ودمدني كانت ايام جميلة

محمد حاج خالد فريني

==================

كنت في البداية اسمع عنه من اعممانا ال الدرواي وخاصة العم علي الدرواي لانه كان كبيرهم في سوق العناقريب ولانه كان يملك الكثير من الدكاكين او الوكالة في تلك الناحية .
تكرر الكلام عنه من اصدقائي عثمان بخيت وصلاح الدرواي والدراسة بمدرسة فريني المتوسطة في ذلك الزمان .
في بداية الستينات ونحن خروجا من مدينة ودمدني باتجاه الكريبة كنا نمر بتلك المقابر المهجورة والتي تتوسطها قبة الشيخ ودكنان في تلك الفترة او قبلها بفترة طويلة تم منع الدفن في هذه المقابر وهجرت لكي تمسح او توزع كاراضي للمواطنيين وتحولت المقابر الي الموقع الجديد .
كان العم فريني من رجالات حزب الامة البارزين في ودمدني وهو من اهلنا الدناقلة انصار المهدي بودمدني .
كان العم فريني رجلا مصادما لاتقف في طريقه أي عوائق وخاصة في مقابلة الحكام والتحدث اليهم ورجل كانت له اسهامات في مجال التعليم الاهلي وخاصة من ايام المعهد العلمي .
استطاع العم فريني ان يحوذ علي قطعة ارض كبيرة في ناحية ودكنان كانت في السابق عبارة عن مقابر المدينة القديمة واقام عليها صرح تعليمي كبير هو التعليم التجاري للبنين والبنات مدرستي فريني التجارية .
تخرج من هذه المدرسة فريني التجارية كوكبة كبيرة من ابناء ودمدني كان مستقرهم وبالتحديد بنك الادخار يحملون معهم علمهم والمتمثل في المواد التجارية وخاصة المحاسبة فكانوا رافدا كبيرا ومتعلما من ابناء المدينة واثر بعض منهم مواصلة تعليمه الجامعي في الكثير من الجامعات في الداخل والخارج .
اقتطعت من مباني المدرسة الكثير من المحلات التجارية امثال المخابز واستوديهات تصوير وبقالات ساهمت بما تدره من دخل في تغطية الكثير من نفقات هذه المدارس
واذكر عند تشييد هذه المدارس كنا نسمع يوميا عن الجثث والتي يتم استخراجها عند حفر اساسات هذه المدارس نفس الشي والذي حصل مع سكان حي ودكنان عند تشيدهم لمنازلهم .
في السبعينات كلنا سمعنا وايام الدورات المدرسية للمدارس الثانوية بمدرستي الهوارة والامير الثانوية واكتساحهم للكثير من المناشط المصاحبة للدورة المدرسية امثال كرة القدم والكرة الطائرة وافذاذ اللاعبين والذين بزغ نجمهم من خلال هذه الدورات .
مدرسة فريني او الامير الثانوية سميت علي الامير محمد عبدالرحمن نقدالله كبير اقطاب حزب الامة والانصار في ودمني ومرشحهم لدورتين في الانتخابات والتي اعقبت ثورة اكتوبر 1964م .
مدارس فريني كانت نموذج للتعليم الاهلي والقصد من ورائه ليس الكسب التجاري وانما مساعدة اولاد وبنات ودمدني من لم يوفقوا في الالتحاق بالتعليم الاكاديمي الحكومي عاصرت وعايشت الكثير من الاخوان والاخوات كانت دراستهم بمصروفات رمزية والكثير منهم بالمجان .
حيز كبير من الجهة الشرقية من مجمع المدارس هذه كان يشغله الرعاية الصحية المدرسية والدكتور عبد العزيز فهمي في ذلك الزمان .
كان منزل الحاج فريني قبل لفة ودكنان الدباغة في مدخل العشيير من هذه الناحية وكان منزله مستقر للكثير من الطلاب والطالبات ممن يتلقون التعليم في ودمدني بل تعدا ذلك الي موظفين وموظفات يعملون في ودمدني تربطهم قرابة بالحاج فريني يقيمون معه بالمنزل .
زاملني ودفعتي ابنه محي الدين في مراحل مختلفة من مراحل التعليم وكان اخيه سلمان اكبر منا سنا .
اقرب العوائل اليه هي عائلة الدناقلة انصار المهدي بكل فروعها وخاصة عائلة ايوب بالقسم الاول والمزاد وحي الزمالك .
توفي ودفن داخل مباني مدرسة فريني التجارية والتى كانت في الاصل عبارة عن مقابر ودمدني القديمة له الرحمة والمغفرة رجلا من رجال ودمدني الكبار في زمانه