ آخرَ مجهولٍ . إذن، فها قد عدنا و قد اتينا طائعين . و ليت
    وطأة العود تكون أهون، فلم نعد يا صاح نقوى على إيجاد منفى ملائم ليلم شعث
    رفاتنا فيحثو عليها حفنة ترابٍ. كان لدينا خياران لا ثالث لها، فإما مرافئ الغربة
    خلفنا و إما زنازنالروح أمامناـ و ها قد أفلحنا أخيراً بفضل جهود بعض رفقاء سوء
    المنافي في الصمود حتى نعود. لنكتشفبعد طول غياب أنجيلنا لم يسقط بعدُ
    سهواًمن خرم الذاكرة في طي النسيان. ذلك لأن من جاء خلفنا
    لم يتقدم قيد أنملة عما كان عليه حالنا و لا حال نن سبقنا.
    *********^^^^^^^**********
    [/

    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 12-06-2016 الساعة 10:59 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  14.  
  15. #58
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    فـــي غيــــابت النسيـــان
    لقد درجت على تسمية جيلنا ب(جيل جحا)
    إذن، لماذا؟! لأن فضلاً عن كونه (جيلَ التضحيات)،
    فهو كذلك جيلُ الحزانى. و لماذا نحن حزانى؟! لأنو (اللي خَلَّفونا)
    و سبقونا لم يتركوا لنا أثراً للوقع أقدامهم على الطريق؛ و أيضاً لأن من(خلفونا)
    وجاءوا بعدنا، لما أتوا لم يسألونا عن أية خارطة لقارعة الطريق. فكم أحزن بقدر ما
    تنتابني رعشة فرحٍ مشوبةٌ بمساحة حزنٍ كبيرة ، لأن جيلنا استطاع على أية حالٍ أن يترك
    بعض بصماته واضحةً على مشهدنا الثقافي قد تمد بصلة رحمٍ ما إلى (خميرة سودنة). فكم حزنت
    كلما تبينت أن النسيان ثابتٌ هامٌ في خضم متغيراتٍ متسارعةٍ حيث لا تدع لنا و قتاً كافياً للاندهاش.
    إذن ، لماذا ينسى الإنسان أخاه الأنسان. بل لماذا ينسى لا بل لِمَ يهجر الناس أحبَّ (مكان وطني السودان)
    مع إنو (حسانو أعز حسان.. نيل و نخيل و روض وجنان) و فيه النيل الخالد و فيه الخال و العم و الوالد)؟!
    هنالك قناعة لدى بعض المتشائمين و أخشى أن أتوصل إليها شخصياً. مفادها أن أية مقاربة جادة
    لمشهدنا الثقافي و السياسي برمته ، سواءٌ في ماضيه أ و معاصره، بما في ذلك حقبة جيلنا
    بطلبيعة الحال، لا يمكن أن تكون تقوم لها قائمةٌ على صلبها، بدون أن تتبني
    في صميمها مفهوم (النسيان)كمحورٍ أساسي
    ************^^^^^^^***********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:52 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  16.  
  17. #59
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    فـي غيـابت النسيان
    قد يبدأ ذلك المفهوم الغامض تخلقه
    في رحم عتمة الروح، لينبثق فيأخذ طريق سيره إلى
    غيابت جب النسيان بقوته الماحقة و دورها في محو مشهدنا الثقافي
    من شريط الذكريات. و سأحاول في هذا الصدد التجرد قدر المستطاع حيال
    تجربة جيلنا ضمن تاريخ و حاضر مشهدنا السياسي والثقافي، في محاولة جادة هذه
    المرة لتقديم شهادة و لو مجروحة، بغية التأريخ لبعض تجارب جيلنا، حتى رحيلي من هنا
    إلى بلاد الله الواسعة في 20/5/1986م. كما أود ـكذلك التنويه إلى وجود مطبات و محاذير أخلاقيةٍ
    هامةٍ و ذات ارتباط بمدى نزاهةٍ الشهادة، تتراوح ما بين عنجهية (المو عاجبو العجب و لا الصيام في رجب)
    و بين (تواضع العارف عزو و مستريح) مما قد يؤدي إلى ضررة إعادة النظر بارتياب ،إن لم يكن الطعن في نزاهة
    (شهادة عصرٍ) باسه من أساسها. لكننا سنغض الطرف عن كل ذلك . كما أعترف بدوري بـأن شهادتي ليست
    شهادة منزهة ، و لكن لنعتبرها (دلقون شهادة) و خلاص ـ لكونها محاطةً هي الأخرى بجدار عازل من
    النسيان الذي نحاول التأسيس لثقافته. خاصةً و أن خزي المهاجر و المنافي الاختيارية و الإجبارية معاً
    تظل رائحة(بوخه)تعبق من ثيابنا و تلاحقنا كلعنة فرعونية،و وقع حوافر الهزائم، و خياناتالرفاق،
    كل ذلك يظل يفقد ذاكرتنا قدرة النهوض لتعود بنا القهقرى إلى زمانٍ نصرُّ نسميه
    جزافاً ب(الجميل). لذلك أرجو ممن عاصروني فيه، كلما رأوا شطحاتي
    أن يصلحوا ما أفسده دهر النسيان بذاكرتي من فقدانٍ وخرابٍ.
    ***************@@@@@***************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:51 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  18.  
  19. #60
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    فـــي غيــــابت النسيـــان
    الهجر و النسيان بوصفهما لازمتين
    لوجودنا كسلالة ٍ من (المنسيين في الأرض)
    فالنسيان والسودان صنوان كانا في الأصل رتقاً ففتقتا؛ أو هو بالأحرى
    السياق الذي اشتق منه اسم وطننا الغامق(الداكن) كما أشتق الرحمن للرَّحِم اسماً من
    اسمه، و إن لله المثل الأعلى. فنحن قابعون هنا في أجهل مجهل من مجاهل أفريقيا كَمَّاً مهملاً و نسياً منسياً.
    و ذلك أمر مرتبط ارتباطاً منطقياً بمعنى اللا جدوى و انعدام الفعالية. و قد تستنبط من ذلك صور نمطية مغلوطة
    و متناقضة عن ذلك الإسم. يمكننا أن نلحظ ذلك في (جدلية الهوى و الهوية) الثقافية التي تعكس حيرة أهل الشأن أنفسهم
    و الآخرين حول اسمٍ منسيٍّ أقل ما يقال عنه أنه حمَّالٌ لأوجه كل الكنايات الممكنة. يرى الدكتور/تيسير محمد أحمد، مؤلف كتاب
    (زراعة الجوع/Cultivation of Hunger)، علي عن أن السودان قطر احتار المراقبون في أمر توصيف اسمه. و إن كانت الأسماء لا تعلل
    بالضرورة. و لكن تلك حيرةُ قد تلقي بظلالٍ من التشكيك حتى حول وضعه (الجيوبوليتيكي).كما يذهب كاتب آخر في نفس المنحى
    بالحديث عن حيرةٍ فيما يتعلق بترسيم حدود رقعة التراب التي تشكل هذا البلد القارة المترامي الأطراف. ناهيك عن هويات أهله
    المتبايني السحنات المتعددي الأجناس. كما أن الاسم يُعدُّ بحد ذاته موضع تساؤل من حيث شعور السودانيين بوقوعهم ضحية
    صورٍ كروكيةٍ زائفة ظل يرسمها الآخرون عنهم، و خاصة جيراننا في شمال وادي النيل، و ذلك لأغراضٍ في نفوسهم يريدون
    قضائها. شعورٌ عبَّر عنه الروائي/ حمزة الملك طمبل إلى تلك الصور منذ عشرينات القرن الماضي ، حينما كتب قائلاً:
    (يشعرني بشيء من الأسف هذا الذي أراه في مصر من جهل الناس بأحوالنا و ارتسام صورٍ ذهنية جمعية
    مشوهة عنَّا. و لعل أهون و أخطر ما في هذا أن يروج بعض هؤلاء ظنهم بأن السودانيين أعاجم من
    ذوي (اللسان الأغلف). و هكذا لم يجد سوداننا المعاصر بداً من الوقوف حائراً في مشهد التوهان،
    عوضَ كونه جسراً حضارياً بين قارتين. و نتج عن كل تخلفنا و انزوائنا بعيداً عن دوائر
    الضوء وعدم إيصال صوتنا للآخرين. مما أوقعنا في دركٍ أسفلَ سحيقاً
    من الانزواء؛ إلى درجة جعلت لنا نسباً مع (ذبابة التسي تسي
    و المسببة للغطيط دهراً طويلاً في سباتٍ عميقٍ).
    ***********^^^^^^************
    [/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:39 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  20.  
  21. #61
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    فـــي غيــــابت النسيـــان
    كرد فعلٍ عفوي تلقائي على حالة النسيان،
    فيما يشبه رعشة طير مذبوحٍ من شدة الألم ، فقد
    سرت فينا رغبةٌ لا شعوريةٍ عارمةٌ لإنتاج إحساسٍ متضخمٍ
    بذواتنا يتسم بروح الإحساس الزائد بالعظمة و النفخة الكضابة الفي
    غير مكانها و لا زمانها، و أسطرة تلك الذات للدفاع عن(خميرة سودنة)منسية.
    و لذلك قام عمنا إسماعيل ود حسن يطمبر و يقول للناس:"تقولي شنو و تقولي منو"
    و كانت تلك في نظري، مجرد محاولة منه يائسة للفت نظر(الآخر) لوجودنا كمناورات
    طفلٍ بائسٍ مضطهدٍ لأحداث أية جلبةٍ أو ضوءضاءٍ لدى حضور(العين الزائدة) .
    ثم كانت هذه المحصلة المتضخمة؛ من قبيل قولنا:
    "تخيل كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني"
    و قبل ذلك كانت الأغنية الشهيرة؛
    "ياخوانا الجمال موجود في كل مكان
    لكن الجمـــال الأصــلي في السودان"

    و لا غضاضةَ في أنَّ من حقنا كما بقية
    ملل و شعوب الأرض، أن نفاخر بأصلنا و فصلنا. و لكنَّ بناء
    أساطيرَ واهية كقصور الرمال من أنفسنا، كان مجرد ردة فعلٍ
    لتجاهل الأقربين و الأبعيدن إيانا. و تمدد ردَّات الفعل تلك لتصل إلى
    نزعاتٍ رسالية جامحةٍ لتتبنى مشاريعَ حضاريةٍ لا قبل لنا بها ؛ لا بل،
    و لتمهد للسيطرة على العالم بأسره انطلاقاً من قرية منسية ليست
    هي مهبط لأي وحي و لا تقوم على ترابها كعبةٌ مشرفةٌ و لا بيت
    مقدسٍ و لا حتى أزهرٌ شريفٌ؛ فم البديهي ، |أنه لا يمكن
    لمثل تلك النظرة الضبابية شعوراً لدينا بمشهد
    نسيانٍ ظل يطوقنا من كل جدبٍ و صوبٍ.
    ***********^^^^^***********
    color]
    [/COLOR]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:38 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  22.  
  23. #62
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    فـــي غيــــابت النسيـــان
    التفسير الجغرافي باعتبارنا هامش الهامش
    لا يبدو مقنعاً لتبرير وقوعنا في وحل النسيان. ذلك لأن صدر
    مصطلح (جيو) كونه بادئة بمعنى (أرض)؛ و عجزه (غرافي) لاحقة بمعني
    وصفٍ لإحدياثيات موقع و تضاريس أرضنا التي نعيش على ترابها. فرغم أهمية
    العامل الجغرافي ، إلا أنه ليس سبباً كافياً ، كوننا نحتل موقعاً استراتيجياً بمثابة واسطة
    العقد في قلب الشرق الأوسط و كجسر عبور و تواصل ثقافي بين الوطن العربي و مجاهل أفريقيا.
    إذن فلا بد لشبهة و صفنا بهامش الهامش من تفسير آخر ـ هو توصيف لبنية "التخلف" بأضلاعها
    الثلاثة، ممثلةً في الفقر و الجهل و المرض. الأمر الذي أقعد جهودنا جانباً و حجب دورنا في إيصال صوتنا
    إلى الآخر، بدل أن يتلهف الآخرون مذعنين لسماع صوتنا. بنية (ثالوث التخلف) هي التي خلقت منا
    هامشاً ثقافياً، في علاقتنا الضيقة أو شبه المعدومة مع أي كيان ثقافي آخر سواءٌ على أي صعيد عربي
    أو أفريقي؛ بحكم عدم نقائنا عرقياً. وهذه بحد ذاتها عقدةٌ فرَّخنا منها أزمة ازدواج هويةٍ عويصةٍ، كان
    ممكناً جداً أن نصنع منها عاملاً إيجابياً لنقطف به من كل بستان زهرةً، لا أن يجعل لنا في بحر
    كل نسيانٍ غمرةً. حتى إبداعنا السوداني و رغم براعته ، لما نشأ و ترعرع ضمن هذا الوضع
    المنسي أي على بنية اقتصادية و اجتماعية موسومة بـالتخلف. فمن أين لنا بأدواتٍ
    و وسائل تعبيرية قادرة لتفتح له آفاقاً نحو العالمية؟! حتى روائينا المعروف/
    الطيب صالح لم يجد طريقه إلى قلوب شعوب الدنيا إلا بعد خروجه
    عن قشرة سمته السوداني الرزين و قام يهابش
    و يقردن في حتات (ما تحت السرة و جنب المثانة).
    *******************^^^^^******************


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-05-2016 الساعة 10:03 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  24.  
  25. #63
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    فـــي غيــــابت النسيـــان
    ليس سهلاً فهم دايناميكية الإبداع المعاصر في بلادي
    إلا في سياق تشابكها و تمفصلها مع حركةٍ بنيويةٍ تطرقنا سلفاً
    لتوصيفيها، كنمطيةٍ متحجرةٍ لفعلٍ إنسانيٍّ متحمورٍ ضمن حيزٍ جغرافيٍّ
    محكورٍ، حيث تقبع ثلةٌ ممن يُسمَون لدينا بروادٍ للفن الأصيل، في(الزمن الجميل
    في استكانةٍ تامةٍ مع بياتنا السرمدي. و قليلٌ من هؤلاء من حالفه حسن الطالع ، و إن
    بدرجاتٍ متباعدة لكي( يفلت)من حِلق الضيق في قواقع النسيان، إلى سعة الطريق تحت دوائر
    الضوء(الكاشفة) على مدارج اللمعان. و أقل منهم حظاً من أمكنهم أن ينالوا بريقاً من شهرةٍ زائفةٍ
    و أن يجنوا حظوة لا بأس بها من أموالٍ زائلةٍ. لكن الغالب الأعم في مصائر مبدعينا هو التململ في طوابور
    إهمالٍ طائلةٍ ، عشماً في لحظات تأبينٍ خاطفةٍ ، يوم أن يقضي نحبه ، ليعود منسياً مرةً ، و إلى الأبد. و هناك
    أجناسٌ من الإبداع تعاني من أنيميا الخذلان. ذلك لأن تعاطيها يعد ترفاً يُشتهَى، إذ يقتضي إمكاناتٍ باهظةً
    لا قبل لسياقنا الحضاري باستيعابها أصلاً، مثل السينما و النحت، و التصوير و بقية أشكال الخطاب التشكيلي.
    و فقاً لتلك التوليفة، يمكننا تصنيف رواد الكتابة كفرقةٍ شبة ناجيةٍ من قساوة الحرمان. رغم أن بعض انتاجها
    يظل يرزح في أرفف الأرشفة تحت غبار الهجران، فلا ينجو من قوارض الجرذان. فلكتابة و صنوها القراءة
    تشكلان في الأصل ساقين عرجاوين ل(مهنةٍ مكتوبٌ على من يتعلمها أن يتركها فينساها).
    و ذلك باعتبار مواعين ثقافتنا شفاهية المزاج بامتياز، لدى أمةٍ تمتهن قدر الاطلاع
    كوسيلةٍ للتثاقف. و حتى مقولة: إن الخرطوم درجت على أن تقرأ ما تكتب
    القاهرة و تطبع بيروت، لم تعد صاحلة لعصر (التيك أوي)،
    هذا الذي نعيشه الآن على هوامش عالمٍ خرفٍ.
    ***********@@@@@***********


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:36 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  26.  
  27. #64
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    فــي غيــابت النسيــان
    لقد نشأ المثقف السوداني أصلاً ليعيش و يترعرع
    كماً مهملاً و نسياً منسياً.ارتبط هذا بأنموذج حداثي هجين:
    بين طابع تقليدي محافظ سائدٍ و غالبٍ على طباع السودانيين عبر
    معظم عهودنا القديمة و المعاصرة ، و قد امتزج بعنصر مفروض من الخارج ،
    بحكم ظهور أول طبقةٍ مثقفةٍ من خريجي كلية غرودون باشا التذكارية ، متأثرة بالفرنجة.
    و لا يمكن معاينة دور المثقف السوداني إلا ضمن انصهاره في بوقتة مشهدٍ اقتصاديٍ اجتماعيٍ
    يتسم في ساقة العام بحركة تراوح مكانها، أو تبدو منزلقة بانتظام بخط انحراف نحو الوراء أكثر منه للأمام.
    في ضوء مفهومٍ كهذا، فلا مجال لبحث واجباتٍ للمثقف، بدون حسم مطالبه المحسوبة عادةً في حكم المتغاضى عنه.
    إلحاق الحق بالواجب سوف يقتضي فهماً عصرياً حديثاً لمنزلة المبدع كأي عنصرٍ فاعلٍ في مجتمعه و المتأثر بمتغيرات
    أبرزها القيم الثقافية و التربوية ، المستوى التعليمي، حقوق الملكية الفكرية و الحرفية ، فضلاً عن مصادر دخل الفرد ضمن
    نشاطٍ اقتصادي قومي معافىً. لماذا نفرض مثلاً، واجباتٍ أدبية على كاتبٍ صفر اليدين من أية حقوقٍ اجتماعيةٍ مدفونةٍ
    تحت انقاض بنيات تحتية منهارة للتأليف و النشر، و في غياب أجواءٍ ثقافيةٍ محفزةٍ لترف الكتابة؛ مما يدفع مبدعينا
    لوضع الريشة و القلم و الانزواء بعيداً في عتمة النسيان لاهثين وراء لقمة عيشٍ لسد الرمق. يتفاقم ذلك، في ظل
    أوضاع ٍسياسيةٍ مزريةٍ قائمةٍ على ظهر رمالٍ متحركةٍ ، و لم تفسح لأدبائنا موطء قدمٍ لائقٍ أدبياً. هذا يعزى
    إلى عقلية اجتماعية (Social Mentalilty) درجت على وصم لعبة السياسة بالقذارة (Dirty Game
    مقترنٌ تعاطيها بمرادفاتٍ أقرب للمكر و الدهاء و الفزلقة
    و التمترس خلف ألفاظٍ جوفاءٍ ، باعتبار ذلك قائماً على مبادئ
    الهضم و الإقصاء و التمركز و التهميش ، كما يراها أبيل ألير ضمن فهم
    مشكلة جنوب السودان. و ما دمنا كذلك ، فلسنا بحاجةٍ لكاتبٍ رساليٍّ ليشيع
    نور المعارف بفكرٍ نقديٍّ بناءٍ. إنما فقط لكل مفوهٍ لبقٍ مرواغٍ مداهنِ مخادع ،
    زلق اللسان، خرب الضمير ، منزوع المروءة و منسلخ الذاكرة. يشهد بذلك
    شاهد من ساستها حينما تطرق منصور خالد لافتقار أمهات
    أحزابنا السياسية، و دور نشرنا رغم عراقتها
    إلى مراكز للدراسات و الأبحاث
    *******@@@*******
    .

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-02-2016 الساعة 01:53 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  28.  
  29. #65
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    فــي غيــابت النسيــان
    يبدو من الغرائب انزواء المثقف طوعاً،
    أو دفعه للابتعاد عن مضامير السياسة كرهاً،
    فالأمر سيان. خصوصاً ،إذا أدركنا أن لفيفاً من نخبنا
    السياسية التي يشار إليها بالبنان، هم أيضاً مثقفون كتّاب
    و مؤلفون، كلٌ في الخضم الذي يجيد التجديف فيه، سواء أكان
    مع أو ضد التيار، فتلك مسألة أخرى. و نذكر منهم على اختلاف مشاربهم
    الزعيم الجمهوري/ـ محمود محمد طه ، المحامي و الأديب/ محمد أحمد المحجوب،
    الزعيم الثوري اليساري/ عبد الخالق محجوب ، المنظراتي الأصولي/حسن عبد الله الترابي،
    المفكر العلماني المخضرم/ الصادق المهدي، محمد إبراهيم نقد ، الخبير الأممي المرموق /
    فرانسيس دينق، و أخيراً ليس بآخر الرجل المتحرر/ منصور خالد وغيرهم . و لا يعني كل ذ لك
    أن الأحزاب السياسية أقصت حملة القرطاس و القلم نهائياً من برجها العاجي، فقد أبدى كلٌ من
    اليمين و اليسار السودانيين على طرفي نقيضٍ ـو بخاصة الأخوان و الشيوعيين اعترافاً بأهمية بدور
    الكاتب و المثففين في دفع عجلة التغيير الاجتماعي ، حتى و إن يكن على مستوى التنظير من خلال
    صياغة أدبيات الخطاب الحزبي، مع ترطيف أجوائه الجافة لكن الأمر على أرض الواقع ـ يبدو مختلفاُ.
    فالكاتب لا ينظر إليه سوى بوصفه فارساً بلا جواد في مضمار السياسة. و لا يتطلع بأحلامه
    المتفائلة إلى أقصى من انتظار إما الفرج على يد غيره. و لا يعول على مجاذفته بتضحيات
    جسامٍ أخطر من الفصل من الخدمة الموت جوعاً أو تعذيباً على أنه خليةٌ نائمةٌ
    محتملةٌ. هذا الواقع ربما ما دعا نفراً منهم لغسل أيديهم و الانسلاخ من
    حزبية عقيمة معلنين توبةً نصوحاً من رتابة عمل سياسي ممل لا
    طاقة و لا قبل لهم به إزاء هذا النسيان المعتم،الذي يلف
    عالم المتثقفة، ظل هؤلاء يسعون للقيام بمبادرات
    خجولةٍ لا يجدر التعويل عليها. كثيراً
    *******@@@@@********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-02-2016 الساعة 10:54 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  30.  
  31. #66
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    فــي غيــابت النسيــان
    النظام التعليمي في أفريقيا يؤدي
    إلي مفارقات مذهلة في استيعاب مخرجاته.
    فالمتفوقون الاذكياء من صفوة النخب الأول يجدون طريقهم
    مفروشاً بالورد إلى كلياتٍ تطبيقيةٍ كالطب و الهندسة و العلوم ،
    ثم الذين يلونهم تستوعبهم كليات الأنسانيات من اقتصاد و قانون و إدارة
    و آداب ؛ ليصيروا بعد تخرجهم قيمين على شؤون أولئك الصفوة . و أما أولئك الأقل
    حظاً و افراً من التعليم الأكاديمي، فهؤلاء قد يكتفون بنصف تعليم أو تتفرق بهم السبل
    في مدرسة الحياة ليتخرجوا ساسةً مسوسين، يسيسون مجتمات بلادهم، بصفوتها و عامتها
    على حدٍ سواءٍ . و أما سقط المتاع من أفشل الفاشلين، ممن فاتهم قطار التربيةو التعليم
    بسنين ضوئية ، فهؤلاء يساقون زُمَرَاً إلى معسكرات التدريب في القوات النظامية، ثم يتحركون
    من ثكناتهم مباشرةً إلى قصور الرئاسة ؛ ليتحكموا في زمام أمور السياسة، و ما أيسر و أكثر
    ما يعتلون عروش أنظمة الحكم، حتى يتخذوا من يشاؤون من صفوات الصفوة سُخْرَةً للسير
    حفاةً عراةً غرلاً في ركابهم، أو يطيحون بمن شاؤوا أو ينفوهم من الأرض أو يقتلونهم، متى
    يريدون. و أما الأدهش حقاً و أمر من كل ذلك، فهو أن حثالة القوم ضمن بنود العطالة
    المقنعة الفاقد التعليمي و التربوي، و هم جهلةً أصلاً، فعن هؤلاء حدث و لا حرج.
    إذ يتظاهرون بالانقطاع في صوامعهم و دور رهبنتهم، ليشتغلوا بأمور
    الدجل و الشعوذةحتى يخضع الناس لقواهم الباطنية
    (الخارقة) و ليأتمر الحكام بأمرهم.!!!
    *********@@@@@*********
    "African Education System has Surprising Outcomes"
    The smartest students pass with 1st Class
    and get admissions to medical and engineering schools.
    The 2nd Class students get MBAs and LLB’s to manage the First Class students.
    The 3rd Class students enter politics, and rule both 1st and 2nd Class students.
    The Failures join the army and control politicians who,
    if they are not happy with, they kick or kill them.
    Best of all.....those who did not attend any school,
    become shaikh, and everybody follows them."
    You find this reality in Sudan.
    ********&&&&&&*********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-02-2016 الساعة 10:53 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  32.  
  33. #67
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    فــي غيــابت النسيــان
    الفاصلة التي أوردناه أعلاه حول
    "مفارقات نظام التربية و ا لتعليم في أفريقيا"
    و نحن عضوٌ عليلٌ ضمن هيكل القارة السمراء،
    لم تأتِ صوتاً نشازاً خلال عزفنا المنفرد في معرض
    الحديث عن أزمة الهوية الثقافية التي نعيشها
    في (غيابت النسيان) في مجاهل
    الغـــابة و الصحـــراء.
    *****^^^*****

    و إنما جئنا بها كمقدمة (فلاش باك)
    ضمن سياق استطرادنا عن روح (العصامية) لدى نخبة
    من أهل الإبداع الفكري و الثقافي من ابناء جيلي (جيل العم جحا).
    حيث شكلت وقوداً حيوياً لمعظم مبادراتهم كي ترى النور ثم تظل على قيد الحياة.
    فقد ورد في مقدمة (كتابات سودانية) ما معناه أنه رغم شظف العيش و شح الموارد و الضمور
    و الخواء في كل شيء ، إلا أن رحم حواء الإبداع في بلادي لم يكن يوماً عقيماً، فياما أنجب لنا أزاهيرَ
    يانعةً و طرح لنا قطوفاً دانيةً من خلف الأشواك. فقد ظهرت أقلامٌ جريئةٌ و أناملُ حريريةٌ بديعةٌ ، و لمعت
    في سماواتنا أنجمٌ حميراءُ بازغةٌ. كان مبذولاً وراءها جهدٌ جهيدٌ و تنقيب عنيدٌ و نحتٌ شديدٌ في صخور الإبداع
    الفكري الرصين ، من نفرٍ عصاميين كانوا من وحي إيمانهم بأن الحكمة ضالة المؤمن أينما و حيثما وجدها
    فهو أحق بها و أهلها. كانوا يساومون عليها بارتهان ملابسهم و متعلقاتهم الشخصية جداً حقيقةً لا مجازاً.
    يتحسسون كل رعشة قلبٍ محبٍّ و يتلمسون كل مسحة مظهرٍ للجمال في كومات من العبث ، لا بل وسط
    كثبانٍ و تلالٍ شاهقةٍ من قبحٍ اخطبوطيٍّ عقيمٍ، طالما ظل يفشو و يتمدد في الآفاق فيكل ناحية.
    فأقام هؤلاء ورش عملهم و معارض تشكيلهم و نصبوا مسارحهم في الهواء الطلق
    مكان كل سرادق مضروبٍ للعزاء على روح ثقافةٍ ظلت تنوح كما تنتحب الفتاةُ؛
    و لسان حالها يندب حال حظه:" كيف لا أبكي و أهلى دون خلق الله ماتوا".
    فعلوا كل ذلك و حققوه بإمكانياتٍ ضئيلةً مادياً ، تكاد لا تذكر؛
    غير أنها عصامية و طليعيةٌ بقلبها و قالبها.
    *********&&&&&**********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-02-2016 الساعة 10:52 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  34.  
  35. #68
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    فــي غيــابت النسيــان
    سبق و أطلقت على جيلنا سمة (جيل جحا).
    ذلك لكون حالنا من حال العم جحا، و الذي عبر عن عدم رضائه
    عمَّن سبقوه من آبائه و أسلافه، إذ لم يضعوه في صورة : كيف كانت تسير
    الأمور.ذلك فضلاً عن عدم رضائه أيضاً عمَّن جاءوا بعده، من أبنائه و أحفاده إذ ليس
    لديهم همةٌ و لا وقتٌ كافٍ لسؤاله: كيف تسير الأمور في زمانه. و لا أعتقد بأننا إذا عمدنا إلى
    أسلوب التقريظ و الإشادة بعصامية جيلنا،أن في ذلك مأخذاُ ليوقعنا في مظنة النرجسية و التباهي
    بما كان لدينا، بعبارة أخرى ، من باب تضخيم ذواتنا (بما كان عليه أبي) خصماً على ما أكون(ها أنا ذا).
    بل أرى أن الحنين إلى زمننا ( الجميل) في غير تعصبٍ، إنما يعدًّ واجباً أخلاقيّاً، و لا جدال في أن هذا النمط
    من صراعات البقاء في ما بين الإجيال الثقافية ـ يمكن و ليس حتمياًـ أن يتمخض ليفرز لنا تلاقحـــاً إبداعــياً.
    و إن كنت لا أجزم أبداً بالضرورة بأن جيلنا ـ فقط هو ذاك الذي (خرم التعريفة و خمج البحر طحينة) مما قد يوهم
    بأننا تفردنا بتلك العصامية لنصنع المعجزات. فكل جيل عاجباه عصاميته ال(صارها) ليطيب له التشدق بها و بكل
    تفاصيلها و حاجاتها و لكل عصامية اثمانها الباهظة: فإما الموت سواء بيد صاحبهاكمداً أو بيد عمر بطشاً و تنكيلاً.
    و قد لخص ذلك شاعرنا محمد محي الدين في رثائيته للراحل / إدريس جماع،"التجوال بين ألسنة المزامير و اللون
    في حديقة الذهول". قد تكون عصامية جيلهم هذا الذي نعيش ضيوفاً على حافته"من نوع جديد" و ذلك
    إنطلاقاُ من قانون"التطور الهابط"الذي يبدو أنه ربما جاء يلقي بظله على بقاء العصامية نفسها. هذا
    بخلاف جيل قدامى المحاربين ، ممن كانوا و كنا معهم مدقعين تماماً (مادياً) و محاصرين
    من السلطات السياسية الثقافية الرسمية في عهودٍ ظلاميةٍ و سنين عجافٍ.
    و لكننا استطعنا رغم كل تعتيم و تكميم، أن ننحت من بين
    فرثٍ و دمٍ إبداعاً ثقافياً خالصاً سائغاً للشاربين.
    *********$$$$$*********
    *


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 21-02-2016 الساعة 10:58 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  36.  
  37. #69
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    في غــيابت النسيــان
    لا بأس و لا غضاضة في إن نشيد و نعلي
    من شأن العصامية التي تعدُّ من صميم سمتنا و خصالنا
    كأمة سودانية ذات كروكية تعد نسيج و حدها. قبل أن نتحدث عن
    مثقفين و مبدعين. و لكن لا ينبغي أن نغفو لتسرقنا سِكِّينة التغني إطناباً و إسهاباً
    في مدح نظرية بناء الذات بالذات في مقابل التهوين من شأن عامل المقومات المادية للنجاح
    في أي نشاطٍ إنسانيٍّ كان. إذ لا يكفيك فقط أن تكون موهبةً عبرقياً خارقاً للعادة، حتى تفجر طاقات
    الانتاج الفكري فيك لتفرز فعلاً مؤثراً تضع به علامات فارقة على خارطة الخلق و الإبداع . بقدر حاجتك
    لتتغلب على مصاعب بيئية محيطة من حولك ، و منها عيشتك اليومية. و ما يحدث على الأرض تجارب هزيلة،
    إنما يعكس واقعاً مريراً و مريعاً . فكثير من الكتاب يتبخرون شذراً في فضاء الكتابة، و يتوارون وراء كواليس الرمزية،
    و كثير من هؤلاء ربما يستجيرون من رمضاء الشفاهية إلى نار اللواذ بصمت مطبقٍ رهيبٍ. إن الإحساس بلا جدوى فن
    الكتابة، و إنسداد الآفاق أمام النشر، حتى صرنا كتاباً بلا قُرَّاء ، فضلاً عن إزدراء المجتمع للإبداع نفسه ،كل ذلك جعل من
    مبدعينا قطيع دايناصوراتِ قابلةٍ للانقراض خلال أقصر عمرٍ افتراضيٍّ ممكنٍّ. صحيح أن البعض ممن سنحت لهم الفرص
    و استعانوا على قضاء حوائجهم ببعض سعة ذات اليد لكي ينشروا انتاجهم(ممن جزلانهم الخاص) و لكن حتى هؤلاء
    أحجموا عن ذلك ، لإحساس الغبن لديهم بعبثية النشر، و النظرة الهذلية لكتبٍ تجدها منثورة في ممشى أبي ميدان
    الأمم المتحدة بجوار أبي جنزير، تشكو رقة حالها للغاشي و الماشي و الما يقرأ، إن شاء الله بس يلقي نظرة
    يتفرج و هي ترزح تحت أقدام مجتمع لم يعد لديه متَّسعٌ ليفتح عينه على لافتة ، ناهيك عن إطالة النظر
    بين دفتي خير جليسٍ في الزمان(كتابٌ) هذا موقف ربما كان سلبياً في نظري ، لكنني أعتقد أن لزهد
    أصحابه مبرراتٌ وجيهة و معقولة. و حتى لو عدلوا عن موقفهم ذاك ، فلا أعتقد أن ذلك
    سيكون بمثابة حل ناجع لأزمة النشر والكتابةفي سبيل إبقاء تقابة الخلق و الأبداع
    مشتعلة و بصمات ذوي العقول النيرة بيارق على رأس منارةٍّ قائمةٍّ
    على أصولها حتى يرث الله الأرض و من عليها.
    **********&&&&&**********


    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 08-03-2016 الساعة 08:40 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  38.  
  39. #70
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    في غــيابت النسيــان

    ...و يبدو أن الحل لمعضلة بغضنا للقراءة
    قد يمكن في مكان آخر. يوم ننفض عن ثيابنا
    غبار الخمول والتثاقل إلى أفرشة الاتكاء لسرد الأحاجي و الخلود
    إلى قواقع (كان يا ما كان) و هناك مبادارت بائسة خجولة يقوم بها
    بين فينة و فينة مركز الدراسات السودانية لاستقصاء حلولٍ عبر رفعه شعار
    اتمن قبيل قولنا: "بالكتابة نهزم عقلية الركون لدندنة المشافهات". و إن كنت
    أحمد لمثل هذا التوجه إثارته لجدليات خصبة حول هوية الكاتب السوداني، بمدى جدوى
    الكتابة من أساساها. و لكنني لا أعتقد أن ما نحن بحاجته اليوم مرحلياً أن يجلس النحاة
    القصاصون و الرواة ، ليكتبوا و ليفرغوا لنا ما بجعبتهم، و لو على التراب مثلما كان يفعلها
    الراحل/عمر الطيب الدوش. بل أن ليُنشر للأحياء و هم يكتبون ، و قبلهم للموتى ممن
    قضوانحبهبم لننقذمخطوطاتهم من علىشفا جرفٍ هارٍ من الاندثار، و إذا أمكننا إنجاز
    جهد مقلٍ كهذا،يمكنأن نتفرغ بعدئذٍ لجذبو إقناع أبناء جيل نجوم اليوم و الغد
    بجدوى فك الخط للكتابة و القراءة. إن هذا الحل المرحلي مهم حتى
    نحافظ على "نوع" الكاتب السوداني، ونحمي سلالته من
    الإنقراض والإختفاء من على ظهر بسيطة الخلق و الإبداع.
    ***********######**************

    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  40.  
  41. #71
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    (في غيابت النسيان)
    نخشى من مغبة استغراقنا في
    تبجيلنا لروح العصامية في مقابل إزدراء العناصر
    المادية للحياة في أبسط صورها ناهيك عن(صيوانات الثقافة)،
    نخشى من ذلك أن يدفعنا لمزيد من الانطواء تحت جلد نرجسي ناعم نسميه/
    الاعتداد بالنفس من وحي نظرية (العارف عزو مستريح)، مما يوشك أن يعمي علينا
    نصف أو ربما كل الحقيقة، فيجعلنا نمعن في السقوط سحيقاً ، بفخ النسيان.لكي ندرك أكثر فداحة
    أمرنا و ما سيوردنا إياه من موارد اندساسنا وراء طواقي التخفي و تدثرنا بجلابيب المرقع و طرابيش
    الدراويش لندرك سخافة كل ذلك ، سنورد نصاً للروائي الفرنسي/ إميل زولا ضمن مقالة له شهيرة بصحيفة/
    الفجر، و كان بعنوان ( إني أتهم/ j'accuse )، و في معرض دفاعه أمام مغالطات و عنجهيات للجنرال/دي بليوأثارت
    حنقه و حفيظته، ليصيح صيحةً مدويةً رفع بها المثقف إلى مصاف متميزة مرموقة بحيث لا تتراجع قيد أنملةٍ عن أقدام
    المساواة مع الساسة (المسوسين) و العسكر (المدودين)، فأصبح المثقف بطلاً قومياً مع صعود البرجوازية يطلق اسمه على
    الشوارع و الميادين العامة و محطات مترو الأنفاق ، كفولتير ، جان جاك روسو و فيكتور هيجو. و بعد كل ذلك هل ستبقى
    للعصامية من مشروعية؟! اللهم إلا على المستوى الأخلاقي. إذ يقول إميل زولا (1840- 1902): «ان ثمة طرقاً شتى
    لخدمة فرنسا ، و يمكن خدمتها بالسيف و لكن كذلك بالقرطاس و القلم. و ما لا شك فيه أن السيد الجنرال دي بليو
    حقق انتصاراتٍ وأمجاداً و مبهرةً ، و لكنني أيضاً حققت انتصاراتي.إذ بفضل أعمالي وصلت اللغة الفرنسية
    الى العالم كله. اجل انا ايضاً حققت انتصاراتي. لذلك سأترك للناس من بعدي اسم الجنرال/ دي
    بليو، و اسم إميل زولا، وعليهم أن يختاروا بانفسهم و لكأن إميل زولا صاحب القدح المعلى
    في حبك الروايات من مدرسة الواقعية و الطبيعية العظمى التي هيمنت على الحياة
    الأدبية الفرنسية و أسست تيارات، و ابتكرت مئات الشخصيات و المواقف،
    شاء ان «يرد»مواربةً على شاعرنا أبي تمام القائل:
    « السيف أصــــدق إنبـــــاءً من الكتـــــب/
    في حده الحد بين الجد واللعب
    ».
    ********$$$$$********


    *

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 22-03-2016 الساعة 09:28 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  42.  
  43. #72
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    (في غيابت النسيان)
    و طالما جاء طرف الحديث عن
    إميل زولا و هو أحد أركان الثقافة في
    بلاد تعد منارة للنهضة في العصر الحديث
    فلا يليق بنا أن نمر عليه هكذا كراماً.كزعيم للحركة الناشطة
    باسم الكابتن دريفوس عبر صحيفة L'Aurore، تعمد زولا نشر تلك
    القصة المثيرة جدل الرأي العام في شكل خطاب مفتوح موجه للرئيس فيليكس فاورى.
    "إنى أتهم " اتهمت أعلى المراتب في الجيش الفرنسي بعرقلة سير العدالة و معاداة السامية
    عن طريق أدانة يهودى بالخطأ و هو قبطان المدفعية "ألفريد دريفوس" الذي حكم عليه بالسجن مدى
    الحياة في جزيرة الشيطان في غينيا الفرنسية. أعلن زولا أن الحكم على دريفوس ونقله لسجن بجزيرة بعيدة
    تم بعد اتهامه التهمة الباطلة بالتجسس فكان ذلك إجهاضاً للعدالة.في القضية المعروفة باسم قضية دريفوس،
    انقسمت فرنسا انقساما كبيراً بين حزب رجعية الجيش و الكنيسة و الحزب الأكثر تحرراً و مادية في المجتمع. و تم
    تقديم زولا بدوره للمحاكمة الجنائية بتهمة التشهير فى 7 فبراير 1898، وأدين في 23 فبراير، وحكم عليه و تم
    سحب وسام الشرف منه و لكن بدلاً من الذهاب إلى السجن فر زولا إلى إنجلترا. لم يكن هناك وقت لزولا لحزم
    حقائبه. رغم أنه في عام 1906، تمت تبرئة دريفوس تماماً من قبل المحكمة العليا ظل زولا يعلن أن:
    "الحقيقة في المسيرة، و ليس هناك ما يمكن أن يوقفها."و أصبح لسلسلة مقالاته المنشورة تباعاً
    على صلة بتلك القضية أثرٌ كبيرٌ في تشكيل الرأي العام و التأثير علي وسائل الإعلام
    و الدولة. سلطة المثقفين استمرت فترة طويلة حتى الثمانينات و إن كانت وصلت
    الذروة في الستينات في عهد جان بول سارتر وألبير كامي الملحدين.
    ************$$$$$***************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-03-2016 الساعة 08:50 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  44.  
  45. #73
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    (في غيابت النسيان)
    نجح زولا في تحريك المياه الراكدة حول:
    «مسؤولية المثقف» في «عالم يعج بظلمٍ ﻻ يحتمل السكوت،
    «كما الدود يأكل يضعه». في مثل هذا العالم ثمة تساؤلٌ: من يكون
    أجدر من المثقف برفع الصوت عالياً، مستخدماً سلطته المعنوية و مكانته
    لدى القراء ، و الجمهور عموماً، من أجل الدفاع عن العدالة، و دفع المظالم؟؟؟،
    إذا كان صحيحاً أن العدد الأكبر من رواياته حمل طابعاً اجتماعياً- أخلاقياً، لا شك
    فيه. و بعضه اعتبر أقرب إلى أن يكون بياناً في العدالة و مناهضة الغبن الاجتماعي،
    أكثر منه عملاً أدبياً خالصاً ، فإن نص زولا، الذي يعيده إلى الواجهة، ليس نصاً روائياً،
    بل كان بالتحديد مقالاً سياسياً مسهباً، تم نشره في صحيفة «الفجر» أواخر القرن
    التاسع عشر بعنوان(J'ccuse» (إني أتهم)، وهو المقال الذي نشر و ترجم
    عشرات المرات و إلى شتى اللغات، و استخدم دائماً كتعبير عن
    صرخة المثقف الغاضبة حين يلاحظ الظلم
    ضارباً بأطنابه و مستشرياً من حوله.
    ********#####********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-03-2016 الساعة 08:42 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  46.  
  47. #74
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    (في غيابت النسيان)
    في رسالته المفتوحة تلك بعنوان/
    «إني اتهم» لم يعف زولا أحداً ممن رأى فيهم
    خصوماً ألداء للحرية في شحصه بدءاً برئيس الجمهوريــــة
    الفرنسية آنذاك/ فليكس فور،و من شايعوه من صقور عسكر و ساسةٍ
    اليمين و قضاة مرتشين، على جمهرة من مثقفين كنسيين ناصبوه أشد
    العداء على حدة مواقفه.كان في ذلك يكفي لعزل زولا و محاكمته ظلماً و جوراً
    و مراراًو تكراراً إلى أن تم نفيه إلى «جزيرة الشيطان» بعد حرمانه من شرف
    الأهلية للأكاديمية الفرنسية ، ثم راح مقص الرقابة يلاحق كتبه، و حتى في
    لندن لوحق ناشروه، و تنصل عنه حتى بعض أقرب أصدقائه .و لكن لئن
    كان زولا قدمات طريداً مقهوراً، ثمناً لجرأته في الحق: كان بطلاً قومياً
    بجدارة و استحقاق نتيجه تدخله ، عبر رسالتهالنارية ، تلك التي
    سرعان ما تفشى خبرها ، و صارت وشاح عزٍّعلى صدره
    و عصابة مفخرة على جبين قبيلة المثقفين.
    *******@@@@@*******

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-03-2016 الساعة 08:48 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  48.  
  49. #75
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849



    ( المثقف و لغة التضاد)
    قي ضوء (ما لم تقله الرصاصة للقتيل....)
    حيث تعد العصامية في حياة متثاقفينا بحد ذاتها
    مكمناً لأزمات العزلة في صوامع الرهبنة في أديرة و لا أقول
    صويانات الثقافية (كما تحلو لصديقنا ود الجزولي) ، ربما أكثر منها
    مدعاةً حقيقة للاعتداد بالنفس. هكذا البعض من مثقفينا حينما يقررون الولوج
    في سم الخياط من نافذة روح التجلي الإبداعي ، كأنما يقيمون مع العالم الخارجي علاقةً
    صدامية بلا أدنى مبرر.فالخرطوم مثلاً لم و سوف لن ترق أبداً في نظربعضهم إلى مصاف بلدةً،
    ناهيك عن مدينةٍ أو عاصمةٍ كانت لها في ذات يومٍ لاءاتٌ ثلاثٌ ؛ و إنما هي مجرد قريةٍ نائيةٍ ،
    بل هي مكب نفاياتٍ ريفي، لتفد إليه كل ذات صباحٍ و من كل حدبٍو صوب وفودٌ من باعة
    الألبان و البيض و الخضر الطازَجة ، إذ تغدو إليه بطاناً بكل ما ثقل حمله و بخس ثمنه من
    سقط متاعهم،و تروح منها خماصاً ، و بطونهم خالية الوفاض، اللهم عدا من بضع
    حفناتٍ من مثيراتٍ لنوبات العطاس من( ويكة مجففة) و توابلو غبار التبغ
    (تمباك) في أسواق التشاشة. و لم يعد كذلك الريف في عين البعض،
    أرضاً للمعاد إلى أحضان الطبيعة و نفحات الرحمة في أعلى
    فردوسٍ مفقودٍ، بل هو كابوس الرعب الذي
    نظل نعيشه تحت تهديد الظلام.
    *********$$$$$*********
    color]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 11-04-2016 الساعة 02:31 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid