صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 1234 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 26 إلى 50 من 116

الموضوع: قَـــرْعُ نَعْلَيْن لعـــابِرٍ فِي أروقةِ القَصْـــر!!

     
  1. #26
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [size=6]

    حاشية لا بد منها :
    لمن يتبادر له سؤالي :
    أين كنت من كل ما كان يدور
    خلف أسوار و كواليس القصر؟؟؟!!!
    أقول له: إن هذه شهادةٌ للأمانة و للتاريخ ، أنني
    كنت أدخل ضيفاً و أخرج كأي أجيرٍ . كنت أنتظر كل آخر شهرٍ
    لأتقاضى أجري ، بعد أن يجف عرقي . كنت أترك كل النغنغات الحاصلة،
    لأعبر الشارع غرباً إلى مبنى وزارة المالية أو البوسطة المجاورين، لأضرب ليك طلب
    كسرة بلدي يومياً بملاح شرموط أبيض(خالدي) ، لدرجة أنني من كثرة تكراره مرات أتخيل
    نفسي أمام حَلَّة قوز عملاقة بحجم (مصفاة الجيلي) ، و يغرفون لي منها كل مرة شوية بما يساوي
    مبلغاً و قدره طرادة (25 قرشاً) ؛ و ألم باقي المويهية (صرةً في خيت) و أقوم أوديها لناس أبوي المسن،
    ليعيش بيها (كوم لحم) شُفّع تحته من زوحته الرابعة. بالنسبة للعطايا و المنح و المناوﻻت و التمريرات من
    تحت الطربيزة ،فهذه شهادة لوجه الله، و أتحدى بها من أحياء القصر و أمواته كائناً من كان يدعي أنه رآني
    سجلت نفسي ذات مرةٍ ، و لو بقلم رصاصٍ ، في أيٍ من دفاتر تلك المخصصات و التوزيعات المشبوهة
    و الممرغة بغبار الملح من عرق الغلابة أمثالي و الكادحين من أهلي الحنان. بالجد دي كانت طريقة
    تفكير جيلنا بكامله . علماً بإنو أراضي الفئويين لمان صارت حقاُ مشاعاً لكل خريج لقتني غادرت
    تاركاً البلد بقضها و قضيضها إلى غير رجعة ، و مرقنا منها (ملوص ، أباطنا و النحم).
    و من هنا، بتحدى بذلك كل من يقدر يجادلني أو يخاصمني حول
    أية إفادة مما أوردته هنا . كما أعتذر بشدة لكل من سقط
    اسمه مني سهواً.، و بالتأكبد ليس عمداً.
    ************&&&&&************
    size]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-09-2015 الساعة 02:29 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  2.  
  3. #27
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [color="#6633cc"]
    نبــــض الشـــــارع
    [I[I[COLOR="#B22222"]
    (خلف أسوار الحرم الجامعي)
    في عـــهـــد صبـــانا حيث:
    (التقى جيل البطولات بجيل التضحيات

    كما يحلو لنا أن ندعيه، شهدنا ظروفا حرجة و فترات عصيبة
    من المخاضات السياسية العسيرة و التحولات الأيديولوجية الكبرى،
    عصفت برياح تغيير عاتية على الوطن في كافة أركانه ، و ألقت بظلالها عاتمةً
    بصفةٍ خاصةٍ على الحراك الطلابي و على سير الحياة الأكاديمية داخل أسوار الحرم
    الجامعي على مدى عقود من الزمان و لا تزال إفرازاتها و تداعياتها ماثلةً للعيان. و الشاهد هنا
    أن المد السياسي في أوساط الطلاب كان متأثراً إلى حدودٍ بعيدةٍ بخصوماتٍ تاريخيةٍ بين معسكرين
    تقليديين ذات اليمين و ذات اليسار و ما بينهما من خطوط متشابكات تلعب بها حركاتٌ دؤوبٌ للمد و الجزر
    الثوريين ،و صراعات لقضم الأصابع من هنا و من هناك. يمكن أن نشير إلى بعض الأمثلة على ذلك في إسقاطات سريعة
    كحادثة اغتيال الكوز/ الغالي عبد الحكم عند بوابة مستشفى الخرطوم ، و ا لمزعوم على يد الشيوعيين في خريف سنة 1979.
    صحيحٌ أننا لم نشهدها، و لكننا عشنا عقابيل و أحداثاً متلاحقة أفرزتها و ارتبطت بها طويلاً ، على طريقة ما يشبه حدوث الانزلاقات الأرضية
    تاليةً و متأثرةً عادةً بوقوع الهزات و الزلازل على مقربةٍ . بدءاً بتلك المناوشات التي كان يفتعلها بين فينةٍ و أخرى، صديقنا الحنتوبي المخضرم/
    إبراهيم خبرة للتحرش بتلك الناصرية الشرسة المدعوة / عيشة حسن ، و المسؤولة بعمادة الطلاب، و لأسبابٍ كانت تبدو أحياناً واهية، كضآلة
    حجوم الرغيف المخصص للإعشاة بالبركس مثلاً ؛ و مروراً بأغرب و أطرف حادثة عراك بالرجلين شنته فتاة حاصلة علي حزام أسود في فن الكراتيه،
    قيل:إنها ابنة من أمٍ ألمانيةٍ ، للروائي المعروف و صاحب (صحو الكلمات المنسية) و ابن الغابة / النور عثمان أبكر ، و كان فريستها بلطجي الكيزان
    و وحشهم الكاسر/ عمار أحمد آدم و الذي شاهدناه واقفاً مشدوهاً , بلا حراك و في منتهى السلبية ، كما يقف (حمار الشيخ في العقبة). هذه البطلة
    المزعومة أظنها أو أختها تعمل منذ مدة طبيبة أسنان بمستشفى للشرطة بدولة قطر .و ليس انتهاءً بوفاة أو اغتيال طالبي الفرع/بلل و الأقرع
    متأثرين بجراحهما من طعنات زُعم أنه سددها إليهما كما ورد في التحقيقات اليساري المنشق/ ياسر عرمان. هذا علماً بأنني تلقيت شخصياً ،و عبر
    (الراكوبة) إفادةً خطية و خطيرة من الأخ/عادل عبد العاطي و الملقب بأبي ريم (العطبراوي)خلطت أوراق القضية من ألف إلى ياء. و من باب
    الأمانةالعلمية، سأورد في ذيل عرض هذه الفقرة ، و لمن يريد التحقق، نص تلك الإفادة كاملة بحذافيرها،حتى بأخطائها الإملائية و المطبعية؛
    كي لا أضيف أو أحذف شيئاً . المهم كان طابع السجال بين الفريقين عدائياً و على أشده، بل كان آخذاً في الاحتدام فيما يمكن تلخيصه
    في عبارة شاملة ، مفادها: أن( أشد عداوةُ للذين (تكوزنوا) هم جماعة الجمهوري/ محمود محمد طه، ثم الذين تضامنوا تحت
    عباءة علمانية فضفاضة حوت بداخلها كل من زعم و نادى بأن يكون ما لقيصر لقيصر ، و ما لله لله). و لا يعني ذلك بالضرورة
    أن الكيزان كانوا بأحسن حالٍ منهم كثيراً. فرغم وقوف هؤلاء كما يزعمون، سداً منيعاً و مصداً راكزاً ﻻ يتزحزح في
    وجه أية دعاوى (شيطانية) لفصل الدين عن الدولة ،إلا أنهم عملياً ، كانوا كمن ينهي عن خلقٍ و يأتي مثله،
    بل أقبح منه. فكان حالهم ، كما هو حال غيرهم (فالكل في الهواء سواء) ، يدعو الناظر
    إلى ساحة الحراك السياسي عموماً ليقول متفرجاً في الجميع:
    (أسمع كلامك أصدقك، و لمان أشوف فعايلك أستعجب!!)
    *************&&&&&***************
    color]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 08:38 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  4.  
  5. #28
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel مشاهدة المشاركة

    و ليس انتهاءً بوفاة أو اغتيال
    طالبي الفرع / بلل و الأقرع متأثرين
    بجراحهما من طعنات زُعم أنه سددها إليهما
    كما ورد في التحقيقات اليساري المنشق/ ياسر عرمان.
    هذا علماً بأنني تلقيت شخصياً،و عبر (الراكوبة) إفادةً خطية و
    خطيرة من الأخ/عادل عبد العاطي و الملقب بأبي ريم(العطبراوي)
    خلطت أوراق القضية من ألف إلى ياء. و من باب الأمانة العلمية،
    سأورد في ذيل عرضهذه الفقرة ، و لمن يريد التحقق،نص تلك
    الإفادة كاملة بحذافيرها، حتى بأخطائها الأملائية
    و المطبعية؛ كي لا أضيف أو أحذف شيئاً.
    *****&&&&&****
    color]

    [center]

    إذ يقول السيد/ عادل عبيد العاطي ما نصه الآتي:
    [color="#ff0000"]
    [COLOR="#FF0000[I]"]
    "وحق لي هنا؛ أن أجيب مرة واحدة والى الأبد؛ على كل التساؤلات
    عن دور ياسر عرمان في احداث العنف بجامعة القاهرة الفرع؛ في فبراير 1986؛
    والتي قُتل فيها المرحومين بلل والأقرع؛ وخصوصا أن أعداء ياسر عرمان ما فتؤا يتهمون الرجل
    بكونه ذو ضلع في مقتلهما؛ وهو إرجاف قلنا ان المقصود منه ارهاب ياسر عرمان وابتزازه؛ كلما دعى الداعي.
    واشهد الآن - كما شهدت مراراً من قبل- ان ياسر عرمان لم يكن متواجدا ساعة الحدث بالجامعة؛ بل كان في مكان
    آخر تماما؛ وان يداه برئيتان من دم هذين الضحيتين ؛ وأن كل محاولة لالصاق دم بلل او الأقرع به؛ آنما هي كذب حقير
    وتزييف عضير؛ لا يقوى عليه إلا الوالغون في السقوط؛ الخائضون في الانحطاط؛ والصغار في نفوسهم وعقولهم؛ ممن لا يمكن
    ان يصلوا الى أمانة عرمان ومبدئيته وخلقه ولو عاشوا مئات السنين. وكان شخصي الضعيف؛ هو المتهم الوحيد في تلك الاحداث؛
    حيث اتهمني الإتجاه الإسلامي بقتل كل من بلل والأقرع ؛ وقد سلمت نفسي طائعا مختارا للشرطة ؛ وكان ياسر عرمان في معيتي
    عندماذهبت لقسم الشرطة ؛ وقد قضيت عامين ونيف محتجزا في سجن كوبر على ذمة التحقيق والمحاكمة؛ وقد برأتنى المحكمة من
    كلا التهمتين؛و أوضحت بما لا يقبل الجدل؛ كذب شهود الإتهام وطابع القضية التلفيقي؛ وخرجت ولم يستؤنف حكم المحكمة بعدها؛
    و لم يتطرق أحد الى سيرة ياسر عرمان؛ طوال ذلك الوقت ؛ و لم توجه له اصابع الإتهام الكاذب الا في اوائل التسعينات ؛ عندما
    أرتفع نجمه في الحركة الشعبية؛ ثم كانت الإتهامات له تظهر وتختفي؛ حسب الحاجة السياسية؛ ورغبة في ارهاب الرجل والضغط
    عليه؛ بعد أن قال القضاء كلمته؛ وحين كان المتهم غيره؛ و قد شهدت القيادية بالحركة الاسلامية لبابة الفضل ان كل الاتهامات
    ضد ياسر انما كانت نوعا من الكذبو التزوي؛ و محاولات للابتزاز لا غير."و خلافا لما يشيعه البعض؛ فان ياسر عرمان لم
    يوجه اليه اى اتهام في تلك الأحداث؛ و لم يُحقق معه ؛ و لم يكن مطلوبا من قبل الشرطة او النيابة؛ كما هو قد قضى
    اكثر من العام بعد تلك الأحداث في الخرطوم؛ يتنقل في عرصاتها حرا طليقا؛ حتى خرج بعدها للانضمام للحركة
    الشعبية. ولم يكن الرجل في خروجه هاربا او مُطاردا؛ بل خرج من مطار الخرطوم وكان يعلم بقرار خروجه
    الكثيرون. و قد أرسل لي ياسر عرمان وقتها خطابا – لم يصل اليّ لظروف كثيرة- يشرح فيها
    حيثيات استقالته من الحزبالشيوعي؛ و قراره بالانضمام للحركة الشعبية؛ وهو موقف اعلم
    انه قد أوضحه للكثير مناصدقائه ورفاقه في ذلك الوقت؛ مما يوضح معدن الرجل
    وانه واضح في خياراته؛ مهتم برأى اصدقائه؛ حريص على تنويرهم
    واعلامهم على رؤاه وقراراته على الأقل؛ اذا تعذر الاقناع."
    إلى هنا و انتهى كلام الاستاذ/ عادل عبدالعاطي.
    ************&&&&&***********
    [/
    i]
    [/
    [/color]
    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 12-09-2015 الساعة 11:49 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  6.  
  7. #29
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]


    (مخاضات سياسية داخل الجامعة)
    لا يكاد الحراك الآيديولوجي و المسيَّس
    في كثير من الأحيان يهدأ قليلاً ، إلا ليلتقط
    أنفاسه ريثما يستريح محاربوه ، ثم يشد فرصه
    و يتأبط كنانة سهامه ؛ و لا تكاد فتنةٌ طائفيةٌ نائمةٌ
    أو نعرةٌ أو حساسيةٌ من أي نوعٍ تنطفئُ تحت الرماد
    هنا إلا ليُويقظها ملعونٌ لسببٍ ما أو لآخر، من
    هناك فتُطل برأسها مجدداً، ليشتد أوارُها
    و يحمو وطيسها في كل مرة.
    *******&&&*********

    ففي سنة الانتفاضة الشعبية ضد نظام مايو 1985،
    انتزعت قِوَى تضامن اليسار ممثلةً في جبهةٍ ديمقراطيةٍ +
    مؤتمرجيةٍ + طلابٍ مستقلين+جبهةٍ وطنيةٍ أفريقيةٍ/ inf)، من براثن عدوٍ
    لدودٍ هو كتلة اليمين و المتمثل ثقلها في الكيزان مع مساعٍ بائسةٍ لهم ظلت تراوح مكانها
    بلا جدوى لمغازلة جماعة أنصار المهدي و حزب الأمة، آملين في خطبة ودهم. و تم تنصيب الشاب/
    عمر يوسف الدقير( أصله من حفيرة هنا قبل الخياري) سكرتيراً للاتحاد. يساري على السكين؛ و كان خطيباً
    مفوهاً و متحدثاً في منتهى اللباقة و سياسياً محنكاً في غاية النباهة، متفوقاً بخطبه الجماهيرية العصماء أمام جموع
    مناصريه حتى على جهابذة الكلمة في الجامعة و رؤسائها آنذاك البروف / عمر بليل ، ثم خلفه أ.د/ يوسف فضل حسن، مؤلف
    موسوعة (الشلوخ في السودان)(التقول يعني هي براها ناقصة شلوخ ). لدرجة أن الكيزان تآمروا ذات ليلةٍ ظلماء على إسكات
    تلك(السافوتة)بأن كلفوا واحدة من أشرس فرقهم الخاصة للتدخل السريع لدهمه في فراشنومه بداخلية مروي و هم مدججون
    بقضبان من (سيخ الأسعد و أبنوب) ملفوفة بقماش فوط و عمم أو ما شابه ، و مزودون أيضاً بزجاجات معبأة بخاخ من الشطة
    (القبانيت) .فكانت محاولةً اغتيالٍ بشعةً لتصفية عمر الدقير بدمٍ بارد ؛ و قد وقفنا بأنفسنا على سيل دمائها في الهزيع
    الأخير من تلك الليلة الصيفية الحمراء كما لو كانوا قد أناخوا بعيراً ، ثم نحروه لتوه و أراقوا دمه أمام غرفة المجني
    عليه.و لكن للمفارقة العجيبة أن عملية كشف الجناة و قائدهم و منفذ تلك الجريمة جاء على يد آخر من نكون
    نتوقعه خصماً لدوداً لجماعته، ألا و هو / محمد طه محمد أحمد، صاحب حائطية (الوفاق) و هو محسوب
    من ناحية جهوية على ما كان يعرف بجماعة الإخوان أو الاتجاه الإسلامي.حيث إنه عوضاً عن تكتمه
    عليهم ، قام بفضح كبيرهم الذي علمهم السحر علق صورته في صبيحة نفس الليلة على
    بوردات الركن المخصص لجريدته في النشاط. و كانت المفاجأة بجلاجل لي شخصياً لمَّا
    علمنا أن الذي تولَّى كبره و خطط و نفذ يومذاك كان واحداً من جلسائنا و ندمائنا
    تحت الشجرة و في أثوابه (همباتيٌ)خطيرٌ، كان متنكراً في رداء حملٍ
    وديعٍ و هادئ الطبع (كان جل ضحكه تبسماً) في الونسات تحت
    ظل لبخة الإخوانية الجبهجية المتكوزنة إلى أن
    عينوه ﻻحقاً رئيساً لمنظَّمة الشهيد.
    ********&&&&&&********
    [/COLOR][/CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 08:52 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  8.  
  9. #30
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center[size=5[color="#666699[SIZE=5

    ]"]]]
    [SIZE=5[COLOR="#B22222"]][COLOR="#B22222"]\
    (دالي يحاضر في الجامعة الإسلامية)
    كنا نكنِّي جامعة الخرطوم ب(الجميلةِ و مستحيلةٍ)، قبل
    أن تتلاحق الدقون ؛ و جامعة/ فرع القاهرة كانت بطبيعة الحال، هي
    (الحنينة السكرة) ، بل يذهب بعض الحانقين عليها إلى اعتبارها نادياً ليلياً صاخباً،
    أو على أهون تقدير (ديفيليه) يومي لآخر صيحات الموضة من عروض الأزياء و العطورات
    و البخورات الباريسية المقدمة من بيوتات ناس (كرستيان ديور و إيف سان لوران و ماشابه).
    و أما جامعة أمدررمان الإسلامية فكانت تحتل بكل جدارةٍ خانة (بلدي يا حبوب) و بلا منازع . هذا
    على الرغم من أن بناتها كان و للمفارقة سوقُهن حار اً جداً و مولعاً. إذ كن صويحبات الحظ الأوفر من حيث
    اصطياد عرسان الغفلة من جوة الحوش و حتي من بقية دكاترة و خريجي جامعات بلادي و معاهدها العليا،
    خاصة على أيام عهدها الذهبي ، تحت إمرة حمامتها الزاجلة في ثوب امرأة حديديةٍ بمعنى الكلمة، هي د/ سعاد
    الفاتح البدوي؛ و بريادة صقور جديانها الجوارح أمثال الراحلين/ كامل الباقر و الذي كان صابحب القدح المعلى في جلب
    دعومات خارجيةٍ سعوديّةٍ سخيٍّةٍ مغدقةٍ و متواصلة لجامتعه بحكم علاقاتٍ متينةٍ كانت تربطه بأمين عام رابطة
    العالم الأسلامى ، الدكتور/ عبيد الله النصيف. و ذلك بمعاونة ساعده الأيمن بدورٍ لا يستهان به في وضع اللبنة الأولى
    لجامعة القرآن الكريم ، الدكتور / يوسف العالم. و الشاهد الطريف أن هذا الأخير بالذات كانت لديه توجساتٌ متطرفةٌ تجاه
    طلاب و طالبات شعبة الفرنسية بكلية الآداب و الذين كانت تبتعثهم الجامعة لتلقي التدريب في نظيراتها الفرنسيات ضمن
    برنامجٍ طموحٍ و معتمدٍ للتبادل البيني الثقافي. لدرجة أنه كان يطالب باشتراط عودت هؤلاء مقابل إرسالهم إلى أرض
    الحجاز لأداء مناسك حجةٍ أو عمرةٍ على الأقل، كإجراءٍ احترازيٍّ لغسلهم من اية أدرانٍ محتملة قد يكونوا اقترفوها
    حيثما كانوا. و كان البعض يتخذ من ذلك ذريعةً لعمرة و زوغة و بمثابة ضارةٍ نافعٍ ) . الشاهد أن الرجلين كانا
    يقودان تياراً مناهضاً بلا هوادةٍ و يشكل مصداً منيعاً و مغلاق خيرٍ في وجه نذير شرٍ كان يمثله حراكٌ
    علمانيٌّ متلمللٌ تحت رماد نزعة تصعبٍ دينيٍّ كان سائداً آنذاك في حرم جامعي كان يعدُّ آخر معقلٍ
    للمد الإسلامي هنا. و كان رأس الرمح لتلك العلمنة هو دكتور العقيدة و الفلسفة/ حسن الفاتح
    غريب الله و الذي فطن له الفرنسيون فعمدوا إلى إغرائه بمنحةً دراسية مجانية للتحضير لديهم .
    و لكنه لما عاد من هناك، قيل أنه خذلهم و كسر الدش في أيدهيم و قد تملكته حالة
    من التجلي زهِد على إثرها في الجمل بما حمل ، إذ ترك كرسي رئاسة الجامعة
    لتفرغ لحل محل أبيه الشيخ/ غريب الله في ككر (الخلافة).
    *****************&&&&&***************

    على صعيدٍ آخر و لكنه ذو صلةٍ، فقدكان الفكر الجمهوري
    ينتهج أسلوباً دعوياً ذا طابع استفزاري يضعهم في خانةٍ أقرب لليسار و كما
    الشحمة و النار مع الترابيين . و في المرة شبه الوحيدة التي تسلق فيها اليساريون سدة
    الحل و العقد على قمة اتحاد الطلبة ، كان أول انجاز ٍ سياسيٍّ لهم هو: أن دعوا اللي ما يتسماش/
    أحمد مصطفى دالي و ابنة أستاذه السيدة/ أسماء محمود محمد طه لإلقاء محاضرة محفوفة بالخطر عن تحرر
    المرأة في عقر دار الكيزان الكائن بدار نشاط الاتحاد، و الواقع آنذاك بأمدرمان حي الموردة بجوار المجلس الثقافي البريطاني.
    و هو معقلٌ أخير و حرم مقدس حرام على المختلطين و المختلطات البتة أن يأتوه من بين يديهو لا من خلفه. كانت المناسبة بحد
    ذاتها حدثاً مدوياً و جديرة تماماً أن يشد الناس الرحال إليها و بالذات الشمشارة ليؤموها من كل حدب و صوب .و لما شعرالكيزان بمدي
    خطورة الموقف جراءَ تمدد هؤلاء اليساريين داخل خطوطهم الحمر ، و هم خارج لعبة السيطرة على مسار الأحداث داخلاً سوار الحرم الجامعي
    بحكم خسرانهم لقيادة اتحاد الطلبة آنذاك ، فقد لجأوا إلى أساليب الخداع و الدسائس و هي مشروعة ، بطبيعة الحال و حسيب منطق الأشياء،
    ضمن قانون لعبة السياسة القذرة ،كونها فنُّ الممكن ، و حمالة بالتالي لأوجه كل الكنايات الممكنة . فسارعوا فينهار نفس اليوم لاستنفار كافة القوى
    و العناصر التي من شأنها فعل المستحيل لتحول دون انعقاد تلك الندوة الكارثية . فاستعانوا كمخرجٍ أخيرٍ للطوارئ بجماعةٍ صغيرةٍ أو بالأحرى
    جيب منبثق أو منشق عنهم كان أكثر تشدداً و دمويةً ، و سمي نفسه (فرقة الإخوان المؤمنون) بقيادة فتى يقال له/ ياسر عثمان جاد الله من
    أبناء العيلفون . فقد استطاعوا أن يحرضوه على اقتحام الندوة، إن هي قامت لها قائمة، و طربقتها على رؤوس منظميها فور اعتلاء متحدثها
    الرئيسي للمنصة و قبل أن ينبس أحدهم و لو ببنت شفةٍ. ثم ذهبوا بوفد إلى رئيس الجامعة آنذاك البروفيسور/ محمد أحمد الحاج ليثنوه
    عن قراره طوعاً أو كرهاً بحمله على استصدار فرمانٍ مضادٍ و ناسخٍ ، ليقضي بإلغاء قيام الندوة ؛ مما وضع هذا الأخير في موقفٍ مربكٍ
    و حرجٍ للغاية لا يحسد عليه و جعله يستغيث بالاحتياطي المركزي لقوات الشغب لتتولى فض الاشتباك وشيك الحدوث . و أمام
    إصرار قيادة الاتحاد على قيام الندوة بدأ ياسر حشد عناصره من(الخوارج) مدججين بعصي الخيزران و زرعهم خلف السياج
    المحيط من شجيرات التمر هندي حول دار الاتحاد. و كان تحت إمرته قائدان ميدانيان معروفان بعصبيتهما المفرطة في
    سبيل حماية الدين و العقيدة , ممن يكاد ينفطر الفؤاد و ترتعد الفرائص و تنهد الحصون هداً ، لمجرد ذكر اسمائهم.
    هما الكوزان المهووسان/ محمد فضل و مصباح الشيخ الهلالي. و ما أن صعد دالي و أسماء و قبل الشروع
    بإلقاء التحية و البسملة كانت الدار قد هاجت و ماجت و اندلعت موجة من الهرج و المرج و سادت حالة
    الذعر في صفوف الطلاب و الطالبات المجتمعين للندوة. و لم تنته إلا بتدخل الاحتياطي المركزي
    ليتولى شحن أعدادٍ غفيرةٍ من المشتبه بتسببهم في الفوضى و اقتيادهم إلى ما وراء
    مغرب الشمس و خلف القضبان في غياهب زنازن السجون.
    *****************&&&&&****************
    [/
    [/SIZE]
    color][/size][/center[/SIZE]]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 08:54 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  10.  
  11. #31
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    في صبحية يوم الندوة ، قامت مكرفونات قيادات
    الاتحاد تلعلع متصاعدةً إلى عنان السماء ، رافضةً و شاجبةً
    و منددةً بشدةٍ لكل ما حدث في أمسية البارحة من مظاهر للفوضىالعارمة،
    خصوصاً ما تبعه من تداعياتٍ متسارعةٍ اضطُرُّت على إثرها إدارة الجامعة الإخوانية بامتياز
    لاتخاذ قرارها غير المحسوب بحل الاتحاد. و هذا يعد بحد ذاته تطوراً دراماتيكياً في غاية الخطورة
    و مهدداً مباشراً لأسس و مبادئ الممارسة الديمقراطية في أضيق حيزٍ لها داخل أسوار الحرم الجامعي؛
    إذ ينذر بذهابها في مهب الرياح؛ باعتبار أن وجود اتحادٍ منتخبٍ لرعاية شئون الطلاب أكاديمياً و اجتماعياً و إنسانياً،
    و بعيداً حتى عن أغراض لعبة السياسة القذرة ، يمثل شرطاً أولياً و حداً أدنى، لا بل، و خطاً أحمرَ في حده الحد بين الجد
    و اللعب، أي: (بين أن تكون أو لا تكون). فخرجت حشود الطلاب و الطالبات غاضبةً زحفاً على الأقدام لا يلوون على شيء، و لأول مرة
    في تاريخ الجامعة الأسلامية التي أظهرت استعداداً غير مسبوقٍ في صبيحة ذلك اليوم المشهود لرمي توب حشمتها، في سبيل واحدة
    من أعتى زلات قدميها في خضم معارك ضاريةٍ ضمن صراعٍ للبقاء ما بين صرحٍ أكايمي عريقٍ بات مهدداً في هويته و بين اتحادٍ طلابي صار
    مطعوناً في مجرد شرعيته. فلم يكن بعضنا يبالي حينها كثيراً حتى بأبجديات (زح البيضة من الحجر ، في غمرة سعيهم لفصل الدين عن الدولة).
    كنا حضوراً بين صفوفهم، يتقدمنا شرذمةٌ قليلون من قادة الاتحاد و قد حمَّلونا جوالين من البنزين سرنا بها و نحن نهم بإشعال النيران في مباني
    إدارة الجامعة الواقعة ناحية الشطر الجنوبي لمنطقة الأسواق، ما بين المحطة الوسطى أمدرمان و السينما الوطنية و صينية الضو ً حجوج . أذكر أن
    عناصر مخابراتهم تبنهت لوجود كوز من أبناء دارفور مندس بين صفوف وقفتنا الاحتجاجة هو المدعو/ محمد خليل (جقاجق) ، اسم ٍحركيٍ لجريدةٍ
    حائطية كان يصدرها لحسابه على وزن (حقائق) ضبطوه متبلساً لدى قيامه بتحركاتٍ مشبوهةٍ، إذ جاء محملاً بحقيبةٍ مليئةٍ بمناشير مناوئةٍ
    و فيها عبارات مثبطة لهمم المتظاهرين . بعثوه فتصدت له مجموعة متحمسة أوسعوه ضرباً لمان أكل أصابعينو و مزقوا أوراقه و هدومه.
    لا، بل و شيَّلوه جالون جاز و ولاعة ثم جعلوه يهتف (مرغماً أخاك لا بطل) في الصفوف الأولى لل(الدبابين) المكلفين بإشعال فتيل
    المواجهة. في الأثناء و نحن بداخل مباني الجامعة ، أذكر أننا كلفنا أحدنا و كان فوراوياً فارع الطول يدعى/ أحمد أسحق كورينا
    ليصعد على أكتافنا كي ينظز من فوق السور فيأتينا بخبر القوم من جند الأحتياطي المركزي ، فإذا به تسوح ركبتاه
    و يسقط مشغياً عليه من رائحة الموت ، لهول ما رأى من سلاحٍ ناريٍّ بيد أولئك الجند القساةبعيونهم الناظرة
    شذراً و المتطايرة شرراً. فأدركنا حينها أننا في مأزق حقيقي لم نخرج منه إلا على منظر رئيسالجامعة
    مُقعداً على كرسيٍ متحركٍ نتيجةً لشلل نصفي أصابه يومذاك جراء ما لقيه من هزاتٍو ضغوطات
    نفسية و هو يتلو قراراً ثالثاً بتراجعه غير المشروط عن حله لهيئة اتحاد الطلبة.
    لنعود بعد ذلك،و بعد لئي لنتنفس غبار الصعداء بنكهة شرعية اتحادنا
    و التي قد جرى انتزاعها فبادت ، ثم عادت لتسود من جديد.
    ***************&&&&&&&&&***************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 13-09-2015 الساعة 08:54 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  12.  
  13. #32
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [COLOR="#9900ff"]
    [I]
    (مآخذي على صديق قديم)

    لدينا هنا وقفات عرفانٍ و ترحمٍ على روح
    صديقٍ قديمٍ كان لي عليه مآخذُ ، ظللتُ أسجلها
    ضده مراراً ، إلى أن تفرقت بنا سبل المقادير ، ثم وافته
    المنية. و كنت ( ونَّستُ) بها العم / محجوب في بوست
    سابق هنا. و لكنني أعيد سردها لكونها نقاطٌ هامة
    وعلامات طريق فارقةٌ ضمن فواصل توثيقي الممل
    لهذه السيرة و المسيرة المشعبة الطويلة.
    ***********&&&&&**********
    يمكنني القول بكل صراحةٍ ,
    إنه لا حاجة للرجل الذي أنا بصدده بتعريف مني , و ليس
    في كنانتي ما يفي من القنا بالحديث في حقه, أنا أسميه صديقي
    تجاوزاًفقط ، و على نحو غير دقيق تماماً لأننا من جيلين تقريباً. عرفته و أنا كنت
    يا دوب شافع برلوم في سنة خامسة بجامعة الخرطوم بينما هو في سنته الكم و طاشر
    تقريباً بعد التخرج ، لكنه مكث بها و لم يبارحها آنذاك كونه لا يقوى (كما كان يقول) على فراق
    البركس. يعشقها و يدب في شعابها و يموت في سطوح نادي الفلاسفة .. و يهيم على وجهه فيها
    (كشحيح ضاع في الشوك خاتمه) عبر أروقة النشاط الذي كان يشكل مع ناس دالي و القراي و جماعة
    حلمنتيش و مجانين الجامعة إحدى بلابل دوحها المغردة و قماريها النائحة .وك ي لا يذهب ذهن الناس
    بعيداً و يُفهم خطأً أنه كان عالة على الدولة أذكر بأننا عندما ننزل يومياً من داخلية كسلا قاصدين السفرة
    ال(Main) كان "صديقي "فقيد القلم ، الراحل/ محمد طه محمد أحمد يصادفنا في اتجاه معاكس من داخلية مروي
    قاصداً مطعم مستشفى العيون المجاور ليتغدى أو يتعشى يومياً ب(صحن بلدي) منفقاً عليه من حر ماله . هذا علماً
    بأن سفرة الجامعة الشهيرة كانت حينذاك قبلة حتى لأبناء السبيل و المشردين. كان يغدو إليها المعدمون خماصاً
    و يروحون منها بطاناً. سائقو التاكسي الواحد تلقاه يطرح طيلة نهاره و ليله و ساعة القيلولة أو العشاء جي يبركن
    بعيد و يتأبط صينيته و طوالي يروح راكب الصف يملاً يعبئ مما لذ له و طاب. و من الطرائف ذات مرة عمك
    السفرجي الحلفاوي سأل واحد تكاسي كثير التردد: (ياهي أنت متين بتتهرج؟)؛ داك عربي عسيلاتي
    شفت و مدردح واقع من السماء بسنونو رد: و منو ياخوي القال ليك أنا اوي أت ليكم
    هسي بي قُرُب؟! أنا يا دوب برلوم!! وهكذا دواليك. وعلى راي الشاع
    ر(وحتى الطير يجيها جيعان تلقاه من طرف تقيها شِبِع).
    **************$$$$$$****************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 02:06 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  14.  
  15. #33
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CE[COLOR="#6633ff"]NTER]

    لن أبالغ بوضع أخينا محمد طه بمنزلة فقيد
    (الوطن الواحد) مع الدكتور الراحل/ جون قرنق مثلاً ، كي لا
    أضطر بعدها للرجوع في كلامي لأقول( ساء و بئس و تعس أولئل رفيقاً) ،
    و إن كنت أحسبه، و الله حسيبه ، هِلِهْلِيَّاً و في أثوابه بطلٌ هصور، أو أقول إن فيه
    مشروع شهيدٍ جديرٍ برفعه إلى مصاف السادة من شباب أهل الجنة. فهو كان طينة غريبة،
    كأنه فريد ذاته و نسيج وحده . لا يقرب شجرة (سفرة) العميدة الناصرية/ عيشة حسن ؛ رغم أنه
    شبه ساكن مسجد عبيد ختم المفترى عليه بأنه (ملتقي لأحبة الكيزان و الكوزات) آنذاك ، كما وصمه أحد
    المنسلخين في غمرة المزايدات السياسية و التنافس على اتحاد الطلبة. بعد الغداء ينام محمد طه قريراً في المسجد
    و قد تأبط قصاصات من جريدته الحائطية ( الوفاق) قبل النشر, ريثما يصلي العصر ثم ينهض و يُهرَع إلى نشاطات المساء. و لولا
    ضرورة الترفق بمحاسن موتانا لادعيت بأني عرفته واحداً من سواد الناس.. أغبر أشعث ( كأهل الكهف).نعاله شدة( زنوبة), الشق ظاهرٌ
    في قدميه كجحر ضب ,نظارته قعر كباية و لبسته الأنيقة بعض الشيء بلون رمادي باهت، وكأنها وحيدةٌ ، لم يفارقها حتى افترقنا أيدي سبأٍ
    في سبل الحياة قبل أن يفارق هو الدنيا. أضف كذلك أنه كان محاطاً بجمهرة من الأعداء.. و حتى إن صادق بعضهم فلا تجده يظفر منهم سوى
    بالألِدَّاء. كان ذا ذهن حاد وعلم واسع و قلمٌ جادٌ. مشاكسٌ يقول تلك الكلمة الغالية القاسية القاتلة " لا ". و يا ما كم نصحوه بأن يبترها فيقول
    نصفها و يدع النصف الآخر لمن سواه لكنها استعصمت هي و أبت إلا أن تُقالَ بحذافيرها كاملةً و إلا ف" لا". ذلك لكونها من حرفين و لا تتحمل
    البتر و لا تقبل التجزئة أو القسمة على اثنتين.فحسبها صاحبنا لجة ، ثم خاض فيها و نطق بها ملءَ شدقيه و لم يخش فيها لومة لائم؛ لاعتقادٍ
    منه و بإصرارٍ عجيبٍ بأنها غير مقطوعةٍ و لا ممنوعةٍ ، فمشى ورائها لينزلق بها زنقات ضيقة و عويصة جداً حتى أردته قتيلاً . قيل لي لاحقاً
    أنه رحل متشيعاً (و هذه لم تثبت عند حتى حينه . لذا فلم أشأ لأتعامل معها كرجمٍ بالغيب. و بالتالي فيظل الرجل بريئاً في نظري حتى
    تثبت إدانته ببرهانٍ قاطعٍ و من ثم استتابة).غسل محمد طه كلتا يديه.من هذه الفانية و بان بها بينونةً كبرى. و على علمي لو أنه
    كان يبغي ركوب صهوات المال و الأعمال و الإعلام لفعل ذلك و لوجد لنفسه منفذاً لولوج نعيم النجومية من أبوابه الثمانية الخلفية
    لكون لكل فولةٍ مسوسة كيالٌ اعور) .و لكنه كان فقط أصلب عوداً و أصعب مراساً و أنضف يداً وأثقل ظلاً على كاهل
    المتنفذين، ممن كانوا أضيق به ذرعاً. فقط كان لايهتم كثيراً بروحه الزاهقة المحمولة على كفيه و لا جتته النحيلة
    المصلوبة على نعش ما بين ضفتي نهر؛ و لا بكفنه المصرور بين أبطيه ..وكأني به قد رأى في منامه
    أنه لا حاجة لكفن من أساسه فهو سوف يُقطع إرباً و يُحمل إلى أهله أشلاءً . علماً بأن

    تسريباتٍ رشحت أياميها هنا و هناك ، و تحدثت عن روحٍ ثأريةٍ مجهولةٍ، لعلها
    سمعت من طه ما لم يرضها ، فخططت و دبرت لتصفيته، و قد تملكتها
    شهوةٌ ساديةٌ في أن يأتوها برأس(الأفعى) مفصو لاً عن جتتها!!
    ***************$$$$$$****************
    *[/
    COLOR]
    [/CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 03:49 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  16.  
  17. #34
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]

    كان شأن طه في كل ذلك شأن ذاك المزين تعيس الحظ
    مزين البلاط الملكي , ذاك التعيس الذي اكتشف بحكم حرفته الحساسة
    أن لسيده السلطان أذني حمارٍ، يخفيهما تحت تاجه العظيم؛ فقطع هذا الأخير
    للمزين لسانه . لئلا يدعه يتفوه أو ينبس ببنت شفةٍ مما رأت أم عينيه.. فجعل الرجل يصارع
    الحقيقة كغصةٍ مزمنةٍ ؛ حتى إذا بلغت منه الحلقوم في ذات يومٍ , خرج بها إلى العراء. و هناك حفر
    حفرة غائرة و جعل يصرخ بداخلها ليفرغ في باطنها سره كاملاً بأن (يا ناس الحِلُّووووو إضنين الملك دا حُوماووور!!) ؛
    تم مات الرجل و استراح بعد أن لفظها و لفظ معها آخر أنفاسه و قد وضع معها بذرة و دفنها , عساها تنبت ذات يوم ٍ. و بالفعل:
    انفلقت البذرة و بزغ منها برعمٌ صغير (أضان فار) فاستوت على ساقها ، حتى تفرعت و صارت شجيرةً و نمت منها فسائلُ في كل سنبلةٍ
    مئةُ حبةٍ. ثم هاجت حتى إذا اصفرَّت لتكون حُطاماً تدرسه الهوامُّ و هباءً تذروه الرياح و بعد حين حضر إلى المكان راعيُ أغنام ٍيسوق قطيعه،.
    فوجد قصبةً ملقاة , أخذها و صنع منها نأياً (زمبارةً) ثم جعل ينفخ فيها فإذا بالناي يصدر ذات اللحن الجنائزي الحزين (أذني الملك حماووووور!!)
    يصدح و يسري في الآفاق لينفضح الأمر و يعرف الناس, كل الناس. أن من يتولى أمرهم (لم يكن سوى واحدٍ جحشٍ (مكادي)من سلالة حُمُرٍ
    أهليةٍ مستنفرةٍ، فرَّت من قسوورةٍ)!! فأقول بهذه المناسبة لأهلي الحُنان يا أخوانَّا ما الذي دهانا. و ما الذي يجري لبلادنا كنا خير أمة أخرجت
    للناس؛ رموزاًللتسامح و طيب الشمائل. حسدكم المتربصون وأوجدوا بين صفوفنا و فتحوا بين نحاذي مناكبنا و أقدامنا ثغرة فشغلوها. فلنعترف
    أننا بتنا بحاجة ماسة وعاجلة لتصفية نفوسنا لا حساباتنا و لا اجسادنا.ملعون أبو السياسة ، بل ملعون أبو أهل الدنيا بأسرها و ملعونة
    دنانيرها و معادنها إن لم نجتمع فيها على قلب رجل واحد وكلمة سوااء. لم لا و نحن شعب متدين و متعلم و متنوع و متمرس على
    الحياة . فمن أعز منا ومن هوالأعرق منا. إن الناس قد جمعت لنا فلننتبه. فيا للمفارقة, من هنا قيل أننا صرنا خطراً على الأمن
    والسلم الدوليين و من هناك فتحوا أبوابهم لأبنائنا مشرعةً و لقيهم العدو على أعتاب حدوده بكؤوس الوهم مترعةً .
    فرد له بعضنا صاع الجميل صاعين و قالوا لهم : بعد أن نحقق النصر و نرسي دعائم (العدل و المساواة) ,
    نعدكم بأننا سوف نفتح لكم في كل وادٍ غير ذي زرعٍ في كل ولايةٍ و كل قرية أو ضيعةٍ قنصلية؟
    فما هكذا تورد الأبل يا أبناء دينار و لا هكذا تدق الطبول يا بنات مهيرة بت عبود و بنونة بت المك!
    *****************************$$$$$$*************** *************
    [/

    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 13-09-2015 الساعة 11:19 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  18.  
  19. #35
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center]


    فلو أمعنا التأمل و تمادينا في سرد أسطورة
    ذاك الرجل ال(سيزيف) لما وسعتنا ذاكرتنا الخربة المفقودة
    بكل مآثره لنترع بها هذه الصفحات و لتطاولت بنا السبل و غارت
    بأرجلنا المسابير إلى أغوار ذلك المحيط الهايء والدايناصور الذي مات
    و اقفاً كحرازةٍ جافاها المطر و لا تزال تطرح للناس أطايب الثمر. و أنا أعرف جيداً
    أنه رغم أيمانه بقدسية روح الجماعة إلا أنه عندما يتعلق الأمر بشؤونه الخاصة تجده عفيف
    اللسان ، نظيف اليدين ، نحيفاً شبه متلاشي ما بين المنكبين . لدرجة كنا نشبهه بحال أبي ذر الغفاري
    ذاك الصحابي الجليل ، إذ كان يتدبر أمره وحده. بل و يتصدي لقضايا الناس وحده و يتحمل حمالاته وحده إلى
    أن يلقى حتفة و حيداً.. نعم أقول ذلك و درايتي بمحمد طه كانت بمكانة من عايشه و عاشره ردحاً . أذكر أننا كنا
    نسكن البركس كشلة تجمعنا روابط المنطقة نجلس كل عصرية نستظل بظل لبخة وارفة مترامية الأفرع أسفل داخلية
    كسلا و كان بين طهرانينا زميل لي قديم فرقتنا القراية أم دق في مراحل الصبا لتجمعنا حينذاك مرةً ثانيةً في حنتوب ؛
    و ثم ثالثةً في البركس. و نحن نلهو لهواً بريئاً و نتسامر ؛ ما عدا ذاك الأخ الكوز و العنصر المزدوج (و الذي تبوأ ، لاحقاً من
    دولة الكيزان منصباً و من متاع دنياهم جاهاً و منزلةً) كان وحشاً إرهابيّاً كاسراً و قد تنكر في أثواب أرنبٍ أليفٍ كان أسكت
    من طوبةٍ و ساهيَ البال طوال الوقت و كان جل ضحكه تبسماً ؛ و لم نكن ندر أنه كان يطوي ضلوعه على خططٍ و أمورٍ
    تكاد تميد بها الأرض و تخر الجبال هداً. و في ذات صباح صحونا باكراً لنجد أن مفرزة من عناصر جبهة الكيزان مدججين
    بالسيخ الملفوف بالعمم، و ببخاخات الشطة (القبانيت)و قد اعتدوا في قِطْعٍ من ليلة االبارحة على سكرتير اتحاد
    الطلبة المستقلين آنذاك/ عمر يوسف الدقير و الذي كان يسارياً جسوراً و خطيباً مفوهاً يضاهي جهابذة الكلم؛
    فهُرِعنا جميعاً نتشمشم الخبر . فإذا به منشوراً بالمانشيت على صدر جريدة "الوفاق" الحائطية لصاحبها/
    محمد طه محمد أحمد و قد حدد الناشر أسماء الجناة و هي مشفوعةًٌ بصورهم و سيرهم الذاتية
    كدليلٍ دامغٍ على شناعة فعلتهم. هذا علماً بأن محمد طه نفسه كان كوزاً محسوباً
    على الجبهة و كان حرياً به في قاموس السياسة و منطقها الأعور أن يتغاضى
    عن حادثةكتلك و لا يخذل قومهكما فعلت تلك المخزومية التي سرقت.
    *********************$$$$$********************
    [/


    center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 13-09-2015 الساعة 11:44 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  20.  
  21. #36
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849


    هذا و من مآثر الرجل الكثيرة
    بحيث لا تحصى.. و لا تحويها دفتا بويستٍ متواضعٍ كهذا.
    فمنها على سبيل المثال أنه ذات مرة حضر مأدبة عشاءٍ كان
    أقامها قطبٌ من الكيزان (رأس مالية وطينة) هو السيد/ الطيب النص بفناء
    داره العامرة بالعيلفون على شرف الرموز القيادية بالتنظيم مع بطاناتهم بالدولة.
    و كان مدعواً ضمن لفيفٍ من الحضور الكريم و الحفل الفخيم ذاك الصحفي المخضرم/ محمد
    طه محمد أحمد ،كان ذلك من باب لزوم التوثيق (للقعدة)، و الذي يبدو أنه ذُهِل و هاله ما
    شهد و راعه فصدمه ما رآه من بذخ و تبذير و مظاهر فخفخة و ما سمعه من قهقهات تنطلق لتلعلع
    بهاالجناجر و تُفْتَقَدَ معها هيبة و لياقة (رجال الدين و الدولة) ؛ و لا تتناغم مع شعارات تلك المرحلة
    التيعقدنا العزم فيها على أن(لا نأكل قط إلا مما نزرع و لا نلبس أبداً إلا مما تغزل لنا(متارير حبوباتنا)
    و لا ننسج إلا مما تحلج محالجنا في مارجنان و حصاحيصا . فما كان من طه إلا أن نفض يده من
    كلما حشد أمامه من الأطعمة ما تشتهيه الأنفس و تلذه الأعين و ما لم و لن يخطر على قلب
    بشرٍ جائعٍ محتاجٍ ، بصنوفه المليون. هنا طه كفكف أكمام قميصه و شَمَّر عن ساعديه ثم صعد
    المنبر، أو أنه اعتلى طربيزة السفرة الوسطانية و المخصصة لعلية القوم و وجهائهم من
    صفوة الصفوة حيث جعل يصيح فيهمو يرغي و يزبد : تباً لكم يا قوم ، و لعن الله
    وليمتكم هذه و قد دُعِيَ إليها الشرفاء الاغنياء منكم ، بينما حرمت جموع
    الجياع من أولئك الفقراء البؤساء و ( أهل الصفة ) من الضعفاء البسطاء
    من الرجرجة الدهماء و الناس(الغبش أبان مسوحاً ماء)
    *************######***************

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 08:59 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  22.  
  23. #37
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [CENTER]

    سبق و قلنا: إنه عندما يدعي أحدهم أمامك بأنه
    من المبعدين عن السياسة.. فاعلم أنه قد كذبك و هو صدوق.
    و لعل عدم شراء بعضنا جريدةً ذات صباحٍ في حياته هو من صميم السياسة..
    فعلينا أن نتنبه جيداً لكلامنا المطلوق على عواهنه و القطر دائماً فيه عسكري و آخر البليلة حصى!
    شخصياً، لا أعرف من الذي قال لعن الله السياسة. و لكنني أعي جيداً أنه لا بد منها، لأن السياسة هي فن الممكن
    في إدارة شؤون الشعوب و تدعيم علاقاتهم درءً مشكاتهم و تحقيقاً لمصالحهم (هذا ، بطبيعة الحال، عند الأمم المتحضرة)
    و أما عندنا نحن فحدث و لا حرج ..فهي مشتقة ممن ساس يسوس الخيول (يريد ترويضها) و ما دامت هناك سياسة فهناك ساسة.
    و هناك سياسيون (مسوِّسون) و مشتغلون بالسياسة للنخاع و غارقون فيها لأذنيهم. هناك سلطة و هناك صيغ فكرية و اجتماعية واقتصادية
    شتى لفعل كل ذلك في دول العالم أجمع، و السياسة علمٌ له قواعدُ و أصولٌ و هي فن له أدواته و آلياته يجري تطبيقها على علاقة الإنسان بأخوانه
    البشر على ظهر هذا الكوكب . فمن السياسة مثلاً أن تقول ما لا تحب و لا ترضى ، و ايضاً أن تحب ما لا تقول.. و في السياسة. كذلك أن تقول:لا، حينما
    تنوي قول"نعم" و أن تقول: نعم لبيك سيدي، قسراً و أنت تبطن قول (نصف لا ونصف نعم) ، أو أي شيء آخر.و كثيراً ما نجد وجوهاً ضاحكةً مستبشرةً ؛
    و لكن لكأنها موثوقة بأذناب حُمُرٍمستنفرة فرت من قسورة . و دونك صورٌ لزعماء على أغلفة المجلات و الصحف العالمية و عبر الشاشات البلورية. و الله
    وحده يعلم علام يطوون ضلوعهم و ماذا يكنون في نفوسهم . فمن السياسة أن تكون ناعماً أألساً كحد السيف و أن تكون خشناً كظهر رغيفٍ بلديٍّ؛
    و أنَّ علينا أن نحتمل ما لا طاقة لنا به ..و لا قبِلَ لجبال راسياتٍ بحمله، بينما نبدو للعيان و نحن نفر البسمة على شفاه الحزانى و نطرح الهم من
    و جوه العابسين. و (الإنسان حيوان إما سياسيٌّ بالطبع أو مسيَّسٌ بالتطبع) هذه عبارة أطلقها من 25 قرناً أبو الفلاسفة أرسطو، و هو يقصد أن
    الفرق بين و حَيْوانٍو إنسانٍ هو: أن هذا الأخير بمقدوره أن يتحكم في رغباته و يظهرها ما يظهر منها و يخفي ما يخفي بقدر ما أوتي من بلوغ
    حكمةٍ و من رجاحة عقلٍ؛ و أن احدنا ليس له أن يتحرك إلا وفقَ نظام ٍ محكم و ضمن منظومةٍ كمجرة درب التبانة.و أما قهقهات الزعماء
    تلك المصطنعة و سعادتهم الزائفة الغامرة التي نراها في تلك الصور ليست إلا للحظة واحدةٍ عابرةٍ هي لحظة مواجهة الكاميرا أي:
    واجهة مئات الملايين من شعوب العالم من وراء هذه الكاميرا العبيطة أي مئات الملايينمن البسطاء المغرر بهم والذين عُلِّقت
    آمال البشرية عليهم لعل و عسى، أي لعل أن يكون هناك حل أو حتى نصف حل للقضايا الشائكة و العالقة ،
    وعسى أن يعم الرخاء الأمن و السلم الدوليين.و هكذا.و لكن انظرإلى هؤلاء الزعماء و قد جلسوا كل
    واحدٍ بمفرده أو انفرد بوفده المرافق الرسمي ثم التقطت لهم صورة جماعية دون أن يدري
    بك أحدهم : سوف ترى بأنه وكأن جبل أحدٍسقط سهواً فوق رأس أي حاكم
    مسؤول عن مصير شعب ومرهون بذمته قدر أمة ألا لعن الله
    السياسة و لكنها فن الحياة: و الحياة شر لا بد منه!
    **************@@@@@*************
    [/CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 14-09-2015 الساعة 01:20 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  24.  
  25. #38
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [size=5]
    لنختتم مشاهد الحراك السياسي
    خلف أسوار الحرم الجامعي بواحدة من
    أشد المعمعات التي كان لها دورٌ عظيمٌ في
    وضع نهاية لحقبة ممتدة ، لطالما تشدق خلالها (إخوان) لنا
    بأنهم ليسوا طلابَ جاهٍ و لا ولاةَ إمارةٍ ، بل مجرد دعاةٍ للفضيلة، بعيداً عن
    الولغ في آنية الدنيا (مجرد ادعاءٍ كاذبٍ ثبت بطلانه بواقع الحال على مدى طويلٍ، ليبد
    أ بعد ذلك عهدٌ جديدٌ و مرحلة مواجهةٍ حاسمةٍ وجهاً لوجه مع الحقائق و محاصصات محاكم التاريخ
    الذي لم يكتف فقط بإعادة فعله و ردات فعله في نسخ متغيرة و عديدة، و لكن كثيراً ما ضحك من نفسه، ليسقط
    معها زيف كافة الأقنعة. كانت تلك فتنة الكوز المنسلخ/ عماد، الطالب بكلية الطب، و الذي جازف بعمره لمَّا نشر غسيل
    جماعته و تبجح عليهم. لدرجة أنه لم يسلم من همزه و لمزه و لطع لسانه حتى مسجد الدَبَّاب والشهيد لاحقاً/ عبيد ختم ،
    بأنه كان (ملتقىً للأحبة) ، في إشارةٍ قذرةٍ لاذعةٍ إلى أنه كان ، و العياذة بالله ، وكراً مهجوراً و منتجعاً قصياً لاختلاء فاختلاط
    الكيزان بماجداتهم (الكوزات). بطبيعة الحال، لم يصدق أبناء نُقُد ـأنفسهم بعثورهم على عجلٍ حنيذٍ و صيدٍ ثمينٍ بذاك العيار،و فد
    وقع لهم في عبهم من السماء. فأول ما تسلموا منه منشوراً بخط يده بإفاداته النارية تلك، لنشرها على الملأ بحبر ٍأحمرَ على صفحات
    حائطيتهم (أظنها الميدان) بنشاط الآداب.فبادروا بأرساله إلى أهله في سنار، ليس خوفاً عليه من مغبةإهدار دمه بسيوف غرمائهم الأزليين،
    بقدرما كان إمعاناً منهم في شهوة التصيُّد في مياه أولئك و هي آسنة عكرةٌ . و لم يكد الصمغ الذي ألصقوا به ذلك المنشور أن يجف حتى
    سارع جماعةٌ من (أخوان فاطنة) بتمزيق الجريدة و تحطيم ألواحها الخشبية و رميها خاوية على عروشها على التراب. ربما وقف اليسار مكتوف
    اليدين ، ذلك لإدراكه جيداً قدر تفسه و قلة حيلته أمام آلة بطش (متفذة) تفوقُه عديداً و عتاداً. لكنه لم يقف متحجر العقل، و إنما شغَّله بطاقة
    حصانية في تأليب بقية الأطياف المناوئة أصلاً.و للإخوان ، بل استطاع أن يوجد له تغرة بين محاذي مناكب و أقدام جماعة الأنصار المهادنة
    نسبياً آنذاك مع غريمه اليميني.ثم جعل يزِنُّ على أذان هؤلاء بقدسية حرية التعبير، و لم يدعهم حتى تمكن من إقناعهم بضرورة
    نشر نفس المقال (المفخخ)على جريدتهم الحائطية. هنا لجأ الكيزان إلى حيلة المناورة لتهدئة اللعب. فدخلوا بدورهم في مفاوضات
    حثيثة و مساعٍ مكوكية جادة مع كتلةالأنصار عبر (القرطاس و القلم ) ، نوع من إبداء حسن النوايا، بغية تحييدهم خارج حلبة
    الصراع، هذا من ناحية ؛ بينما منناحية موازية ، كان لهم رأي آخر ، ليعبر عنه (السيف و الرمح) و فوهات البنادق،
    و تمثَّل ذلك عملياً في أن قاموا من حيثهم و فورهم بحشد بلاطجتهم من حليقي الرؤوس في الميدان
    الشرقي، ممن انخرطوا في تدريبات(كاديت) نوعية و شاقةفي ساحات الوغى في الميدان
    الشرقي ، ثم راحوا يقرعون طبول التعبئة استعداداً ل(أم المعارك) المحتمل
    اندلاعها واشتداد أوارها لتأكل الأخضر و اليابس ، و ذلك في حال
    فشل المساعي السلمية وإنها ممكن تجوط في أية لحظة
    **************£££££****************
    [/size]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 09:09 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  26.  
  27. #39
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [size=5]
    مع دنو ساعة الصفر لنشوب موقعة
    (الأحزاب)، و التي تخندقت لها مختلف الكتل و الحساسيات
    في خندقٍ واحدٍ ، في مواجهة عدوٍ عنيدٍ مشتركٍ ، تمثَّل في كيانٍ أوحدَ
    صار ممقوتاً لدى الكل و بلا استثناءٍ أو تحفظ ؛ و كثيراً ما بدل جلده و اتخذ أسماءً
    عديدة ما أنزل الله بها من سلطان: بدءاً بجبهة الميثاق، ثم الاتجاه الإسلامي،فالجبهة القومية
    الإسلامية ،أخيراً و الخارجة من تحت عباءات سابقاتها ثم بدت و كأنها (كديسة خلا) متوحشة، طردت
    ( كدايس البيت كلهن) ثم قبلت على عيالها تأكلهم واحداً تلو الآخر تارةً أحياءً، و أمواتاً تارة أخرى .على أية حالٍ
    كان ذلك يوماً عسيراً : التقى فيه الجمعان ، و التحمت الفئتان من صفوف المحاربين من معسكري (موالاة و ممانعة)،
    و من حذا حذوهم ؛ تتقدمهم، بشكلٍ كان لافتاً ، فتياتٌ متحمساتٌ من كتلة اليسار ، و هنمسلحاتٌ ليس بالحياء و الحشمة
    و المقناع ، أو بالعلم الإيمان ، بل بعصي و هراوات الخيزران ، يضربن بها و بأرجلهن يمنةًو يسرةً، غير عابئاتٍ و لا آبهاتٍ بما قد
    يعلم مما خُفِيَ من مفاتن زينتهن. بينما طرفٌ ثالثُ و وحيد رأيناهم يوم التقى الجمعان و (تصارع الثوران و تناطحت العنزان) بأن
    تحاربتفئتان: فئة تقاتل في سبيل الله ، ةاخرى في سبيل الطاغوت..الشاهد إننا رأينا (بني جمهور) يجرجرون أذيالهم و يولُّون الدبر
    و ينكصون على أعقابهم ؛ﻻ يلوون على شيء و لم يعقبوا،ألا و هم/ ( بنو جمهور )، يتقدمهمرأس الفتنة و النفاق و المسفسط الأكبر/
    أحمد مصطفى دالي، تسابقه الريح مع رفيقيه/ القرَّاي و أسماء محمود محمد طه.كانُوا(كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَ رِئَاءَ النَّاسِ وَ
    يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِوَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)، إِذْ زَيَّنَوا للناس أَعْمَالَهُمْ وَ قَالَوا كماقال إبليس (لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَ إِنِّي جَارٌ
    لَّكُمْ، فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَالَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ).و لعل من
    طرائف لك الموقعة أنها أظهرت معادن بعض النساء قبل الرجال في حذق فنون القتال و الطعان. ذلك أن فرقة مشاة من شباب
    كتلة اليسار حملوا (قفة) مليانة بزجاجات المولوتوف الحارقة و صعدوا بها إلى سطوح نادي الفلاسفة لم يكادوا يلقوا منها
    قنينة أو اثنتين على رؤوس جمهرةٍمستهدفةٍمن رائدات الكوزنة تجمعن بجوار شك التلفون قرب النشاط،حتى
    تنبهت مفرزة ندخل سريع مدربة من(أخوان فاطنة) لوجودهم هناك ، فتسوروا متسللين للحقاق بهم
    خفافاً عبر منافذالسلالم التي نسي العدو أو أهمل إحكام تأمينها،ثم ما زالوا بعناصره حتى
    أسقطوهم على أعناقهم من فوق الطابق العلوي الثاني لبناية نادي الفلاسفة،
    ما بين قتيل قضى نحبه في الحال ، و بين جريحٍ ظل ينتظر.
    *****************£££££****************

    [/size]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 09:19 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  28.  
  29. #40
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center][[font=pt bold heading][size=5[FONT=pt bold heading[SIZE=5]]]

    الـــســـودان
    (عبر قرون التيه السياسي)
    (زيجات متعة بين عسكر و حرامية)
    في دغشية 25/ 5/ 1969 اقتحمت ثورة (مايو) أسوار
    قصر الشعب على ظهر دبابةٍ سوفياتيةٍ حمراء صارخٌ لونُها،
    و قد حملت بين عناصرها المشير/ جعفر محمد نميري على فرضية
    كونه آنذاك، أنسبَ واحدٍ غبيٍّ نافع كسد طلب إلى حين تتضح الأمور. لكن الرجل
    ما كاد يفرغ من تلاوة بيانه الأول، حتى انقلب بسحره على رفاقة السحرة و كشر عن أنياب
    شره و أعلن أنه الأب الشرعي لثورة مايو المجيدة الظافرة الفتية ، و التي ظل يُقسم طلاقاً بالتلاتة
    أن(تظل راياتها ترفرف عالية خفاقة أو يسقط شهيداً دونها) . و سرعان ما تغدى برفاق سلاحه، ناس/
    هاشم العطا و الشفيع أحمد الشيخ و فاروق حمد الله و عبد الخالق محجوب ( الذي رُويَ عنه ، و الذمة على
    الراوين ، أنه كان يكني نفسه ب/ عبد الخالق الذي لا يعرف الخالق).تغدى بهم عن بكرة أبيهم في خطوةٍ استباقيةٍ
    ماكرةٍ ، و قبل أن يتعشوا به في 19 / يوليو / 1970. نفس السيناريو تقريباً شهدناه يتكرر قبل مايو و بعدها، بل و كلما
    يفشل شعبنا المعلم في ترجمة انتفضاته إلى ديمقراطية راشدة لتمكنه من حكم نفسه بنفسه. لحدت ما تقرب المركب
    تغرق و يقرب واحد من رعاة أحزابنا المترهلة زي / أبو هاشم يسلم الجمل بما حمل لجون قرنق. حتى يكون وكت حوبة تمام
    عشان يجونا ليك زي أخوان فاطنة ناطين من فوق أسوار نفس القصر ، بحجة و غرض (إنقاذ) ما يمكن إنقاذه من بقايا شعب
    اللي هو نحن ديل في حطام دولة هدها طول السفر على ظهر طوطحانية ديل رايحين و ديل جايين متل (حجوة أم ضبيبينة).
    جاءوا ذات ليلة على متن حرباءة خضراء فاقع لونها ، لعلها تسر الناظرين.و بين ظهرانيهم أيادي متمرسة على العمل العام
    و تتقن فنون السياسة العصربة أهمها طبيعة الحال، إجادة اللعب على كل الحبال ، فكلهم ساسة و ما السياسة إلا حلبة
    لممارسة الممكن منمثل هذه الفنون). و كذلك سرعان ما انسلخت (الحربوية) من جلدها و راحت تبدل ألوانها و مواقفها
    بين متشددة حد السيف و بين منبطحة للنخاع، تتلاطمها أمواج عاتية ، و تسوقها أهواءٌ متقلبة و رياحٌ هوجً، تارات
    جنوبية غربية حارة جافة مسببة للمحن و الكوارث و تارات آخرى، شمالية شرقية مثيرة للكتاتيح و الزوابع. لكن
    الشاهد و الجدير بالملاحظة هنا ، هو أن سعادتو / أبعاج أخوي كان أبا لثورته الظافرة المزعمومة ولكنه
    كان مقطوعاً من شدرة و بدون ذرية. و هذا كان شيئاً مهماً للغاية، ألا و هو أنه كان أباً شرعياً
    أوحدَ لثورة مايو مع أنه كان عقيماً محروم من الجنا. و (وَ يَجْعَلُ مَنْ يشَاُء عَقِيْمَاً).
    و لعله لو لم يكن لديه سوى هذه الميزة بالذات(جزاه الله خيراً حيا و ميتا)
    لكان كفى، كونها جنبتنا فيه مغبَّة توريثه للحكم.
    *************&&&&& *************
    [/FONT]
    [/size][/font]
    [/SIZ[/CENTER]E]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 09:43 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  30.  
  31. #41
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [color=""]

    بمناسبة الأبوة الشرعية للثورات دي، تحضرني هنا
    حادثة طالوش ل(أب عاج أخوي يا دراج المحن).حيث حكي لنا
    الصحفي المخضرم عمنا/ عبد الرحمن مختار أنه بُعَيد انقلاب 25/ مايو كان الرئيس
    جعفر نميري عائداً من رحلة بالطائرة من مصر مصطحباً معه زعيم الهزائم/جمال عبدالناصر
    جاء ضيفاً على رأس وفد رفيع مهنئاَ و مناصراً لأول تفريخة من ثورة 23/يوليو المصرية يرافقه مستشاره/
    محمد حسنين هيكل الذي تغدق قناة الجزيرة جزاها الله خير عليه بطائل الأموال و تفرد له السهرات ليتفسح
    فينا بمعسول الكلام المباح و غير المباح و تنظير فاضي لا يودي لا يجيب (كمن لا أرضاً قطع و لا ظهراً أراح). الشاهد
    أن ذاك المخرف كان يجلس خلف مقعدي الزعيمين المتلاصقين (لزوم حشر الأنف في كل كبيرة و صغيرة)؛ ففي واحدةٍ من
    مداخلاته غير الموفقة, انبرى هيكل بسؤالٍ مزعجٍ للرئيس نميري: لو سمحت لي يا سيادة الريس بسؤالٍ و لو إنو يعني فيها
    غلاسة!فيا تَرَى , مع عدم المؤاخذة يعني , الانقلاب اللي حضرتك و الجماعة بتوعك دول عملتوه دا...هنا قاطعه أبعاج محتداً:
    أولاً هو موش انقلاب. دي ثورة فتية أبية، ووو...إلخ ..لا بقي أرجوك، تسمح لي بقا يا سيادة الريس ، دا باين أوي إني هو كان
    انقلاب آه! هنا عمك أبعاج اتنفخ و أصلو ما كترو مع ذاك الدعي البجح الخسيس و قرر عِلا يبلعو لسانه في حينه. فاستدار نحوه
    بنظرة من عينين كاويتين لهما دخان أسود. و سدد إلى وجهه لكمة واحدة لم يزدها. سقط هيكل بعدها طريحاً مغشياً عليه على
    أرضية الطائرة يصارع الموت. حتى أن عبد الناصر و هو الطود العظيم الذي لا تهزه ريح بدا و كأنه صعق من دراماتيكيية
    الموقف لدرجة خرج عن طوره و صرخ بوجه نميري بحدةٍ: لا بقا، عيب كدا يا قعفر و ما يصحش أبداً بعني إنك تمد إيدك
    عليه و في قدامي كمان؟!ياخ دا كان ها يروح فيها. استرجع أب عاج ثم قبل أن يعتذر لصديقه ناصر ،أصر على قول
    هذه العبارة بندِّية شديدة لاكين هي ثورة و إحنا أبهاتها و لدناها من صلبنا نقوم نسميها إحنا؟ و لا كمان يجي
    واحد زي (الخول المعفن) دا يسميها لينا. دا كان نموذخاً من صميم (خميرة السودنة) اللي لمن تفور لو
    في غير محلها بتعجبني شخصياً.حتى و لو كانت من رجل في قمة سدة الحكم و مدبج بسندس
    و إستبرق و مدرع بالصولجانات و النياشين.لأننا ما بنرضى بالحقارة و لا نقبل الدنية في
    ديننا و لا في دنيانا. أما لمن نجي لي حكاية خطأ أو صواب و صاح و لا غلط دي
    فخليها لينا على جنبة. و بصراحة كدا، هناك مواقف مستفزة شديد،
    لدرجة تفقع المرارة وما يعالجها إلا متل طالوش أبعاج أخوي دا.
    *************&&&&&*****************
    يعيدني ذلك بالذاكرة
    على سبيل المقاربة فقط ، إلى موقف
    يوم كان لأسد الله و سيد الشهداء سيدنا حمزة
    ابن عبد المطلب عم رسول الله (ص) و أشد من
    أحزنه استشهاده (في عام الحزن) كانت قصة دخوله
    الإسلا م بسسب شكلة لخ ليك فيها أبا دا جهل دا
    صفعة واحدة لمان شج رأسه؛ و ذاك موضوع
    آخر لعل مجالاً آجر يتسع له.
    *******&&&*******
    [/
    color]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-09-2015 الساعة 02:56 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  32.  
  33. #42
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aabersabeel مشاهدة المشاركة
    [size=6]

    (حاشية لا بد منها)
    لمن يتبادر له سؤالي :
    أين كنت من كل ما كان يدور
    خلف أسوار و كواليس القصر؟؟؟!!!
    أقول له: إن هذه شهادةٌ للأمانة و للتاريخ ، أنني
    كنت أدخل ضيفاً و أخرج كأي أجير . كنت أنتظر كل آخر شهرٍ
    لأتقاضى أجري ، بعد أن يجف عرقي . كنت أترك كل النغنغات الحاصلة،
    لأعبر الشارع غرباً إلى مبنى وزارة المالية أو البوسطة المجاورين، لأضرب ليك طلب
    كسرة بلدي يومياً بملاح شرموط أبيض( خالدي) ، لدرجة أنني من كثرة تكراره مرات أتخيل
    نفسي أمام حَلَّة قوز عملاقة بحجم (مصفاة الجيلي) و يغرفون لي منها كل مرة شوية بما يساوي
    مبلغاً و قدره طرادة (25 قرشاً) ؛و ألم باقي المويهية (صرة في خيت) و أقوم أوديها لناس أبوي المسن،
    ليعيش بيها (كوم لحم) شُفّع تحته من زوحته الرابعة. بالنسبة للعطايا و المنح و المناوﻻت و التمريرات
    من تحت الطربيزة ،فهذه شهادة لوجه الله، و أتحدى بها من أحياء البلاط الرئاسي و أمواتهم كائناً من كان
    رآني أو سمع بي سجلت نفسي ذات مرةٍ ، و لو بقلم رصاص، في أيٍ من دفاتر تلك المخصصات و التوزيعات
    المشبوهةو الممرغة بغبار الملح من عرق الغﻻبة أمثالي و الكادحين من أهلي الحنان. بالجد دي كانت
    طريقة تفكيرنا. علماً بإنو أراضي الفئويين لمان صارت حقاُ مشاعاً لكل خريج لقتني غادرت
    تاركاً البلد بقضهاو قضيضها إلى غير رجعة ، و مرقنا منها (ملوص ، أباطنا و النحم).
    و من هنا، بتحدى بذلك كل من يقدر يجادلني أو يخاصمني حول
    أية إفادة مما أوردته هنا . كما أعتذر بشدة لكل من سقط
    اسمه مني سهواً.، و بالتأكبد ليس عمداً.
    **********&&&&&*********
    [/
    size]
    [size=5]
    و لمن قد يتبادر له سؤالٌ أيضاً
    حول: من أين جاء أصلاً ، هذا الذي يقرع بنعليه ،
    و يبرطع كيف يشاء في(بلاط) القصر؟! لأقول له ، و بكل بساطة:
    إن القصر الجمهوري ليس إيوان كسرى ، بحيث لا ينبغي أن يأتيه البؤساء
    من بين يديه و لا من خلفه. و إنما هو مُلكٌ للشعب، و يفترض أن يكون قبلةً مفتحةً
    على مصراعيها ليؤمها الناس ضعيفهم قبل شريفهم. هذا علماً بأنني أتيته عابراً إلى حال
    سبيلي، كحال راكبٍ طريقُهٌ طويلةٌ، و غايته بعيدةٌ، فنزل يستظل بظل شجرةٍ ، ثم ما لبث أن راح
    و تركها. كان هذا هو ديدن حياتي منذ رأيت نور الدنيا. فلو كان هناك(سوَّاااحٌ) فما بالك برجلٍ حملته
    أمه كرهاً في بلدةٍ ما.. و وضعته كرها في ناحيةٍ أخرى.. ثم لم تلبث أن رحلت عنه ، مودعة أمره لله،
    ثم لمرضعاتٍ كُثْرٍ سواها. لدرجة أنني لما شببت عن طوقي و بلغت أشدِّي و بلغتٌ أربعين سنةً، و رحتُ
    أنشد بنتَ حلالٍ لأنكحها فتكون له عوناً على نوائب الدهر، فإذا بي أجد بنات حواء من حولي كلهن أخواتٍ
    لي من الرضاعة؟!و إن كان هنالك(عاشقٌ ترحالٍ) فليك أ ن تعجب من أمري وأنا (طفلٌ معجزة)إذ نشأتُ
    و ترعرع منذ نعومة أظفاري ضيفاً في بيت أبي، بين أربع ضَرَّاتٍ للراحلة المرحومة/ أمي؟ أو ليس
    حالي أشبه بحال أَبُي جَهْمٍ، الذي: لَم يكن ليَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، أو كحال مُعَاوِيَةُ بْنٍ أبي سُفْيانَ
    (رضي الله عنه) و قد كان صُعْلُوكاً لَا مَالَ دينار لديه و لا درهم ، عاش متنقلاً بين الحضر
    و البادية،يطوف بدور العلم بشتى مراحلها بدءً بالابتدائية التي درستها في أكثر
    من مكان. و انتهاءً بالمرحلة الجامعية وما فوقها و التي أكملتها ب ثلاث
    جامعات داخل و خارج حدود رقعة ما يعرف مجازاً و اصطلاحاً
    بالوطن ، رحت أتأبطها و ظلت تسكنني أكثر مما أسكنها.
    التوقيـع بالبنــــط العريـــض
    *******@@@********
    عـــابـــر ســـبـــيـــل
    ]
    [/size

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-09-2015 الساعة 02:41 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  34.  
  35. #43
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [COLOR="#A52A2A"][COLOR="#8B4513"]
    بالعودة إلى مربع صفقة زواج المتعة، ذاك
    الذي عُقِد قرانه (عرفياً) ما بين جماعة الجبهة القومية
    الإسلامية ، و بين عسكر ثورة مايو، بعد أن بردت عضلات هذه
    الأخيرة و همدت فتونتُها و غدت عجوزاً شمطاء تلفظ آخر أنفاسها عند
    حافَّة قبرها؛ و قد جرت مراسم ذلك الزواج غير الميمون بطريقة (مكلفتة) سريعاً،
    و جلبوا له المأذونين من ذوي الطرابيش الحُمر من خُدَّام الجامع الأزهر، نجد أنه كان حدثاً
    أقرب ما يكون إلى كلمة حقٍ قد أُرادوا بها باطلاً . أي ، بمعنى أنها طبخة (القطر قام) سبكها كهنة
    فرعون هنا بغرض التعجيل في سبتمبر 1983م ، بسن قوانينَ ذات صياغةٍ فطيرةٍ و (سيئة السمعة). طبعاً
    هذه ليست من عندي . بل هكذا كان يتجرأ على نعتها، و بسخريته اللاذعة المعهودة السيد الإمام/ الصادق
    المهدي ، و هو غريم لكلا طرفي المعادلة ، و الذي ظل يناكف و يناهض طيلة سنين ولايته الثانية بكل ما أوتيَ من
    قوة و من رباط الخيل لوأدها في مهدها و طمس آثار(عدالتها الناجزة) حتى أنه ذات أمسية كان يحاضر في قاعة الصداقة
    عمَّا سمَّاها (شريعة البتر و الصلب) و كان بجواره الشيخ/سالم عزام و الذي تمعر وجهه فقاطعه زاجراً بأنه لا يجوز
    إطلاقاً التجني على شرع الله و وصمه بمثل تلك التفاهات). لكن الشاهد إن تلك الزيجة العرفيةبامتياز لم يكن شهر عسيلتها
    ليدوم بطبيعة الحال سوى لبضعة (أيامٍ معدوداتٍ) بحسابات التاريخ: فسرعان ما انقلب السحر على سحرة فرعون . إذ اختلف
    اللصوص ليظهر من بينهم السارق. و سرعان ما ألقِيَ القبض على قراصنة السلطة و سيق الذين لم يتقوا منهم زمراً،ليمكثوا
    خلف القضبان (عدةً من أيامٍ أخرَ، حيث تم التحفظ عليه هناك ريثما اندلع تأحداث انتفاضة 6 إبريل 1985م. و قامت جماهيرها
    هادرةً حول أسوار القصر تنادي برأس نميري الذي بات آنذاك (مطلباً شعبياً).و بالفعل راح فيها المسكين كأي كبش فداءٍ .
    بعدهاخرج الترابيون من سجون كوبر و فتاشة يتقدمهم عجوز الثعالب في ثياب الواعظين ،ذاك الذي فكر و دبر ثم قدَّر
    ثم قتل كيف قدَّر تولى كبره و علمهم السحر، محمولاً كما الأبطال و الغزاة الفاتحين على أكتاف جموع من الغُشماء
    و المضحوك على ذقونهم من الرجرجة و الدهماء ،كما لو كان (مانديلا أو المهاتما غاندي، أو حتى مهاتير محمد)؛
    و راح يباشر إعداد عُدته لخوض(أية انتخابات حرة و نزيهة) في ديمقراية قادمة مزيفة و مضروبة مية
    فشنك من دوائر مزعومة للخريجين في( الصحافات). جنباً إلى جنب مع أمثاله من بقية
    (الأربعين حرامي) و لا تزال الساقية ( طاحونة الأنين) لسة مدورة.
    *****************&&&&& ********************

    هنا مجرد علامة استفهام أخيرة و مهملة:
    إذا سلَّمنا بأن زيجات المتعة تلك ، كانت وصمات عارٍ،
    لا أنواط جدارة واستحقاق أو أوسمة شرف ليسلأحد أن يدعيه،
    بقدر ما هي تهمة ليس لأحدٍ أن يتبرأ منها أو ينفيها ، من علمانيين
    هم أضل سبيلاً . جاءوا أيضاً(مرتزقين) من ليبيا معمر قدافي، و على
    ظهر دباباته كتفاً بكتفٍ مع عساكر/ محمد نور سعد و حسن حسين ،
    فبالله عليك لو ما نحن شعبغلبان و متعوس الرجاء و محروق دمه
    في الفاضي ، و مضحوك على ذقونه، هو وين ظاطو الإسلام
    الإصلاحي دا المحتاج يتخرجو ليهمن جامعات و
    محاضن غربية متل ناس من السوربون
    و ناس من أوكسفورد؟!
    **********&&&**********

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 09:56 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  36.  
  37. #44
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [FONT=pt bold heading][SIZE=5]

    بوقوع ذاك الطلاق البائن بينونة كبرى ما بين
    جعفر نميري و بين جماعة الترابي، و جدت هذه الأخيرة
    نفسها في وضع لا تحسد عليه من شماتة الشامتين من غرماء كثرٍ
    ممن لا يكرهون غرز أنيابهم في لحمها ميتةً. و أول الشامتين بها كان هو/
    أحمد مصطفى دالي الجمهوري الأشهر و الناطق بلسان جماعته في النشاط الطلابي.
    كان سريع البديهة و سليط اللسان. أصلو ما ينقهر في الكلام إلا تركبو عكاز ساااه. كان
    هو و رفاقه ﻻ يألون جهداً في بطح الكيزان أرضا لكشف سوءاتهم و أكلهم حنك . غلبو
    فيهمحيلة و لا يحلو الركن إلا إذا جمع دالي و فصحاء الكيزان و بلاطجتهم ، ناس/ إبرهيم
    خبرة و عمار أحمد آدم. نحن كنا طبع(فلوترز)، شلة خشامة لا عاجبنا عجب و لا صيام
    في رجب . بس بنحب الشمارات و الضحك و القرقراب بس, نشجع اللعبة الحلوة
    و نسوي(المديدة حرقتني). و لا يهمنا لا لينا في ترابي و لا فرق لدينا
    بين محمود محمد طه أو لاعب معروف آنذاك ب(محمود القضارف).

    ****************&&&&*******************

    هذا يعيدني بالذاكرة أسخن مناقرة جرت في النشاط ذات يوم بين
    أحمد مصطفى دالي و بين كوز علم في رأسو تشة نار هو الدكتور/ جعفر شيخ إدريس.
    فمرة قام الكيزان لما تب غلبت حميرهم كلها رسلو للدكتور/جعفر شيخ إدريس من قدامى المحاربين
    و أحد أشهر شيوخهم المهاجرين في أمريكا الجنوبية يجي يشوف ليهم صرفة مع ذاك النبت السرطاني
    الجمهوري الآخذ في الاستشراء كما النار في الهشيم.كانت تلك فعلاً أم المناظرات و قد جُمِع لها الناس ضحى
    و المكرفونات لعلعت في سماء الجامعة . أعطيت الفرصة الأولى للضيف الكبير ، عمنا الدكتور/جعفر شيخ إدريس.
    مسك ليك المايك وتنحتح تقول مية مرة و هو يعلم جيداً أنه بصدد أبالسة مصرمين واقعين من السماء سبعين مرة
    و متحدثين لبقين و خطباء مفوهين لا يشق لهم غبار في مضاميرهم و طبعاً السفسطة دي شغلتهم و بنجضوها كويس. بدأت
    هتافات الكيزان تتعالي من النشاط وحتى البركس. مروراً بمسجد عبيد ختم (اللي كان سماه كوز منسلخ بملتقى الأحبة طعناً في
    الكيزان من الجنسين).المهم عمنا الدكتور/ جعفر مسك المايك و تنحنح . ثم بعد أن حمد ا لله و أثنى عليه، بادر الجمهريين بالهجوم
    المباشر كخير وسيلة للدفاع و هو أصلاً كان متحيزاً غلى فئةٍ ، و متحرفاص لقتالٍ، خشية أن يقع في شر أعماله و أقواله.. نعم تماماً لأن
    أية زلة لسان مع هولاء سوف تكون كارثة على الترابي نفسه. قال شيخ جعفر: هذا المدعي محمود محمد طه لم يأت بجديد, إنما قرأ لزنادقة
    الغرب فقط ثم راح يقلدهم بوقع الحافر على الحافر و ينعق وراءهم كالببغاء.نط ليه القراي:يا شيخنا ما تخاف ربك!؟ ماذا تعني بأن الشيخ لم
    يأت بجديد؟ هدي كتبنا مالية الشوراع ؛ أصلك يوم ما دنقرت ليك على كتاب واحد شلتو قريتو؟! رد عليه شيخ: و هل تسمي هذه كتبأً يا بُني؟
    دا مجرد كلام شخارم بخارم ملئت بأراجيف و أباطيل من(علم الكلام), خسارة فيها ثمن المداد الذي كتبت به. هنا بدأ النفس يرتفع فاضطر دالي
    للتدخل سريعاً و قال:يا شيخ أعدل لينا كلامك, أنت برضو راجل ليك و زنك واجب علينا نحترمك. بس ما ترمي لينا كلام هردبيس ساي(دي كانت
    طريقتهم في استدراج الخصم في محاولة لتحييده).فكدي أنت أول حاجة بدل ما تدخل فينا شمال كدا، و رينا كم كتاب قريتا للأستاذ/ محمود؟!عشان
    نشوف باني حكمك على كم؟. هنا بدأت أوداج عمنا جعفر تنتفخ و أخد ليه تلعثمة شوية و جر نفسوو خاف الجنا دا يوقعو في مطب يقوم يضحِّك
    الناس عليه يقولو (قر). فاستتدرك قائلاً: أنا قريت بعض الكتب منها الرسالة الثانية. قالو ليه:طبعاً بديهي دا أي زول قراه و معروف، كأنو
    ترباس و على رأسهه (عمامة) و طيب شنو يعني فهمت من الرسالة الثانية؟ ثم هل كتاب واحد كان كافي يفهمك كل ما تفتقت عنه عبقرية
    الأستاذ عن فكرنا الجمهوري؟ يا شخينا ما تقعد تخرمج ساي.شيخ جعفر قال ليه:يعني عايزني أكبِّس في خزعبلات الأستاذ بتاعك دي
    أعكف على مذاكرتها كولها عشان أفهم؟ ثم أنتو ناسيبن إنو أنا راجل مفكر ذاتي، ثم بعدين ياخي الجواب يكفيك عنوان! طبعاً ما يقراها
    كلها، دي فرصة فرصة لم يكن دالي ليفوِّتها لجرجرة الضحية نحو الغريق ثم إرباكه حتى يُجهز عليه بالضربة القاضية. فقال ليه:
    لا يا شيخ جعفر حاشاك، إحنا ماقلنا كدا، و أنت فعلاً سيد العارفين. و لكن(الرسالة الثانية) لا تمثل العنوان الوحيد و لا حتى
    الرئيسي لفكرنا الذي تنوء بحمله كتب و مجلدات ! قام عمنا جعفر ضرب ليه مثل مضحك ليشد انتباه الحضور كمحاولة
    تكتيكية لإفحام دالي و أيضاً لتقريب الصورة الذهنية قال: يا ولدي هسة أنت لو كنت واقف ليك جو غرفة و قام
    جاك دحش مد ليك راسو بالشباك, أها ح تطلب منو يرفع ليك كدارينو الأربعة و لا (يهنق) ليك ، عشان
    تعرف أنو حمار؟ و لا بتكتفي بالشفتو؟!! قام داك رد عليه طبعاً لازم يرفع كرعيه ورا و قدام, لأنو كمان
    البعيد شنو ، ما يمكن يكون زول واقف بهناك و رافع ليه رأس حمار. يلا هنا النشاط دا
    من الضحك لمان في واحدين لا مؤاخذة أظن بالو في هدومهم.
    و بقينا ذاتنا ما عارفين رأس الدحيش من إضنينو!!!.
    **************$$$$$**************

    [/
    FONT][
    /
    SIZE]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-09-2015 الساعة 10:19 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  38.  
  39. #45
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [center[font=pt bold heading[size=5[color="#6633cc"]]]][SIZE=5

    ][COLOR="#6633ff"]
    (زيجات متعة بين عسكر و حرامية?!)
    (أم لعلها هي دوامة لما يصطلح عليه بأحزاب الكنبة؟!)

    بحكم تجاربه الديمقراطية (الفطيرة) على تعدٌدٍها، ليس السودان بدعاً
    بين جيرانه، سواءٌ في أفريقيا أو في بلاد العرب أوطاني. إذ لا مجال منقطياً،
    للحديث عن ديمقراطية بلا ديمقراطيين. فذلك ضربً من دق (الأوتادٍ في زرائب بلا أبقار)
    .
    فبتكراراً انقلاباتهم، درج العساكر، على تدجين شعوبهم، فخلت نفوسها من حبة خردل من ثقة
    فيهم و في من هم سواهم من(مسوٍسين) أو مشتغلين بالسياسة قد خلا وفاضهم من أية حنكةٌ و
    ماتت ضمائرهم من حياة للنهوض بالبلاد من كبواتها.فآثر بعض أولئك الآخرين الانكفاء حتى تبخروا ،
    و انزوى بعض آخر بعيداً عن دائرة الضوء ، و لاذوا بالصمت في مقاعد المؤخرة ل(حزب الكنبة). بينما
    صنف ثالث (ﻻيوق) من شيوخ الغفر، جعلوا (يتاوقون بالطوالة) يتحينون الفرص للرعي و (الرمرمة)
    حول الحِمَى، يوشكون أن يقعوا فيه) و برغبة شهوانية و عزم و إصرار خرافيين على الرضا
    من كعكة مولد السلطة و لو يفضلات الفتات مما قد يجود به شح نفس(سيد البلد)
    حتى يرميه ل(كلاب حراسته)،أو باللجوء إلى حيل أخرى غالباً ما تأتي عواقبها
    (مطربقة) فوق رؤوسهم و على عكس (ما تشتهي سفنُهم) .
    فتكون النتيجة:أنه (على أهلها دائما ما تجني براقش) !!!
    ***************$$$$$******************
    [[/[/COLOR]
    [/SIZE]FONT]/color][/size][/center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-09-2015 الساعة 07:36 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  40.  
  41. #46
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [size=5]

    فمثلاً تجد أن الرئيس/ جعفر نميري
    بعد فرضه لقوانين سبتمبر ، وقع فريسة سهلةً لأن
    يلتف حوله نفرٌ من متربصي الدوائر و تجار الدين ، و جوقةٌ من
    ماسحي الجوخ ، أمثال بعض المشعوذين فأدخلوه في حالة انغماس
    حد الغرق في لوثة دروشة و نجذاب صوفي أقرب إلى الهوس الديني .لدرجة
    أننا كنا نشاهده في صالون ضيافة القصر الجمهروي يأتي كل صباحٍ (فتاح يا عليم،
    رزاق يا كريم) ليبدأ يوم دوامه الرسمي بمصافحة الهواء على كل كراسي الجلوس و هي
    خالية و خاويةٌ على عروشها من أي أنس. قيل: كان ذلك ﻻعتقاد منه بأنه إنما يصافح ثلةً
    من الملائكة و الروح فيها. كذلك كثير الترداد لزيارة أهلنا (أهل السلسلة) عندنا قريب هنا في
    أبي حراز و طيبة الشيخ عبد الباقي حيث كان يخضع لجلسات(دوا ء فقراء). كنت شخصياً شديد
    المناكفة لقريبنا الشيخ/ أبو عاقلة ود الشيخ الريح، حفيد و خليفة (ككر) للشيخ / عبد الباقي أزرق
    طيبة.فكان لمان يتضايق مني خلاس ، ينهرني يقول: هوي يا جنا أب تفةً عاجباك دا، شايف
    السباتة الإنت متوطيها بي نعلاتك دي، قاعدين يجوني يبركو فيها عند كرعيني هنا رؤساك
    المشغلنك و طالع و نازل معاهم ديل من أكبر رأس في البلد (قاصد جعفر نميري طبعاً)
    و لعند حاكم إقليمك الأوسط هنا؛ أكان كرار أحمد كرار، و لا عبد الرحيم محمود،،
    و حتى جماعتو و سعد عوض وعيسى جفون و غيرهم ، كلهم في
    الهواء سواء. و الظاهر الناس فعلاً علي دين ملوكهم.
    *************€€€€€***************

    [/size]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 10:02 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  42.  
  43. #47
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [

    center]
    الشـــــــاهـــــــــــــد:
    يبدو إنو الأخوان بفعل إعمالهم لحاسة شمٍ سادسةٍ
    و ملكة ذكاءٍ خارقةٍ للعادة و (ميكيافلِّية النزعة)، و بفضل تسلحهم
    بأساليب لولبيةٍ، و تزود شيخهم بتحديداً بقرنَيْ استشعارٍ مبكر تدفععانه دفعاً بقوة
    دفعٍ حصانيةٍ رباعيةٍ نحو طموحٍ لديه كان شاطحا جدآ لبعث ثم تحريك عالمٍ إسلاميٍ جديد ٍ
    من عاصمة هامشية كالخرطوم ، إذ ليس فيها كعبةٌ مشرفةٌ، و ﻻ مسجدٌ اقصًى ، و ﻻ حتى جامعٌ أزهرٌ
    شريفٌ ؛ ناهيك عن أن هذا الأخير ما بناه الفاطميون إلا ليكون مسجداً ضراراً لبيت الله الحرام . لذا، و من منطلق
    هكذا طموح، فقد فطن الترابيون و منذ أول وهلة، لوجود ثغرة خلخلةٍ أمامهم هناك بين محاذي مناكب و أقدام كلاب
    حراسة ثورة مايو ، خصوصاً بعد إنقراض معظم صناعها الحقيقيين و أبهاتها الشرعيين . فجعل الأخوان يزاحمون و (يتتاررون)
    إلى أن لقو ملكتهم في من حسبوه (عبيطاً نافعاً) ل(يزلقوا) له الطعم . إذ يبدو لي أنو عمنا أبعاج و في لحظات اتشائه بصوت البلابل/
    بنات طلسم و تمايله معهن طرباً على أنغام (أبعاج أخوي يا دراج المحن) ، يبدو إنو فعلاً (بلع العضم بي مُخًّو). و لكنه لم يهنأ به طويلاً .
    حيث كان للأخوان ما يخططون له سلفاً من التقرب منه زلفى؛ حتى تمكنو من دس السم له في الدسم.بعد أن بدأ الرجل يثق بهم كبادرةٍ
    حسنةٍ لنية الانصهار في بوتقة ما توج آنذاك بمساعٍ حميدةٍ و جادةٍ للمصالحةالوطنية ، و التي تم بموجبها تعيين رأسهم الكبيرة في منصب
    استشاريٍ للسيد/رئيس الجمهورية لشؤون الخارجية. و كان مكتبه تحتنا طوالي . رغم أنه لم تكن توكل إليه أية استشارات، مكتفياً بالتلذذ طوال
    نهاره باحتساء الجبنة و عصيرات الفيتمو من مأمون البرير . مع وجبات سريعة من طراز ال 5 نجوم من فندقأراك المجاور. و التسلية بقراية الجرايد.
    بينما كان ثعلب آخر من كهنة البلاط يعمل مستأثراً فعلياً و قايم بالجمل و ما حمل . كان يذكرنيبرواية طريفة كنا درسناهافي حنتوب للإسكوتلندي/
    روبرت لويس سيتفنسن بعنوان : Dr Jekyll and Mr Hyde(دكتور جاكل و مستر هايد ). و هو عاكف حينذاك على طبخة تستوي على نار خضراء
    هادئةلعملية تنويم مغناطيسي موازية و جراحة غسيل دماغ كاملة كانت تجري على قدمٍ و ساقٍ لسيادة الرئيس/جعفر نميري شخصياً ، توطئة
    لإنهاء مشهده و التخلص منه ثم رمية (عضماً يابساً)؛ و ذلك بتنسيقٍ تامٍ مع الأمريكان . بذكر كان برضو جابو لينا كوز تاني وزيراً أو أميناً عاماً
    لشؤون الرئاسة يقال له/ عمر ياسين . دا كان كلو طبعاً قبل ما تجي فكرة ما بعد السكرة و ينكشف أملعوبٌ خطير ٌجداً بأنو (أب ضنب) كان
    قاعد يبحت ليكيل(ترابه) على هامة(أب شنب)لدفنه حياً.لكن القدر أبي إلا أن قال ليهيا حافرحفر السوء، وسع مراقدك فيهن)
    فبعد
    سقوط أبعاج لاحقاً صرح عمك الشيخ الما يستحي لجريدة المصور المصرية بأنهم صنعوا من المشير/ نميري قائداً ملهماً بايعوه أبا جعفرٍ
    منصوراً ،ليس حباًفي زراق عينيه، بقدرما كان نظام (دردقة)منهم ترمي إلى دفعه لتطيبق مسخٍ مشوهٍ و سيء السمعة لحزمة
    تلك (الخرمجة)المسماة جزافاً (عدالةً ناجزةً). و ليس ذلك سعياً منهم لتحكيم شرع الله كما كانوا دوماً يدعون و يتشدقون،
    بقدرما كان فخاًنصبوه للراجل ، بغية تفجير احتقانات الشارع ضده و تأليب الرأي العام العالمي عليه.
    فكان نتيجة ذلك طلاقاً بأئناً بينوتة كبر بين الراجل و جبهة منسمَّاهم( الأخوان الشياطين).
    و لكن،بعد أيه؟! للأسف ، بعد ما الفأس وقع في الرأس ، و كان الكان؟ !.
    *******************$$$$$********************
    [/
    color]

    [/center]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 29-09-2015 الساعة 10:12 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  44.  
  45. #48
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [size=5][SIZE=5]
    في صبيحة يوم 25/ ينار/ 1985 و الذي
    صادف احتفال مايو بعيدها السادس عشر و الأخير.جاءنا
    في صالون ضيافة القصر، إن لم يكن تشابه علي البقر إما المرحوم/
    حسن ساتي أو لعله الصحفي المخضرم، ابن هذه المدينة الحُبلى دوماً بقطوف إبداعها/
    فضل الله محمد. يرافقه على ما أذكر كوز متخفي في جلد حملٍ وديعٍ و متربعٌ حالياً على ربوةٍ ذات قرارٍ مكينٍ،
    و هو مكينٌ في نقابة أو رقابة الصحافة و المطبوعات لا أدري تحديداً هو/ ﻻ داعي لذكر اسمه، كونه قد ﻻ يقدم وﻻ يؤخر .
    و كان معهم مرافقٌ ثالثٌ، مان قريباً أو متقرباً من دوائر الأحداث وصنع القرار، يقال له/ عبد الحفيظ عبدالله رجب. و لا ناقة
    لهذا الأخيرو لا جمل من قريبٍ و لابعيدٍ بمهنة المتاعب، هذه، اللهم إلا يكون بالوراثة فقط ، عن أبيه الراحل و الذي كان علماً
    في رأسه(تشة نار) لشهره عموده (يوميات أو مذكرات غبش). و لعل لديه مدخلاً آخرَ ل(مصاقرتنا) يوماتي (وجع وش) لكونه زوجاً
    لابنة خال السيد الرئيس/ جعفر نميرى، شخصياً ،أختنا المهذبة و زميلتنا الحشمة السيدة/ فتحية عثمان صالح . الشاهد: مرقنا من
    مشهد كل هذا المولد بلقاءٍ صحفيٍّ مطولٍ و مشوِّقٍ أجرته الصحيفة المعنية مع السيد/ رئيس الجمهورية كان تقريباً بمثابة شبه آخر
    لقاء (مشاكفةٍ ) بين الراعي و رعيته. فضفض فيه عمك أبعاج بكل ما عنده و رمى بآخر ورقة توتٍ من يده على طربيزة اللعب. بما
    في ذلك كل ما كان له و ما كان عليه. لتطالعنا الجرائد في صبيحة غد السادس و العشرين من مايو 1985 و قد تزينت صفحتها
    الأولى بصورة كبيرة و معبرة لجعفر نميري ظهر فيها مرتدياً جاكيتةزرقاء تحتها فانيلة بيضاء خانقة لعنقه و كأنما ينعي مايو
    و يشير ضمناً لأنه خلع بزته العسكرية ذات النياشين و نفض يده إلى غير رجعة من غبار متاع دنيتا هذه الغدارة الكان
    مسميها (دار الغش أم بنانياً قش). و علي يمينه (المانشيت)يحمل بالبنط العريض تصريحاته النارية الفاضحة، و التي
    لفظها بحرقةٍ شديدةٍ و صبَّ معها جامَ غضبه علي من نعتهم ب(الأخوان الشياطين) . ثم صُرفتْ بعدها التلعيمات
    إلى زبانية أمن دولته للتحرك فوراً لتفتيش الجحور بحثاُ عن(أي أثر للجقور) بدءاً بحضرة السيد/ المستشار(الحفَّار)
    ذاك الذي ألقوا القبض عليه ثم اقتادوه و جماعته من القصر إلى سجون كوبر و فتاشة. ثم لم يمض على ذلك
    شهران ، حتى اندلعت انتفاضة 6 أبريل الشعبية في 1985 تنادي ب(رأس نميري مطلب شعبي)
    و التي انطلقت طلائُعها من حرم جامعة أمدرمان الاسلامية و شرعت من حيثها في تحطيم
    الواجهات بمصانع الريحة المجاورة لأستاد نادي الهلال. و بذلك المشهد الدرامي كان
    الاعتقال بمثابة طوق نجاةٍ للبعض ، تخارجوا به من مخالب غضبة
    حِــلْم الجـماهيــر (كما تنملص صوفــةٌ من عجينــها)!!!
    فيـــــا لــــرب ضـــــــارةٍ نــــــــــافــــــــــعةٍ!!!
    **و كم هو جاهلٌ***من ظن يوماً**
    ***أن .. للثعالب.. ذرة .. دينا***
    **********$$$$$********
    [/
    SIZE][/
    size]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 19-09-2015 الساعة 11:33 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  46.  
  47. #49
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [color="#660066"]
    جــــــدلية عهد مـــايـــو

    ما بين فدائية الثورة و فاشية الانقلاب!)
    (و من ماركسيةٍ عاجزةٍ إلى عدالةٍ سماويةٍ ناجزةٍ!!)
    و نحن نوثق لتلك الفترات والحقب على يقين بأن الكلمة
    أمانة. ما أن نلقيها على عواهنهـا فنودعها الأثير هكذا،
    فمن الصعب إن لم يكن مستحيلاً إرجاعها إلى حلقنا.
    تماماً كما يستحيل اللحاق بفقاقيع رغوة الصابون
    بعد نثرها في الهواء الطلق. سائلين المولى
    ألا يؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
    *******&&&&*******
    فمن باب خرقنا للعادة في فن الإخراج
    و المنتجة السينمائية ، و كسراً لرتابة الروتين في سرد
    الأحداث، سوف نعمد هذه المرة إلى بدء وقفة مراجعاتنا لحقبة حكم ثورة مايو،
    ليس من حيث كان مسقط رأس مفجِّرها و قائدها المشير/ جعفر نميري بود نوياوي في
    2 أبريل لسنة 1930م ؛ و ليس حتى من حيث انتهى عهدها في 6 أبريل 1985. و إنما من يوم
    رحيل ذاك الزعيم الثائر في مايو 2009م حيث أسدلت رموش عينيه على آخر مشهد من حياته، تلك
    المثيرة الصاخبة الملأى بأشياء و أضادها. فالشاهد في يوم خرج هذا الشعب الشهم الأبي السمح المتسامح
    عن بكرة أبيه لا يلوي على شيء نحو مدافن أحمد شرفي مودعاً إياه إلى آخر مثواه في صمت مطبق كأيٍّ من
    أبنائه البررة. نفس جموع المنتفضين ضده ذات يومٍ هتافاً بأن( رأس نميري مطلب شعبي) تدفقوا ذات يومٍ آخر
    نحو المطار مستقبلين و محتفين بقدوم الرجل عائداً من منفاه بمصر. و هي عين حشود المشيعين يعلنون عاماً
    للحزن أمام مرأى و مسمع الدنيا بأسرها. و قد ازدحمت جنبات الطرق بالمواسين إلي السلاح الطبي يطمئنون
    على صحته و يشرعون أكف الضراعة لاهجين له بالثناء . ثم ذهب أب عاج و تقاطر المعزون بأعدادٍ غفيرةٍ تسد
    عين الشمس صوب دار ذويه حتى لم تقوَ حوراي أمدرمان على إيوائهم . باتت ربوع السودان يومها بيت
    مأتم واحدٍ كبيرٍ ضم كل أطياف البشر خصوماً و موالين في ثوب شعب طيب لا يضمر سوءاً و لا ينوي
    انتقاماً. فيا لها من محن في طياتها منحٌ. و لحظات أحزانٍ تغدو كرنفالاتٍ للفرح في سرادق
    للعزاءٍ ، بنفوس كاظمة للغيظ ، عافيةٍ عن الناس و بقلوبٍ صابرة مؤمنة بأنه
    ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مؤجلاً.وقد كان للرجلعلى
    علاته بصماتً خيرٍ لا تخطؤها عين منصفٍ. ألا رحم الله الفقيد
    و تجاوز عن هفواته و أسكنه فسيح جناته.
    **********$$$$$***********
    [/
    color]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 06-09-2015 الساعة 07:39 PM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ
  48.  
  49. #50
    عضو فضي
    Array الصورة الرمزية ود الأصيل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    2,849

    [[CENTER]CENTER]

    [font=pt bold heading][size=5][color="#0000cd"]

    [COLOR="#0000FF"]
    جدلية شخص نميري
    بوتيرة تنقُّله كفراشٍ حائر بين
    ميسرة و ميمنة من أقصى إلى أقصى
    حيث تتضارب الآراء و المفاهيم حول العقلية التي أدار بها نظام مايو
    شؤون البلاد بقيادة مجلس ثورته المختزل تقريباً بكامله في كاريزمة شخص العقيد
    المترقي بين ليلةٍ و ضحاها، إلى مشير مرة واحدة و قفذاً بأطول زانة في تاريخ الدكتاتوريات.
    و لكن الحقيقة التي أصبحت واقعاً أن نظام مايو بسلبياته و إيجابياته كان يشكل بحد ذاته جزءاً لا يتجزاً
    من جدلية سياسية عظمى ظلت تكتنف نظام الحكم بصفة عامة في السودان و في معظم جيرانه. و منها جدلية
    حالة اللاحرب و لا سلم التي تكاد بلداننا تتنفسها مع هواء الأسجين ، إكسير الحياة. فبنفس الصيغة الهشة التي
    نال بموجبها متمردو أنانيا(1)في الجنوب قسطاً من استراحة محارب بهدنة أديس أببا عام 1972،فقد أدت أخطاء نظام
    مايو مجدداً إلى إشعال و تأجيج حرب أهلية طاحنة على يد أنيانيا(2) منذ 1983إثر إصدار النميري فرماناً رئاسياً تعسفياً،
    إذ قضى بتقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة أقاليم وإقصاء قدامى المتمردين عن السلطة. كما شرَّع النظام قوانين في مجالات
    التعليم و الصحة و الخدمات. بينما نظام الحزب الواحد الذي انتهجه نظام مايو شكّل أكبر(طَمَلَة) و عقبةً كؤوداً ظلت الحكومةالوريثة
    المنتخبة ديمقراطياً بعد انتفاضة 6 أبريل 1985 تتوحَّل و تتعثر فيها حتى مجيء الإنقاذ. لا شك أن حقبة مايو شكلت مثاراً لجدلٍ دائمٍ
    بسبب التقلبات المزاجية لشخصية جعفر نميري ، التي جعلته ينتقل بين نظام اشتراكي الملكية المطلقة فيه للدولة ، و نظام رأسمالي
    غربي يعتمد حرية التملك و نظام السوق الحر،رغم التناقض الكبير بين النظامين في إدارة الحكم. إلى أن خرج علينا أبعاج ذات في عباءة
    سوداء بزيق مطرز بخيوط مذهبة . و بدون مقدمات طوى نميري الصفحات بين هذا و ذاك بإعلانه تطبيقاً متعجلاً لقوانين سبتمر 1983
    و المسماة شريعة إسلامية وذات عدالة ناجزة ، و التي اختلف المجتمع السوداني مثلما فعل الرأي العام العالمي حول مدى جدلية،
    و ربما غرابة الطريقة التي نُفِّذت بها الأحكام الحدية التعزيرية في ذلك الوقت. فنظام نميري رغم الجدل الدائر حوله إلا أنه يبقى واحداً
    من و الأمثلة المحتذاة لنظم إدارة الدولة في السودان. كذلك أدخلت نظام مايو تعديلات جوهرية في نظم الإدارة الأهلية ولم تشطبها
    بجرة قلم . بل سعت لطويرها إلى نظام المحلي الذي كان يهدف إلى كمش الظل الإداري. فصارت سنة لكل الحكومات التي أعقبت
    نظام مايو و التي عدّلت بدورها في قوانين الحكم المحلي، لكنها لم تستطع إلغاء الحكم المحلي. كذلك لم يأت نميري بجديدٍ في
    نظام الفصل التعسفي من العمل بقردما أنه كرَّسله أصولاً و أرسى له قواعد،كتمهيدٍ وتوطشةٍ ل(قرصنة) الخدمة المدنية
    بذريعة تنقيحها من أية شوائب لترهل و ظيفي محتمل أو حتى مفترض, مبرراً لذلك بنظرية ما عرف اصطلاحاً بمقتضيات
    (الصالح العام )، في سابقة ربما سبقته إلىها كما حذت حذوه فيها كافة السلطات المتعاقبة لتصفية معارضيها. كانت
    مدينة الحديد والنار/ عطيرة و مشروع الجزيرة الضحايا النموذجية لتلك السنة السيئة على مر عهود الحكم
    المتعاقبة مدنيهاعلى عسكريها كلها على حدٍ سواءٍ . و قد شرعتها حكومةأزهري ففرعتها بضحايا
    (مجزرة مشؤوع جودة) التي جرت فصوها على مقربة سبعةٍ و عشرين يوماً
    فقط لا غير بعيد نيل البلاد استقلالها من قبضة المحتل الأنجليزي.
    *****************#######****************
    إنما كل ذلك غيض من فيض ما عمت به
    بلوى هذا الشعب الطيب مما يعمق معاناته و
    يزيد جراحه غوراً و كأني بها لم يزدها نيلنا استقلالنا
    إلا نكأً. ثم ألا ترى معي أن المناحات كلها شديدة التناسخ مع مرثيته
    ملحمية خالدة نظمها شاعرنا الثائر/ صلاح أحمد إبراهيم ؟!، تلك التي
    أطلقهالتجيء مدوية بصوت مناحةٍ و بكاء على أرواح ضحايا (كَتْلَةْ) عنبر جودة
    على أيدي سلطات الاستقلالبُعَيْدَ نيلنا إياه في شتاء 1956 و گاني به ينعي
    لنا ضمناً مجازر دامية أخرى ، نذر بؤس و فواتح شر لمآسي ظلت تتلاحق
    تترا، و ضحاياها تتقاطر أرتالاً من عامة بني شعبه على فترات من
    سلطات القصر. فمن لم يمت منهم بسيف العنف مات كمداً،
    و لم تزل أرواحٌ تزهق جوعاً أو مرضاً أو جهلاً أو
    تهميشاً أو بيعاً و شراءً بثمن بخس.
    *********$$$$$$*********

    و في المساء بينما الحكام في القصر و السكر،
    و في انهماك بين غانيات البيض
    ينعمون بالسمر..كانت هناك عشرون
    دستة من البشر، تموت بالارهاق تموت باختناق،
    عشرون دستة لو أنهم حزمة جرجير يعد كي يباع،
    لخدم الأفرنج في المدينة الكبيرة، ماسلخت بشرتهم أشعة الظهيرة
    و بان فيها الاصفرار و الذبول بل وضعوا بحذر في الظل في حصيرة و بللت
    شفاههم رشاشة صغيرةوقبلت خدودهم رطوبة الأنداء و البهجة النضيرة
    لو أنهم.. فراخ تصنع من أوراكها الحساءلنزلاء (الفندق الكبير) لوضعوا بقفص
    لا يمنع الهواء وقدم الحب لهم والماء لو أنهم...ماتركوا ظماء ماتركوا يصادمون
    بعضهم لنفس الهواء و هم يجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء،
    والعرق المنتن والصراخ والاعياء ماتركوا جياع.. لو أنهم..لكنهم رعاع
    من(الرزيقات) من (الحسينات) من (المساليت) نعم.. رعاع
    من الحثالات التي في القاع!
    *******@@@@@*******
    [[/
    [/I]
    COLOR]/
    CENTER]

    التعديل الأخير تم بواسطة ود الأصيل ; 20-09-2015 الساعة 01:25 AM
    و بَعْضُ النُّفُوسِ ** كبَعِضِ الشَّجَـرْ
    جَمِيــــلُ القَـــوامِ ** رَدِيْءُ الثــَّــمَرْ
    وَ َسبْرُ النُّفُوسِ *** كَصم الحجارة
    فَمِنْهَا كَرِيْمُ نَّفِيْسُ وً جلمود صخـرْ
    و َكَمْ مِّنْ ضَرِيْرٍ كَفِيْفٍ بَصِيْرُ الْفُؤَادِ
    و كَمْ مِّنْ فُؤَادٍ غَرِيْرٍ كَفِيْفُ الْبَصَـرْ

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
by boussaid