ودمدني كانت ايام جميلة

الاقباط

النقادة
=================

الاقباط في ودمدني لم ينفصلوا عن النسيج السوداني فقد تداخلوا مع ابناء ودمدني واصبحوا كابناء البلد فهم تشربوا بالعادات والتقاليد السودانيه الاصيله في مأكلهم ومشربهم حتي ملبسهم فكثيرا مانري قبطيه وهي ترتدي الثوب السوداني ويتناولون الكسره والملاح بل نسائهم برعن في تصنيع الوجبات السودانيه الويكا والتقليه والرجله ويفضلون شراب الابري بشقيه اﻷبيض واﻷحمر وياكلون المرارة وام فتفت وكبده اﻷبل.
ويشكلون قوة اقتصاديه كبيره ليس في ودمدني فحسب بل في السودان بجميع انحائه المختلفه وكان يعمل اغلبهم في تجارة اﻷقمشه ولهم زقاق يسمي زقاق النقاديه .
وكلمة نقاديه مشتقه من نقاده وهي بلدة في صعيد مصر بالقرب من قنا .
وفي سوق الأقباط بمدني ترى حركة دائبة مستمرة لأن مدني موقع مميز، فهي سوق للعديد من البلاد التي حولها، وتجار قرى وضواحي مدني يثقون في أقباط مدني، يودعونهم أموالهم قبل أن تكون هناك بنوك للمال، كان المواطنون يثقون في أمانة الأقباط، وكان القبطي صاحب كلمة، إذا قرر شيئاً يحترم كلمته، ورغم أن البعض كان يتعامل بالكمبيالات وهي وثيقة مال ثبوتية، ولكن كان تجار الأقباط كلمتهم أمضى وأقوى من الكمبيالات وإيصالات الأمانة، أو كما يقولون كلمتهم واحدة، وهم عندما يقررون شيئاً لا يحلفون البتة، فقط يقولون صدقني.
ارتبط الأقباط تاريخياً بالأمانة والنزاهة والدقة وربما يبرر هذا ولعهم بالحسابات ومسك الدفاتر ..
وكانوا يحتلون شارع بالكامل فى سوق مدنى يطلق عليه زقاق النقاديه فيه سودانى واحد فى الناصيه الرئيسيه هو عمنا حسن عامر وجان والياس حنون فى الناصيه اﻻخرى وهم من الشوام اما بقية الدكاكين كلهم من النقاده .
وهم حفيظ قرياقوس والد اﻻطباء عادل وعياد وحليم سلوانس وصبحى ابوسمعان وهناك ثلاثة اشقاء فى دكان واحد هم مبارك وجورج ووديع ايوب هؤﻻء فى جانب وفى الجانب اﻻخر يوجد يوسف عجائبى وزكي اسكندر وفرح الياس وهؤﻻء شركاء وفرنسيس عطيه والد دكتور جمال .
وهناك تجار خارج هذا الزقاق هم صليب مترى ودرياس مينا .

ومن اشهر تجار الاقمشه عزمي موسي ومن ابنائه د/ اشرف وشقيقه إميل وهم اصحاب أجزخانه الشهيدين ونظيم هلال و الي نظيم شقيق هو د/ جمال هلال وعيادته في شارع الدكاتره وابن عمهم يوسف ويعمل ايضا في تجاره الاقمشه وصليب متري و له ولدين هما صموئيل وطلعت وزوجة طلعت كانت تعمل في البنك وتدعي وفاء ادورد . وكانت تفتخربأنها جعليه من شندي ووالدها ادورد هو من اشتري منه الفنان الكبير عثمان الشفيع أول عود للغناء عليه.
ومن العائلات الشهيره عائلة غنامي وكانت تعمل في تجارة الاقمشه ايضا وعائله صموئيل وله ابنين هما وفيق والاداري الفذ بمشروع الجزيزه وجيه صموئيل وكان اخر منصب له هو مدير الاداره الزراعيه وكان يطلق علي والدته أم وجيه وكانت أم وجيه تعمل ايضا في بيع الملابس الجاهزه وكانت تأتي بها من مصر وتشمل القمصان والبناطلين والبدل واقمشة وملابس الشتاء الفنايل والكساتير جمع كستور وهو يلبس في الشناء وفنايل الصوف وكانت تبيع بالتقسيط ﻷهل مدني .

ومن الاقباط الذين عملوا في مشروع الجزيرة رشدي غالي ومن الذين عملوا في السلك الاداري في الحكومه ايضا روماني عياد سعيد وكان يعمل في بنك الادخار وتدرج حتي وصل الي نائب مدير ثم أحيل للصالح العام ايام التمكين ثم افتتح مكتب مراجعه ومحاسبه وله ابنتين وزوجته تدعي ميري عزيز .
ومن العائلات ايضا عائلة سليمان وكان يمتلك بار وزوجته هي بهيه وكانت اشهر من يحيك الملابس النسائيه ومنزلهم في ودازرق وابنائه هما عادل وعبده والذين اشتهروا باسم اولاد بهيه ولسليمان شقيق اخر هو فهيم وكان يعمل في أجزخانة النيل الازرق وله ثلاثه ابناء وثلاثه بنات واوالاده الذكور هم دكتور اسعد وهو يقيم حاليا في لندن وابن اخر يعمل طبيب في ايرلندا ومهندس شبكات هو اكرم وكان يعمل في اذاعة ودمدني وهو حاليا يقيم في الخرطوم .
ومن اشهرالاقباط السودانين علي الاطلاق رؤوف حنا بطرس وكانت له بقاله في حي الدرجه بالقرب من منزل احمد عبداللطيف وكل اهل مدني يعرفونه وكان يشارك جيرانه ومعارفه افراحهم واتراحهم وكان يذهب هو وفهيم لمشاركة جيرانه الي المقابر ويرفعون الفاتحه علي الميت وقد داعبه احد موظفي مشروع الجزيره الذين كانوا يتعاملون معه قائلا له يارؤف لما تموت حانقسمك نصفين جزء ندفنه في مقابر المسلمين والجزء الاخر في مقبرة المسيحين ولرؤوف اربعه ابناء هما روماني وجرجس وعادل ومجدي واشتهر رؤوف بالفسيخ الجيد الذي كان يأتي به من كوستي في براميل وبيعه داخل بقالته .
وكانت للاقباط علاقات حميمه مع اﻻسر السودانيه.تراهم فى المناسبات اﻻجتماعيه حضورا سوى ان كانت افراح او اتراح بل ان بعضهم يرفع يديه فى العزاء ويقول لك الفاتحه وتراه يحرك شفتيه بالعد سرا من الرقم 1 والى الرقم 12 ريثما تكمل انت قراءة الفاتحه كما يقول احد ظرفائهم.
ومن اشهرالعائلات القبطيه ايضا عائلة فرح الاطرش و ابنائه موريس الذي تولي ادارة استديو والده بعد وفاته ثم اصبح يعمل في بيع السجك والفسيخ بمشاركة زوجته أولجا ويقال ان موريس من الاردن وله ولدين هما اميل والياس ولفرح الاطرش ابن اخر هو نبيل كان يعمل في البنك وقد هاجر الي لندن .
ومن العائلات ايضا عائلة مكرم مانسي صاحب اكبرمحل لبيع الساعات السويسريه ومكان للتصليح وكان يعمل معه صنايعي لتصليح الساعات هو خالد ابوبكر .
وايضا الفنان التشكيلي مكرم نسيم اشهر رسام لوحات وكان يستعمل الالوان المائيه والزيتيه وكان يصمم لوحاته ايضا من اعواد القصب وبقايا السجائر .
وايضا من اشهر العائلات عائلة بهيج ونيس الذي يعمل في تجارة وبيع الاجهزة الكهربائيه وله علاقات واسعه مع مجتمع ودمدني .
ويعتبر من اكبر مشجعي نادي الاتحاد .
وله اخ اخر اسمه ايليا خلف ابوشمس في مجال بيع الغاز وتوكيل اجب

وقدهاجر ايليا الي استراليا مثل كثير من الاقباط الذين هاجروا بعد مجئ الانقاذ وعاد مرة اخري الي ودمدني وافتتح اجزخانة استراليا أن الاقباط الذين هاجروا الي الدول الاوربيه يشتاقون للعودة الي ودمدني بل انهم افتتحوا اذاعة في استراليا لبث اخبارالسودان وبث الاغنيات والموسيقي السودانيه ويجب ان ﻷننسي الاستاذ رامز سامي فاخوري الذي يعمل في وزارة التربيه والتعليم .
والدكتور انيس عازر سيف وقد هاجر الي استراليا
ومن انظف واطعم محلات الاكل بالقرب من سينما الخواجة ميري لاند والقبطي ناجي وعربته اللاندروفر وزوجته ميري اكلنا عندهم الدجاج المشوي علي الفحم اول مرة في ودمدني بالاضافة الي الاقاشي والحمام واطعم سجق كانوا الاشهر في بيعه في ودمدني.
قصة منسي كان مدير السينما الوطنية ولديه مشاريع زراعية .. قصة وفاته شغلت الرأى العام فى مدنى حيث تم دفنه عدة مرات .. رحل تاركاً خلفه ثروة فظهر له أقرباء من شتى أنحاء البلاد .. وبدأت منازعات الإرث فى محاكم مدنى ..
فجأة ظهرت إمرأة تحمل وثائق تثبت أن منسى قد أسلم وتزوجها .. تم نقل جثمانه من مقابر النصارى للمسلمين .. طعن الورثة فى المرأة وكسبوا القضية .. تم إرجاع الجثمان .. وإستأنفت المرأة وكسبت وتكررت المسألة .. تم تأكيد كذبها ونصبها وأعيد الجثمان ..
وفي مدني تألقت عائلة سدرة جرجس، والتي قدمت للسودان الدكتور موريس سدرة كبير الجراحين ووزير الصحة في عهد الرئيس نميري، ولويس سدرة الذي تفوق في البوليس حتى وصل درجة نائب مدير الشرطة بدرجة نائب وكيل، وهو مؤسس كلية الشرطة والتي حتى الآن تَسمى ميدان باسمه.
أولاد سدرة «موريس ولويس» بعد ان عاشا ايام الطفولة والصبا الباكر في مدينة ودمدني في مطلع القرن العشرين في مايو 1908م ولد لويس سدرة في ودمدني وتلقى تعليمه الاساسي بها ثم انتقل الى الخرطوم ودرس بكلية غردون التذكارية ودمدني شكّلت الشخصية الاجتماعية المفعمة بالثقافة والفن والتواصل الاجتماعي فإرتبطت بذاكرة أبناء سدرة زمناً طويلاً فعاد اليها لويس مديرا لبوليس النيل الازرق حتى العام 1960 حيث عاد الى الخرطوم ليشغل نائب مدير البوليس واسهم في تأسيس كلية الشرطة ببري. وساهم في انشاء قسم الكلاب البوليسية ووضع لبنة المعامل الجنائية التي تطورت الآن وصارت من أهم أذرع المباحث المركزية .
كانت مدني بدون كنيسة قبطية حتى عام 1919م، لقد تأخر بناء كنيسة مدني،
وساهم في بناء أول كنيسة في مدني غبريال أفندي شنوده بقطعة أرض من أملاكه لتبنى عليها الكنيسة، كما كان من المساهمين خليل ثابت، بقطر محروس، جرجس عطية، عبد الشهيد غبريال، وغبريال يوسف وتقع كنيسة الاقباط مجاورة للقسم الاوسط للشرطة .
ومما يحكى عن نوادراولاد بهية عادل وعبده فى احد اﻻيام رجعا لمنزلهم فى وقت مبكر على غير العاده عند دخولهم وجدوا والدهم فى وضع حميمي مع والدتهم وما ان شاهداء هذا الوضع هجما على ابوهم واوسعوه ضربا ظنا منهم انه لايجوز ذلك حسب فكرهم القاصر .
عبده سليمان او عبده ود بهيه من اقباط مدني ومشاهيرها يسكن ودازرق ويخرج يوميا في خط سير واحد حيث يبدا يومه الي زقاق النقاده ويشتهر بحبه للاكل والشاي الاحمر يشرب الشاي مع عثمان المدني بعدها يتحرك الي دكان صبحي ابوسمعان ليشرب الكوب الثاني من الشاي ثم الي كشك للفطور ويعود الي زقاق النقاده للشاي ويختم يومه في الشانزليزيه بالباسطه من عبدالقوي وايضا يتم توصيله مجانا ويوميا من اصحاب الركشات.
عبده وعادل اولاد بهية الترزية أعلام في ودمدني عاشوا وسط ابناء المدينة في محبة وسلام هم واهلهم الاقباط بدون جهوية او عنصرية أوتفرقة دينية هذه هي ودمدني صامدة ومتماسكة وربنا يحفظ الجميع .